كان هذا ما شعرت به وأنا أقرأ وصفا عن الجنة في الحديث الشريف :

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" رواه مسلم



أحسست أن هذا تحد للخيال البشري المحدود ... لماذا محدود ؟

لنرجع إلى نعومة الأظفار ... فماذا كنا نتخيل في تلك الأيام ومن أين يستمد الإنسان خياله؟ يقول تعالى : (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً) النحل:77 |
يبدأ عقلنا بالنمو منذ انبثاق الروح فينا في بطون أمهاتنا ويبقى العقل يتعلم ويتعلم ويزيد الخيال إطرادا مع ما نتعلمه ولا تظهر الإبداعات إلا بسبب التخيلات التي بدورها تدمج جمعا من العلوم والتجارب معا لعمل تجربه جديدة أو للإتيان باستنتاج جديد ..

ما أعنيه أنه ليس هناك شيئ ينتج من العدم ... فلو فرضنا أننا أخذنا طفلا ووضعناه في غرفة ليس بها إلا سرير ندخل له الطعام وبقى هناك 10 سنوات فما هي حدود خياله ؟ لن يزداد حقل خياله عن تلك الغرفة ومهما فكر و تأمل فسيبقى خياله ضحلا ومرتبطا بالبيئة المحيطة به.

ونحن قد تعلمنا كثيرا ودمجنا كثيرا مما تعلمناه في خيالنا وإذا أردنا أن نصنف ما تعلمناه طوال عمرنا لكانت النتائج في الأمور بين ثلاث أشياء : التأكيد أو الإمكانية أو الأستحالة، أما في خيالنا فيمكننا تحويل كل هذه الإحتمالات إلى التأكيد فبخيالنا يمكننا تأكيد كل شئ مستحيل ... وهنا يزداد تعجبي عن إمكانية أي مخلوق من تخيل الجنة بالإستدلال بالحديث الشريف المذكور رزقنا الله دخولها وإياكم وفي الفردوس الأعلى بإذن الله.









من : روائع ما كُتب فى حيران

بقلم أبو ناصر

جزاك الله خيراً اخي بوراي