ali yehya
11-25-2008, 04:30 PM
روعة فنية من عجائب لبنان أهملها الانسان
تحقيق وتصوير: عصام البستاني
http://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/content/1108/kafrzabedd2008.jpg
اكتشفت هذه المغارة في زمن نشوه فيه ما نملك من آثار .. في ذلك الحين اقفلها المسؤولون واهملوا إعدادها والسبب بقي مجهولاً, كان ذلك منذ حوالي خمسة عشر عاما وكنا في الانتقاد ـ (العهد) من أوائل من دخلها وكتب عنها ولا شك هي فترة كافية جدا لكي تتحقق بعض التوقعات والاماني كأن تقوم الدولة واجهزتها المختصة بواجبها تجاه اهم اكتشاف اثري وتاريخي في منطقة البقاع بعد قلعة بعلبك واستغلاله ليكون ملتقى الزوار والسياح، وبعد هذا الزمن الطويل عدنا اليها علنا نجد شيئا من الاماني تحقق الا اننا وللاسف وجدنا ان شيئا من هذا لم يحصل بل على العكس فالقلائل الذين سمعوا او قرأوا عن هذا الاكتشاف الاثري ويوشك ان يسقط من ذاكرتهم .
بين كفرزبد وعين كفر زبد وفي قضاء زحلة في البقاع اللبناني أظهرت الارض خباياها وكشفت صورة مغارة طبيعية شارك الدهر في نحتها فجاءت تحفة فنية تذهل الناظر روعة ورهبة وغموضا ومعرضا لاكثر اللوحات الفنية روعة.
بعد هذه السنوات الطوال ودون ان يحرك المعنيون ساكنا تجاه هذا الاكتشاف يستطيع الانسان وبكل بساطة ان يتحدث عن المغارة واكتشافها كحدث هام ينبغي التوقف عنده وشرح ملابساته ايضا، ودون عناء يمكن ان يكتب عن اهمال الدولة وتجاهلها لهذا الاكتشاف وعدم اهتمامها بالمغارة, لكن ان يدخل الانسان الى هذا المتحف الطبيعي الهائل ويسجل وصفا لما يراه فهنا مكمن المشكلة .. حيث يصبح الخيال عاجزا عن الاستيعاب والفهم ويعجز الانسان عن شرح ووصف تلك الصور التي تمر امامه كالخيال ..
في بلدته كفرزبد لم نحظ بلقاء محمد جميل يونس مكتشف المغارة كما قبل سنوات حيث كان في رحلة صيد في الجبال المحيطة بالبلد ولكن لحسن الحظ تبرع بعض الشباب من الذين يسكنون في بلدة عين كفرزبد وظنوا انني آت اليهم بالفرج وسألزم الدولة بالاهتمام بقريتهم المهملة كما المغارة التي لم يتكلف احد من المسؤولين الاستفسار عنها كما قالوا .
http://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/content/1108/kafrzabedb2008.jpg
احضروا العدة التي لا معنى للرحلة بدونها, حبالا وشموعا ومصابيح وبعض الزاد فالطريق طويل ومضنك ولا بد ان نحتاج الى بعض الطعام بعد العناء الذي سيصادفنا .
بعد بضع كيلومترات خارج البلد وفي طريق ترابية وعرة تمكنت السيارة من ايصالنا إلى النقطة الاخيرة، ومن هناك بدأت الرحلة صعودا في جبل وعر بل قل من اكثر الجبال وعورة فهو اجرد وشبه قائم وتنتشر فيه الحجارة المسننة, مسافات طويلة تخللها الكثير من الاستراحات الى ان تمكنا من الاهتداء الى مكان المغارة حيث لم يتكلف احد عناء وضع علامة تدل عليها فكل الاماكن متشابهة وهي ليست مغارة في صدر الجبل بل هي في قلبه وباطنه ومدخلها لا يزيد عن سبعين سنتيمترا .
وصلنا الى مكان المغارة وبعد ان التقطنا انفاسنا ربطنا حبالنا وأشعلنا المصابيح وتحركنا نزولنا الى ذلك المجهول في بطن الجيل في مغامرة لا تخلوا كل خطوة منها من مخاطرة، فالارض زلقة ورطبة تشبه الصابون نتيجة للرطوبة التي لا شك هي من العوامل التي شكلت المغارة .
خطوات ثلاث بعد النزول ونشعر بانسلاخنا عن عالم الواقع حتى قبل ان نرى ما بداخل المغارة , فالجو مشبع بالرطوبة والهواء الراكد بينما قطرات من الماء تنز من مكان ما لتعزف بسقوطها الى الارض سيمفونية رتيبة يتردد صدى ايقاعاتها في كل اتجاه وعلى اضواء المصابيح والشموع.. سرت ورفيق المجازفة (علي) بضعة امتار في ما يشبه النفق على ارض لينة وطرية قبل ان نصل الى باحة واسعة وبمجرد ان رأت عيوننا تلك المناظر الهائلة على السقوف والجدران, ران صمت رهيب حتى خلنا اننا نسمع طرقات قلوبنا ونحس بجريان الدم في عروقنا , هي فسيفساء دهرية مذهلة ومخزن لروائع فن طبيعي اخاذ .
ثريات حجرية عملاقة تتدلى من السقف بعشوائية فتلامس الارض حينا وتلتقي حينا اخر بما يشبه خصل شعر كثيفة ذهبية وفضية تنبثق من الجدران وتنسدل الى الاسفل ثم تشرئب صعودا لتلامس السقف, ومن الارض تنبت اشجار سحرية ممسوخة ومقلوبة راسا على عقب حيث تنغرز اغصانها في الارض بينما ترتفعلا جذورها الى اعلى وهي تحمل ثمارا لا تخطر على بال .
مجسمات لزهور وطيور وجبال ووديان وغيوم وبحار, شموع اسطورية تستند الى الجدران وتنحدر من اعلاها جدائل صخرية متحجرة تلامس الارض ثم ترتفع كرذاذ نوافير ضخمة داهمها الصقيع فتجمدت .
http://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/content/1108/kafrzabed2008.jpg
معرض طبيعي اين منه معارض ومتاحف العالم, فالطبيعة جردت ريشتها الرائعة على الجدران فعلقت عليها لوحاتها التكعيبية والتشكيلية فتدلت حبالا وجدائل مفتولة ومغزولة من صخر وطين وتحجرت حتى يخال المرء انه امام شلالات تنحدر من شاهق وتتجمد قبل ان تلامس الارض .
وامام عشرات الانفاق والاقبية والممرات والثغور والنتوءات والاعمدة المتقاطعة دون انتظام نحتار اي اتجاه نسلك فننطلق على غير هدى الى ان نخال ان الشموع ستنطفئ خوفا من قلة الاوكسجين ونقمع توقنا المجنون الى البقاء ونتقهقر عائدين الى الحبل نتسلقه ونخرج .
مختار عين كفرزبد محمد البستاني قال لـ"الانتقاد.نت" ان اهمال المعنيين لهذه المغارة ليس جديد فقد اهملت اكتشافات كثيرة غيرها واملنا خيرا باكتشاف المغارة حيث يمكن ان يتحسن الواقع الاقتصادي والانمائي لكن "للاسف فقد استقال المسؤولون من واجباتهم ولا ندري لاي اهداف ".
طال الانتظار علّ هذه المغارة الاكتشاف تسقط من الذاكرة لكن انى لهذه التحفة ان تمحى من اذهان الاهالي الذين اعتبروها مصدر الثروة الاتي والتحسن الذي يمكن ان يستفيد منه اهالي المنطقة ولكن ما حصل ويحصل ان اسما جديدا قد يضاف بل اضيف اذا ما استمر نسيانه واهماله وتناسيه الى بواطن الحكايات او في احسن الحالات الى كتب الجغرافيا ولوحة قد تزين كراسات الاثار والسياحة .
ففي وقت شوهت اثار مناطقنا وهياكلها وأهملت, بل جعلت سلعا في اسواق البيع ومكبات النفايات وفي زمن لم يعرف المسؤولون كيف يحتفظوا بما تبقى من تراث وتاريخ ولم تتفضل بمساعدة اهالي المنطقة لاستثمار واستغلال هذه الثروات, جاء اكتشاف المغارة في الزمن الاسوا الذي طال امده والتوقيت الخاطئ فاهملت ربما لزمن آخر نعود فيه قادرين على تذوق وفهم ما في ارضنا المظلومة او حتى يصبح المعنيون جديرون بذلك وحينها قد تكون المغارة وباقي الاثار قد عبثت بها الايادي فلا تعود صالحة للاستفادة .
http://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/content/1108/kafrzabeda2008.jpg
http://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/content/1108/kafrzabedc2008.jpg
http://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/content/1108/kafrzabedf2008.jpg
http://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/content/1108/kafrzabede2008.jpg
www.alintiqad.com/essaydetails.php?eid=3112&cid=53 (http://www.alintiqad.com/essaydetails.php?eid=3112&cid=53)
تحقيق وتصوير: عصام البستاني
http://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/content/1108/kafrzabedd2008.jpg
اكتشفت هذه المغارة في زمن نشوه فيه ما نملك من آثار .. في ذلك الحين اقفلها المسؤولون واهملوا إعدادها والسبب بقي مجهولاً, كان ذلك منذ حوالي خمسة عشر عاما وكنا في الانتقاد ـ (العهد) من أوائل من دخلها وكتب عنها ولا شك هي فترة كافية جدا لكي تتحقق بعض التوقعات والاماني كأن تقوم الدولة واجهزتها المختصة بواجبها تجاه اهم اكتشاف اثري وتاريخي في منطقة البقاع بعد قلعة بعلبك واستغلاله ليكون ملتقى الزوار والسياح، وبعد هذا الزمن الطويل عدنا اليها علنا نجد شيئا من الاماني تحقق الا اننا وللاسف وجدنا ان شيئا من هذا لم يحصل بل على العكس فالقلائل الذين سمعوا او قرأوا عن هذا الاكتشاف الاثري ويوشك ان يسقط من ذاكرتهم .
بين كفرزبد وعين كفر زبد وفي قضاء زحلة في البقاع اللبناني أظهرت الارض خباياها وكشفت صورة مغارة طبيعية شارك الدهر في نحتها فجاءت تحفة فنية تذهل الناظر روعة ورهبة وغموضا ومعرضا لاكثر اللوحات الفنية روعة.
بعد هذه السنوات الطوال ودون ان يحرك المعنيون ساكنا تجاه هذا الاكتشاف يستطيع الانسان وبكل بساطة ان يتحدث عن المغارة واكتشافها كحدث هام ينبغي التوقف عنده وشرح ملابساته ايضا، ودون عناء يمكن ان يكتب عن اهمال الدولة وتجاهلها لهذا الاكتشاف وعدم اهتمامها بالمغارة, لكن ان يدخل الانسان الى هذا المتحف الطبيعي الهائل ويسجل وصفا لما يراه فهنا مكمن المشكلة .. حيث يصبح الخيال عاجزا عن الاستيعاب والفهم ويعجز الانسان عن شرح ووصف تلك الصور التي تمر امامه كالخيال ..
في بلدته كفرزبد لم نحظ بلقاء محمد جميل يونس مكتشف المغارة كما قبل سنوات حيث كان في رحلة صيد في الجبال المحيطة بالبلد ولكن لحسن الحظ تبرع بعض الشباب من الذين يسكنون في بلدة عين كفرزبد وظنوا انني آت اليهم بالفرج وسألزم الدولة بالاهتمام بقريتهم المهملة كما المغارة التي لم يتكلف احد من المسؤولين الاستفسار عنها كما قالوا .
http://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/content/1108/kafrzabedb2008.jpg
احضروا العدة التي لا معنى للرحلة بدونها, حبالا وشموعا ومصابيح وبعض الزاد فالطريق طويل ومضنك ولا بد ان نحتاج الى بعض الطعام بعد العناء الذي سيصادفنا .
بعد بضع كيلومترات خارج البلد وفي طريق ترابية وعرة تمكنت السيارة من ايصالنا إلى النقطة الاخيرة، ومن هناك بدأت الرحلة صعودا في جبل وعر بل قل من اكثر الجبال وعورة فهو اجرد وشبه قائم وتنتشر فيه الحجارة المسننة, مسافات طويلة تخللها الكثير من الاستراحات الى ان تمكنا من الاهتداء الى مكان المغارة حيث لم يتكلف احد عناء وضع علامة تدل عليها فكل الاماكن متشابهة وهي ليست مغارة في صدر الجبل بل هي في قلبه وباطنه ومدخلها لا يزيد عن سبعين سنتيمترا .
وصلنا الى مكان المغارة وبعد ان التقطنا انفاسنا ربطنا حبالنا وأشعلنا المصابيح وتحركنا نزولنا الى ذلك المجهول في بطن الجيل في مغامرة لا تخلوا كل خطوة منها من مخاطرة، فالارض زلقة ورطبة تشبه الصابون نتيجة للرطوبة التي لا شك هي من العوامل التي شكلت المغارة .
خطوات ثلاث بعد النزول ونشعر بانسلاخنا عن عالم الواقع حتى قبل ان نرى ما بداخل المغارة , فالجو مشبع بالرطوبة والهواء الراكد بينما قطرات من الماء تنز من مكان ما لتعزف بسقوطها الى الارض سيمفونية رتيبة يتردد صدى ايقاعاتها في كل اتجاه وعلى اضواء المصابيح والشموع.. سرت ورفيق المجازفة (علي) بضعة امتار في ما يشبه النفق على ارض لينة وطرية قبل ان نصل الى باحة واسعة وبمجرد ان رأت عيوننا تلك المناظر الهائلة على السقوف والجدران, ران صمت رهيب حتى خلنا اننا نسمع طرقات قلوبنا ونحس بجريان الدم في عروقنا , هي فسيفساء دهرية مذهلة ومخزن لروائع فن طبيعي اخاذ .
ثريات حجرية عملاقة تتدلى من السقف بعشوائية فتلامس الارض حينا وتلتقي حينا اخر بما يشبه خصل شعر كثيفة ذهبية وفضية تنبثق من الجدران وتنسدل الى الاسفل ثم تشرئب صعودا لتلامس السقف, ومن الارض تنبت اشجار سحرية ممسوخة ومقلوبة راسا على عقب حيث تنغرز اغصانها في الارض بينما ترتفعلا جذورها الى اعلى وهي تحمل ثمارا لا تخطر على بال .
مجسمات لزهور وطيور وجبال ووديان وغيوم وبحار, شموع اسطورية تستند الى الجدران وتنحدر من اعلاها جدائل صخرية متحجرة تلامس الارض ثم ترتفع كرذاذ نوافير ضخمة داهمها الصقيع فتجمدت .
http://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/content/1108/kafrzabed2008.jpg
معرض طبيعي اين منه معارض ومتاحف العالم, فالطبيعة جردت ريشتها الرائعة على الجدران فعلقت عليها لوحاتها التكعيبية والتشكيلية فتدلت حبالا وجدائل مفتولة ومغزولة من صخر وطين وتحجرت حتى يخال المرء انه امام شلالات تنحدر من شاهق وتتجمد قبل ان تلامس الارض .
وامام عشرات الانفاق والاقبية والممرات والثغور والنتوءات والاعمدة المتقاطعة دون انتظام نحتار اي اتجاه نسلك فننطلق على غير هدى الى ان نخال ان الشموع ستنطفئ خوفا من قلة الاوكسجين ونقمع توقنا المجنون الى البقاء ونتقهقر عائدين الى الحبل نتسلقه ونخرج .
مختار عين كفرزبد محمد البستاني قال لـ"الانتقاد.نت" ان اهمال المعنيين لهذه المغارة ليس جديد فقد اهملت اكتشافات كثيرة غيرها واملنا خيرا باكتشاف المغارة حيث يمكن ان يتحسن الواقع الاقتصادي والانمائي لكن "للاسف فقد استقال المسؤولون من واجباتهم ولا ندري لاي اهداف ".
طال الانتظار علّ هذه المغارة الاكتشاف تسقط من الذاكرة لكن انى لهذه التحفة ان تمحى من اذهان الاهالي الذين اعتبروها مصدر الثروة الاتي والتحسن الذي يمكن ان يستفيد منه اهالي المنطقة ولكن ما حصل ويحصل ان اسما جديدا قد يضاف بل اضيف اذا ما استمر نسيانه واهماله وتناسيه الى بواطن الحكايات او في احسن الحالات الى كتب الجغرافيا ولوحة قد تزين كراسات الاثار والسياحة .
ففي وقت شوهت اثار مناطقنا وهياكلها وأهملت, بل جعلت سلعا في اسواق البيع ومكبات النفايات وفي زمن لم يعرف المسؤولون كيف يحتفظوا بما تبقى من تراث وتاريخ ولم تتفضل بمساعدة اهالي المنطقة لاستثمار واستغلال هذه الثروات, جاء اكتشاف المغارة في الزمن الاسوا الذي طال امده والتوقيت الخاطئ فاهملت ربما لزمن آخر نعود فيه قادرين على تذوق وفهم ما في ارضنا المظلومة او حتى يصبح المعنيون جديرون بذلك وحينها قد تكون المغارة وباقي الاثار قد عبثت بها الايادي فلا تعود صالحة للاستفادة .
http://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/content/1108/kafrzabeda2008.jpg
http://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/content/1108/kafrzabedc2008.jpg
http://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/content/1108/kafrzabedf2008.jpg
http://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/content/1108/kafrzabede2008.jpg
www.alintiqad.com/essaydetails.php?eid=3112&cid=53 (http://www.alintiqad.com/essaydetails.php?eid=3112&cid=53)