عزام
10-29-2008, 09:12 PM
انا بضيع لما بيحكوا هيك.. السياسة اللبنانية شي بيوجع الراس
بركي بلال بيفهمني شو عم يصير
عزام
المرّ ابنه في المتن وحفيدته في الأشرفيّة وصهره في بعبدا
■ الكتائب ستنتعش وعون يتراجع مسيحيّاً وأكبر الخاسرين جعجع
■ منصور البون يُضعف الأحزاب كسروانيّاً ويعيد الروح إلى العائلات
تزامن كلام رئيس الجمهورية نهاية الأسبوع الماضي مع مجموعة معطيات تؤكد وجود قوى مؤثرة تجتهد لإقناعه بقدرتها على توفير كتلة نيابيّة «تحمي العهد» وتضمن تمتعه بالقدرة على التأثير في الوضع السياسي
غسان سعود
بين الأصوات التي تخرج من هنا وهناك، معلنة تأييد رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان في الانتخابات المقبلة، ثمّة ثلاثة تثير الاهتمام وتشير إلى معطيات تستحق المراقبة. اللافت في هذه الأسماء أن وجودها مرتبط جداً بمواقف الرئيس. من هنا تعويلها على قراره المشاركة في الانتخابات، وبالتالي السعي لدفع الرئيس إلى مشاركة يصر البعض على القول إنه غير متحمس لها، وإن مثيلات لها في الماضي أضرّت بسمعة الرؤساء ولم تنفع.
أول الأصوات وأقدمها هو صوت النائب ميشال المر الذي بدأ، تزامناً مع مجاهرته بتأييد انتقال قائد الجيش العماد ميشال سليمان من اليرزة إلى بعبدا، يرسم أمام المقربين منه سيناريو عودته الشخصيّة بقوة إلى الحياة السياسيّة عبر تزعمه كتلة الرئيس النيابيّة. والجدير ذكره هنا أن المر يتطلع أبعد من المتن بكثير، وأبعد حتى من حدود جبل لبنان.
ثانيها، صوت النائب السابق منصور غانم البون الذي تدرج بسرعة في تقربه من سليمان، وخصوصاً بعدما بيّنت له خبرته الانتخابيّة أن الأكثريّة النيابيّة لا تملك خطّة جديّة بشأن الانتخابات. وبالتالي، لا يمكنه التعويل عليها للعودة إلى الندوة البرلمانيّة. وفي ظل التردد العوني في احتضان البون، صار الأخير أكثر ثقة بصحة التحاقه البعبداوي.
أما ثالث الأصوات، فهو كتائبي، حيث الأولويّة عند حزب الكتائب، بحسب رئيس إقليم الكتائب في كسروان سجعان قزّي، هي تأييد سليمان مهما كان موقفه بشأن الانتخابات. ورغم عدم كلام الرئيس سليمان مع الرئيس أمين الجميّل في هذا الصدد، يؤكد قزّي أن الجميّل أبلغ سليمان فور انتخابه موقفهم هذا. فيما يرى أحد المتابعين أن بعض التصرفات الاستفزازية من حلفاء الكتائب المفترضين دفعت الحزب إلى حسم خياره بالوقوف إلى جانب الرئيس.
■ انسجام مع مواقف الرئيس
ويسجل هنا انسجام العلاقة بين هؤلاء الأفرقاء الثلاثة، الذين يفترض أن تنضم إليهم قوى جديّة إضافيّة. ويمثّل حزب الكتائب العمود الفقري هنا. فمن جهة باتت العلاقة، وفق معلومات أكيدة، بين الجميّل والمر متينة جداً، وثمة تواصل شبه دائم بين الرئيس الجميل وابنه سامي، والمر وابنه إلياس. كذلك العلاقة بين الكتائب ومرشحها في كسروان سجعان قزي خصوصاً والبون. مع العلم أن الأطراف الثلاثة لديهم الكثير من الملاحظات على الأكثرية النيابيّة والأقليّة. وهم، على صعيد آخر، يؤيدون الرئيس حتى في انفتاحه على سوريا وموقفه من حزب الله، ولن يسببوا له إحراجاً.
يجمع المتابعون على أن طبخة المر ــــ البون ــــ الكتائب النيابيّة، لا تزعج تيار المستقبل الواثق من كونها لا تأخذ شيئاً من درب حلفائه، لكنها في المقابل تحرج كلاً من رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، إذ يقول العالمون برؤية الرجلين السياسيّة إنهما خلال الأعوام الماضية كانا لا يطيقان السماع بالخيار المسيحي الثالث، حتى لو بلغ صغره حجم جبهة الحرية والمنتدى، فكيف حالهما وقد بلغ الخيار الثالث مستوى كهذا؟ وسط أخبار تؤكد الارتياح السوري للطبخة بناءً على اعتبارين، الأول، أن طباخها الأساسي المر من أهل البيت السوري، والثاني، أن رئيس جمهورية ملتزماً بنقاط أساسية في العلاقة اللبنانيّة ـــ السورية مع مجموعة من النواب هو أفضل من رئيس يشبه سابقه في نهاية عهده.
وفي التفاصيل، ينطلق المر في طبخته، بحسب أحد متابعيه، من ثقته بأن حلفاء عون سيستشعرون الخطر على تمثيل الأخير لغالبيّة المسيحيّين، وخصوصاً أن الأسماء المتداولة قادرة على استقطاب فئة مسيحيّة كبيرة. فيسعون لإقناعه جدياً بالعدول عن توجهه الانتخابي الحالي، ومحاولة استيعاب أكبر عدد ممكن من المرشحين غير الراغبين بالانضواء تحت راية تكتل التغيير والإصلاح. ويُقال هنا إن ثلاثي الرئيس الذي لم يجتمع بعد كما تفرض أصول إدارة المعارك الانتخابيّة، يلتزم اليوم توجهين أساسيين:
1ـــ تقدم معيار الحيثيّة الشخصيّة، سواء كانت عائليّة أو حزبيّة أو خدماتيّة، على المعيار الحزبي في اختيار الأسماء. انسجاماً مع واقع انتخابي يفيد بأن الناس سئموا اختيار الإقطاعي أحد أبنائه ليعينه بالنيابة عنهم ممثلاً لهم في البرلمان، ولم يعجبهم اختيار زعماء الأحزاب أكثر محازبيهم تملقاً لهم لفرضهم مرشحين ثم نواباً.
2ـــ البحث عن وجوه لها صدقيَّتها عند الرأي العام، وهي قادرة على إقناع الناس بأنها مستعدة لتقديم بديل جيِّد. ويُعوِّل هؤلاء هنا على الصدى الإيجابي الذي لاقاه اختيار رئيس الجمهورية المحامي زياد بارود لتولي مسؤوليات وزارة الداخليّة.
على أن تستكمل الصورة بعد وضع تصور أولي واضح يتضمن فكرة كاملة عن حالة الدوائر التي يمكن خوض الانتخابات فيها، وأبرز الأسماء المتداولة.
■ كسروان ــ المتن ــ الأشرفية
وقد بدأت ترجمة طبخة هذا الثلاثي في ثلاث دوائر على نحو أساسي:
* أولاها كسروان، حيث بدأ البون الإعداد للانتخابات، معتمداً على ماكينته ذات الخبرة التي تسبق الماكينات الأخرى في المنطقة تجهيزاً والتزاماً. وتشير المعلومات البونيّة المتوافرة إلى توجه عام يقضي باختيار خمسة مرشحين يمثلون النسيج الاجتماعي الكسرواني، والأفضلية هنا للانتماء العائلي على الانتماء الحزبي.
وثمة أربعة أسماء رئيسيّة يراهن عليها هي، إضافة إلى البون، نعمة جورج افرام صاحب الحضور الخدماتي والاجتماعي المهم في المنطقة، الكتائبي العتيق سجعان قزي، والنائب السابق فريد هيكل الخازن. ويمكن، في حال تمكُّن البون من إقناع افرام، المتحفظ حتى الآن، بخوض المعركة، أن يؤسسوا لمعركة جديّة في هذه الدائرة التي اضطر العماد عون إلى مراعاة عائلاتها عام 2005 «وإعطائهم» 3 من أصل 5 نواب. وعن علاقة هذه اللائحة بقوى 14 آذار، تكرر مصادر البون القول إن حضور 14 آذار في كسروان هو جزء من حضور البون لا العكس، «ويمكن أهل 14 آذار أن يتفضلوا إلى دارة آل البون في جونية، أو يكابروا، فيخرجوا أنفسهم من المعركة».
يرى بعض المتابعين الميدانيين أن لائحة كهذه، سيتوافر لها غطاء بطريركي نتيجة علاقات أعضائها الأساسيين بالبطريرك الماروني نصر الله صفير. وستستطيع، إن توافر لها الدعم المطلوب من أنصار الأكثرية النيابيّة أيضاً، وخصوصاً الكتائبيين الملتفين حول مرشحهم سجعان قزّي، الحصول بسهولة على أكثر من 45% من مجموع أصوات المقترعين. وبالتالي فإن انتصارها الأول سيكون حرمان العماد عون ادعاءه التمثيل شبه المطلق لمسيحيي كسروان كما كانت الحال عام 2005. ويترك لصندوق الاقتراع تحديد ملامح انتصارها الثاني والثالث ربما.
* ثانيها، المتن. يتحدث أنصار المر عن لائحة متنيّة لا لائحة سياسيّة. وتشير المعلومات إلى توجه يقضي بتسمية المر ثلاثة مرشحين، وحزب الكتائب ثلاثة، إضافة إلى ترك مقعدين فارغين، واحد للنائب السابق نسيب لحود وآخر لمرشح حزب الطاشناق. ويقال في العمارة إن المر يرى ضرورة ترشيح أحد أبناء آل أبو جودة، إحدى أكبر عائلات المتن. وهو هنا يفضّل جورج زرد أبو جودة، ابن رئيس بلدية جل الديب إدوار أبو جودة، وصاحب المصرف اللبناني ـــ الكندي. مع العلم أن علاقة أبو جودة والعماد عون متينة، وقد سبق لجورج زرد أن أدى مع محاميه كارلوس أبو جودة دوراً كبيراً في تقريب وجهات النظر عام 2005 بين عون والمر. فيما يرى آخرون أن إصرار المر على مرشح من آل أبو جودة غير بريء، وهو طبعاً يضمر غير ما يقول. والدليل، بحسب المشككين، عدم تبنيه خلال فترة حكمه الذهبي لقضاء المتن أي مرشح من آل أبو جودة، وعدم دفعه ولو بواحد من أبناء هذه العائلة إلى الواجهة الإداريّة أو العسكريّة طوال العقود الماضية، وسط همس يقول إن المر الذي يؤكد في الجلسات الخاصّة عدم قبوله بالمرشح السابق جان أبو جودة، وإصراره على مرشح من آل أبو جودة من جل الديب، يهدف إلى التشويش على ترشّح النائب نبيل نقولا، ومحاولة تأليب غالبيّة أبناء بلدته عليه.
أما كاثوليكيّاً، وبعد خروج صهر الجميّل، مسؤول الأقاليم السابق في حزب الكتائب ميشال مكتف من السباق بحكم خروجه من العائلة والحزب، يراهن «أهل العمارة» على المسؤول القواتي السابق سلمان سماحة، ابن رئيس بلدية الخنشارة. والمتابعون يعرفون أن لسماحة المقبول مرّياً ولدى سامي الجميّل، فضلاً على القوات التي دخلت عملياً إلى المتن من خلاله. وقد أثبتت تجاربه الانتخابيّة السابقة أن حيثيته وسط أنصار القوات أكبر من حيثية قواتيين
كثر.
وأرثوذكسيّاً، يجري التداول باسمين بارزين لتولي المقعد الأرثوذكسي الثاني (على اعتبار أن المقعد الأول من نصيب وزير الدفاع إلياس المر) هما صلاح وإلياس مخيبر. وتجدر الإشارة إلى فشل المر في استقطاب حزب الطاشناق.
وكان يعتقد، وفق المحيطين به، أنه قادر على ذلك بمجرد رفعه راية رئاسة الجمهورية. مع العلم أن إحصاءات الباحثين، حتى أولئك الذين يراهم البعض مقربين من التيار، تشير إلى احتمال فوز التيار في هذه الدائرة، حتى لو تحالف المر والكتائب، لكنها تجزم باستحالة حصوله على غالبية مسيحيّة.
* ثالثة الدوائر هي الأشرفيّة، حيث يزداد السيناريو تشويقاً، وتتركز طبخة المر على احتمال جمع المسؤول القواتي السابق مسعود الأشقر بمشروع المر، ليكوّن مع النائب ميشال فرعون والزميلة نايلة تويني، حفيدة المر، ثلاثي الرئيس، قاطعين الطريق بدرجة كبيرة على احتمال فوز اللوائح الأخرى. لكن المعلومات المتوافرة تؤكد أن الأشقر أبلغ عون خلال لقائهما نهاية الأسبوع الماضي ثباته على موقفه المؤيد لخياراته السياسيّة وتوجهاته الانتخابيّة.
أما في بعبدا، فتشير المعطيات إلى وجود نواة ثلاثيّة أخرى تتألف من النائب بيار دكاش والنائب السابق صلاح حنين ورئيس بلدية الشياح صهر المر إدمون غاريوس. وبحسب بعض المتابعين، حصل أكثر من اجتماع ثنائي بين عناصر هذا الثلاثي، كان أحدها برعاية اشتراكية. علماً بأن دكاش لن يحسم موقفه قبل حسم عون موقفه بشأن ترشيحه، وخاصة أنه والمرشح العوني المفترض حكمت ديب من البلدة ذاتها. وتشير المعلومات هنا مرة أخرى إلى أن الثلاثي الذي سبق ذكره قد لا يحدث خرقاً في لائحة عون ـــ حزب الله، لكنه قادر على استقطاب نسبة أصوات مسيحيّة تحرج عون بصفته الممثل الأول للمسيحيين. وفي جبيل، ورغم تأكيد عون أمام كثر أن حصة الرئيس محفوظة، يسعى حزب الكتائب إلى دفع الرئيس صوب معركة تعزز حظوظ مرشحه.
يصح السيناريو أو تكون «طبخة بحص» تكسر أسنان طابخيها وتبقى معدة منتظريها فارغة؟ الأكيد أن أساس الطبخة موجود، والبهارات كثيرة. وطبعاً عيون كثيرة، تدعي تجاهل الطباخين اليوم، يعرف أصحابها دقّة هؤلاء في صناعة الأعاجيب الانتخابيّة. ويترقبون بالتالي ما سينتجه هؤلاء. فمن كان يعتقد أن المر قادر على أن يكون رجل العهد من جديد أو أن الرئيس الجميّل بعد خسارته في معركة المتن الفرعيّة قادر على أن يقف مجدداً على قدميه؟
حال جعجع
http://www.al-akhbar.com/files/images/p02_20081029_pic3.jpgمنذ تحدث رئيس الجمهوريّة عن الكتلة الوطنيّة، تركزت الأنظار على العماد عون، فيما العالمون بخفايا اللعبة يعرفون أن عون، بحكم تحالفاته وشعبيّته، قادر على المناورة. المُحرَج الأساسي هو سمير جعجع الذي يعرّض استقطابُ رئيس الجمهورية لقوى أساسية ضمن مسيحيي 14 آذار، مشروعَه المستقبلي لهزّة. فجعجع، بحسب مصدر متابع، كان يُعدّ العدة ليكون هو رأس الهرم في مسيحيي 14 آذار، لكن دخول الرئيس على الخط يعني ظهور خيار ثانٍ أمام هؤلاء، وبالتالي لا يمكنه الرهان على عودة النائبين السابقين منصور البون وفريد الخازن ومن يشبههما إلى قصر الطاعة في معراب. وهو يعرف أن علاقته مع رئيس الجمهوريّة لن ترتقي إلى مستوى العلاقة بين الرئيس وحزب الكتائب.
المر الماكينة الإجتماعيّة
يتشابه أمين الجميل وميشال المر ومنصور البون في إدارة الانتخابات، على أساس العلاقات الاجتماعيّة والخدمات. ويقدم المر هنا نموذجاً متقدماً. فهو لا يفوّت واجباً اجتماعياً (إلا إذا لم يعد صاحبه ذا فائدة بالنسبة إليه) ولا يسمح لصالون بأن يعتب عليه، سواء كان الحدث مفرحاً أو محزناً. ودائماً، ينجح المر في إشعار مستضيفيه بأنه خصصهم بشرف الزيارة الشخصيّة. ويتنقل المر بسهولة بين المنازل، هنا معزياً وهنا مهنئاً. وهو لا يرفض في بلدته بتغرين الوقوف إشبيناً «لمن يطلب ذلك». ويتهافت الناس ليقف «دولته» إشبيناً لهم، وطبعاً سرعان ما يتحول الإشبين، شأن عائلة الأطفال الذين يكون المر عرابهم، إلى جزء أساسي من فريق مؤيدي المر في الانتخابات. وفي الأعراس، يحرص المر على اهتمام خاص بالنساء، وهو يبرع في الرقص خلال السهرات، رغم أن لعامل العمر دوره في إحباط همته.
ومقابل إعطائه وقتاً كبيراً للأفراح، يكون المر سريعاً في تقديمه واجب العزاء. ويحرص على عدم تفويت أي عزاء، لأن الناس، وفق ما يقول لأنصاره، لا يعاتبون في الأفراح كما يفعلون في الأحزان والشدّة. وغالباً ما يهاتف أحد مرافقي المر أقرباء «المرحوم» ليزف له موعد مرور «دولته» للتعزية. وغالباً ما يحتشد كل الأقرباء وأبناء البلدة لحظة وصوله للسلام عليه. ويندر وصوله إلى صالون عزاء دون أن يسبقه هتاف بعض المبايعين: «أطال الله عمرك يا دولة الرئيس»، «لحم أكتافنا من خيراتك» وغيرها الكثير.
وهو في مناسبات كهذه، يرتدي بِذلته الكحلية ويزن ابتسامته الثابتة على وجهه. ويسلّم على كل الحاضرين دون استثناء، محاولاً إشعارهم بمعرفته بهم فرداً فرداً. بعدها يختار لنفسه مقعداً في صدر القاعة إلى جانب أهل الفقيد. لينشغل بهذا يعرفه إلى ابنه، وذاك يخبره عن وظيفته التي سعى المر ليؤمنها له. وبعدها يبدأ كل محتاج إلى خدمة بالجلوس إلى جانبه مداورة وطلبها منه. وتختلف هذه الخدمات، لكنها في الأغلب تصب في نقطة واحدة، هي «وظيفة للصبي» الذي يُشرف على إنهاء دراسته أو أنهاها لتوّه.
وطبعاً لا يطيل المر البقاء ولا يرتشف من فنجان قهوته أكثر من رشفة واحدة «لأن الزيارات كثيرة ولا يقدر أن يتناول هذه الكميّة الكبيرة من القهوة في يوم واحد». وطبعاً يرافق خروجه العبارات الشاكرة لجهوده وخدماته اللامتناهية.
بركي بلال بيفهمني شو عم يصير
عزام
المرّ ابنه في المتن وحفيدته في الأشرفيّة وصهره في بعبدا
■ الكتائب ستنتعش وعون يتراجع مسيحيّاً وأكبر الخاسرين جعجع
■ منصور البون يُضعف الأحزاب كسروانيّاً ويعيد الروح إلى العائلات
تزامن كلام رئيس الجمهورية نهاية الأسبوع الماضي مع مجموعة معطيات تؤكد وجود قوى مؤثرة تجتهد لإقناعه بقدرتها على توفير كتلة نيابيّة «تحمي العهد» وتضمن تمتعه بالقدرة على التأثير في الوضع السياسي
غسان سعود
بين الأصوات التي تخرج من هنا وهناك، معلنة تأييد رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان في الانتخابات المقبلة، ثمّة ثلاثة تثير الاهتمام وتشير إلى معطيات تستحق المراقبة. اللافت في هذه الأسماء أن وجودها مرتبط جداً بمواقف الرئيس. من هنا تعويلها على قراره المشاركة في الانتخابات، وبالتالي السعي لدفع الرئيس إلى مشاركة يصر البعض على القول إنه غير متحمس لها، وإن مثيلات لها في الماضي أضرّت بسمعة الرؤساء ولم تنفع.
أول الأصوات وأقدمها هو صوت النائب ميشال المر الذي بدأ، تزامناً مع مجاهرته بتأييد انتقال قائد الجيش العماد ميشال سليمان من اليرزة إلى بعبدا، يرسم أمام المقربين منه سيناريو عودته الشخصيّة بقوة إلى الحياة السياسيّة عبر تزعمه كتلة الرئيس النيابيّة. والجدير ذكره هنا أن المر يتطلع أبعد من المتن بكثير، وأبعد حتى من حدود جبل لبنان.
ثانيها، صوت النائب السابق منصور غانم البون الذي تدرج بسرعة في تقربه من سليمان، وخصوصاً بعدما بيّنت له خبرته الانتخابيّة أن الأكثريّة النيابيّة لا تملك خطّة جديّة بشأن الانتخابات. وبالتالي، لا يمكنه التعويل عليها للعودة إلى الندوة البرلمانيّة. وفي ظل التردد العوني في احتضان البون، صار الأخير أكثر ثقة بصحة التحاقه البعبداوي.
أما ثالث الأصوات، فهو كتائبي، حيث الأولويّة عند حزب الكتائب، بحسب رئيس إقليم الكتائب في كسروان سجعان قزّي، هي تأييد سليمان مهما كان موقفه بشأن الانتخابات. ورغم عدم كلام الرئيس سليمان مع الرئيس أمين الجميّل في هذا الصدد، يؤكد قزّي أن الجميّل أبلغ سليمان فور انتخابه موقفهم هذا. فيما يرى أحد المتابعين أن بعض التصرفات الاستفزازية من حلفاء الكتائب المفترضين دفعت الحزب إلى حسم خياره بالوقوف إلى جانب الرئيس.
■ انسجام مع مواقف الرئيس
ويسجل هنا انسجام العلاقة بين هؤلاء الأفرقاء الثلاثة، الذين يفترض أن تنضم إليهم قوى جديّة إضافيّة. ويمثّل حزب الكتائب العمود الفقري هنا. فمن جهة باتت العلاقة، وفق معلومات أكيدة، بين الجميّل والمر متينة جداً، وثمة تواصل شبه دائم بين الرئيس الجميل وابنه سامي، والمر وابنه إلياس. كذلك العلاقة بين الكتائب ومرشحها في كسروان سجعان قزي خصوصاً والبون. مع العلم أن الأطراف الثلاثة لديهم الكثير من الملاحظات على الأكثرية النيابيّة والأقليّة. وهم، على صعيد آخر، يؤيدون الرئيس حتى في انفتاحه على سوريا وموقفه من حزب الله، ولن يسببوا له إحراجاً.
يجمع المتابعون على أن طبخة المر ــــ البون ــــ الكتائب النيابيّة، لا تزعج تيار المستقبل الواثق من كونها لا تأخذ شيئاً من درب حلفائه، لكنها في المقابل تحرج كلاً من رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، إذ يقول العالمون برؤية الرجلين السياسيّة إنهما خلال الأعوام الماضية كانا لا يطيقان السماع بالخيار المسيحي الثالث، حتى لو بلغ صغره حجم جبهة الحرية والمنتدى، فكيف حالهما وقد بلغ الخيار الثالث مستوى كهذا؟ وسط أخبار تؤكد الارتياح السوري للطبخة بناءً على اعتبارين، الأول، أن طباخها الأساسي المر من أهل البيت السوري، والثاني، أن رئيس جمهورية ملتزماً بنقاط أساسية في العلاقة اللبنانيّة ـــ السورية مع مجموعة من النواب هو أفضل من رئيس يشبه سابقه في نهاية عهده.
وفي التفاصيل، ينطلق المر في طبخته، بحسب أحد متابعيه، من ثقته بأن حلفاء عون سيستشعرون الخطر على تمثيل الأخير لغالبيّة المسيحيّين، وخصوصاً أن الأسماء المتداولة قادرة على استقطاب فئة مسيحيّة كبيرة. فيسعون لإقناعه جدياً بالعدول عن توجهه الانتخابي الحالي، ومحاولة استيعاب أكبر عدد ممكن من المرشحين غير الراغبين بالانضواء تحت راية تكتل التغيير والإصلاح. ويُقال هنا إن ثلاثي الرئيس الذي لم يجتمع بعد كما تفرض أصول إدارة المعارك الانتخابيّة، يلتزم اليوم توجهين أساسيين:
1ـــ تقدم معيار الحيثيّة الشخصيّة، سواء كانت عائليّة أو حزبيّة أو خدماتيّة، على المعيار الحزبي في اختيار الأسماء. انسجاماً مع واقع انتخابي يفيد بأن الناس سئموا اختيار الإقطاعي أحد أبنائه ليعينه بالنيابة عنهم ممثلاً لهم في البرلمان، ولم يعجبهم اختيار زعماء الأحزاب أكثر محازبيهم تملقاً لهم لفرضهم مرشحين ثم نواباً.
2ـــ البحث عن وجوه لها صدقيَّتها عند الرأي العام، وهي قادرة على إقناع الناس بأنها مستعدة لتقديم بديل جيِّد. ويُعوِّل هؤلاء هنا على الصدى الإيجابي الذي لاقاه اختيار رئيس الجمهورية المحامي زياد بارود لتولي مسؤوليات وزارة الداخليّة.
على أن تستكمل الصورة بعد وضع تصور أولي واضح يتضمن فكرة كاملة عن حالة الدوائر التي يمكن خوض الانتخابات فيها، وأبرز الأسماء المتداولة.
■ كسروان ــ المتن ــ الأشرفية
وقد بدأت ترجمة طبخة هذا الثلاثي في ثلاث دوائر على نحو أساسي:
* أولاها كسروان، حيث بدأ البون الإعداد للانتخابات، معتمداً على ماكينته ذات الخبرة التي تسبق الماكينات الأخرى في المنطقة تجهيزاً والتزاماً. وتشير المعلومات البونيّة المتوافرة إلى توجه عام يقضي باختيار خمسة مرشحين يمثلون النسيج الاجتماعي الكسرواني، والأفضلية هنا للانتماء العائلي على الانتماء الحزبي.
وثمة أربعة أسماء رئيسيّة يراهن عليها هي، إضافة إلى البون، نعمة جورج افرام صاحب الحضور الخدماتي والاجتماعي المهم في المنطقة، الكتائبي العتيق سجعان قزي، والنائب السابق فريد هيكل الخازن. ويمكن، في حال تمكُّن البون من إقناع افرام، المتحفظ حتى الآن، بخوض المعركة، أن يؤسسوا لمعركة جديّة في هذه الدائرة التي اضطر العماد عون إلى مراعاة عائلاتها عام 2005 «وإعطائهم» 3 من أصل 5 نواب. وعن علاقة هذه اللائحة بقوى 14 آذار، تكرر مصادر البون القول إن حضور 14 آذار في كسروان هو جزء من حضور البون لا العكس، «ويمكن أهل 14 آذار أن يتفضلوا إلى دارة آل البون في جونية، أو يكابروا، فيخرجوا أنفسهم من المعركة».
يرى بعض المتابعين الميدانيين أن لائحة كهذه، سيتوافر لها غطاء بطريركي نتيجة علاقات أعضائها الأساسيين بالبطريرك الماروني نصر الله صفير. وستستطيع، إن توافر لها الدعم المطلوب من أنصار الأكثرية النيابيّة أيضاً، وخصوصاً الكتائبيين الملتفين حول مرشحهم سجعان قزّي، الحصول بسهولة على أكثر من 45% من مجموع أصوات المقترعين. وبالتالي فإن انتصارها الأول سيكون حرمان العماد عون ادعاءه التمثيل شبه المطلق لمسيحيي كسروان كما كانت الحال عام 2005. ويترك لصندوق الاقتراع تحديد ملامح انتصارها الثاني والثالث ربما.
* ثانيها، المتن. يتحدث أنصار المر عن لائحة متنيّة لا لائحة سياسيّة. وتشير المعلومات إلى توجه يقضي بتسمية المر ثلاثة مرشحين، وحزب الكتائب ثلاثة، إضافة إلى ترك مقعدين فارغين، واحد للنائب السابق نسيب لحود وآخر لمرشح حزب الطاشناق. ويقال في العمارة إن المر يرى ضرورة ترشيح أحد أبناء آل أبو جودة، إحدى أكبر عائلات المتن. وهو هنا يفضّل جورج زرد أبو جودة، ابن رئيس بلدية جل الديب إدوار أبو جودة، وصاحب المصرف اللبناني ـــ الكندي. مع العلم أن علاقة أبو جودة والعماد عون متينة، وقد سبق لجورج زرد أن أدى مع محاميه كارلوس أبو جودة دوراً كبيراً في تقريب وجهات النظر عام 2005 بين عون والمر. فيما يرى آخرون أن إصرار المر على مرشح من آل أبو جودة غير بريء، وهو طبعاً يضمر غير ما يقول. والدليل، بحسب المشككين، عدم تبنيه خلال فترة حكمه الذهبي لقضاء المتن أي مرشح من آل أبو جودة، وعدم دفعه ولو بواحد من أبناء هذه العائلة إلى الواجهة الإداريّة أو العسكريّة طوال العقود الماضية، وسط همس يقول إن المر الذي يؤكد في الجلسات الخاصّة عدم قبوله بالمرشح السابق جان أبو جودة، وإصراره على مرشح من آل أبو جودة من جل الديب، يهدف إلى التشويش على ترشّح النائب نبيل نقولا، ومحاولة تأليب غالبيّة أبناء بلدته عليه.
أما كاثوليكيّاً، وبعد خروج صهر الجميّل، مسؤول الأقاليم السابق في حزب الكتائب ميشال مكتف من السباق بحكم خروجه من العائلة والحزب، يراهن «أهل العمارة» على المسؤول القواتي السابق سلمان سماحة، ابن رئيس بلدية الخنشارة. والمتابعون يعرفون أن لسماحة المقبول مرّياً ولدى سامي الجميّل، فضلاً على القوات التي دخلت عملياً إلى المتن من خلاله. وقد أثبتت تجاربه الانتخابيّة السابقة أن حيثيته وسط أنصار القوات أكبر من حيثية قواتيين
كثر.
وأرثوذكسيّاً، يجري التداول باسمين بارزين لتولي المقعد الأرثوذكسي الثاني (على اعتبار أن المقعد الأول من نصيب وزير الدفاع إلياس المر) هما صلاح وإلياس مخيبر. وتجدر الإشارة إلى فشل المر في استقطاب حزب الطاشناق.
وكان يعتقد، وفق المحيطين به، أنه قادر على ذلك بمجرد رفعه راية رئاسة الجمهورية. مع العلم أن إحصاءات الباحثين، حتى أولئك الذين يراهم البعض مقربين من التيار، تشير إلى احتمال فوز التيار في هذه الدائرة، حتى لو تحالف المر والكتائب، لكنها تجزم باستحالة حصوله على غالبية مسيحيّة.
* ثالثة الدوائر هي الأشرفيّة، حيث يزداد السيناريو تشويقاً، وتتركز طبخة المر على احتمال جمع المسؤول القواتي السابق مسعود الأشقر بمشروع المر، ليكوّن مع النائب ميشال فرعون والزميلة نايلة تويني، حفيدة المر، ثلاثي الرئيس، قاطعين الطريق بدرجة كبيرة على احتمال فوز اللوائح الأخرى. لكن المعلومات المتوافرة تؤكد أن الأشقر أبلغ عون خلال لقائهما نهاية الأسبوع الماضي ثباته على موقفه المؤيد لخياراته السياسيّة وتوجهاته الانتخابيّة.
أما في بعبدا، فتشير المعطيات إلى وجود نواة ثلاثيّة أخرى تتألف من النائب بيار دكاش والنائب السابق صلاح حنين ورئيس بلدية الشياح صهر المر إدمون غاريوس. وبحسب بعض المتابعين، حصل أكثر من اجتماع ثنائي بين عناصر هذا الثلاثي، كان أحدها برعاية اشتراكية. علماً بأن دكاش لن يحسم موقفه قبل حسم عون موقفه بشأن ترشيحه، وخاصة أنه والمرشح العوني المفترض حكمت ديب من البلدة ذاتها. وتشير المعلومات هنا مرة أخرى إلى أن الثلاثي الذي سبق ذكره قد لا يحدث خرقاً في لائحة عون ـــ حزب الله، لكنه قادر على استقطاب نسبة أصوات مسيحيّة تحرج عون بصفته الممثل الأول للمسيحيين. وفي جبيل، ورغم تأكيد عون أمام كثر أن حصة الرئيس محفوظة، يسعى حزب الكتائب إلى دفع الرئيس صوب معركة تعزز حظوظ مرشحه.
يصح السيناريو أو تكون «طبخة بحص» تكسر أسنان طابخيها وتبقى معدة منتظريها فارغة؟ الأكيد أن أساس الطبخة موجود، والبهارات كثيرة. وطبعاً عيون كثيرة، تدعي تجاهل الطباخين اليوم، يعرف أصحابها دقّة هؤلاء في صناعة الأعاجيب الانتخابيّة. ويترقبون بالتالي ما سينتجه هؤلاء. فمن كان يعتقد أن المر قادر على أن يكون رجل العهد من جديد أو أن الرئيس الجميّل بعد خسارته في معركة المتن الفرعيّة قادر على أن يقف مجدداً على قدميه؟
حال جعجع
http://www.al-akhbar.com/files/images/p02_20081029_pic3.jpgمنذ تحدث رئيس الجمهوريّة عن الكتلة الوطنيّة، تركزت الأنظار على العماد عون، فيما العالمون بخفايا اللعبة يعرفون أن عون، بحكم تحالفاته وشعبيّته، قادر على المناورة. المُحرَج الأساسي هو سمير جعجع الذي يعرّض استقطابُ رئيس الجمهورية لقوى أساسية ضمن مسيحيي 14 آذار، مشروعَه المستقبلي لهزّة. فجعجع، بحسب مصدر متابع، كان يُعدّ العدة ليكون هو رأس الهرم في مسيحيي 14 آذار، لكن دخول الرئيس على الخط يعني ظهور خيار ثانٍ أمام هؤلاء، وبالتالي لا يمكنه الرهان على عودة النائبين السابقين منصور البون وفريد الخازن ومن يشبههما إلى قصر الطاعة في معراب. وهو يعرف أن علاقته مع رئيس الجمهوريّة لن ترتقي إلى مستوى العلاقة بين الرئيس وحزب الكتائب.
المر الماكينة الإجتماعيّة
يتشابه أمين الجميل وميشال المر ومنصور البون في إدارة الانتخابات، على أساس العلاقات الاجتماعيّة والخدمات. ويقدم المر هنا نموذجاً متقدماً. فهو لا يفوّت واجباً اجتماعياً (إلا إذا لم يعد صاحبه ذا فائدة بالنسبة إليه) ولا يسمح لصالون بأن يعتب عليه، سواء كان الحدث مفرحاً أو محزناً. ودائماً، ينجح المر في إشعار مستضيفيه بأنه خصصهم بشرف الزيارة الشخصيّة. ويتنقل المر بسهولة بين المنازل، هنا معزياً وهنا مهنئاً. وهو لا يرفض في بلدته بتغرين الوقوف إشبيناً «لمن يطلب ذلك». ويتهافت الناس ليقف «دولته» إشبيناً لهم، وطبعاً سرعان ما يتحول الإشبين، شأن عائلة الأطفال الذين يكون المر عرابهم، إلى جزء أساسي من فريق مؤيدي المر في الانتخابات. وفي الأعراس، يحرص المر على اهتمام خاص بالنساء، وهو يبرع في الرقص خلال السهرات، رغم أن لعامل العمر دوره في إحباط همته.
ومقابل إعطائه وقتاً كبيراً للأفراح، يكون المر سريعاً في تقديمه واجب العزاء. ويحرص على عدم تفويت أي عزاء، لأن الناس، وفق ما يقول لأنصاره، لا يعاتبون في الأفراح كما يفعلون في الأحزان والشدّة. وغالباً ما يهاتف أحد مرافقي المر أقرباء «المرحوم» ليزف له موعد مرور «دولته» للتعزية. وغالباً ما يحتشد كل الأقرباء وأبناء البلدة لحظة وصوله للسلام عليه. ويندر وصوله إلى صالون عزاء دون أن يسبقه هتاف بعض المبايعين: «أطال الله عمرك يا دولة الرئيس»، «لحم أكتافنا من خيراتك» وغيرها الكثير.
وهو في مناسبات كهذه، يرتدي بِذلته الكحلية ويزن ابتسامته الثابتة على وجهه. ويسلّم على كل الحاضرين دون استثناء، محاولاً إشعارهم بمعرفته بهم فرداً فرداً. بعدها يختار لنفسه مقعداً في صدر القاعة إلى جانب أهل الفقيد. لينشغل بهذا يعرفه إلى ابنه، وذاك يخبره عن وظيفته التي سعى المر ليؤمنها له. وبعدها يبدأ كل محتاج إلى خدمة بالجلوس إلى جانبه مداورة وطلبها منه. وتختلف هذه الخدمات، لكنها في الأغلب تصب في نقطة واحدة، هي «وظيفة للصبي» الذي يُشرف على إنهاء دراسته أو أنهاها لتوّه.
وطبعاً لا يطيل المر البقاء ولا يرتشف من فنجان قهوته أكثر من رشفة واحدة «لأن الزيارات كثيرة ولا يقدر أن يتناول هذه الكميّة الكبيرة من القهوة في يوم واحد». وطبعاً يرافق خروجه العبارات الشاكرة لجهوده وخدماته اللامتناهية.