Abdulla
10-20-2008, 05:51 PM
هل تنقذ القاعدةُ ماكين بالضربة القاضية؟
إن انهيار البنوك الأمريكية وإعلان إفلاسها وأزمة السيولة العالمية؛ حدث جلل يشهده العالم ويثير العديد من الأسئلة المحيرة: أين ذهبت سيولة البنوك أموالها؟ أليست الأوراق المالية في العالم هي هي أو في تزايد مستمر؟ فلماذا هربت هذه الأموال من البنوك وأين ذهبت؟
لكن المتابع الجيد للأحداث لا يجد صعوبة في الإجابة على هذه الأسئلة
لأن الاقتراض المستمر من البنوك بضمانات وهمية والإنفاق العسكري الأمريكي الضخم أدى إلى سحب هذه السيولة من البنوك لتنفق هناك في دول شرق آسيا حيث تتواجد الأساطيل و الجيوش الأمريكية المعتدية ولم يبق لبنوك أمريكا سوى تلك الضمانات الوهمية، وزاد الطين بلَّة أن معظم المستثمرين فقدوا الثقة في الاقتصاد الأمريكي فبدءوا في بيع أسهمهم في البورصة بأبخس الأسعار، مما أدى إلى زيادة عدد المطالبين بالمال مقابل التخلي عن هذه الأوراق المسماة- أسهماً- مما شكل ضربة ساحقة للاقتصاد الأمريكي، وهروب جماعي للثروات الأمريكية وسيولتها.
وبدأت أمريكا في تأميم البنوك المفلسة ولما انتقد العالم هذه الخطوة وعدَّها انقلابا على مبادئ الرأسمالية لجأت أمريكا لحيلة خبيثة وهي شراء أسهم هذه البنوك المنهارة وهي بذلك تطمح لتحقيق عدة أهداف خبيثة:
أولها : تأميم البنوك بطريقة لا تعد انقلابا على الرأسمالية.
ثانيها : ضخ أموال في البورصة في أوقات الشدة لتعيد الثقة للمستثمرين ليبقوا أموالهم بأمريكا، ولكنها كلما ضخت أموالا بالبورصة التهمها الهاربون من السوق الأمريكية وباعوا أسهمهم وحصلوا على هذه الأموال وواصل السوق انهياره.
والهدف الثالث من الخطة: أن توهم العالم أنها مازالت تملك أوراق اللعبة وخيوط الحل لهذه الأزمة وأنها ليست عاجزة، ولكن الواقع يشهد أن خطة الإنقاذ تنهار يوما بعد يوم، وعجز أمريكا وفشلها بات يقينا لدى الجميع. وقد تعجَّب أحد المحللين المرموقين من انهيار أسهم البترول والذهب معا ناسيا أن انعدام الثقة جعل الجميع يتخلصون من أسهمهم مطالبين بالمال.
نعم هي أزمة سيولة ولكنها أزمة لأمريكا فقط وللدول والبنوك التي دارت في فلكها ووقعت في شراكها والتي استثمرت أموالها بأمريكا، أمَّا الدول الأخرى كالصين ودول شرق آسيا فقد تحولت لها هذه السيولة مباشرة وأصبحت جزءاً هاما في عصب اقتصادها. ومن وصف الأزمة بأنها أزمة سيولة عالمية فهو مُجانب للصواب لأن السيولة تم توزيعها على العالم بطرق أخرى ليس لأمريكا فيها نصيب وهذا سبب حسرتها ونحيبها. ويشهد لقولنا هذا أن الصين وحدها تملك رصيد اثنين تريليون دولار أمريكي كاحتياطي من العملات الأجنبية فهل تعد في أزمة سيولة؟
ولكن كثير من المحللين يبحثون بجدية عن تأثير هذه الأزمة الاقتصادية علينا، فمنهم من أسرف في التفاؤل زاعما أن أموال البترول التي تدفقت لبنوك دول الخليج ستكون الحصن الأمين لهذه البنوك من الإفلاس، ونسي أن الحكومات كانت تستحوذ على هذه الأموال وتضعها في صناديق سيادية وتعيد استثمارها في أمريكا فذهبت أدراج الرياح مع إعلان آخر بنك أمريكي إفلاسه، كما وقع معظم بنوك الخليج في نفس الفخ. ومن جهة أخرى فإن انعدام الوضوح والشفافية وعدم الصدق مع الشعوب يجعل كل التحليلات مجرد تخمينات وأوهام تعوزها الدقة وتدفعها – أحيانا - أهواء سياسية مشبوهة راح ضحيتها المستثمر العربي المخدوع في هالة الألقاب الممنوحة للمحلل.
وقد تنبهت دول كبرى – مثل كوريا الجنوبية - لخطورة الأزمة قبل وقوعها فخرج وزير اقتصادها ليحث البنوك والمستثمرين على بيع أسهمهم وأصولهم في أمريكا بأسرع وقت ممكن حتى لا تضيع أموالهم هناك، رغم أن كوريا الجنوبية تعد حليفا استراتيجيا لأمريكا. وهذا الفعل يؤكد انهيار ثقة العالم أجمع في الاقتصاد الأمريكي. ويؤكد حرص المسئولين هناك على حماية مصالح شعوبهم. وعلى العكس من ذلك تماما نجد كبار المسئولين عندنا يواصلون مسلسل التدليس والغش لشعوبهم والتلميع للاقتصاد الأمريكي المنهار!
وعلى هامش الموضوع؛ فقد تعالت أصوات غربية كثيرة لاقتصاديين مرموقين تنادي بتطبيق نموذج الاقتصاد الإسلامي في بلادهم لمَّا علموا يقينا أن البنوك الإسلامية ستنجو تماما من خطر هذه الأزمة، جاهلين حقيقة أن النظام الاقتصادي الإسلامي لا ينمو ولا ينتعش إلا في مجتمع إسلامي تحكمه المبادئ والقيم الإسلامية وتحكمه قوانين ربانية مثل: (وأحل الله البيع وحرَّم الرِّبا)، (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطِل) فلن يوجد من يحتال على البنوك ولن يوجد من يستحل لنفسه أكل مال البنك؛ فالاقتصاد الإسلامي كشجرة طيبة لا تنبت ولا تثمر في أرض خبيثة.
أما أمريكا فقد أصبحت في وضع لا تحسد عليه وفي ورطة لا تجد لنفسها مخرج منه فهي تقود حربين معلنتين في أفغانستان والعراق وحربين غير معلنتين في الصومال والسودان، ولا تستطيع دفع تكاليف هذه الحروب بعد أن أفلست خزائنها، وهذا ما يفسر رضوخها لحركة طالبان في أفغانستان وطلب التفاوض معها دون قيد أو شرط، كما يفسر أيضا هرولة الوزراء والمسئولين العرب لبغداد للبحث عن مخرج مشرف لأمريكا من ورطتها في العراق حتى تخرج ببعض ماء وجهها إن بقي لها وجه. كما أن لهجة التحدي العدائية في الخطاب الإعلامي الأمريكي تحولت للهجة أخرى تبحث عن التفاوض وعن الحلول للأزمات الداخلية منشغلة بذلك عن الصفعات التي تتلقاها ليلا في العراق ونهارا في أفغانستان. وبدأت إسرائيل أيضا تعزف مقطوعة السلام وتبحث في مبادرة الاستسلام المشئومة التي طرحها الملك في لبنان ورفضتها سنوات عديدة، مستشعرة خطر سقوط المارد الذي دفعها للتمرد على المسلمين.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه - بعد أن وقعت أمريكا في شراك القاعدة واستنزفت ثرواتها وحطمت اقتصادها- : هل شفت القاعدة غليلها بهذا الحد من المهانة لأمريكا؟ أم أنها ستسعى جاهدة لجرِّها لفخ آخر؟ أي هل تواصل القاعدة استنزاف أمريكا اقتصاديا وعسكريا بإطالة أمد الحرب لأبعد حد ممكن؟ وهذا يستلزم وجود قيادة أمريكية متهورة مثل ماكين الذي وعد بمواصلة الحرب حتى آخر جندي أمريكي. وحينها فلابد للقاعدة من نصرة ماكين في الانتخابات القادمة ليواصل المسيرة الفاشلة لسلفه بوش – وهذا الأمر سيتضح جليا خلال الشهرين القادمين فإن نفذت القاعدة عملية كبيرة ضد المصالح الأمريكية فسيعد هذا العمل تأييداً لماكين لأن هذا الحدث سيدفع الأمريكيين عنوة للتصويت لماكين لينتقم لهم من القاعدة، وتنجح القاعدة في استنزاف أمريكا حتى آخر سنت فيها.
وستبقى الإجابة على هذه الأسئلة رهينةً لأحداث الشهور القادمة، وفي جميع الأحوال سيكون لزاما علينا أن نسجد شكرا لله الذي أذهب هيبة أمريكا من قلوب عباده المؤمنين وأظهر آياته وقدرته في إذلالها ثم علينا أن نقف احتراما لمن كسر هيبة أمريكا وأرغم أنفها في التراب وجعلها تستجدي السلام من شيوخ طالبان.
وقد أصبحنا لا نشك الآن: أن تحولات دراماتيكية ستحدث خلال شهور قليلة تدفع أمريكا للتقوقع هناك خلف المحيطات والبحار، لتخرج طالبان من أدغال الصحراء ومن كهوف الجبال لتعلن دولتها الإسلامية شامخا على قمم الجبال الرواسي في أعقاب رحيل ذلك المارد الهلامي الزنيم. عندها سيخر صرعى كل الذين عبدوه من دون الله أو ظنوا أنه سيحميهم من بطش القاعدة أو من هول طالبان.
وبات واضحا الآن أن خبراء هوليود عاكفون على كتابة سيناريو جيد لنهاية ذلك المارد لتبقى رهبته حاضرة في قلوب أذنابه ليبقوا على ولائهم له ولو لبعد حين. لكن يبدو أن الأحداث تتسارع أكثر فأكثر ولم تترك لهم الفرصة لحبك النهاية ويبدو أن النهاية سيكتبها لهم زعيم تنظيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن بنفسه. ولاشك أنها ستكون أكثر درامية، خاصة عندما يصدر أوامره بتنفيذ الضربة القاضية، عندها سيقف العالم مشدوها من هول المشهد.
كتبه
د. محمد حافظ
20/10/2008
إن انهيار البنوك الأمريكية وإعلان إفلاسها وأزمة السيولة العالمية؛ حدث جلل يشهده العالم ويثير العديد من الأسئلة المحيرة: أين ذهبت سيولة البنوك أموالها؟ أليست الأوراق المالية في العالم هي هي أو في تزايد مستمر؟ فلماذا هربت هذه الأموال من البنوك وأين ذهبت؟
لكن المتابع الجيد للأحداث لا يجد صعوبة في الإجابة على هذه الأسئلة
لأن الاقتراض المستمر من البنوك بضمانات وهمية والإنفاق العسكري الأمريكي الضخم أدى إلى سحب هذه السيولة من البنوك لتنفق هناك في دول شرق آسيا حيث تتواجد الأساطيل و الجيوش الأمريكية المعتدية ولم يبق لبنوك أمريكا سوى تلك الضمانات الوهمية، وزاد الطين بلَّة أن معظم المستثمرين فقدوا الثقة في الاقتصاد الأمريكي فبدءوا في بيع أسهمهم في البورصة بأبخس الأسعار، مما أدى إلى زيادة عدد المطالبين بالمال مقابل التخلي عن هذه الأوراق المسماة- أسهماً- مما شكل ضربة ساحقة للاقتصاد الأمريكي، وهروب جماعي للثروات الأمريكية وسيولتها.
وبدأت أمريكا في تأميم البنوك المفلسة ولما انتقد العالم هذه الخطوة وعدَّها انقلابا على مبادئ الرأسمالية لجأت أمريكا لحيلة خبيثة وهي شراء أسهم هذه البنوك المنهارة وهي بذلك تطمح لتحقيق عدة أهداف خبيثة:
أولها : تأميم البنوك بطريقة لا تعد انقلابا على الرأسمالية.
ثانيها : ضخ أموال في البورصة في أوقات الشدة لتعيد الثقة للمستثمرين ليبقوا أموالهم بأمريكا، ولكنها كلما ضخت أموالا بالبورصة التهمها الهاربون من السوق الأمريكية وباعوا أسهمهم وحصلوا على هذه الأموال وواصل السوق انهياره.
والهدف الثالث من الخطة: أن توهم العالم أنها مازالت تملك أوراق اللعبة وخيوط الحل لهذه الأزمة وأنها ليست عاجزة، ولكن الواقع يشهد أن خطة الإنقاذ تنهار يوما بعد يوم، وعجز أمريكا وفشلها بات يقينا لدى الجميع. وقد تعجَّب أحد المحللين المرموقين من انهيار أسهم البترول والذهب معا ناسيا أن انعدام الثقة جعل الجميع يتخلصون من أسهمهم مطالبين بالمال.
نعم هي أزمة سيولة ولكنها أزمة لأمريكا فقط وللدول والبنوك التي دارت في فلكها ووقعت في شراكها والتي استثمرت أموالها بأمريكا، أمَّا الدول الأخرى كالصين ودول شرق آسيا فقد تحولت لها هذه السيولة مباشرة وأصبحت جزءاً هاما في عصب اقتصادها. ومن وصف الأزمة بأنها أزمة سيولة عالمية فهو مُجانب للصواب لأن السيولة تم توزيعها على العالم بطرق أخرى ليس لأمريكا فيها نصيب وهذا سبب حسرتها ونحيبها. ويشهد لقولنا هذا أن الصين وحدها تملك رصيد اثنين تريليون دولار أمريكي كاحتياطي من العملات الأجنبية فهل تعد في أزمة سيولة؟
ولكن كثير من المحللين يبحثون بجدية عن تأثير هذه الأزمة الاقتصادية علينا، فمنهم من أسرف في التفاؤل زاعما أن أموال البترول التي تدفقت لبنوك دول الخليج ستكون الحصن الأمين لهذه البنوك من الإفلاس، ونسي أن الحكومات كانت تستحوذ على هذه الأموال وتضعها في صناديق سيادية وتعيد استثمارها في أمريكا فذهبت أدراج الرياح مع إعلان آخر بنك أمريكي إفلاسه، كما وقع معظم بنوك الخليج في نفس الفخ. ومن جهة أخرى فإن انعدام الوضوح والشفافية وعدم الصدق مع الشعوب يجعل كل التحليلات مجرد تخمينات وأوهام تعوزها الدقة وتدفعها – أحيانا - أهواء سياسية مشبوهة راح ضحيتها المستثمر العربي المخدوع في هالة الألقاب الممنوحة للمحلل.
وقد تنبهت دول كبرى – مثل كوريا الجنوبية - لخطورة الأزمة قبل وقوعها فخرج وزير اقتصادها ليحث البنوك والمستثمرين على بيع أسهمهم وأصولهم في أمريكا بأسرع وقت ممكن حتى لا تضيع أموالهم هناك، رغم أن كوريا الجنوبية تعد حليفا استراتيجيا لأمريكا. وهذا الفعل يؤكد انهيار ثقة العالم أجمع في الاقتصاد الأمريكي. ويؤكد حرص المسئولين هناك على حماية مصالح شعوبهم. وعلى العكس من ذلك تماما نجد كبار المسئولين عندنا يواصلون مسلسل التدليس والغش لشعوبهم والتلميع للاقتصاد الأمريكي المنهار!
وعلى هامش الموضوع؛ فقد تعالت أصوات غربية كثيرة لاقتصاديين مرموقين تنادي بتطبيق نموذج الاقتصاد الإسلامي في بلادهم لمَّا علموا يقينا أن البنوك الإسلامية ستنجو تماما من خطر هذه الأزمة، جاهلين حقيقة أن النظام الاقتصادي الإسلامي لا ينمو ولا ينتعش إلا في مجتمع إسلامي تحكمه المبادئ والقيم الإسلامية وتحكمه قوانين ربانية مثل: (وأحل الله البيع وحرَّم الرِّبا)، (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطِل) فلن يوجد من يحتال على البنوك ولن يوجد من يستحل لنفسه أكل مال البنك؛ فالاقتصاد الإسلامي كشجرة طيبة لا تنبت ولا تثمر في أرض خبيثة.
أما أمريكا فقد أصبحت في وضع لا تحسد عليه وفي ورطة لا تجد لنفسها مخرج منه فهي تقود حربين معلنتين في أفغانستان والعراق وحربين غير معلنتين في الصومال والسودان، ولا تستطيع دفع تكاليف هذه الحروب بعد أن أفلست خزائنها، وهذا ما يفسر رضوخها لحركة طالبان في أفغانستان وطلب التفاوض معها دون قيد أو شرط، كما يفسر أيضا هرولة الوزراء والمسئولين العرب لبغداد للبحث عن مخرج مشرف لأمريكا من ورطتها في العراق حتى تخرج ببعض ماء وجهها إن بقي لها وجه. كما أن لهجة التحدي العدائية في الخطاب الإعلامي الأمريكي تحولت للهجة أخرى تبحث عن التفاوض وعن الحلول للأزمات الداخلية منشغلة بذلك عن الصفعات التي تتلقاها ليلا في العراق ونهارا في أفغانستان. وبدأت إسرائيل أيضا تعزف مقطوعة السلام وتبحث في مبادرة الاستسلام المشئومة التي طرحها الملك في لبنان ورفضتها سنوات عديدة، مستشعرة خطر سقوط المارد الذي دفعها للتمرد على المسلمين.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه - بعد أن وقعت أمريكا في شراك القاعدة واستنزفت ثرواتها وحطمت اقتصادها- : هل شفت القاعدة غليلها بهذا الحد من المهانة لأمريكا؟ أم أنها ستسعى جاهدة لجرِّها لفخ آخر؟ أي هل تواصل القاعدة استنزاف أمريكا اقتصاديا وعسكريا بإطالة أمد الحرب لأبعد حد ممكن؟ وهذا يستلزم وجود قيادة أمريكية متهورة مثل ماكين الذي وعد بمواصلة الحرب حتى آخر جندي أمريكي. وحينها فلابد للقاعدة من نصرة ماكين في الانتخابات القادمة ليواصل المسيرة الفاشلة لسلفه بوش – وهذا الأمر سيتضح جليا خلال الشهرين القادمين فإن نفذت القاعدة عملية كبيرة ضد المصالح الأمريكية فسيعد هذا العمل تأييداً لماكين لأن هذا الحدث سيدفع الأمريكيين عنوة للتصويت لماكين لينتقم لهم من القاعدة، وتنجح القاعدة في استنزاف أمريكا حتى آخر سنت فيها.
وستبقى الإجابة على هذه الأسئلة رهينةً لأحداث الشهور القادمة، وفي جميع الأحوال سيكون لزاما علينا أن نسجد شكرا لله الذي أذهب هيبة أمريكا من قلوب عباده المؤمنين وأظهر آياته وقدرته في إذلالها ثم علينا أن نقف احتراما لمن كسر هيبة أمريكا وأرغم أنفها في التراب وجعلها تستجدي السلام من شيوخ طالبان.
وقد أصبحنا لا نشك الآن: أن تحولات دراماتيكية ستحدث خلال شهور قليلة تدفع أمريكا للتقوقع هناك خلف المحيطات والبحار، لتخرج طالبان من أدغال الصحراء ومن كهوف الجبال لتعلن دولتها الإسلامية شامخا على قمم الجبال الرواسي في أعقاب رحيل ذلك المارد الهلامي الزنيم. عندها سيخر صرعى كل الذين عبدوه من دون الله أو ظنوا أنه سيحميهم من بطش القاعدة أو من هول طالبان.
وبات واضحا الآن أن خبراء هوليود عاكفون على كتابة سيناريو جيد لنهاية ذلك المارد لتبقى رهبته حاضرة في قلوب أذنابه ليبقوا على ولائهم له ولو لبعد حين. لكن يبدو أن الأحداث تتسارع أكثر فأكثر ولم تترك لهم الفرصة لحبك النهاية ويبدو أن النهاية سيكتبها لهم زعيم تنظيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن بنفسه. ولاشك أنها ستكون أكثر درامية، خاصة عندما يصدر أوامره بتنفيذ الضربة القاضية، عندها سيقف العالم مشدوها من هول المشهد.
كتبه
د. محمد حافظ
20/10/2008