عزام
10-20-2008, 07:20 AM
فؤاد بن عبد العزيز الشلهوب
أ- ما نوع الخيانة المذكورة لامرأتي نوح ولوط عليهما السلام .
ذكر الله عز وجل في كتابه أن امرأة نوح وامرأة لوط خانتا زوجيهما، ولم يُفصح القرآن الكريم عن نوع الخيانة، وقد يعلق بالذهن أنها خيانة الفراش، وذلك لما كان عليه قوم لوط من فعل الفاحشة. ولكن ما قد يعلق بالذهن لا يصح أبداً، فإن الله قد عصم نساء أنبيائه ورسله من الوقوع في الفاحشة لحرمة الأنبياء، وإنما الخيانة المذكورة في الآية هي خيانة الدين، وكيف أنهما كانتا تحت نبيين وبينهما من العشرة والمخالطة، ثم تخالفهما إلى غير دينهما . وتفسير الآية كما جاء عن حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما زنتا ، أما خيانة امرأة نوح فكانت تخبر أنه مجنون، وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل قومها على أضيافه" . وقال العوفي عن ابن عباس : كانت خيانتهما أنهما كانتا على غير دينهما، فكانت امرأة نوح تطلع على سر نوح فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به، وأما امرأة لوط فكانت إذا ضاف لوط أحداً أخبرت به أهل المدينة ممن يعمل السوء . وقال الضحاك عن ابن عباس: ما بغت امرأة نبي قط إنما كانت خيانتهما في الدين .. ) ([1] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn1)) .
ب- ما مراد لوط عليه السلام بقوله لقومه { يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} ([2] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn2)) . عندما جاءوا يريدون أضيافة ؟
لما علم قوم لوط بأضيافه الذين كانوا عنده، وكانوا ملائكة أرسلهم الله على صورة شباباً حسن الصورة فتنة لقوم لوط، فلما علموا بهم جاءوا سريعاً إلى بيت لوط طالبين فعل الفاحشة بهم، وكان يوما عصيباً على لوط : {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ(77)وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ(78)قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ(79)قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ(80)} ([3] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn3)) . فاعتذر لوط عن تقديم أضيافه لهم وقال : {هؤلاء بناتي هن أطهر لكم } .
ومن ثم اختلفت عبارات المفسرين في مراد لوط عليه السلام بكلامه هذا، مع قطعهم أن لوط عليه السلام لم يرد منهم فعل الفاحشة ببناته، فإن هذا مما ينزه عنه كثير من الناس، فما بالك بالأنبياء والرسل الذين هم صفوة البشر .
ونحن نورد لك بعضاً من كلام أهل العلم في تفسير هذه الآية : قال ابن كثير : قال مجاهد : لم يكن بناته، ولكن كن من أمته، وكل نبي أبو أمته، وكذا روي عن قتادة وعن غير واحد. اهـ ([4] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn4)) . ومراده أن النبي للأمة بمنزلة الأب ونساؤه بمنزلة الأمهات، كحال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} ([5] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn5)) . فأرشدهم لوط عليه السلام إلى نكاح بناته من قومه الذين أرسل فيهم . وقد قوى هذا القول القرطبي في تفسيره فقال بعدما ساق جملة من الكلام السابق : (ويقوي هذا أن في قراءة ابن مسعود : {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم } ) ([6] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn6)) .
وقال القرطبي : قالت طائفة : (إنما كان الكلام مدافعة ولم يرد إمضاءه، روي هذا القول عن أبي عبيدة؛ كما يقال لمن يُنهى عن أكل مال الغير: الخنزير أحل لك من هذا. وقال عكرمة : لم يعرض عليه بناته ولا بنات أمته، وإنما قال هذا لينصرفوا ) ([7] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn7)) . وقيل غير ذلك .
ت- قال إبراهيم عليه السلام : { رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى } وقال زكريا عليه السلام : { رَبِّ اجْعَلْ لِي ءَايَةً } . هل كان طلبهما شكاً في موعود الله والإيمان به ؟ .
قد تستعظم النفس أن يطلب الخليل إبراهيم عليه السلام من ربه أن يريه كيف يحيى الموتى ! ، وكذلك طلب زكريا عليه السلام أن يجعل ربه له آية عندما بُشر أنه سيولد له ولد على كبره ومن زوجه العاقر .
ولكن باستعراض سياق الآيات، ومعرفة كلام المفسرين للآيات السابقات يزيل الإشكال ويرفع اللبس . ففي مقالة إبراهيم عليه السلام يقول الله تعالى :
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ([8] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn8)) .
طلب إبراهيم الخليل عليه السلام من ربه أن يريه كيف يحيى الله الموتي، وسأله ربه : أو لم تؤمن ؟ أي هل تشك في قدرتي على إحياء الموتى ؟ . فجاء الجواب من إبراهيم عليه السلام: بلى آمنت بك يا رب، ولا أشك في قدرتك على إحياء الموتى .
فسؤال إبراهيم عليه السلام، طلب طمأنينة القلب، لأن القلوب تعتريها وساوس الشيطان ونزغاته، التي تكذب بالحق، وتزين الباطل، فطلب إبراهيم أن يرى إحياء الله للموتى عياناً حتى تسكن نفسه ويهدأ قلبه، ولا يكون فيها ما يعكر صفو الإيمان، فأراه الله ما أراد، فسكنت نفسه، وازداد إيماناً فوق إيمانه بما رأى من آيات ربه .
قال القرطبي – في تفسير صدر هذه الآية- : اختلف الناس في هذا السؤال هل صدر من إبراهيم عن شك أم لا ؟ فقال الجمهور: لم يكن إبراهيم عليه السلام شاكاً في إحياء الله الموتى قط وإنما طلب المعاينة، وذلك أن النفوس مستشرفة إلى رؤية ما أخبرت به؛ ولهذا قال عليه السلام : (ليس الخبر كالمعاينة ) . .. وقال في تأويل قوله تعالى : { قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } : أي سألتك ليطمئن قلبي بحصل الفرق بين المعلوم برهاناً والمعلوم عياناً . اهـ ([9] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn9)) .
ونظير هذا ما حصل لزكريا عليه السلام فإنه الله عز وجل لما بشره على كبره وعقم زوجه بالولد، وكانت العادة التي أجراها الله على خلقه أن كبير السن ، أو العقيم لا يأتي منهما الولد، فكيف إذا اجتمعا ؟
قال تعالى : { يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا(7)قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا(8)قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا(9)قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي ءَايَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا(10) } ([10] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn10)) . فلما بشر الله زكريا بالولد على كبره وعقم زوجه ، طلب آية لا شكاً في قدرة الله؛ ولكن ليزول ما في قلبه من خطرات الشيطان ووساوسه، التي تُضعف الإيمان بالله، ولتحصيل الطمأنينة القلبية . فكانت الآية أن منعه الله من الكلام ثلاثة أيام من غير خرس ولا آفة، فسكن قلب زكريا عليه السلام بتلك الآية وأيقن بموعود الله .
قال ابن سعدي في تفسير قوله تعالى : { قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي ءَايَةً } وليس هذا شكاً في خبر الله، وإنما هو، كما قال الخليل عليه السلام { رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } فطلب زيادة العلم ، والوصول إلى عين اليقين بعد علم اليقين، فأجابه الله إلى طلبته رحمة به. اهـ ([11] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn11)) .
ث- هل همَّ يوسف بامرأة العزيز حقيقة ؟
اختلفت أقوال المفسرين في الهم الذي كان من قبل يوسف عليه السلام ما نوعه ؟ فقال بعضهم كلاماً لا يُجزم به لكونه منقولاً من كتب أهل الكتاب . وسلك ابن كثير مسلك السلامة فقال : وأكثر أقوال المفسرين هاهنا متلقى من كتب أهل الكتاب، فالإعراض عنه أولى بنا. والذي يجب أن يعتقد: أن الله تعالى عصمه وبرأه، ونزهه عن الفاحشة وحماه عنها وصانه منها، ولهذا قال تعالى : { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} ([12] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn12)) أهـ ([13] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn13)). ومال القرطبي إلى أن همَّ يوسف كان خطرات النفس ليس إلا ، فقال : ..وإذا كان نبياً فلم يبق إلا أن يكون الهم الذي هم به ما يخطر في النفس ولا يثبت في الصدر، وهو الذي رفع ا لله فيه المؤاخذة عن الخلق، إذ لا قدرة للمكلف على دفعه.. أهـ ([14] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn14)).
فائدة:
قال الحسن البصري -رحمه الله- : إن الله عز وجل لم يذكر معاصي الأنبياء ليعيرهم بها؛ ولكن ذكرها ليكلا تيأسوا من التوبة. أهـ ([15] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn15)) .
ج-سجود أبوي واخوة يوسف ليوسف ؟ .
قال تعالى : { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} ([16] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn16)) . ما نوع السجود الذي سجده أبوي واخوة يوسف، هل هو سجود عبادة ؟
والجواب: لا . فإن الأنبياء أبعد ما يكونون عن الشرك. ولكن السجود كان تحية الملوك والعظماء في زمن يوسف عليه السلام ، فهو سجود تحية لا سجود عبادة .
ح-الأنبياء والرسل كلهم رجال .
ذهب بعض أهل العلم إلى أن مريم بنت عمران نبية، لأن الله أوحى إليها، ولما أظهر الله على يديها من خوارق العادات حيث ولدت عيسى عليه السلام من دون أب . ولكن الأدلة متضافرة على أن الله لم يبعث رسلاً أو أنبياء من جنس النساء .
قال ابن كثير : (وقوله { وأمه صدّيقة } ([17] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn17)) : أي مؤمنة به مصدقة له، وهذا أعلى مقاماتها، فدل على أنها ليست بنبية كما زعمه ابن حزم وغيره ممن ذهب إلى نبوة سارة أم إسحاق، ونبوة أم موسى، ونبوة أم عيسى ، استدلالاً منهم بخطاب الملائكة لسارة ومريم، وبقوله {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه} وهذا معنى النبوة ، والذي عليه الجمهور أن الله لم يبعث نبياً إلا من الرجال، قال الله تعالى : {وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى } وقد حكى الشيخ أبو الحسن الأشعري رحمه الله الإجماع على ذلك ) ([18] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn18)) .
[1] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref1) . تفسير ابن كثير (4/401)، وانظر فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (7/473)3
[2] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref2) . هود (78)
[3] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref3) . هود (77-80)
[4] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref4) .تفسير القرآن العظيم (2/466)
[5] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref5) . الأحزاب (6)
[6] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref6) . الجامع لأحكام القرآن (المجلد الخامس 9/51)
[7] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref7) . الجامع لأحكام القرآن (المجلد الخامس 9/51)
[8] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref8) . البقرة (260)
[9] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref9) . الجامع لأحكام القرآن . المجلد الثاني (3/193،195)
[10] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref10) .مريم (7-10)
[11] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref11) . تيسير الكريم الرحمن (5/93)
[12] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref12) .يوسف (24)
[13] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref13) . قصص الأنبياء لابن كثير (ص251)
[14] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref14) . الجامع لأحكام القرآن للقرطبي . المجلد الخامس (9/111)
[15] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref15) . الجامع لأحكام القرآن . المجلد الخامس (9/110)
[16] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref16) . يوسف (100)
[17] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref17) . في قوله تعالى : { ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة .. الآية } المائدة (75)
[18] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref18) . تفسير القرآن العظيم (2/87)، وانظر تفسير السعدي (2/326)
أ- ما نوع الخيانة المذكورة لامرأتي نوح ولوط عليهما السلام .
ذكر الله عز وجل في كتابه أن امرأة نوح وامرأة لوط خانتا زوجيهما، ولم يُفصح القرآن الكريم عن نوع الخيانة، وقد يعلق بالذهن أنها خيانة الفراش، وذلك لما كان عليه قوم لوط من فعل الفاحشة. ولكن ما قد يعلق بالذهن لا يصح أبداً، فإن الله قد عصم نساء أنبيائه ورسله من الوقوع في الفاحشة لحرمة الأنبياء، وإنما الخيانة المذكورة في الآية هي خيانة الدين، وكيف أنهما كانتا تحت نبيين وبينهما من العشرة والمخالطة، ثم تخالفهما إلى غير دينهما . وتفسير الآية كما جاء عن حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما زنتا ، أما خيانة امرأة نوح فكانت تخبر أنه مجنون، وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل قومها على أضيافه" . وقال العوفي عن ابن عباس : كانت خيانتهما أنهما كانتا على غير دينهما، فكانت امرأة نوح تطلع على سر نوح فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به، وأما امرأة لوط فكانت إذا ضاف لوط أحداً أخبرت به أهل المدينة ممن يعمل السوء . وقال الضحاك عن ابن عباس: ما بغت امرأة نبي قط إنما كانت خيانتهما في الدين .. ) ([1] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn1)) .
ب- ما مراد لوط عليه السلام بقوله لقومه { يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} ([2] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn2)) . عندما جاءوا يريدون أضيافة ؟
لما علم قوم لوط بأضيافه الذين كانوا عنده، وكانوا ملائكة أرسلهم الله على صورة شباباً حسن الصورة فتنة لقوم لوط، فلما علموا بهم جاءوا سريعاً إلى بيت لوط طالبين فعل الفاحشة بهم، وكان يوما عصيباً على لوط : {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ(77)وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ(78)قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ(79)قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ(80)} ([3] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn3)) . فاعتذر لوط عن تقديم أضيافه لهم وقال : {هؤلاء بناتي هن أطهر لكم } .
ومن ثم اختلفت عبارات المفسرين في مراد لوط عليه السلام بكلامه هذا، مع قطعهم أن لوط عليه السلام لم يرد منهم فعل الفاحشة ببناته، فإن هذا مما ينزه عنه كثير من الناس، فما بالك بالأنبياء والرسل الذين هم صفوة البشر .
ونحن نورد لك بعضاً من كلام أهل العلم في تفسير هذه الآية : قال ابن كثير : قال مجاهد : لم يكن بناته، ولكن كن من أمته، وكل نبي أبو أمته، وكذا روي عن قتادة وعن غير واحد. اهـ ([4] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn4)) . ومراده أن النبي للأمة بمنزلة الأب ونساؤه بمنزلة الأمهات، كحال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} ([5] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn5)) . فأرشدهم لوط عليه السلام إلى نكاح بناته من قومه الذين أرسل فيهم . وقد قوى هذا القول القرطبي في تفسيره فقال بعدما ساق جملة من الكلام السابق : (ويقوي هذا أن في قراءة ابن مسعود : {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم } ) ([6] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn6)) .
وقال القرطبي : قالت طائفة : (إنما كان الكلام مدافعة ولم يرد إمضاءه، روي هذا القول عن أبي عبيدة؛ كما يقال لمن يُنهى عن أكل مال الغير: الخنزير أحل لك من هذا. وقال عكرمة : لم يعرض عليه بناته ولا بنات أمته، وإنما قال هذا لينصرفوا ) ([7] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn7)) . وقيل غير ذلك .
ت- قال إبراهيم عليه السلام : { رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى } وقال زكريا عليه السلام : { رَبِّ اجْعَلْ لِي ءَايَةً } . هل كان طلبهما شكاً في موعود الله والإيمان به ؟ .
قد تستعظم النفس أن يطلب الخليل إبراهيم عليه السلام من ربه أن يريه كيف يحيى الموتى ! ، وكذلك طلب زكريا عليه السلام أن يجعل ربه له آية عندما بُشر أنه سيولد له ولد على كبره ومن زوجه العاقر .
ولكن باستعراض سياق الآيات، ومعرفة كلام المفسرين للآيات السابقات يزيل الإشكال ويرفع اللبس . ففي مقالة إبراهيم عليه السلام يقول الله تعالى :
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ([8] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn8)) .
طلب إبراهيم الخليل عليه السلام من ربه أن يريه كيف يحيى الله الموتي، وسأله ربه : أو لم تؤمن ؟ أي هل تشك في قدرتي على إحياء الموتى ؟ . فجاء الجواب من إبراهيم عليه السلام: بلى آمنت بك يا رب، ولا أشك في قدرتك على إحياء الموتى .
فسؤال إبراهيم عليه السلام، طلب طمأنينة القلب، لأن القلوب تعتريها وساوس الشيطان ونزغاته، التي تكذب بالحق، وتزين الباطل، فطلب إبراهيم أن يرى إحياء الله للموتى عياناً حتى تسكن نفسه ويهدأ قلبه، ولا يكون فيها ما يعكر صفو الإيمان، فأراه الله ما أراد، فسكنت نفسه، وازداد إيماناً فوق إيمانه بما رأى من آيات ربه .
قال القرطبي – في تفسير صدر هذه الآية- : اختلف الناس في هذا السؤال هل صدر من إبراهيم عن شك أم لا ؟ فقال الجمهور: لم يكن إبراهيم عليه السلام شاكاً في إحياء الله الموتى قط وإنما طلب المعاينة، وذلك أن النفوس مستشرفة إلى رؤية ما أخبرت به؛ ولهذا قال عليه السلام : (ليس الخبر كالمعاينة ) . .. وقال في تأويل قوله تعالى : { قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } : أي سألتك ليطمئن قلبي بحصل الفرق بين المعلوم برهاناً والمعلوم عياناً . اهـ ([9] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn9)) .
ونظير هذا ما حصل لزكريا عليه السلام فإنه الله عز وجل لما بشره على كبره وعقم زوجه بالولد، وكانت العادة التي أجراها الله على خلقه أن كبير السن ، أو العقيم لا يأتي منهما الولد، فكيف إذا اجتمعا ؟
قال تعالى : { يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا(7)قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا(8)قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا(9)قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي ءَايَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا(10) } ([10] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn10)) . فلما بشر الله زكريا بالولد على كبره وعقم زوجه ، طلب آية لا شكاً في قدرة الله؛ ولكن ليزول ما في قلبه من خطرات الشيطان ووساوسه، التي تُضعف الإيمان بالله، ولتحصيل الطمأنينة القلبية . فكانت الآية أن منعه الله من الكلام ثلاثة أيام من غير خرس ولا آفة، فسكن قلب زكريا عليه السلام بتلك الآية وأيقن بموعود الله .
قال ابن سعدي في تفسير قوله تعالى : { قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي ءَايَةً } وليس هذا شكاً في خبر الله، وإنما هو، كما قال الخليل عليه السلام { رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } فطلب زيادة العلم ، والوصول إلى عين اليقين بعد علم اليقين، فأجابه الله إلى طلبته رحمة به. اهـ ([11] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn11)) .
ث- هل همَّ يوسف بامرأة العزيز حقيقة ؟
اختلفت أقوال المفسرين في الهم الذي كان من قبل يوسف عليه السلام ما نوعه ؟ فقال بعضهم كلاماً لا يُجزم به لكونه منقولاً من كتب أهل الكتاب . وسلك ابن كثير مسلك السلامة فقال : وأكثر أقوال المفسرين هاهنا متلقى من كتب أهل الكتاب، فالإعراض عنه أولى بنا. والذي يجب أن يعتقد: أن الله تعالى عصمه وبرأه، ونزهه عن الفاحشة وحماه عنها وصانه منها، ولهذا قال تعالى : { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} ([12] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn12)) أهـ ([13] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn13)). ومال القرطبي إلى أن همَّ يوسف كان خطرات النفس ليس إلا ، فقال : ..وإذا كان نبياً فلم يبق إلا أن يكون الهم الذي هم به ما يخطر في النفس ولا يثبت في الصدر، وهو الذي رفع ا لله فيه المؤاخذة عن الخلق، إذ لا قدرة للمكلف على دفعه.. أهـ ([14] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn14)).
فائدة:
قال الحسن البصري -رحمه الله- : إن الله عز وجل لم يذكر معاصي الأنبياء ليعيرهم بها؛ ولكن ذكرها ليكلا تيأسوا من التوبة. أهـ ([15] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn15)) .
ج-سجود أبوي واخوة يوسف ليوسف ؟ .
قال تعالى : { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} ([16] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn16)) . ما نوع السجود الذي سجده أبوي واخوة يوسف، هل هو سجود عبادة ؟
والجواب: لا . فإن الأنبياء أبعد ما يكونون عن الشرك. ولكن السجود كان تحية الملوك والعظماء في زمن يوسف عليه السلام ، فهو سجود تحية لا سجود عبادة .
ح-الأنبياء والرسل كلهم رجال .
ذهب بعض أهل العلم إلى أن مريم بنت عمران نبية، لأن الله أوحى إليها، ولما أظهر الله على يديها من خوارق العادات حيث ولدت عيسى عليه السلام من دون أب . ولكن الأدلة متضافرة على أن الله لم يبعث رسلاً أو أنبياء من جنس النساء .
قال ابن كثير : (وقوله { وأمه صدّيقة } ([17] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn17)) : أي مؤمنة به مصدقة له، وهذا أعلى مقاماتها، فدل على أنها ليست بنبية كما زعمه ابن حزم وغيره ممن ذهب إلى نبوة سارة أم إسحاق، ونبوة أم موسى، ونبوة أم عيسى ، استدلالاً منهم بخطاب الملائكة لسارة ومريم، وبقوله {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه} وهذا معنى النبوة ، والذي عليه الجمهور أن الله لم يبعث نبياً إلا من الرجال، قال الله تعالى : {وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى } وقد حكى الشيخ أبو الحسن الأشعري رحمه الله الإجماع على ذلك ) ([18] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftn18)) .
[1] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref1) . تفسير ابن كثير (4/401)، وانظر فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (7/473)3
[2] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref2) . هود (78)
[3] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref3) . هود (77-80)
[4] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref4) .تفسير القرآن العظيم (2/466)
[5] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref5) . الأحزاب (6)
[6] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref6) . الجامع لأحكام القرآن (المجلد الخامس 9/51)
[7] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref7) . الجامع لأحكام القرآن (المجلد الخامس 9/51)
[8] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref8) . البقرة (260)
[9] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref9) . الجامع لأحكام القرآن . المجلد الثاني (3/193،195)
[10] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref10) .مريم (7-10)
[11] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref11) . تيسير الكريم الرحمن (5/93)
[12] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref12) .يوسف (24)
[13] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref13) . قصص الأنبياء لابن كثير (ص251)
[14] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref14) . الجامع لأحكام القرآن للقرطبي . المجلد الخامس (9/111)
[15] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref15) . الجامع لأحكام القرآن . المجلد الخامس (9/110)
[16] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref16) . يوسف (100)
[17] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref17) . في قوله تعالى : { ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة .. الآية } المائدة (75)
[18] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=25#_ftnref18) . تفسير القرآن العظيم (2/87)، وانظر تفسير السعدي (2/326)