مشاهدة النسخة كاملة : هل الصناعات العربية قادرة على المنافسة ؟
قدرة التصنيع موجودة اكيد عندنا
ولكن هل عندنا القدرة على مافسة الاسعار العالمية؟
سـمـاح
11-23-2008, 01:45 PM
http://www.amrkhaled.net/galleryimages/samy19.jpg
يعني انا متلو؟ :)
انا اتحدث عن واقع ولا احبط الهمم
كثير من المصانع السعودية اغلقت لعدم قدرتها على المنافسة التجارية
خفقات قلب
11-23-2008, 02:24 PM
العقدة السعودية دائما أبدا..
كثير من المصانع الأجنبية أغلقت في السعودية لوجود المصانع السعودية المنافسة
العقدة السعودية دائما أبدا..
كثير من المصانع الأجنبية أغلقت في السعودية لوجود المصانع السعودية المنافسة
ليست عقدة ولا شي
ولكني اعطي مثالا عن اعظم دولة عربية لو فكرت فيها من هذه الناحية
يعني امدح فيكم
هل تستطيع اي دولة عربية ان تنتج سيارات وتنافس فيها الاسواق الاجنبية
هذا مقصدي من كل الموضوع
ان غياب صنع السيارة العربية هو لعدم قدرتنا على المنافسة في الاسعار
وحينما اجد مقالا في الموضوع اضعه هنا.
خفقات قلب
11-23-2008, 02:42 PM
المدح بما يشبه الذم :rolleyes:
المدح بما يشبه الذم :rolleyes:
ومنكم نتعلم :)
سـمـاح
11-23-2008, 03:59 PM
كلا لم اقصد انك مثله
السؤال ليس : هل نملك القدرة على المنافسة
بل
لماذا لا نملك القدرة على المنافسة ؟ اين هي المشكلة حتى نجد لها حلاً؟
ما الذي ينقصنا :
اليد العاملة ؟ (مصر، السودان، سوريا)
رؤوس الاموال ؟(الخليج)
المواد الاولية ؟ الطاقة ؟
الخبرات ؟ ممكن ان نطورها بزمن قصير
ما ينقصنا هو الارادة، التخطيط، القدرة على التعاون
ليس من الضروري المنافسة في صنع السيارات، ولكن حتى الآن لم نجد اي شيء ممكن ان نصنعه وننافس فيه ؟
ثقافة الخليج الاستهلاكية...هل تصلح لمواكبة التنمية؟
ثريا الشهري*
الثقافة بمعناها المحايد قد تكون ثقافة تدعو للتأخر مثلما قد تدعو إلى التقدم والنهضة، وبتتبع هذا المفهوم نجد أن مسيرة التاريخ الثقافي لمجتمعات الدول الخليجية قد ساهمت في خلق نوع من الثقافة الاستهلاكية المحلية كانت السبب في الإرباك الذي أحاط بحركة التنمية في هذه المجتمعات، فالوضع المعكوس الذي بدأ بالأمور من نهايتها قد أوجد معه في المقابل أولويات معكوسة، فمن بدايات النفط وتصديره، إلى التعرف على العلوم والتقنيات الحديثة، ثم الالتفات إلى الثقافة التي لم يساهم عامل الزمن القصير نسبياً في التدرج الاستيعابي الشامل بمدى أهميتها، فلا هي بتلك التي رُبطت بقوت اليوم الذي لا يأتي إلا من خلالها، ولا هي التي اتكأ عليها صعود السلم الاجتماعي، الذي أثبت الواقع أن الثراء والمنصب هما الطريقان الأسهل لمدارجه، لتبقى معه الثقافة الإنتاجية، التي تدعو إلى التفكير والإبداع وزرع روح العمل والتنظيم والاختراع، بعيدة في آفاقها عن الشخصية الاستهلاكية السائدة التي تعودت على التلقي والاستيراد من العوالم الأخرى المنتجة، مكتفية بإنتاج محلي سلحفائي الحركة بطيء الإيقاع، أو بنقل عن ثقافات أجنبية مجففة لا تتوائم وطبيعة الوراثة المجتمعية المتجذرة في قدسية الدين وهيمنة الأعراف، وبالرغم من مظاهر الوعي الخليجي بحجم هذه الإشكالية الاستهلاكية التراكمية وانعكاساتها السلبية، والتي بُذلت على إثرها المحاولات ووضعت الخطط الإنمائية للانتقال بها إلى المراحل الإنتاجية.
إلا أنه من الحري القول إن المسلكيات المؤشرة لم تصل بعد في منهجيتها أو سرعة تنفيذها إلى الدرجة الكافية التي تسمح معها بنمو ثقافة بديلة ناضجة ومتطورة، فلا زالت تلك المجتمعات تلتحف بالكثير من مظاهر الحضارة الإستهلاكية التي لا تبتعد عما تبثه الفضائيات والاستسلام لبرامجها مهما أسرفت في بلاهتها، أو ملاحقة مواسم الشراء وتخفيضاتها، أو اللهاث خلف وجبات غذائية حظيت بشهرة قلما وجدتها عند شعوبها، بل حتى خريجو الجامعات أنفسهم ترى الواحد منهم ما أن يصل إلى وظيفة أو يحترف تجارة حتى يطمئن على وضعه المحيط، فينسى تحصيله العلمي وينخرط باتجاه الحياة المادية بمغرياتها، زاعماً أن بناء الحضارة الانتاجية لمجتمعه شأن يختص به غيره، والغريب في الأمر، أن جيل ما قبل اكتشاف النفط كان حريصاً على الثقافة والتحصيل ولو على ضوء القناديل، في الوقت الذي أصبح معه اقتناء الكتب في عصر الكهرباء والرخاء مجرد زينة للتباهي، فهل صحيح أن الإنسان لا
ينشط إلا في وجود المعاناة! وهل المطلوب أن يعود الزمن بعقاربه إلى تلك الأيام بهمومها حتى يكتشف المرء كم ضيع من عمره في تحصيل ما لا يلزم!
في مطلع العصور الحديثة كان أكبر قوتين بحريتين من نصيب بريطانيا واسبانيا، فكيف وصل الحال ببريطانيا لأن تصبح الدولة العظمى في العالم آنذاك، ولا يبقى لاسبانيا غير الأدوار الثانوية لتلعبها القصة تتلخص في بعد النظر والجهد الذي بذلته بريطانيا في استثمار مادة الفحم التي حبتها الطبيعة بها، والتي عن طريقها أسست نهضتها الصناعية فاستطاعت أن تهزم أسطول أسبانيا الشهير «الارمادا» في القرن السابع عشر فتتوج على إثره سيدة البحار، ويكتفي سادة أسبانيا بكل ما يملكونه من ذهب لم يستغل إلا في سبك حدوات لحوافر جيادهم والاستمتاع والتلذذ بحياة الفراغ، لتأتي النهاية بانتصار «أصحاب الفحم» على «سادة الذهب»، فتفوز بريطانيا لأنها حققت الإنتاجية، وتسقط أسبانيا لأنها وقعت في الاستهلاكية، فيحكم التاريخ للأولى، ويعود فيحكم على الثانية. وهو ذات المبدأ الذي مشى على خطاه المهاتما غاندي، فأرصد قواه للنهوض ببلده في مكافحة الاستعمار البريطاني ومقاطعة بضائعه وفرض الحصار الاقتصادي على جميع الرساميل والاستثمارات الأجنبية، بمعادلة بسيطة تتلخص في أن لا يأكل شعبه إلا مما يزرع، ولا يلبس إلا مما يصنع، بمعنى التحول الكلي إلى الاعتماد على الطاقات والإنتاج المحلي، فيتم لمن رفض أن يكون تابعاً، أن يتحرر من عبودية المستعمر، فماذا حصل عند تطبيق ذات السياسة في مقاطعة البضائع الأمريكية التي دخلت مفرداتها منذ فترة في تفاصيل الحياة اليومية العربية؟ وإن كان الحديث هنا مقتصراً على الخليجية وحدها لتشابه الظروف البشرية والجغرافية فيما بينها.
لقد أثبت التاريخ أن على الإنسان أن يتمكن من أدواته قبل أن يعلن استغنائه عن الآخر، والمجتمع الذي لا يمهد بثقافة إنتاجية، ولا يبحث لدى غيره من الشعوب المتقدمة على وصفة نجاحهم فيقلدها حتى الاتقان والتفوق عليها، كما فعل اليابانيون عقب الحرب العالمية الثانية، فلن تجدي معه حزمة انفعالات وعواطف متمثلة في مقاطعات أو غيرها، لا تؤدي إلا لمزيد من تعميق شعور المواطن بمدى عجزه الذي وصل أن يجسده مشروب غازي لم يصمد طويلاً في مقاطعته، فالروح الإنتاجية لا بد أن تضخ في عروق الأبناء منذ صغرهم، ومن واقع مناهجهم وطرق تدريسها، ومن خلال نشاطاتهم وبعد أهدافها، فما المانع مثلاً من توجه الرحلات والزيارات التي تقوم بها المدارس إلى محطات توليد الكهرباء! أو تحلية المياه أو مصانع تكرير النفط ومشتقاته وأماكن استخراجه، التي من شأنها جميعاً أن تغرس في عقول تلك البراعم أبجديات الصناعة والإنتاج، فتكون لهم فرصة باعتبارها مناطق لا يصح دخولها إلا بإذن المسؤوليين، بخلاف الرحلات المختصة بمناطق من السهل الوصول إليها بدون إذن مسبق.
إن النفط سيبقى قدر شعوبه ليس كصناعة واقتصاد فحسب، ولكن كمصير له أبعاده الوطنية، وعليه، ينبغي أن يُدرس كعلم بذاته منذ الطفولة، حيث المرحلة التأسيسة للعلاقة العضوية والصحية بين الطفل وتاريخه!
والحقيقة أن مثقفي بلاد النفط يقع على عاتقهم جزء كبير من مسؤولية هذه الأزمة الإستهلاكية، فكم يا ترى أنتجوا لبلادهم من الأبحاث والدراسات المدركة للواقع بشكل نقدي هادف! وكم قدموا من إنتاج أدبي أو فني يدعو إلى تحفيز بذرة التساؤل والتفكير لدى المتلقي! إن الإنتاجية أن تكون مشاركاً غيرك في عمليات التبادل، إن قدم لك ابتكاراً قدمت له اختراعاً، وإن أبدع لك فناً، أبدعت له فكراً، مع مراعاة التقيد في البعد عن الطابع السلبي الذي من شأنه حماية المجتمع من مظاهر الثقافة الرخيصة، فالرواية التي تمس قضايا النفس والمجتمع لا تقارن بتلك المحرضة على الجهل المعرفي والاخلاقي، أو المحشوة بحوداث المبالغة في الضحك والتهريج البعيد عن الترفيه بمعناه الحضاري، التي لا يسفر عنها إلا ضياع الجهد والوقت، وأحياناً العقل، ونحن إذ سمعنا عن أمة سعت لتحقيق اكتفائها الذاتي، علمنا أنها قد قررت أن تزيد من قدرتها الإنتاجية والتخفيف من ترفها الإستهلاكي، ومع هذا، وكما كرر غاندي في قوله «ان الإنسان لا يملك إمكانية تحقيق الممكنات كلها»، فليس من المتوقع أن تتحرر«بالكلية» مجتمعات استهلاكية ألفت وضعاً نمطياً محصوراً إلى آخر مستقل مادياً وفكرياً، ولكن إن حدث وجاء من يريد أن يتجاوز هذا الامتداد المستهلك في قالب لا يخلو من مظاهر الاستقلال عنه، فليس أنفع لهذه الحركة الإنمائية من وعي ثقافي اجتماعي يصاحبه إيمان مواطنيه، واقتناعهم بالخطوة فيعطونها من كدهم وإخلاصهم وحماسهم، فالتقدم على صعيد الإنتاج إنما يكون هكذا ..المهم أن نبدأ!
* كاتبة سعودية