شيركوه
02-14-2009, 01:53 PM
http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/2/8/img50.jpg
تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الدينار .
أعده للنشر- عبد المجيد الشرقاوي وخالد عفيفي - موقع إخوان أون لاين :
ينشر (إخوان أون لاين) نص اعترافات الشاويش عبد الحميد محمود عبد الله أحد أفراد المجموعة التي نفَّذت عملية اغتيال الإمام الشهيد حسن البنا قبل 60 عامًا، والذي روى في لقاء مصور بالصوت والصورة مع موقع (تراث الإخوان) ننشره كيفية اغتيال الإمام الشهيد بتكليف مباشر من اللواء سليم زكي حكمدار العاصمة؛ الذي نقل تكاليف العملية من الملك فاروق إلى مجموعة من أفراد سلاح حرس الحدود المصري، وقال إن من نفَّذ العملية هو زميلهم محمد الجزار الشهير بمحمد شالوم الذي حصل على مكافأة من الملك عن طريق سليم باشا كانت عبارة عن 300 جنيه إضافة إلى ساعة ذهب.
في بداية اللقاء أكد عبد الحميد محمود عبد الله أنه من مواليد عام 1926م وأنه التحق بسلاح الحدود في 3/7/1947م، وكان عمره وقت الحادث 18 عامًا؛ حيث فوجئ في أحد الأيام بعد أن فرغ من تدريباته داخل السلاح باستدعائه لمكتب مدير حرس الحدود "الباشا"، وهناك أخذ تعليماتٍ منه بأنه سوف يحمل "كرباجًا" مع زميل آخر له، ومهمتهما هي تفريق الناس لعدم دخولهم في شارع الملكة نازلي (رمسيس حاليًّا)، بينما كان تكليف محمد شالوم بقتل الشيخ حسن البنا، وكان معه توفيق السعيد بعلم كامل ومتابعة من سليم زكي باشا حكمدار العاصمة.
ويحكي عبد الحميد تفاصيل هذه الليلة التي مرَّ عليها 60 عامًا قائلاً: نزلنا من السيارة، وكان معنا توفيق السعيد ومحمد شالوم، وقد قام السعيد وشالوم بمراقبة الشيخ حسن البنا، وقاما بالصلاة معه في مسجد بجوار جمعية الشبان المسلمين، وكان معه شخص آخر، فقام شالوم بضرب الشيخ حسن البنا بالمسدس وأطلق عليه 6 رصاصات، مؤكدًا أن العملية كلها تمت في ربع ساعة فقط.
وأضاف عبد الحميد أنه بريء من دم الشيخ حسن البنا، وأن كل جريمته أنه كان بيضرب الناس كي لا تمشي في الشارع وتتجمع على الشيخ حسن البنا، ويضيف: "أنا بالفعل ضربت الناس بالكرباج والناس جرت قدامي ولو ماكنتش ضربتهم كانوا هم هايضربونا".
موضحًا أنه حصل على مكافأة هو وباقي زملائه في العملية من الملك، سلمها لهم سليم زكي باشا، وكانت عبارة عن 200 جنيه، إضافةً إلى ساعة ذهب، بينما منح شالوم الذي قام بالعملية 300 جنيه، إضافةً إلى ساعة ذهب، وقال إن سليم زكي باشا أخبرنا أنها هدية من الملك، مؤكدًا أنهم لم يلتقوا بالملك وكانوا يعتبرون سليم زكي باشا هو ثاني واحد بعد الملك وأقوى من رئيس الوزراء نفسه.
وفي السطور التالية نقدم لقرائنا تفريغًا حرفيًّا لأحد أهم الشهادات على حادث اغتيال الإمام الشهيد حسن البنا، ونوجه عناية قرائنا إلى أن الشاويش عبد الحميد الذي أجرينا معه هذه الشهادة تجاوز عمره الثمانين عامًا، ولديه مشكلات في السمع، ولذلك كانت الأسئلة توجَّه إليه مكتوبةً حتى يستطيع قراءتها والإجابة عنها:
- أنا اسمي عبد الحميد محمود عبد الله وتاريخ ميلادى سنة 26 وكنت في الأول في سلاح الحدود الملكي المصري أول ما اتعيَّنت في 3/7/1947م وكنت لسة طالع من التدريب يا دوب خرجت من التدريب.
- من الذي قام بتكليفكم بالعملية؟ ومن الذي أبلغكم التعليمات بشكل مباشر؟
* الملك هو اللي عمل العملية، وكلها كانت بتعليمات من سليم زكي باشا، وهو كان يد الملك، وتفاصيل العملية أن الرجل حسن البنا طلع من الجامع اللي جنب جمعية الإخوان المسلمين (الشبان المسلمين) ومعاه توفيق السعيد ومحمد الجزار (محمد شالوم) كانوا معاه، واحد مشي كده، والتاني كده، ضرب من المسدس على حسن البنا 6 رصاصات.
- وأنت كنت فين في العملية؟
* إحنا ما لناش دعوة، كانت شغلتنا نضرب الناس عشان نبعدهم عن الحادثة، وبالفعل ضربت الناس بالكرباج، وجريوا قدامى وروحت أنا على البوابة وغير كدة منعرفش حاجة وكان محمد شالوم ماسك المدفع.
اللي ضرب محمد شالوم والحادثة جرى عليه واتلموا على بعض وصنعتي ضرب الناس بالكرباج، واحنا ما حضرناش الضرب لأن سليم زكي جابنا من سلاح الحدود وقالنا نضرب الناس.
المكافأة
* وهل أخذتم مكافأةً على ذلك؟
** نعم.. الملك إدَّى لكل واحد منا ساعة ذهب و200 جنيه، وادَّى لشالوم 300، وأنا كنت وقتها عيِّل صغير عندي 18 سنة، كان سليم باشا الكل في الكل، ومصر كلها تحت سليم زكي حكمدار العاصمة كلها.
* هل قابلتم الملك؟
** لا.. مقابلناش حد.. كل حاجة سليم باشا هو اللي عاملها.
* هل سليم باشا هو اللي أعطاكم تعليمات العملية كلها؟
** سليم زكى إدَّى التعليمات للباشا، والباشا ادَّانا تعليمات؛ قال لمحمد: "اضرب واحنا نغطي"، بس منعرفش حاجة عن الموضوع ده، والباشا كلمنا كل واحد لوحده، محمد شالوم فهِّمه يضرب إزاي، وقالنا نضرب بالكرباج.
* مين الباشا دا؟
** الباشا اللي هو مدير سلاح الحدود.. كنا منعرفش اسمه ايه، بس نعرف أنه الباشا الكبير.
* إنت مش ندمان على هذه الجريمة؟
** أنا معلمتش حاجة.. كل اللي عملته إني ضربت الناس بالكرباج، وأنا صليت ورحت الحج وتبت إلى الله، وتهمتي إني ضربت الناس بس، ولا ليَّ ناقة ولا جمل.!!!!!!!!!!!
* مين المتهم إذن؟
** المتهم الأول محمد شالوم اللي ضرب مرتين مش مرة واحدة، واحنا جرينا، وصنعتي أجري ورا الناس؛ لإني كنت خايف إنهم يقولوا لسلاح الحدود إني مجريتش ورا الناس.. أصل الجماعة دول عندهم ضرب النار وقتل البنى آدم زى شرب المية.
* هل جاءت الإسعاف إلى مكان الحادث؟
** الإسعاف جت بعد نص ساعة.
نصف شهادة
الإمام الشهيد حسن البنا
* وماذا فعلت أنت؟
** أنا عارف إيه اللي ح يحصل لما الرصاص اتضرب.. دخلت من البوابة.. خلعت العمة ولبست جلابية وجريت على طول.. أقل من ربع ساعة العملية بتاعتنا انتهت.
* هل تأكدتم إن الشيخ حسن البنا مات؟
** معرفش إن كان مات ولا خلص ولا مخلصش، بس هو أدَّى الشهادة، وقال: "لا إله إلا الله"، بس مقالش: "محمد رسول الله"، وأنا سألت شالوم: "هو الراجل إتشاهد؟!"، قال لي: "أنا معرفش.. هو كان لسه حي، واتكلم كلام كتير بعد الضرب، وهو مخلصش في الشارع، هو خلص في الإسعاف.. خد 5 أو 6 رصاصات ومفيش حد أسعفه"، والشارع كان نضيف؛ مفيش ولا حد، واحنا كنا لوحدينا، كان عندي 18 سنة، وضرب الناس كانت صنعتي.. كدا مش أكتر.. نضرب الناس عشان ميروحوش على مطرح الحادث، وأنا ضربت الناس طفِّشتهم أنا وزميلي.. قالوا لنا فضُّوا الشارع خالص، إنما ضرب النار كان موضوع محمد شالوم الضارب وسليم زكي وتوفيق السعيد؛ هما اللي شافوا الحادثة وعارفينها.. احنا مالناش دعوة.
* هل كان الشارع اللي حصل فيه الحادثة فيه ناس؟
** الشارع كان مظلم، واللدكاكين كانت مقفولة، والتروماي كان واقف من محطة الإسعاف، والشارع كله كان مطفي، والإخوان المسلمين اللي ضربناهم هم اللي كانوا بس في الشارع، وكان فيه دكانتين بس فاتحين، وكان في محلات جواهر مفتوحة؛ محلين تلاتة بس.
* من الذي كان له علم بالعملية؟
** اللي يعلم الحكاية بالذات تلات أنفار: محمد الجزار، وسليم زكي، وتوفيق السعيد، والملك كان الرأس الكبيرة؛ الأربعة يعرفوا السر.. قالوا اقتلوه لأنه في الحدود اتكلموا إنه عمل مشاكل ودوشة مع الملك، والأربعة دول هما اللي يعرفوا، ومحمد الجزار لسه ميت قريب، وكل العالم دول ماتوا، ومولانا الملك المعظم صاحب العزة هو الرأس الكبيرة.
كان الناس يخافوا منه، كان الكل في الكل، ووراه سليم زكي على طول؛ كان قبل منه واحد إنجليزي منفعش شالوه وجابو واحد تاني، وبعدين واحد تاني، وبعدين جه سليم زكي باشا حكمدار العاصمة.
* هل كان الإنجليز مشاركين في العملية؟
** الإنجليز كانوا ماسكين مصر لغاية ما جه عبد الناصر.. محدش يقدر يقولهم تلت التلاتة كام، وكان عندهم خبر، ويمكن والله أعلم كانوا يقولوا عندنا في الحدود إن الباشا عنده خبر إن حسن البنا ح يقتلوه، واللي دخل فى الموضوع ده هو سليم زكي باشا.. كل الناس دي خلصت (ماتت) في الستينات.
وربنا سبحانه وتعالى إدَّى للناس حقهم ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾ (النساء: من الآية 78)، سليم زكي مات في حادثة متكهرب بالمياه، واتكهرب بسلك التروماي.
أنا أقدر أقول لك إن تهمتي الوحيدة إني ضربت الناس، مكنش حقي أضرب الناس، لكن لو مضربتهمش كانوا هيضربوني وكانوا هما هيقتلونا زي شربة المية؛ لأن الناس دول كانوا حكام مصر.
تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الدينار .
أعده للنشر- عبد المجيد الشرقاوي وخالد عفيفي - موقع إخوان أون لاين :
ينشر (إخوان أون لاين) نص اعترافات الشاويش عبد الحميد محمود عبد الله أحد أفراد المجموعة التي نفَّذت عملية اغتيال الإمام الشهيد حسن البنا قبل 60 عامًا، والذي روى في لقاء مصور بالصوت والصورة مع موقع (تراث الإخوان) ننشره كيفية اغتيال الإمام الشهيد بتكليف مباشر من اللواء سليم زكي حكمدار العاصمة؛ الذي نقل تكاليف العملية من الملك فاروق إلى مجموعة من أفراد سلاح حرس الحدود المصري، وقال إن من نفَّذ العملية هو زميلهم محمد الجزار الشهير بمحمد شالوم الذي حصل على مكافأة من الملك عن طريق سليم باشا كانت عبارة عن 300 جنيه إضافة إلى ساعة ذهب.
في بداية اللقاء أكد عبد الحميد محمود عبد الله أنه من مواليد عام 1926م وأنه التحق بسلاح الحدود في 3/7/1947م، وكان عمره وقت الحادث 18 عامًا؛ حيث فوجئ في أحد الأيام بعد أن فرغ من تدريباته داخل السلاح باستدعائه لمكتب مدير حرس الحدود "الباشا"، وهناك أخذ تعليماتٍ منه بأنه سوف يحمل "كرباجًا" مع زميل آخر له، ومهمتهما هي تفريق الناس لعدم دخولهم في شارع الملكة نازلي (رمسيس حاليًّا)، بينما كان تكليف محمد شالوم بقتل الشيخ حسن البنا، وكان معه توفيق السعيد بعلم كامل ومتابعة من سليم زكي باشا حكمدار العاصمة.
ويحكي عبد الحميد تفاصيل هذه الليلة التي مرَّ عليها 60 عامًا قائلاً: نزلنا من السيارة، وكان معنا توفيق السعيد ومحمد شالوم، وقد قام السعيد وشالوم بمراقبة الشيخ حسن البنا، وقاما بالصلاة معه في مسجد بجوار جمعية الشبان المسلمين، وكان معه شخص آخر، فقام شالوم بضرب الشيخ حسن البنا بالمسدس وأطلق عليه 6 رصاصات، مؤكدًا أن العملية كلها تمت في ربع ساعة فقط.
وأضاف عبد الحميد أنه بريء من دم الشيخ حسن البنا، وأن كل جريمته أنه كان بيضرب الناس كي لا تمشي في الشارع وتتجمع على الشيخ حسن البنا، ويضيف: "أنا بالفعل ضربت الناس بالكرباج والناس جرت قدامي ولو ماكنتش ضربتهم كانوا هم هايضربونا".
موضحًا أنه حصل على مكافأة هو وباقي زملائه في العملية من الملك، سلمها لهم سليم زكي باشا، وكانت عبارة عن 200 جنيه، إضافةً إلى ساعة ذهب، بينما منح شالوم الذي قام بالعملية 300 جنيه، إضافةً إلى ساعة ذهب، وقال إن سليم زكي باشا أخبرنا أنها هدية من الملك، مؤكدًا أنهم لم يلتقوا بالملك وكانوا يعتبرون سليم زكي باشا هو ثاني واحد بعد الملك وأقوى من رئيس الوزراء نفسه.
وفي السطور التالية نقدم لقرائنا تفريغًا حرفيًّا لأحد أهم الشهادات على حادث اغتيال الإمام الشهيد حسن البنا، ونوجه عناية قرائنا إلى أن الشاويش عبد الحميد الذي أجرينا معه هذه الشهادة تجاوز عمره الثمانين عامًا، ولديه مشكلات في السمع، ولذلك كانت الأسئلة توجَّه إليه مكتوبةً حتى يستطيع قراءتها والإجابة عنها:
- أنا اسمي عبد الحميد محمود عبد الله وتاريخ ميلادى سنة 26 وكنت في الأول في سلاح الحدود الملكي المصري أول ما اتعيَّنت في 3/7/1947م وكنت لسة طالع من التدريب يا دوب خرجت من التدريب.
- من الذي قام بتكليفكم بالعملية؟ ومن الذي أبلغكم التعليمات بشكل مباشر؟
* الملك هو اللي عمل العملية، وكلها كانت بتعليمات من سليم زكي باشا، وهو كان يد الملك، وتفاصيل العملية أن الرجل حسن البنا طلع من الجامع اللي جنب جمعية الإخوان المسلمين (الشبان المسلمين) ومعاه توفيق السعيد ومحمد الجزار (محمد شالوم) كانوا معاه، واحد مشي كده، والتاني كده، ضرب من المسدس على حسن البنا 6 رصاصات.
- وأنت كنت فين في العملية؟
* إحنا ما لناش دعوة، كانت شغلتنا نضرب الناس عشان نبعدهم عن الحادثة، وبالفعل ضربت الناس بالكرباج، وجريوا قدامى وروحت أنا على البوابة وغير كدة منعرفش حاجة وكان محمد شالوم ماسك المدفع.
اللي ضرب محمد شالوم والحادثة جرى عليه واتلموا على بعض وصنعتي ضرب الناس بالكرباج، واحنا ما حضرناش الضرب لأن سليم زكي جابنا من سلاح الحدود وقالنا نضرب الناس.
المكافأة
* وهل أخذتم مكافأةً على ذلك؟
** نعم.. الملك إدَّى لكل واحد منا ساعة ذهب و200 جنيه، وادَّى لشالوم 300، وأنا كنت وقتها عيِّل صغير عندي 18 سنة، كان سليم باشا الكل في الكل، ومصر كلها تحت سليم زكي حكمدار العاصمة كلها.
* هل قابلتم الملك؟
** لا.. مقابلناش حد.. كل حاجة سليم باشا هو اللي عاملها.
* هل سليم باشا هو اللي أعطاكم تعليمات العملية كلها؟
** سليم زكى إدَّى التعليمات للباشا، والباشا ادَّانا تعليمات؛ قال لمحمد: "اضرب واحنا نغطي"، بس منعرفش حاجة عن الموضوع ده، والباشا كلمنا كل واحد لوحده، محمد شالوم فهِّمه يضرب إزاي، وقالنا نضرب بالكرباج.
* مين الباشا دا؟
** الباشا اللي هو مدير سلاح الحدود.. كنا منعرفش اسمه ايه، بس نعرف أنه الباشا الكبير.
* إنت مش ندمان على هذه الجريمة؟
** أنا معلمتش حاجة.. كل اللي عملته إني ضربت الناس بالكرباج، وأنا صليت ورحت الحج وتبت إلى الله، وتهمتي إني ضربت الناس بس، ولا ليَّ ناقة ولا جمل.!!!!!!!!!!!
* مين المتهم إذن؟
** المتهم الأول محمد شالوم اللي ضرب مرتين مش مرة واحدة، واحنا جرينا، وصنعتي أجري ورا الناس؛ لإني كنت خايف إنهم يقولوا لسلاح الحدود إني مجريتش ورا الناس.. أصل الجماعة دول عندهم ضرب النار وقتل البنى آدم زى شرب المية.
* هل جاءت الإسعاف إلى مكان الحادث؟
** الإسعاف جت بعد نص ساعة.
نصف شهادة
الإمام الشهيد حسن البنا
* وماذا فعلت أنت؟
** أنا عارف إيه اللي ح يحصل لما الرصاص اتضرب.. دخلت من البوابة.. خلعت العمة ولبست جلابية وجريت على طول.. أقل من ربع ساعة العملية بتاعتنا انتهت.
* هل تأكدتم إن الشيخ حسن البنا مات؟
** معرفش إن كان مات ولا خلص ولا مخلصش، بس هو أدَّى الشهادة، وقال: "لا إله إلا الله"، بس مقالش: "محمد رسول الله"، وأنا سألت شالوم: "هو الراجل إتشاهد؟!"، قال لي: "أنا معرفش.. هو كان لسه حي، واتكلم كلام كتير بعد الضرب، وهو مخلصش في الشارع، هو خلص في الإسعاف.. خد 5 أو 6 رصاصات ومفيش حد أسعفه"، والشارع كان نضيف؛ مفيش ولا حد، واحنا كنا لوحدينا، كان عندي 18 سنة، وضرب الناس كانت صنعتي.. كدا مش أكتر.. نضرب الناس عشان ميروحوش على مطرح الحادث، وأنا ضربت الناس طفِّشتهم أنا وزميلي.. قالوا لنا فضُّوا الشارع خالص، إنما ضرب النار كان موضوع محمد شالوم الضارب وسليم زكي وتوفيق السعيد؛ هما اللي شافوا الحادثة وعارفينها.. احنا مالناش دعوة.
* هل كان الشارع اللي حصل فيه الحادثة فيه ناس؟
** الشارع كان مظلم، واللدكاكين كانت مقفولة، والتروماي كان واقف من محطة الإسعاف، والشارع كله كان مطفي، والإخوان المسلمين اللي ضربناهم هم اللي كانوا بس في الشارع، وكان فيه دكانتين بس فاتحين، وكان في محلات جواهر مفتوحة؛ محلين تلاتة بس.
* من الذي كان له علم بالعملية؟
** اللي يعلم الحكاية بالذات تلات أنفار: محمد الجزار، وسليم زكي، وتوفيق السعيد، والملك كان الرأس الكبيرة؛ الأربعة يعرفوا السر.. قالوا اقتلوه لأنه في الحدود اتكلموا إنه عمل مشاكل ودوشة مع الملك، والأربعة دول هما اللي يعرفوا، ومحمد الجزار لسه ميت قريب، وكل العالم دول ماتوا، ومولانا الملك المعظم صاحب العزة هو الرأس الكبيرة.
كان الناس يخافوا منه، كان الكل في الكل، ووراه سليم زكي على طول؛ كان قبل منه واحد إنجليزي منفعش شالوه وجابو واحد تاني، وبعدين واحد تاني، وبعدين جه سليم زكي باشا حكمدار العاصمة.
* هل كان الإنجليز مشاركين في العملية؟
** الإنجليز كانوا ماسكين مصر لغاية ما جه عبد الناصر.. محدش يقدر يقولهم تلت التلاتة كام، وكان عندهم خبر، ويمكن والله أعلم كانوا يقولوا عندنا في الحدود إن الباشا عنده خبر إن حسن البنا ح يقتلوه، واللي دخل فى الموضوع ده هو سليم زكي باشا.. كل الناس دي خلصت (ماتت) في الستينات.
وربنا سبحانه وتعالى إدَّى للناس حقهم ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾ (النساء: من الآية 78)، سليم زكي مات في حادثة متكهرب بالمياه، واتكهرب بسلك التروماي.
أنا أقدر أقول لك إن تهمتي الوحيدة إني ضربت الناس، مكنش حقي أضرب الناس، لكن لو مضربتهمش كانوا هيضربوني وكانوا هما هيقتلونا زي شربة المية؛ لأن الناس دول كانوا حكام مصر.