كاتب بالعدل
01-20-2009, 03:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
العبر المستفادة والدروس المستخلصة من أحداث غزة
(1)
كشفت أحداث غزة عن حقيقة المؤامرة على الأمة الإسلامية من قبل اليهود وحلفائهم الصليبيين والمرتدين من أبناء جلدتنا . كما أثبتت هذه الأحداث أن الكيان الصهيوني لم يكن ليرتكب تلك المجزرة لولا تلقيه ضمانات بالحماية وبعدم التدخل من أنظمة الدول العربية عموماً وأنظمة دول الطوق خصوصاً باعتبارها أنظمة مستعربة لا تقوم على رعاية شؤون الأمة مهما تظاهرت بأنها تشعر بآلام المسلمين أو تهتم بقضاياهم ، فهي أنظمة حكم تقوم على تنفيذ المشاريع الاستعمارية الأمريكية والصهيونية تحت غطاء القومية العربية التي سقطت آخر ورقة توت عن حقيقتها بسبب صمتها وتواطئها ومواقفها التي تبيّن مدى تبعيّتها وخضوعها لأوامر وقرارات أسيادها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي .
(2)
كما سلّطت أحداث غزّة الضوء على مصدر الجرح الأليم الذي تعاني منه أمتنا ، وقد استمر العدوان اليهودي على غزّة طيلة عشرين يوماً بلا انقطاع ، وكانت كل قذيفة صهيونية تبعث معها رسالة واضحة للمسلمين ، وكانت أصوات الطائرات الصهيونية وأزيز المدافع وألسنة اللهب تقول للمسلمين بصوت واضح : " لا يوقف عدواننا عليكم أيها المسلمون إلا بالتزامكم بآيات قرآنكم ومنهج نبيّكم وتوحّدكم تحت راية الإسلام ، فصواريخنا ليست موجهة لاستهداف العرق الفلسطيني أو سفك دمه على وجه التحديد ، فنحن سفكنا دم المسلمين الأفغانيين والعراقيين والهنود والصوماليين والشيشانيين ونتحالف مع الصليبيين والمرتدين في كل بقعة من بقاع الأرض لنبقي جراحكم نازفة ، وقتالنا ليس ضد قضية فلسطينية ولا ضد قضية سورية ، قضيتنا هي استعبادكم أينما كنتم وإخضاعكم لعبوديتنا وطاعتنا " . هذه هي رسالة العدوان الصهيونية التي وجهها لنا اليهود عبر مجازرهم وصواريخهم .
(3)
كما دفعت أحداث غزة المسلمين للبحث عن تفسير آخر للواقع السياسي العربي والعالمي ، وأدركت شعوب المسلمين بأسرها أنها ليست حرة في تحركاتها ولا يُسمح لها بأن تعيش أحلامها وأنها تعيش ذات الاستبداد وتخضع لذات الحصار الذي يعيشه أهل غزّة وإن كان بدرجات متفاوتة . وما القمع الذي قامت به أجهزة الأمن في الدول العربية من تفريق للمظاهرات المتضامنة مع غزّة إلا دليلاً على وجود حالة الحرب والحصار والاستعباد الذي تشترك فيه جميع شعوب المسلمين . وقد تعرّض أهل غزّة لما تعرّض له أهل كابول وبغداد ومقديشو من كيد وبطش وظلم ومؤامرة من أعداء الداخل والخارج . وإن كل من يفكر بتطهير أرضه من جراثيم اليهود وأعوانهم فسيواجه حرباً صهيونية أمريكية تحت غطاء عربي ودولي .
(4)
انتصر أهل غزّة بصمودهم ووحدتهم رغم ما حل في أرضهم من دمار ، ولكن المأساة لم تنتهي ولم تضع الحرب أوزارها . وإن أبلغ درس يتعلمه المسلمون من هذه الحرب هو أنه يتعين عليهم أن يكونوا على أهبة الاستعداد لخوض جولات قادمة ضد الأعداء . وإن غابت ملامح الفرح على وجوه المسلمين في العالم بعد هذا النصر المعنوي فإنه بسبب الأصوات والخطابات المضللة التي لا تزال تدوّي في الآذان والتي تعتبر أن فلسطين قضية وطنية وأنها القضية المحورية الوحيدة للأمة وكأنها الأرض الإسلامية الوحيدة التي ترزح تحت الاحتلال والاستعمار ، بينما الحقيقة تقول أن كل بلد إسلامي وعربي يرى صورته في مرآة فلسطين .
(5)
إن قضية المسلمين في فلسطين هي قضية مرتبطة بقضايا العالم الإسلامي كله ، وهي ليست قضية وطن بقدر ما هي قضية عقيدة . وإن الاحتلال الصهيوني هو ثمرة من ثمار غياب الخلافة الإسلامية التي تستظل تحتها أوطان المسلمين . وإن المسلمين في كل العالم يشتركون في قضية واحدة وهي التحرر من أغلال وقيود الاحتلال والكفار والمرتدين . ولن يندمل جرح المسلمين في فلسطين إذا رحل الكيان الصهيوني عن تلك الأرض المقدسة فحسب ، فالمسلمون في فلسطين يهتمون أيضاً لرحيل كافة أشكال الاحتلال عن أراضي إخوانهم في مشارق الأرض ومغاربها ، وقضية المسلمين ليست تنحصر في وطن محتل ، فعقيدة الإسلام هي عقيدة عالمية لا تعترف بالحدود الجغرافية ولا بالاتفاقيات الموقعة لدى الدول الاستعمارية ، وعلى هذا الأساس فالجهاد في أفغانستان هو استجابة لصرخة المسلمين في فلسطين والعراق ، والجهاد على أي أرض إنما يرتبط مع قضايا المسلمين في كل مكان ، وبنظرة سريعة لهذا الواقع فإنه من المؤكد أن تحرير فلسطين يمر عبر بوابة مكة والقاهرة وعمّان ودمشق . ولن يزول الاحتلال اليهودي عن بيت المقدس إلا بعد انتصار إسلامي جهادي عالمي شامل على الحضارة الغربية المادية وسحق كل الرايات والمشاريع المتصادمة مع عودة هيمنة الخلافة الإسلامية من جديد .
العبر المستفادة والدروس المستخلصة من أحداث غزة
(1)
كشفت أحداث غزة عن حقيقة المؤامرة على الأمة الإسلامية من قبل اليهود وحلفائهم الصليبيين والمرتدين من أبناء جلدتنا . كما أثبتت هذه الأحداث أن الكيان الصهيوني لم يكن ليرتكب تلك المجزرة لولا تلقيه ضمانات بالحماية وبعدم التدخل من أنظمة الدول العربية عموماً وأنظمة دول الطوق خصوصاً باعتبارها أنظمة مستعربة لا تقوم على رعاية شؤون الأمة مهما تظاهرت بأنها تشعر بآلام المسلمين أو تهتم بقضاياهم ، فهي أنظمة حكم تقوم على تنفيذ المشاريع الاستعمارية الأمريكية والصهيونية تحت غطاء القومية العربية التي سقطت آخر ورقة توت عن حقيقتها بسبب صمتها وتواطئها ومواقفها التي تبيّن مدى تبعيّتها وخضوعها لأوامر وقرارات أسيادها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي .
(2)
كما سلّطت أحداث غزّة الضوء على مصدر الجرح الأليم الذي تعاني منه أمتنا ، وقد استمر العدوان اليهودي على غزّة طيلة عشرين يوماً بلا انقطاع ، وكانت كل قذيفة صهيونية تبعث معها رسالة واضحة للمسلمين ، وكانت أصوات الطائرات الصهيونية وأزيز المدافع وألسنة اللهب تقول للمسلمين بصوت واضح : " لا يوقف عدواننا عليكم أيها المسلمون إلا بالتزامكم بآيات قرآنكم ومنهج نبيّكم وتوحّدكم تحت راية الإسلام ، فصواريخنا ليست موجهة لاستهداف العرق الفلسطيني أو سفك دمه على وجه التحديد ، فنحن سفكنا دم المسلمين الأفغانيين والعراقيين والهنود والصوماليين والشيشانيين ونتحالف مع الصليبيين والمرتدين في كل بقعة من بقاع الأرض لنبقي جراحكم نازفة ، وقتالنا ليس ضد قضية فلسطينية ولا ضد قضية سورية ، قضيتنا هي استعبادكم أينما كنتم وإخضاعكم لعبوديتنا وطاعتنا " . هذه هي رسالة العدوان الصهيونية التي وجهها لنا اليهود عبر مجازرهم وصواريخهم .
(3)
كما دفعت أحداث غزة المسلمين للبحث عن تفسير آخر للواقع السياسي العربي والعالمي ، وأدركت شعوب المسلمين بأسرها أنها ليست حرة في تحركاتها ولا يُسمح لها بأن تعيش أحلامها وأنها تعيش ذات الاستبداد وتخضع لذات الحصار الذي يعيشه أهل غزّة وإن كان بدرجات متفاوتة . وما القمع الذي قامت به أجهزة الأمن في الدول العربية من تفريق للمظاهرات المتضامنة مع غزّة إلا دليلاً على وجود حالة الحرب والحصار والاستعباد الذي تشترك فيه جميع شعوب المسلمين . وقد تعرّض أهل غزّة لما تعرّض له أهل كابول وبغداد ومقديشو من كيد وبطش وظلم ومؤامرة من أعداء الداخل والخارج . وإن كل من يفكر بتطهير أرضه من جراثيم اليهود وأعوانهم فسيواجه حرباً صهيونية أمريكية تحت غطاء عربي ودولي .
(4)
انتصر أهل غزّة بصمودهم ووحدتهم رغم ما حل في أرضهم من دمار ، ولكن المأساة لم تنتهي ولم تضع الحرب أوزارها . وإن أبلغ درس يتعلمه المسلمون من هذه الحرب هو أنه يتعين عليهم أن يكونوا على أهبة الاستعداد لخوض جولات قادمة ضد الأعداء . وإن غابت ملامح الفرح على وجوه المسلمين في العالم بعد هذا النصر المعنوي فإنه بسبب الأصوات والخطابات المضللة التي لا تزال تدوّي في الآذان والتي تعتبر أن فلسطين قضية وطنية وأنها القضية المحورية الوحيدة للأمة وكأنها الأرض الإسلامية الوحيدة التي ترزح تحت الاحتلال والاستعمار ، بينما الحقيقة تقول أن كل بلد إسلامي وعربي يرى صورته في مرآة فلسطين .
(5)
إن قضية المسلمين في فلسطين هي قضية مرتبطة بقضايا العالم الإسلامي كله ، وهي ليست قضية وطن بقدر ما هي قضية عقيدة . وإن الاحتلال الصهيوني هو ثمرة من ثمار غياب الخلافة الإسلامية التي تستظل تحتها أوطان المسلمين . وإن المسلمين في كل العالم يشتركون في قضية واحدة وهي التحرر من أغلال وقيود الاحتلال والكفار والمرتدين . ولن يندمل جرح المسلمين في فلسطين إذا رحل الكيان الصهيوني عن تلك الأرض المقدسة فحسب ، فالمسلمون في فلسطين يهتمون أيضاً لرحيل كافة أشكال الاحتلال عن أراضي إخوانهم في مشارق الأرض ومغاربها ، وقضية المسلمين ليست تنحصر في وطن محتل ، فعقيدة الإسلام هي عقيدة عالمية لا تعترف بالحدود الجغرافية ولا بالاتفاقيات الموقعة لدى الدول الاستعمارية ، وعلى هذا الأساس فالجهاد في أفغانستان هو استجابة لصرخة المسلمين في فلسطين والعراق ، والجهاد على أي أرض إنما يرتبط مع قضايا المسلمين في كل مكان ، وبنظرة سريعة لهذا الواقع فإنه من المؤكد أن تحرير فلسطين يمر عبر بوابة مكة والقاهرة وعمّان ودمشق . ولن يزول الاحتلال اليهودي عن بيت المقدس إلا بعد انتصار إسلامي جهادي عالمي شامل على الحضارة الغربية المادية وسحق كل الرايات والمشاريع المتصادمة مع عودة هيمنة الخلافة الإسلامية من جديد .