مقاوم
12-09-2008, 07:38 AM
مجرد ألم.. ونزف قلم!
د. ضياء مطر
حقيقةً، ومع هذه الليلة الهادئة، إذ هجع الكثير إلى مضاجعهم، يحلمون بشياهٍ يذبحونها، وهداياً يُهدونها، ومتعٍ يخوضونها، ومراكب يركبونها.. غير أنني لم يزل الألم يعصرني ويقتل قلبي.. فلم أجدني سوى باكياً على عتبة هاتف أجريتهُ إلى ..
لا بد من البكاء.. ولم لا؟! أو لا نري الله تعالى من شأننا أننا نُشارك الأهل بالحزن؟!
أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم.. وابكوا لحال إخوانٍ لكم لا يبعدون عن دياركم سوى مئاتٍ من الأكيال، ويبعدون عن حالكم دهوراً وأعواماً.. اليوم باتت بجوار كلٍ منا أضحيتهُ، وعقد العزم على التقرب بها إلى الله تعالى.. وبات الغزيُّون ـ أهل غزة ـ لا علف ليطعموه لمواشيهم فضلاً عن إيجاد ثمن التضحية بها..
اليوم تستطيعون دفع ما شئتم من الأموال لأبنائكم ليشاركوا العالم فرحة العيد.. وأما البنوك في غزة المحاصرة فقد أقفلت أبوابها منذُ أسبوعٍ لنفاد أوراق النقد والعملة!
أطفالكم كبقية الأطفال سيذهبون إلى متاجر الألعاب لاقتناء كل ما يحلمون به من وسائل الترفيهِ والمتعة، وأما من خُدشت براءة طفولتهم فلن يجدوا الألعاب فضلاً عن شراءها.. بل إنني رأيتهم يصنعون ألعابهم من بقايا رصاص دبابات الاحتلال، وآثار الصواريخ والمتفجرات!
هل تعلمون نعمة كونكم ترون ما أكتبهُ لكم.. فهنالك من أحببتُ رؤية حرفهم، ولم يستطيعوا ذلك نظراً لانعدام الكهرباء!
غداً ستغرق الدماء في الطرقات، وببساطةٍ ستجدون ماءً لغسلها، وأسفي لمن لا يجدون ماءً نظيفاً يشربونهُ.. فما بالكم بقرىً تغرقُ الآن في المجاري لانعدام وسائل ضخها؟!
غداً ستُتخم الأسرُ بمطاعم الوجبات السريعة كنوعٍ من تغيير الروتين، وكشكلٍ من الرفاهية.. غير أن هنالك قوماً نفد الدقيق من ديارهم، فدقوا بالمرِّ وطحنوا شعير دوابهم لقهر جوع صبيانهم!
سأطفئ بعد قليلٍ جهازي، وأخلدُ للنوم كأي بشريٍّ طبيعي.. ولكن سيبقى آخرون لا يغمضُ لهم جفنٌ، وهم يتربصون بأعداء الله كل غفلةٍ للنيل منهم، أو يسهرون لحماية ظهور أمةٍ تغرق في التفاهات والخيانات..
وفوق كل ذلك، يتآمرُ العالم الظالم برفقة الحكومات "الهزيلة" على كل رصاصةٍ يدفعُ بها الغزيون الظلم عن أنفسهم، ويندد العالمُ المجرمُ بصوت صاروخ مسلمٍ حرٍ جرح شعور مغتصبٍ يمارسُ الفُحش ويدنس الطُهر على أرض الطهر والبركة والقداسة..
وتمضي حفنةٌ أخرى من قطعان المستوطنين لا يزيدون عن الأربعمائة، تؤذي سكان "خليل الرحمن".. وعالم الصمتِ ألجمهُ الكلام!
ودنسٌ آخر يسري ليل نهار بين أروقة بيت المقدس، ينتظرون ساعة الهدم كما ينتظرُ "بلهاء" ارتفاعَ مؤشرٍ في سوق الكساد! أفلا يعتبر القوم؟!
- يضيقون الحصار والخناق على أهل غزة بالمال فيحاصرهم الله بمالهم في دولهم!
- يمنعون الوقود عن غزة، فيأتيهم الله من حيث لم يحتسبوا، ويُكسد النفط في دورهم، فتلك آمالٌ بُنيت على سعر الغلاء.. وها هو اليوم ليس له مشترٍ!
ـ يُحاصرُ الغزيُّون بالغلاء.. فمضت سنتين على الناس أشغلهم الله بهمهم، فلم يعودوا يرون في نومهم وقيامهم سوى الغلاء!
- تُحاصر الشقيقة مصر شعب غزة بالخبز.. والأعجب أن الله يُضيق الخبز عليها وتحصل الوفيات على أبواب المخابز المصرية!
أيها الناس .. إن كانت الحكوماتُ هي من تقهر الشعوب.. أفليس بيد الشعوب إرادةٌ تكسر بها الحصار وترفعُ بها الظلم؟!
لا أجدُ لأحدٍ عذراً، حينما يحذرُ الجميعُ حتى من الكلمة..
(ولينزعن الله المهابة من قلوب أعدائكم، وليغرسن في قلوبكم الوهن).. قالوا وما الوهن؟ قال: (حب الدنيا وكراهية الموت)،(وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)..
د. ضياء مطر
حقيقةً، ومع هذه الليلة الهادئة، إذ هجع الكثير إلى مضاجعهم، يحلمون بشياهٍ يذبحونها، وهداياً يُهدونها، ومتعٍ يخوضونها، ومراكب يركبونها.. غير أنني لم يزل الألم يعصرني ويقتل قلبي.. فلم أجدني سوى باكياً على عتبة هاتف أجريتهُ إلى ..
لا بد من البكاء.. ولم لا؟! أو لا نري الله تعالى من شأننا أننا نُشارك الأهل بالحزن؟!
أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم.. وابكوا لحال إخوانٍ لكم لا يبعدون عن دياركم سوى مئاتٍ من الأكيال، ويبعدون عن حالكم دهوراً وأعواماً.. اليوم باتت بجوار كلٍ منا أضحيتهُ، وعقد العزم على التقرب بها إلى الله تعالى.. وبات الغزيُّون ـ أهل غزة ـ لا علف ليطعموه لمواشيهم فضلاً عن إيجاد ثمن التضحية بها..
اليوم تستطيعون دفع ما شئتم من الأموال لأبنائكم ليشاركوا العالم فرحة العيد.. وأما البنوك في غزة المحاصرة فقد أقفلت أبوابها منذُ أسبوعٍ لنفاد أوراق النقد والعملة!
أطفالكم كبقية الأطفال سيذهبون إلى متاجر الألعاب لاقتناء كل ما يحلمون به من وسائل الترفيهِ والمتعة، وأما من خُدشت براءة طفولتهم فلن يجدوا الألعاب فضلاً عن شراءها.. بل إنني رأيتهم يصنعون ألعابهم من بقايا رصاص دبابات الاحتلال، وآثار الصواريخ والمتفجرات!
هل تعلمون نعمة كونكم ترون ما أكتبهُ لكم.. فهنالك من أحببتُ رؤية حرفهم، ولم يستطيعوا ذلك نظراً لانعدام الكهرباء!
غداً ستغرق الدماء في الطرقات، وببساطةٍ ستجدون ماءً لغسلها، وأسفي لمن لا يجدون ماءً نظيفاً يشربونهُ.. فما بالكم بقرىً تغرقُ الآن في المجاري لانعدام وسائل ضخها؟!
غداً ستُتخم الأسرُ بمطاعم الوجبات السريعة كنوعٍ من تغيير الروتين، وكشكلٍ من الرفاهية.. غير أن هنالك قوماً نفد الدقيق من ديارهم، فدقوا بالمرِّ وطحنوا شعير دوابهم لقهر جوع صبيانهم!
سأطفئ بعد قليلٍ جهازي، وأخلدُ للنوم كأي بشريٍّ طبيعي.. ولكن سيبقى آخرون لا يغمضُ لهم جفنٌ، وهم يتربصون بأعداء الله كل غفلةٍ للنيل منهم، أو يسهرون لحماية ظهور أمةٍ تغرق في التفاهات والخيانات..
وفوق كل ذلك، يتآمرُ العالم الظالم برفقة الحكومات "الهزيلة" على كل رصاصةٍ يدفعُ بها الغزيون الظلم عن أنفسهم، ويندد العالمُ المجرمُ بصوت صاروخ مسلمٍ حرٍ جرح شعور مغتصبٍ يمارسُ الفُحش ويدنس الطُهر على أرض الطهر والبركة والقداسة..
وتمضي حفنةٌ أخرى من قطعان المستوطنين لا يزيدون عن الأربعمائة، تؤذي سكان "خليل الرحمن".. وعالم الصمتِ ألجمهُ الكلام!
ودنسٌ آخر يسري ليل نهار بين أروقة بيت المقدس، ينتظرون ساعة الهدم كما ينتظرُ "بلهاء" ارتفاعَ مؤشرٍ في سوق الكساد! أفلا يعتبر القوم؟!
- يضيقون الحصار والخناق على أهل غزة بالمال فيحاصرهم الله بمالهم في دولهم!
- يمنعون الوقود عن غزة، فيأتيهم الله من حيث لم يحتسبوا، ويُكسد النفط في دورهم، فتلك آمالٌ بُنيت على سعر الغلاء.. وها هو اليوم ليس له مشترٍ!
ـ يُحاصرُ الغزيُّون بالغلاء.. فمضت سنتين على الناس أشغلهم الله بهمهم، فلم يعودوا يرون في نومهم وقيامهم سوى الغلاء!
- تُحاصر الشقيقة مصر شعب غزة بالخبز.. والأعجب أن الله يُضيق الخبز عليها وتحصل الوفيات على أبواب المخابز المصرية!
أيها الناس .. إن كانت الحكوماتُ هي من تقهر الشعوب.. أفليس بيد الشعوب إرادةٌ تكسر بها الحصار وترفعُ بها الظلم؟!
لا أجدُ لأحدٍ عذراً، حينما يحذرُ الجميعُ حتى من الكلمة..
(ولينزعن الله المهابة من قلوب أعدائكم، وليغرسن في قلوبكم الوهن).. قالوا وما الوهن؟ قال: (حب الدنيا وكراهية الموت)،(وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)..