من هناك
10-20-2008, 12:02 PM
حذر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في مؤتمر صحافي من عواقب إجراء محادثات مع طالبان مشيرا إلى أن مصيرها سيكون الفشل لو تمت، ونصح متكي الدول الغربية بالتفكير في عواقب إجراء محادثات مع الحركة موضحا أنها ستكون خطأ فادحا. وقال متكي "اليوم أصبح العالم بأكمله يعرف بالفشل الاستراتيجي للقوات الأجنبية في أفغانستان ونحن ننصحهم بعدم القيام بمحاولة فاشلة أخرى"، وأضاف "نحن ننصحهم بالتفكير في عواقب المحادثات - مع طالبان- التي تجري في المنطقة وفي أوروبا وتجنب أن يلدغوا من نفس الجحر مرتين". كما حذر متكي الغرب من التفكير بإمكانية حصر التطرف في أفغانستان وباكستان واسيا الوسطى، فالتطرف سيصل في يوم من الأيام إلى أوروبا والغرب.
تحذير متكي للغرب من خطر التطرف الإسلامي هو الثاني في أقل من عشرة أيام، فقد سبق وحذر الدول الغربية من تداعيات انتشار التطرف مؤكدا إن "فشل المحاولات الرامية إلى احتواء الإرهاب والتطرف من شأنه أن يهدد الجميع بمن في ذلك الغربيون"، معتبرا أن "تواجد القوات الأجنبية في المنطقة خلال الأعوام السبعة الماضية أدى إلى تفشي ظاهرة التطرف ".
وجه الغرابة في التصريحات الإيرانية هو في تقديم طهران نفسها والغرب في خندق واحد أمام خطر التطرف والإرهاب وتقديمها النصيحة المخلصة للدول الغربية في تجنب اللدغ من حجر مرتين. في حين تقدم إيران نفسها إعلاميا للعالم الإسلامي كزعيمة للتحرر من الهيمنة الغربية وداعمة ومساندة للقوى المقاومة للظلم والاحتلال. ازدواجية الخطاب الإيراني أو ما يعتبره البعض باطنية سياسية يجعل من الصعب الوثوق في إيران ووعودها ومواقفها المعلنة.
وتأتي تصريحات متكي في وقت يشهد العالم الإسلامي احتقانا مذهبيا وتراشق إعلاميا على خلفية اتهامات رموز إسلامية كبيرة لإيران بالقيام بمساع محمومة لنشر المذهب الشيعي، لتزيد من أجواء انعدام الثقة والشكوك بين أطراف الطيف الإسلامي. فوزير الخارجية الإيراني يحذر الغرب من التفاوض مع حركة طالبان، والتي ينظر إليها كثيرون في العالم الإسلامي كحركة مقاومة مشروعة في بلد محتل، ويقدم للغرب النصائح المخلصة وكأنه أقرب إليه منه للمقاومين الأفغان رغم تقاطعات الدين والجغرافيا.
أليست غريبة تصريحات متكي خصوصا مع استحضار قول الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لمراسل صحيفة أمريكية مؤخرا: "إذا اتفق القادة الفلسطينيون على حل الدولتين فيمكن لإيران أن تعيش مع دولة إسرائيلية". فهل يمكن لإيران أن تعيش مع الدولة العبرية ولا يمكنها أن تتعايش مع حكومة أفغانية تتصالح مع حركة طالبان؟ وهل تريد إيران، والمتهمة من قبل دوائر غربية بالتطرف، أن تقدم الحركات الإسلامية والتي تخالفها عقديا كمصدر للإرهاب والتطرف؟
الرغبة الإيرانية بفشل التفاوض مع طالبان قد يكون مرده الحرص على استمرار الصراعات والحرائق خارج البيت الإيراني، وعدم تمكين الرياض من القيام بدور دبلوماسي قد يخفف من الاحتقانات في المجتمعات الإسلامية المجاورة. وبغض النظر عن الاجتهادات فإن من الصعب أن نتفهم الحرص الإيراني على المقاومة في لبنان وعلى القضاء عليها في أفغانستان، ما لم تكن دوافعها سياسية ومصلحية وضيقة الأفق.
ياسر سعد
تحذير متكي للغرب من خطر التطرف الإسلامي هو الثاني في أقل من عشرة أيام، فقد سبق وحذر الدول الغربية من تداعيات انتشار التطرف مؤكدا إن "فشل المحاولات الرامية إلى احتواء الإرهاب والتطرف من شأنه أن يهدد الجميع بمن في ذلك الغربيون"، معتبرا أن "تواجد القوات الأجنبية في المنطقة خلال الأعوام السبعة الماضية أدى إلى تفشي ظاهرة التطرف ".
وجه الغرابة في التصريحات الإيرانية هو في تقديم طهران نفسها والغرب في خندق واحد أمام خطر التطرف والإرهاب وتقديمها النصيحة المخلصة للدول الغربية في تجنب اللدغ من حجر مرتين. في حين تقدم إيران نفسها إعلاميا للعالم الإسلامي كزعيمة للتحرر من الهيمنة الغربية وداعمة ومساندة للقوى المقاومة للظلم والاحتلال. ازدواجية الخطاب الإيراني أو ما يعتبره البعض باطنية سياسية يجعل من الصعب الوثوق في إيران ووعودها ومواقفها المعلنة.
وتأتي تصريحات متكي في وقت يشهد العالم الإسلامي احتقانا مذهبيا وتراشق إعلاميا على خلفية اتهامات رموز إسلامية كبيرة لإيران بالقيام بمساع محمومة لنشر المذهب الشيعي، لتزيد من أجواء انعدام الثقة والشكوك بين أطراف الطيف الإسلامي. فوزير الخارجية الإيراني يحذر الغرب من التفاوض مع حركة طالبان، والتي ينظر إليها كثيرون في العالم الإسلامي كحركة مقاومة مشروعة في بلد محتل، ويقدم للغرب النصائح المخلصة وكأنه أقرب إليه منه للمقاومين الأفغان رغم تقاطعات الدين والجغرافيا.
أليست غريبة تصريحات متكي خصوصا مع استحضار قول الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لمراسل صحيفة أمريكية مؤخرا: "إذا اتفق القادة الفلسطينيون على حل الدولتين فيمكن لإيران أن تعيش مع دولة إسرائيلية". فهل يمكن لإيران أن تعيش مع الدولة العبرية ولا يمكنها أن تتعايش مع حكومة أفغانية تتصالح مع حركة طالبان؟ وهل تريد إيران، والمتهمة من قبل دوائر غربية بالتطرف، أن تقدم الحركات الإسلامية والتي تخالفها عقديا كمصدر للإرهاب والتطرف؟
الرغبة الإيرانية بفشل التفاوض مع طالبان قد يكون مرده الحرص على استمرار الصراعات والحرائق خارج البيت الإيراني، وعدم تمكين الرياض من القيام بدور دبلوماسي قد يخفف من الاحتقانات في المجتمعات الإسلامية المجاورة. وبغض النظر عن الاجتهادات فإن من الصعب أن نتفهم الحرص الإيراني على المقاومة في لبنان وعلى القضاء عليها في أفغانستان، ما لم تكن دوافعها سياسية ومصلحية وضيقة الأفق.
ياسر سعد