شيركوه
02-02-2009, 08:16 AM
أرادت إسرائيل الفوز بالضربة القاضية ففازت حماس بتسجيل النقاط
الشيخ كمال خطيب - نائب رئيس الحركة الاسلامية
(09:21 01-02-2009)
إن كل من تتبع وأصغى جيدا لمفردات الخطاب السياسي المقروء والمسموع الذي صدر عن القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيلية قبيل الحرب على غزة فإنه كان سيلمس مقدار الثقة بالنفس عند هؤلاء إلى الحد الذي كان يتصور أن غزة إذا لم تجدد التهدئة فإن الوضع فيها سيتغير بشكل جذري كما صرحت بذلك وهي تضرب على الطاولة في القاهرة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تيسبي ليفني، ومثلها كان خطاب رئيس الوزراء أولمرت ووزير الدفاع باراك حيث كانت مضامين تصريحاتهما لا تعني سوى أن غزة ستتلقى ضربة قاصمة وأن حماس ستشطب من الذاكرة وأن إسرائيل ستستخدم قبضتها الحديدية وما إلى ذلك من مصطلحات التهديد والوعيد.
ولهول الضربة الجوية الأولى ظهر السبت ٢٠٠٨/١٢/٢7 ولكثرة عدد الشهداء الذين سقطوا والمقرات الأمنية التي قصفت فإن الكل كان يراهن على أن حماس سترفع الرايات البيضاء وستقبل بالإملاءات الإسرائيلية، لا بل إن الخطة المرسومة كانت تقضي بدخول تلاميذ دايتون والاستيلاء على مقاليد الأمور في غزة عبر صحراء سيناء المصرية.
مر يوم ويومان وانقضى أسبوع وأسبوعان بل وثلاثة أسابيع، هجوم جوي قاصف ثم اجتياح بري كاسح وحمم البوارج كانت كرش المطر، ثمانية ألوية من الجيش، هم ثلث الجيش الإسرائيلي، قوات النخبة المشهورة يعززها ثلاثون ألفا من الاحتياط، ما زاد على ٥٠٠ طن من المتفجرات ألقيت على غزة خلال الأسبوع الأول من العدوان فقط وتجاوز الرقم ألفي طن خلال تلك الحرب الإسرائيلية الــ כשר مستخدمين القنابل من زنة الطن ونصف الطن
والقنابل العنقودية والفوسفورية الحارقة والارتجاجية والخارقة للحصون.
دمروا المقرات الأمنية والوزارات والمساجد والمدارس والجامعات والبيوت والمشافي والمزارع والجسور والموانئ، مسحوا أحياء كاملة عن الوجود، الطيف السياسي الإسرائيلي كله يبارك من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ومن عامل النظافة في بلدية سديروت وحتى رئيس الدولة بيرس، الحاخامات في الكنس والرقاصات في النوادي الليلية، كلهم التقوا على شيء واحد - الانتصار الساحق والضربة القاضية لحماس.
لم يرمش لهم جفن لقتل ٤٠٠ طفل ولم يكترثوا لقتل ١٢٠ امرأة و١٠٠شيخ كبير، ولا حتى الأطباء ولا المسعفون ولا الصحفيون ولا قوات الأمم المتحدة كانت تساوي بالنسبة لهم شيئا يذكر ما داموا بعد قليل سيحتفلون بشرب نخب الانتصار بالضربة القاضية على حماس ولو كان بجثث الأطفال في غزة.
"سنرجع الأمن والهدوء إلى سكان الجنوب، سنقضي على تهريب السلاح، سنعيد غلعاد شليط الجندي الأسير، سندمر وإلى الأبد قوة حماس العسكرية، سنعيد ونرد الاعتبار لجيش الدفاع الاسرائيلي بعد مهانته في جنوب لبنان في حرب ٢٠٠٦". وكل هذه وغيرها من العنتريات التي كانت على لسان رئيس هيئة الأركان للجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي والتي تتلخص بالضربة القاضية على حماس ورفع غزة الرايات البيضاء .
وها هي هذه الجولة من الحرب الإسرائيلية الــ כשר قد انتهت وها هي غزة تخرج من بين الدمار كعنقاء الرماد، ذلك الطائر الأسطوري، وخلال أسبوع واحد تعود الحياة إليها من جديد، فتحت الجامعات والمدارس، رجال الشرطة في مفارق الطرقات، الوزرات تؤدي دورها، وحماس هي الرقم الصعب في كل المفاوضات التي تجري وكلمتها هي الكلمة، وشعب غزة يعلن أنه لا بديل عن الحكومة الشرعية المنتخبة، فلا ثورة ولا انقلاب ولا تمرد ، ولا سكران ولا زعران في غزة، انقضت ولاية بوش ولم ينقض وجود حماس، وبعد أيام ستنقضي ولاية أولمرت ولن تنقضي حماس ولم يقض عليها ، باختصار فإن إسرائيل بحربها الدموية هذه أرادت القضاء على حماس بالضربة القاضية إلا أن النتيجة كانت أن حماس وغزة هي التي فازت وانتصرت بتسجيل النقاط في هذه الجولة من جولات الصراع .
وإن كل مراقب يستطيع أن يتبين أن ما حصل في غزة كان على غير ما أرادته إسرائيل ، لا سياسيا ولا عسكريا، وأن تفاعلات العدوان على غزة فلسطينيا وعربيا وإسلاميا وعالميا تؤكد أن حماس قد خرجت من هذه الحرب الدموية بتحقيق نقاط ومكاسب هي لصالحها، وأنها فعلا هي التي فازت وانتصرت، ليس بحسم عسكري ولا بتدمير لجيش الدفاع الإسرائيلي إذ لا أحد كان يتوقع هذا من غزة ومن حماس لعدم توفر الامكانيات، ولكنها فازت وانتصرت بتسجيل نقاط هي لصالحها، ومن هذه النقاط:
١- لقد خرجت حماس من هذا العدوان وهي تحظى بهذا الالتفاف الجماهيري والشعبي العربي والإسلامي غير المسبوق، لقد أرادوا شطب حماس من الفسيفساء الفلسطينية وإذا بهم يفرضون حماس وبقوة ضمن فسيفساء كل قرية وكل مدينة وكل شعب عربي ومسلم بل وحتى عند غير العرب ولا المسلمين. وليس هذا فحسب بل إن حماس عبر صمودها وضبطها لقطاع غزة ستدخل من الباب إلى الساحة السياسية الدولية وهم الذين أرادوا عبر الحصار أن يخرجوها من الشباك رغم استمرار البعض بإعلان الحرب عليها والمقاطعة لها وخاصة من الأنظمة العربية.
٢- لقد خرجت قيادة حماس من هذه الجولة وهي تحظى بالتفاف وتقدير وإكبار غير مسبوق وبقناعة أنهم هم الأحرص على مصالح الشعب الفلسطيني السياسية والسيادية، لا لشيء إلا لأن قادة حماس كان الواحد منهم يقدم النموذج الفعلي والقدوة العملية للقائد الذي يتقدم الصفوف وينال الشهادة ويدفع بأبنائه وأسرته في مقدمة السلسلة الطاهرة من الشهداء ويعيش قبل ذلك معاناة أهله وآلامهم وعذاباتهم، ولقد كان الشهيد الشيخ نزار ريان وكذلك الشهيد سعيد صيام خير مثال . إنهم لا يرسلون أبناءهم خارج الوطن خوفا عليهم ولا يستأجرون لهم شققا في عمان ودبي والقاهرة حتى تنتهي المحنة ، ولذلك فإن الالتفاق حولهم يزداد والثقة بهم تعظم لأنهم عملوا بالمثل القائل (إذا أردت أن تكون إمامي فكن أمامي) وهكذا كانوا .
٣- وفي مقابل زيادة الثقة بقيادة حماس فإنه فقدان الثقة ونزعها من رجالات رام الله.
أولئك الذين اصطفوا إلى جانب الاحتلال محملين غزة وشعبها وحماس وقيادتها مسؤولية المحرقة التي أقامتها إسرائيل. هؤلاء الذين أصبحت بطولاتهم ونضالاتهم تتمثل بنضال الفاكس والهاتف من الصالونات المكيفة والفنادق ذات الخمس نجوم يتاجرون بالقضية ويوظفونها خدمة لمصالحهم الشخصية ، إنهم الذين يتاجرون بالإسمنت لبناء الجدار العازل ويهربون الهواتف الخلوية بسياراتهم الدبلوماسية وينسقون أمنيا مع جنرالات إسرائيل ويتآمرون على المقاومة ويوظفون أجهزة مخابراتهم للتجسس على الدول العربية والإسلامية . وكيف لا تتزعزع ثقة شعبهم بهم وهم الذين ألزموا الأجهزة الأمنية بمنع أهل الضفة الغربية من مجرد التظاهر تضامنا مع غزة خوفا وخشية من أن تنقلب هذه المظاهرات ضدهم. أليس عجيبا أن تتظاهر قبائل الزولو في جنوب أفريقيا، والهنود الحمر في البرازيل وفنزويلا بينما يمنع أهل جنين ونابلس وطولكرم من التظاهر نصرة لغزة بقرار من أزلام رام الله !!
٤- لقد ساهمت حكاية صمود غزة أمام آلة الحرب الإسرائيلية في كشف النقاب وإماطة اللثام عن وجوه كالحة لقادة عرب، لقد وضعتهم غزة على المحك، وإن كانوا حاولوا استمرار الرقص على الحبال إلا أن غزة فرضت عليهم تحديد الموقف ، ويا للخزي فقد وقفوا مع المحتل الإسرائيلي ضد غزة، وإن لم يكن بلسان الحال فبلسان المقال. إنهم الذين تمنوا لا بل إنهم الذين شجعوا ضرب حماس والقضاء عليها لأن نجاح مشروع حماس في غزة قد يغري شعوب أولئك الزعماء فيكون بذلك الخطر على كراسيهم وعروشهم. وإن كبت ومنع هؤلاء لشعوبهم حتى من التظاهر نصرة لغزة وصل حد منع إقامة صلوات الجمعة، وإنه سيعجل بإذن الله يوم خلاص الشعوب من هؤلاء ، فلكأني أرى عروشهم وكراسيهم تهتز وتترنح.
٥- ومثل الزعماء فإنهم العلماء من خدام السلاطين من الذين باعوا دينهم بعرض الدنيا، هؤلاء الذين لم تحرك دماء أطفال غزة فيهم غضبة لله ولا لرسوله فينتصرون لغزة، بل إنهم الذين أفتوا حتى بحرمة المظاهرات الشعبية نصرة لغزة ، هؤلاء بموقفهم فإنهم قد كتبوا على أنفسهم المهانة ولن يكون لهم بعد اليوم قبول بين الشعوب، وليظلوا يفتون في نواقض الوضوء ودم الحيض. وفي مقابلهم فإنهم العلماء المخلصون الصادقون الذين انبروا في خطاب واضح وقوي داعين لنصرة غزة والوقوف إلى جانبها وهم كثرة والحمد الله وسيكون لهم دور مبارك في مشوار التمكين لهذا الدين بإذن الله تعالى.
٦- ومثل الأمراء والعلماء فإنهم الإعلاميون الذين يسيل لعابهم للدولار فتكتب أقلامهم الخائنة وتقول ألسنتهم المنافقة ما يرضي أسيادهم، ولتضع هذه الأبواق الإعلامية نفسها في خدمة إسرائيل، أمثال صالح القلاب الأردني وعبد الرحمن الراشد السعودي وقناة العبرية (العربية) وكذلك تلفزيون سلطة رام الله وطابور كبير من الكتاب والإعلاميين المصريين .
٧- إن غزة بصبرها وصمودها قد كتبت فصلا جديدا بل تاريخا جديدا للأمة. وإنني لا أبالغ إذا ما قلت بأن القضية الفلسطينية سيكتب عنها بعد اليوم عن مرحلتين: القضية قبل معركة غزة وما بعد معركة غزة. إن معركة غزة قد عززت خيار المقاومة للظالم المحتل وإنها قد خلقت "موديل" جديدا في الدفاع عن النفس .
٨- إن معركة غزة وما فعله الاحتلال بأهل غزة قد ورث حالة من العداء تأصلت في نفوس الفلسطينيين والعرب والمسلمين لن تنسى.
إنني أذكر بأن هذا الشاب الفلسطيني الذي كان يقاتل في غزة هو نفس الطفل الذي كان يدق رأسه وظهره وتكسر يداه بالحجارة وفق سياسة تكسير العظام التي أطلقها رابين في الانتفاضة الأولى ١٩٨٧-١٩٩١. إن حقد ذلك الطفل وكراهيته جعلته يفكر في كيفية الانتقام ممن كسر أضلاعه بسبب قذفه للحجارة في الانتفاضة، ترى فماذا سيفعل وبم سيفكر هذا الطفل الغزي اليوم وهو يرى بيته ومدرسته تهدم وأباه وأمه يموتان، فإذا كان طفل الانتفاضة قد حمل البندقية فلا أدري ماذا سيصنع في المستقبل من عاش أحداث محرقة غزة؟!
٩- إن معركة غزة قد أعادت القضية الفلسطينية إلى كونها تمثل لب وجوهر الصراع العربي الإسرائيلي وإن أي تقارب عربي إسرائيلي يستثني إقامة الدولة الفلسطينية واسترداد الحقوق وفي مقدمتها حق العودة لن يكتب له النجاح.
وليس هذا فحسب بل إن معركة غزة قد أعادت القضية الفلسطينية إلى بعدها الإسلامي والحضاري والديني فالصراع هو ليس مجرد صراع سياسي أو اقتصادي وإنما هو حضاري وعقائدي وبالتالي فإن حصره في العرب دون المسلمين أو في الفلسطينيين دون باقي العرب أو حتى في فصيل فلسطيني هو فتح دون باقي الفلسطينيين فإنما هو الانتحار بعينه.
فلقد جاءت معركة غزة والتفاف الأمة الإسلامية بكل شعوبها مناصرة لغزة ليؤكد فشل المشاريع الضيقة والانفصالية، الوطنية منها والقومية، وإعادة التأكيد على البعد الإسلامي في الصراع وعلى العمق الإسلامي لهذه القضية.
١٠- في معركة غزة فشل الجيش الإسرائيلي في اقتحام المدن واستخدامه أسلوب التدمير الهمجي عبر الطائرات وقذائف المدفعية وتردده في الالتحام المباشر مع رجال المقاومة الفلسطينية تتقدمها حماس فإن هذا قد نزع الهيبة من ذلك الجيش ومزق أسطورة الجيش الذي لا يقهر، فلقد جاء صمود غزة وأسطورة تحملها ليهز صورة هذا الجيش إضافة إلى ما كان عليه بعد حرب لبنان ٢٠٠٦ وهو الذي قام بمحرقة غزة في محاولة لترميم تلك الصورة.
١١- لقد سعت إسرائيل لسنوات طويلة لرسم صورة جميلة عن نفسها وعن جيشها والترويج أنها صاحبة المثل والقيم والأخلاقيات والفضائل وأنها عنوان الإنسانية والفضيلة والرحمة في الشرق الأوسط خاصة ، وفي العالم عامة، فجاءت معركة غزة وخوف إسرائيل وهلعها من تكرار تجربة لبنان ٢٠٠٦ لتجعلها لا تتردد في استخدام كل الأسلحة ووسائل الدمار من أجل ردع المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي أوقعها في مخازٍ وفضائح وجرائم غير مسبوقة كقتل مئات الأطفال وقصف المساجد والجامعات والمشافي وبيوت الآمنين واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا.
نعم، لقد فضحت معركة غزة إسرائيل وكشفت حقيقتها أمام العالم كله لتتعرى إسرائيل أمام الدنيا بأنها عنوان التدمير والظلم وليست عنوان الفضيلة والإنسانية.
١٢- لقد جاءت معركة غزة لتعطي المقاومة الفلسطينية فرصة ذهبية ونادرة لتجربة ترسانتها الصاروخية ولتجري مناورات مباشرة في النوعية وتحديد الأهداف والمسافات مما يجعلها تطور هذه القدرات بشكل لافت.
يجعل عنصر الزمن القريب والاستفادة من التجربة عند المقاومة من تطوير إمكاناتها لاختزال المسافات يشكل خطرا حقيقيا غير مسبوق على إسرائيل، وما كان هذا ليحصل لولا معركة غزة ومحرقتها الدموية.
١٣- لقد خسرت إسرائيل بحربها على غزة العديد من المواقع وأغلقت أمامها الكثير من الأبواب فما حصل في تركيا الرسمية والشعبية وفنزويلا وبوليفيا والأهم من ذلك موقف الشعب الأردني وما حصل في قطر وموريتانيا والكراهية المتزايدة للإسرائيليين في كثير من المواقع في العالم كل هذا يجعل إسرائيل إن كانت واقعية أن تقر بأنها خسرت هذه الجولة من جولات الصراع.
١٤- لقد كان أحد الأهداف من محرقة غزة هو الوصول إلى مكان اعتقال الجندي غلعاد شليط والعودة به ضمن مواكب النصر الإسرائيلي ويبدو أن هذا كان السبب في تشدد إسرائيل وحكومة أولمرت بعدم إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين وفق القائمة التي قدمتها حركة حماس.
الآن، وبعد فشل إسرائيل في معركة غزة ، ها نحن نسمع عن بداية تغيرات جذرية في مواقف وزراء ومسؤولين كبار تدفع باتجاه القبول بإطلاق سراح أعداد كبيرة من المعتقلين الفلسطينيين كانوا يرفضون بداية إطلاق سراحهم وما كان هذا ليحصل لولا تبدد الأوهام الإسرائيلية بتحقيق إطلاق سراح شليط بدون مقابل خلال تلك المحرقة.
١٥- ولعل الأهم من نتائج معركة غزة والمكاسب التي تحققت لغزة ولحماس على حساب إسرائيل فإنما هو الفرز الحقيقي في العالم بين الخير وبين الشر، بين الظَلَمَة وبين المظلومين، بين الأعداء وبين الأصدقاء، بين اللؤم وبين الرحمة، بين الحق وبين الباطل، بين من هم مع المشروع الإسلامي ومن هم أعداؤه.
ليس مجاملة ولا دغدغة مشاعر .. نعم، لقد انتصرت غزة ... أرادت إسرائيل أن تفوز بالضربة القاضية ومن الجولة الأولى (الهجوم الجوي) إلا أن غزة صمدت وصبرت طوال ٢٣ يوما فازت فيها على إسرائيل وجيشها بتسجيل النقاط.
بوركت يا غزة العزة.. يا شرف الأمة.. بوركت
رحم الله قارئا دعا لنفسه ولي بالمغفرة
{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.
الشيخ كمال خطيب - نائب رئيس الحركة الاسلامية
(09:21 01-02-2009)
إن كل من تتبع وأصغى جيدا لمفردات الخطاب السياسي المقروء والمسموع الذي صدر عن القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيلية قبيل الحرب على غزة فإنه كان سيلمس مقدار الثقة بالنفس عند هؤلاء إلى الحد الذي كان يتصور أن غزة إذا لم تجدد التهدئة فإن الوضع فيها سيتغير بشكل جذري كما صرحت بذلك وهي تضرب على الطاولة في القاهرة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تيسبي ليفني، ومثلها كان خطاب رئيس الوزراء أولمرت ووزير الدفاع باراك حيث كانت مضامين تصريحاتهما لا تعني سوى أن غزة ستتلقى ضربة قاصمة وأن حماس ستشطب من الذاكرة وأن إسرائيل ستستخدم قبضتها الحديدية وما إلى ذلك من مصطلحات التهديد والوعيد.
ولهول الضربة الجوية الأولى ظهر السبت ٢٠٠٨/١٢/٢7 ولكثرة عدد الشهداء الذين سقطوا والمقرات الأمنية التي قصفت فإن الكل كان يراهن على أن حماس سترفع الرايات البيضاء وستقبل بالإملاءات الإسرائيلية، لا بل إن الخطة المرسومة كانت تقضي بدخول تلاميذ دايتون والاستيلاء على مقاليد الأمور في غزة عبر صحراء سيناء المصرية.
مر يوم ويومان وانقضى أسبوع وأسبوعان بل وثلاثة أسابيع، هجوم جوي قاصف ثم اجتياح بري كاسح وحمم البوارج كانت كرش المطر، ثمانية ألوية من الجيش، هم ثلث الجيش الإسرائيلي، قوات النخبة المشهورة يعززها ثلاثون ألفا من الاحتياط، ما زاد على ٥٠٠ طن من المتفجرات ألقيت على غزة خلال الأسبوع الأول من العدوان فقط وتجاوز الرقم ألفي طن خلال تلك الحرب الإسرائيلية الــ כשר مستخدمين القنابل من زنة الطن ونصف الطن
والقنابل العنقودية والفوسفورية الحارقة والارتجاجية والخارقة للحصون.
دمروا المقرات الأمنية والوزارات والمساجد والمدارس والجامعات والبيوت والمشافي والمزارع والجسور والموانئ، مسحوا أحياء كاملة عن الوجود، الطيف السياسي الإسرائيلي كله يبارك من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ومن عامل النظافة في بلدية سديروت وحتى رئيس الدولة بيرس، الحاخامات في الكنس والرقاصات في النوادي الليلية، كلهم التقوا على شيء واحد - الانتصار الساحق والضربة القاضية لحماس.
لم يرمش لهم جفن لقتل ٤٠٠ طفل ولم يكترثوا لقتل ١٢٠ امرأة و١٠٠شيخ كبير، ولا حتى الأطباء ولا المسعفون ولا الصحفيون ولا قوات الأمم المتحدة كانت تساوي بالنسبة لهم شيئا يذكر ما داموا بعد قليل سيحتفلون بشرب نخب الانتصار بالضربة القاضية على حماس ولو كان بجثث الأطفال في غزة.
"سنرجع الأمن والهدوء إلى سكان الجنوب، سنقضي على تهريب السلاح، سنعيد غلعاد شليط الجندي الأسير، سندمر وإلى الأبد قوة حماس العسكرية، سنعيد ونرد الاعتبار لجيش الدفاع الاسرائيلي بعد مهانته في جنوب لبنان في حرب ٢٠٠٦". وكل هذه وغيرها من العنتريات التي كانت على لسان رئيس هيئة الأركان للجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي والتي تتلخص بالضربة القاضية على حماس ورفع غزة الرايات البيضاء .
وها هي هذه الجولة من الحرب الإسرائيلية الــ כשר قد انتهت وها هي غزة تخرج من بين الدمار كعنقاء الرماد، ذلك الطائر الأسطوري، وخلال أسبوع واحد تعود الحياة إليها من جديد، فتحت الجامعات والمدارس، رجال الشرطة في مفارق الطرقات، الوزرات تؤدي دورها، وحماس هي الرقم الصعب في كل المفاوضات التي تجري وكلمتها هي الكلمة، وشعب غزة يعلن أنه لا بديل عن الحكومة الشرعية المنتخبة، فلا ثورة ولا انقلاب ولا تمرد ، ولا سكران ولا زعران في غزة، انقضت ولاية بوش ولم ينقض وجود حماس، وبعد أيام ستنقضي ولاية أولمرت ولن تنقضي حماس ولم يقض عليها ، باختصار فإن إسرائيل بحربها الدموية هذه أرادت القضاء على حماس بالضربة القاضية إلا أن النتيجة كانت أن حماس وغزة هي التي فازت وانتصرت بتسجيل النقاط في هذه الجولة من جولات الصراع .
وإن كل مراقب يستطيع أن يتبين أن ما حصل في غزة كان على غير ما أرادته إسرائيل ، لا سياسيا ولا عسكريا، وأن تفاعلات العدوان على غزة فلسطينيا وعربيا وإسلاميا وعالميا تؤكد أن حماس قد خرجت من هذه الحرب الدموية بتحقيق نقاط ومكاسب هي لصالحها، وأنها فعلا هي التي فازت وانتصرت، ليس بحسم عسكري ولا بتدمير لجيش الدفاع الإسرائيلي إذ لا أحد كان يتوقع هذا من غزة ومن حماس لعدم توفر الامكانيات، ولكنها فازت وانتصرت بتسجيل نقاط هي لصالحها، ومن هذه النقاط:
١- لقد خرجت حماس من هذا العدوان وهي تحظى بهذا الالتفاف الجماهيري والشعبي العربي والإسلامي غير المسبوق، لقد أرادوا شطب حماس من الفسيفساء الفلسطينية وإذا بهم يفرضون حماس وبقوة ضمن فسيفساء كل قرية وكل مدينة وكل شعب عربي ومسلم بل وحتى عند غير العرب ولا المسلمين. وليس هذا فحسب بل إن حماس عبر صمودها وضبطها لقطاع غزة ستدخل من الباب إلى الساحة السياسية الدولية وهم الذين أرادوا عبر الحصار أن يخرجوها من الشباك رغم استمرار البعض بإعلان الحرب عليها والمقاطعة لها وخاصة من الأنظمة العربية.
٢- لقد خرجت قيادة حماس من هذه الجولة وهي تحظى بالتفاف وتقدير وإكبار غير مسبوق وبقناعة أنهم هم الأحرص على مصالح الشعب الفلسطيني السياسية والسيادية، لا لشيء إلا لأن قادة حماس كان الواحد منهم يقدم النموذج الفعلي والقدوة العملية للقائد الذي يتقدم الصفوف وينال الشهادة ويدفع بأبنائه وأسرته في مقدمة السلسلة الطاهرة من الشهداء ويعيش قبل ذلك معاناة أهله وآلامهم وعذاباتهم، ولقد كان الشهيد الشيخ نزار ريان وكذلك الشهيد سعيد صيام خير مثال . إنهم لا يرسلون أبناءهم خارج الوطن خوفا عليهم ولا يستأجرون لهم شققا في عمان ودبي والقاهرة حتى تنتهي المحنة ، ولذلك فإن الالتفاق حولهم يزداد والثقة بهم تعظم لأنهم عملوا بالمثل القائل (إذا أردت أن تكون إمامي فكن أمامي) وهكذا كانوا .
٣- وفي مقابل زيادة الثقة بقيادة حماس فإنه فقدان الثقة ونزعها من رجالات رام الله.
أولئك الذين اصطفوا إلى جانب الاحتلال محملين غزة وشعبها وحماس وقيادتها مسؤولية المحرقة التي أقامتها إسرائيل. هؤلاء الذين أصبحت بطولاتهم ونضالاتهم تتمثل بنضال الفاكس والهاتف من الصالونات المكيفة والفنادق ذات الخمس نجوم يتاجرون بالقضية ويوظفونها خدمة لمصالحهم الشخصية ، إنهم الذين يتاجرون بالإسمنت لبناء الجدار العازل ويهربون الهواتف الخلوية بسياراتهم الدبلوماسية وينسقون أمنيا مع جنرالات إسرائيل ويتآمرون على المقاومة ويوظفون أجهزة مخابراتهم للتجسس على الدول العربية والإسلامية . وكيف لا تتزعزع ثقة شعبهم بهم وهم الذين ألزموا الأجهزة الأمنية بمنع أهل الضفة الغربية من مجرد التظاهر تضامنا مع غزة خوفا وخشية من أن تنقلب هذه المظاهرات ضدهم. أليس عجيبا أن تتظاهر قبائل الزولو في جنوب أفريقيا، والهنود الحمر في البرازيل وفنزويلا بينما يمنع أهل جنين ونابلس وطولكرم من التظاهر نصرة لغزة بقرار من أزلام رام الله !!
٤- لقد ساهمت حكاية صمود غزة أمام آلة الحرب الإسرائيلية في كشف النقاب وإماطة اللثام عن وجوه كالحة لقادة عرب، لقد وضعتهم غزة على المحك، وإن كانوا حاولوا استمرار الرقص على الحبال إلا أن غزة فرضت عليهم تحديد الموقف ، ويا للخزي فقد وقفوا مع المحتل الإسرائيلي ضد غزة، وإن لم يكن بلسان الحال فبلسان المقال. إنهم الذين تمنوا لا بل إنهم الذين شجعوا ضرب حماس والقضاء عليها لأن نجاح مشروع حماس في غزة قد يغري شعوب أولئك الزعماء فيكون بذلك الخطر على كراسيهم وعروشهم. وإن كبت ومنع هؤلاء لشعوبهم حتى من التظاهر نصرة لغزة وصل حد منع إقامة صلوات الجمعة، وإنه سيعجل بإذن الله يوم خلاص الشعوب من هؤلاء ، فلكأني أرى عروشهم وكراسيهم تهتز وتترنح.
٥- ومثل الزعماء فإنهم العلماء من خدام السلاطين من الذين باعوا دينهم بعرض الدنيا، هؤلاء الذين لم تحرك دماء أطفال غزة فيهم غضبة لله ولا لرسوله فينتصرون لغزة، بل إنهم الذين أفتوا حتى بحرمة المظاهرات الشعبية نصرة لغزة ، هؤلاء بموقفهم فإنهم قد كتبوا على أنفسهم المهانة ولن يكون لهم بعد اليوم قبول بين الشعوب، وليظلوا يفتون في نواقض الوضوء ودم الحيض. وفي مقابلهم فإنهم العلماء المخلصون الصادقون الذين انبروا في خطاب واضح وقوي داعين لنصرة غزة والوقوف إلى جانبها وهم كثرة والحمد الله وسيكون لهم دور مبارك في مشوار التمكين لهذا الدين بإذن الله تعالى.
٦- ومثل الأمراء والعلماء فإنهم الإعلاميون الذين يسيل لعابهم للدولار فتكتب أقلامهم الخائنة وتقول ألسنتهم المنافقة ما يرضي أسيادهم، ولتضع هذه الأبواق الإعلامية نفسها في خدمة إسرائيل، أمثال صالح القلاب الأردني وعبد الرحمن الراشد السعودي وقناة العبرية (العربية) وكذلك تلفزيون سلطة رام الله وطابور كبير من الكتاب والإعلاميين المصريين .
٧- إن غزة بصبرها وصمودها قد كتبت فصلا جديدا بل تاريخا جديدا للأمة. وإنني لا أبالغ إذا ما قلت بأن القضية الفلسطينية سيكتب عنها بعد اليوم عن مرحلتين: القضية قبل معركة غزة وما بعد معركة غزة. إن معركة غزة قد عززت خيار المقاومة للظالم المحتل وإنها قد خلقت "موديل" جديدا في الدفاع عن النفس .
٨- إن معركة غزة وما فعله الاحتلال بأهل غزة قد ورث حالة من العداء تأصلت في نفوس الفلسطينيين والعرب والمسلمين لن تنسى.
إنني أذكر بأن هذا الشاب الفلسطيني الذي كان يقاتل في غزة هو نفس الطفل الذي كان يدق رأسه وظهره وتكسر يداه بالحجارة وفق سياسة تكسير العظام التي أطلقها رابين في الانتفاضة الأولى ١٩٨٧-١٩٩١. إن حقد ذلك الطفل وكراهيته جعلته يفكر في كيفية الانتقام ممن كسر أضلاعه بسبب قذفه للحجارة في الانتفاضة، ترى فماذا سيفعل وبم سيفكر هذا الطفل الغزي اليوم وهو يرى بيته ومدرسته تهدم وأباه وأمه يموتان، فإذا كان طفل الانتفاضة قد حمل البندقية فلا أدري ماذا سيصنع في المستقبل من عاش أحداث محرقة غزة؟!
٩- إن معركة غزة قد أعادت القضية الفلسطينية إلى كونها تمثل لب وجوهر الصراع العربي الإسرائيلي وإن أي تقارب عربي إسرائيلي يستثني إقامة الدولة الفلسطينية واسترداد الحقوق وفي مقدمتها حق العودة لن يكتب له النجاح.
وليس هذا فحسب بل إن معركة غزة قد أعادت القضية الفلسطينية إلى بعدها الإسلامي والحضاري والديني فالصراع هو ليس مجرد صراع سياسي أو اقتصادي وإنما هو حضاري وعقائدي وبالتالي فإن حصره في العرب دون المسلمين أو في الفلسطينيين دون باقي العرب أو حتى في فصيل فلسطيني هو فتح دون باقي الفلسطينيين فإنما هو الانتحار بعينه.
فلقد جاءت معركة غزة والتفاف الأمة الإسلامية بكل شعوبها مناصرة لغزة ليؤكد فشل المشاريع الضيقة والانفصالية، الوطنية منها والقومية، وإعادة التأكيد على البعد الإسلامي في الصراع وعلى العمق الإسلامي لهذه القضية.
١٠- في معركة غزة فشل الجيش الإسرائيلي في اقتحام المدن واستخدامه أسلوب التدمير الهمجي عبر الطائرات وقذائف المدفعية وتردده في الالتحام المباشر مع رجال المقاومة الفلسطينية تتقدمها حماس فإن هذا قد نزع الهيبة من ذلك الجيش ومزق أسطورة الجيش الذي لا يقهر، فلقد جاء صمود غزة وأسطورة تحملها ليهز صورة هذا الجيش إضافة إلى ما كان عليه بعد حرب لبنان ٢٠٠٦ وهو الذي قام بمحرقة غزة في محاولة لترميم تلك الصورة.
١١- لقد سعت إسرائيل لسنوات طويلة لرسم صورة جميلة عن نفسها وعن جيشها والترويج أنها صاحبة المثل والقيم والأخلاقيات والفضائل وأنها عنوان الإنسانية والفضيلة والرحمة في الشرق الأوسط خاصة ، وفي العالم عامة، فجاءت معركة غزة وخوف إسرائيل وهلعها من تكرار تجربة لبنان ٢٠٠٦ لتجعلها لا تتردد في استخدام كل الأسلحة ووسائل الدمار من أجل ردع المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي أوقعها في مخازٍ وفضائح وجرائم غير مسبوقة كقتل مئات الأطفال وقصف المساجد والجامعات والمشافي وبيوت الآمنين واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا.
نعم، لقد فضحت معركة غزة إسرائيل وكشفت حقيقتها أمام العالم كله لتتعرى إسرائيل أمام الدنيا بأنها عنوان التدمير والظلم وليست عنوان الفضيلة والإنسانية.
١٢- لقد جاءت معركة غزة لتعطي المقاومة الفلسطينية فرصة ذهبية ونادرة لتجربة ترسانتها الصاروخية ولتجري مناورات مباشرة في النوعية وتحديد الأهداف والمسافات مما يجعلها تطور هذه القدرات بشكل لافت.
يجعل عنصر الزمن القريب والاستفادة من التجربة عند المقاومة من تطوير إمكاناتها لاختزال المسافات يشكل خطرا حقيقيا غير مسبوق على إسرائيل، وما كان هذا ليحصل لولا معركة غزة ومحرقتها الدموية.
١٣- لقد خسرت إسرائيل بحربها على غزة العديد من المواقع وأغلقت أمامها الكثير من الأبواب فما حصل في تركيا الرسمية والشعبية وفنزويلا وبوليفيا والأهم من ذلك موقف الشعب الأردني وما حصل في قطر وموريتانيا والكراهية المتزايدة للإسرائيليين في كثير من المواقع في العالم كل هذا يجعل إسرائيل إن كانت واقعية أن تقر بأنها خسرت هذه الجولة من جولات الصراع.
١٤- لقد كان أحد الأهداف من محرقة غزة هو الوصول إلى مكان اعتقال الجندي غلعاد شليط والعودة به ضمن مواكب النصر الإسرائيلي ويبدو أن هذا كان السبب في تشدد إسرائيل وحكومة أولمرت بعدم إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين وفق القائمة التي قدمتها حركة حماس.
الآن، وبعد فشل إسرائيل في معركة غزة ، ها نحن نسمع عن بداية تغيرات جذرية في مواقف وزراء ومسؤولين كبار تدفع باتجاه القبول بإطلاق سراح أعداد كبيرة من المعتقلين الفلسطينيين كانوا يرفضون بداية إطلاق سراحهم وما كان هذا ليحصل لولا تبدد الأوهام الإسرائيلية بتحقيق إطلاق سراح شليط بدون مقابل خلال تلك المحرقة.
١٥- ولعل الأهم من نتائج معركة غزة والمكاسب التي تحققت لغزة ولحماس على حساب إسرائيل فإنما هو الفرز الحقيقي في العالم بين الخير وبين الشر، بين الظَلَمَة وبين المظلومين، بين الأعداء وبين الأصدقاء، بين اللؤم وبين الرحمة، بين الحق وبين الباطل، بين من هم مع المشروع الإسلامي ومن هم أعداؤه.
ليس مجاملة ولا دغدغة مشاعر .. نعم، لقد انتصرت غزة ... أرادت إسرائيل أن تفوز بالضربة القاضية ومن الجولة الأولى (الهجوم الجوي) إلا أن غزة صمدت وصبرت طوال ٢٣ يوما فازت فيها على إسرائيل وجيشها بتسجيل النقاط.
بوركت يا غزة العزة.. يا شرف الأمة.. بوركت
رحم الله قارئا دعا لنفسه ولي بالمغفرة
{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.