من هناك
11-16-2008, 09:25 AM
تصريحات الرئيس الصومالي عبد الله يوسف والتي قال فيها إن المتمردين الإسلاميين باتوا يسيطرون الآن على معظم أنحاء البلاد وان بإمكانهم أن يهاجموا العاصمة مقديشو ويفعلوا فيها ما يريدون، إيذان بمرحلة جديدة في البلد والذي تمزقه الصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية. وقد سيطر المسلحون من حركة الشباب، والتي تصنفها الولايات المتحدة في لائحة المنظمات الإرهابية، على مدينة باراو يوم السبت بعد فرار القوات الحكومية منها دون قتال لتعزز الحركة من سيطرتها الكاملة تقريبا على جنوب الصومال ولتصبح على مشارف العاصمة مقديشو.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي والذي ألمح في الأسابيع الماضية مرارا إلى عزم بلاده الانسحاب من الصومال قد هدد منتصف الشهر الماضي بسحب قواته من الأراضي الصومالية خلال الأشهر القليلة المقبلة في حال ثبت عدم جدية القيادة الصومالية لوضع نهاية للأزمة السياسية في البلاد، في إشارة واضحة للخلافات والنزاعات السياسية بين الرموز الحاكمة. واتهم زيناوي القيادات الصومالية بعدم الاستعداد للاضطلاع بمسؤولياتهم لتحقيق سلام ومصالحة.
تغير موازين القوى في الصومال ونجاح الإسلاميين في السيطرة والهيمنة مجددا على الأوضاع في الصومال وبنسخة أكثر التزاما أو تشددا، له معان عديدة. فالصومال يعتبر ساحة رئيسية للولايات المتحدة في حربها على ما تسميه الإرهاب، وحليفها زيناوي دخل الصومال بتحريضها ودعمها. فقبيل الغزو الأثيوبي للصومال زار وفد أمريكي برئاسة السناتور روس فينغولد أديس أبابا والتقى بملس زيناوي والذي قال حينها بأن التعاون بين البلدين لمحاربة الإرهاب في تطور مستمر أكثر من أي وقت مضى وأن التعاون القوي المشترك بين البلدين سيحمي منطقة القرن الأفريقي من الهجمات الإرهابية.
أما السناتور فينغولد فقد قال إن الولايات المتحدة تدعم الجهود التي تبذلها حكومة أديس أبابا لحل المشكلة الصومالية بالطرق السلمية. الخسارة العسكرية لحلفاء واشنطن في الصومال مع الانتكاسات المتواصلة في الساحة الأفغانية تظهران أن جورج بوش خسر وبشكل صارخ معركته الأساسية في ولايتيه ضد "الإرهاب"، والذي أصبح أكثر قوة وأشد بأسا وهو يوشك أن يغادر منصبه.
كما إن الهزيمة العسكرية للقوات الأثيوبية سيكون لها انعكاسات على نظام الحكم في أديس بابا والذي يواجه أوضاعا اقتصادية صعبة ومعارضة سياسية داخلية وتمرد في إقليم أوغادين الصومالي المحتل وعداء مستفحلا مع الجارة اللدودة إرتريا. وتراجع وفشل قوات زيناوي والتي تتكبد خسائر متزايدة في المستنقع الصومالي سيشجع ويغري خصومه وأعدائه على الانقضاض عليه.
ويعاني الصومال، العضو في الجامعة العربية، من ظروف إنسانية صعبة تضافرت فيها عوامل الجفاف وانتهاكات القوات الأثيوبية ووحشية الحرب الدائرة رحاها على أرضه. فيما يتعرض نحو ثلث سكانه إلى ظروف معيشية قاسية تقترب من المجاعة. ولأن المعركة الدائرة على الأرض الصومالية تدور تحت شعار مكافحة الإرهاب، فإن دول عربية وإسلامية تجد السلامة السياسية في الإعراض عن الشأن الصومالي وإغماض العين عن مآسيه الإنسانية بالرغم من أن النار الصومالية المتأججة سيكون لها تداعياتها على الشأن والأمن العربي والإقليمي ولعل القرصنة هي من بدايات تلك التداعيات.
ياسر سعد
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي والذي ألمح في الأسابيع الماضية مرارا إلى عزم بلاده الانسحاب من الصومال قد هدد منتصف الشهر الماضي بسحب قواته من الأراضي الصومالية خلال الأشهر القليلة المقبلة في حال ثبت عدم جدية القيادة الصومالية لوضع نهاية للأزمة السياسية في البلاد، في إشارة واضحة للخلافات والنزاعات السياسية بين الرموز الحاكمة. واتهم زيناوي القيادات الصومالية بعدم الاستعداد للاضطلاع بمسؤولياتهم لتحقيق سلام ومصالحة.
تغير موازين القوى في الصومال ونجاح الإسلاميين في السيطرة والهيمنة مجددا على الأوضاع في الصومال وبنسخة أكثر التزاما أو تشددا، له معان عديدة. فالصومال يعتبر ساحة رئيسية للولايات المتحدة في حربها على ما تسميه الإرهاب، وحليفها زيناوي دخل الصومال بتحريضها ودعمها. فقبيل الغزو الأثيوبي للصومال زار وفد أمريكي برئاسة السناتور روس فينغولد أديس أبابا والتقى بملس زيناوي والذي قال حينها بأن التعاون بين البلدين لمحاربة الإرهاب في تطور مستمر أكثر من أي وقت مضى وأن التعاون القوي المشترك بين البلدين سيحمي منطقة القرن الأفريقي من الهجمات الإرهابية.
أما السناتور فينغولد فقد قال إن الولايات المتحدة تدعم الجهود التي تبذلها حكومة أديس أبابا لحل المشكلة الصومالية بالطرق السلمية. الخسارة العسكرية لحلفاء واشنطن في الصومال مع الانتكاسات المتواصلة في الساحة الأفغانية تظهران أن جورج بوش خسر وبشكل صارخ معركته الأساسية في ولايتيه ضد "الإرهاب"، والذي أصبح أكثر قوة وأشد بأسا وهو يوشك أن يغادر منصبه.
كما إن الهزيمة العسكرية للقوات الأثيوبية سيكون لها انعكاسات على نظام الحكم في أديس بابا والذي يواجه أوضاعا اقتصادية صعبة ومعارضة سياسية داخلية وتمرد في إقليم أوغادين الصومالي المحتل وعداء مستفحلا مع الجارة اللدودة إرتريا. وتراجع وفشل قوات زيناوي والتي تتكبد خسائر متزايدة في المستنقع الصومالي سيشجع ويغري خصومه وأعدائه على الانقضاض عليه.
ويعاني الصومال، العضو في الجامعة العربية، من ظروف إنسانية صعبة تضافرت فيها عوامل الجفاف وانتهاكات القوات الأثيوبية ووحشية الحرب الدائرة رحاها على أرضه. فيما يتعرض نحو ثلث سكانه إلى ظروف معيشية قاسية تقترب من المجاعة. ولأن المعركة الدائرة على الأرض الصومالية تدور تحت شعار مكافحة الإرهاب، فإن دول عربية وإسلامية تجد السلامة السياسية في الإعراض عن الشأن الصومالي وإغماض العين عن مآسيه الإنسانية بالرغم من أن النار الصومالية المتأججة سيكون لها تداعياتها على الشأن والأمن العربي والإقليمي ولعل القرصنة هي من بدايات تلك التداعيات.
ياسر سعد