تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مركز اليقين الإعلامي : رأس الأفعى بدون رأس مال !



فتح الإسلام
11-21-2008, 06:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


مــركــز الــيــقــيــن الإعـلامـــي




قـــضايا جــــهادية




مجلة إسلامية بحثية تهتم بالشأن الجهادي العالمي

رئيس التحرير : حامد بن حسن القحطاني






تفريغ لمقال من العدد الثالث / ذو القعدة 1429 هـ


http://www.sharez.biz/images/3zlunsdwxj36p5htnj.jpg



رأس الأفعى بدون رأس مال!

http://www.sharez.biz/images/b7we9auwy4it2u0wug23.jpg




إن الأزمة المالية التي تواجهها أمريكا تعد الأكبر منذ الثلاثينيات. هذه الأزمة لن تتوقف عند هذا الحد، بل سيكون لها تداعيات كبيرة جداً على عدة محاور في داخل أمريكا. إن المجتمع الأمريكي سيواجه تبعات هذه الأزمة على نطاق واسع.
أمريكا وجدت نفسها في مرحلة حرجة جداً، ولا يمكن التغاضي عن هذه الأزمة بأي طريقة. إن هذه الأزمة هي كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهذا يرجع إلى طبيعة المجتمع الأمريكي. الدولة الأمريكية مبنية على عامل المال بالدرجة الأولى. الثقافة الغربية وبالأخص الأمريكية، مبنية على الرأسمالية، فكل زاوية من المجتمع الأمريكي يحركها المال، وبدون مال سيتجمد هذا المجتمع.

النظريات في علم الاجتماع تنطلق من ثلاثة مستويات لتفسير كيف تنشأ المشاكل الاجتماعية:
1- تركيبة المجتمع بشكل عام.
2- طريقة تعامل الأفراد فيما بينهم.
3- كيف ومتى يتعامل المجتمع مع حادثة ما على أنها مشكلة / أزمة اجتماعية.

علمياً نجد أن واحداً من هذه العوامل الثلاثة من شأنه أن يشكل كارثة اجتماعية. وفي هذا الموضوع سنوضح بأن المجتمع الأمريكي اليوم توفرت فيه كافة العوامل الثلاثة المذكورة .

لننطلق من هذه النظرية ونقس من خلالها وضع المجتمع الأمريكي.




1-تركيبة المجتمع بشكل عام:



تركيبة المجتمع الأمريكي رأسمالية، وهذه الرأسمالية تشكل العمود الذي أقيمت عليه الثقافة الغربية وبالأخص الأمريكية. ولهذا فإن انهار هذا العمود، فسينهار المجتمع بأكمله.


إن رجعنا الى الوراء نجد بأن الفيلسوف وعالم الاقتصاد Mill,John Stuart(1806-1873)هو من اعتمدت أمريكا عليه في الاصلاحات والتجديدات في الدستور الأمريكي. هذا يعني عملياً أن أمريكا بالدرجة الأولى رأسمالية ليبرالية، الليبرالية تعتمد على الاستثمار بالاعتماد على اليد العاملة الضعيفة، فلا يأبه صاحب العمل بالعمال ومتطلباتهم، عليهم أن يعملوا دون انقطاع كي يصبح صاحب العمل يمتلك أموالاً أكثر. ولأن أمريكا رأسمالية، نجد المجتمع الأمريكي مجتمعاً مادياً إلى أبعد الحدود.

هذه الأزمة ترجع الى عدة عوامل، منها سياسية ومنها استثمارية ومنها اجتماعية، وجميع هذه العوامل لا يمكن بأي طريقة كانت أن لا نربطها بتنظيم القاعدة بزعامة الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله. فالقاعدة استطاعت بتوفيق الله ثمّ بالحنكة وحسن التدبير والتخطيط أن تجر أمريكا إلى مستنقع الموت ليستنفد مقوماتها.
إن نظرنا إلى الخسائر المادية نجد تصريحاً للبنتاجون يقول بأن الحرب كلفت حتى اليوم 600 مليار دولار، بينما كان تصور الإدارة الأمريكية أن تكلف الحرب على العراق من 50 إلى 60 مليار دولار. وإن نظرنا إلى الاتفاقية التي تمت في أمريكا، نجد بأن الحكومة الأمريكية ضخت 700 مليار دولار في السوق لتنشيط العجلة الاقتصادية. هذه العجلة الاقتصادية تتألف من عدة عناصر مرتبطة ببعضها، وأي تغيير في أحد العناصر يكون له تأثير مباشر وسريع على باقي العناصر.

الدخل/ الراتب: هو راتب الفرد، كلما كان مرتفعاً، دل ارتفاعه على قوة اقتصاد الدولة. الدخل العالي يعني أن الطلب عالٍ، وبهذا تمشي عجلة الاقتصاد.

الطلب المالي : يزداد هذا الطلب على المال عندما يزداد الراتب، مع ازدياد الراتب نجد أن المواطنين تزيد طلباتهم وبهذا يرتفع الطلب.

الفائدة المالية : هي الفائدة على قروض البنوك, فإن انخفضت الفائدة ارتفع الطلب على المال، ونرى أن الفرد يتشجع على أخذ قرض من البنك مقابل فائدة منخفضة، وإن ارتفعت الفائدة نجده لا يريد قرضاً من البنك كي لا يدفع فائدة عالية، وهذا ينطبق أيضاً على رجال الأعمال والشركات.

الاستثمار : هو كل شيء يستثمر المال فيه، أي إن اشتريت سيارة فأنت تستثمر. والأهم هنا هي الشركات عندما تستثمر أموالها في المشاريع مثل البناء والتطوير ....الخ

الطلب: هو طلب المواطنين للسلع والبضائع والخدمات مقابل المال، بمعنى آخر قوة الشراء في المجتمع. كلما زاد الطلب أسرعت عجلة الاقتصاد.

الأزمة المالية ضربت الشركات الأمريكية، وهذا يعني تأثيراً سلبياً على عنصر الدخل/ الراتب .






2- طريقة تعامل الأفراد فيما بينهم:





واليوم بفضل الله ثم بفضل الشيخ أسامة وجنوده تجد أمريكا نفسها في أزمة مالية خانقة. الشركات والبنوك تعلن إفلاسها، وهذا سيتسبب في فقد فرص عمل كثيرة، فينعكس هذا على العنصر المالي ـ الراتب / الدخل ـ في العجلة الاقتصادية, الأمر الذي سيؤثر سلباً على عامل العمل في المجتمع، ثم على المنزل، لأن من اشترى منزلاً لن يكون قادراً على دفع الأقساط التي أخذها من البنك، ثم ستكون العائلة معرضة للتشتت والانهيار.

إن أي أزمة مالية لها أبعادها الكارثية، فالأزمة الحالية ليست محور الحدث، وليست الأشد بأساً على أمريكا، بل أبعاد هذا الحدث هي الأزمة الحقيقية. فكما سبق وقلنا، فإن الثقافة الغربية وخاصة الأمريكية قائمة على العوامل المادية، وعند انهيار النظام المادي / الرأسمالي، فإن أمريكا ستنهار لا محالة. أمريكا بنيت على المادة، وبانهيار المادة سينهار كل شيء.


العامل الأهم عندما يبني الإنسان مجتمعاً فعالاً هو عامل (الثقة),
في علم الاجتماع السياسي، عامل الثقة له أهميته في بنية المجتمع .

الكاتب (Robert David Putnam) عالم أوروبي في علم الاجتماع السياسي. له دراسة عن أهمية الترابط الاجتماعي بين الأفراد في المجتمع. ومحور هذه الدراسة هو، الثقة بين أفراد المجتمع وأهميتها للنهوض بالمجتمع. فبدون ثقة متبادلة بين أفراد المجتمع لن يكون هناك نشاط اقتصادي أو اجتماعي ثقافي. وهذا يعني أن من يمتلك أموالاً سيسحبها من البنوك خوفاً من إفلاس هذه البنوك، والمؤكد هو أنه إن سحب كل فرد أمواله من البنوك فستنهار هذه البنوك.
والعامل الثاني هو أن البنوك لن تعطي قروضاً للفرد خوفاً من عدم قدرة الفرد على تسديد القرض كل أول شهر.
والعامل الثالث هو عدم ثقة البنوك في بعضها وعدم ثقة البنوك في الشركات.
فالمجتمع الأمريكي بأكمله قائم على الدين والربا، أي الـ كريديت، وكل شركة تأخذ ديناً من البنوك، أي المجتمع يتصرف بأموال لا يمتلكها، وهنا لنا أن نتصور حجم الكارثة التي ستحل بهذا المجتمع بسبب عدم الثقة المتبادلة.

علمياً (في علم الاجتماع) نجد بأن هناك رابطاً قوياً بين -العائلة والعمل والمنزل-، على النحو التالي: إن حصل أي تغيير في أحد العناصر الثلاثة يكون لهذا التغيير أثر على باقي العناصر.
وهنا نجد بأن هناك رابطاً قوياً بين الجانب الاقتصادي / المالي الذي تكلمنا عنه وبين السوسيولوجيا / الحالة الاجتماعية في المجتمع الأمريكي. وهذا يرجع إلى أن العامل المالي ينطوي تحت عنصر ـ الراتب ـ المذكور في الجانب الاقتصادي ـ عجلة الاقتصاد ـ .
بصورة عامة نجد أنه إن حدث تغيير في أي عنصر من عناصر عجلة الاقتصاد وأي عنصر من ـ العائلة والعمل والمنزل ـ إن حدث تغيير في أحد هذه العناصر تتغير معه العناصر الأخرى تبعاً، فإن كان التغيير سلبياً تتأثرالعناصر سلبياً، وإن كان التغيير إيجابياً تتأثر العناصر إيجابياً.

ففي أزمة مالية كما هو الحال اليوم، ستقل الثقة بين أفراد المجتمع، وهذا كله سينعكس سلباً على المجتمع الأمريكي.

هذا كان على المدى القصير، أما على المدى البعيد، فنجد بأن المجتمع الأمريكي مجتمع مليء بالعصابات المنظمة والمافيات, وكما هو معروف فالعصابات المنظمة تنتظر أي فرصة لتنشط وتسرق وتقتل، ولا شك بأن الأزمات المالية تعطي مجالاً قوياً للعصابات لتنشط في أمريكا. والأسوأ هو أن المجتمع الأمريكي يتكون من عرقيات كثيرة، السود والبيض واللاتينيين ـ أمريكا اللاتينية, و كل مجموعة من المجموعات التي يتكون منها المجتمع الأمريكي ستعمل على أن تنجو من هذه الأزمة، وهذا من شأنه أن يفكك هذا المجتمع وتظهر بين هذه المجموعات العداوة, وهذا عكس ما يجب أن يكون المجتمع عليه. إن أردت أن تنشئ مجتمعاً فعالاً فعليك أن تدمج جميع طبقات / عرقيات المجتمع وتربطهم برابط اجتماعي ثقافي قوي كي يعمل هذا المجتمع على أفضل وجه. فاللهم اجعلهم دولاً وأحزاباً متناحرة.






3-كيف ومتى يتعامل المجتمع مع حادثة ما على أنها مشكلة / أزمة اجتماعية:





ليس كل ما يحصل في مجتمع من سلبيات يندرج تحت أزمة / كارثة اجتماعية. مثلاً السرقة والقتل أمور موجودة في أي مجتمع، وبرغم وجود جرائم كهذه فإنها لا تصنف تحت كارثة اجتماعية.

ولكن الكارثة المالية الحادثة اليوم هي بلا أدنى شك تشكل كارثة حقيقية في أمريكا على جميع المستويات ـ المالية والثقافية والاجتماعية والإنسانية ـ فهنا لا يخالف أحد في أن هنالك أزمة حقيقية ضربت أمريكا. و أمريكا تمر بأسوأ حقبة في تاريخها، حروبها الخاسرة , ورئيسها بوش هو الأسوأ في تاريخ أمريكا, والآن الأزمة المالية. هذه العوامل تتسبب علمياً في حدوث أمراض نفسية وجسدية.

في دراسة جديدة يظهر أن في ولاية بوش الرئاسية:

-16 مليون أمريكي يعيش بدخل أقل من 5000 دولار سنوياً، بينما - المدخول الفردي في بعض دول أوروبا 30.000 دولار سنوياً.
- نصف الأمريكيين يعانون من الإرهاق والإجهاد.
- زيادة الفقراء بنسبة 26% تحت ولاية بوش الرئاسية.
- أكثر من 40 مليون أمريكي يعيشون تحت خط الفقر.
- 26% من الرجال يتجهون لشرب الكحول.
- 46% خائفون من عدم القدرة على تأمين البيت والطعام لعوائلهم.


لقد رأينا كيف حاول الأمريكان في اجتماعهم تدارك الأمور، فتكلموا عن ضخ 700 مليار دولار في الأسواق، إلا أن الأطراف الأمريكية لم تنجح في المرة الأولى في الاتفاق على هذه الخطوة, وعدم نجاحهم يرجع إلى أن كل طرف حاول أن يكون المستفيد الأكبر من هذه الخطة. فحاول رجال الكونغرس كل على حدة أن يساند الشركات في مدينته / قاعدته الانتخابية, بهذه الطريقة يكون للشركات والبنوك المفلسة في مدن رجال الكونغرس نصيب من مبلغ ال 700 مليار دولار.
ثم حاولوا مرة أخرى، وقد تمت الاتفاقية.

ولكن هذه الخطة ليست بكافية لمعالجة الأزمة، لأن المستفيد منها هي فئة صغيرة، والأموال ستذهب إلى البنوك والشركات فقط، بينما المجتمع الأمريكي على جميع مستوياته (الثقافية والصحية والمالية والاجتماعية والإنسانية) يعاني من كارثة حقيقية.

وأنا أرى أن الأزمة ماضية، لأن عامل السيكلوجي موجود بقوة، فهم إن تداركوا انهيار الشركات والبنوك، فإن الفرد سيكون خائفاً من استثمار أمواله في الشركات والبنوك، وفي المقابل ستكون الشركات والبنوك متخوفة من إعطاء القروض للعملاء خوفاً من عدم قدرة العميل على تسديد هذا الدين, أي المزيد من التراجع المالي. وكما ذكرنا فإن أمريكا قائمة على الرأسمالية، وتراجع العامل المادي يعني انهياراً في المجتمع الأمريكي على جميع مستوياته.

إن هذه الأزمة الأمريكية ليست أزمة عابرة، وإنما هي من تداعيات غزوة 11 سبتمبر. فكما انقسم العالم واختلف، فإن هذه الأزمة المالية أيضاً ستغير العالم. التغيير يكمن في النظام الاقتصادي العالمي الجديد. أمريكا ستخسر تحكمها في الاقتصاد المالي العالمي، وسيأتي نظام اقتصاد عالمي جديد ليضع الأجندة الاقتصادية العالمية.


وكل ما ذكر أعلاه يعجل في نهاية حياة الإمبراطورية الأمريكية.

والله أعلم


روابط تحميل العدد الثالث مكتملاً

جودة عالية جداً
7.8MB

http://www.zshare.net/download/509301233d5175c3/ (http://www.zshare.net/download/509301233d5175c3/)
http://rapidshare.com/files/160922602/qdayah-hq-3.rar (http://rapidshare.com/files/160922602/qdayah-hq-3.rar)


-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

جودة عالية
3.3MB

http://rapidshare.com/files/16089470...-lq-3.rar.html (http://rapidshare.com/files/160894709/qdayah-lq-3.rar.html)
http://www.megaupload.com/?d=QEP35WSL (http://www.megaupload.com/?d=QEP35WSL)


-=-=-=-=-=-=-=-=-=-


swf
7.9MB

http://www.zshare.net/download/5093101438287415/ (http://www.zshare.net/download/5093101438287415/)




فالمعركةُ دائرةٌ اليومَ على أبوابِ المَلاَحمِ، وإنّها واللهِ الفتوحاتُ، ولنْ يعودَ التّاريخُ للوراءِ، فقدْ رحلَ عهدُ المذلّةِ والاستبدادِ، فانفضي عنكِ أمّتي الذّلّ والاستجداءَ، وانزعي عنكِ ثيابَ النّومِ والاسترخاءِ، فما العيشُ إلا عِيشةٌ كريمةٌ أو طعنةٌ نجلاء. ولا نامَتْ أعينُ الجُبناءِ.


إخوانُكُمْ في
http://www.divshare.com/img/5158127-97d.gif


والحمد لله رب العالمين