النصر قادم
10-21-2008, 10:20 AM
دماء المسلمين بين سفيهٍ وفقيهٍ آثر السلامة !
وموالاة للعجم, والركون إلى جحر ضبٍّ
الخطبة الأولى :
الحمدُ للهِ الذي أعزنا بالإسلام، وأخرجنا من عبادةِ العبادِ إلى عبادةِ ربِّ العباد، ومِن ضِيق ِالدنيا إلى سَعةِ الدنيا والآخرة. ومن جَوْرِ الأديان ِإلى عدل ِالإسلام. الحمدُ للهِ جعلَ القرآنَ طريقة َعيش ٍلنا، ومَنهجاً لحياتنا، وسِراجاً منيراً لِعقولنا، وهادياً لقلوبـِنا، ومِقياساً لِمَا يَرِدُ إلينا من أفكارٍ ومفاهيمَ،
ثمَّ الحمدُ للهِ الذي تكفـَّلَ بحفظِ هذا الدين ِمنَ التحريفِ والتبديل ِوالتزييف، ومَنعَ الباطلَ من دخول ِحِصنِهِ المنيع ِلقوله سبحانهُ : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )
والصلاة ُوالسلامُ على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ومَن سارَ على دربهِ بإحسان ٍإلى يوم ِالدين.
وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ, أرسلَ رسولـَهُ بالهدى ودين ِالحقِّ, ليَنسخَ الشرائعَ السابقة َكلـَّهَا، وليظهـِرَهُ على الدين ِكلـِّهِ واقعاً وتطبيقاً ولو كرهَ الكافرونَ والمنافقونَ جميعاً.
وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولـُهُ جعلَ الأنظمة َالوضعية َأنظمة َكفرٍ يُحَاسَبُ الدَّاعي إليها بالخلودِ في النار. وجعلَ الولاءَ للمؤمنينَ، والبراءة َمن الكافرينَ عقيدة ًتلتزمُ بها الأمة ُفتـُعَزُّ وتـَعلو، وتترُكُها فتـَذِلُّ وتكبو.
أما بعدُ أيها الناسُ ألا فلتعلموا : إن شـَرعنا الحنيفَ ينهى عن الإستضاءةِ بنارِ المشركين، والاستضاءة ُتعني أن نـُشاورَ المشركينَ أو نأخذ برأيهم، وذهبَ أهلُ العلم ِإلى أن الأمرَ متعلقٌ بحرمةِ أن يكونَ للكافرينَ على المؤمنينَ سبيلا, لقولِهِ تباركَ وتعالى : ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) لا أن يكونوا حكاماً علينا عن طريق ِأذنابٍ لهم مُطيعون، أتاحوا للكفر وأهلِهِ كلَّ السُّبُل ِعلينا، بحيثُ أصبحَ المسلمونَ يحكمونَ بقوانين ِالكفرِ والشـِّرعةِ الدوليةِ، ومجلس ِالأمن، لا يُخالِفـُونها ولا يجرؤونَ على مخالـَفتِها بعدَ أن ركنوا إلى الذين كفروا، ووضعوا كلَّ مُقدّراتِ الأمةِ تحتَ أقدام ِأذلِّ خلق ِاللهِ من أمريكانَ ويهود, فباتَ المسلمونَ يُقتلونَ ويُذبحون، وهؤلاءِ الأنذالُ يشجبونَ ويُنددون، ثمّ آلَ بهمُ الحالُ إلى الامتناع ِحتى عن شجبٍ أو تنديد، حِرصا على عدم ِإغضابِ أسيادِهِم وأوليائِهم، فلولا أولياءُ الكفارِ أولئكَ الذينَ يحكمونـَنا ما وصلَ حالُ المسلمينَ إلى هذا الذلِّ والاحتقارِ والمهانة, فلو كانَ بينَ هؤلاءِ الحكام ِرجلٌ واحدٌ ذو دين ٍومروءةٍ يُعلنها حرباً على الكفرِ وأهلِهِ لـَمَا تجرأ أحفادُ القردةِ والخنازيرِ أن يكون َهذا حالـُهم، ولـَمَا تجرأتْ أمريكا رأسُ الكفرِ أن تظلَّ في طـُغيانِها وعنجهيَّتِها، لو وجدوا من يقول: يا خيلَ اللهِ اركبي, ولـَمَا جعلوا دماءَ المسلمينَ مسفوكة ً, وأعراضُهُم منتهكه, ودماءَهُم مستباحَة، كلُّ هذا ما كانَ ليحصُلَ لولا هؤلاءِ الحكام ِالذينَ يخونونَ اللهَ ورسولهُ في كلِّ آن ٍ, وفي كلِّ حين ٍ, وفي كلِّ يوم ٍ, وفي كلِّ ساعةٍ, وفي كلِّ لحظةٍ ! فهُم ربائِبُ أمريكا وزبانيتـُها وأعوانها وأولياؤُها، وكلُّ أحوالِهـِم وأفعالهِم تدلُ على خياناتِهم للهِ ولرسولهِ وللمؤمنين، ولا يقبلُ بهم إلاَّ من كانَ على شاكِلتهم، وكان منغمِسَا في الجرم ِالذي هُم عليه. أما مَن آثرَ من العلماءِ أن يَسكتَ في زمن ِالفتن ِوالمِحن، ورغبَ عن قول ِكلمةِ الحقْ في وقتٍ نحنُ في أشدِّ الحاجةِ لها،
فنقولُ لهُم: يا من كانَ الأصلُ فيكـُم أنكم للأنبياءِ ورثة،ٌ وللعلم ِحامِلونَ, عاملونَ مخلصون, إن كنتم رضيتم بالخنوع ِوالسكوت, إرضاءً لأهوائِكـُم, أو خوفاً من حكامكم وطمعاً في دنيا زائلة, فانَّ مهانة َ السكوتِ وعدمَ قول ِ كلمةِ الحقِّ تكفيكـُم، وحسابُكم على الله . فان ِاستمرَ هذا حالـُكم فأزيلوا عنكـُم رِداءَ الوقار ِالذي لا يليقُ إلاَّ بمَن كانَ حامِلاً لأمانةِ التبليغ ِ حقَّ الحمل ِ، لا يخافُ في اللهِ لومَة َلائِم ٍ، فما تطلـُبُه ُالأمَّة ُمنكمُ اليومَ أن يخرُجَ من بينِكـُم ابنُ عبدِ السلام، والحسنُ البصريُّ، وأبو حنيفة َوغيرُهم، أولئِكَ الغـَيُورونَ على دين ِاللهِ غيرَ الطامعينَ في متاع ِالدنيا الزائل , الذين التزموا أمرَ ربِّهم ورسولهٍ، فذكرَهُمُ الذاكرونَ بخير، و نحسبهم عند الله ِ منَ المتقينَ ،ولا نزكي على اللهِ أحدا.ً فإن لم تريدوا و جَبَنتـُم عَن أن تكونَ هذهِ مَكانتـُكـُم، فقارعة ُالطريق ِهيَ منزلُ المُرجفينَ الخائفينَ المُثبّطينَ لعزائِم المسلمين، تنحَّوا، فإنّ لهذا الدين ِرجالٌ يَصدُقونَ بإذن ِاللهِ ما عاهَدُوا اللهَ عليهِ، رجالٌ لا تـُلهيهـِم تجارة ٌ ولا بيعٌ عن ذكرِ الله، رجالٌ قادرونَ بإذنهِ تعالى أنْ يُعيدوا للأمَّةِ مَجداً تليداً، ويَرفعوا عنها مَهانة ًوذُلاًّ، قادرونَ على أن يقولوا بملىءِ أفواهِهم لا يخافونَ إلاَّ الله : ألا يا خيلَ اللهِ اركبي، ألا يا خيلَ اللهِ اركبي. أُّيها الناس : إنَّ الساكتَ عن ِالحقِّ في زمن ٍيُطلبُ فيهِ الحقُّ لا يُمكنُ إلاَّ أن يكونَ بشكل ٍأو بآخرَ مُحققً لإرادةِ أمريكا وكفارٍ الأرض ِ, فلا هوَ يقفُ في وجهها ولا يعارضُها في غيِّها وطُغيانها, وألاَّ فما حُجتـُهُ عند الله!!!!!
إنَّ التبريراتِ التي يُبرِّرونَ بها للمسلمينَ فِعلَ أمريكا ودولَ الكفرِ من مُحاربةٍ للإرهابِ، وعدم ِجوازِ قتل ِالأبرياء، وأنَّ الكفارَ مِنهُمُ المُسالِمونَ ومنهُمُ المُعتدونَ، وأنَّ إيمانـَنا وإيَّاهُم باللهِ يَجمَعُنا وإياهم, كلُّ هذا مردودٌ على قائِلهِ الذي لا يخدمُ فيما يقولُ مسلما، ولا يرفعُ به ضيما، ولا يُعيد به عزة ً, ولا كرامة ً، بل هو زيادة ٌفي امتهان ِنفسِهِ وامتهان ِواحتقارِ المسلمين، وإمعان ٍفي التعدي على أوامرِ اللهِ تباركَ وتعالى، الذي أعطى لمن كانَ غيرَ مسلم ٍوصفاً واحداً لا ثانيَ له: أنـَّه كافر .
فلماذا لا يَقبلُ أولئكَ الحكامُ الأنذالُ أن يَصفوا الكفارَ بوصفهمُ الذي وصفهُمُ اللهُ به ؟؟
ولماذا يفعلُ ذلكَ أيضاً بعضُ علماءِ السوء؟؟؟
هل يخجلونَ من وصفِ اللهِ تباركَ وتعالى ؟؟
أم يرونـَه لا يَنطبقُ على أوليائِهم أولياءِ الشيطان؟؟؟
حاشا للهِ أن يصفَ مسلمٌ صحَّت عقيدتـُه وسلمَ عقلـُه حاشا للهِ أن يصفَ الكفارَ بالإيمان ِ, هكذا بيَّن اللهُ ورسولـُهُ.
ومن يتعدَّ ذلكَ فان اللهَ عز وجل ملاقيهم حيثما شاء وكيفـَمَا شاء, ولا يُظلمُ عندَ الله . يقول الحق تبارك وتعالى : ( لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَـافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيء إِلا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـاةً وَيُحَذّرْكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ )
وما نراهُ اليومَ خلافَ ذلك تماما، حيثُ نرى المتخاذلينَ الجبناءَ الذي يحكمونَ المسلمينَ أولياؤُهُمُ الطاغوتُ رأسَ الكفر أمريكا، ولا يَهمُّنا أكانَ ولاؤُهم خوفاً أو طمعا، بل التحريمُ هو للولاءِ ابتداء, فلا يحتاجُ إلى معاذيرَ منهم، فمجردُ ولائِهم لهم أدخلـَهم في حلفِ الشيطان ِضد المسلمين فوجبت البراءةُ منهم ومِمَّا يصنعون، كي لا يلحقَ مَن يسكتُ عن كفرهم وظلمهم ما يلحقـُهم من لعنةِ اللهِ وغضبهِ عليهم . فهذا أمر الله سبحانه وتعالى لمن آمن به, واضح لكي لا يكون لأحد منا حجة يوم نلقاه، يقول تعالى: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَاءكُمْ مّنَ الْحَقّ( ويبين العاقبة لمن يفعل ذلك فيقول : وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ )
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ وكفى, والصلاة ُوالسلامُ على النبيِّ المُصطفى, وعلى آلهِ وصحبهِ ومن بعهدهِ وفى, آللهُ خير ؟! أمَّن ضلَّ وطغى, ما لكم كيف تحكمون ؟! .
أيها المسلمون الموحدون : إنّ أمريكا ومن شايَعَها ومَن قـَبلَ بها هم أعداؤُكم وأعداءُ الله تعالى، ولا يجوزُ أن تكونَ مَعَهم علاقة ٌإلا هذهِ العلاقةِ فقط ، علاقة ُالعداءِ والمحاربةِ لكونهم أعداءٌ ومحارِبُون لدين ِالله ولمن آمن به، فلا مودّة َولا صداقة َولا محبة َلأمريكا ولا لحكام المسلمين الذين باتوا عبيدا تحت أقدامها, فمن أطاعهم وسمع لهم فقط أطاع ولبى نداء دعاة ٍعلى أبوابِ جهنمَ فدخل فيها معهم. لقد طالَ زمنُ سكوتِ المسلمين دون أن يحددوا علاقتـَهُم مع الكفرَ وأهله, هذه العلاقة َبوصفهم كفاراً, فعلى كل من آمن بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا أن : يغيّر منكر هؤلاء الحكام, وأن لا يطيعهم، ولا يحتكم إلى شرائعهم شرائع الكفر, وأن ينبذهم هم وأعوانهم ومن يعينهم على باطلهم, وأن يعمل على إزالة منكرهم بإزالتهم وأن يعمل مع دعاة الحق المخلصين لإقامة شرع الله في الأرض، وينصّب على المسلمين حاكما واحدا يحكمهم بكتاب الله وسنة نبيه صلوات ربي وسلامه عليه هذا لمن آثر النجاة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.
وصدقَ اللهُ العليُّ العظيمُ إذ يقول : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {24} وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {25} ) اللهم إنا قد بلّغنا، اللهم فاشهد، اللهم فاشهد، اللهم فاشهدويا فوز المستغفرين استغفروا الله
خطبة جمعة ألقيتها بأحد مساجد ضواحي بيت المقدس في حينه .
وموالاة للعجم, والركون إلى جحر ضبٍّ
الخطبة الأولى :
الحمدُ للهِ الذي أعزنا بالإسلام، وأخرجنا من عبادةِ العبادِ إلى عبادةِ ربِّ العباد، ومِن ضِيق ِالدنيا إلى سَعةِ الدنيا والآخرة. ومن جَوْرِ الأديان ِإلى عدل ِالإسلام. الحمدُ للهِ جعلَ القرآنَ طريقة َعيش ٍلنا، ومَنهجاً لحياتنا، وسِراجاً منيراً لِعقولنا، وهادياً لقلوبـِنا، ومِقياساً لِمَا يَرِدُ إلينا من أفكارٍ ومفاهيمَ،
ثمَّ الحمدُ للهِ الذي تكفـَّلَ بحفظِ هذا الدين ِمنَ التحريفِ والتبديل ِوالتزييف، ومَنعَ الباطلَ من دخول ِحِصنِهِ المنيع ِلقوله سبحانهُ : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )
والصلاة ُوالسلامُ على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ومَن سارَ على دربهِ بإحسان ٍإلى يوم ِالدين.
وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ, أرسلَ رسولـَهُ بالهدى ودين ِالحقِّ, ليَنسخَ الشرائعَ السابقة َكلـَّهَا، وليظهـِرَهُ على الدين ِكلـِّهِ واقعاً وتطبيقاً ولو كرهَ الكافرونَ والمنافقونَ جميعاً.
وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولـُهُ جعلَ الأنظمة َالوضعية َأنظمة َكفرٍ يُحَاسَبُ الدَّاعي إليها بالخلودِ في النار. وجعلَ الولاءَ للمؤمنينَ، والبراءة َمن الكافرينَ عقيدة ًتلتزمُ بها الأمة ُفتـُعَزُّ وتـَعلو، وتترُكُها فتـَذِلُّ وتكبو.
أما بعدُ أيها الناسُ ألا فلتعلموا : إن شـَرعنا الحنيفَ ينهى عن الإستضاءةِ بنارِ المشركين، والاستضاءة ُتعني أن نـُشاورَ المشركينَ أو نأخذ برأيهم، وذهبَ أهلُ العلم ِإلى أن الأمرَ متعلقٌ بحرمةِ أن يكونَ للكافرينَ على المؤمنينَ سبيلا, لقولِهِ تباركَ وتعالى : ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) لا أن يكونوا حكاماً علينا عن طريق ِأذنابٍ لهم مُطيعون، أتاحوا للكفر وأهلِهِ كلَّ السُّبُل ِعلينا، بحيثُ أصبحَ المسلمونَ يحكمونَ بقوانين ِالكفرِ والشـِّرعةِ الدوليةِ، ومجلس ِالأمن، لا يُخالِفـُونها ولا يجرؤونَ على مخالـَفتِها بعدَ أن ركنوا إلى الذين كفروا، ووضعوا كلَّ مُقدّراتِ الأمةِ تحتَ أقدام ِأذلِّ خلق ِاللهِ من أمريكانَ ويهود, فباتَ المسلمونَ يُقتلونَ ويُذبحون، وهؤلاءِ الأنذالُ يشجبونَ ويُنددون، ثمّ آلَ بهمُ الحالُ إلى الامتناع ِحتى عن شجبٍ أو تنديد، حِرصا على عدم ِإغضابِ أسيادِهِم وأوليائِهم، فلولا أولياءُ الكفارِ أولئكَ الذينَ يحكمونـَنا ما وصلَ حالُ المسلمينَ إلى هذا الذلِّ والاحتقارِ والمهانة, فلو كانَ بينَ هؤلاءِ الحكام ِرجلٌ واحدٌ ذو دين ٍومروءةٍ يُعلنها حرباً على الكفرِ وأهلِهِ لـَمَا تجرأ أحفادُ القردةِ والخنازيرِ أن يكون َهذا حالـُهم، ولـَمَا تجرأتْ أمريكا رأسُ الكفرِ أن تظلَّ في طـُغيانِها وعنجهيَّتِها، لو وجدوا من يقول: يا خيلَ اللهِ اركبي, ولـَمَا جعلوا دماءَ المسلمينَ مسفوكة ً, وأعراضُهُم منتهكه, ودماءَهُم مستباحَة، كلُّ هذا ما كانَ ليحصُلَ لولا هؤلاءِ الحكام ِالذينَ يخونونَ اللهَ ورسولهُ في كلِّ آن ٍ, وفي كلِّ حين ٍ, وفي كلِّ يوم ٍ, وفي كلِّ ساعةٍ, وفي كلِّ لحظةٍ ! فهُم ربائِبُ أمريكا وزبانيتـُها وأعوانها وأولياؤُها، وكلُّ أحوالِهـِم وأفعالهِم تدلُ على خياناتِهم للهِ ولرسولهِ وللمؤمنين، ولا يقبلُ بهم إلاَّ من كانَ على شاكِلتهم، وكان منغمِسَا في الجرم ِالذي هُم عليه. أما مَن آثرَ من العلماءِ أن يَسكتَ في زمن ِالفتن ِوالمِحن، ورغبَ عن قول ِكلمةِ الحقْ في وقتٍ نحنُ في أشدِّ الحاجةِ لها،
فنقولُ لهُم: يا من كانَ الأصلُ فيكـُم أنكم للأنبياءِ ورثة،ٌ وللعلم ِحامِلونَ, عاملونَ مخلصون, إن كنتم رضيتم بالخنوع ِوالسكوت, إرضاءً لأهوائِكـُم, أو خوفاً من حكامكم وطمعاً في دنيا زائلة, فانَّ مهانة َ السكوتِ وعدمَ قول ِ كلمةِ الحقِّ تكفيكـُم، وحسابُكم على الله . فان ِاستمرَ هذا حالـُكم فأزيلوا عنكـُم رِداءَ الوقار ِالذي لا يليقُ إلاَّ بمَن كانَ حامِلاً لأمانةِ التبليغ ِ حقَّ الحمل ِ، لا يخافُ في اللهِ لومَة َلائِم ٍ، فما تطلـُبُه ُالأمَّة ُمنكمُ اليومَ أن يخرُجَ من بينِكـُم ابنُ عبدِ السلام، والحسنُ البصريُّ، وأبو حنيفة َوغيرُهم، أولئِكَ الغـَيُورونَ على دين ِاللهِ غيرَ الطامعينَ في متاع ِالدنيا الزائل , الذين التزموا أمرَ ربِّهم ورسولهٍ، فذكرَهُمُ الذاكرونَ بخير، و نحسبهم عند الله ِ منَ المتقينَ ،ولا نزكي على اللهِ أحدا.ً فإن لم تريدوا و جَبَنتـُم عَن أن تكونَ هذهِ مَكانتـُكـُم، فقارعة ُالطريق ِهيَ منزلُ المُرجفينَ الخائفينَ المُثبّطينَ لعزائِم المسلمين، تنحَّوا، فإنّ لهذا الدين ِرجالٌ يَصدُقونَ بإذن ِاللهِ ما عاهَدُوا اللهَ عليهِ، رجالٌ لا تـُلهيهـِم تجارة ٌ ولا بيعٌ عن ذكرِ الله، رجالٌ قادرونَ بإذنهِ تعالى أنْ يُعيدوا للأمَّةِ مَجداً تليداً، ويَرفعوا عنها مَهانة ًوذُلاًّ، قادرونَ على أن يقولوا بملىءِ أفواهِهم لا يخافونَ إلاَّ الله : ألا يا خيلَ اللهِ اركبي، ألا يا خيلَ اللهِ اركبي. أُّيها الناس : إنَّ الساكتَ عن ِالحقِّ في زمن ٍيُطلبُ فيهِ الحقُّ لا يُمكنُ إلاَّ أن يكونَ بشكل ٍأو بآخرَ مُحققً لإرادةِ أمريكا وكفارٍ الأرض ِ, فلا هوَ يقفُ في وجهها ولا يعارضُها في غيِّها وطُغيانها, وألاَّ فما حُجتـُهُ عند الله!!!!!
إنَّ التبريراتِ التي يُبرِّرونَ بها للمسلمينَ فِعلَ أمريكا ودولَ الكفرِ من مُحاربةٍ للإرهابِ، وعدم ِجوازِ قتل ِالأبرياء، وأنَّ الكفارَ مِنهُمُ المُسالِمونَ ومنهُمُ المُعتدونَ، وأنَّ إيمانـَنا وإيَّاهُم باللهِ يَجمَعُنا وإياهم, كلُّ هذا مردودٌ على قائِلهِ الذي لا يخدمُ فيما يقولُ مسلما، ولا يرفعُ به ضيما، ولا يُعيد به عزة ً, ولا كرامة ً، بل هو زيادة ٌفي امتهان ِنفسِهِ وامتهان ِواحتقارِ المسلمين، وإمعان ٍفي التعدي على أوامرِ اللهِ تباركَ وتعالى، الذي أعطى لمن كانَ غيرَ مسلم ٍوصفاً واحداً لا ثانيَ له: أنـَّه كافر .
فلماذا لا يَقبلُ أولئكَ الحكامُ الأنذالُ أن يَصفوا الكفارَ بوصفهمُ الذي وصفهُمُ اللهُ به ؟؟
ولماذا يفعلُ ذلكَ أيضاً بعضُ علماءِ السوء؟؟؟
هل يخجلونَ من وصفِ اللهِ تباركَ وتعالى ؟؟
أم يرونـَه لا يَنطبقُ على أوليائِهم أولياءِ الشيطان؟؟؟
حاشا للهِ أن يصفَ مسلمٌ صحَّت عقيدتـُه وسلمَ عقلـُه حاشا للهِ أن يصفَ الكفارَ بالإيمان ِ, هكذا بيَّن اللهُ ورسولـُهُ.
ومن يتعدَّ ذلكَ فان اللهَ عز وجل ملاقيهم حيثما شاء وكيفـَمَا شاء, ولا يُظلمُ عندَ الله . يقول الحق تبارك وتعالى : ( لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَـافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيء إِلا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـاةً وَيُحَذّرْكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ )
وما نراهُ اليومَ خلافَ ذلك تماما، حيثُ نرى المتخاذلينَ الجبناءَ الذي يحكمونَ المسلمينَ أولياؤُهُمُ الطاغوتُ رأسَ الكفر أمريكا، ولا يَهمُّنا أكانَ ولاؤُهم خوفاً أو طمعا، بل التحريمُ هو للولاءِ ابتداء, فلا يحتاجُ إلى معاذيرَ منهم، فمجردُ ولائِهم لهم أدخلـَهم في حلفِ الشيطان ِضد المسلمين فوجبت البراءةُ منهم ومِمَّا يصنعون، كي لا يلحقَ مَن يسكتُ عن كفرهم وظلمهم ما يلحقـُهم من لعنةِ اللهِ وغضبهِ عليهم . فهذا أمر الله سبحانه وتعالى لمن آمن به, واضح لكي لا يكون لأحد منا حجة يوم نلقاه، يقول تعالى: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَاءكُمْ مّنَ الْحَقّ( ويبين العاقبة لمن يفعل ذلك فيقول : وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ )
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ وكفى, والصلاة ُوالسلامُ على النبيِّ المُصطفى, وعلى آلهِ وصحبهِ ومن بعهدهِ وفى, آللهُ خير ؟! أمَّن ضلَّ وطغى, ما لكم كيف تحكمون ؟! .
أيها المسلمون الموحدون : إنّ أمريكا ومن شايَعَها ومَن قـَبلَ بها هم أعداؤُكم وأعداءُ الله تعالى، ولا يجوزُ أن تكونَ مَعَهم علاقة ٌإلا هذهِ العلاقةِ فقط ، علاقة ُالعداءِ والمحاربةِ لكونهم أعداءٌ ومحارِبُون لدين ِالله ولمن آمن به، فلا مودّة َولا صداقة َولا محبة َلأمريكا ولا لحكام المسلمين الذين باتوا عبيدا تحت أقدامها, فمن أطاعهم وسمع لهم فقط أطاع ولبى نداء دعاة ٍعلى أبوابِ جهنمَ فدخل فيها معهم. لقد طالَ زمنُ سكوتِ المسلمين دون أن يحددوا علاقتـَهُم مع الكفرَ وأهله, هذه العلاقة َبوصفهم كفاراً, فعلى كل من آمن بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا أن : يغيّر منكر هؤلاء الحكام, وأن لا يطيعهم، ولا يحتكم إلى شرائعهم شرائع الكفر, وأن ينبذهم هم وأعوانهم ومن يعينهم على باطلهم, وأن يعمل على إزالة منكرهم بإزالتهم وأن يعمل مع دعاة الحق المخلصين لإقامة شرع الله في الأرض، وينصّب على المسلمين حاكما واحدا يحكمهم بكتاب الله وسنة نبيه صلوات ربي وسلامه عليه هذا لمن آثر النجاة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.
وصدقَ اللهُ العليُّ العظيمُ إذ يقول : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {24} وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {25} ) اللهم إنا قد بلّغنا، اللهم فاشهد، اللهم فاشهد، اللهم فاشهدويا فوز المستغفرين استغفروا الله
خطبة جمعة ألقيتها بأحد مساجد ضواحي بيت المقدس في حينه .