عزام
12-24-2008, 05:35 PM
تلخيص سلسلة مقالات للصحفي : حامد اغبارية
تقديم : هبة رمزي
قد يتعلم الطالب العربي عبر المنهاج الاسرائيلي عن تاريخ العرب والاسلام ولكنك عندما تتصفح كتب التاريخ تجد النكبة ماثلة امام ناظريك , لا النكبة الحقيقة التي مر بها الشعب الفلسطيني.. فإنك لا تكاد تجد شيئا ايجابيا يذكر امجاد العرب والمسلمين ومحاسنهم , بل عمدوا الى تشويه التاريخ وتشويه الشخصيات التي صنعت التاريخ , وفي المقابل تجد التمجيد والتفخيم والتضخيم للتاريخ اليهودي وشخصياته . وهكذا تجد انهم سعوا الى دفع الطالب العربي دفعا كي يسب تاريخ امته ويخجل بها ولا يفتخر بشيء منها لأنه " لا يوجد في هذا التاريخ شيء يفتخر به " هكذا كانت رسالتهم ولا تزال .
فإن اتينا لموضوع المدنيات على سبيل المثال : نجد الطالب العربي في " اسرائيل " مضطرا لمعرفة التفاصيل الدقيقة للهجرات اليهودية وقيام دولة اسرائيل والوان العلم الاسرائيلي والشخصيات التي مهدت لقيام الدولة مثل هرتسل والتي بنت الدولة مثل بن غريون .. اما كيف تم ذلك ؟ فلا حاجة ان يعرفه الطالب العربي !
فلماذا يجب على الطالب العربي ان الشعب الفلسطيني كان يعيش هنا ؟ وانه تم طرده وتشريده وهدم قراه ومسحها عن وجه الارض؟
ولماذا عليه ان يعرف ان اجداده المسلمين كان لهم اهم دور في بناء الحضارة والعلوم الانسانية ؟ لا حاجة لذلك كله , لأن في تاريخ الشعب اليهودي وانجازاته وبطولاته وحضارته وثقافته ما يغنيه عن ذلك كله !!
اما في تعليم اللغة العربية على سبيل المثال , تم اختيار نصوص تتميز بالسطحية ونصوص من شعر ونثر تقدم العربي كإنسان همّهُ العشق والحب والنساء والفخر والقتل والحروب .. وبالتالي لم يكن الهدف غرس حب اللغة والاعتزاز بها في نفس الطالب ناهيك على اهمال الادب الفلسطيني , الذي يعتبر عالميًا من ارفع انواع الادب من حيث المستوى والمضامين .
وفي موضوع الدين الاسلامي , فها هم اليوم في عام 2007 يقررون تقليص ساعات تعليم الدين في المرحلة الابتدائية وتحويل قسم من هذه الساعات الى موضوع للتراث الذي يشمل الفنون الشعبية والعادات والتقاليد ( العربية طبعا !! ) كما وانه في الاعوام الاخيرة تم استيعاب عدد بسيط من المدرسين المتخصصين في هذا المجال , فإن العقود الخمس الماضية شهدت استيعاب معلمين ( ومعلمات !! ) غير مؤهلين لتدريس الموضوع , وكانت النتيجة انهم اوصلوا للطالب عقائد مشوّهة عن الدين الاسلامي , اضافة الى مدرسين ( علمانيين ) عملوا على الطعن بالدين على مدار السنة , فخرجت اجيال مشوهة العقيدة .. بل اجيال تكاد تكون بلا عقيدة وبلا دين .
ونتيجة لكل ذلك , نتج جيل يشعر بأنه منفصل عن ماضيه وتاريخه وحضارته وقيمه ومعتقداته ويشعر بأنه اقلية ( قومية .. مجرد اقلية ) امام اغلبية يهودية , تملك كل شيء وتصنع كل شيء , تملك التاريخ وتملك الحاضر وتصنع المستقبل فنتجت اقلية " تشعر بأنها ليست فقط اقلية عددية احصائية بل بأنها اقل من سائر الشعوب والامم لا علاقة لها بحضارات الانسانية بل مرتبطة ( بحبل السرة ) بالتاريخ اليهودي وثقافته وحضارته.
ومن هنا اترككم مع الرابط التالي (http://www.pls48.net/Web/Pages/Category.aspx?I=34) والذي يحوي 30 حلقة لتقارير للصحفي حامد اغبارية وفيهم يستعرض امثله من كتب يدرسها الطالب العربي تهدف اولا واخيرا لطمس هويته وابتداع شخصيته !
وفي الختام , فإن الدولة العبرية عمدت الى ترسيخ اثار النكبة الفلسطينية في حياة فلسطينيي 48 الذين لم تتمكن من اقتلاعهم .. من خلال منهاج التعليم , الذي ارادت بواسطته ابتداع شخصية " عربية اسرائيلية " جديدة لا علاقة لها بما كان قبل 1948 ولا يجدر ان يكون لها علاقة بما سيكون في المستقبل.. الا المستقبل الذي تريده هي له.
لقد ارادت انتاج العربي مستسلمًا لا هوية وطنية له , سوى هوية العربي الاسرائيلي , ولا مواطنة له سوى " المواطنة الصالحة " بالمواصفات التي تريدها هي , ولا انتماء له سوى الانتماء لدولة اسرائيل اليهودية .. فهل نجحت في تحقيق هذا الهدف ؟ وهل ستنجح يوما ما ؟!
تقديم : هبة رمزي
قد يتعلم الطالب العربي عبر المنهاج الاسرائيلي عن تاريخ العرب والاسلام ولكنك عندما تتصفح كتب التاريخ تجد النكبة ماثلة امام ناظريك , لا النكبة الحقيقة التي مر بها الشعب الفلسطيني.. فإنك لا تكاد تجد شيئا ايجابيا يذكر امجاد العرب والمسلمين ومحاسنهم , بل عمدوا الى تشويه التاريخ وتشويه الشخصيات التي صنعت التاريخ , وفي المقابل تجد التمجيد والتفخيم والتضخيم للتاريخ اليهودي وشخصياته . وهكذا تجد انهم سعوا الى دفع الطالب العربي دفعا كي يسب تاريخ امته ويخجل بها ولا يفتخر بشيء منها لأنه " لا يوجد في هذا التاريخ شيء يفتخر به " هكذا كانت رسالتهم ولا تزال .
فإن اتينا لموضوع المدنيات على سبيل المثال : نجد الطالب العربي في " اسرائيل " مضطرا لمعرفة التفاصيل الدقيقة للهجرات اليهودية وقيام دولة اسرائيل والوان العلم الاسرائيلي والشخصيات التي مهدت لقيام الدولة مثل هرتسل والتي بنت الدولة مثل بن غريون .. اما كيف تم ذلك ؟ فلا حاجة ان يعرفه الطالب العربي !
فلماذا يجب على الطالب العربي ان الشعب الفلسطيني كان يعيش هنا ؟ وانه تم طرده وتشريده وهدم قراه ومسحها عن وجه الارض؟
ولماذا عليه ان يعرف ان اجداده المسلمين كان لهم اهم دور في بناء الحضارة والعلوم الانسانية ؟ لا حاجة لذلك كله , لأن في تاريخ الشعب اليهودي وانجازاته وبطولاته وحضارته وثقافته ما يغنيه عن ذلك كله !!
اما في تعليم اللغة العربية على سبيل المثال , تم اختيار نصوص تتميز بالسطحية ونصوص من شعر ونثر تقدم العربي كإنسان همّهُ العشق والحب والنساء والفخر والقتل والحروب .. وبالتالي لم يكن الهدف غرس حب اللغة والاعتزاز بها في نفس الطالب ناهيك على اهمال الادب الفلسطيني , الذي يعتبر عالميًا من ارفع انواع الادب من حيث المستوى والمضامين .
وفي موضوع الدين الاسلامي , فها هم اليوم في عام 2007 يقررون تقليص ساعات تعليم الدين في المرحلة الابتدائية وتحويل قسم من هذه الساعات الى موضوع للتراث الذي يشمل الفنون الشعبية والعادات والتقاليد ( العربية طبعا !! ) كما وانه في الاعوام الاخيرة تم استيعاب عدد بسيط من المدرسين المتخصصين في هذا المجال , فإن العقود الخمس الماضية شهدت استيعاب معلمين ( ومعلمات !! ) غير مؤهلين لتدريس الموضوع , وكانت النتيجة انهم اوصلوا للطالب عقائد مشوّهة عن الدين الاسلامي , اضافة الى مدرسين ( علمانيين ) عملوا على الطعن بالدين على مدار السنة , فخرجت اجيال مشوهة العقيدة .. بل اجيال تكاد تكون بلا عقيدة وبلا دين .
ونتيجة لكل ذلك , نتج جيل يشعر بأنه منفصل عن ماضيه وتاريخه وحضارته وقيمه ومعتقداته ويشعر بأنه اقلية ( قومية .. مجرد اقلية ) امام اغلبية يهودية , تملك كل شيء وتصنع كل شيء , تملك التاريخ وتملك الحاضر وتصنع المستقبل فنتجت اقلية " تشعر بأنها ليست فقط اقلية عددية احصائية بل بأنها اقل من سائر الشعوب والامم لا علاقة لها بحضارات الانسانية بل مرتبطة ( بحبل السرة ) بالتاريخ اليهودي وثقافته وحضارته.
ومن هنا اترككم مع الرابط التالي (http://www.pls48.net/Web/Pages/Category.aspx?I=34) والذي يحوي 30 حلقة لتقارير للصحفي حامد اغبارية وفيهم يستعرض امثله من كتب يدرسها الطالب العربي تهدف اولا واخيرا لطمس هويته وابتداع شخصيته !
وفي الختام , فإن الدولة العبرية عمدت الى ترسيخ اثار النكبة الفلسطينية في حياة فلسطينيي 48 الذين لم تتمكن من اقتلاعهم .. من خلال منهاج التعليم , الذي ارادت بواسطته ابتداع شخصية " عربية اسرائيلية " جديدة لا علاقة لها بما كان قبل 1948 ولا يجدر ان يكون لها علاقة بما سيكون في المستقبل.. الا المستقبل الذي تريده هي له.
لقد ارادت انتاج العربي مستسلمًا لا هوية وطنية له , سوى هوية العربي الاسرائيلي , ولا مواطنة له سوى " المواطنة الصالحة " بالمواصفات التي تريدها هي , ولا انتماء له سوى الانتماء لدولة اسرائيل اليهودية .. فهل نجحت في تحقيق هذا الهدف ؟ وهل ستنجح يوما ما ؟!