فخر الدين الرازي
02-24-2009, 01:59 PM
بينما كنت اجول في موقع الاصلين لسعيد فودة اذ لفتني مقال جريء له تحت عنوان (اهل السنة والجماعة) يعرض فيه لعقيدة اهل السنة ولعقيدة مخالفيهم المجسمة في هذا الزمان الذين سماهم بال(تيميون الجدد) وبيان مخالفتهم للحق, من خلال تجسيمهم للباري سبحانه وتعالى, الا ان اشد ما جذبني هو ما توصل اليه وتوجه به لمن يسمون انفسهم السلفية فقال لهم:
(وفي نهاية هذه الرسالة العاجلة، أود هنا أن أسجل أمرا: ليفهم الجميع من هم الذين يسمون أنفسهم بالسلفية، وذلك كما يلي:
قبل حوالي عشرة سنوات، كان المنتسبون إلى ابن تيمية يدافعون عنه ضد من يقول إنه يعتقد نسبة الحد لله تعالى، ويعتقد نسبة التجسيم والجهة، وضد من يقول إن ابن تيمية يقول بتسلسل الحوادث في القدم، وضد من ينسب إلى ابن تيمية أي أمر من أمور التشبيه والتجسيم، ودفاعهم عنه كان محاولة نفي هذه التهم!! عنه أو حمل كلامه على محمل حسن.
وأما الآن في هذا الزمان، فكثير منهم إذا خاطبتهم قائلا إن ابن تيمية مجسم ، قالوا وماذا في ذلك ، وما الدليل على انتفاء التجسيم عن الله تعالى، وإذا قلت لهم إن ابن تيمية ينسب الحد إلى الله تعالى فإنهم يقولون لك إن القول بالحد هو قول السلف وبه ورد الكتاب والسنة، وهو قول الأنبياء جميعا!! وما هذا إلا كذب وتلفيق. وإذا قلت لهم إن ابن تيمية قائل بالتسلسل ، يقولون وما الدليل على انتفاء التسلسل. وإذا قلت لهم إن ابن تيمية يقول بقيام الحوادث في الله تعالى، قالوا لك إن هذا هو الحق الصريح، فالكتاب والسنة مصرحان بقيام الحوادث في ذات الله تعالى، وهذا هوقول الأنبياء عليهم وجميع العقلاء.
وهكذا فقد انقلبت جميع التهم التي كان مجرد نسبتها إلى ابن تيمية يعتبر تشنيعا عليه، وإذا ناقش المدافعون عنه ، كان أصل الدفاع محاولة إثبات أن ابن تيمية ليس قائلا بذلك، أو إنه إذا قال به فإنه يقصد به معنى آخر جائز عند المخالف.
وأما في هذا الزمان فانقلب الحال، وصار المنكر لهذه الامور مطالبا بالدليل على نفيها، ولم يعد التجسيم أمرا مسلما نفيه عن الله تعالى، بل تحتاج إلى أدلة قوية لكي تثبت أن الله تعالى ليس بجسم؟؟! فسبحان الله تعالى.
والسبب في هذا:
أن هؤلاء الأغبياء الجهلة عندما كانوا قبل سنوات متبعين لابن تيمية لم يكن يدفعهم إلى ذلك إلا الربح المادي، فلم يكونوا يعتقدون عقيدة الرجل، ولم يكونوا يعرفون ما الذي يقول به ابن تيمية فعلا.
وأما الآن وبعد نشر العديد من كتبه، وبعد أن قرأ البعض منهم هذه الكتب صاروا يعرفون عقيدته، وبالتالي فقد انقسموا إلى أقسام:
خلفهم يدعي أن سلفهم لم يفهم عقيدة ابن تيمية كما ينبغي، وأنه ليس بعالم فيها. وبالتالي فكثير المعاصرين من الشباب منهم يدعي أن من سبقهم لم يكن يفهم حقيقة عقائد ابن تيمية.
وهؤلاء التيميون الجدد صاروا يعتقدون فعلا بما يقول به ابن تيمية من التجسيم والتحديد والجهة الحسية والتركيب من الأعضاء والتحيز والحجم المقدر والحركة الحقيقية التي هي الانتقال من مكان إلى مكان الخ.
هذا هو ما صار إليه حال التيميين.
]وأنا أعجب لمن عرف منهم حالهم كيف يسلم لهم قياده في مثل هذه الأمور الخطيرة التي هي لب التوحيد ولبُّ الأديان كلها؟! ولكن ما التوفيق إلا من الله تعالى.والذي أعتقده أن حال هؤلاء الناس سوف يزداد ميلا إلى عقائد المجسمة وسوف يتوجه كثير منهم إلى التصريح بالتجسيم والتحديد وغير ذلك من صفات الأجسام إلى الله تعالى.
والمتتبع لتاريخهم في الدولة الإسلامية يعلم أن فتنهم سوف تزداد وتشويشاتهم على عقائد الناس سوف تكثر، ولكن كلما اقترب هؤلاء الجهلة من هذه الحالة فإنهم يقتربون في نفس الوقت من هلاكهم، بلغنا الله تعالى ذلك، ومن الله تعالى العون.)[/SIZE]
ثم تأملت حقيقة ما توصل اليه سعيد فودة فرأيته كما قال. فان العقيدة الوهابية لم تكن بهذا الوضوح قبل عشرين سنة من الآن, نعم كان هؤلاء القوم يثبتون الجهة لله, ولكنهم في الوقت عينه يفرون من ذكر الحد لله او الجسمية او حلول الحوادث, ولكن لما بدأ القوم ينظرون في كتب ابن تيمية اكثر واكثر وزاد تعمقهم في كتبه لاحظوا ان الرجل اثبت حلول الحوادث في ذات الله, وان الرجل يثبت الحد لله, وان الرجل يقول بالجلوس والاعضاء.....فما كان منهم الا ان اتبعوه كالببغاوات في تلك المسائل, وبدأت تظهر على الساحات هذه العقائد الفاسدة, وبدأت تنتشر انتشار النار في الهشيم, واذكر انني قرأت منذ فترة في احد المنتديات واعتقده لملتقى اهل الحديث الوهابي, احدهم يكّفر اهل السنة (الاشاعرة) لانهم لا يقولون بالقدم النوعي للعالم!!
وآخر يبدع احد العلماء كونه كان يقول ان الصفات الخبرية كاليد والوجه ليست على معنى الاعضاء والجوارح.
كما قرأت في هذا الملتقى الخبيث, حوارا بين اعضائه في: هل لله حد ؟
ودار هذا النقاش طويلا على ما اذكر والذي توصل اليه الجميع في النهاية ان لله حدا من جميع الجهات, الا ان هذا الحد لا يمكننا تخيله ولا يمكننا الاحاطة به!! تعالى الله عن قولهم هذا. ومما اذكر ان احد الاعضاء توتر لخوض القوم في هذه الامور , فسألهم ان كان ما يقولونه تجسيما في حق الباري, فلم يكن للادارة سوى طرده والرد عليه بال(مبتدع) وان مثل هذه المواضيع بعيدة عن فهمه وان ما يقولونه هو قول السلف!! تعالى الله عن تجسيمهم.
ولعل آخر من استوقفني اقراره بتلك المسائل هي الاخت ايمان نور في هذا المنتدى التي حاولت اثبات ان العالم ازلي النوع , في موضوع ناقشتها فيه سابقا.
فصدق سعيد فودة في تصوره , لمآل هؤلاء المجسمة , وعسى ان يصدق فيه تصوره من ان نهايتهم قريبة ان شاء الله تعالى. والمقال الكامل تجدونه ههنا والله اعلم:
http://www.aslein.net/showthread.php?t=438 (http://www.aslein.net/showthread.php?t=438)
(وفي نهاية هذه الرسالة العاجلة، أود هنا أن أسجل أمرا: ليفهم الجميع من هم الذين يسمون أنفسهم بالسلفية، وذلك كما يلي:
قبل حوالي عشرة سنوات، كان المنتسبون إلى ابن تيمية يدافعون عنه ضد من يقول إنه يعتقد نسبة الحد لله تعالى، ويعتقد نسبة التجسيم والجهة، وضد من يقول إن ابن تيمية يقول بتسلسل الحوادث في القدم، وضد من ينسب إلى ابن تيمية أي أمر من أمور التشبيه والتجسيم، ودفاعهم عنه كان محاولة نفي هذه التهم!! عنه أو حمل كلامه على محمل حسن.
وأما الآن في هذا الزمان، فكثير منهم إذا خاطبتهم قائلا إن ابن تيمية مجسم ، قالوا وماذا في ذلك ، وما الدليل على انتفاء التجسيم عن الله تعالى، وإذا قلت لهم إن ابن تيمية ينسب الحد إلى الله تعالى فإنهم يقولون لك إن القول بالحد هو قول السلف وبه ورد الكتاب والسنة، وهو قول الأنبياء جميعا!! وما هذا إلا كذب وتلفيق. وإذا قلت لهم إن ابن تيمية قائل بالتسلسل ، يقولون وما الدليل على انتفاء التسلسل. وإذا قلت لهم إن ابن تيمية يقول بقيام الحوادث في الله تعالى، قالوا لك إن هذا هو الحق الصريح، فالكتاب والسنة مصرحان بقيام الحوادث في ذات الله تعالى، وهذا هوقول الأنبياء عليهم وجميع العقلاء.
وهكذا فقد انقلبت جميع التهم التي كان مجرد نسبتها إلى ابن تيمية يعتبر تشنيعا عليه، وإذا ناقش المدافعون عنه ، كان أصل الدفاع محاولة إثبات أن ابن تيمية ليس قائلا بذلك، أو إنه إذا قال به فإنه يقصد به معنى آخر جائز عند المخالف.
وأما في هذا الزمان فانقلب الحال، وصار المنكر لهذه الامور مطالبا بالدليل على نفيها، ولم يعد التجسيم أمرا مسلما نفيه عن الله تعالى، بل تحتاج إلى أدلة قوية لكي تثبت أن الله تعالى ليس بجسم؟؟! فسبحان الله تعالى.
والسبب في هذا:
أن هؤلاء الأغبياء الجهلة عندما كانوا قبل سنوات متبعين لابن تيمية لم يكن يدفعهم إلى ذلك إلا الربح المادي، فلم يكونوا يعتقدون عقيدة الرجل، ولم يكونوا يعرفون ما الذي يقول به ابن تيمية فعلا.
وأما الآن وبعد نشر العديد من كتبه، وبعد أن قرأ البعض منهم هذه الكتب صاروا يعرفون عقيدته، وبالتالي فقد انقسموا إلى أقسام:
خلفهم يدعي أن سلفهم لم يفهم عقيدة ابن تيمية كما ينبغي، وأنه ليس بعالم فيها. وبالتالي فكثير المعاصرين من الشباب منهم يدعي أن من سبقهم لم يكن يفهم حقيقة عقائد ابن تيمية.
وهؤلاء التيميون الجدد صاروا يعتقدون فعلا بما يقول به ابن تيمية من التجسيم والتحديد والجهة الحسية والتركيب من الأعضاء والتحيز والحجم المقدر والحركة الحقيقية التي هي الانتقال من مكان إلى مكان الخ.
هذا هو ما صار إليه حال التيميين.
]وأنا أعجب لمن عرف منهم حالهم كيف يسلم لهم قياده في مثل هذه الأمور الخطيرة التي هي لب التوحيد ولبُّ الأديان كلها؟! ولكن ما التوفيق إلا من الله تعالى.والذي أعتقده أن حال هؤلاء الناس سوف يزداد ميلا إلى عقائد المجسمة وسوف يتوجه كثير منهم إلى التصريح بالتجسيم والتحديد وغير ذلك من صفات الأجسام إلى الله تعالى.
والمتتبع لتاريخهم في الدولة الإسلامية يعلم أن فتنهم سوف تزداد وتشويشاتهم على عقائد الناس سوف تكثر، ولكن كلما اقترب هؤلاء الجهلة من هذه الحالة فإنهم يقتربون في نفس الوقت من هلاكهم، بلغنا الله تعالى ذلك، ومن الله تعالى العون.)[/SIZE]
ثم تأملت حقيقة ما توصل اليه سعيد فودة فرأيته كما قال. فان العقيدة الوهابية لم تكن بهذا الوضوح قبل عشرين سنة من الآن, نعم كان هؤلاء القوم يثبتون الجهة لله, ولكنهم في الوقت عينه يفرون من ذكر الحد لله او الجسمية او حلول الحوادث, ولكن لما بدأ القوم ينظرون في كتب ابن تيمية اكثر واكثر وزاد تعمقهم في كتبه لاحظوا ان الرجل اثبت حلول الحوادث في ذات الله, وان الرجل يثبت الحد لله, وان الرجل يقول بالجلوس والاعضاء.....فما كان منهم الا ان اتبعوه كالببغاوات في تلك المسائل, وبدأت تظهر على الساحات هذه العقائد الفاسدة, وبدأت تنتشر انتشار النار في الهشيم, واذكر انني قرأت منذ فترة في احد المنتديات واعتقده لملتقى اهل الحديث الوهابي, احدهم يكّفر اهل السنة (الاشاعرة) لانهم لا يقولون بالقدم النوعي للعالم!!
وآخر يبدع احد العلماء كونه كان يقول ان الصفات الخبرية كاليد والوجه ليست على معنى الاعضاء والجوارح.
كما قرأت في هذا الملتقى الخبيث, حوارا بين اعضائه في: هل لله حد ؟
ودار هذا النقاش طويلا على ما اذكر والذي توصل اليه الجميع في النهاية ان لله حدا من جميع الجهات, الا ان هذا الحد لا يمكننا تخيله ولا يمكننا الاحاطة به!! تعالى الله عن قولهم هذا. ومما اذكر ان احد الاعضاء توتر لخوض القوم في هذه الامور , فسألهم ان كان ما يقولونه تجسيما في حق الباري, فلم يكن للادارة سوى طرده والرد عليه بال(مبتدع) وان مثل هذه المواضيع بعيدة عن فهمه وان ما يقولونه هو قول السلف!! تعالى الله عن تجسيمهم.
ولعل آخر من استوقفني اقراره بتلك المسائل هي الاخت ايمان نور في هذا المنتدى التي حاولت اثبات ان العالم ازلي النوع , في موضوع ناقشتها فيه سابقا.
فصدق سعيد فودة في تصوره , لمآل هؤلاء المجسمة , وعسى ان يصدق فيه تصوره من ان نهايتهم قريبة ان شاء الله تعالى. والمقال الكامل تجدونه ههنا والله اعلم:
http://www.aslein.net/showthread.php?t=438 (http://www.aslein.net/showthread.php?t=438)