تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سنة الله في الظالمين والطغاة الآثمين



abdullah
11-03-2008, 06:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،

من سُنن الله في خلقه أن يأخذ القرى والدول بالهلاك والدمار والزوال وهي قائمة على الظلم والبغي والطغيان .. فالدول والممالك تقوم وتدوم بالعدل ومع العدل وتزول بالظلم والطغيان، والعدوان .. وهذه سنة ثابتة لا تتبدل ولا تتحول ، ولا تُحابي أحداً .. دل عليها منطوق النصوص، وواقع الأمم والدول الغابرة عبر التاريخ كله!

قال تعالى: { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا } يونس:13. أي حينما ظلموا وطغوا وتواطؤا فيما بينهم على الظلم والعدوان نزل بهم أمر الله بالهلاك والدمار والزوال.

وكذلك قوله تعالى: { وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً } الكهف:59. أي موعداً لمهلكم لا يتخلف ولا يتقدم ولا يتأخر.

وقوله تعالى: { وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ }القصص:59. أي إلا وأهلها ظالمون متواطئون فيما بينهم على الظلم وإقرار الظلم ونصرة الظلم؛ فإذا تحقق ذلك فيهم نزل فيهم أمر الله بالهلاك والدمار والزوال !

وكذلك قوله تعالى: { وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً } الإسراء:16. { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } ؛ أي أمرناهم بالطاعة والاستقامة على العدل والتوحيد .. فأبوا إلا الفسوق والعصيان والظلم والطغيان { فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً } . وفي قراءة { فأمَّرنا مُتْرَفِيهَا } بتشديد الميم المفتوحة؛ أي فجعلنا أمراءها شرار أهلها وظلاّمها وطغاتها .. فحكموا بالفسوق والعصيان والظلم والطغيان، فتابعهم الناس على ذلك وطاوعوهم { فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً } .

وتاريخ الأمم الطاغية الغابرة كلها تحكي هذه الحقيقة، وهذه السنة من سنن الله تعالى في خلقه، كما قال تعالى عن عاد، وثمود، وفرعون ذي الأوتاد الذي كان يصلب العباد ممن لم يدخلوا في طاعته وعبادته من دون الله على الأوتاد ويشدهم بها شداً يمزق بها أجسادهم، كما قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ . إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ . الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ . وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ . وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ . الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ . فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ . فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ . إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ } - الفجر:6-14. ( فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ( لما ) طَغَوْا فِي الْبِلادِ . فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ).

وكذلك قوله تعالى: { فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ } فصلت:15.

وهاهي أمريكا اليوم .. تقول بكل صراحة ووقاحة واستكبار وعلو في الأرض بغير حق ما قالته عاد من قبل { مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } ، وجوابنا ( لهم ) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ؟!!

فأمريكا تلك القرية الطاغية المستكبرة الفاسقة الباغية الكافرة قد أتت بكل أسباب الهلاك والدمار والزوال وإني لأرجو أن ينزل فيها ما نزل في عاد وثمود وقوم نوح ولوط ، وما ذلك ببعيد إن شاء الله.