تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هذه ( بعض ) من الحقائق أمير المؤمنين يزيد .. يا ناب تك



عبد الله بوراي
12-11-2008, 01:39 PM
أمير المؤمنين يزيد بن معاوية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :

يزيد بن معاوية – رحمه الله – لم يكن بذلك الشاب اللاهي ، كما تصوره لنا الروايات التاريخية الركيكة ؛ بل هو على خلاف ذلك ، لكن العجب في المؤلفين من الكتاب الذين لا يبحثون عن الخبر الصحيح ، أو حتى عمّن يأخذوه ، فيجمعون في هذه المؤلفات الغث و السمين من الروايات و الكلام الفارغ الملفق ، فتراهم يطعنون فيه فيظهرون صورته و يشوهونها ، بأبشع تصوير .

و للأسف فإن بعض المؤرخين من أهل السنة أخذوا من هذه الروايات الباطلة و أدرجوها في كتبهم ، أمثال ابن كثير في البداية و النهاية ، وابن الأثير في الكامل ، وابن خلدون في العبر والإمام الذهبي في تاريخ الإسلام و في غيرها من الكتب .أخذوا من هذه الروايات الباطلة و أدرجوها في كتبهم ، أمثال ابن كثير في البداية و النهاية ، وابن الأثير

و المصيبة في هؤلاء الكتاب المعاصرين أنهم يروون هذا الطعن عن بعض الشيعة المتعصبين أمثال أبي مخنف و الواقدي و ابن الكلبي و غيرهم ، و غير هذا أن معظم هذه الكتب ألفت على عهد العباسيين ، وكما هو معروف مدى العداء بين الأمويين و العباسيين ، فكانوا يبحثون عمّن يطعن في هؤلاء فيملؤون هذه الكتب بالأكاذيب .

و هناك أمور و أشياء أخرى و طامات كبرى في غيرها من الكتب ، رويت لتشويه صورة و سيرة يزيد رحمه الله و والده معاوية رضي الله عنه ، و كان على رأس هؤلاء الطاعنين بنو العباس وأنصار ابن الزبير حين خرج على يزيد و الشيعة الروافض عليهم غضب الله ، و الخوارج قاتلهم الله و أخزاهم .

منقبة ليزيد بن معاوية :
أخرج البخاري عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت و هو نازل في ساحة حمص و هو في بناء له و معه أم حرام ، قال عمير : فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ، فقالت أم حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ، فقلت : أنا فيهم قال : لا . البخاري مع الفتح (6/120) .

فتحرك الجيش نحو القسطنطينية بقيادة بسر بن أرطأ رضي الله عنه عام خمسين من الهجرة ، فاشتد الأمر على المسلمين فأرسل بسر يطلب المدد من معاوية فجهز معاوية جيشاً بقيادة ولده يزيد ، فكان في هذا الجيش كل من أبو أيوب الأنصاري و عبد الله بن عمر و ابن الزبير و ابن عباس وجمع غفير من الصحابة ، رضي الله عنهم أجمعين .

و أخرج البخاري أيضاً ، عن محمود بن الربيع في قصة عتبان بن مالك قال محمود : فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته التي توفي فيها ، ويزيد بن معاوية عليهم – أي أميرهم - بأرض الروم . البخاري مع الفتح (3/73) .

و في هذا الحديث منقبة ليزيد رحمه الله حيث كان في أول جيش يغزوا أرض الروم .

بعضاً من سيرة يزيد
و لنقف قليلاً ، على بعض من سيرة يزيد بن معاوية رحمه الله قبل أن يرشحه والده لولاية العهد ، و ما هي الحال التي كان عليها قبل توليه الخلافة ، و مدى صدق الروايات التي جاءت تذم يزيد وتصفه بأوصاف مشينة .

عمل معاوية رضي الله عنه جهده من البداية في سبيل إعداد ولده يزيد ، و تنشئته التنشئة الصحيحة ، ليشب عليها عندما يكبر ، فسمح لمطلقته ميسون بنت بحدل الكلبية ، و كانت من الأعراب ، و كانت من نسب حسيب ، و منها رزق بابنه يزيد ، - أنظر ترجمتها في : تاريخ دمشق لابن عساكر - تراجم النساء - (ص397-401) - ، و كان رحمه الله وحيد أبيه ، فأحب معاوية رضي الله عنه أن يشب يزيد على حياة الشدة و الفصاحة فألحقه بأهل أمه ليتربى على فنون الفروسية ، و يتحلى بشمائل النخوة و الشهامة والكرم و المروءة ، إذ كان البدو أشد تعلقاً بهذه التقاليد .

كما أجبر معاوية ولده يزيد على الإقامة في البادية ، و ذلك لكي يكتسب قدراً من الفصاحة في اللغة ، كما هو حال العرب في ذلك الوقت .

و عندما رجع يزيد من البادية ، نشأ و تربى تحت إشراف والده ، و نحن نعلم أن معاوية رضي الله عنه كان من رواة الحديث ، - أنظر : تهذيب التهذيب لابن حجر (10/207) - ، فروى يزيد بعد ذلك عن والده هذه الأحاديث و بعض أخبار أهل العلم . مثل حديث : من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ، و حديث آخر في الوضوء ، و روى عنه ابنه خالد و عبد الملك بن مروان ، و قد عده أبوزرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي الصحابة ، و هي الطبقة العليا . البداية و النهاية لابن كثير (8/226-227) .

و قد اختار معاوية دَغْفَل بن حنظلة السدوسي الشيباني (ت65هـ) ، مؤدباً لولده يزيد ، و كان دغفل علامة بأنساب العرب ، و خاصة نسب قريش ، و كذلك عارفاً بآداب اللغة العربية . أنظر ترجمته في : تهذيب التهذيب لابن حجر (3/210) .

هذه بعضاً من سيرة يزيد رحمه الله قبل توليه منصب الخلافة ، و قبل أن يوليه والده ولاية العهد من بعده .

توليه منصب ولاية العهد بعد أبيه
بدأ معاوية رضي الله عنه يفكر فيمن يكون الخليفة من بعده ، ففكر معاوية في هذا الأمر و رأى أنه إن لم يستخلف و مات ترجع الفتنة مرة أخرى .

فقام معاوية رضي الله عنه باستشارة أهل الشام في الأمر ، فاقترحوا أن يكون الخليفة من بعده من بني أمية ، فرشح ابنه يزيد ، فجاءت الموافقة من مصر و باقي البلاد و أرسل إلى المدينة يستشيرها و إذ به يجد المعارضة من الحسين و ابن الزبير ، و ابن عمر و عبد الرحمن بن أبي بكر ، و ابن عباس . انظر : تاريخ الإسلام للذهبي – عهد الخلفاء الراشدين – (ص147-152) و سير أعلام النبلاء (3/186) و الطبري (5/303) و تاريخ خليفة (ص213) . و كان اعتراضهم حول تطبيق الفكرة نفسها ، لا على يزيد بعينه .

و تجدر الإشارة هنا إلى أن المؤرخين والمفكرين المسلمين قد وقفوا حيال هذه الفكرة مواقف شتى ، ففيهم المعارض ، و منهم المؤيد ، و كانت حجة الفريق المعارض تعتمد على ما وردته بعض الروايات التاريخية ، التي تشير أن يزيد بن معاوية كان شاباً لاهياً عابثاً ، مغرماً بالصيد و شرب الخمر ، و تربية الفهود والقرود ، و الكلاب … الخ . نسب قريش لمصعب الزبيري (ص127) و كتاب الإمامة والسياسة المنحول لابن قتيبة (1/163) و تاريخ اليعقوبي (2/220) و كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي (5/17) و مروج الذهب للمسعودي (3/77) و انظر حول هذه الافتراءات كتاب : صورة يزيد بن معاوية في الروايات الأدبية فريال بنت عبد الله (ص 86- 122 ) .

و لكننا نرى أن مثل هذه الأوصاف لا تمثل الواقع الحقيقي لما كانت عليه حياة يزيد بن معاوية ، فالإضافة إلى ما سبق أن أوردناه عن الجهود التي بذلها معاوية في تنشئة وتأديب يزيد ، نجد رواية في مصادرنا التاريخية قد تساعدنا في دحض مثل تلك الآراء .

فيروي البلاذري أن محمد بن علي بن أبي طالب - المعروف بابن الحنفية - دخل يوماً على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت ، فقال له يزيد ، و كان له مكرماً : يا أبا القاسم ، إن كنت رأيت مني خُلُقاً تنكره نَزَعت عنه ، و أتيت الذي تُشير به علي ؟ فقال : والله لو رأيت منكراً ما وسعني إلاّ أن أنهاك عنه ، وأخبرك بالحق لله فيه ، لما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناس ولا يكتموه ، وما رأيت منك إلاّ خيراً . أنساب الأشراف للبلاذري (5/17) .

و يروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع - كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو و أصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم ، فقال ابن مطيع : إن يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب ، فقال محمد ما رأيت منه ما تذكرون ، قد حضرته و أقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة ، قالوا : ذلك كان منه تصنعاً لك ، قال : و ما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع ؟ ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر ، فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه ، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا ، قالوا : إنه عندنا لحق و إن لم نكن رأيناه ، فقال لهم : أبى الله ذلك على أهل الشهادة ، و لست من أمركم في شيء . البداية و النهاية (8/233) و تاريخ الإسلام – حوادث سنة 61-80هـ – (ص274) و قد حسّن الأخ محمد الشيباني إسناده انظر مواقف المعارضة من خلافة يزيد بن معاوية (ص384) .

كما أن مجرد موافقة عدد من كبار الشخصيات الإسلامية ، من أمثال عبد الله بن الزبير و عبد الله ابن عباس و ابن عمر و أبو أيوب الأنصاري ، على مصاحبة جيش يزيد في سيره نحو القسطنطينية فيها خير دليل على أن يزيد كان يتميز بالاستقامة ، و تتوفر فيه كثير من الصفات الحميدة ، ويتمتع بالكفاءة والمقدرة لتأدية ما يوكل إليه من مهمات ؛ وإلا لما وافق أمثال هؤلاء الأفاضل من الصحابة أن يتولى قيادتهم شخص مثل يزيد .

و بالرغم من كل ما سبق أن أوردناه من روايات ، فإن أحد المؤرخين المحدثين قد أعطى حكماً قاطعاً بعدم أهلية يزيد للخلافة ، دون أن يناقش الآراء التي قيلت حول هذا الموضوع ، أو أن يقدم أي دليل تاريخي يعضد رأيه ، ويمضي ذلك المؤرخ المحدث في استنتاجاته ، فيرى أن معاوية لم يبايع لولده يزيد بولاية العهد ، إلاّ مدفوعاً بعاطفة الأبوة . أنظر كتاب : موسوعة التاريخ الإسلامي لأحمد شلبي (2/46-47 ، 51 ) .

لكننا نجد وجهة النظر التي أبداها الأستاذ محب الدين الخطيب - حول هذه المسألة - جديرة بالأخذ بها للرد على ما سبق ، فهو يقول : إن كان مقياس الأهلية لذلك أن يبلغ مبلغ أبي بكر وعمر في مجموع سجاياهما ، فهذا ما لم يبلغه في تاريخ الإسلام ، ولا عمر بن عبد العزيز ، و إن طمعنا بالمستحيل و قدرنا إمكان ظهور أبي بكر آخر و عمر آخر ، فلن تتاح له بيئة كالبيئة التي أتاحها الله لأبي بكر و عمر ، و إن كان مقياس الأهلية ، الاستقامة في السيرة ، و القيام بحرمة الشريعة ، والعمل بأحكامها ، و العدل في الناس ، و النظر في مصالحهم ، والجهاد في عدوهم ، وتوسيع الآفاق لدعوتهم ، والرفق بأفرادهم و جماعاتهم ، فإن يزيد يوم تُمحّص أخباره ، و يقف الناس على حقيقة حاله كما كان في حياته ، يتبين من ذلك أنه لم يكن دون كثيرين ممن تغنى التاريخ بمحامدهم ، و أجزل الثناء عليهم . حاشية العواصم من القواصم لابن العربي (ص221).

و نجد أيضاً في كلمات معاوية نفسه ما يدل على أن دافعه في اتخاذ مثل هذه الخطوة هو النفع للصالح العام و ليس الخاص ، فقد ورد على لسانه قوله : اللهم إن كنت إنما عهدت ليزيد لما رأيت من فضله ، فبلغه ما أملت و أعنه ، و إن كانت إنما حملني حبّ الوالد لولده ، وأنه ليس لما صنعت به أهلاً ، فاقبضه قبل أن يبلغ ذلك . تاريخ الإسلام للذهبي – عهد معاوية بن أبي سفيان – (ص169) و خطط الشام لمحمد كرد علي (1/137) .

و يتبين من خلال دراسة هذه الفكرة – أي فكرة تولية يزيد ولاية العهد من بعد أبيه - ، أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما كان محقاً فيما ذهب إليه ، إذ أنه باختياره لابنه يزيد لولاية العهد من بعده ، قد ضمن للأمة الإسلامية وحدتها ، و حفظ لها استقرارها ، و جنبها حدوث أية صراعات على مثل هذا المنصب .

و قد اعترف بمزايا خطوة معاوية هذه ، كل من ابن العربي ، أنظر: العواصم من القواصم (ص228-229 ) .

و ابن خلدون الذي كان أقواهما حجة ، إذا يقول : والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون سواه ، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس ، واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل و العقد عليه - و حينئذ من بني أمية - ثم يضيف قائلاً : و إن كان لا يظن بمعاوية غير هذا ، فعدالته و صحبته مانعة من سوى ذلك ، و حضور أكابر الصحابة لذلك ، وسكوتهم عنه ، دليل على انتفاء الريب منه ، فليسوا ممن تأخذهم في الحق هوادة ، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق، فإنهم - كلهم - أجلّ من ذلك ، و عدالتهم مانعة منه . المقدمة لابن خلدون (ص210-211) .

و يقول في موضع آخر : عهد معاوية إلى يزيد ، خوفاً من افتراق الكلمة بما كانت بنو أمية لم يرضوا تسليم الأمر إلى من سواهم ، فلو قد عهد إلى غيره اختلفوا عليه ، مع أن ظنهم كان به صالحاً ، ولا يرتاب أحد في ذلك ، ولا يظن بمعاوية غيره ، فلم يكن ليعهد إليه ، و هو يعتقد ما كان عليه من الفسق ، حاشا لله لمعاوية من ذلك . المقدمة (ص206) .

قلت : و قد رأى معاوية رضي الله عنه في ابنه صلاحاً لولاية خلافة الإسلام بعده و هو أعلم الناس بخفاياه و لو لم يكن عنده مرضياً لما اختاره .

و أما ما يظنه بعض الناس بأن معاوية كان أول من ابتدع الوراثة في الإسلام ، فقد أخطأ الظن ، فدافع معاوية في عهده لابنه يزيد بالخلافة من بعده ، كان محمولاً على البيعة من الناس و ليس كونه محمولاً على الوراثة ، و لو كان ما رآه هو الأخير لما احتاج إلى بيعتهم بل لاكتفى ببيعته منه وحده .

فإن قيل لو ترك الأمر شورى يختار الناس ما يرونه خليفة من بينهم ، قلنا قد سبقه بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه من بيعته لأبي بكر يوم السقيفة ، و سبقه أبو بكر أيضاً في وصيته لعمر بولاية العهد من بعده ، و ما فعله عمر حين حصر الخلافة في الستة .

و الغريب في الأمر أن أكثر من رمى معاوية و عابه في تولية يزيد و أنه ورثّه توريثاً هم الشيعة ، مع أنهم يرون هذا الأمر في علي بن أبي طالب و سلالته إلى اثني عشر خليفة منهم .

و ليس افضل - قبل أن ننتقل إلى موضوع آخر - من أن نشير إلى ما أورده ابن العربي في كتابه العواصم من القواصم من رأي لأحد أفاضل الصحابة في هذا الموضوع ، إذ يقول : دخلنا على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استخلف يزيد بن معاوية ، فقال : أتقولون إن يزيد ليس بخير أمة محمد ، لا أفقه فيها فقهاً ، ولا أعظمها فيها شرفاً ؟ قلنا : نعم ، قال : و أنا أقول ذلك ، و لكن و الله لئن تجتمع أمة محمد أحب إلىّ من أن تفترق . العواصم من القواصم (ص231) .

و هل يتصور أيضاً ما زعم الكذابون ، من أن معاوية رضي الله عنه كان غير راض عن لهو يزيد وفسقه ، و شربه ، و أنه أكثر من نصحه فلم ينتصح ، فقال – لما يئس من استجابته - : إذاً عليك بالليل ، استتر به عن عيون الناس ، و إني منشدك أبياتاً ، فتأدب بها و احفظها ، فأنشده :

انصب نهاراً في طلاب العلا * واصبر على هجر الحبيب القريب

حتى إذا الليل أتى بالدجى * واكتحلت بالغمض عين الرقيب

فباشر الليل بما تشتهي * فإنما الليل نهار الأريب

كم فاسق تحسبه ناسكاً * قد باشر الليل بأمر عجيب

غطى عليه الليل أستاره فبات في أمن و عيش خصيب

و لذة لأحمق مكشوفة * يشفي بها كل عدو غريب

كذا قال الكذابون الدهاة ، و لكن فضحهم الله ، فهذه الأبيات لم يقلها معاوية رضي الله عنه ولم تكن قيلت بعدُ ، ولا علاقة لها بمعاوية ولا بيزيد ، ولا يعرفها أهل البصرة ، إلا ليحيى بن خالد البرمكي ، أي الذي عاش زمن هارون الرشيد ، أي بعد معاوية و ابنه بنحو مائة عام . أنظر : تاريخ دمشق لابن عساكر ( 65/403) .

بعض من الأحاديث المكذوبة في حق يزيد
و قد زورت أحاديث في ذم يزيد كلها موضوعة لا يصح منها شيء فهذه بعضها ، و إلا فهناك الكثير :-

منها قول الحافظ أبو يعلى : عن أبي عبيدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يزال أمر أمتي قائماً بالقسط حتى يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد . هذا الحديث و الذي بعده منقطعة بل معضولة ، راجع البداية و النهاية (8/231) .

و حديث آخر أورده ابن عساكر في تاريخه ، بلفظ : أول من يغير سنتي رجل من بني أمية يقال له يزيد . تاريخ دمشق (18/160) ، و قد حسن الشيخ الألباني سنده ، و قال معلقاً عليه : و لعل المراد بالحديث تغيير نظام اختيار الخليفة ، و جعله وراثة ، و الله أعلم . الصحيحة (4/329-330) . قلت : الحديث الذي حسنه الشيخ الألباني دون زيادة لفظة ( يقال له يزيد ) ، أما قوله بأن المراد تغيير نظام اختيار الخليفة و جعله وراثياً ، فإن معاوية رضي الله عنه هو أول من أخذ بهذا النظام و جعله وراثياً ، إذاً فالحديث لا يتعلق بيزيد بن معاوية بعينه ، و الله أعلم .

و منها أيضاً قول : لا بارك الله في يزيد الطعان اللعان ، أما أنه نُعي إلي حبيبي حسين . تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي ، للإمام الذهبي ( ص159) .

علاقة يزيد بآل البيت رضي الله عنهم
و لم يقع بين يزيد و بين أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعكر العلاقة و القرابة بينهما سوى خروج الحسين و بعض أهله و مقتلهم على يد أهل العراق بكربلاء و مع هذا فقد بقيت العلاقة الحسنة بين يزيد و آل البيت و كانوا أولاد عمومته و نراهم قد اجتنبوا الخروج عليه أيام الحرة و مكة بل كانت صلته بعلي بن الحسين و عبد الله بن العباس و محمد بن الحنفية أيام الحرة جيدة . أما عبد الله بن جعفر فقد كانت صلته بمعاوية و يزيد من بعده غاية في المودة و الصداقة والولاء و كان يزيد لا يرد لابن جعفر طلباً و كانت عطاياه له تتوارد فيقوم ابن جعفر بتوزيعها على أهل المدينة ، و كان عبد الله بن جعفر يقول في يزيد أتلومونني على حسن الرأي في هذا . قيد الشريد في أخبار يزيد (ص35) .

موقف العلماء من يزيد بن معاوية
و قد سئل حجة الإسلام أبو حامد الغزالي عمن يصرح بلعن يزيد بن معاوية ، هل يحكم بفسقه أم لا ؟ و هل كان راضياً بقتل الحسين بن علي أم لا ؟ و هل يسوغ الترحم عليه أم لا ؟ فلينعم بالجواب مثاباً .

فأجاب : لا يجوز لعن المسلم أصلاً ، و من لعن مسلماً فهو الملعون ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم ليس بلعان ، - المسند (1/405) و الصحيحة (1/634) و صحيح سنن الترمذي (2/189) - ، و كيف يجوز لعن المسلم ولا يجوز لعن البهائم وقد ورد النهي عن ذلك - لحديث عمران بن الحصين قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره و امرأة من الأنصار على ناقة ، فضجرت فلعنتها ، فسمع ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال : خذوا ما عليها و دعوها فإنها ملعونة ، قال عمران : فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد. جمع الفوائد (3/353) - ، و حرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة بنص النبي صلى الله عليه وسلم - هو أثر موقوف على ابن عمر بلفظ : نظر عبد الله بن عمر رضي الله عنه يوماً إلى الكعبة فقال : ما أعظمك و أعظم حرمتك ، و المؤمن أعظم حرمة منك ، و هو حديث حسن ، أنظر : غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال و الحرام للشيخ الألباني (ص197) - ، و قد صح إسلام يزيد بن معاوية و ما صح قتله الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضراً حين قتل ، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يُظن ذلك به ، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام و قد قال الله تعالى{اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم }[الحجرات/12] ، و من زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين أو رضي به ، فينبغي أن يعلم أن به غاية الحمق ، فإن من كان من الأكابر والوزراء ، و السلاطين في عصره لو أراد أن يعلم حقيقة من الذي أمر بقتله و من الذي رضي به و من الذي كرهه لم يقدر على ذلك ، و إن كان الذي قد قُتل في جواره و زمانه و هو يشاهده ، فكيف لو كان في بلد بعيد ، و زمن قديم قد انقضى ، فكيف نعلم ذلك فيما انقضى عليه قريب من أربعمائة سنة في مكان بعيد ، و قد تطرق التعصب في الواقعة فكثرت فيها الأحاديث من الجوانب فهذا الأمر لا تُعلم حقيقته أصلاً ، و إذا لم يُعرف وجب إحسان الظن بكل مسلم يمكن إحسان الظن به . و مع هذا فلو ثبت على مسلم أنه قتل مسلماً فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر ، و القتل ليس بكفر ، بل هو معصية ، و إذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة و الكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنته فكيف بمؤمن تاب عن قتل .. و لم يُعرف أن قاتل الحسين مات قبل التوبة و قد قال الله تعالى {و هو الذي يقبل التوبة عن عباده ، و يعفوا عن السيئات و يعلم ما تفعلون}[الشورى/25] فإذن لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين بعينه لم يروه النص ، و من لعنه كان فاسقاً عاصياً لله تعالى . و لو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصياً بالإجماع ، بل لو لم يلعن إبليس طول عمره مع جواز اللعن عليه لا يُقال له يوم القيامة : لِمَ لَمْ تلعن إبليس ؟ و يقال للاعن : لم لعنت و مِنْ أين عرفت أنه مطرود ملعون ، و الملعون هو المبعد من الله تعالى و ذلك علوم الغيب ، و أما الترحم عليه فجائز ، بل مستحب ، بل هو داخل في قولنا : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، فإنه كان مؤمناً و الله أعلم بالصواب . قيد الشريد من أخبار يزيد (ص57-59) .

و قد سئل ابن الصلاح عن يزيد فقال : لم يصح عندنا أنه أمر بقتل الحسين رضي الله عنه والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك ، و أما سب يزيد و لعنه فليس ذلك من شأن المؤمنين ، و إن ‏صح أنه قتله أو أمر بقتله ، و قد ورد في الحديث المحفوظ : إن لعن المؤمن كقتاله - البخاري مع الفتح (10/479) -، و قاتل الحسين لا يكفر بذلك ، و إنما ارتكب إثماً ، و إنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام .

و الناس في يزيد على ثلاث فرق ، فرقة تحبه و تتولاه ، و فرقة تسبه و تلعنه و فرقة متوسطة في ذلك ، لا تتولاه ولا تلعنه و تسلك به سبيل سائر ملوك الإسلام و خلفائهم غير الراشدين في ذلك و شبهه ، و هذه هي المصيبة – أي التي أصابت الحق - مذهبها هو اللائق لمن يعرف سِيَر الماضين و يعلم قواعد الشريعة الظاهرة . قيد الشريد (ص59-60) .

و سُئل شيخ الإسلام عن يزيد أيضاً فقال : افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ثلاث فرق طرفان و وسط ، فأحد الطرفين قالوا : إنه كان كافراً منافقاً ، و إنه سعى في قتل سِبط رسول الله تشفياً من رسول الله صلى الله عليه وسلم و انتقاماً منه و أخذاً بثأر جده عتبة و أخي جده شيبة و خاله الوليد بن عتبة و غيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب و غيره يوم بدر و غيرها ، و قالوا تلك أحقاد بدرية و آثار جاهلية . و هذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر و عمر وعثمان ، فتكفير يزيد أسهل بكثير . و الطرف الثاني يظنون أنه كان رجلاً صاحاً و إماماً عدل و إنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم و حمله بيده و برّك عليه و ربما فضله بعضهم على أبي بكر و عمر، و ربما جعله بعضهم نبياً .. و هذا قول غالية العدوية و الأكراد و نحوهم من الضُلاّل . و القول الثالث : أنه كان ملكاً من ملوك المسلمين له حسنات و سيئات و لم يولد إلا في خلافة عثمان و لم يكن كافراً و لكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين و فُعل ما فعل بأهل الحرة ، و لم يكن صحابياً ولا من أولياء الله الصالحين و هذا قول عامة أهل العقل و العلم و السنة و الجماعة . ثم افترقوا ثلاث فرق ، فرقة لعنته و فرقة أحبته و فرقة لا تسبه ولا تحبه و هذا هو المنصوص عن الأمام أحمد و عليه المقتصدون من أصحابه و غيرهم من جميع المسلمين . سؤال في يزيد (ص26).

وفاة يزيد بن معاوية
في أثناء حصار مكة جاءت الأخبار بوفاة يزيد بن معاوية رحمه الله و البيعة لابنه معاوية .

و كان ذلك لعشر خلت من ربيع الأول سنة أربع و ستين ، و كانت وفاته بحوران و قيل حوارين من أرض الشام ، قال عبد الرحمن أبي معذور : حدثني بعض أهل العلم قال : آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية : اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه و لم أرده . قيد الشريد (ص50) .

يزيد رحمه الله قد شوهت سيرته كما قلت تشويهاً عجيباً ، فنسبوا إليه شرب الخمر و الفجور و ترك الصلاة و تحميله أخطاء غيره دونما دليل .

فيطعنون فيه و في دينه ، فقط لأجل أن يشوهوا و يثبتوا أنه لا يستحق الخلافة ، ولا شك أنه مفضول و أن الحسين و غيره من الصحابة كانوا أفضل منه بدرجات و لهم صحبة و سابقية في الإسلام ، لكن الطعن في دينه أمرٌ غير ثابت ، بدلالة أثر ابن الحنفية الذي ذكرته آنفاً ، و هناك قول مشابه لابن عباس يثبت فيه أن يزيد براء من هذه الأقوال التي يقولونها فيه ، و هو أنه لما قدم ابن عباس وافداً على معاوية رضي الله عنه ، أمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه – أي أن يأتي ابن عباس - ، فأتاه في منزله ، فرحب به ابن عباس و حدثه ، فلما خرج ، قال ابن عباس : إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء الناس . البداية والنهاية (8/228-229) و تاريخ دمشق (65/403-404).

يقول الله تعالى {يأيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين }[الحجرات/6] فأبو مخنف هذا و أمثاله من الرواة الكذابين الغالين ممن ينطبق عليهم لفظ الفاسق ، فلا يقبل لهم قول خاصة إذا كان فيه طعن في أحد من المسلمين ، فما بالك إذا كان هذا المطعون فيه و في دينه خليفة المسلمين و إمامهم ؟! فهذا من باب أولى أن يرد ويرفض .

أما ما لفقوه بيزيد من أن له يداً في قتل الحسين ، و أنهم فسروا كلامه لعبيد الله بن زياد بأن يمنع الحسين من دخول الكوفة و أن يأتيه به ، يعني اقتله و ائتني برأسه ، فهذا لم يقل به أحد و إنما هو من تلبيس الشيطان على الناس و إتباعهم للهوى و التصديق بكل ما يرويه الرافضة من روايات باطلة تقدح في يزيد و معاوية ، و أن أهل العراق و الأعراب هم الذين خذلوا الحسين و قتلوه رضي الله عنه كما قال بذلك العلماء .

و يشهد لذلك ما رواه البخاري عن شعبة عن محمد بن أبي يعقوب سمعت عبد الرحمن بن أبي نعيم : أن رجلاً من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب ؟ فقال ابن عمر : انظر إلى هذا يسأل عن دم البعوض و قد قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الحسن و الحسين هما ريحانتاي من الدنيا . الفتح (10/440) و صحيح سنن الترمذي (3/224) .

أما قول الإمام الذهبي في سيره عن يزيد بأنه ممن لا نسبه ولا نحبه و أنه كان ناصبياً فظاً غليظاً جلفاً متناول المسكر و يفعل المنكر . سير أعلام النبلاء (4/36) .

قلت : إن الإنصاف العظيم الذي يتمتع به الذهبي رحمه الله جعله لا يكتفي بسرد تاريخ المترجم له دون التعليق - غالباً - على ما يراه ضرورياً لإنصافه ؛ و ذلك نحو الحكم على حكاية ألصقت به و هي غاضّة من شأنه ، أو ذكر مبرر لعمل ظنه الناس شيئاً و هو يحتمل أوجهاً أخرى ، أو نقد لتصرفاته نقداً شرعياً ، ثم يحاول أن يخرج بحكم عام على المترجم له مقروناً بالإنصاف .

و هذا العمل _ أي الإنصاف في الحكم على الأشخاص _ يعطي ضوءاً كاشفاً تستطيع أن تستفيد منه الصحوة المباركة ، فهي صحوة توشك أن تعطي ثمارها لولا ما يكدرها من تصرفات بعض ذوي النظرات القاتمة الذين يرمون العلماء و الدعاة بالفسق و الابتداع و الميل عن مذهب السلف لأي زلة ، لا يعذرون أحداً، و لا يتقون الله في ظنٍّ مرجوح .

و هناك بعض آخر لا يستطيع العيش إلا بالطعن على المخالف ، و نسيان محاسنه و كتمانها ، فهؤلاء و أمثالهم تكفل الإمام الذهبي بالرد عليهم في سفره العظيم سير أعلام النبلاء .

و قلت أيضاً : هذا قول و كلٌ يؤخذ من كلامه و يرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

و أما عن تناوله المسكر و غيرها من الأمور قلت : هذا لا يصح كما أسلفت و بينت رأي ابن الحنفية في ذلك - و هذه شهادة ممن قاتل معاوية مع أبيه ، فأحرى به أن يكون عدواً له كارهاً لملكه و ولده - .

و قلت أيضاً : إن هذا لا يحل إلا بشاهدين ، فمن شهد بذلك ؟ وقد شهد العدل بعدالته ، روى يحيى بن بكير عن الليث بن سعد (ت 147هـ) قال الليث : توفي أمير المؤمنين يزيد في تاريخ كذا ، فسماه الليث أمير المؤمنين بعد ذهاب ملكهم و انقراض دولتهم ، ولولا كونه عنده كذلك ما قال : إلا توفي يزيد . العواصم من القواصم (ص232-234) .

و هذا الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله على تقشفه و عظم منزلته في الدين و ورعه قد أدخل عن يزيد بن معاوية في كتابه الزهد أنه كان يقول في خطبته : إذا مرض أحدكم مرضاً فأشقى ثم تماثل ، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه و لينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه . أنظر : العواصم من القواصم (ص245) .

و هذا لا يتعارض مع ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية نقلاً عن الإمام أحمد عندما سُئل أتكتب الحديث عن يزيد ، قال : لا ، و لا كرامة ، أوَ ليس هو الذي فعل بأهل المدينة ما فعل . سؤال في يزيد (ص27) .

و كان رفض الإمام أحمد رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ليس دليلاً على فسقه ، و ليس كل مجروح في رواية الحديث لا تقبل أقواله ، فهناك عشرات من القضاة والفقهاء ردت أحاديثهم و هم حجة في باب الفقه . في أصول تاريخ العرب الإسلامي ، محمد محمد حسن شرّاب (ص 152) .

و هذا يدل على عظم منزلته – أي يزيد بن معاوية - عنده حتى يدخله في جملة الزهاد من الصحابة و التابعين الذين يقتدى بقولهم و يرعوى من وعظهم ، و ما أدخله إلا في جملة الصحابة قبل أن يخرج إلى ذكر التابعين ، فأين هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر و أنواع الفجور ، ألا يستحيون ؟! و إذا سلبهم الله المروءة و الحياء ، ألا ترعوون أنتم و تزدجرون و تقتدون بفضلاء الأمة ، و ترفضون الملحدة و المجّان من المنتمين إلى الملة . العواصم من القواصم (ص246) .

و قد أنصف أهل العلم و العقل و السنة و الجماعة على أن يزيد كان ملكاً من الملوك المسلمين له حسنات و له سيئات و لم يكن صحابياً و لم يكن كافراً .

و المؤمن الحق يعرف جيداً أن الله تعالى غير سائله عما حصل بين علي و معاوية أو بين يزيد والحسين أو الذين جاءوا من بعدهم إنما العبد يسئل عما قدم لنفسه .

و أخيراً فالعبد التقي الخفي لا ينشغل بذنوب العباد و ينسى نفسه كما قال صلى الله عليه وسلم : يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه و ينسى الجذع أو الجدل في عينه معترضاً . أنظر : السلسلة الصحيحة (1/74) .

صرخة حق
12-12-2008, 01:08 PM
منقبة ليزيد بن معاوية :
أخرج البخاري عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت و هو نازل في ساحة حمص و هو في بناء له و معه أم حرام ، قال عمير : فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ، فقالت أم حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ، فقلت : أنا فيهم قال : لا . البخاري مع الفتح (6/120) .

فتحرك الجيش نحو القسطنطينية بقيادة بسر بن أرطأ رضي الله عنه عام خمسين من الهجرة ، فاشتد الأمر على المسلمين فأرسل بسر يطلب المدد من معاوية فجهز معاوية جيشاً بقيادة ولده يزيد ، فكان في هذا الجيش كل من أبو أيوب الأنصاري و عبد الله بن عمر و ابن الزبير و ابن عباس وجمع غفير من الصحابة ، رضي الله عنهم أجمعين .

و أخرج البخاري أيضاً ، عن محمود بن الربيع في قصة عتبان بن مالك قال محمود : فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته التي توفي فيها ، ويزيد بن معاوية عليهم – أي أميرهم - بأرض الروم . البخاري مع الفتح (3/73) .

و في هذا الحديث منقبة ليزيد رحمه الله حيث كان في أول جيش يغزوا أرض الروم .





هل يمكننا عندما نقرأ هذا الحديث أن نقول " الرأي أن نصمت عن يزيد " ؟؟؟؟!!!

لا ننكر أن من قالها علماء وأئمة لهم أفضالهم ولكن لا يعني هذا أن نصم آذاننا ونعمي عيوننا عن هذا الحديث ...
ولم تقال هذه الكلمة إلا في عصور بني العباس الذي امتلأت بالكارهين للعرب والأغنياء منهم الممولين للمؤرخين ..
ولا ننسى أن عصر بني العباس كان بدايته انتقاميا ثم هناك من الخلفاء من كان معتزليا
فكانت الصورة التي رسمت من قبل الرافضة هي التي ذكرت وانتشرت ...
ولا ننسى أن كثيرا من كتب التاريخ أحرقت على يد من أدخلهم الرافضة إلى بلاد المسلمين (التتار)


وبالعقل كيف يجتمع لاه فاسد لقائد شاب فاتح ... ؟؟!!

ناب تك
12-15-2008, 12:47 AM
أولاً:- إذا أردت البحث عن رجل فابحث عنه في التاريخ ليس في كتب الحديث فالتاريخ وعلم الرجال هو المتكفل بذكر سيرة حياتهم

ثانياً :- مستحيل ثم مستحيل أن يتواطىء المؤرخون كلهم على قضية دون أن يفندها أحد مع اختلاف أزمنتهم وتوجهاتهم فليس من المعقول أن ترد حادثة في التاريخ يرويها أكثر من عشرة رواة ثم تقول هذه الحادثة ملفقة فهذا خلاف العقل واليقين .

وثالثا:- لا تستدل بأحاديث ليس لها علاقة بموضوع كاستدلالك بلعن المسلم وهل نسيت قول الرسول المسلم من سلم الناس من لسانه ويده فهل في واقعة الحرة سلم الناس من يزيد فهل تقرأ بعض الكتاب وتتجاهل بعض ؟

رابعاً : - لسان المرء دليله فيزيد هو القائل
قف على دفة الخماروأسقينا ــــــــــــ حتى يقول
ماقال ربك ويل للذي سكروا ** بل قال ربك ويل للمصلينا

وابحث في شعر يزيد الذي صححه كبار علاء اللغة والأدباء وهم مختلفون المذاهب والتوجهات والعصور فلا يمكن أن يتواطوا على الكذب أبداً والتواتر دليل صحة الخبر ودليل على حجيته ونفاد العمل به .

خامساً :- لماذا تضيع الأمة عمرها في البحث عن رجل له علائق كثيرة جداً في التاريخ وصرفها عنه تحتاج لتكذيب الرواة والطعن في الروايات وتضعيف من رواها وهذا مستحيل جدا جداً جداً

سادساً :- هل تعتقد أن يزيد كان يمثل أهل السنة والجماعة في عصره فما نستفيد من قولنا أن يزيد أمير عادل مؤمن متزن وما القصد من ذلك ؟ هل نريد بذلك صحة ما قام به يزيد وهو قتل ابن بنت نبينا الذي لم يروي التاريخ عنه عمل سيئاً أبداً وصحيح البخاري وكذلك مسلم مليئان أحاديث في فضله وقربه من النبي وحب النبي له (رض)
ولا يفرض العقل أن الأمر كان من عبيدالله بن زياد أو لأبن سعد أو لشمر كيف ذلك ؟ ويزيد كان المتصرف في أمرالعباد وهل يجرىء قائد معسكر أن يخالف أمر الرئيس وإذا كان كذلك لماذا لم يقوم يزيد بحسابهم وقتلهم ولم يذكر التاريخ ذلك أبداً فراجع
(قف مع نفسك جيداً وأحسب سلبيات يزيد وإيجابياته وعلى ذلك فقس فتظهر لك النتيجة ) يا أخي

و عند جهينة
12-15-2008, 09:47 AM
الاستاذ الفاضل ناب تك
لقد اطلعت على الترهات التي تفضلت بها
ولن ارد عليك بها لعدم وجود اي معلومة بها
باستثناء ما ورد في البند الرابع عندك وهو
رابعاً : - لسان المرء دليله فيزيد هو القائل
قف على دفة الخماروأسقينا ــــــــــــ حتى يقول
ماقال ربك ويل للذي سكروا ** بل قال ربك ويل للمصلينا

وابحث في شعر يزيد الذي صححه كبار علاء اللغة والأدباء وهم مختلفون المذاهب والتوجهات والعصور فلا يمكن أن يتواطوا على الكذب أبداً والتواتر دليل صحة الخبر ودليل على حجيته ونفاد العمل به .

وكوني مهتم في الشعر العربي
فاني اطلب منك تكرما منك وليس امرا عليك
تزويدنا بمصدر معلومتك هذه لانها وبكل صدق واقفة بحلقي وما قدرت ابلعها
ومن هم مصححو شعر يزيد هؤلاء
وهل تم تصحيح جميع ديوان يزيد الشعري ام هذا البيت فقط !!!

وحتى نعتبر ان معلومتك علمية موضوعية و صالحة للتداول كمعلومة
وليست كذبة من اختراع الرافضة ومعمميهم ارجو الاجابة دفاعا عن مصداقيتك على الاقل

وشكرا لك مقدما

ناب تك
12-24-2008, 01:00 AM
يا أخي جهينة

لا ألومك في عدم الرد على النقاط الثلاث فالطرح فيها يحتاج إلى متخصص جيد لفهم المراد وقد يصعب عليك النقاش فيها أو حتى فهم محتواها .
ويا أخي كلمة بند لا تستخدم إلا في العقود المشتملة على القبول والإيجاب وهذا دليل على حسن اهتمامك بالشعر العربي قد تكون مهتم بشعر الشاعر الفلاني أو شعر الأمير الفلاني أو برنامج شاعر المليون, وعلى هذا سأُرد بعض الكتب حسب طلبك
ملحوظة : الشيعة لا يخترعون شيء يرفع من مستوى يزيد فهم يعتقدون أن يزيد ليس شاعر وإنما هو راوي لبعض شعر العرب فهذا يُبعد كونهم يصنعون بيتاً ثم ينسبونه ليزيد الراوي ولو كان ذلك ما الذي جاء بأشعار وضعتها الشيعة إلى كتب أهل العامة (السنة) مع وجود المحققين والباحثين؟
ولم تعجبني الكلمة التي ختمت بها تعليقك فعدم إحاطتك بالشىء أو بعلم معين لا يعني كذب الآخرين وعدم مصداقيتهم . وربما دل على العكس

وإليك الكتب :-

اسم الكتاب :- شعر يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان
تحقيق:-صلاح الدين المنجد
نشر دار الكتاب الجديد
أبيات القصيدة صفحة 41
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
وهذه الأبيات مذكورة في كتاب الدكتور سيد عطا حنفي (شعراء بن أمية) كما نفى هذا الدكتور أبيات يزيد التي قال فيها
لعبت هاشم بالملك فلا **خبر جاء ولا وحي نزل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
وفي كتاب (المحور في الأدب الأموي) للأديب أد لب حسون (سوري) ذكر الأبيات في كتابه (المحور في الأدب الأموي) كما ذكر قصيدة آخري خذوا بدمي ذات الوشاح .. وابرز ما فيها بيت يتغزل فيه يزيد بامرأة حيث يقول:-
لها حكم لقمان وصورة يوسف ** ونغمة داود وعفة مريم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
وفي كتاب الأغاني ذكر هذا البيت ولكن بلفظ مختلف حيث كُتب
وقم على دفة السقاء واسقينا............
كتاب الأغاني التحقيق الأول الذي حقق في مصر وليس الذي حقق في دول الخليج . أي تحت عنوان طبعة القاهرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي كتاب الدكتور منصور إبراهيم عن قول يزيد ما قال ربك ويل للذي سكروا يقول هذا يدل على قوة يزيد في تصوير المعاني القرآنية وابتكار المعنى المناقض وعناده وإصراره على تحوير المعنى الصحيح وقد قال ذلك في حالة غير سليمة إذ معنى البيت لا يتوافق والعقل السليم . راجع صفحة 6 وأقرا التمهيد في أول الكتاب
اسم الكتاب :- شعر يزيد بين المقبول والمردود
الناشر /دار الكنانة مصر القاهرة
تحقيق:- وفاق عزت
الطبعة الرابعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجد هذه الكتب في أي مكتبة قريبة من منزلك

فخر الدين الرازي
12-24-2008, 09:01 AM
كلمة لمن يكتب او ينشر تلك المواضيع, ان يعلم ان تلك المواضيع ليست هي التي تقوض الفكر الاثنا عشري, بل هي ما تزيده تشددا وحقدا على اهل السنة, لا بل مثل هذه المواضيع ما قد يسيئ الى اهل السنة, ويظهرهم بمظهر الذين يعاندون اهل البيت عليهم السلام..فليتق الله ناشر تلك المقالات وما باله لم ينشر مقالا في مدح الحسن والحسين سيدا شباب اهلا الجنة بدل الاندفاع الى جعل يزيدا وكأنه ملاك نازل!!!

صرخة حق
12-24-2008, 01:18 PM
كلمة لمن يكتب او ينشر تلك المواضيع, ان يعلم ان تلك المواضيع ليست هي التي تقوض الفكر الاثنا عشري, بل هي ما تزيده تشددا وحقدا على اهل السنة, لا بل مثل هذه المواضيع ما قد يسيئ الى اهل السنة, ويظهرهم بمظهر الذين يعاندون اهل البيت عليهم السلام..فليتق الله ناشر تلك المقالات وما باله لم ينشر مقالا في مدح الحسن والحسين سيدا شباب اهلا الجنة بدل الاندفاع الى جعل يزيدا وكأنه ملاك نازل!!!


شكرا على هذه الكلمة لك الحق في قولها ولنا الحق في رفضها

وهي وجهة نظر ، لكننا لا نعاند أهل البيت بل نحبهم ونواليهم فنحن نحب عليا والحسن والحسين رضي الله عنهم وأرضاهم ولا أتصور أن الأخ فخرالدين يشكك في هذا أبدا وإن كانت الحجة في أن نحجم عن ذكر مناقب يزيد رحمه الله وغفر له وبالتالي التمادي في عدم ذكر مناقب معاوية رضي الله عنه وأرضاه فهي غير مستساغة لدينا
وإلا لكففنا عن ذكر مناقب الصحابة رضوان الله عليهم وذكر مناقب معظم أمهات المؤمنين

وأيضا غير مستساغ لدينا أنه إن مدحنا يزيدا فقد ذممنا الحسين رضي الله عنه فهذه كحوارات الأطفال التي يريد الرافضة أن يسكتونا بها ، وهي عموما الآن متداولة بشكل عالمي
الظاهر أنها مأخوذة من أهل السنة والجماعة : من لم يحب الصحابة فهو لا يحب رسول الله وبالتالي لا يحب الإسلام

وأرجو أيضا من الأخ فخر الدين أن يبين لنا أين تقديس يزيد في أي من أقوالي أو أقوال الإخوان بالأدلة والبراهين
ونحن بكل سهولة نستطيع بيان حقدهم لن أقول على يزيد فكتب أهل السنة حفلت بالنقل من اليعقوبي رافضي والسيوطي موال لهم وهي الكتب الأول في التاريخ العربي كمراجع للكتاب الحديثين بل بيان حقدهم على والده معاوية وجميع الأصحاب ومن أفواههم

ولا أعلم لم يا أخ فخر اقتصرت آل البيت على الشيعة وبيننا عوائل وقبائل بمسميات مختلفة يعلمها المهتمون بالأنساب من آل البيت من أهل السنة ولا يتضايقون من ذكر يزيد !!!

وكما يبدو أنك لديك علم لا بأس به ولا أعلم لم لم تعرج على مواقع للرافضة ومن رد عليهم

صرخة حق
12-24-2008, 01:19 PM
ولي عودة للرد على ناب تك

صرخة حق
12-24-2008, 01:21 PM
ولا أعلم فيمن ينتمي للسنة لم يلوم الردود ولا يلوم السب والطعن في أخ مسلم !

ناب تك
12-25-2008, 12:23 AM
لاأدري لماذا البعض يطرحون مواضيع ويولون ولا نرى منهم رداً أو لعل مواضيع هذا المنتدى قائمة على الطرح ثم النفي أو الإثبات دون التشخيص أوالتصحيف .
ياأخي صرخة ياليت تقل لي من اي الطوائف أنت حتى استطيع أن ارد عليك من كتبك في موضوع ذم يزيد الذي أخذ أكثر من حقه فمايزيد إلا رجل مشوه السمعة في تاريخ الإسلام وحتى في تاريخ فارس وفي كتاتيب تركيا الغير معربة وليس كل طوائف المسلمين ترى يزيد خليفة بل أكثرها تراه رجل ملك بالوصية وله من الأخطاء الفادحة الكثير
نحن نعلم الطوائف المناصرة ليزيد والطوائف الغير مناصرة ونستطيع الرد عليها كلها ولكن قل لي من أي الطوائف أنت ؟
وانتظر أدلتي
ففي تاريخنا الكثير الكثير من الشخصيات المعظمة وهي شخصيات منحطة سيئة السيرة ,فتاريخنا يحتاج للكثير من التصحيح والتحقيق والتدقيق فقد لعبت به أقلام مسمومة خبيثة زينت السيىء وشوهت الزين
تاريخ صنع أمة مخدوعة ومغرر بها لاترى السواد على الصفحات أو تراه بيضاً

من هناك
12-25-2008, 02:41 AM
وكأني بك يا ناب تكتك تحاول ان تظهر عن علم غزير جداً وتظن ان هكذا ردود سوف تحرج من يقابلك. عليك ان تتكلم بطريقة مفهومة اولاً قبل ان تتبجح بمسألة معرفتك بكل الطوائف والعواصف والعواطف

صرخة حق
12-25-2008, 05:55 AM
فتاريخنا يحتاج للكثير من التصحيح



كلمة صدق ...................................

و يحتاج إلى التطهير من الإسرائيليات والرافضيات التي داخلته .... رحم الله خلفاء بني العباس وغفر لهم حينما سمحوا للشعوبية الحاقدة أن تملأ مكتباتنا بأفكارها

صرخة حق
12-25-2008, 05:56 AM
ياأخي صرخة ياليت تقل لي من اي الطوائف أنت حتى استطيع أن ارد عليك من كتبك في موضوع ذم يزيد الذي أخذ أكثر من حقه فمايزيد إلا رجل مشوه السمعة في تاريخ الإسلام وحتى في تاريخ فارس وفي كتاتيب تركيا الغير معربة وليس كل طوائف المسلمين ترى يزيد خليفة بل أكثرها تراه رجل ملك بالوصية وله من الأخطاء الفادحة الكثير



كتاب الله وسنة رسوله والصحابة المهديين من بعده وبعدهم الأئمة الأربعة مقتنعة بقول " كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر" ومن ينقل عنهم من المخلصين الذين لم يحرمنا الله منهم ولله الحمد والمنة ، أنتمي للطائفة التي تتبع هؤلاء

والرد العلمي لا يحتاج لمعرفة فكر الآخر

أبو عقاب الشامي
12-25-2008, 07:36 AM
شو الفائدة من هيك مواضيع التاريخ اكل عليها وشرب
يعني هل في واحد منكم رح يقنع الاخر بحب يزيد او كرهه؟
وهل سيفيد نقاش هذه المسائل في توحيد صفوف الامة ام يزيدها فرقة؟
والاهم: هل نقاش هكذا مواضيع يفيد في الاحكام الشرعية؟

هدانا الله واياكم

السلام عليكم

moon3000
12-26-2008, 06:03 PM
الزميلين ناب تك & أبو عقاب الشامي

يزيد ابن معوية رحمه الله بين يدي الرحمن عز وجل وهو المطلع على ما تخفي الصدور والحق هو أعلم منا ومنكم بكل تفاصيل ما دار في ذلك العهد.

الكل يعلم أن كتب التاريخ فيها الغث وفيها السمين هي وجهة نظر كاتبها.

نجد في كتب الرافضة القدح في أصحاب رسول الله وأهل بيته إلا بعض نفر منهم.

ونجد في كتب الخوارج القدح في علي وعثمان رضي الله عنهما.

ونجد في كتب المعتزلة والجهمية وأصحاب البدع القدح في أهل السنة والجماعة.

ونجد في أعلام العصر العباسي القدح في أعلام العصر الأموي وهكذا هو حال كتب التاريخ.

ذكر في كتب التاريخ أن يزيد رحمه الله ولد في أخر سنة كانت في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ، كما قيل أنه رحمه الله ولد في عهد عثمان ابن عفان رضي الله عنه ومع هذا كله لم يصنف أنه صحابي أو انه تابعي.

و سُئل شيخ الإسلام عن يزيد أيضاً فقال : افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ثلاث فرق طرفان و وسط ، فأحد الطرفين قالوا : إنه كان كافراً منافقاً ، و إنه سعى في قتل سِبط رسول الله تشفياً من رسول الله صلى الله عليه وسلم و انتقاماً منه و أخذاً بثأر جده عتبة و أخي جده شيبة و خاله الوليد بن عتبة و غيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب و غيره يوم بدر و غيرها ، و قالوا تلك أحقاد بدرية و آثار جاهلية . و هذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان ، فتكفير يزيد أسهل بكثير . و الطرف الثاني يظنون أنه كان رجلاً صاحاً وإماماً عدل و إنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وحمله بيده و برّك عليه و ربما فضله بعضهم على أبي بكر و عمر، و ربما جعله بعضهم نبياً .. و هذا قول غالية العدوية و الأكراد و نحوهم من الضُلاّل . و القول الثالث :أنه كان ملكاً من ملوك المسلمين له حسنات و سيئات و لم يولد إلا في خلافة عثمان ولم يكن كافراً و لكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين و فُعل ما فعل بأهل الحرة ، ولم يكن صحابياً ولا من أولياء الله الصالحين و هذا قول عامة أهل العقل و العلم والسنة و الجماعة . ثم افترقوا ثلاث فرق ، فرقة لعنته و فرقة أحبته و فرقة لا تسبهولا تحبه و هذا هو المنصوص عن الأمام أحمد و عليه المقتصدون من أصحابه و غيرهم منجميع المسلمين . سؤال في يزيد (ص26).



أنا شخصيآ اترحم على يزيد ابن معاوية بسبب هذه المنقبة :

منقبة ليزيد بن معاوية :
أخرج البخاري عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادةبن الصامت و هو نازل في ساحة حمص و هو في بناء له و معه أم حرام ، قال عمير : فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أول جيش من أمتي يغزونالبحر قد أوجبوا ، فقالت أم حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ،فقلت : أنا فيهم قال : لا . البخاري مع الفتح (6/120) .

فتحرك الجيش نحوالقسطنطينية بقيادة بسر بن أرطأ رضي الله عنه عام خمسين من الهجرة ، فاشتد الأمرعلى المسلمين فأرسل بسر يطلب المدد من معاوية فجهز معاوية جيشاً بقيادة ولده يزيد ،فكان في هذا الجيش كل من أبو أيوب الأنصاري و عبد الله بن عمر و ابن الزبير و ابنعباس وجمع غفير من الصحابة ، رضي الله عنهم أجمعين .

و أخرج البخاري أيضاً ،عن محمود بن الربيع في قصة عتبان بن مالك قال محمود : فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوبالأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته التي توفي فيها ، ويزيد بنمعاوية عليهم – أي أميرهم - بأرض الروم . البخاري مع الفتح (3/73) .

و فيهذا الحديث منقبة ليزيد رحمه الله حيث كان في أول جيش يغزوا أرض الروم .

فيروي البلاذري أن محمد بن علي بن أبي طالب - المعروف بابن الحنفية - دخليوماً على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت ، فقال لهيزيد ، و كان له مكرماً : يا أبا القاسم ، إن كنت رأيت مني خُلُقاً تنكره نَزَعتعنه ، و أتيت الذي تُشير به علي ؟ فقال : والله لو رأيت منكراً ما وسعني إلاّ أنأنهاك عنه ، وأخبرك بالحق لله فيه ، لما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناسولا يكتموه ، وما رأيت منك إلاّ خيراً . أنساب الأشراف للبلاذري (5/17) .

ويروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع - كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو وأصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم ، فقال ابن مطيع : إنيزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب ، فقال محمد ما رأيت منه ماتذكرون ، قد حضرته و أقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عنالفقه ملازماً للسنة ، قالوا : ذلك كان منه تصنعاً لك ، قال : و ما الذي خاف مني أورجا حتى يظهر إليّ الخشوع ؟ ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر ، فلئن كانأطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه ، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لمتعلموا ، قالوا : إنه عندنا لحق و إن لم نكن رأيناه ، فقال لهم : أبى الله ذلك علىأهل الشهادة ، و لست من أمركم في شيء . البداية و النهاية (8/233) و تاريخ الإسلام – حوادث سنة 61-80هـ – (ص274) و قد حسّن الأخ محمد الشيباني إسناده انظر مواقفالمعارضة من خلافة يزيد بن معاوية (ص384) .

أكتفي بهذا القدر فرحم الله يزيد الذي كما أسلفت ليس بحاجة لترحمكما عليه ايها الزميلين فهو بيد من هو ارحم منكما هو بيد مليك مقتدر وهو أرحم الراحمين إن شاء عذبه وإن شاء غفر له

شيركوه
12-26-2008, 10:55 PM
احسنت احسن الله اليك
الرجل افضى الى ربه له ما له وعليه ما عليه

moon3000
12-27-2008, 02:49 AM
بارك الله فيك أخي راشد على التعقيبواسأله تعالى أن يكون في صحيفة حسناتك.

أعتذر من الأخ أبو عقاب الشامي فلم يكن هو ما قصدت ، فالمقصود الزميل فخر الرازي.

كما لا يفوتني أن اشيد بالأخت صرخة حق وكذلك الأخوة عبدالله بوراي صاحب الموضوع ، بلال ، وعند جهينة لتعقيباتهم الجيدة.

صرخة حق
12-27-2008, 07:40 AM
أخي moon3000

بارك الله فيك ، وجزاك الله خيرا و للاستزادة أحيلك على هذا الرابط في نفس القسم

http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=29456 (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=29456)

أما بالنسبة لوقعة الحرة فأحيلك لما كتبه أخ فاضل تسمى بناصر السنة في موقع فيصل نور ونقلته لمن يريد الاستفادة

بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على هذه القصص الخرافيه التى جعلت خير القرون أشر من قرن الجاهلية ( بل كان الجاهليين يتنزهون عن بعض ذلك )

القصة الحقيقية لموقعة الحرة :

الأسباب :
بعد فترة من مقتل الحسين أخذ يزيد البيعة لولده معاوية من بعده وجاء وفد من المدينة فأكرمهم يزيد بن معاوية لكنهم قرروا أن يجعلوا حداً لولاية العهد لتألمهم بإنتهاء العهد الراشدي , و هذا هو السبب الحقيقي لثورة أهل المدينة وإبن الزبير . فالثورتين واحدة , ثورة أهل المدينة امتداد طبيعي لمعارضة ابن الزبير التي بدأها في مكة

بداية الخروج
1- خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية وقاموا مع ابن الزبير
2- إدعاء قلة الدين وشرب الخمر وترك الصلاة ونكاح الأمهات والأخوات والبنات ( كان الوثنيين وأهل الجاهلية يتنزهون عن ذلك ) وأشهر هذه التهم هي شرب الخمر
3- حصار بني أمية في المدينة وإخراجهم فكان ذلك من أسباب وقعة الحرة الرئيسي , ذكّرَت أهل الشام بمحاصرة الثوار للخليفة عثمان في المدينة

إنكار العلماء دليل على خطأهم

1- لما جاء ابن عمر إلى عبد الله بن مطيع حينما نزعوا بيعة يزيد قال ابن مطيع : «إطرحو لأبي عبد الرحمان وِسَادَةً». فقال: «إنِّي لم آتِكَ لأجلس، أتيتك لأحدثك حديثاً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا حُجَّةَ لَهُ، وَ مَنْ مَاتَ وَ لَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً». و لم يذكر شيئاً عن شرب الخمر
2- و ابن عمر كان يتمنى – قبل وفاته – قتال الفئة الباغية، و حين سئل عن الفئة الباغية قال: «ابن الزبير بغى على بني أمية فأخرجهم من ديارهم و نكث عهدهم»
3- أحضر ابن عمر أبناءه وحشمه وحذرهم من نكث بيعة يزيد فـقـال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يـقـول ( ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله , وإني لا أعلم غدرا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال , وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه )
4- قال جابر بن عبدالله رضي الله عنه وهو يسترجع ( ستذهب هذه الوقيعة بخيار الناس )
5- لم يشترك فيها سعيد بن المسيب واعتزل .
6- لم يخرج علي بن الحسين – زين العابدين – مع أهل المدينة على يزيد، رغم أنه أقام طويلاً عند يزيد ، و ذلك بعد مقتل والده و أقاربه في كربلاء، و كان يتناول معه الطعام، و مع ذلك لم نجد رواية واحدة عن علي بن الحسين يتّهم فيها يزيد بشرب الخمر.
7- تهمة شرب الخمر هي من زيادات أناس ليس لهم أدنى علاقة أو اطلاع على حالة يزيد , قال ابن كثير في البداية «لما رجع أهل المدينة من عند يزيد مشى عبد الله بن مطيع و أصحابه إلى محمد بن الحنفية. فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدّى حكم الكتاب. فقال لهم: ما رأيت منه ما تذكرون، و قد حضرته و أقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة. قالوا : فإن ذلك كان منه تصنّعاً لك. فقال: و ما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع ؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركائه، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا. قالوا : إنه عندنا لحق و إن لم يكن رأيناه فقال لهم أبى اللـه ذلك علـى أهل الشهادة، فقال {إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ} و لست من أمركم في شيء. قالوا : فلعلك تكره أن يتولى الأمر غيرك فنحن نولّيك أمرنا. قال: ما استحل القتال على ما تريدونني عليه تابعاً و لا متبوعاً. فقالوا : فقد قاتلت مع أبيك. قال: جيئوني بمثل أبي أقاتل على مثل ما قاتل عليه. فقالوا : فمر ابنيك أبا القاسم و القاسم بالقتال معنا. قال: لو أمرتهما قاتلت. قالوا: فقم معنا مقاماً نحض الناس فيه على القتال. قال: سبحان الله!! آمر الناس بما لا أفعله و لا أرضاه؟ إذاً ما نصحت لله في عباده. قالوا: إذاً نكرهك. قال: إذاً آمر الناس بتقوى الله و لا يرضون المخلوق بسخط الخالق. و خرج إلى مكة» و لا ننسى أن محمد بن الحنفية أخو الحسين بن علي، و قد فجع بقتل إخوته و أقاربه في كربلاء
8- قال أبو جعفر الباقر: «لم يخرج أحد من آل أبى طالب و لا من بني عبد المطلب أيام الحرة». و لمّا قدِم مسلم بن عقبة المدينة، أكرمه و أدنى مجلسه و أعطاه كتاب أمان .
9- هذه زينب بنت أبي سلمة (ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ترى في قتل أحد ولديها بعد ما قاتل أهل الشام على أنه يُخشى عليه من سوء الخاتمة. فهي بذلك لا ترى في خروج أهل المدينة و قتالهم أيّ صفة شرعية. لأنها من أفقه نساء المدينة في عصرها.
10- حتى أن العصامي قال: «و لم يوافق أهل المدينة على هذا الخلع أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ».

رد يزيد

1- بعث يزيد بن معاوية الصحابي النعمان بن بشير وسيطاً لأهل المدينة ليثنيهم عن عزمهم في الخروج على يزيد، و لم تشر المحاورة التي دارت بين النعمان بن بشير و بين أهل المدينة إلى اتهام يزيد بشرب الخمر ( الطبري )
2- و هناك رواية أخرى عند الطبري عن وهب بن جرير حيث لم يتطرق بالذكر لتوجيه يزيد لقائده مسلم بإباحة المدينة ثلاثة أيام، و إنما قال: فانهزم الناس فكان من أصيب في الخندق أكثر ممن قتل من الناس، فدخلو المدينة و هزم الناس .
3- وهناك رواية ثالثة ذكرها الطبري هي لعوانة بن الحكم ، و تؤكد أن مسلم بن عقبة دعا الناس بقباء إلى البيعة – أي بيعة يزيد – ففعلوا و قتل مسلم المعارضين و المشاغبين منهم فقط ! إذاً رواية وهب بن جرير و عوانة بن الحكم لم تذكر شيئاً عن أمر يزيد لسلم بإباحتها ثلاثاً، إذاً أمر إباحة المدينة ثلاثة أيام قصة مشكوك في وقوعها، و لم يرد شيء على الإطلاق في هذا الصدد عن سبي الذراري و هتك الأعراض
4- إن مسلم بن عقبة إنما عمل كل ما عمل بأهل المدينة عن تديُّن و اعتقاد و ظنٌّ بنفسه أنه على الحق، وأنه يجب مقاتله من خلع يد الطاعة حتى يرجع إلى الجماعة ( وأسرف في قتل العصاة فسموه مسرفا وهنا خطأه لأن الهزيمة كانت كافية )
5- روى المدائنى أن مسلم بن عقبة بعث روح بن زنباع إلى يزيد ببشارة الحرة فلما أخبره بما وقع قال «واقوماه». ثم دعا الضحاك بن قيس الفهري فقال له: «ترى ما لقي أهل المدينة فما الذي يجبرهم»؟ قال: «الطعام و الأعطية». فأمر بحمل الطعام إليهم و أفاض عليهم أعطيته. و قد أوصاه أباه معاوية , قبل موته بأهل الحجاز فقال: «اعرف شرف أهل المدينة و مكة فإنّهم أصلك و عشيرتك».


كذب الشيعة
1- ولا صحة للرواية الشيعية في تحريض معاوية ليزيد على أهل المدينة
2- و لو قارنا الرواية الشيعية على لسان أبي مخنف الكذاب،و بين الروايات السنية التي جاءت عن رواة ثقاة مثل:عوانة بن الحكم (ت147هـ) ووهب بن جرير (ت206هـ)لوجدنا تناقضاً واضحاً،حيث لم يرد في رواياتهما ما يشير إلى الاستباحة
3- ولا صحة للرواية الشيعية في إباحة المدينة للجيش الشامي ثلاثة أيام يفعل فيها ما يشاء وأنه بأنه فرح لما حدث و أنهم سبوا الذرية و انتهكوا الأعراض حتى قيل إن الرجل إذا زوج ابنته لا يضمن بكارتها و أن عدد القتلى بلغ سبعمائة رجل من قريش و الأنصار و مهاجرة العرب و وجوه الناس، و عشرة آلاف من سائر القوم . و قد أنكر شيخ الإسلام ذلك
4- كان جيش يزيد اثنا عشر ألفا وجيش المدينة ألفين فقتل سبعمائة من جيش المدينة(الثلث) وهذه رواية الإمام مالك (الإصابة)
5- اخترعوا لعن يزيد وأن الإمام أحمد يرى ذلك وهذه الرواية سندها ضعيف

********
ونؤكد على الحديث :


أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا . قالت أم حرام : قلت : يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصرمغفور لهم . فقلت : أنا فيهم يا رسول الله ؟ قال : لا
الراوي: أم حرام بنت ملحان - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2924



********

moon3000
12-27-2008, 08:04 AM
شكر الله لك أختي الفاضلة صرخة حق

لي موضوع عن يزيد رحمه الله من سنة 2004 في هذا المنتدى تقدرين أن تطلعي عليه على هذا الرابط :

http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=4601 (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=4601)

بارك الله لنا ولكي هذا الإهتمام وجعله ربي في ميزان حسناتكِ

أخوكم في الله

صرخة حق
12-27-2008, 08:06 AM
وأيضا : لأخ كريم آخر

هذا بحث لطيف للشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني –حفظه الله-


مُلخص البحث:

سوف أناقش في دراستي هذه حادثتين تعتبران من أخطر أحداث التاريخ الإسلامي التي وقعت خلال فترة الدولة الأموية وهما:

أولاً:
إباحة المدينة ثلاثة أيام على يد الجيش الأموي في عهد يزيد بن معاوية،ولا نجد من بين المؤرخين المحدثين من قام بدراسة قضية إباحة المدينة دراسة علية مجردة ومستوفية لجميع مصادر الحادثة وكافة جوانب الموضوع وإن أجمعوا على إثبات وقوع الحادثة بالفعل إلا أنهم أخفقوا في تقديم المبررات التاريخية المقنعة التي قادتهم إلى إصدار هذا الحكم،ولذلك لا يزال الشك في إثبات وقوع هذه الحادثة قائماً.

ثانياً:
حريق الكعبة الذي يتهم به الجيش الأموي في عهد يزيد نفسه،واتهام الجيش الأموي بإحراقِ الكعبة،اتهام لا يستند إلى براهين قاطعة لا تقبل الشك مثله الاتهام بإباحة المدينة ثلاثة أيام،وعلى الرغم من ذلك نجد أن الكثير من المؤرخين المحدثين من مسلمين ومستشرقين تلقوا ما كتبه المؤرخون الأول على أنه حقائق،فجاءت أكثر الدراسات الحديثة بعيدة عن الإنصاف،وهذا سنلمسه عند تحليلنا لكل حادثة من هاتين الحادثتين على حدة،وموازنتنا لها بما قدمته لنا المصادر الأساسية،وما كتبه المؤرخون المحدثون.

إباحة المدينــــة ثلاثة أيــام

وصف الحادثة كما وردت في عدد من المصادر الأساسية،وكثير من الكتب الحديثة على هذا النحو:

في وقعة الحرة،وبعد هزيمة ثار المدينة،قام جيش الدولة مسلم بن عقبة بتنفيذ وصية يزيد له بإباحة المدينة لجندهِ أياماً بلياليها،يعبثون بها،يقتلون الرجال،أو يأخذون المال والمتاع،وبالغ بعضهم إلى حد القول:سبوا الذرية وانتهكوا الأعراض،حتى قيل إن الرجل إذا زوج ابنته لا يضمن بكارتها،ويقول:لعلها افتضت في وقعة الحرة.

هذه هي الصورة العامة للحادثة وإن اختلفت بعض المصادر والكتب الحديثة في تفاصيلها،إلى أي مدى تصدق هذه الصورة؟هذا ما سوف نراه عند رجوعنا إلى المصادر الأساسية، (والتي هي مرجعنا جمعاً لنلتمس الحقيقة فها) .


إباحة المدينة في المصــــادر

لا شك في أن تاريخ الطبري يتصدر قائمة هذه المصادر،فهو باتفاق المؤرخين المصدر الأول لتاريخ هذه الفترة بالذات،وذلك لما تتمتع به شخصية المؤلف من مكانة علمية مرموقة،ولما عرف عنه من سعة اطلاع وأمانة في إطلاعنا على مُختلف الروايات،وذكر أسماء الرواة،متخلياً بذلك عن مسئولية ما رواه،مُحملاً إيانا مسؤولية التحقق في تلك الروايات وشخصيات رواتها،ومن ثم نتحمل مسؤولية التحقق من تلك الروايات وشخصيات رواتها،ومن ثم نتحمل مسؤولية إصدار الحكم.
يقول الطبري (ت 310هـ) في مقدمة تاريخه: "فما يمكن من كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه،من أجل أنه لم يعرف له وجهاً من الصحة ولا معنى من الحقيقة،فليعلم أنه لم يؤت من قبلنا وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا" ^1^ .


أولى روايات الطبري عن واقعة الحرة وإباحة المدينة كانت مسندة إلى أبي مخنف لوط بن يحيى الأزدي وهي تقول:
" .. وصل ذلك الجيش من عند يزيد وعليهم مسلم بن عقبة وقال له (أي يزيد) :إن حدث بك حدث فاستخلف على الجيش حصين بن نمير السكوني وقال له:ادع القوم ثلاثاً فإن هم أجابوك وإلا فقاتلهم،فإذا ظهرت عليهم فأبحها ثلاثاً،وما فيها من مال أو رقة سلاح أو طعام فهو للجند" ^2^ .
"ثم دعاهم مسلم بن عقبة فقال:يا أهل المدينة،إن أمير المؤمنين يزيد بن معاوية يزعم أنكم الأصل وإني أكره هراقة دمائكم وإني أؤجلكم ثلاثاً".
"وأباح مسلم المدينة ثلاثاً يقتلون الناس يأخذون المال،وأفزع ذلك من بها من الصحابة" ^3^ .
هذا ما رواه أبو مخنف في تاريخ الطبري عن موضوع الإباحة،وهذه الرواية يبدو أنها المصدر الوحيد لكل من أخذ بحقيقة إباحة المدينة.

أبو مخنف شخصية افتقدت ثقة أصحاب كتب تراجم الرجال،حيث قال عنه الحــافظ الذهبي"أبو مخنف،إخباري تالف،لا يوثق به.تركه أبو حاتم وغيره،وقال الدارقطني:ضعيف.وقال ابن معين:ليس بثقة. وقال ابن عدي:شيعي محترق،صاحب أخبارهم" ^4^ .
فهو إلى جانب افتقاده هذه الثقة،متهم بالتشيع وهذا يعني احتمال تحيزه في رواية أخباره؛بل إن الأستاذ محب الدين الخطيب اعتبره من مصادر الطبري غير الموثوق بها ^5^ .
وقال عنه عبدالمنعم ماجد إنه من الشيعة المتحمسين للعلويين ^6^ .
ويجمع المؤرخون على اعتباره زعيم المدرسة العراقية في تاريخ الطبري ^7^ .

إذاً يجب على الباحث ألا يتسرع في الأخذ بروايته دون تحقيق ومقارنة ولا سيما إذا كانت تتعرض لأحداث وقعت في عهد الدولة الأموية،وعهد يزيد بالذات،وهو المكروه من قبل عامة الشيعة،فما بالك إذا كان هو الراوي الوحيد لحادث الإباحة.

ويبدو واضحا أن الطبري نفسه لم يكن مكتفياً-لفداحة الخَطْب- برواية أبي مخنف،لذا ذكر أنه وردت روايات أُخَرُ غير تلك التي نقلها عن أبي مخنف،حيث يقول "ولقد ذكر من أمر وقعة الحرة ومقتل ابن الغسيل أمر غير الذي روي عن أبي مخنف عن الذين رُوي ذلك عنهم" ^8^ ثم ذكر رواية وهب بن جرير،التي أشار فيها إلى إكرام وفادة يزيد لوفد أهل المدينة عند تواجدهم في دمشق،كما أنه لم يتطرق بالذكر إلى توصية يزيد لقائده مسلم بإباحة المدينة ثلاثة أيام،وإنما قال "فانهزم الناس فكان من أصيب في الخندق أكثر ممن قتل من الناس فدخلوا المدينة وهزم الناس ... فدخل مسلم بن عقبة المدينة فدعا الناس للبيعة على أنهم دخلوا ليزيد بن معاوية يحكم في دمائهم وأموالهم ما شاء" ^9^ .

وهناك رواية ثالثة ذكرها الطبري تختلف عن رواية أبي مخنف؛وهي لعوانة بن حكيم،وهو راوية نقل عن الطبري كثيراً،ويبدو أنه لم يكن متحيزاً إلى جهة معينة حيث إنه أورد روايات فيها نبرة أموية وروايات أخر عراقية ومدنية تعكس آراء جماعات مضادة لبني أمية ^10^ .
تذكر رواية عوانة أن مسلم بن عقبة دعا الناس بقباء إلى البيعة،أي أنه دعاهم إلى مبايعة يزيد،ففعلوا،وقتل مسلم المعارضين والمشاغبين منهم فقط ^11^ .

إذاً فروايتا وهب بن جرير وعوانة بن الحكيم لم تذكرا شيئاً عن أمر يزيد لمسلم بإباحتها ثلاثة أيام فعلاً.فخبر إباحة المدينة ثلاثة أيام قضية مشكوك في أمر وقوعها.ولم يرد شيء على الإطلاق في هذا المصدر عن سبي الذراري وهتك الأعراض.

فالمؤرخ الحديث حين يعتمد الطبري مصدراً لإثبات وقوع حادثة إباحة المدينة إنما هو في الواقع يحمل الطبري مسؤولية هذا الخبر،بينما هو يعتمد على رواية أبي مخنف فقط،ويعتقد أن مهمته انتهت بالإشارة إلى الطبري،وبغض الطرف عن الروايات الأخر التي نقلها الطبري أيضاً،وهذا منهج مرفوض.
*******

والمصــدر الثاني هو كتاب "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (ت-630) ،الذي وفَّر علينا عناء البحث عن مصادره،فيما يتعلق بتاريخ بني أمية على الأقل،حيث يقول في مقدمة كتابه "ابتدأت بالتاريخ الكبير الذي صنفه الإمام أبو جعفر الطبري،إذ هو الكتاب المعوَّل عند الكافة عليه والمرجوع عند الاختلاف عليه،فأخذت ما فيه من جميع تراجمه ولم أخل بترجمة واحدة منها.وقد ذكر هو في أكثر الحوادث روايات ذات عدد،كل رواية منها مثل التي قبلها أو أقل منها،وربما زاد الشيء اليسير أو نقصه.فقصدت أتم الروايات فنقلتها" ^12^ .
فمصدر ابن الأثير هو الطبري،ولم يذكر سواه في مقدمته،وبيّن لنا كيف أنه يختار أتم روايات الطبري،وهذا هو سبب الاختيار،فلا يعني نقله اعتقاده في صحتها من عدمه،كما نص على ذلك بنفسه.

وواضح أن ابن الأثير نقل رواية أبي مخنف من الطبري –مصدره الأول- بل إنه نقل ما يتعلق بإباحة المدينة بنصه "وأباح مسلم المدينة ثلاثاً يقتلون الناس ويأخذون المتاع والأموال،فأفزع ذلك من بها من الصحابة" ^13^ ؛ولكنه أغفل ما ذكره أبو مخنف من توصية يزيد لمسلم بن عقبة بإباحة المدينة بعد انهزامهم.كما أنه لا يذكر شيئاً عن هتك الأعراض أثناء الإباحة،كما نقل لنا بعض المؤرخين المحدثين.

فهذا المصدر لا يحل بديلاً عن الطبري،كما لا يصح أن يقف وحيداً ليقرر وقوع حادثة إباحة المدينة دون الرجوع إلى الطبري ومناقشة رواياته لا سيما أن ابن الأثير متأخر عن أحداث هذه الفترة.
*******

والمصدر الثالث والذي نلاحظ كثرة الإشارة إليه،وبلا أي تحفظ من قبل بعض المؤرخين المحدثين،هو "تاريخ اليعقوبي" (ت-284) .

وعلى الرغم من انكشـاف ميول المؤلف الشيعية في تفضيله للروايات الشيعية في تاريخه ^14^ وتحمسه لعقائد الشيعة وإسهابه في الكلام على الأئمة ونقله كثيراً من أقوالهم ^15^ ،حيث بدا ذلك واضحاً جلياً من ثنايا سطور كتابه ^16^ ،فإن التعامل مع اليعقوبي يجب أن يكون بحذر شديد خاصة إذا كان يتعلق بأحداث الدولة الأموية وعهد يزيد على وجه الخصوص.

كتب الشيخ محمد صالح المنجد

ومن كتب الشيعة التي انحرفت عن المنهج الحق في التعامل مع السيرة كتابُ اليعقوبيِّ المسمى"تاريخ اليعقوبيِّ


*******

والمصـدر الرابع "مروج الذهب" للمسعودي (ت-346) ،وعلى الرغم من اعتماد بعض المؤرخين المحدثين عليه مصدراً لإثبات وقوع حادثة إباحة المدينة إلا أننا لا نجد في كتابه ما ينص على ذلك،وإنما يقول: " ... وبايع الناس على أنهم عبيد ليزيد ومن أبى ذلك أمره على السيف" ^17^.
ودلائل تشيع المسعودي كثيرة في كتابه المذكور، ولذا قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في لسان الميزان: وكتبه طافحة بأنه كان شيعياً معتزلياً. وجزم الذهبي في السير بأنه كان معتزليا.
وقال إسماعيل باشا البغدادي في كتابه هدية العارفين: المسعودي: علي بن الحسين بن علي الهذلي البغدادي أبو الحسن المسعودي المؤرخ نزيل مصر الأديب كان يتشيع توفي بمصر سنة 346 له من الكتب إثبات الوصية. انتهى.

*******

أما بقية المصادر التي تعرضت لهذه الحادثة واعتمد عليها بعض المؤرخين المحدثين،فمن أهمها كتـاب "الإمامة والسياسة"،المنسوب إلى ابن قتيبة،والغريب المؤسف أننا نجد من المؤرخين المحدثين من يعتمد على هذا الكتاب على اعتبار أن مؤلفه ابن قتيبة فعلاً،مع علمهم حتماً بعدم صحة هذه النسبة.

قال عنه ابن العربي في كتابه "العواصم من القواصم" (ت-543هـ) "فأما الجاهل فابن قتيبة،فلم يبق ولم يذر للصحابة رسماً في كتاب "الإمامة والسياسة" إن صح عنه جميع ما فيه" ^18^ فإلى جانب نقده اللاذع له فقد شكك في صحة نسبته إليه.وعلق على هذا مُحقق كتاب ابن العربي،الأستاذ محب الدين الخطيب بقوله "لم يصح عنه جميع ما فيه،ولو صحت نسبة هذا الكتاب للإمام الحجة الثبت أبي محمد بن مسلم بن قتيبة لكان كما قال ابن العربي،لأن كتاب "الإمامة والسياسة"مشحون بالجهل والغباوة والركة والكذب والتزوير.إن مؤلف"الإمامة والسياسة" يروي كثيراً عن اثنين من كبار علماء مصر،وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ عن هذين العالمين فدل ذلك على أن الكتاب مدسوس عليه" ^19^ .

ويقول عنه المستشرق مارغليوث " .. ويختلف كتاب آخر يعزى إليه عن الكتاب السابق [المعارف] كل الاختلاف في ظواهره.ذلك هو كتاب "الإمامة والسياسة" وهو تاريخ الدولة الإسلامية منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى وفاة هارون الرشيد.وعلى الرغم من ذلك فتزييفه للتاريخ أو جهله به من الوضوح بحيث لا يمكن أن يكون لابن قتيبة" ^20^ .

هذا إلى جانب تحامله الواضح على بني أمية وتزييفه المكشوف وخاصة عند حديثه عن وقعة الحرة،حيث إنه وصف الوقعة وصفاً مسهباً وبصورة مروعة في ختام المجلد الأول من كتابه مستشهداً بمختارات من الفظائع التي يتهم جيش بني أمية بارتكابها أثناء أيام الإباحة الثلاثة،بينما نجده يورد تصويراً آخر للأحداث نفسها حين انتقل إلى المجلد الثاني،وكأنه نسي تلك القصة المخيفة التي ذكرها من قبل.

إذاً فلا يجوز مطلقاً الاعتماد على هذا الكتاب مصدراً لتاريخ بني أمية،دون دراسته دراسة مستوفاة بالبحث عن مؤلفه الحقيقي.

وسبق أن ذكرنا في الرابط التالي :http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=30646&highlight=%DF%CA%C7%C8+%C7%E1%C5%E3 %C7%E3%C9+%E6%C7%E1%D3%ED%C7%D3%C9

وثمة (مصــــادر أقل أهمية) من المصادر الأساسية،وتعتبر من المصادر الثانوية،ولا يحل أحدها بديلاً عن المصـادر الأسـاسية،وهي على الرغم من ذلك اعتمد عليها بعض المؤرخين مصادر لإثبات إباحة المدينة؛بل إن بعضاً منهم يستند إلى واحد منها مصدراً أساسياً لحادثة المدينة مغفلاً المصادر الأساسية لهذه الفترة.

من هذه المصادر الثانوية كتـاب "الفخري في الآداب السلطـانية" لمؤلفه ابن الطقطقي الذي انتهى من تأليفه في الموصل سنة 701هـ،فهو إلى جانب كونه متأخراً عن الأحداث التي نحن بصدد مناقشتها،فقد كان شيعياً وسمات الشيعة واضحة في كتابه ^21^ ،كما أنه أحد القلة الذين بالغوا في وصف أحداث إباحة المدينة وبشكل لم نجد له ما يؤيده في المصادر الأساسية ^22^ .

*******

والمصدران الآخران من المصادر الثانوية هما كتاب "الأغاني" للأصفهاني (ت-356هـ) و"العقد الفريد" لابن عبدربه (ت-328) ومن المعروف أنه لا يمكن للباحث الاعتماد على هذين الكتابين مصدرين أساسيين لحادثة مثل حادثة إباحة المدينة؛ولكن لا بأس من الإشارة إليهما مصادر مساعدة لترجيح رأي على آخر مع التحفظ الشديد والحذر البالغ لأنهما يفتقدان الصفات المتوفرة في كتب المصادر الأساسية،ولا يرقيان إلى مستواها.


والأصبهاني من أكذب الناس ، وله حكايات عن الخلفاء يُلفّقها ، ويَروي عن الرافضة ما يُتنقّص به الخلفاء .
فلا يُوثَق بما ينقله ولا يما يُلفّقه الأصبهاني ، لأنه ثبت عند أهل العلم قديما أنه يُركّب الأسانيد ، وأنه يَفتري الأكاذيب .
وقد أحسن الأستاذ وليد الأعظمي في كتابه الذي سمّاه " السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني " .
وقد أفاد وأجاد ، وأبَان عن شعوبية الأصبهاني ، وعن حِقده الدّفين على الإسلام وأهله .
فقد أبان عن تضمّن كتاب " الأغاني " لما فيه تنقّص آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإزراء بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقد زعم الأصبهاني أن الحسن أقرّ يزيد بن معاوية على شُرب الخمر !
فلا يُوثَق بالأصبهاني ونَقْلِه ، فضلا عن أن يُستدلّ بما ينقله !

الشيخ : عبد الرحمن السحيم



.
وعنالعقد الفريد

قال عنه ابن كثيرـ رحمه الله تعالى ـ (كان من الفضلاء المكثرين والعلماء بأخبار الأولين والمتأخرين..ويدل كثير من كلامه على تشيع فيه وميل إلى الحد من بني أمية وهذا عجيب منه لأنه أحد مواليهم وكان الأولى به أن يكون ممن يواليهم لا ممن يعاديهم)]البداية والنهاية (11/230) [وقال في موضع آخر ـ رحمه الله تعالى ـ : ( كان فيه تشيع شنيع ومغالاة في أهل البيت). ]البداية والنهاية (10/ 433) توفي سنة (328هـ) عفا الله عنا وعنه.

وقال الشيخ عائض القرني عن الكتاب: (وهو من أحسن الكتب فوائد) وذكر ثلاث ملاحظات عليه فقال:
1/أنه يورد كثيرا من الأحاديث الموضوعة والباطلة ثم لا يعلق عليها.
2/الرجل شيعي يتكلم في بني أمية ويزري عليهم خاصة الصدر الأول كمعاوية وابنه.
3/أنه يفحش في باب النساء وفي بعض الأبواب كأبواب الحمقى والمتماجنين . وهذا لا يليق بالمسلم الأديب الذي يريد الله والدار الآخرة.[ اقرأ باسم ربك ص:222]

وكتاب العقد(مخلوط صحيحه بواهيه محذوف الأسانيد والرواة واعتمدَ على مصادر لا يجوز النقل منها إلا بعد تثبت ولم يعتمد مؤلفه في النقل منها إلا الطرفة والملحة إذ في كتابه ميل إلى الفكاهة والدعابة ونزوع إلى القصص والنوادر والنكات فتراه في كتابه يذكر الكثير من ذلك أو لا يستنكف عن ذكر بذيء اللفظ وسافل المعنى ورغم ذلك فإن المسحة الأدبية تبدو قوية في كتابه بحيث يشعر بها كل من يقرأ(العقد) أو يتصفحه).
(كتب حذر منها العلماء (2 /44) )






*******

وإذا كنا قد طالبنا بتبني منهج التحقيق من شخصيات الرواة عند الطبري ومقارنة رواياتهم،بحثاً عن الحقيقة،فيجب أن يكون موقفنا أكثر حيطة وأشد تحفظاً من المصادر الأخرى لأن معظمها لم تزودنا بأسماء رواتها؛بل اكتفت بنقل رواية واحدة فقط،ونحن نعرف أن مؤلفيها لم يعاصروا الأحداث التي أرخوا لها،فاحتمال اختيار كل مؤلف من هؤلاء إحدى الروايات التي وصلت إليه وإغفال البقية وارد تماماً،كما لا يستطيع أحد أن ينفي احتمال تدخل ميول المؤلف،أو جهله بالأحداث،في تحديد موقفه منها.


إباحة المدينة في الكتب الحديثة

لقد اخترت من هذه الكتب مجموعة معينة هي الأكثر تداولاً في أوساط طلبة الجامعات،وبين محبي دراسة التاريخ الإسلامي،وليس هدفي من مناقشتها هنا تجريحها،أو الإنقاص من مؤلفيها،ولكنني أشعر بواجب علمي نحو ضرورة تنقية تاريخنا الإسلامي مما علق به من شوائب.وما أورده هؤلاء الأساتذة لا يعدو أن يكون اجتهاداً،والاجتهاد يحتمل الخطأ والصواب،وإذا وقع الأول فلا أشك لحظة واحدة في سوء قصدهم في وقوعه،فهدفنا البحث عن الحقيقة أيّاً كانت،عبر مناقشة علمية أمينة.


أولاً: كتــاب "تاريخ الإســلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي" تأليف د-حسن إبراهيم حسن.يقول:
"فســــار إليها (مسلم) وهو مريض وحاصرها من جهة الحرة من ظاهر المدينة وفتحها ثم أباحها للجند ثلاثة أيام.
وأسرف هو وجنده في القتل والنهب والاعتداء فلقبوه مسرفاً لذلك.وقد استشهد في تلك المعركة التي كانت شراً على الإسلام والمسلمين زهرة أهل المدينة من الفرسان وخيرة أصحاب الرسول.وهكذا أباح الأمويون المدينة ودنسوها" ^23^ .

وأغفل المؤلف هنا الإشارة إلى المصادر التي اعتمد عليها في تأكيد وقوع حادثة إباحة المدينة ولم يقم بإجراء أي تحليل تاريخي للحادثة،وكأن القضية في نظره أصبحت من الحقائق المسلم بها،وختم ذلك بتقرير قاطع يوحي للقارئ بأن الحادثة حقيقة لا جدال فها.ولكي يصدر مؤرخ حديث حكماً يمثل هذه الخطورة يتوقع أن يتم ذلك بعد دراسة مستفيضة لجميع مصادر الحادثة وكافة جوانب الموضوع،ويقدم المبررات التاريخية المقنعة التي قادته إلى إطلاق هذا الحكم،أما من غير ذلك فهو منهج لا يخدم الحقيقة.وإذا كان هذا المؤرخ ممن يحتمل مكانة مرموقة –كما هو الحال بالنسبة إلى المؤلف- فالخطورة أعظم لأن ذلك يعني احتمال اقتباس آرائه من قبل من يأتي عده،أو من هم أقل منه،أو من تلامذته.مع العلم بأن المعلومات التي تضمنها المصـادر الأساسية،التي ناقشناها آنفاً،لا يوجد فيها مستند قاطع لا يقبل الشك دعم هذا الحكم.

*******


ثانياً: كتاب "أيام العرب في الإسلام" تأليف د-محمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي.يقول الكتاب:
"وغلبت الهزيمة على أهل المدينة وأباحها مسلم ثلاثاً يقتلون الناس ويأخذون الأموال" ^24^ .

وهنا أيضاً لم يدلنا مؤلفا الكتاب على مصدرهما في حادثة إباحة المدينة ومراجعهما في وقعة الحرة كلها هي: "العقد الفريد" و"الأغاني" و"الفخري في الآداب السلطانية".ولا أدري كيف سمحا لنفسيهما أن يعتمدا على هذه المصـادر الثانوية،وتجاهلا المصـادر الأساسية لهذا الموضوع.ومن المسـلم به إن أي رأي تاريخي مصادره ثانوية فقط لا يلتفت إليه على الإطلاق.

*******

ثالثاً: كتـاب "التاريخ الإسلامي العام" تألف د-علي إبراهيم حسن يقول: "وبعد هذه الهزيمة،استباح جيش مسلم بن عقبة المدينة ثلاثة أيام،وأسرف هو وجنده في السلب والنهب والاعتداء،ولقبوه بالمسرف [أ] " ^25^ .

ومراجعة:أ- "مروج الذهب" للمسعودي

والمسعودي –كما مر- لم يذكر شيئاً عن إباحة المدينة ثلاثة أيام وإنما أشار إلى إسراف مسلم بن عقبة في القتل والنهب،فلا يصح الاعتماد على هذا المصدر في إثبات وقوع حادثة إباحة المدينة.كما أنه لا يجوز الاعتمـاد على المسعودي وحده في هذا الموضوع حيث إن الشيعة تعده من شيوخها ^26^ .ولمـــــــاذا أغفل الطبري تماماً؟

رابعاً: كتاب "التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية" تأليف د-أحمد شلبي،يقول:
" .. فهاجم مسلم من جهة الحرة وانتصر عليهم وأباح المدينة ثلاثة أيام" ^27^ .

ومراجعة:أ-الطبري،الفخري في الآداب السلطانية.

الإشارة هنا إلى الطبري تعني اختياره لرواية أبي مخنف واعتماده عليها في التدليل على رأيه،مغفلاً بقية الروايات التي ذكرها الطبري،وهكذا وقع المؤلف في نفس الخطأ الذي حذر منه حين يقول "والعجيب أن غالب المؤرخين المحدثين من مسلمين ومستشرقين تلقوا ما كتبه المؤرخون الأول على أنه حقائق فجاءت أكثر الدراسات الحديثة بعيدة عن الإنصـاف" .

خامساً: كتاب "الدولة العربية الإسلامية" تأليف د-عل حسني الخربوطلي،يقول:
" .. وقامت معركة الحرة،وانتهت بهزيمة أهل المدينة،وأتى الجيش الأموي كثيراً من الفظائع والمذابح والكبائر،مما أجمع المؤرخون على استنكاره،فقد أباح مسلم المدينة ثلاثة أيام لجنده،يقتلون أهلها،ويسلبون أموالهم[أ] ،وقتل ثمانون من أصحاب الرسول وسبعمائة من قريش والأنصـار،وعشرة آلاف من سائر الناس[ب] " ^28^ .

ومراجعة:أ-الطبري .. ب-الإمامة والسياسة لابن قتيبة.

إننا نشتم هنا رائحة المبالغة البعيدة عن تحري الحقيقة قبل إطلاق الحكم،فقد قرر الكاتب أن الجيش الأموي ارتكب المنكرات دون أن يكون ذلك نتيجة دراسة وافية متجردة،ثم اعتمد في تحديد الضحايا على كتاب لم تصح نسبته إلى ابن قتيبة.فلا يعتقد أنه كفي أن يذيل حكمه بتحميله مسؤولية هذه الرواية وتجاهل الروايات الأخرى.أما اعتماده على كتاب "الإمامة والسياسة"فمرفوض وقد سبق توضيح موقف المؤرخين منه ^29^ .

سادساً: كتاب "تاريخ الدولة العربية" تأليف د-السيد عبدالعزيز سالم وفيه يقول:
"واستباح جيش الشام المدينة ثلاثة أيام بلياليها من 27 ذي الحجة حتى أول محرم 64هـ ثم أمسكوا بعد ذلك[أ] " ^30^ .

ومراجعة:أ-الإمامة والسياسة،وابن الأثير.

اعتماد المؤلف هنا على "الإمامة والسياسة" مصدراً أساسياً لإثبات وقوع الإباحة أمر مرفوض لا يلتفت إليه للأسباب السابق ذكرها،وأما استشهاده بابن الأثير كمصدر آخر ففيه إجحاف بالمنهج السليم في البحث التاريخي،فكيف يكتفي بالفرع ويترك الأصل وهو الطبري.وهو لم يقدم ما يقنعنا برأيه هذا.

سابعاً: كتاب "دور الحجاز في الحياة السياسية العامة في القرنين الأول والثاني للهجرة" تأليف د-أحمد إبراهيم الشريف،يقول:
"فدخل مسلم المدينة واستباحها للجند ثلاثة أيام،ثم دعا الناس للبيعة على أنهم خول ليزيد بن معاوية يحكم في دمائهم وأموالهم ما شاء،وارتكب من الحماقة والجبر حداً كبيراً" ^31^ .

والمؤسف أن هذا الكتاب لم يذكر لنا مصادر معلوماته هذه،وهو أمر غريب من مؤرخ يؤلف كتاباً متخصصاً في دور الحجاز في هذه الفترة،ثم يتناول قضية خطيرة مثل هذه الحادثة بأسلوب يفتقر إلى الدقة،ومع العلم أن المؤلف نفسه أكد في مقدمة كتابه ^32^ على ضرورة استعمال المنهج التحليلي في استيعاب النصوص والتعمق في فهمها.

ثامناً: كتـاب "التاريخ السياسي للدولة العربية" تأليف د-عبدالمنعم ماجد،يقول:
" .. وعندئذٍ لم يحجم مسلم عن إباحة المدينة لجنده ثلاثة أيام [أ] ،وأسرف في القتل فسمي مسرفاً لقبيح صنيعه [ب] فقتل جنوده كثيراً من شباب الأنصار،ونهبوا الأموال وسبوا الذرية وانتهكوا الأعراض.كذلك أجبر مسلم أهل المدينة على البيعة ليزيد على أنهم عبيد له لإذلالهم ومن تلكأ منهم يضرب عنقه،وبذلك نفذ وعده ليزيد بأن يجعل مدينة الرسول أسفلها أعلاها [ج] " ^33^ .

ومراجعة: أ-اليعقوبي ب- الأغاني ج-اليعقوبي

اعتمد د-عبدالمنعم ماجد في إثبات وقوع حادثة الإباحة على اليعقوبي،مع العلم بأنه سبق أن اتهمه في مقدمة كتابه بأنه ينتمي إلى الشيعة ^34^ ،ومع هذا لم يتردد في قبول روايته وحده دون النظر في الروايات الأخرى التي وردت في هذا الموضوع في المصادر الأساسية.كما أنه سبق أنْ أكد في المقدمة نفسها ^35^ أنَّ على المؤرخ الحديث وجوب الحذر عند تناوله لتاريخ الدولة الأموية،لأن معظم الكتب عنها وصلتنا من العهد العباسي،والذي كان في عداء مع العرب –على حد تعبيره- فها هو يخالف هذا المنهج ولا يطبقه.

ولم يكتف بهذا بل اتهم الجيش الأموي بسبي الذرية،وانتهاك الأعراض،ولم يسق لنا دليلاً واحداً من أي مصدر كان،ولعله يعتبر هذا أمراً مفروغاً من صحته،بينما لم نعثر على ما يؤيد وقوع الحادثة في المصادر الأساسية،وليست بالأمر الهين الذي يحتمل نسيانه أو إغفاله من قبل رواة التاريخ،وخاصة من أولئك الذي لا يكنون وداً لبني أمية .

أما نقله لما ورد في كتاب "الأغاني" من أن ما قام به الجيش الأموي جاء تنفيذاً لوعد مسلم ليزيد بأن يجعل أسفلها أعلاها،فهو أمر ينفرد به هذا الكتاب،فلا يوجد –على الإطلاق- لهذه الرواية أصل في المصادر الأساسية لتاريخ هذه الفترة.وكتاب "الأغاني" –كما قلت سابقاً- لا يستطيع الوقوف وحده في ميدان تقرير الأحداث الخطيرة في التاريخ الإسلامي.


وهكذا لا نجد من بين المؤرخين المحدثين من قام بدراسة قضية إباحة المدينة دراسة علمية مجردة،ومستوفية لكل جوانب الموضوع،وإن أجمعوا على إثبات وقوع الحادثة بالفعل،إلا أنهم أخفقوا في تقديم المبررات التاريخية المقنعة،وإنما اكتفى بعض منهم بتحميل مسؤولية آرائهم بعض أصحاب المصادر الأساسية أحياناً.وأحياناً أخرى يلجأ بعض منهم إلى الكتب الثانوية مستشهدين بها.والقلة منهم الذين أشاروا إلى الطبري كمصدر لهذه "الحادثة" اعتمدوا رواية أبي مخنف عنده فقط،متجاهلين الروايات الأخرى.فلا يزال الشك إذاً في وقوع هذه الحادثة قائماً.

الحمد لله على الاسلام والسنة.

سعيد ابن جبير
01-03-2009, 07:39 PM
4- إن مسلم بن عقبة إنما عمل كل ما عمل بأهل المدينة عن تديُّن و اعتقاد و ظنٌّ بنفسه أنه على الحق، وأنه يجب مقاتله من خلع يد الطاعة حتى يرجع إلى الجماعة وأسرف في قتل العصاة فسموه مسرفا وهنا خطأه لأن الهزيمة كانت كافية

الى ناصر السنة:
إن هذه الفقرة لاتفيد في دفع الشبهة عن فاعلها بمقدار ما تزيد التاكيد عليها بدلالة قبولك تسميته بالمسرف والله تعالى جعل المسرفين في الاموال اخوانا للشياطين فما بالك فيمن اسرف في القتل والخليفة الراشد الاول نهى جيشه الفاتح من تعقب الفارين وقتل الاسرى بل وقطع الشجرة 000فافهم 000
لقد كان بودي ان تكون نصرتنا للسنة من خلال عرض سيرة السلف الصالح الذين نفعوا الامة ولايشك في ايمانهم ولافي امانتهم اثنان
لافيمن ملئوا التاريخ دماء وفضائح فما حاجتنا اليهم وهل عقـمت النساء ان تنجب الا مثل هؤلاء حتى نتشبث بهم وندافع عن افعالهم المشينة التي لايختلف عليها عاقلان

moon3000
01-04-2009, 06:08 PM
الزميل العزيز والفاضل سعيد ابن جبير

لنعطي مثلآ :

لو وقع عليك أنت ظلم اليس من حقنا أن نرفع هذا الظلم عنك أم نتركك وشأنك وكل من يأتي يخوض بسيرتك.

ويزيد وقع عليه ظلم من روايات الرافضة اليس من حقنا أن نبين من هم هؤلاء الرافضة، ليرفع الظلم عن يزيد.

زميلي الكريم يزيد الأن تحت التراب وهو بين يدي الرحمن هو أعلم بما جرى منه وما أدراك أن من كذب عليه لا يعذب بسبب هذا الكذب.

قال سلفنا الصالح يزيد هذا لا نسبه ولا نترضى عليه ولكن يجوز لنا الترحم عليه لأنه كما اسلفنا بيد من هو ارحم مني ومنك. فتنبه بارك الله فيك أن تخوض في سيرته بسبب أحاديث باطله لم تصح.

سعيد ابن جبير
01-04-2009, 08:12 PM
الزميل العزيز والفاضل سعيد ابن جبير

لنعطي مثلآ :

لو وقع عليك أنت ظلم اليس من حقنا أن نرفع هذا الظلم عنك أم نتركك وشأنك وكل من يأتي يخوض بسيرتك.

ويزيد وقع عليه ظلم من روايات الرافضة اليس من حقنا أن نبين من هم هؤلاء الرافضة، ليرفع الظلم عن يزيد.

زميلي الكريم يزيد الأن تحت التراب وهو بين يدي الرحمن هو أعلم بما جرى منه وما أدراك أن من كذب عليه لا يعذب بسبب هذا الكذب.

قال سلفنا الصالح يزيد هذا لا نسبه ولا نترضى عليه ولكن يجوز لنا الترحم عليه لأنه كما اسلفنا بيد من هو ارحم مني ومنك. فتنبه بارك الله فيك أن تخوض في سيرته بسبب أحاديث باطله لم تصح.

أعزك الله وزادك فضلا: أقول قولي وأستغفر الله من كل ظلم !

قولك بوقوع الظلم على يزيد من الرافضة شئ وما أجراه التاريخ شئ , لقد ثبت بما لايقبل الشك ان الحوادث العظمى التي قصمت ظهر الاسلام والى يومنا هذا وجعلت من المسلمين فرقا يلعن بعضها بعضا حدثت في زمان الرجل وكل بائقة موزعة على سنوات حكمه الثلاث وهنا سؤال : هل كان يزيد يعلم بها وهي جارية برضاه أم كان لايعلم فهي تجري على غير هواه ..؟؟
.فإن كان يعلم فتلك مصيبة وإن كان لايعلم فالمصيبة أعظم !!

والحقيقه ياأخي العزيز إن رجلا اختلف عليه السلف الصالح وبهذه الطريقة لايستحق الدفاع عنه ناهيك عن الثناء والترحم عليه و لاأرى مبررا للدفاع عن رجل اصبحت فعاله اشهر من ذي علم الا ان يكون عنادا لفئة ما ... حينها نخرج من الثواب الذي نتوخى وندخل في اثم المراء الباطل والذي ينبغي الحذر منه لمن اراد حسن العاقبة ....وإني والله لآسي على ديننا واسلامنا وعقولنا أن تضرب بفيروسات كهذه وفي تاريخنا من الرجال العظام العدول التقاة من الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين والعلماء والائمة ماتفرض عليك سيرتهم العادلة واستقامتهم في الله الاتباع والاقتداء والاعتزاز دون منازع
ولابأس بالرجوع الى العقل لاالعاطفة او العصبية ومؤثراتها الاخرى..

صرخة حق
01-25-2009, 09:07 PM
لاأرى مبررا للدفاع عن رجل اصبحت فعاله اشهر من ذي علم الا ان يكون عنادا لفئة ما ... حينها نخرج من الثواب الذي نتوخى وندخل في اثم المراء الباطل والذي ينبغي الحذر منه لمن اراد حسن العاقبة ....وإني والله لآسي على ديننا واسلامنا وعقولنا أن تضرب بفيروسات كهذه وفي تاريخنا من الرجال العظام العدول التقاة من الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين والعلماء والائمة ماتفرض عليك سيرتهم العادلة واستقامتهم في الله الاتباع والاقتداء والاعتزاز دون منازع


نحن نجد مبررا ولا يهمنا من لم يقتنع به وهذه وجهة نظرنا ولك حق الخلاف

وديننا لم يخلو ممن يدافع عن رجالاته من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخر واحد في سلم الصالحين

وإن كنت تظنه تحدي فلا بأس ظنه وتيقن بذلك فهذا شأنك

ولكن لن نترك سب يزيد يكون عند السنة كما هو عند الرافضة ولهذا سنظل ننافح عمن خاضوا البحر جهادا في سبيل الله ولن نترك الروافض يملؤوا تاريخنا أحقادا

ورسول الله الذي أوتي بمجامع الكلم قال وقوله حق :


أخرج البخاري عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت و هو نازل في ساحة حمص و هو في بناء له و معه أم حرام ، قال عمير : فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ، فقالت أم حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ، فقلت : أنا فيهم قال : لا . البخاري مع الفتح (6/120) .



فتحرك الجيش نحو القسطنطينية بقيادة بسر بن أرطأ رضي الله عنه عام خمسين من الهجرة ، فاشتد الأمر على المسلمين فأرسل بسر يطلب المدد من معاوية فجهز معاوية جيشاً بقيادة ولده يزيد ، فكان في هذا الجيش كل من أبو أيوب الأنصاري و عبد الله بن عمر و ابن الزبير و ابن عباس وجمع غفير من الصحابة ، رضي الله عنهم أجمعين .

و أخرج البخاري أيضاً ، عن محمود بن الربيع في قصة عتبان بن مالك قال محمود : فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته التي توفي فيها ، ويزيد بن معاوية عليهم – أي أميرهم - بأرض الروم . البخاري مع الفتح (3/73)


أم أنك لا تعترف بالبخاري رحمه الله