من هناك
11-17-2008, 03:02 PM
وقع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري والسفير الأمريكي رايان كروكر أمس الاتفاق الأمني والذي وافق عليه مجلس الوزراء العراقي وبأغلبية كاسحة، وما يزال الاتفاق بحاجة إلى موافقة البرلمان وهو أمر يبدو مرجحا. السياسيون الأكراد هم الأكثر اندفاعا وحماسة لتأييد الاتفاقية، فهم يعتبرون قوات الاحتلال نصيرهم وداعمهم الأكبر لإقامة دولتهم الكردية المأمولة والتي ستقوم على أنقاض العراق.
أما زيباري والذي اعتبر يوم توقيع الاتفاقية يوم تاريخيا في العلاقات العراقية الأمريكية، فقد انشغل ومنذ أسابيع بالتسويق للاتفاقية، فتحدث عن مكاسب العراق منها وكأنها نصر مبين وانجاز عظيم، كما نقل تهديدات أمريكية بتبعات خطرة حال لم يتم إقرارها. فلقد صرح زيباري الشهر الماضي بأن القيادة العسكرية الأمريكية أبلغت بغداد بأنها "تفكر جدياً بالانسحاب" من العراق إذا لم توقّع الاتفاق الأمني قبل نهاية العام خصوصا مع غياب وجود إطار قانوني وعدم التوصل إلى اتفاق حول وضعية القوات (وكأن إدارة بوش اهتمت بالأمور القانونية عند غزوها للعراق).
وحذر الوزير العراقي من "عواقب أمنية وسياسية واقتصادية هائلة ومدمّرة على العراق" في حال اتخاذ واشنطن قرار سحب قواتها من العراق، مثل استخدام واشنطن الفيتو ضد مطلب عراقي بتجديد ولاية القوات الدولية مما يضع العراق بزعمه في موقف صعب للغاية. وشدد زيباري إلى وجود "عواقب مالية واقتصادية ستكون مدمّرة" في حال الانسحاب الأمريكي، "فمبيعات النفط العراقي والأموال والودائع العراقية والمصادر المالية ستكون عرضة للمطالبات القانونية الهائلة والمبالغ خرافية حسب وزير المالية، والأرقام مخيفة ورهيبة".
الموافقة على الاتفاقية الأمنية من قبل سياسي الاحتلال والذين جاؤوا في ركابه وكانوا جزءا من خططه السياسية لا قيمة قانونية لها. ففي رده على سؤال عن الاتفاق قال مسعود البرزاني: لولا الولايات المتحدة والجيش الأميركي لما كان الإخوة الموجودون في بغداد فيها الآن ولا كنا نحن في أربيل. فالاحتلال غير قانوني وكل ما ينبثق عنه ومن خلاله غير قانوني، وهو يعتمد على حقائق القوة والقابلة للتبدل والتغير. وحتى لو سلمنا جدلا بشرعية المؤسسات في العراق المحتل، فإن التهديدات والضغوطات والحديث عن رشاوى وإغراءات تفقد الموافقة أية قيمة.
الحديث عن دعم الائتلاف الشيعي للاتفاق يشير إلى أن ثمة صفقة ما حول العراق بين واشنطن وطهران، فحسن قشقاوي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية لم يرفض الاتفاق أمس قائلا انه على الولايات المتحدة أن تأخذ وجهات نظر المسؤولين العراقيين بجدية. وليس من المستبعد على إيران أن تلعب على الحبلين بالطلب من حلفائها توزيع الأدوار بما لا يخل بتمرير الاتفاق وإن كان يعطيها المزيد من القدرة على التفاوض والابتزاز.
من واجب العراقيين مطالبة الولايات المتحدة بدفع التعويضات عن احتلالها وتدميرها لبلادهم، وليس مكافأتها من خلال الاتفاقية كما يفعل من صنع منه المحتل قادة وساسة. تبقى الكلمة الفصل للمقاومة العراقية والتي أن نجحت في تنظيم صفوفها فستقلب الحسابات رأسا على عقب، ولعل إسقاط طائرتي نقل وهليكوبتر عسكريتين أمريكيتين في الأيام الماضية يشير إلى بداية مرحلة جديدة للمقاومة العراقية.
ياسر سعد
([email protected])
أما زيباري والذي اعتبر يوم توقيع الاتفاقية يوم تاريخيا في العلاقات العراقية الأمريكية، فقد انشغل ومنذ أسابيع بالتسويق للاتفاقية، فتحدث عن مكاسب العراق منها وكأنها نصر مبين وانجاز عظيم، كما نقل تهديدات أمريكية بتبعات خطرة حال لم يتم إقرارها. فلقد صرح زيباري الشهر الماضي بأن القيادة العسكرية الأمريكية أبلغت بغداد بأنها "تفكر جدياً بالانسحاب" من العراق إذا لم توقّع الاتفاق الأمني قبل نهاية العام خصوصا مع غياب وجود إطار قانوني وعدم التوصل إلى اتفاق حول وضعية القوات (وكأن إدارة بوش اهتمت بالأمور القانونية عند غزوها للعراق).
وحذر الوزير العراقي من "عواقب أمنية وسياسية واقتصادية هائلة ومدمّرة على العراق" في حال اتخاذ واشنطن قرار سحب قواتها من العراق، مثل استخدام واشنطن الفيتو ضد مطلب عراقي بتجديد ولاية القوات الدولية مما يضع العراق بزعمه في موقف صعب للغاية. وشدد زيباري إلى وجود "عواقب مالية واقتصادية ستكون مدمّرة" في حال الانسحاب الأمريكي، "فمبيعات النفط العراقي والأموال والودائع العراقية والمصادر المالية ستكون عرضة للمطالبات القانونية الهائلة والمبالغ خرافية حسب وزير المالية، والأرقام مخيفة ورهيبة".
الموافقة على الاتفاقية الأمنية من قبل سياسي الاحتلال والذين جاؤوا في ركابه وكانوا جزءا من خططه السياسية لا قيمة قانونية لها. ففي رده على سؤال عن الاتفاق قال مسعود البرزاني: لولا الولايات المتحدة والجيش الأميركي لما كان الإخوة الموجودون في بغداد فيها الآن ولا كنا نحن في أربيل. فالاحتلال غير قانوني وكل ما ينبثق عنه ومن خلاله غير قانوني، وهو يعتمد على حقائق القوة والقابلة للتبدل والتغير. وحتى لو سلمنا جدلا بشرعية المؤسسات في العراق المحتل، فإن التهديدات والضغوطات والحديث عن رشاوى وإغراءات تفقد الموافقة أية قيمة.
الحديث عن دعم الائتلاف الشيعي للاتفاق يشير إلى أن ثمة صفقة ما حول العراق بين واشنطن وطهران، فحسن قشقاوي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية لم يرفض الاتفاق أمس قائلا انه على الولايات المتحدة أن تأخذ وجهات نظر المسؤولين العراقيين بجدية. وليس من المستبعد على إيران أن تلعب على الحبلين بالطلب من حلفائها توزيع الأدوار بما لا يخل بتمرير الاتفاق وإن كان يعطيها المزيد من القدرة على التفاوض والابتزاز.
من واجب العراقيين مطالبة الولايات المتحدة بدفع التعويضات عن احتلالها وتدميرها لبلادهم، وليس مكافأتها من خلال الاتفاقية كما يفعل من صنع منه المحتل قادة وساسة. تبقى الكلمة الفصل للمقاومة العراقية والتي أن نجحت في تنظيم صفوفها فستقلب الحسابات رأسا على عقب، ولعل إسقاط طائرتي نقل وهليكوبتر عسكريتين أمريكيتين في الأيام الماضية يشير إلى بداية مرحلة جديدة للمقاومة العراقية.
ياسر سعد
([email protected])