النصر قادم
10-20-2008, 12:16 PM
ان الجهاد هو الطريق الوحيد لحمل الدعوة ولا يكون الا بمبادأة العدو بالقتال
بسم الله الرحمن الرحيم
جــواب ســؤال
حدث في احدى الجامعات حلقة بحث حول الجهاد فقال الاستاذ بان الجهاد هو حرب دفاعية لا هجومية فتصدى له احد الشباب من ان هذا ليس بصحيح وان الجهاد انما هو مبادأة العدو بالقتال وليس دفاعا،فرد عليه الاستاذ واورد عدة ايات يبرر فيها حسب رايه بان الجهاد للدفاع منها (وان جنحوا للسلم فاجنح لها ) ( وقاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ) ( اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ) مستدلا بها بانها كلها للدفاع، وان اية المبادأة بالقتال لا تنسخ 121 اية واردة ويبرز منها ان الجهاد للدفاع،والسؤال هو ما هي الادلة على ان الجهاد ليس حربا دفاعية ? وما هي حقيقة هذه الايات التي اوردها في موضوع الجهاد ?
الجـــــــــــــواب
الجواب على هذا الموضوع كله من ثلاثة اوجه :
الوجه الاول : ان ادلة الجهاد ادلة عامة ومطلقة تشمل الحرب الدفاعية وتشمل مبادأة العدو بالقتال،تشمل الحرب المحدودة، والحرب غير المحدودة، والحرب الوقائية،وغير ذلك فهي تشمل كل انواع قتال العدو لعمومها واطلاقها،فتخصيصها بالحرب الدفاعية، او تقييدها بان تكون حربا دفاعية لا هجومية يحتاج الى نص يخصصها او الى نص يقيدها، ولم يرد اي نص يخصصها او يقيدها لا من الكتاب ولا من السنة فتبقى على عمومها تشمل كل حرب من الحروب وكل قتال للعدو . ولنأخذ ايات الجهاد التي وردت في سورة التوبة لان سورة التوبة من اخر ما نزل حتى لا يبقى مجال لادعاء التخصيص او التقييد او النسخ . قال الله تعالى ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) وقال تعالى ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين ) وقال تعالى ( يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير ) وقال تعالى ( ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقران ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم )وقال تعالى ( يا ايها الذين امنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا ان الله مع المتقين ) فهذه الايات الخمسة جاء فيها الامر بالقتال عاما ومطلقا، ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله 000 ) ( وقاتلوا المشركين كافة ) ( جاهد الكفار ) (يقاتلون في سبيل الله ) وهو متضمن معنى الامر (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار )، فكلها ظاهر فيها العموم والاطلاق فتكون دليلا على ان الجهاد هو قتال الكفار، سواء اكان مبادأة بالقتال ام كان دفاعا عن المسلمين او عن بلاد الاسلام، فهي تشمل الحرب الدفاعية والحرب الهجومية وكل نوع من انواع الحروب من غير اي تخصيص او تقييد،لعدم وجود ما يخصص هذا العام او يقيد ذلك المطلق .
واما قوله تعالى ( وان جنحوا للسلم فاجنح لها )وقوله تعالى ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ) وقوله ( اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ) وما شاكل ذلك من الايات فانها كلها لا تصلح لان تخصص عموم ايات التوبة ولا لان تقيد مطلقها، لانها كلها نزلت قبل ايات التوبة والمتأخر لا يخصص المتقدم ولا يقيده، اذ التخصيص بمثابة النسخ لجزء من العام لانه صرف الحكم عن عمومه بابطاله في البعض ووضع مكانه حكما اخر وما دام التخصيص بمثابة النسخ والنسخ يشترط فيه ان يكون الناسخ متأخرا عن المنسوخ،لذلك لا تصلح هذه الايات لتخصيص ايات التوبة لانها متقدمة عنها في النزول وايات التوبة من اخر ما نزل في الجهاد فلا يتأتى التخصيص، وما قيل في التخصيص يقال كذلك في التقييد، فلا بد ان يكون النص المقيد متأخرا عن النص المطلق او مصاحبا له حتى يكون قيدا له او حتى يصح حمل المطلق على المقيد،وهنا جاءت ايات ( وان جنحوا للسلم ) وما شاكلها متقدمة على ايات التوبة فلا تصلح للتقييد، ولا يصح فيها حمل المطلق على المقيد لتأخر المطلق عن المقيد بالنزول . لذلك لا تصلح للتقييد ولا للتخصيص فيسقط الاستدلال بها على ان الجهاد حرب دفاعية لعموم الادلة التي نزلت بعد هذه الايات .وعليه يبقى العام على عمومه لعدم وجود نص مخصص له، ويبقى المطلق على اطلاقه لعدم وجود نص مقيد يمكن ان يقيد به او يحمل عليه . وعلى هذا يكون الجهاد هو قتال الاعداء مطلقا وبشكل عام يشمل كل قتال، فيشمل الحرب الهجومية والحرب الدفاعية والحرب الوقائية والحرب المحدودة والحرب غير المحدودة، وجميع انواع الحروب .
ـــــــــــــــــ
يتبع الجزء الثاني بإذنه تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
جــواب ســؤال
حدث في احدى الجامعات حلقة بحث حول الجهاد فقال الاستاذ بان الجهاد هو حرب دفاعية لا هجومية فتصدى له احد الشباب من ان هذا ليس بصحيح وان الجهاد انما هو مبادأة العدو بالقتال وليس دفاعا،فرد عليه الاستاذ واورد عدة ايات يبرر فيها حسب رايه بان الجهاد للدفاع منها (وان جنحوا للسلم فاجنح لها ) ( وقاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ) ( اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ) مستدلا بها بانها كلها للدفاع، وان اية المبادأة بالقتال لا تنسخ 121 اية واردة ويبرز منها ان الجهاد للدفاع،والسؤال هو ما هي الادلة على ان الجهاد ليس حربا دفاعية ? وما هي حقيقة هذه الايات التي اوردها في موضوع الجهاد ?
الجـــــــــــــواب
الجواب على هذا الموضوع كله من ثلاثة اوجه :
الوجه الاول : ان ادلة الجهاد ادلة عامة ومطلقة تشمل الحرب الدفاعية وتشمل مبادأة العدو بالقتال،تشمل الحرب المحدودة، والحرب غير المحدودة، والحرب الوقائية،وغير ذلك فهي تشمل كل انواع قتال العدو لعمومها واطلاقها،فتخصيصها بالحرب الدفاعية، او تقييدها بان تكون حربا دفاعية لا هجومية يحتاج الى نص يخصصها او الى نص يقيدها، ولم يرد اي نص يخصصها او يقيدها لا من الكتاب ولا من السنة فتبقى على عمومها تشمل كل حرب من الحروب وكل قتال للعدو . ولنأخذ ايات الجهاد التي وردت في سورة التوبة لان سورة التوبة من اخر ما نزل حتى لا يبقى مجال لادعاء التخصيص او التقييد او النسخ . قال الله تعالى ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) وقال تعالى ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين ) وقال تعالى ( يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير ) وقال تعالى ( ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقران ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم )وقال تعالى ( يا ايها الذين امنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا ان الله مع المتقين ) فهذه الايات الخمسة جاء فيها الامر بالقتال عاما ومطلقا، ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله 000 ) ( وقاتلوا المشركين كافة ) ( جاهد الكفار ) (يقاتلون في سبيل الله ) وهو متضمن معنى الامر (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار )، فكلها ظاهر فيها العموم والاطلاق فتكون دليلا على ان الجهاد هو قتال الكفار، سواء اكان مبادأة بالقتال ام كان دفاعا عن المسلمين او عن بلاد الاسلام، فهي تشمل الحرب الدفاعية والحرب الهجومية وكل نوع من انواع الحروب من غير اي تخصيص او تقييد،لعدم وجود ما يخصص هذا العام او يقيد ذلك المطلق .
واما قوله تعالى ( وان جنحوا للسلم فاجنح لها )وقوله تعالى ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ) وقوله ( اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ) وما شاكل ذلك من الايات فانها كلها لا تصلح لان تخصص عموم ايات التوبة ولا لان تقيد مطلقها، لانها كلها نزلت قبل ايات التوبة والمتأخر لا يخصص المتقدم ولا يقيده، اذ التخصيص بمثابة النسخ لجزء من العام لانه صرف الحكم عن عمومه بابطاله في البعض ووضع مكانه حكما اخر وما دام التخصيص بمثابة النسخ والنسخ يشترط فيه ان يكون الناسخ متأخرا عن المنسوخ،لذلك لا تصلح هذه الايات لتخصيص ايات التوبة لانها متقدمة عنها في النزول وايات التوبة من اخر ما نزل في الجهاد فلا يتأتى التخصيص، وما قيل في التخصيص يقال كذلك في التقييد، فلا بد ان يكون النص المقيد متأخرا عن النص المطلق او مصاحبا له حتى يكون قيدا له او حتى يصح حمل المطلق على المقيد،وهنا جاءت ايات ( وان جنحوا للسلم ) وما شاكلها متقدمة على ايات التوبة فلا تصلح للتقييد، ولا يصح فيها حمل المطلق على المقيد لتأخر المطلق عن المقيد بالنزول . لذلك لا تصلح للتقييد ولا للتخصيص فيسقط الاستدلال بها على ان الجهاد حرب دفاعية لعموم الادلة التي نزلت بعد هذه الايات .وعليه يبقى العام على عمومه لعدم وجود نص مخصص له، ويبقى المطلق على اطلاقه لعدم وجود نص مقيد يمكن ان يقيد به او يحمل عليه . وعلى هذا يكون الجهاد هو قتال الاعداء مطلقا وبشكل عام يشمل كل قتال، فيشمل الحرب الهجومية والحرب الدفاعية والحرب الوقائية والحرب المحدودة والحرب غير المحدودة، وجميع انواع الحروب .
ـــــــــــــــــ
يتبع الجزء الثاني بإذنه تعالى