مقاوم
12-09-2008, 08:14 AM
يا أهلَ غزةَ معذرةً
**
يا أهلَ غزةَ يا أحبـــــــــــــــــــــابُ معذرةً *** طال الحصارُ و ما مِنْ ناطقٍ بِفَــــــــــــم
كلُّ الملوك ذوي التيجان قد صمتـُــــــــــوا *** زادوا الوجيعةَ جرحاً غيرَ مُلتئــــــــــــــــمِ
كم من كريمٍ يناديهم لنصرتـــــــــــــــــــكم *** لكنهم من نداء الناس في صَمـَـــــــــــــــــمِ
يا أهل غزةَ هزَّ القلبَ صبرُكمــــــــــــــــو *** علي الحصار برغم ضراوة الغُمَـــــــــــــمِ
مَنْ للجريح إذا نزفت جِراحتـــــــــــــــــــه *** كُتِبت شِكايتـــُــــــــــــــــــه من أحرفٍ بدمِ
مَنْ للرضيع إذا اشتدّ الصـــــــــــــراخ به *** والأمّ من حوله سهرت و لم تَنَــــــــــــــمِ
برد الشــــــــــــــــــــــــتاء إذا تشتدُّ قسوته *** فمن بدفءٍ لهم في تلكم الخيــــــــــــــــــــم
حرّ الهجير إذا تزداد لفحتـــــــــــــــــــــــه *** فمن بِرِيٍّ لمن طلب المياه ظَمِــــــــــــــــي
من للثكالي إذا زاد السُّهاد و قـــــــــــــــــد *** ذُكِرَ الشهيـــــــــــــــــــــدُ بدمعٍ غيرِ منكتم
أو للأرامل إذ يَذكُرن مَن رحلــــــــــــــــوا *** مِن كل مغوارٍ خاض الجهـــــــــــــادَ كَمِي
من للصغار إذا اشتدَّ الحصـــــــــــــار بهم *** جاعوا و بغيتُهم بعضٌ من اللُّقــَـــــــــــــــمِ
أما الكبار فقد جمعــــــــــــــــوا إذا وجدوا *** بعض الفواضـــــــــــــــــل مِن زادٍ فيُقتسمِ
من للمريض إذا عزَّ الـــــــــــــــــــدواء له *** والشيخ مُصطبرٌ بالظهر منقصـــــــــــــمِ
تلك المشافي و قد غاب الوقـــــــــــــود بها *** والنبض في طفلِنـــــا أوفي علي العــــــدم
وَقَفَ الجهــــــــــــــــاز الذي قد كان ينقذنا *** يغذو الصغيـــــــــــــــــرَ بدُفعاتٍ من النَسَم
قام الأهالي به حاكوا وظيفتــــــــــــــــــــه *** ضغطاً من اليد أو من قُبلةٍ بفــــــــــــــــــم
مستشفياتٌ بها نقصٌ بأجهـــــــــــــــــــــزةٍ *** حارَ الطبيبُ و إن قد حار لم يُلَــــــــــــــــمِ
الله يحفظم تكفي رعايتــــــــــــــــــــــــــــه *** وإن تخلَّي وُلاةُ العرب و العجــــــــــــــــم
كم صاحت امرأةٌ هل نلقي معتصمـــــــــــاً *** قد عزَّ منتصرٌ فينا و معتصــــــــــــــــــــمِ
تأتي لنا صورٌ تحكي حكايَتكـــــــــــــــــــم *** كم عِزَّةٍ فيها أو كم فيها من شِمَــــــــــــــمِ
عين الصغيـــــــــــــر بها عُتبٌ إذا نظرت *** صوب الصديق بثغرٍ غيرِ مُبتَسِـــــــــــــــم
أما إذا أبصرت جند العـــــــــــــــدا أطلقت *** شرراً من العزم أو سيلاً من الحِمـَـــــــــــمِ
يا أهل غزةَ كم نأسي لقرحِكِمـُـــــــــــــــــو *** جُرح الأحبة يبقي بالغَ الألــــــــــــــــــــــم
يا أهل غزة لا ننسي أخوتَكـــــــــــــــــــــم *** أ نتم لنا إخوةٌ كالأهل و الرحــــــــــــــــــــم
يأتي نشيدُكمو في كل ملحمـــــــــــــــــــــةٍ *** لبيك يا أقصي تُشجي من النغـــــــــــــــــم
*
تلك المعابرُ إن تفتحْ بناحيـــــــــــــــــــــــةٍ *** لبعض وقتٍ فتلك غاية الكــــــــــــــــــــرم
تلك المعابرُ لم تفتحْ لنجدتكــــــــــــــــــــــم *** بما أفاض به الرحمن من نِعَــــــــــــــــــــم
بل يفتحون إذا زاد الملامُ بهــــــــــــــــــــم *** كيما يَمُرُّ مريضٌ بالغُ السقـــــــــــــــــــــم
و الغاز يذهب للباغي بلا ثمـــــــــــــــــــنٍ *** والغاز يُمنع عن أهلٍ و عن رحـــــــــــــم
لم يكتفوا أنهم منعوا إغاثتكــــــــــــــــــــــم *** بل صادروا رِفد أهل الجود و الكــــــــــرم
ظلمُ القريب أشدُّ في مضاضتــــــــــــــــــه *** ظلمُ القريب لكم قد زاد في الألــــــــــــــــم
*
إنا لَنعتذِرُ عن فعل أنظمـــــــــــــــــــــــــةٍ *** بالواجبات تجاه الجــــــــــــــــــــــار لم تقُمِ
جاروا علي الجــــــــــــار في وقت ألمَّ به *** ألمُ الحصار و مكرُ الغادر الخَصـِــــــــــــمِ
كلُّ الشعوب هنا معكم تُناصــــــــــــــــركم *** ترعي الأواصرَ تربطنا من القـِـــــــــــــدَمِ
منكم عتابٌ لوادي النيــــــــــــــــل نلمحُه : *** ما تلك مصـــــــــــــرُ التي في خاطرٍ و دم
ما تلك مصر التي قد كنا نعرفهـــــــــــــــا *** وطني الكبيرُ الذي للعُرْبِ كلِّهـــــــــــــــــمِ
هل تلك مصرُ التي قد قال واصفُهــــــــــــا *** تاج العلاء عَلًتْ في مِفرق الأمــــــــــــــــم
جيرانَنا إننا نرجو معونتكـــــــــــــــــــــــم *** نحن الدروع لكم في الموقــــــــــــف العَمِمِ
*
يا أهل غزة صرتم مضرِبَ المثـــــــــــــل *** علي الصمود برغم تخاذل الأمـــــــــــــــم
تلك الشعوبُ التي تبغي كرامتَهــــــــــــــــا *** صرتم لها قدوةً رفعتْ من الهِمَـــــــــــــــمِ
يا أهلَ غزةَ إن طال الحصــــــــــــــارُ بكم *** فالله ينصرُكم هو خير منتقــــــــــــــــــــــم
للظلم عاقبةٌ تُفضي إلي نـــــــــــــــــــــــدمٍ *** ومن رَعَي الظلم لم يفلـــــــــــــح و لم يَدُمِ
يا أهل غزةَ أنتم من أوائلنـــــــــــــــــــــــا *** نحو الصهاينة في كل مُصطََــــــــــــــــــدَمِ
يا أهل غزةَ جِدُّوا العـــــــــزم و اصطبروا *** واستعصموا بالإله الواحد الحَكَــــــــــــــمِ
يا غزة النصر يا أختاه لا تَهِنـِــــــــــــــــي *** أنتِ المُقَدِّمَةُ ، بالله فاعتصمــــــــــــــــــــي
يا أهل غزةَ يا أهل الرِّباط لكــــــــــــــــــم *** منا التحيةُ أنتم رافعوا العلـــــــــــــــــــــــم
*
وسط الحصار تري الأبطال صامــــــــــدةً *** تذود عن حوضها ، عن حرمة الذِّمـــــــــم
عابوا حماس و قد جاءت طواعيـــــــــــــةً *** برغبة الشعب إذ لم تأت عن رَغَــــــــــــم
عابوا حماس أن اختارت لها لغـــــــــــــــةً *** بغيرها الباغي يبدو غيــــــــــــــــــرَ مُفتَهِمِ
قد راودوهم علي ترك السلاح لكـــــــــــي *** تبقي البلاد بلا راعٍ لِذِي الحــــــــــــــــــرم
قد راودوهم علي ترك المقاومـــــــــــــــــة *** كي يُمطروا أهلكم بالسيل من حِمَــــــــــــم
من يستدلُّ علي حـــــــــــــــــــــقِّ فلن يره *** بغير تضحيـــــــــــــــــةٍ ، بغير بذل الدم
لن يُرغموكِ علي التسليـــــــــــــم ما بَقِيَت *** فيكي الكرامةُ عهداً غيرَ مُنفصــــــــــــــــم
لن يُجبروكِ علي الإذلال ما سَلِمَــــــــــــت *** فيك القلوبُ لربٍّ عالمٍ حَكَـــــــــــــــــــــــمِ
إن الحقوق إذا ضاعت فليس لنــــــــــــــــا *** غير المقاومة حفظاً علي الحـُــــــــــــــرَم
و الطفل لو قد يري منهم مُدَرَّعـــــــــــــــةً *** مضي لها فَرِحــــــــــــــــاً يسعي علي قدم
يأخذْ لها حجــــــــــــــــــراً يُرمي بلا وجل *** تري الجبان ارتدي ثوباً لمنهــــــــــــــــزِمِ
ما حجم أسلحتِك في جنب ما معهــــــــــــم *** لكنه الحقُّ بالإقدام يتَّســِــــــــــــــــــــــــــم ِ
يا أرضَ مسري النَّبي نفديكي بالمُهَــــــــجِ *** في يومِ يأتي الوفا .. و نبرُّ بالقســـــــــــــم
*
جاء اليهود من الآفاق شرذمـــــــــــــــــــةً *** من بعد ما أَضجروا بعضاً من الأمــــــــــم
في كل يومٍ لهم قصفٌ و مجـــــــــــــــزرةٌ *** رغم العهود فجند البغي تهتجــــــــــــــــــم
في كل يوم لهم غدرٌ و منقصــــــــــــــــــةٌ *** كل الصهاينة بالغدر يتســـــــــــــــــــــــــم
في كل يومٍ لهم نقضٌ و مذبحــــــــــــــــــةٌ *** " و الشر إن تلقه بالشر ينحســـــــــــــــم "
سل عن مجازرهم سل عن مكائـــــــدهم *** وضح النهار و جُنح الليل في الظُلَـــــــــــمِ
و إنْ أسيرٌ لهم قد جاء في قيــــــــــــــــــده *** تري العويلَ لهم و الوجهُ يُلتَطَـــــــــــــــــمِ
عقد السلام الذي قد أبرموه لنـــــــــــــــــــا *** تم انتقاضٌ له من غاشمٍ مجـــــــــــــــــــرمِ
عقد السلام أعيدوا من مراجعتــــــــــــــــه *** زعْم السلام غدا للبعض كالصنـــــــــــــــم
لولا المقاومة زادوا ضراوتَهــــــــــــــــــم *** لا يرقبون هنا عهداً و لا ذمــــــــــــــــــــم
" و الناس إن ظلموا البرهــــان و اعتسفوا *** فالحرب أجدي علي الدنيا من السَّلَــــــــمِ "
دم الشهيد لنا عربون عزتنــــــــــــــــــــــا *** ومن يَسِرْ في سبيل الله لم يُضـَـــــــــــــــمِ
*
و ساكنوا القصر هل ألقوْا مودَّتـــــــــــــهم *** نحو العدو ، تناسوا ساكني الخيـــــــــــــم
أهل الحصار بهم جوعٌ و مخمصــــــــــــةٌ *** فأين نخوة من قد عانوا من تُخَــــــــــــــــمِ
حصار غزةَ قد أرضي الصهاينــــــــــــــةَ *** رضوا رضاهم و لو غيظاً لشعبهِــــــــــمِ
قد جرَّموا عندنا من يبغي نُصرتكــــــــــــم *** أو من تضامن أو من زاد في الكلِــــــــــــمِ
و يقبضون علي طلابِ جامعــــــــــــــــــةٍ *** إن ناصروكم هنا أَعْظِم بذنبهــــــــــــــــــمِ
شَدُّوا الحصار علي من قام ينصــــــــركم *** قد جففوا من مداد الشعر و القلـــــــــــــــم
و شجعوا بعض أبواقٍ موجهـــــــــــــــــةٍ *** لأهل غزة كالت أسوأَ التهـــــــــــــــــــــــم
قد صوروكم لنا متربصين بنـــــــــــــــــــا *** تربُّصَ الذئب إذ يسعي إلي غنــــــــــــــــم
قد صوروا الأمر خُلفاً بين قادتكــــــــــــــم *** وانحازوا نحو الذي يُرضي عدوهــــــــــمِ
صار اليهود أماناً في مذابحهـــــــــــــــــم *** وأهل غزة منهم خافرُ الذمـــــــــــــــــــــم
إن يمنعوا الرفد يأتي من قُبالتهــــــــــــــــم *** فليمنعوا تُهَما بها البــــــــــــــــــريء رمي
جعلوا مبادئهم إرضاءَ سادتِهـــــــــــــــــــم *** يا بئس من خدموا يا بئس مختـــــــــــــــدَم
قد ضاعفوا الجهد في تقديم أنفســــــــــــهم *** لكي ينالوا الرضا من غير محتـــــــــــــرم
شارون أين هو بل بوش كيــــــــــــف هو *** هل يستطيعون عض إصبع النــــــــــــــدم
يا قوم عودوا إلي إرضاء خالقكـــــــــــــــم *** ربٍّ عزيزٍ قويٍّ خير منتقـــــــــــــــــــــــم
*
يا زائر البيت
يا زائر البيت حمَّلناك توصيـــــــــــــــــــةً *** إن طُفت بالبيت أو صلَّيت بالحـــــــــــــرم
أو قد أشرت لذاك الركــــــــــــــــن مُلتمساًً *** طوبي لملتثمٍ طوبي لمستلـــــــــــــــــــــــم
أو قد وقفت جوار البيت في عشــــــــــــــمٍ *** أو قد لصقت قليلاً عند ملتــــــــــــــــــــزَمِ
أو قد وردْت علي الأمواه صافيـــــــــــــــةً *** من عين زمزمَ قد رُوِّيتَ في نـــــــــــــــهم
أو قد وقفت بساح الطهر في عرفــــــــــــة *** أو قد سكبت دمــــــــــــــوع القُرْبِ و الندم
أو زرتَ قبر رســــــــــــــول الله في لهف *** حبيب ربِّك خيرِ الخلق كلهــــــــــــــــــــــم
أو قد نظرت إلي الحُجّاج في أمــــــــــــــلٍ *** وهم يلبّون في فرحٍ و في نغـــــــــــــــــم
جاؤا اعترافاً و تسليـــــــــــــــــــماً لربّهمو *** ربٍّ رؤوفٍ رحيمٍ واسعِ الكــــــــــــــــــرم
فإن ظفرتَ بأوقاتٍ بها فُـــــــــــــــــــــرَصٌ *** فارفع يديك و سَل ما شئت و اغتنــــــــــــم
و اطلب لنا رحمةً من بعد عافيـــــــــــــــةٍ *** واطلب نجاةً لنا في يوم مُزدَحَـــــــــــــــم
و اذكر بغزةَ وضعاً ضائقا حرِجــــــــــــــا *** وقل دعوناك ربِّي أنت مُعتَصَمـــــــــــــي
و قل إله الوري أنت الرجاءُ لنـــــــــــــــا *** فرِّجْ كروباً لنا يا بارئَ النســـــــــــــــــم
هَيِّئْ لأمتنا عَوْداً لعزتهــــــــــــــــــــــــــا *** ويرجع الناس للأخلاق و القيـــــــــــــــــم
هَيِّئْ لأمتنا عَوْداً لشِرْعتهـــــــــــــــــــــــا *** تمَّتْ و صارت لنا من أعظم النِّعـَــــــــــــمِ
هَيِّئْ لأمتنا عوداً لوحدتهــــــــــــــــــــــــا *** تقوي و ترقي بنا لأعظم القمــــــــــــــــــم
هيئ لقادتنا عوداً لأمتهـــــــــــــــــــــــــــم *** حتي نكون بهم في أول الأمــــــــــــــــــــم
هيئ لنا قائداً تُرجي أمانتـُــــــــــــــــــــــه *** بالبر متصفٌ بالعدل متســــــــــــــــــــــــمِ
و اجعل لنا مخرجاً من كل ضائقـــــــــــــةٍ *** أنت المجيبُ لنا يا واســــــــــــــــــع الكرمِ
**
6 – 12 – 2008 8 ذو الحجة 1429
أحمـــد بلال
**
يا أهلَ غزةَ يا أحبـــــــــــــــــــــابُ معذرةً *** طال الحصارُ و ما مِنْ ناطقٍ بِفَــــــــــــم
كلُّ الملوك ذوي التيجان قد صمتـُــــــــــوا *** زادوا الوجيعةَ جرحاً غيرَ مُلتئــــــــــــــــمِ
كم من كريمٍ يناديهم لنصرتـــــــــــــــــــكم *** لكنهم من نداء الناس في صَمـَـــــــــــــــــمِ
يا أهل غزةَ هزَّ القلبَ صبرُكمــــــــــــــــو *** علي الحصار برغم ضراوة الغُمَـــــــــــــمِ
مَنْ للجريح إذا نزفت جِراحتـــــــــــــــــــه *** كُتِبت شِكايتـــُــــــــــــــــــه من أحرفٍ بدمِ
مَنْ للرضيع إذا اشتدّ الصـــــــــــــراخ به *** والأمّ من حوله سهرت و لم تَنَــــــــــــــمِ
برد الشــــــــــــــــــــــــتاء إذا تشتدُّ قسوته *** فمن بدفءٍ لهم في تلكم الخيــــــــــــــــــــم
حرّ الهجير إذا تزداد لفحتـــــــــــــــــــــــه *** فمن بِرِيٍّ لمن طلب المياه ظَمِــــــــــــــــي
من للثكالي إذا زاد السُّهاد و قـــــــــــــــــد *** ذُكِرَ الشهيـــــــــــــــــــــدُ بدمعٍ غيرِ منكتم
أو للأرامل إذ يَذكُرن مَن رحلــــــــــــــــوا *** مِن كل مغوارٍ خاض الجهـــــــــــــادَ كَمِي
من للصغار إذا اشتدَّ الحصـــــــــــــار بهم *** جاعوا و بغيتُهم بعضٌ من اللُّقــَـــــــــــــــمِ
أما الكبار فقد جمعــــــــــــــــوا إذا وجدوا *** بعض الفواضـــــــــــــــــل مِن زادٍ فيُقتسمِ
من للمريض إذا عزَّ الـــــــــــــــــــدواء له *** والشيخ مُصطبرٌ بالظهر منقصـــــــــــــمِ
تلك المشافي و قد غاب الوقـــــــــــــود بها *** والنبض في طفلِنـــــا أوفي علي العــــــدم
وَقَفَ الجهــــــــــــــــاز الذي قد كان ينقذنا *** يغذو الصغيـــــــــــــــــرَ بدُفعاتٍ من النَسَم
قام الأهالي به حاكوا وظيفتــــــــــــــــــــه *** ضغطاً من اليد أو من قُبلةٍ بفــــــــــــــــــم
مستشفياتٌ بها نقصٌ بأجهـــــــــــــــــــــزةٍ *** حارَ الطبيبُ و إن قد حار لم يُلَــــــــــــــــمِ
الله يحفظم تكفي رعايتــــــــــــــــــــــــــــه *** وإن تخلَّي وُلاةُ العرب و العجــــــــــــــــم
كم صاحت امرأةٌ هل نلقي معتصمـــــــــــاً *** قد عزَّ منتصرٌ فينا و معتصــــــــــــــــــــمِ
تأتي لنا صورٌ تحكي حكايَتكـــــــــــــــــــم *** كم عِزَّةٍ فيها أو كم فيها من شِمَــــــــــــــمِ
عين الصغيـــــــــــــر بها عُتبٌ إذا نظرت *** صوب الصديق بثغرٍ غيرِ مُبتَسِـــــــــــــــم
أما إذا أبصرت جند العـــــــــــــــدا أطلقت *** شرراً من العزم أو سيلاً من الحِمـَـــــــــــمِ
يا أهل غزةَ كم نأسي لقرحِكِمـُـــــــــــــــــو *** جُرح الأحبة يبقي بالغَ الألــــــــــــــــــــــم
يا أهل غزة لا ننسي أخوتَكـــــــــــــــــــــم *** أ نتم لنا إخوةٌ كالأهل و الرحــــــــــــــــــــم
يأتي نشيدُكمو في كل ملحمـــــــــــــــــــــةٍ *** لبيك يا أقصي تُشجي من النغـــــــــــــــــم
*
تلك المعابرُ إن تفتحْ بناحيـــــــــــــــــــــــةٍ *** لبعض وقتٍ فتلك غاية الكــــــــــــــــــــرم
تلك المعابرُ لم تفتحْ لنجدتكــــــــــــــــــــــم *** بما أفاض به الرحمن من نِعَــــــــــــــــــــم
بل يفتحون إذا زاد الملامُ بهــــــــــــــــــــم *** كيما يَمُرُّ مريضٌ بالغُ السقـــــــــــــــــــــم
و الغاز يذهب للباغي بلا ثمـــــــــــــــــــنٍ *** والغاز يُمنع عن أهلٍ و عن رحـــــــــــــم
لم يكتفوا أنهم منعوا إغاثتكــــــــــــــــــــــم *** بل صادروا رِفد أهل الجود و الكــــــــــرم
ظلمُ القريب أشدُّ في مضاضتــــــــــــــــــه *** ظلمُ القريب لكم قد زاد في الألــــــــــــــــم
*
إنا لَنعتذِرُ عن فعل أنظمـــــــــــــــــــــــــةٍ *** بالواجبات تجاه الجــــــــــــــــــــــار لم تقُمِ
جاروا علي الجــــــــــــار في وقت ألمَّ به *** ألمُ الحصار و مكرُ الغادر الخَصـِــــــــــــمِ
كلُّ الشعوب هنا معكم تُناصــــــــــــــــركم *** ترعي الأواصرَ تربطنا من القـِـــــــــــــدَمِ
منكم عتابٌ لوادي النيــــــــــــــــل نلمحُه : *** ما تلك مصـــــــــــــرُ التي في خاطرٍ و دم
ما تلك مصر التي قد كنا نعرفهـــــــــــــــا *** وطني الكبيرُ الذي للعُرْبِ كلِّهـــــــــــــــــمِ
هل تلك مصرُ التي قد قال واصفُهــــــــــــا *** تاج العلاء عَلًتْ في مِفرق الأمــــــــــــــــم
جيرانَنا إننا نرجو معونتكـــــــــــــــــــــــم *** نحن الدروع لكم في الموقــــــــــــف العَمِمِ
*
يا أهل غزة صرتم مضرِبَ المثـــــــــــــل *** علي الصمود برغم تخاذل الأمـــــــــــــــم
تلك الشعوبُ التي تبغي كرامتَهــــــــــــــــا *** صرتم لها قدوةً رفعتْ من الهِمَـــــــــــــــمِ
يا أهلَ غزةَ إن طال الحصــــــــــــــارُ بكم *** فالله ينصرُكم هو خير منتقــــــــــــــــــــــم
للظلم عاقبةٌ تُفضي إلي نـــــــــــــــــــــــدمٍ *** ومن رَعَي الظلم لم يفلـــــــــــــح و لم يَدُمِ
يا أهل غزةَ أنتم من أوائلنـــــــــــــــــــــــا *** نحو الصهاينة في كل مُصطََــــــــــــــــــدَمِ
يا أهل غزةَ جِدُّوا العـــــــــزم و اصطبروا *** واستعصموا بالإله الواحد الحَكَــــــــــــــمِ
يا غزة النصر يا أختاه لا تَهِنـِــــــــــــــــي *** أنتِ المُقَدِّمَةُ ، بالله فاعتصمــــــــــــــــــــي
يا أهل غزةَ يا أهل الرِّباط لكــــــــــــــــــم *** منا التحيةُ أنتم رافعوا العلـــــــــــــــــــــــم
*
وسط الحصار تري الأبطال صامــــــــــدةً *** تذود عن حوضها ، عن حرمة الذِّمـــــــــم
عابوا حماس و قد جاءت طواعيـــــــــــــةً *** برغبة الشعب إذ لم تأت عن رَغَــــــــــــم
عابوا حماس أن اختارت لها لغـــــــــــــــةً *** بغيرها الباغي يبدو غيــــــــــــــــــرَ مُفتَهِمِ
قد راودوهم علي ترك السلاح لكـــــــــــي *** تبقي البلاد بلا راعٍ لِذِي الحــــــــــــــــــرم
قد راودوهم علي ترك المقاومـــــــــــــــــة *** كي يُمطروا أهلكم بالسيل من حِمَــــــــــــم
من يستدلُّ علي حـــــــــــــــــــــقِّ فلن يره *** بغير تضحيـــــــــــــــــةٍ ، بغير بذل الدم
لن يُرغموكِ علي التسليـــــــــــــم ما بَقِيَت *** فيكي الكرامةُ عهداً غيرَ مُنفصــــــــــــــــم
لن يُجبروكِ علي الإذلال ما سَلِمَــــــــــــت *** فيك القلوبُ لربٍّ عالمٍ حَكَـــــــــــــــــــــــمِ
إن الحقوق إذا ضاعت فليس لنــــــــــــــــا *** غير المقاومة حفظاً علي الحـُــــــــــــــرَم
و الطفل لو قد يري منهم مُدَرَّعـــــــــــــــةً *** مضي لها فَرِحــــــــــــــــاً يسعي علي قدم
يأخذْ لها حجــــــــــــــــــراً يُرمي بلا وجل *** تري الجبان ارتدي ثوباً لمنهــــــــــــــــزِمِ
ما حجم أسلحتِك في جنب ما معهــــــــــــم *** لكنه الحقُّ بالإقدام يتَّســِــــــــــــــــــــــــــم ِ
يا أرضَ مسري النَّبي نفديكي بالمُهَــــــــجِ *** في يومِ يأتي الوفا .. و نبرُّ بالقســـــــــــــم
*
جاء اليهود من الآفاق شرذمـــــــــــــــــــةً *** من بعد ما أَضجروا بعضاً من الأمــــــــــم
في كل يومٍ لهم قصفٌ و مجـــــــــــــــزرةٌ *** رغم العهود فجند البغي تهتجــــــــــــــــــم
في كل يوم لهم غدرٌ و منقصــــــــــــــــــةٌ *** كل الصهاينة بالغدر يتســـــــــــــــــــــــــم
في كل يومٍ لهم نقضٌ و مذبحــــــــــــــــــةٌ *** " و الشر إن تلقه بالشر ينحســـــــــــــــم "
سل عن مجازرهم سل عن مكائـــــــدهم *** وضح النهار و جُنح الليل في الظُلَـــــــــــمِ
و إنْ أسيرٌ لهم قد جاء في قيــــــــــــــــــده *** تري العويلَ لهم و الوجهُ يُلتَطَـــــــــــــــــمِ
عقد السلام الذي قد أبرموه لنـــــــــــــــــــا *** تم انتقاضٌ له من غاشمٍ مجـــــــــــــــــــرمِ
عقد السلام أعيدوا من مراجعتــــــــــــــــه *** زعْم السلام غدا للبعض كالصنـــــــــــــــم
لولا المقاومة زادوا ضراوتَهــــــــــــــــــم *** لا يرقبون هنا عهداً و لا ذمــــــــــــــــــــم
" و الناس إن ظلموا البرهــــان و اعتسفوا *** فالحرب أجدي علي الدنيا من السَّلَــــــــمِ "
دم الشهيد لنا عربون عزتنــــــــــــــــــــــا *** ومن يَسِرْ في سبيل الله لم يُضـَـــــــــــــــمِ
*
و ساكنوا القصر هل ألقوْا مودَّتـــــــــــــهم *** نحو العدو ، تناسوا ساكني الخيـــــــــــــم
أهل الحصار بهم جوعٌ و مخمصــــــــــــةٌ *** فأين نخوة من قد عانوا من تُخَــــــــــــــــمِ
حصار غزةَ قد أرضي الصهاينــــــــــــــةَ *** رضوا رضاهم و لو غيظاً لشعبهِــــــــــمِ
قد جرَّموا عندنا من يبغي نُصرتكــــــــــــم *** أو من تضامن أو من زاد في الكلِــــــــــــمِ
و يقبضون علي طلابِ جامعــــــــــــــــــةٍ *** إن ناصروكم هنا أَعْظِم بذنبهــــــــــــــــــمِ
شَدُّوا الحصار علي من قام ينصــــــــركم *** قد جففوا من مداد الشعر و القلـــــــــــــــم
و شجعوا بعض أبواقٍ موجهـــــــــــــــــةٍ *** لأهل غزة كالت أسوأَ التهـــــــــــــــــــــــم
قد صوروكم لنا متربصين بنـــــــــــــــــــا *** تربُّصَ الذئب إذ يسعي إلي غنــــــــــــــــم
قد صوروا الأمر خُلفاً بين قادتكــــــــــــــم *** وانحازوا نحو الذي يُرضي عدوهــــــــــمِ
صار اليهود أماناً في مذابحهـــــــــــــــــم *** وأهل غزة منهم خافرُ الذمـــــــــــــــــــــم
إن يمنعوا الرفد يأتي من قُبالتهــــــــــــــــم *** فليمنعوا تُهَما بها البــــــــــــــــــريء رمي
جعلوا مبادئهم إرضاءَ سادتِهـــــــــــــــــــم *** يا بئس من خدموا يا بئس مختـــــــــــــــدَم
قد ضاعفوا الجهد في تقديم أنفســــــــــــهم *** لكي ينالوا الرضا من غير محتـــــــــــــرم
شارون أين هو بل بوش كيــــــــــــف هو *** هل يستطيعون عض إصبع النــــــــــــــدم
يا قوم عودوا إلي إرضاء خالقكـــــــــــــــم *** ربٍّ عزيزٍ قويٍّ خير منتقـــــــــــــــــــــــم
*
يا زائر البيت
يا زائر البيت حمَّلناك توصيـــــــــــــــــــةً *** إن طُفت بالبيت أو صلَّيت بالحـــــــــــــرم
أو قد أشرت لذاك الركــــــــــــــــن مُلتمساًً *** طوبي لملتثمٍ طوبي لمستلـــــــــــــــــــــــم
أو قد وقفت جوار البيت في عشــــــــــــــمٍ *** أو قد لصقت قليلاً عند ملتــــــــــــــــــــزَمِ
أو قد وردْت علي الأمواه صافيـــــــــــــــةً *** من عين زمزمَ قد رُوِّيتَ في نـــــــــــــــهم
أو قد وقفت بساح الطهر في عرفــــــــــــة *** أو قد سكبت دمــــــــــــــوع القُرْبِ و الندم
أو زرتَ قبر رســــــــــــــول الله في لهف *** حبيب ربِّك خيرِ الخلق كلهــــــــــــــــــــــم
أو قد نظرت إلي الحُجّاج في أمــــــــــــــلٍ *** وهم يلبّون في فرحٍ و في نغـــــــــــــــــم
جاؤا اعترافاً و تسليـــــــــــــــــــماً لربّهمو *** ربٍّ رؤوفٍ رحيمٍ واسعِ الكــــــــــــــــــرم
فإن ظفرتَ بأوقاتٍ بها فُـــــــــــــــــــــرَصٌ *** فارفع يديك و سَل ما شئت و اغتنــــــــــــم
و اطلب لنا رحمةً من بعد عافيـــــــــــــــةٍ *** واطلب نجاةً لنا في يوم مُزدَحَـــــــــــــــم
و اذكر بغزةَ وضعاً ضائقا حرِجــــــــــــــا *** وقل دعوناك ربِّي أنت مُعتَصَمـــــــــــــي
و قل إله الوري أنت الرجاءُ لنـــــــــــــــا *** فرِّجْ كروباً لنا يا بارئَ النســـــــــــــــــم
هَيِّئْ لأمتنا عَوْداً لعزتهــــــــــــــــــــــــــا *** ويرجع الناس للأخلاق و القيـــــــــــــــــم
هَيِّئْ لأمتنا عَوْداً لشِرْعتهـــــــــــــــــــــــا *** تمَّتْ و صارت لنا من أعظم النِّعـَــــــــــــمِ
هَيِّئْ لأمتنا عوداً لوحدتهــــــــــــــــــــــــا *** تقوي و ترقي بنا لأعظم القمــــــــــــــــــم
هيئ لقادتنا عوداً لأمتهـــــــــــــــــــــــــــم *** حتي نكون بهم في أول الأمــــــــــــــــــــم
هيئ لنا قائداً تُرجي أمانتـُــــــــــــــــــــــه *** بالبر متصفٌ بالعدل متســــــــــــــــــــــــمِ
و اجعل لنا مخرجاً من كل ضائقـــــــــــــةٍ *** أنت المجيبُ لنا يا واســــــــــــــــــع الكرمِ
**
6 – 12 – 2008 8 ذو الحجة 1429
أحمـــد بلال