عزام
11-02-2008, 11:27 AM
من اوراقي القديمة ايضا
عزام
الانتخابات
هذا الصيف موسم انتخابات، موسم مسل للبنانيين كالمونديال و يأتي مثله مداورة كل اربع اعوام يتجيش فيه كل لبناني لأيصال فريقه الى النهائيات. في هذا الموسم تنشط الحركة الاقتصادية و يصبح كل شيء سلعة للتجارة من المبادئ الى الأصوات و الضمائر. في هذا الموسم يكد المرشح كما يكد التلميذ الذي يحاول تعويض تقصيره في اخر يومين قبل الامتحان ولا شك بأنها فترة صعبة عليه فهو الوقت الوحيد الذي يشعر به بأنه في موقف ضعف و هو الذي عليه ان يتنازل لكسب ود المواطن فينزل من برجه العاجي و يفتح زجاج سيارته المصفحة التي اختبأ داخلها لمدة اربع اعوام. في هذا الموسم تزهر صور المرشحين جنبا إلى جنب مع أزهار الليمون وتتدلى من الأشجار كعناقيد العنب، تتكىء على براميل النفايات و تتسلق شرفات المنازل، تقتحم خصوصياتك و تصم آذانك بألوانها الفاقعة.
شعارات متشابكة كالكلمات المتقاطعة تبدأ بهموم محلية كتزفيت الطرقات و تتدرج صعودا حتى قلب الموازنات الأقليمية ، صور متداخلة ضاقت بها جدران المدينة حتى لم يجد ملصقوها حلا سوى الصاقها فوق صور اللائحة المنافسة تماما كما كنا نكدس جثث المتحاربين لأي جهة انتموا في مقابر جماعية ايام الحرب. صور شيوخ على حافة القبر و شباب يافعين تسلموا لتوهم الأمانة من الوالد يجمعها ابتسامة موحدة صفراء باهتة و حلم الوصول للكرسي العتيد و النمر الزرقاء من اصحاب دم ازرق.
ثقسيم الدوائر الانتخابية يتغير من دورة الى اخرى و النتيجة لا تتغير فالناجحون هم نفس الأشخاص الذين نشتمهم في اليوم الواحد الف مرة و نحملهم مسؤولية الفساد والوضع الأقتصادي المتردي و لا عجب فنحن من نختارهم مرة اخرى ربما لانعدام البديل او على الأقل لغلبة ظننا بانعدام البديل. اليأس تسرب الى قلوبنا و بصراحة لا اعرف ما الذي يدفع الناس الى ترك منازلها و التوجه للتصويت، ربما خشيتها من وصول الأسوأ او ربما هو الشخص من معارفك الذي يدفعك دفعا الى ممارسة "واجبك" الأنتخابي.
اللوائح عندنا تتدرج من المحادل الى الفانات مرورا بالبوسطات والغاية واحدة فكلهم يحلمون بكرسي النيابة و لو زحفا على البطون. مسموح لك ان تحدل المنفردين على الطريق او ان ترمي بأحد الركاب في حال وجدت على الطريق من يدفع لك اكثر. مسموح لك ان تغير البوسطة في اخر لحظة و تقلب كل مواقفك السابقة تماشيا مع رفاقك الجدد فالجمهور ذاكرته ضعيفة. مسموح للركاب ان ينفصلوا الى مجموعات جديدة حال الوصول فالرحلة هي رحلة الطريق فقط و عند الوصول يعود كل شخص الى قواعده سالما.
وكل اربع اعوام وانتم بخير..
عزام
الانتخابات
هذا الصيف موسم انتخابات، موسم مسل للبنانيين كالمونديال و يأتي مثله مداورة كل اربع اعوام يتجيش فيه كل لبناني لأيصال فريقه الى النهائيات. في هذا الموسم تنشط الحركة الاقتصادية و يصبح كل شيء سلعة للتجارة من المبادئ الى الأصوات و الضمائر. في هذا الموسم يكد المرشح كما يكد التلميذ الذي يحاول تعويض تقصيره في اخر يومين قبل الامتحان ولا شك بأنها فترة صعبة عليه فهو الوقت الوحيد الذي يشعر به بأنه في موقف ضعف و هو الذي عليه ان يتنازل لكسب ود المواطن فينزل من برجه العاجي و يفتح زجاج سيارته المصفحة التي اختبأ داخلها لمدة اربع اعوام. في هذا الموسم تزهر صور المرشحين جنبا إلى جنب مع أزهار الليمون وتتدلى من الأشجار كعناقيد العنب، تتكىء على براميل النفايات و تتسلق شرفات المنازل، تقتحم خصوصياتك و تصم آذانك بألوانها الفاقعة.
شعارات متشابكة كالكلمات المتقاطعة تبدأ بهموم محلية كتزفيت الطرقات و تتدرج صعودا حتى قلب الموازنات الأقليمية ، صور متداخلة ضاقت بها جدران المدينة حتى لم يجد ملصقوها حلا سوى الصاقها فوق صور اللائحة المنافسة تماما كما كنا نكدس جثث المتحاربين لأي جهة انتموا في مقابر جماعية ايام الحرب. صور شيوخ على حافة القبر و شباب يافعين تسلموا لتوهم الأمانة من الوالد يجمعها ابتسامة موحدة صفراء باهتة و حلم الوصول للكرسي العتيد و النمر الزرقاء من اصحاب دم ازرق.
ثقسيم الدوائر الانتخابية يتغير من دورة الى اخرى و النتيجة لا تتغير فالناجحون هم نفس الأشخاص الذين نشتمهم في اليوم الواحد الف مرة و نحملهم مسؤولية الفساد والوضع الأقتصادي المتردي و لا عجب فنحن من نختارهم مرة اخرى ربما لانعدام البديل او على الأقل لغلبة ظننا بانعدام البديل. اليأس تسرب الى قلوبنا و بصراحة لا اعرف ما الذي يدفع الناس الى ترك منازلها و التوجه للتصويت، ربما خشيتها من وصول الأسوأ او ربما هو الشخص من معارفك الذي يدفعك دفعا الى ممارسة "واجبك" الأنتخابي.
اللوائح عندنا تتدرج من المحادل الى الفانات مرورا بالبوسطات والغاية واحدة فكلهم يحلمون بكرسي النيابة و لو زحفا على البطون. مسموح لك ان تحدل المنفردين على الطريق او ان ترمي بأحد الركاب في حال وجدت على الطريق من يدفع لك اكثر. مسموح لك ان تغير البوسطة في اخر لحظة و تقلب كل مواقفك السابقة تماشيا مع رفاقك الجدد فالجمهور ذاكرته ضعيفة. مسموح للركاب ان ينفصلوا الى مجموعات جديدة حال الوصول فالرحلة هي رحلة الطريق فقط و عند الوصول يعود كل شخص الى قواعده سالما.
وكل اربع اعوام وانتم بخير..