تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا ينظر المستقبل إلى الانتخابات النيابيّة



عزام
11-29-2008, 07:33 AM
مناصرين للنائب سعد الحريري خلال انتخابات بيروت الفرعيّة في العام 2007 (أرشيف ـــ هيثم الموسوي)
■ سيتمّ تغيير أغلب نوّاب المستقبل لأنهم لم يثبتوا وجودهم
■ الحريري لأحد نوّابه: لا وجود لاتفاق في بيروت الثانية
■ سيغيب الإسلاميّون عن لوائح المستقبل
لا بدّ أن يلفت نظر المراقبين قول الكثير من نوّاب المستقبل إنهم لا يعرفون شيئاً عن التحضير للانتخابات النيابيّة، رغم أن ماكينة المستقبل بدأت تعمل بجدّ، وتجزم بأنها ستستطيع الفوز بأغلبيّة المقاعد النيابيّة، فعلى أي أساس تعتمد؟
شكّلت أحداث السابع من أيّار محطّة في تاريخ تيّار المستقبل، تداعياتها لا تزال ماثلة أمام القيّمين على سياسة التيّار. وهي تدخل في حسابات المعركة الانتخابيّة التي بدأ المستقبل يُحضّر نفسه لخوضها والخروج منها فائزاً.
هناك من يجزم في الفريق السياسي للمستقبل بأن المعارضة تعيش في وهم الفوز.
يسخر الرجل من شركتي الإحصاءات اللتين تقومان بالدراسات، قائلاً إنهما توهمان الفريق السياسي الذي كلّفهما، بنتائج إيجابيّة. لا ينسى أن يستعين بانتخابات المتن الفرعيّة كمثال، مشيراً إلى أن الجنرال ميشال عون أُقنع بأنه سيفوز بفارق 5000 صوت (الحقيقة أن إحدى الشركتين أعلنت قبل يومين من الانتخابات أن الفارق سيكون مئات الأصوات لا أكثر).
ويقول أحد نوّاب تيّار المستقبل الشماليين إن هناك 5 شركات إحصاءات تجري دراسات شهريّة للمستقبل وفريق 14 آذار.
هو يثق بهذه الشركات؛ على الأقل يثق بإحداها وهي شركة أجنبيّة يقول الكثيرون في المستقبل إنهم لا يعرفون اسمها، ومن يعرف الاسم لا يرغب في ذكره بناءً على رغبة الشركة من أجل الحفاظ على حياديّتها.
ويقرّ النائب بوجود شركتين مقرّبتين من 14 آذار وهما: شركة إمبراطور الإعلانات أنطوان الشويري، وشركة صاحب فكرة شعار «استقلال 05» إيلي خوري الذي هو بالأصل صاحب شركة إعلانات. للمناسبة هو شعار يقرّ العديد من سياسيي 14 آذار بأنه وُضع قبل اغتيال الحريري. ولكنّ النائب لا يُشير إلى مركز الإحصاءات الذي أنشأه الرئيس الراحل، والذي يُعتبر الأكثر علميةً في المراكز التي تقوم بإحصاءات للمستقبل.
■ تغيير شبه كامل لنوّاب المستقبل
يقول أحد المطّلعين على دواخل قريطم إن قرار النائب سعد الحريري بتغيير أغلب النواب قد اتخذ. يتقاطع هذا الخبر عبر مصادر قريبة من المستقبل ومن بعض النواب، الذين يقول عدد منهم إنهم لا يعرفون ما الذي تقوم به الماكينة الانتخابيّة للمستقبل.
أسباب هذا التغيير واضحة. فالزعيم الشاب تلقّى الكثير من الشكاوى من جمهوره تعترض على أداء نوابه، تحديداً شمالاً وبقاعاً.
وسبب الامتعاض يعود إلى أن هؤلاء النواب لم يقوموا بالخدمات التي توقّعها الناخبون، كما أنهم لم يكونوا إلى جانب المواطنين وقت احتاجوهم.
في الوقت ذاته، لا يزال هذا الجمهور مؤيّداً لسعد الحريري، الزعيم السني وابن الرئيس الحريري، وليس لتيّار المستقبل.
ولذلك يقول أحد المطّلعين إن تغيير الأسماء سيؤدّي حتماً إلى إرضاء هذا الجمهور الذي لم يُغيّر اقتناعاته السياسيّة، بل هو ممتعض من الأداء، ما يعني أنه حكماً لن يذهب إلى الضفّة السياسيّة الأخرى.
ينقل الرجل عن طابخي السياسة في قريطم اقتناعهم بأن تغيير الأسماء سيؤدّي إلى إعادة جذب الجمهور «وسنستعيد المبادرة في الشهر الأخير قبل الانتخابات».
ويقول إن من سيختار هؤلاء الأسماء هي الإحصاءات وليس الحريري، أي أن الزعيم الشاب سيعتمد على نتائج الدراسات ليزكّي الأسماء التي تفرض نفسها عبر استطلاع رأي الجمهور، ليكون فوزها مؤكّداً.
ويؤيّد أحد نوّاب المستقبل هذا الكلام، ويضعه في خانة أن الأولويّة هي لنجاح مرشحي 14 آذار كائناً من كانوا.
يُدافع النائب عن نفسه وعن زملائه بطريقة غير مباشرة عندما يقول إن الناس يعون الأوضاع الأمنيّة التي فرضت على النواب الابتعاد عن مناطقهم. ثم يقول إن مناطق مثل الشمال والبقاع تُعاني إهمالاً مزمناً، وبالتالي فإنه مهما كان نوع الخدمات التي يتم توفيرها فإنها تبقى مثل نقطة ماءٍ في الصحراء.
هنا، يسأل متابع لأوضاع المستقبل عن قرب، عن اسم نائب استطاع أن يخلق حيثيّة شعبيّة له؟ ويلفت إلى أن اثنين أو ثلاثة من النواب استطاعوا تأمين وجود سياسي لهم فقط، وهذا قد يشفع لهم.
■ الإسلاميون سيغيبون
يقول النائب الشمالي إن تيّاره اتخذ قراراً بعدم ترشيح أيّ من المتشدّدين السنّة. وعندما تسأله عن إمكان خسارة بعض الأصوات الانتخابيّة، يقول إن هذه الخسارة ليست ذي معنى أمام خسارة الوجه الإسلامي المعتدل لتيّار المستقبل. وينفي أن تكون السعوديّة ستفرض مرشحين من نوع داعي الإسلام الشهال، الذي حصل على أكثر من 15 ألف صوت في انتخابات 1996، «ولكن في ذلك الوقت كان هناك نشاط سياسي ـــ إسلامي في طرابلس، أمّا اليوم فلا شيء، وأبرز دليل هو غياب الجماعة الإسلاميّة». أمّا خالد ضاهر «فهو غير متشدّد، ولكن إذا كان عنده تواصل مع السوريين كما تقول، فهذا يعني حكماً عدم ترشيحه، وبالتأكيد ستعرف استخبارات قريطم بهذا التواصل إذا كان موجوداً».
لكن مصدراً مقرّباً من التيّار يلفت إلى أن عدم ترشيح الإسلاميين هو نتيجة طلب أميركي واضح بهذا الخصوص.
واللافت أن هناك من يعتبر في المستقبل أنه لا وجود لقاعدةٍ شعبيّة لهؤلاء الإسلاميين، وإنما هم استفادوا من شعبيّة آل الحريري، عندما كان هناك تقاطع سياسي بين الطرفين وليس العكس.
■ عمر كرامي ليس خصماً يُهاب
يجزم النائب الشمالي بأن معركة طرابلس معركة سهلة للمستقبل. يستعين ببعض الأرقام، إذ يقول إن الرئيس نجيب ميقاتي هو الشخص الأقوى طرابلسياً «ولكنّه غير قادر على تجيير هذه الأصوات إلى حلفاء له في أي لائحة مفترضة».
ويشير أحد المقربين من مراكز القرار في قريطم، إلى أن الرئيس عمر كرامي طلب مساعدةً سوريّة لضم ميقاتي إلى لائحته، «لكن قاعدة ميقاتي الشعبيّة متداخلة مع قاعدة تيّار المستقبل، وهي على حالة عداء مع تيّار عمر كرامي، وهذا أمر يعرفه ميقاتي، ولذلك لن يُغامر ويتحالف مع كرامي».
ويضيف الرجل أن الرئيس ميقاتي قد يأخذ خيار مقاطعة الانتخابات النيابيّة ترشيحاً في حال تعرّضه لضغوط سوريّة قويّة، «ومعروف عنه أنه لا يخوض معارك شرسة كهذه، رغم إمكاناته الماليّة الضخمة، بل يُفضّل البقاء على الحياد، لكونه رئيس حكومة سابقاً، وهو يوجّه رسالة لجميع الأطراف بأنه جاهز لأن يكون رئيس حكومة جديداً».
وهو كلام يتناقض مع المعطيات المتوافرة شمالاً، وخصوصاً أن ميقاتي يرغب في الوصول إلى الندوة البرلمانيّة على رأس كتلة نيابيّة، وهو الأمر القابل للتحقيق، مع توجّه كرامي لترشيح ابنه فيصل، وبالتالي يستطيع أن يكون ميقاتي رئيس اللائحة كونه رئيس حكومة سابقاً.
وتراهن أوساط المستقبل على عدم قدرة الوزير محمّد الصفدي فكّ تحالفه معها، «لأن مصالحه الاقتصاديّة موجودة في السعوديّة، وهي لن تسمح له بفكّ الارتباط». وهو كلام قريب من الواقع، ولكن من غير المعروف قدرة الصفدي على احتمال تكليف المستقبل للنائب محمّد كبّارة بالهجوم شبه اليومي عليه.
أمّا الرئيس عمر كرامي فإن استطلاعات رأي المستقبل تعطيه «نسبة موازية لنسبة نوّاب المستقبل» يقول نائب شمالي.
ثم يقول المقرّب من قريطم إن كرامي يُعاني مشكلتين: فتحي يكن وعلي عيد. في رأيه أن الأول يعتبر نفسه حكماً مرشّحاً على اللائحة، ولكنّه سيساهم في خفض عدد الأصوات.
في المقابل، فإن الثاني سيؤثّر انطلاقاً من الصراع المذهبي بين العلويين والسنّة، وهنا يطرح الرجل اسم أحد الأطباء في الجامعة الأميركيّة ليكون مرشحاً علوياً على لائحة المستقبل، لكونه مقبولاً من الشارع السني. رغم أن المعلومات تقول عكس ذلك؛ إذ إن المعارضة الإسلاميّة في طرابلس تستطيع تجيير زهاء 2000 صوت، من دون أن تؤثّر على أصوات كرامي، لأن جمهوره لا يتأثّر كثيراً بنوع حلفائه.
يعتبر المستقبليّون أن الشمال سيبقى مسرحاً أساسياً لتيّارهم، بحيث لا قدرة لأحد على خرقهم، ولكن إن كان هذا الأمر يصحّ على دائرتي عكّار والضنيّة، فإنه ليس دقيقاً في دائرة طرابلس، التي تُشير معطيات المعارضة إلى قدرتها على خوض معركة قويّة، مما سينتج حكماً معركة شرسة لن يكون في وسع أي من الطرفين حسمها.
ولا يخاف المستقبل أي تأثير سوري في دائرة عكّار، «وقد انتهى مفعول الوجود العسكري السوري على الحدود، وكانوا قد استفادوا منه أكثر لو أتى الانتشار قبل أسابيع من الانتخابات النيابيّة» يقول أحد العارفين بالشأن الأمني شمالاً، ويُضيف أن أي تدخّل سوري سينعكس سلباً عليهم.
■ صيدا: انتهى عصر آل سعد
يبتسم أحد كوادر المستقبل عندما تُحدّثه عن صيدا. إنها عاصمة الجنوب، ومدخله. وهي ممرّ مهم للمقاومة، ومدينة امتلأ تاريخها بذكريات المقاومة. بالتالي فإن لها معنى معنوياً يتجاوز عدد مقاعدها النيابيّة، «وهي دائرة نحسمها بسهولة».
يتفق أشخاص عديدون على هذا الكلام، عند الحديث عن القوّة التجييريّة. فالنائبة بهيّة الحريري تستطيع تجيير ضعف عدد الأصوات التي يستطيع تجييرها النائب أسامة سعد.
وهي تقوم منذ سنوات بتقديم خدمات لأبناء المدينة خصوصاً وأبناء الجنوب عموماً، وقد حافظت على خطاب معتدل منذ قالت في 14 شباط 2005: لن نقول وداعاً سوريا بل إلى اللقاء؛ لكنّه كلام تناقض مع خطاب آخر داخل المدينة، استعانت فيه «الست بهيّة» لتقوية وجودها.
وتقول المعلومات إن زميل «شقيقة الشهيد» في اللائحة سيكون مرشّح الجماعة الإسلاميّة «هذا إذا لم يحصل انشقاق داخل الجماعة، بين امتدادها الخارجي وميولها الداخليّة» يقول أحد المتابعين لوضع الجماعة الإسلاميّة.
ولكن، هل يتخلّى أهل صيدا عن سعد؟ تقول إحصاءات إن القدرة التجييريّة الأولى في صيدا هي للناخبين المستقلين، الذين سيشكّلون لائحتهم التي تجمع بهيّة الحريري وأسامة سعد. كما أن عدم فوز سعد سيؤدّي إلى مشكلة كبيرة بحسب عدد من المطّلعين، مما سيعني أن آل الحريري «يُمكن أن يحصلوا على مقعدين نيابيين ولكن سيخسرون المدينة».
■ تسوية بين بيروت وصيدا
ويطرح أحد المتابعين للشأن الانتخابي احتمال أن تحصل تسوية أو مبادلة بين المقعدين السنيين في صيدا ودائرة بيروت الثانية. إذ إن الأرجحيّة في بيروت الثانية هي للمعارضة، والحديث عن اتفاق فيها بات موضع شك، مع قول النائب الحريري لأحد أعضاء كتلته: كان هناك بداية نقاش في الدوحة ولكن لم يكن اتفاق. وفي المقابل، فإن حزب الله يقول إنه ليس راغباً في تسويات موضعيّة ضيّقة، من دون مقابل، «إلّا إذا كان هناك تدخّلات إقليميّة».
ففي بيروت وضع المستقبل جيّد، «وإن كان جمهورنا لم يُسامحنا بعد على عدم قدرتنا على حمايته خلال أحداث السابع من أيّار» بحسب أحد نوّاب المستقبل. لكنّ عدم المسامحة هذه لا يُمكن صرفها في الانتخابات، في ظلّ غاب البديل السني في بيروت، ولا سيما أن المعارضين في العاصمة لا يزالون يعيشون في عصر ما قبل الحرب الأهليّة من جهة نوع الخطاب السياسي وآليّات العمل، وهم يراهنون على دور حزب الله في تقويتهم أكثر في رهانهم».
لكنّ بيروت الثانية ستكون هي المفصل. المستقبليون يقولون إن وزير الثقافة تمّام سلام هو مرشّحهم في هذه الدائرة، أي المقعد الذي يشغله اليوم النائب بهيج طبّارة، الذي يتحدّث المستقبليون عنه بلغة هجوميّة. وإذا ترشّح طبّارة، فإن حزب الله سيكون قادراً على دعمه، لأن جمهوره يتماهى معه، وهو الذي حافظ على رقيّ خطابه السياسي، كما أن المستقبل لا يستطيع التحريض عليه، لأنه صديق «الرئيس الشهيد» والمقرّب من السيدة نازك الحريري، التي ستغيّر في الكثير من المعادلات في حال عودتها إلى لبنان قبل الانتخابات؛ رغم أن أحد نواب المستقبل يعتبر أن سبب عودتها هو العمل الإنساني ـــ الاجتماعي، «ولكنها تقوم بهذا الدور خلال وجودها في فرنسا، وبالتالي فإن لعودتها معنى آخر» بحسب أحد المقرّبين منها.
■ البقاع الغربي أمّ المعارك
ما يسري على الدوائر ذات الثقل السني يسري على البقاع الغربي. المستقبل سيغيّر نوّابه، ويعتبر أنه قادر عبر بوابة الخدمات على تأمين حصوله على مقاعد هذه الدائرة. وتشير استطلاعات محايدة إلى أن تحالف المستقبل والحزب الاشتراكي يملك قدرةً تجييريّة أكبر من القوى المعارضة.
لكن الوزير السابق عبد الرحيم مراد يعمل بجدّ كبير، وهو قادر على تغيير خريطة نتيجة الانتخابات، فيما لو استطاع الحصول مع المرشّح السني الآخر على اللائحة على 40% من أصوات السنة، كما أن وضع نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي جيد جداً، وهو قادر وفق المعطيات الحاليّة على اختراق لائحة المستقبل ـــ الاشتراكي.
وتجدر الإشارة إلى أن المستقبل بدأ بتحضير نفسه لتجييش جمهوره خارج لبنان».

من هناك
11-29-2008, 12:36 PM
للأسف الشديد لا يوجد بين سياسينا من يستأهل ان يكون زعيماً