تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لامية الأحوص :::



عبد الله بوراي
02-04-2009, 03:17 AM
يـا بيـتَ عاتِكـةَ الـذي أتغزَّلُ

حذَرَ العِدى وبـهِ الفـؤادُ مُوَكَّـلُ
هل عيشُنا بكِ في زمانِـكِ راجـعٌ
فلقـدْ تفحَّـشَ بعـدَكِ المُتعَـلِّـلُ
أصبحْتُ أمنحْكِ الصـدودَ وإنّنـي
قسَماً إليكِ مـعَ الصـدودِ لأمْيَـلُ
فصددْتُ عنكِ وما صددْتُ لبِغضةٍ
أخشـى مَقالـةَ كاشِـحٍ لا يغفـلُ
يأتـي إذا قلـتُ استقـامَ يَحُطُّـهُ
خلف كما نظرَ الخِـلافَ الأقبـلُ
ولوَ انَّ ما عالجْـتُ لِيـنَ فـؤادِهِ
فقسا اسْتُلِينَ بـهِ لـلانَ الجَنـدلُ
ولئنْ صددْتِ لأنتِ لـولا رِقْبَتـي
أشهى من اللائـي أزورُ وأدخـلُ
وتَجنُّبـي بيـتَ الحبيـبِ أحبُّـهُ
أُرضي البغيضَ بهِ حديثٌ مُعْضِلُ
إنَّ الشبابَ وعيشَنـا اللـذَّ الـذي
كنّـا بـه زمَنـاً نُسَـرُّ ونُجْـذَلُ
ولَّـتْ بَشاشَتُـهُ وأصبـحَ ذِكـرُهُ
شَجَناً يُعَـلُّ بـهِ الفـؤادُ ويُنهَـلُ
إلاّ تذكُّـرُ مـا مضـى وصَبابـةٌ
مُنِيَـتْ لقلـبِ مُتيَّـمٍ لا يـذهَـلُ
أوْدى الشبـابُ وأخلقَـتْ لذّاتُـهُ
وأنا الحريصُ على الشبابِ المُعولُ
تبكي لِما قلَـبَ الزمـانُ جديـدَهُ
خلَقاً وليسَ على الزمـانِ مُعـوَّلُ
والرأسُ شامِلُـهُ البيـاضُ كأنّـهُ
بعدَ السوادِ بـهِ الثَّغـامُ المُحْـوِلُ
وشفيقـةٍ هبَّـتْ علـيَّ بسُحـرةٍ
جهلاً تلومُ علـى الثَّـواءِ وتَعـذُلُ
فأجبتُها إنْ قلـتُ لسـتِ مُطاعـةً
فذَري تَنصُّحَـكِ الـذي لا يُقبـلُ
إنّـي كفانـي أنْ أعالـجَ رِحلـةً
عُمَرٌ ونبوةُ مـن يَضُـنُّ ويبخـلُ
بنَوالِ ذي فجَـرٍ يكـونُ سِجالُـهُ
عِصَماً إذا نزلَ الزمـانُ المُمْحِـلُ
ماضٍ على حدَثِ الأمـورِ كأنّـهُ
ذو رَونقٍ عضْبٌ جـلاهُ الصَّيقـلُ
يُغضي الرجالُ إذا بـدا إعظامُـهُ
فِعلَ الخَشخاشِ بدا لهـنَّ الأجـدلُ
ويـروْنَ أنّ لـهُ عليهـمْ سَـورةً
وفضيلـةً سبقَـتْ لـه لا تُجهـلُ
مُتحمِّلٌ ثِقْلَ الأمـورِ حَـوى لـهُ
شرفَ المكـارمِ سابـقٌ مُتمهِّـلُ
ولـهُ إذا نُسبَـتْ قريـشٌ فيهـمِ
مجدُ الأرومةِ والفَعـالُ الأفضـلُ
ولـهُ بمكّـةَ إذْ أمـيّـةُ أهلُـهـا
إرثٌ إذا ذكـرَ القديـمُ مُـؤثَّـلُ
أغنَـتْ قرابَتْـهُ وكـانَ لُزومُـهُ
أمراً أبـانَ رَشـادَهُ مـن يعقِـلُ
ولقـدْ بـدأتُ أريـدُ وُدَّ مَعاشـرٍ
وعَدوا مواعدَ أخلفَتْ إذْ حُصِّلـوا
حتى إذا رجعَ اليقيـنُ مَطامعـي
يأسـاً وأخلَفَنـي الذيـن أؤمِّــلُ
زايلْتُ ما صنعـوا إليـكَ بنَقلِـهِ
عجـلٌ وعنـدَكَ عنهُـمُ مُتحـوَّلُ
ووعدْتَني في حاجَتي وصدقْتَنـي
ووفَيْتَ إذْ كذبوا الحديثَ وبدَّلـوا
وشكَوتُ غُرْمـاً فادحـاً فحملْتَـهُ
عنّـي وأنـتَ لمثلِـهِ مُتحـمِّـلُ
فأعِدْ فِدىً لكَ مـا أحـوزُ بنعمـةٍ
أخرى تَـرُبُّ بهـا نَـداكَ الأولُ
فلأشكُرَنَّكَ حُسـنَ مـا أولَيْتَنـي
شُكراً تُحَلُّ بـهِ المَطـيُّ وتُرحَـلُ
مِدَحاً يكونُ لكمْ غرائـبُ شِعرِهـا
مبذولـةً ولغيـرِكـمْ لا تُـبـذَلُ
وإذا تَنخَّلـتُ القَـريـضَ فـإنّـهُ
لكـمُ يكـونُ خِيـارُ مـا أتنخَّـلُ
أُثني عليكمْ ما بقيـتُ فـإنْ أمُـتْ
تَخلُـدْ غرائبُهـا لـكـمْ تُتَمَـثَّـلُ
فلَعمرُ منْ حجَّ الحجيـجُ لوجهِـهِ
تَهوي بهمْ خُـوصٌ طلائـحُ ذُبَّـلُ
إنَّ امرءاً قـد نـالَ منـكَ قَرابـةً
يرجـو منافـعَ غيرِهـا لمُضلَّـلُ
تعفو إذا جهِلوا بحِلمِـكَ جهلهـمْ
وتُنيلُ إنْ طلبوا النَّـوالَ فتُجـزِلُ
وتكـونُ مَعقِلَهُـمْ إذا لـم يُنجِهـمْ
من شرِّ مـا يخشَـوْنَ إلاّ مَعقِـلُ
حتى كأنّـكَ يُتَّقـى بـكَ دونَهـمْ
منْ أُسْـدِ بِيشَـة خـادرٌ مُتَبسِّـلُ

وأراكَ تفعلُ ما تقـولُ وبعضُهـمْ
مَذِقُ الحديثِ يقولُ مـا لا يفعـلُ

وأرى المدينةَ حينَ كنـتَ أميرَهـا
أَمِنَ البريءُ بهـا ونـامَ الأعـزلُ