أحمد الظرافي
01-08-2009, 11:24 PM
حزب الله والمراهنة على خراب مصر
بقلم: أحمد الظرافي
- كما كان متوقعا لكل من لديه قليل من الإلمام بفكر حزب الله في لبنان وحقيقته- وقف هذا الحزب موقفا سلبيا إزاء مجازر الصهاينة المستمرة لإخواننا في قطاع غزة، واحتفظ الحزب بصواريخه العابرة للحدود مختومة في صناديقها، وأخذ مكانه في قائمة المتفرجين لتلك المأساة المروعة، طبعا باستثناء الجعجعات والتصريحات الإعلامية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا توقف نزيف قطرة دم غالية واحدة تراق من أحد الأبرياء في غزة الصامدة.
وأنا شخصيا لا ألزم حزب الله بنصرة أهل غزة، ولا ألومه على موقفه المتخاذل الذي لا يختلف عن موقف غيره من المتخاذلين، ولا أريد أيضا لحزب الله أن يقحم نفسه في حرب مع الكيان الصهيوني، وفي معركة هو في غنى عنها، بل لا أعول عليه أصلا أن يقدم شيئا ذا بال لقضية فلسطين، في حين أن هناك توطئ مكشوف من قبل بعض القيادات العربية الرسمية الدائرة في الفلك الأمريكي - في العدوان على أهل غزة - وتحديد ضد حركة حماس لتطويعها وإجبارها على الرضوخ للأمر الواقع والقبول بالاتفاقيات والمشاريع الاستسلامية والانهزامية بدءا من اتفاقية أوسلو .. وهلم جرا، وكذا في حين أن الجيوش العربية الجرارة توجه أسلحتها وترسانتها العسكرية الضاربة ضد الشعوب العربية التي انتفضت من المحيط إلى الخليج تفاعلا مع ما يحدث في غزة، ولحماية الحكام العرب الخونة من هذه الشعوب.
لكنني آخذ على حزب الله شعاراته البراقة التي يرفعها في كل محفل وأخذ عليه تصريحاته الإعلامية الجوفاء والمضللة للأمة، والتي صدع رءوسنا بها السيد حسن نصر الله في كل مناسبة، حول القدس والمسجد الأقصى، وحول تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، ومزايداته الكاذبة في ذلك صباحا ومساء.
وليس أنا من يقول هذا الكلام ولكن الواقع هو من يتحدث عن ذلك، وما أحداث غزة الأخيرة التي لم تنته بعد إلا واحدة من أبرز الأدلة على أكاذيب حزب الله ونفاقه السياسي والإعلامي، وعلى كونه مرتبط بمشاريع إقليمية لا يعنيها من قضية فلسطين سوى ما تحققه من ورائها من مكاسب لصالحها على حساب الشعوب العربية والإسلامية المعنية بهذه القضية.
والغريب العجيب أن حزب الله بدلا من أن يستحي على دمه، ويلزم صمت القبور بعد أن كشفت أحداث غزة الأخيرة تضليله وفضحت أكاذيبه، لا زال يزايد على جهاد أهل غزة وعلى القضية الفلسطينية، حتى أن حسن نصر الله ومن شدة إعجابه بنفسه، واغتراره بما أحرزه من هيمنة على لبنان وبما حصل له من شعبية لدى بعض العوام واليساريين والعلمانيين والقوميين على خلفية انتصاره المزعوم في تموز 2006 ، خرج عن طوره ونسي أنه جزء من معادلة في الواقع اللبناني المعقد ، وبات ينظر لنفسه كزعيم روحي أوحد للأمة الإسلامية، وكموجه للشعوب وداعية لها للانتفاض والثورة ضد حكامها، وتغيير واقعها بالقوة، وبات يعلن بذلك للملأ بكل جرأة، سواء عبر قناته المنار ، وسواء عبر قناة الجزيرة ، القناة الأوسع انتشارا ، والتي تروق لها دائما خطاباته وتصريحاته النارية،– ومن هذا القبيل موقف السيد نصر الله الأخير الذي أعلن فيه صراحة وبالفم المليان دعوته الشعب المصري للثورة ضد النظام المصري، والرئيس حسني مبارك، وفتح معبر رفع بزنوده، وكأن هذا هو الحل لإجبار الصهاينة على إيقاف عدوانهم الهمجي الوحشي على غزة ، وكأن أي اضطراب سياسي في مصر سيكون حتما في صالح الأمة وفي صالح غزة والقضية الفلسطينية، وأنا أرى أن هذا الموقف من نصر الله وحزبه، لا ينم عن أي حنكة سياسية بل هو في الواقع يكشف عن حماقة في السيد حسن نصر الله، وأعتقد أنه سيدفع ثمن هذا التصريح غاليا في المستقبل.
وأنا طبعا لا يعنيني النظام المصري الرسمي ولا الرئيس حسني مبارك وإلى الجحيم مبارك النتن ونظامه الخائر العميل، إنما الذي يعنيني هو مصر ووحدة مصر. " فحفظ مصر عندنا أهم من غيره" والجملة الأخيرة قالها القائد الفذ نور الدين محمود الشهيد عندما حرضته بطانته على غزو صلاح الدين في مصر.. هذه الأخيرة التي استقل بها صلاح الدين في حياة أستاذه نور الدين بعد أن قضى على الدولة العبيدية فيها بدعم وتوجبه من نور الدين.
فيا ترى ما لحسن نصر الله والثورة في مصر ؟ وهل يأتي ذلك التصريح في إطار حرصه على نصرة أهالي غزة ضد الصهاينة؟.
الجواب: يبدو لي – كباحث في الشأن الشيعي وكمتابع مهتم بقضايا الأمة - يبدو لي أن حسن نصر الله يراهن على حدوث فوضى عارمة في أرض الكنانة تحت عنوان ثورة شعبية، وذلك والله أعلم ليس حبا في غزة، وليس كرها للرئيس المصري في حد ذاته والجاثم على مصر منذ حوالي ثلاثين عاما، وليس حرصا على بروز نظام بديل يعيد لمصر دورها التاريخي الخالد ، وهيبتها المعنوية المفقودة ، ونفوذها السياسي والروحي على بقية الشعوب الإسلامية – وغير ذلك من الآمال التي يطمح إليها الغيارى من أبناء مصر- وإنما لما قد يترتب على ذلك من تمزيق مصر سياسيا ودينيا وطائفيا.
ذلك إن الغرب الصليبي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية سوف لا يقف مكتوف الأيدي إزاء أي انهيار سياسي قد تشهده مصر ، ولا شك أنه سيستغل أي فوضى سياسية في مصر، لإنشاء دولة قبطية مستقلة تابعة للغرب ويكون الغرب وصيا عليها وصاية مباشرة ، وهذا مخطط قائم جرى الحديث عنه في السنوات الماضية، وهناك جهات مشبوهة تروج له حتى في أوساط الأقباط المصريين أنفسهم. هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى – وهذا هو الأهم بالنسبة للسيد نصر الله - فإنه لا يستبعد أن تكون لنظام الآيات في طهران ولصنيعتهم حزب الله في لبنان وزعيمه السيد حسن نصر الله ، لا يستبعد أن يكون هناك ترتيبات معدة - أو ستعد- لاستغلال هذه الفوضى العارمة في إيجاد موطئ قدم سياسي وعسكري للشيعة في مصر ، وهو ما عجزوا عن تحقيقه على مدى قرون، وذلك طبعا لن يتحقق إلا بالتنسيق مع بعض الجماعات السياسية والخلايا الشيعية التي تم شراء ولاءها بالمال الإيراني ( الحلال ) والنائمة في الداخل المصري، وليكون – موطئ القدم هذا - بؤرة لنشر التشيع في هذا القطر الغالي وخنجر مسموم في صدر أرض الكنانة، وقصم ظهر أهل السنة وتطويقهم من جميع الجهات – وذلك على غرار حزب الله في جنوب لبنان أو جماعة الحوثي في صعدة اليمن. وأنا واثق أن هناك بعض الجماعات السياسية التي لديها شبق وطموحات للسلطة - وتحديدا أجنحة في هذه الجماعات - لن تتردد في مد يدها لحزب الله وإيران من أجل قيام تعاون عسكري بينهما في مصر فيما إذا حدثت أي فوضى سياسية فيها.
وليس بالضرورة أن يتم رفع شعار التشيع في بداية الأمر، بل قد يكون هذا التعاون تحت شعار الجهاد في فلسطين، وهو شعار جميل وبراق وخادع وقد يجذب ببريقه الكثير من الشباب المغرر بهم، ومن العاطلين، ومن المتحمسين لمناصرة القضية الفلسطينية ، كيفما اتفق، قبل أن يستيقظوا فيجدوا أنفسهم في دائرة الابتزاز الجهنمية الإيرانية.
هذا هو ما يخطط له حزب الله في اعتقادي، سموها نظرية مؤامرة، سموها ما شئتم– وأما غزة فلها رب يحميها.
بقلم: أحمد الظرافي
- كما كان متوقعا لكل من لديه قليل من الإلمام بفكر حزب الله في لبنان وحقيقته- وقف هذا الحزب موقفا سلبيا إزاء مجازر الصهاينة المستمرة لإخواننا في قطاع غزة، واحتفظ الحزب بصواريخه العابرة للحدود مختومة في صناديقها، وأخذ مكانه في قائمة المتفرجين لتلك المأساة المروعة، طبعا باستثناء الجعجعات والتصريحات الإعلامية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا توقف نزيف قطرة دم غالية واحدة تراق من أحد الأبرياء في غزة الصامدة.
وأنا شخصيا لا ألزم حزب الله بنصرة أهل غزة، ولا ألومه على موقفه المتخاذل الذي لا يختلف عن موقف غيره من المتخاذلين، ولا أريد أيضا لحزب الله أن يقحم نفسه في حرب مع الكيان الصهيوني، وفي معركة هو في غنى عنها، بل لا أعول عليه أصلا أن يقدم شيئا ذا بال لقضية فلسطين، في حين أن هناك توطئ مكشوف من قبل بعض القيادات العربية الرسمية الدائرة في الفلك الأمريكي - في العدوان على أهل غزة - وتحديد ضد حركة حماس لتطويعها وإجبارها على الرضوخ للأمر الواقع والقبول بالاتفاقيات والمشاريع الاستسلامية والانهزامية بدءا من اتفاقية أوسلو .. وهلم جرا، وكذا في حين أن الجيوش العربية الجرارة توجه أسلحتها وترسانتها العسكرية الضاربة ضد الشعوب العربية التي انتفضت من المحيط إلى الخليج تفاعلا مع ما يحدث في غزة، ولحماية الحكام العرب الخونة من هذه الشعوب.
لكنني آخذ على حزب الله شعاراته البراقة التي يرفعها في كل محفل وأخذ عليه تصريحاته الإعلامية الجوفاء والمضللة للأمة، والتي صدع رءوسنا بها السيد حسن نصر الله في كل مناسبة، حول القدس والمسجد الأقصى، وحول تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، ومزايداته الكاذبة في ذلك صباحا ومساء.
وليس أنا من يقول هذا الكلام ولكن الواقع هو من يتحدث عن ذلك، وما أحداث غزة الأخيرة التي لم تنته بعد إلا واحدة من أبرز الأدلة على أكاذيب حزب الله ونفاقه السياسي والإعلامي، وعلى كونه مرتبط بمشاريع إقليمية لا يعنيها من قضية فلسطين سوى ما تحققه من ورائها من مكاسب لصالحها على حساب الشعوب العربية والإسلامية المعنية بهذه القضية.
والغريب العجيب أن حزب الله بدلا من أن يستحي على دمه، ويلزم صمت القبور بعد أن كشفت أحداث غزة الأخيرة تضليله وفضحت أكاذيبه، لا زال يزايد على جهاد أهل غزة وعلى القضية الفلسطينية، حتى أن حسن نصر الله ومن شدة إعجابه بنفسه، واغتراره بما أحرزه من هيمنة على لبنان وبما حصل له من شعبية لدى بعض العوام واليساريين والعلمانيين والقوميين على خلفية انتصاره المزعوم في تموز 2006 ، خرج عن طوره ونسي أنه جزء من معادلة في الواقع اللبناني المعقد ، وبات ينظر لنفسه كزعيم روحي أوحد للأمة الإسلامية، وكموجه للشعوب وداعية لها للانتفاض والثورة ضد حكامها، وتغيير واقعها بالقوة، وبات يعلن بذلك للملأ بكل جرأة، سواء عبر قناته المنار ، وسواء عبر قناة الجزيرة ، القناة الأوسع انتشارا ، والتي تروق لها دائما خطاباته وتصريحاته النارية،– ومن هذا القبيل موقف السيد نصر الله الأخير الذي أعلن فيه صراحة وبالفم المليان دعوته الشعب المصري للثورة ضد النظام المصري، والرئيس حسني مبارك، وفتح معبر رفع بزنوده، وكأن هذا هو الحل لإجبار الصهاينة على إيقاف عدوانهم الهمجي الوحشي على غزة ، وكأن أي اضطراب سياسي في مصر سيكون حتما في صالح الأمة وفي صالح غزة والقضية الفلسطينية، وأنا أرى أن هذا الموقف من نصر الله وحزبه، لا ينم عن أي حنكة سياسية بل هو في الواقع يكشف عن حماقة في السيد حسن نصر الله، وأعتقد أنه سيدفع ثمن هذا التصريح غاليا في المستقبل.
وأنا طبعا لا يعنيني النظام المصري الرسمي ولا الرئيس حسني مبارك وإلى الجحيم مبارك النتن ونظامه الخائر العميل، إنما الذي يعنيني هو مصر ووحدة مصر. " فحفظ مصر عندنا أهم من غيره" والجملة الأخيرة قالها القائد الفذ نور الدين محمود الشهيد عندما حرضته بطانته على غزو صلاح الدين في مصر.. هذه الأخيرة التي استقل بها صلاح الدين في حياة أستاذه نور الدين بعد أن قضى على الدولة العبيدية فيها بدعم وتوجبه من نور الدين.
فيا ترى ما لحسن نصر الله والثورة في مصر ؟ وهل يأتي ذلك التصريح في إطار حرصه على نصرة أهالي غزة ضد الصهاينة؟.
الجواب: يبدو لي – كباحث في الشأن الشيعي وكمتابع مهتم بقضايا الأمة - يبدو لي أن حسن نصر الله يراهن على حدوث فوضى عارمة في أرض الكنانة تحت عنوان ثورة شعبية، وذلك والله أعلم ليس حبا في غزة، وليس كرها للرئيس المصري في حد ذاته والجاثم على مصر منذ حوالي ثلاثين عاما، وليس حرصا على بروز نظام بديل يعيد لمصر دورها التاريخي الخالد ، وهيبتها المعنوية المفقودة ، ونفوذها السياسي والروحي على بقية الشعوب الإسلامية – وغير ذلك من الآمال التي يطمح إليها الغيارى من أبناء مصر- وإنما لما قد يترتب على ذلك من تمزيق مصر سياسيا ودينيا وطائفيا.
ذلك إن الغرب الصليبي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية سوف لا يقف مكتوف الأيدي إزاء أي انهيار سياسي قد تشهده مصر ، ولا شك أنه سيستغل أي فوضى سياسية في مصر، لإنشاء دولة قبطية مستقلة تابعة للغرب ويكون الغرب وصيا عليها وصاية مباشرة ، وهذا مخطط قائم جرى الحديث عنه في السنوات الماضية، وهناك جهات مشبوهة تروج له حتى في أوساط الأقباط المصريين أنفسهم. هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى – وهذا هو الأهم بالنسبة للسيد نصر الله - فإنه لا يستبعد أن تكون لنظام الآيات في طهران ولصنيعتهم حزب الله في لبنان وزعيمه السيد حسن نصر الله ، لا يستبعد أن يكون هناك ترتيبات معدة - أو ستعد- لاستغلال هذه الفوضى العارمة في إيجاد موطئ قدم سياسي وعسكري للشيعة في مصر ، وهو ما عجزوا عن تحقيقه على مدى قرون، وذلك طبعا لن يتحقق إلا بالتنسيق مع بعض الجماعات السياسية والخلايا الشيعية التي تم شراء ولاءها بالمال الإيراني ( الحلال ) والنائمة في الداخل المصري، وليكون – موطئ القدم هذا - بؤرة لنشر التشيع في هذا القطر الغالي وخنجر مسموم في صدر أرض الكنانة، وقصم ظهر أهل السنة وتطويقهم من جميع الجهات – وذلك على غرار حزب الله في جنوب لبنان أو جماعة الحوثي في صعدة اليمن. وأنا واثق أن هناك بعض الجماعات السياسية التي لديها شبق وطموحات للسلطة - وتحديدا أجنحة في هذه الجماعات - لن تتردد في مد يدها لحزب الله وإيران من أجل قيام تعاون عسكري بينهما في مصر فيما إذا حدثت أي فوضى سياسية فيها.
وليس بالضرورة أن يتم رفع شعار التشيع في بداية الأمر، بل قد يكون هذا التعاون تحت شعار الجهاد في فلسطين، وهو شعار جميل وبراق وخادع وقد يجذب ببريقه الكثير من الشباب المغرر بهم، ومن العاطلين، ومن المتحمسين لمناصرة القضية الفلسطينية ، كيفما اتفق، قبل أن يستيقظوا فيجدوا أنفسهم في دائرة الابتزاز الجهنمية الإيرانية.
هذا هو ما يخطط له حزب الله في اعتقادي، سموها نظرية مؤامرة، سموها ما شئتم– وأما غزة فلها رب يحميها.