أم ورقة
11-01-2008, 04:23 AM
الجوع لا يكفي!
رامي زريق
لم نعد نسمع عن أزمة الغذاء العالمية. لكن ذلك لا يعني أنها انحسرت. كل ما في الأمر أن الإعلام مشغول اليوم بأزمة عملاقة أخرى هي أزمة الاقتصاد الرأسمالي، التي قد تقلب العالم رأساً على عقب. ولكن، بالرغم من المعمعة المالية العالمية، لا يزال بعض المهتمين يتابعون أخبار الجوع والغذاء. ويعود هذا الاهتمام إلى توقعات شائعة تشير إلى أن أسعار الغذاء سوف تظل مرتفعة، بالرغم من انخفاض أسعار النفط. فمن المتوقع مثلاً أن يزداد عدد الذين يعانون من الجوع ومن سوء التغذية الحاد إلى أكثر من مليار نسمة. مليار جائع وجائعة يعيش معظمهم في بلدان العالم الثالث التي تفتقد أيضاً إلى سياسات اجتماعية داعمة، وإلى استقرار سياسي واقتصادي وأمني وإلى مراعاة حقوق الإنسان والتوزيع العادل للموارد والمال.
شهدت هذه البلدان احتجاجات شعبية عنيفة اعتراضاً على ارتفاع أسعار السلع الغذائية، نتجت منها خسائر بشرية ومادية محدودة. يتساءل الباحثون اليوم عما إذا كان بقاء أسعار الغذاء على ارتفاعها قد يؤدي إلى مواجهات عنيفة بين الشعب والسلطة، تكون بمثابة الصاعق الذي يفجّر الأنظمة ويحقق تغييراً سياسياً جذرياً. وقد نوقشت هذه المسألة أخيراً خلال اجتماع مصغّر ضم بعض الباحثين المهتمين بشؤون السلام والعدل، تبيّن على أثره ضآلة احتمالات حدوث ثورة جياع تغيّر الواقع السياسي العربي. فبلاد العرب تحكمها أنظمة تسلّح جيوشاً لا هدف لها إلا قتال واضطهاد شعوبها، بينما تفتقر إلى الحد الأدنى من الحريات السياسية التي تساعد على تحويل الاحتجاجات إلى ثورات تغييرية. تبين أيضاً أن الأنظمة هي التي تتحكم بهذه الحريات في جميع البلدان العربية ما عدا لبنان، حيث تتحكم فيه الطوائف، ولا تستخدمها إلا لتحقيق مصالحها.
عدد الجمعة ٣١ تشرين أول ٢٠٠٨
رامي زريق
لم نعد نسمع عن أزمة الغذاء العالمية. لكن ذلك لا يعني أنها انحسرت. كل ما في الأمر أن الإعلام مشغول اليوم بأزمة عملاقة أخرى هي أزمة الاقتصاد الرأسمالي، التي قد تقلب العالم رأساً على عقب. ولكن، بالرغم من المعمعة المالية العالمية، لا يزال بعض المهتمين يتابعون أخبار الجوع والغذاء. ويعود هذا الاهتمام إلى توقعات شائعة تشير إلى أن أسعار الغذاء سوف تظل مرتفعة، بالرغم من انخفاض أسعار النفط. فمن المتوقع مثلاً أن يزداد عدد الذين يعانون من الجوع ومن سوء التغذية الحاد إلى أكثر من مليار نسمة. مليار جائع وجائعة يعيش معظمهم في بلدان العالم الثالث التي تفتقد أيضاً إلى سياسات اجتماعية داعمة، وإلى استقرار سياسي واقتصادي وأمني وإلى مراعاة حقوق الإنسان والتوزيع العادل للموارد والمال.
شهدت هذه البلدان احتجاجات شعبية عنيفة اعتراضاً على ارتفاع أسعار السلع الغذائية، نتجت منها خسائر بشرية ومادية محدودة. يتساءل الباحثون اليوم عما إذا كان بقاء أسعار الغذاء على ارتفاعها قد يؤدي إلى مواجهات عنيفة بين الشعب والسلطة، تكون بمثابة الصاعق الذي يفجّر الأنظمة ويحقق تغييراً سياسياً جذرياً. وقد نوقشت هذه المسألة أخيراً خلال اجتماع مصغّر ضم بعض الباحثين المهتمين بشؤون السلام والعدل، تبيّن على أثره ضآلة احتمالات حدوث ثورة جياع تغيّر الواقع السياسي العربي. فبلاد العرب تحكمها أنظمة تسلّح جيوشاً لا هدف لها إلا قتال واضطهاد شعوبها، بينما تفتقر إلى الحد الأدنى من الحريات السياسية التي تساعد على تحويل الاحتجاجات إلى ثورات تغييرية. تبين أيضاً أن الأنظمة هي التي تتحكم بهذه الحريات في جميع البلدان العربية ما عدا لبنان، حيث تتحكم فيه الطوائف، ولا تستخدمها إلا لتحقيق مصالحها.
عدد الجمعة ٣١ تشرين أول ٢٠٠٨