النصر قادم
10-20-2008, 09:18 AM
البترول بين النهب والضياع وامل المستقبل
بعد ان افلت شمس الخلافة عن الوجود وخيم الليل بظلامه على بلاد الاسلام، استطاع الكافر تحت جنح الظلام وفي غفلة من المسلمين، ان يتسلل الى بلادنا فتربع على عرشها واخذ بمعوله يقطع اوصالها وتقاسموها فيما بينهم ثم تنازعوا وتصارعوا عليها وعلى خيراتها ولا يزالون .
وعندما وضعوا ايديهم على كنوز الارض فيها بدأوا ينهبون ويسرقون هذه الخيرات والمسلمون قاصرون ينظرون الى عدوهم وهو يسرق ثرواتهم دون ان يحركوا ساكنا ومما سهل الامر امام الكافر تلك الاوضاع الهزيلة المصطنعة في شكل دويلات كرتونية واشباه حكام، تلك الدويلات القائمة منذ زوال الخلافة ابان الحرب العالمية الاولى وحتى ايامنا هذه .
ومن اهم تلك الخيرات التي وضع يده عليها، دون ان يجد من يروعه، النفط . ولا سيما عندما بدأت الالة تعمل في الغرب واتخذ النفط مكان الصدارة في تحريك عجلة الصناعة الحديثة، وهكذا اقام الكافر الغربي نهضته المادية وتقدمه المدني ورفاهيته على اهم مصدر للطاقة عرفه الانسان الحديث وهو البترول، ولكنه ادخر ما عنده واخذ يسرق بترول الشرق بشتى الوسائل ومختلف الاساليب، بما لديه من براعة التضليل ومن المغالطات كي لا ينتبه اهل الدار الى وجود اللصوص وهم يسرقون وينهبون .وبقي الحال كذلك الى الامس القريب، اذ دبت احاسيس الوعي بين المسلمين والهبت الهزات والمصائب المتتالية الاحساس والفكر في الامة لتسير في طريق النهضة الصحيحة، وبدأ الكافر يتململ من الهزال الذي اصابه وتكشفت الاعيبه في استعمار الشعوب المستضعفة واستغلال خيراتها، ولم يبق من الامر الا ان يأخذ صاحب الدار العصا من يد اللص المرتعشة، وتعود الامور الى اربابها، ولتصحو الامة الاسلامية من سباتها قوية وتستأنف بذلك حمل المشعل والنور الى اهل الارض جميعا . فتصبح حرية بقول الله تعالى"كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله."
بعد هذه العجالة نعود الى الحديث عن ذهبنا الاسود الضائع، فالنفط مادة اساسية في توليد الطاقة اللازمة لتحريك عجلة الصناعة الحديثة والوقود الضروري لحياة الناس ورفاهيتهم، بالاضافة الى ان النفط يدخل في كثير من الصناعات التي لا يستغنى عنها بيت من البيوت في العالم، يحتاجها الناس في جميع احوالهم في السلم والحرب وفي السراء والضراء . ولا يتسع المقام هنا للحديث عن مشتقات واستخدامات هذه المادة المكنونة .
كان اول تدفق للبترول من الارض بشكل مقصود في عام 1858 في مكان يسمى"تيتوس فيل"في بنسلفانيا، احدى ولايات امريكا الشمالية، على يد كولونيل اسمه - دراك - وفي عام 1867 اسس رجل الاعمال الامريكي الثري - روكفلـــــر - شركة ال - ستاندرو - اول شركة لانتاج النفط في الولايات المتحدة .
وفي بداية القرن العشرين تنبه الغرب الى وجود هذه المادة الثمينة في بلاد الشرق فكان اول تدفق للزيت في ايران بتاريخ 6 ايار 1908 بامتياز لمدة ستين عاما بفرمان من الشاة، وانشأت شركة الزيت الانجليزية الايرانية .
ثم سارت قضية الامتيازات البترولية مرورا ببترول العراق ودول الخليج ثم السعودية والى بلدان شمال افريقيا الاسلامية، وكانت بريطانيا بادىء ذي بدء، المتفردة في استغلال النفط والمسيطرة على البلاد الاسلامية منذ اكتشافه حتى جاءت فرنسا وامريكا لتدخلا هذه اللعبة المربحة، وذلك في معاهدة - سان ريمو - فاستهموا اماكن لهم في دول البترول .والجدير بالذكر ان بريطانيا سيطرت على مناطق الخليج بأكمله بالاتفاقات الابدية واخذ الامتيازات البترولية واللؤلؤية هناك . وذلك ما بين 1911 - 1922 وامتد الامر الى السعودية كذلك .وفيما يلي صورتان تجسم هذه الهيمنة البريطانية انئذ هناك .
أ - فقد جاء في نص كتاب لشيخ الكويت، موجه الى اسياده الانجليز بتاريخ 27 من تشرين سنة 1913." .. سوف نشرك معه احد اولادنا ليكون في خدمته ليرى موضع وجود النفط في اي مكان، واذا كان يبدو في نظرهم امل للحصول على الزيت من هناك فسوف لا نعطي امتيازا في هذه المسألة الى اي شخص اخر غير الشخص الذي تعينه الحكومة البريطانية."
ب - ومن البروتوكول الذي وقعه عبد العزيز ال سعود عام 1915 مع بريطانيا ما نصه." .. بأن لا يتصرف - اي عبد العزيز هذا - بأي شكل كان بجزء من ارضه بدون موافقة الحكومة البريطانية ...."
وقبل الحرب العالمية الثانية اشتد الصراع بين امريكا وبريطانيا في السيطرة على ثروات الشرق العربي وبدأت انتصارات الشركات الامريكية في هذا المجال وكان على رأسها الانتصار الذي حققه الامريكيون في السيطرة على بترولنا في السعودية عام 1933 حيث حلوا محل الشركات البريطانية حينما وقعت اتفاقية بين الامريكان وعبد الله بن سليمان وزير مالية ابن سعود، الذي لم يكد يمضي على تنصيبه ملكا انذاك عام واحد، وكانت هذه الاتفاقية واحــدة من اكثر اتفاقيات البترول اسطورية، موجدا بذلك شركة
"California Arabian Standard Oil Co ."C. A. S. O. C"
ويستمر هذا الاتفاق لمدة ستة وستين عاما بمساحه 000ر900 كم لا تنتهي"حسب نص الاتفاقية"قبل عام 1999 .
وبعد الحرب العالمية الثانية اي بعد عام 1945 اتجهت الشركات الامريكية الى استغلال النفط في البلاد العربية على اوسع نطاق بعد ان استخرجت امريكا 900 مليون الف طن من اراضيها من اصل مليار طن المستخرج في العالم في ذلك الحين .
وخرجت الشركات الامريكية مع امريكا من الحرب رابحة واصبحت اكثر القوى الاقتصادية في العالم حتى الان، مشكلة بذلك"الامبراطورية البترولية"
وفي عام 1946 احدث الامريكان شركة"الارامكو"
"Arabian American Company"Aramco"
والتي جمعت فيها اربعة زمر من الشركات الامريكية وهي
Standard of California
Standard of New Jersey
Texas Oil
Socany Vacum
وبذلك استولت هذه الشركات في السعودية على اوسع الحقول البترولية في العالم . ثم امتدت سيطرة امريكا على بترول المنطقة المحايدة بين الكويت والسعودية وكذلك حضرموت وعدن واليمن الشمالي وامتدوا الى عمان على الرغم من انه بلد تحرسه لندن بغيرة، وحلت الشركات الامريكية محل الشركات البريطانية هناك . وبدأالانجليز ينسحبون دون الكثير من الاعتراض امام الامريكان في كل مكان تقريبا من امبراطوريتهم البترولية القديمة .
وهكذا انتقلت ادارة السياسة البترولية بين عامي 1947 - 1952 من ايادي الانجليز الى ايادي الامريكان، والجدير بالذكر ان هذا الانتقال حصل دون ان يشعر به الرأي العام في البلاد العربية، بادىء الامر على الاقل، ولما وضعت خطة"مارشال"تجاه اوروبا كان اهم اهدافها جعل الاوسط تحت السيطرة الامريكية لتكون المورد الوحيد لاوروبا وربط تموين اوروبا بحاجتها من الطاقة بالولايات المتحدة .
ومن الملاحظ ايضا ان روسيا ودول اوروبا الشرقية قد استبعدت من الدارات البترولية الكبيرة ووضعت امريكا كل ثقلها للسيطرة على ثروات الشرق وبحماية سياسية وعسكرية .
ولا بد ان يتساءل المرء عن اسرار الاحتكارات التي تجري في ثرواتنا .والشركات المعنية بذلك والدول التي تقف وراءها .وللاجابة على هذا التساؤل لا بد من استعراض المعلومات التالية كي تتكون صورة واضحة عن عمليات النهب في عالم النفط التي بدأت في مطلع هذا القرن ولما تنتهي بعد :
1 - الاخوات السبع في تجمع الشركات الاحتكارية التي شيدت امبراطورية بترولية واسعة النفوذ على انقاض ومن حجارات الخراب الذي نتج عن زوال دولة الخلافة تلك، هي :
امريكية Standard Oil City
= Texas Co
= Co. of California
= Gulf Oil
= Socany Mobil Oil
بريطانية British Corporation
انجلو هولندية Royal Dateh Shell Petroeum
وتمتلك هذه الشركات السبع 10/9الموارد العالمية من البترول .علما بأن حصة روسيا في هذا المجال لا تتجاوز 6% وفرنسا 3 - 4 % فقط .
2 - كانت الدول المنتجة للبترول لا تحصل الا على نسبة 7% من اجمالي المبالغ المحصلة من بيع النفط وقد وصلت قبل الزيادات التي تمت عام 1973 الى 14% وتقاسمت الشركات وحكومات الدول المستهلكة للبترول النسبة الباقية . فعلة حين كان نصيب الدول الغربية المنتجة للبترول النسبة الباقية . فعلى حين كان نصيب الدول الغربية، المنتجة للبترول سنة 1972 مثلا هو 17 مليار دولار فقط فان الدول المستهلكة قد حققت 28 مليار دولار . في حين ان عائدات الشركات قد وصلت الى 68 دولار . ومع ذلك فان عائدات الدول العربي المنتجة للنفط معظمها تذهب الى الدول المستهلكة بحجة استثمارها وعدم قدرة الدول المنتجة على استيعابها . وهذه المعلومات محسوبة بالاستناد الى الارقام الموضوعة من قبل الشركات وحدها، وهي غالبا ما تكون اقل بعشرات المرات تقريبا من السعر الذي يدفعه المستهلك الاوروبي .
وحتى مشتقات البترول تعود فائدتها الى الشركات نفسها وفي النهاية لا يأخذ البلد المنتج سوى 5% من الموارد الحقيقية لبتروله بعد التحويل واكثر من ذلك فان هذه العائدات نفسها ال 5 % توضع وتستثمر خارج البلاد المنتجة لا سيما في اوروبا وامريكا .
وخلاصة القول - فان البلاد العربية اصبحت المصدر الاكبر للثروات في العالم فيكاد يهب بتروله ولا يبيعه . ويكاد يبيع بتروله كما يبيع التاجر بضائعه قبل التصفية بأسعار مخفضة ولا يصيبه منه الا النزر القليل وحتى هذا النزر القليل لا توزعه المجموعات المستثمرة الا بتقتير كنوع من انواع الصدقة .
اما الحديث عما سمي بأزمة الطاقة العالمية ولا سيما بعد حرب تشرين الخائنة عام 1973 ومعزوفة التهديدات الامريكية اثناء ذلك، وحكاية تدوير الاموال الفائضة من عائدات النفط في البلاد العربية المنتجة وما شابه ذلك مما نسمع به هنا وهناك، وان الاجابة ستتضح بعد استعراض بعض الاحداث والتواريخ المهمة في قصة البترول ولا سيما منذ اوائل الخمسينات.
1 - كانت الشركات حتى عام 1950 لا تدفع الى البلدان المنتجة للبترول سوى رسم تأجيري محسوب بالقدر الادنى . وغيرت ارامكو هذا الاسلوب 1950 وقررت تقاسم الارباح مع الحكومة السعودية بنسبة 50% وذلك في نطاق التنافس مع الاحتكارات الانجليزية وقتئذ وكوقاية لموجات التحرر او التأميم وبهذا بدلت الارتباط الامتيازي بنوع من العقد يختلف عن نظام الامتياز القسري وبذلك اضطرت بريطانيا ان تحذو حذو امريكا وان توقع مع العراق اتفاقا مماثلا عام 1952 .
2 - تأميم شركة الزيت الانجلو ايرانية بناء على طلب مصدق عميل امريكا تحقيقا لرغبتها في سلب بريطانيا سيطرتها على البترول الايراني وذلك عام 1951 .وبعد ذلك تشكلت الشركة الوطنية للبترول الايراني باتفاق مع شركة"E N"الايطالية بحيث تقسم الارباح بنسبة 25% للشركة الايطالية و75% لايران .
وفي عام 1966 جاء توقيع الاتفاق بين الشركة الوطنية الايرانية وفرنسا بشكل عقد ونوع جديد من العلاقات البترولية التي ظهرت فيها فرنسا بدور المتعهد الذي يتقاضى نصيبه عينا . وقد وصفت هذه الاتفاقية انها تحد كبير للشركات العالمية، وتحولا خطيرا في غير صالح الامبراطورية البترولية التي تتزعمها امريكا .
3 - تأسيس منظمة البلدان المصدرة للنفط المعروفة باسم"اوبيك"عام 1960 ومن اهم اهدافها الانعتاق من سيطرة الشركات الامريكية العملاقة ومواجهة امريكا في مجال صناعة النفط .
4 - وفي العراق صدر القرار رقم 80 سنة 1961 والغيت بذلك الاتفاقات الموقعة عام 1928 للسيطرة الانجليزية على بترول العراق في ذلك الحين . اذ انه في عام 1958 بدأ التحول في العراق نحو تحطيم الاحتكارات البترولية بتصريح الجنرال قاسم"سوف لا نسمح للاجنبي بنهب الاموال التي هي ملك للشعب العراقي والامة العربية جمعاء"ثم تشكلت الشركة الوطنية في العراق . واخيرا جاء التأميم في اوائل السبعينات .
5 - وفي اذار عام 1965 عقد اجتماع بترولي في روما برئاسة رئيس جمهورية ايطاليا انئذ حضره الامين العام للاوبيك ودعا في هذا اللقاء الدول المنتجة والمستهلكة للبترول الى حوار مباشر يتجاوز الشركات اي حوار بين اوروبا والحكومات المنتجة للنفط وعلى اثر ذلك اعلن البروفسور الفرنسي"موريس""ان سياسة الولايات المتحدة النفطية ستكرس اوروبا الغربية بشكل متزايد لكي تصبح سوق استهلاك مستقلة بالنسبة لامريكا ولكي تمتص - بفضل الطلب المتزايد بصورة هائلة - محروقات حوض البحر الابيض المتوسط . فأوروبا الغربية مضطرة اذن للتضامن مع منتجي هذه المنطقة ولا يمكن لهذا التضامن ان يحيا الا اذا كان منظما."
6 - ثم تأتي التأميمات التي حصلت في الجزائر وليبيا، وتحرر البترول هناك من السيطرة الاجنبية وولادة الشركات الوطنية مثل شركة"سو"الجزائرية بالتعاون مع فرنسا، ولقصد عملية الانعتاق من احتكارات الشركات الاجنبية وتداخلاتها .
ثم جاءت حرب تشرين عام 1973 ليأتي بعدها بداية التحول في ميزان القوى في السوق العالمية للنفط في صالح الدول المنتجة لهذه المادة الاولية فقد اصبحت سلطة اتخاذ القرارات الخاصة بالبترول في يد الدول المنتجة للنفط بعد ان كانت للشركات الاحتكارية المستغلة للبترول اليد الطولى في هذه المسائل .
فكان رد الفعل الامريكي متمثلا في عدة امور اهمها :
1 - في بداية عام 1974 الذي سمي عام النفط العربي واكتشاف قوتهم، اطلق"فورد"رئيس الولايات المتحدة تصريحات عنترية مهددا الدول العربية النفطية بحجة رفع الاسعار وخفض الانتاج ولتسبب احداث ازمة طاقة عالمية وكذلك التضخم النقدي والاقتصادي بسبب تراكم العائدات البترولية الضخمة للدول العربية وذلك في 0000000وتبعة وزير خارجيته كيسنجر امام الجمعية العامة للامم المتحدة .
2 - ثم دعت امريكا الى عقد مؤتمر لبحث الطاقة بين الدول المستهلكة فقط لمواجهة تكتل الدول المنتجة للنفط المتمثلة بمنظمة اوبيك .
وجدت في البحث العلمي لاكتشاف مصدر جديد للطاقة غير البترول كالطاقة الشمسية مثلا .
اوحت امركيا بعقد ندوة في بيـــرو في اواخر عام 1974 تحت اشراف جريدة الفايننشال اللندنية تحت عنوان"الشرق الاوسط في عالم المال الدولي." اشترك فيها قرابة 300 ممثل عن جميع شركات النفط الكبرى وبقية المؤسسات المالية والمصرفي والتجارية الاخرى، وقد سيطر على الندوة بحث العائدات النفطية للدول العربية المنتجة وضرورة اعادة تدويرها واستثمارها في اقتصاد الغرب ثانية، هكذا انتهت الندوة باظهار هدف الاحتكارات الامريكية والانجليزية والمصالح الغربية على حد سواء، وكان يرأس الندوة احد رجال المال البريطانيين - جون كوتنغهام - مدير قسم الاستثمار في - مورغن غرينفيل اند كومباني ليمتد - . ولكن كل ذلك لم ينفع امريكا في شيء يذكر وسارت الامور ولا تزال تسير في اتجاه لا يخدم المصالح الغربية ولا سيما امريكا . وتسير قصة البترول نحو الاتجاه الذي اذا استمر الى النهاية سوف يكون له فيما بعد شأن مهم في صالح المسلمين ومستقبل البلاد الاسلامية عموما . وتمهيدا وتيسيرا من الله عز وجل امام دولة الخلافة المقبلة في الغد القريب لبناء الاقتصاد الاسلامي القوي، وليكون للبترول النصيب الاوفر في ازدهار المعيشة ورفاهية المسلمين في حياتهم المقبلة وعندئذ تنتهي والى الابد تلك الاوضاع المتداعية التي تجثم بكابوسها على بلاد المسلمين ويزول اولئك الحكام المتجبرون القابعون في رفاهية الدولارات المسروقة من اموال النفط الاسلامي فيبعثرونها ويبذرونها على حفلاتهم الراقصة وكؤوس الخمر في قصورهم او بارات لندن وواشنطن وباريس ولياليها الحمراء .
ولن يكون ذلك اليوم بعيدا الذي يأمر فيه خليفة المسلمين وهو يوعز بتوزيع عائدات النفط لاول مرة على الرعية بالتساوي .
فتعود الامة الاسلامية بدولتها زهرة الدنيا من جديد تنشر العدل في الارض باستئناف الدعوة الاسلامية للعالم عندئذ يعلم اهل الارض ان كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى والله عزيز حكيم .
ــــــــــــــــ
من منشورات حزب التحرير
19 من ربيع الاخر 1395
30/8/1975
بعد ان افلت شمس الخلافة عن الوجود وخيم الليل بظلامه على بلاد الاسلام، استطاع الكافر تحت جنح الظلام وفي غفلة من المسلمين، ان يتسلل الى بلادنا فتربع على عرشها واخذ بمعوله يقطع اوصالها وتقاسموها فيما بينهم ثم تنازعوا وتصارعوا عليها وعلى خيراتها ولا يزالون .
وعندما وضعوا ايديهم على كنوز الارض فيها بدأوا ينهبون ويسرقون هذه الخيرات والمسلمون قاصرون ينظرون الى عدوهم وهو يسرق ثرواتهم دون ان يحركوا ساكنا ومما سهل الامر امام الكافر تلك الاوضاع الهزيلة المصطنعة في شكل دويلات كرتونية واشباه حكام، تلك الدويلات القائمة منذ زوال الخلافة ابان الحرب العالمية الاولى وحتى ايامنا هذه .
ومن اهم تلك الخيرات التي وضع يده عليها، دون ان يجد من يروعه، النفط . ولا سيما عندما بدأت الالة تعمل في الغرب واتخذ النفط مكان الصدارة في تحريك عجلة الصناعة الحديثة، وهكذا اقام الكافر الغربي نهضته المادية وتقدمه المدني ورفاهيته على اهم مصدر للطاقة عرفه الانسان الحديث وهو البترول، ولكنه ادخر ما عنده واخذ يسرق بترول الشرق بشتى الوسائل ومختلف الاساليب، بما لديه من براعة التضليل ومن المغالطات كي لا ينتبه اهل الدار الى وجود اللصوص وهم يسرقون وينهبون .وبقي الحال كذلك الى الامس القريب، اذ دبت احاسيس الوعي بين المسلمين والهبت الهزات والمصائب المتتالية الاحساس والفكر في الامة لتسير في طريق النهضة الصحيحة، وبدأ الكافر يتململ من الهزال الذي اصابه وتكشفت الاعيبه في استعمار الشعوب المستضعفة واستغلال خيراتها، ولم يبق من الامر الا ان يأخذ صاحب الدار العصا من يد اللص المرتعشة، وتعود الامور الى اربابها، ولتصحو الامة الاسلامية من سباتها قوية وتستأنف بذلك حمل المشعل والنور الى اهل الارض جميعا . فتصبح حرية بقول الله تعالى"كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله."
بعد هذه العجالة نعود الى الحديث عن ذهبنا الاسود الضائع، فالنفط مادة اساسية في توليد الطاقة اللازمة لتحريك عجلة الصناعة الحديثة والوقود الضروري لحياة الناس ورفاهيتهم، بالاضافة الى ان النفط يدخل في كثير من الصناعات التي لا يستغنى عنها بيت من البيوت في العالم، يحتاجها الناس في جميع احوالهم في السلم والحرب وفي السراء والضراء . ولا يتسع المقام هنا للحديث عن مشتقات واستخدامات هذه المادة المكنونة .
كان اول تدفق للبترول من الارض بشكل مقصود في عام 1858 في مكان يسمى"تيتوس فيل"في بنسلفانيا، احدى ولايات امريكا الشمالية، على يد كولونيل اسمه - دراك - وفي عام 1867 اسس رجل الاعمال الامريكي الثري - روكفلـــــر - شركة ال - ستاندرو - اول شركة لانتاج النفط في الولايات المتحدة .
وفي بداية القرن العشرين تنبه الغرب الى وجود هذه المادة الثمينة في بلاد الشرق فكان اول تدفق للزيت في ايران بتاريخ 6 ايار 1908 بامتياز لمدة ستين عاما بفرمان من الشاة، وانشأت شركة الزيت الانجليزية الايرانية .
ثم سارت قضية الامتيازات البترولية مرورا ببترول العراق ودول الخليج ثم السعودية والى بلدان شمال افريقيا الاسلامية، وكانت بريطانيا بادىء ذي بدء، المتفردة في استغلال النفط والمسيطرة على البلاد الاسلامية منذ اكتشافه حتى جاءت فرنسا وامريكا لتدخلا هذه اللعبة المربحة، وذلك في معاهدة - سان ريمو - فاستهموا اماكن لهم في دول البترول .والجدير بالذكر ان بريطانيا سيطرت على مناطق الخليج بأكمله بالاتفاقات الابدية واخذ الامتيازات البترولية واللؤلؤية هناك . وذلك ما بين 1911 - 1922 وامتد الامر الى السعودية كذلك .وفيما يلي صورتان تجسم هذه الهيمنة البريطانية انئذ هناك .
أ - فقد جاء في نص كتاب لشيخ الكويت، موجه الى اسياده الانجليز بتاريخ 27 من تشرين سنة 1913." .. سوف نشرك معه احد اولادنا ليكون في خدمته ليرى موضع وجود النفط في اي مكان، واذا كان يبدو في نظرهم امل للحصول على الزيت من هناك فسوف لا نعطي امتيازا في هذه المسألة الى اي شخص اخر غير الشخص الذي تعينه الحكومة البريطانية."
ب - ومن البروتوكول الذي وقعه عبد العزيز ال سعود عام 1915 مع بريطانيا ما نصه." .. بأن لا يتصرف - اي عبد العزيز هذا - بأي شكل كان بجزء من ارضه بدون موافقة الحكومة البريطانية ...."
وقبل الحرب العالمية الثانية اشتد الصراع بين امريكا وبريطانيا في السيطرة على ثروات الشرق العربي وبدأت انتصارات الشركات الامريكية في هذا المجال وكان على رأسها الانتصار الذي حققه الامريكيون في السيطرة على بترولنا في السعودية عام 1933 حيث حلوا محل الشركات البريطانية حينما وقعت اتفاقية بين الامريكان وعبد الله بن سليمان وزير مالية ابن سعود، الذي لم يكد يمضي على تنصيبه ملكا انذاك عام واحد، وكانت هذه الاتفاقية واحــدة من اكثر اتفاقيات البترول اسطورية، موجدا بذلك شركة
"California Arabian Standard Oil Co ."C. A. S. O. C"
ويستمر هذا الاتفاق لمدة ستة وستين عاما بمساحه 000ر900 كم لا تنتهي"حسب نص الاتفاقية"قبل عام 1999 .
وبعد الحرب العالمية الثانية اي بعد عام 1945 اتجهت الشركات الامريكية الى استغلال النفط في البلاد العربية على اوسع نطاق بعد ان استخرجت امريكا 900 مليون الف طن من اراضيها من اصل مليار طن المستخرج في العالم في ذلك الحين .
وخرجت الشركات الامريكية مع امريكا من الحرب رابحة واصبحت اكثر القوى الاقتصادية في العالم حتى الان، مشكلة بذلك"الامبراطورية البترولية"
وفي عام 1946 احدث الامريكان شركة"الارامكو"
"Arabian American Company"Aramco"
والتي جمعت فيها اربعة زمر من الشركات الامريكية وهي
Standard of California
Standard of New Jersey
Texas Oil
Socany Vacum
وبذلك استولت هذه الشركات في السعودية على اوسع الحقول البترولية في العالم . ثم امتدت سيطرة امريكا على بترول المنطقة المحايدة بين الكويت والسعودية وكذلك حضرموت وعدن واليمن الشمالي وامتدوا الى عمان على الرغم من انه بلد تحرسه لندن بغيرة، وحلت الشركات الامريكية محل الشركات البريطانية هناك . وبدأالانجليز ينسحبون دون الكثير من الاعتراض امام الامريكان في كل مكان تقريبا من امبراطوريتهم البترولية القديمة .
وهكذا انتقلت ادارة السياسة البترولية بين عامي 1947 - 1952 من ايادي الانجليز الى ايادي الامريكان، والجدير بالذكر ان هذا الانتقال حصل دون ان يشعر به الرأي العام في البلاد العربية، بادىء الامر على الاقل، ولما وضعت خطة"مارشال"تجاه اوروبا كان اهم اهدافها جعل الاوسط تحت السيطرة الامريكية لتكون المورد الوحيد لاوروبا وربط تموين اوروبا بحاجتها من الطاقة بالولايات المتحدة .
ومن الملاحظ ايضا ان روسيا ودول اوروبا الشرقية قد استبعدت من الدارات البترولية الكبيرة ووضعت امريكا كل ثقلها للسيطرة على ثروات الشرق وبحماية سياسية وعسكرية .
ولا بد ان يتساءل المرء عن اسرار الاحتكارات التي تجري في ثرواتنا .والشركات المعنية بذلك والدول التي تقف وراءها .وللاجابة على هذا التساؤل لا بد من استعراض المعلومات التالية كي تتكون صورة واضحة عن عمليات النهب في عالم النفط التي بدأت في مطلع هذا القرن ولما تنتهي بعد :
1 - الاخوات السبع في تجمع الشركات الاحتكارية التي شيدت امبراطورية بترولية واسعة النفوذ على انقاض ومن حجارات الخراب الذي نتج عن زوال دولة الخلافة تلك، هي :
امريكية Standard Oil City
= Texas Co
= Co. of California
= Gulf Oil
= Socany Mobil Oil
بريطانية British Corporation
انجلو هولندية Royal Dateh Shell Petroeum
وتمتلك هذه الشركات السبع 10/9الموارد العالمية من البترول .علما بأن حصة روسيا في هذا المجال لا تتجاوز 6% وفرنسا 3 - 4 % فقط .
2 - كانت الدول المنتجة للبترول لا تحصل الا على نسبة 7% من اجمالي المبالغ المحصلة من بيع النفط وقد وصلت قبل الزيادات التي تمت عام 1973 الى 14% وتقاسمت الشركات وحكومات الدول المستهلكة للبترول النسبة الباقية . فعلة حين كان نصيب الدول الغربية المنتجة للبترول النسبة الباقية . فعلى حين كان نصيب الدول الغربية، المنتجة للبترول سنة 1972 مثلا هو 17 مليار دولار فقط فان الدول المستهلكة قد حققت 28 مليار دولار . في حين ان عائدات الشركات قد وصلت الى 68 دولار . ومع ذلك فان عائدات الدول العربي المنتجة للنفط معظمها تذهب الى الدول المستهلكة بحجة استثمارها وعدم قدرة الدول المنتجة على استيعابها . وهذه المعلومات محسوبة بالاستناد الى الارقام الموضوعة من قبل الشركات وحدها، وهي غالبا ما تكون اقل بعشرات المرات تقريبا من السعر الذي يدفعه المستهلك الاوروبي .
وحتى مشتقات البترول تعود فائدتها الى الشركات نفسها وفي النهاية لا يأخذ البلد المنتج سوى 5% من الموارد الحقيقية لبتروله بعد التحويل واكثر من ذلك فان هذه العائدات نفسها ال 5 % توضع وتستثمر خارج البلاد المنتجة لا سيما في اوروبا وامريكا .
وخلاصة القول - فان البلاد العربية اصبحت المصدر الاكبر للثروات في العالم فيكاد يهب بتروله ولا يبيعه . ويكاد يبيع بتروله كما يبيع التاجر بضائعه قبل التصفية بأسعار مخفضة ولا يصيبه منه الا النزر القليل وحتى هذا النزر القليل لا توزعه المجموعات المستثمرة الا بتقتير كنوع من انواع الصدقة .
اما الحديث عما سمي بأزمة الطاقة العالمية ولا سيما بعد حرب تشرين الخائنة عام 1973 ومعزوفة التهديدات الامريكية اثناء ذلك، وحكاية تدوير الاموال الفائضة من عائدات النفط في البلاد العربية المنتجة وما شابه ذلك مما نسمع به هنا وهناك، وان الاجابة ستتضح بعد استعراض بعض الاحداث والتواريخ المهمة في قصة البترول ولا سيما منذ اوائل الخمسينات.
1 - كانت الشركات حتى عام 1950 لا تدفع الى البلدان المنتجة للبترول سوى رسم تأجيري محسوب بالقدر الادنى . وغيرت ارامكو هذا الاسلوب 1950 وقررت تقاسم الارباح مع الحكومة السعودية بنسبة 50% وذلك في نطاق التنافس مع الاحتكارات الانجليزية وقتئذ وكوقاية لموجات التحرر او التأميم وبهذا بدلت الارتباط الامتيازي بنوع من العقد يختلف عن نظام الامتياز القسري وبذلك اضطرت بريطانيا ان تحذو حذو امريكا وان توقع مع العراق اتفاقا مماثلا عام 1952 .
2 - تأميم شركة الزيت الانجلو ايرانية بناء على طلب مصدق عميل امريكا تحقيقا لرغبتها في سلب بريطانيا سيطرتها على البترول الايراني وذلك عام 1951 .وبعد ذلك تشكلت الشركة الوطنية للبترول الايراني باتفاق مع شركة"E N"الايطالية بحيث تقسم الارباح بنسبة 25% للشركة الايطالية و75% لايران .
وفي عام 1966 جاء توقيع الاتفاق بين الشركة الوطنية الايرانية وفرنسا بشكل عقد ونوع جديد من العلاقات البترولية التي ظهرت فيها فرنسا بدور المتعهد الذي يتقاضى نصيبه عينا . وقد وصفت هذه الاتفاقية انها تحد كبير للشركات العالمية، وتحولا خطيرا في غير صالح الامبراطورية البترولية التي تتزعمها امريكا .
3 - تأسيس منظمة البلدان المصدرة للنفط المعروفة باسم"اوبيك"عام 1960 ومن اهم اهدافها الانعتاق من سيطرة الشركات الامريكية العملاقة ومواجهة امريكا في مجال صناعة النفط .
4 - وفي العراق صدر القرار رقم 80 سنة 1961 والغيت بذلك الاتفاقات الموقعة عام 1928 للسيطرة الانجليزية على بترول العراق في ذلك الحين . اذ انه في عام 1958 بدأ التحول في العراق نحو تحطيم الاحتكارات البترولية بتصريح الجنرال قاسم"سوف لا نسمح للاجنبي بنهب الاموال التي هي ملك للشعب العراقي والامة العربية جمعاء"ثم تشكلت الشركة الوطنية في العراق . واخيرا جاء التأميم في اوائل السبعينات .
5 - وفي اذار عام 1965 عقد اجتماع بترولي في روما برئاسة رئيس جمهورية ايطاليا انئذ حضره الامين العام للاوبيك ودعا في هذا اللقاء الدول المنتجة والمستهلكة للبترول الى حوار مباشر يتجاوز الشركات اي حوار بين اوروبا والحكومات المنتجة للنفط وعلى اثر ذلك اعلن البروفسور الفرنسي"موريس""ان سياسة الولايات المتحدة النفطية ستكرس اوروبا الغربية بشكل متزايد لكي تصبح سوق استهلاك مستقلة بالنسبة لامريكا ولكي تمتص - بفضل الطلب المتزايد بصورة هائلة - محروقات حوض البحر الابيض المتوسط . فأوروبا الغربية مضطرة اذن للتضامن مع منتجي هذه المنطقة ولا يمكن لهذا التضامن ان يحيا الا اذا كان منظما."
6 - ثم تأتي التأميمات التي حصلت في الجزائر وليبيا، وتحرر البترول هناك من السيطرة الاجنبية وولادة الشركات الوطنية مثل شركة"سو"الجزائرية بالتعاون مع فرنسا، ولقصد عملية الانعتاق من احتكارات الشركات الاجنبية وتداخلاتها .
ثم جاءت حرب تشرين عام 1973 ليأتي بعدها بداية التحول في ميزان القوى في السوق العالمية للنفط في صالح الدول المنتجة لهذه المادة الاولية فقد اصبحت سلطة اتخاذ القرارات الخاصة بالبترول في يد الدول المنتجة للنفط بعد ان كانت للشركات الاحتكارية المستغلة للبترول اليد الطولى في هذه المسائل .
فكان رد الفعل الامريكي متمثلا في عدة امور اهمها :
1 - في بداية عام 1974 الذي سمي عام النفط العربي واكتشاف قوتهم، اطلق"فورد"رئيس الولايات المتحدة تصريحات عنترية مهددا الدول العربية النفطية بحجة رفع الاسعار وخفض الانتاج ولتسبب احداث ازمة طاقة عالمية وكذلك التضخم النقدي والاقتصادي بسبب تراكم العائدات البترولية الضخمة للدول العربية وذلك في 0000000وتبعة وزير خارجيته كيسنجر امام الجمعية العامة للامم المتحدة .
2 - ثم دعت امريكا الى عقد مؤتمر لبحث الطاقة بين الدول المستهلكة فقط لمواجهة تكتل الدول المنتجة للنفط المتمثلة بمنظمة اوبيك .
وجدت في البحث العلمي لاكتشاف مصدر جديد للطاقة غير البترول كالطاقة الشمسية مثلا .
اوحت امركيا بعقد ندوة في بيـــرو في اواخر عام 1974 تحت اشراف جريدة الفايننشال اللندنية تحت عنوان"الشرق الاوسط في عالم المال الدولي." اشترك فيها قرابة 300 ممثل عن جميع شركات النفط الكبرى وبقية المؤسسات المالية والمصرفي والتجارية الاخرى، وقد سيطر على الندوة بحث العائدات النفطية للدول العربية المنتجة وضرورة اعادة تدويرها واستثمارها في اقتصاد الغرب ثانية، هكذا انتهت الندوة باظهار هدف الاحتكارات الامريكية والانجليزية والمصالح الغربية على حد سواء، وكان يرأس الندوة احد رجال المال البريطانيين - جون كوتنغهام - مدير قسم الاستثمار في - مورغن غرينفيل اند كومباني ليمتد - . ولكن كل ذلك لم ينفع امريكا في شيء يذكر وسارت الامور ولا تزال تسير في اتجاه لا يخدم المصالح الغربية ولا سيما امريكا . وتسير قصة البترول نحو الاتجاه الذي اذا استمر الى النهاية سوف يكون له فيما بعد شأن مهم في صالح المسلمين ومستقبل البلاد الاسلامية عموما . وتمهيدا وتيسيرا من الله عز وجل امام دولة الخلافة المقبلة في الغد القريب لبناء الاقتصاد الاسلامي القوي، وليكون للبترول النصيب الاوفر في ازدهار المعيشة ورفاهية المسلمين في حياتهم المقبلة وعندئذ تنتهي والى الابد تلك الاوضاع المتداعية التي تجثم بكابوسها على بلاد المسلمين ويزول اولئك الحكام المتجبرون القابعون في رفاهية الدولارات المسروقة من اموال النفط الاسلامي فيبعثرونها ويبذرونها على حفلاتهم الراقصة وكؤوس الخمر في قصورهم او بارات لندن وواشنطن وباريس ولياليها الحمراء .
ولن يكون ذلك اليوم بعيدا الذي يأمر فيه خليفة المسلمين وهو يوعز بتوزيع عائدات النفط لاول مرة على الرعية بالتساوي .
فتعود الامة الاسلامية بدولتها زهرة الدنيا من جديد تنشر العدل في الارض باستئناف الدعوة الاسلامية للعالم عندئذ يعلم اهل الارض ان كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى والله عزيز حكيم .
ــــــــــــــــ
من منشورات حزب التحرير
19 من ربيع الاخر 1395
30/8/1975