أحمد الظرافي
10-17-2008, 12:14 PM
خدعوك فقالوا: اللغة العربية لغة ثانية في إيران
أحمد الظرافي
من ضمن المسائل التي يتباهى بها المسئولون والقادة الإيرانيون في كل محفل، ويمنون بها على العرب في كل مناسبة، زعمهم بأن اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، كانت محاربة في أيام الشاه، وأن الثورة الخمينية عندما قامت عام 1979 أعادت لها الاعتبار ، فتم اعتبارها اللغة الثانية في البلاد بموجب الدستور الإيراني، والتي تنص المادة السادسة عشرة منه على: " بما أن لغة القرآن والمعارفالإسلامية هي العربية، وأن الأدب الفارسي ممتزج بها بشكل كامل، لذا يجب تدريس هذهاللغة بعد المرحلة الابتدائية، أي من المرحلة التوجيهية حتى المرحلة الثانوية"
وهم يعدون هذا من محاسن ثورتهم ومن إيجابياتها التي لا مثيل لها.
يقول المستشار الثقافي بمكتب رعاية المصالح الجمهورية الإسلامية بالقاهرة الدكتور محمد زماني في رده على دعوة شيخ الأزهر إيران إلى ضرورة الاهتمام بتدريس اللغة العربية في المدارس الابتدائية الإيرانية، لكونها لغة القرآن الكريم وذلك على خلفية طلب إيران إنشاء معهد أزهري بطهران- يقول "أن الاهتمام باللغة العربية بدأ بالفعل منذ الثورة الإيرانية "
وأضاف: أن الحكومة الإيرانية اتخذت قرارا بأن تحل اللغة العربية محل اللغة الإنجليزية، كلغة أجنبية جديرة بالتعلم، مشيرا إلى أن إيران أنشأت أقساما للغة العربية بجميع الجامعات الإيرانية، وأن تدريس اللغة العربية للطلاب الإيرانيين يتم منذ المرحلة الإعدادية.
وفي الواقع أن هذه لا تعدو أن تكون شعارا استهلاكيا، من ضمن الشعارات الاستهلاكية الكثيرة، مثل شعار ( الوحدة الإسلامية ) وشعار ( الشطان الأكبر أمريكا ) وشعار ( التقارب بين المذاهب ) و( شعار تحرير القدس ) وغير ذلك من الشعارات التي يتشدق بها المسئولون الإيرانيون الفرس وإعلامهم ليلا ونهارا.
فهذه طبعا كلها شعارات جوفاء فارغة من أي مضمون، هدفها ذر الرماد في العيون، والضحك على الذقون، واللعب بعقول الناس ( حسني النية) والسذج من المسلمين، والدجل والتضليل والاحتيال، وهي تتناقض كل التناقض مع الممارسات التي تجري في أرض الواقع، ومع السياسات الإيرانية المطبقة، وفي مقدمة ذلك طبعا ( شعار اعتبار اللغة العربية لغة ثانية في إيران ).
وفي الواقع هم يكرهون اللغة العربية أشد الكره وأنقل لكم – على سبيل المثال – هذه الحادثة -
" حين نجح الخميني في الوصول الى السلطة، وتأسيس الجمهورية الاسلامية! جاءه أبناء عربستان ليهنؤوه، ولأنه عاش في العراق 15 سنة متواصلة، وانه يتحدث العربية بطلاقة, تكلموا معه باللغة العربية, لكنه اغتاظ وجاوب بالفارسية:- انكم ايرانيون ولايحق لكم التكلم بلغة أخرى! رغم أن العربية هي لغة القران "
وأي نعم أن شعار تدريس اللغة العربية، منصوص عليه في دستورهم، ولكنهم احتالوا عليه ولفوا وداروا – حتى أفرغوه من مضمونه – مثله مثل بقية الشعارات.
وأي نعم أن اللغة العربية تدرس في الجامعات الإيرانية، إنما طريقتهم في التدريس سخروها ياللمفارقة لتجهيل الإيرانيين باللغة العربية ولتعقيدهم منها وتصعيبها عليهم، بدلا من تعليمهم إياها. كيف؟
ذلك أن الأساتذة في إيران يدرسون اللغة العربية باللغة الفارسية
فالحروف الهجائية تٌعلم بالحروف الفارسية لا بالحروف العربية
والآداب العربية تدرس باللغة الفارسية لا باللغة العربية
والرسائل والبحوث والدراسات تكتب باللغة الفارسية لا باللغة العربية... وهلم جرا
وعندما تُجرى مقابلة مع أكاديمي فارسي متخصص في تدريس اللغة العربية وآدابها، فأنه يدير الحوار باللغة الفارسية، لا باللغة العربية، وذلك للجهل باللغة العربية لأنه تعلمها ودرسها أصلا باللغة الفارسية– وفي أحيان أخرى بسبب النعرة القومجية الفارسية.
ولذلك، ولهذه الطريقة الجهنمية في التدريس، فيعتبر الشعب الإيراني بشكل عام، والطالب الإيراني بشكل خاص بعد ثلاثين عاما من الثورة، يعتبر من أجهل شعوب وطلاب العالم الإسلامي باللغة العربية. فهو يسمع الكلام العربي فلايفقه منه كلمة واحدة لأنه تعلمه بلغته الفارسية. فلا هو يفقه العربي ولا العربي يفقهه.
وفي اعتقادي أن هذه الخطة الجنهمية المرسومة بعناية ترمي لتحقيق هدفين رئيسين:
الهدف الأول: تحصين الشعب الإيراني من الكتاب العربي ومن الإعلام العربي، ومن الثقافة العربية – والأهم من ذلك تحصينه من قراءة كتب العقيدة والتراث الإسلامي – وأغلب هذه الكتب بالعربي كما هو معروف، وجلها من تأليف علماء مسلمين من السنة – والعديد من مؤلفي هذه الكتب ينتمون إلى بلاد فارس – حين كان كان الفرس لا زالوا على ولائهم للإسلام.
الهدف الثاني: التحكم في ثقافة الشعب الإيراني ووعيه وقواه العقلية، فلا يقرأ إلا ما يريد له ساسته أن يقرأ ، وبذلك ينشأ منقادا بحيث يمكن توجيهه الوجهة التي يريدون.
ولا تغرنكم كثرة المثقفين والعلماء الحوزويين الإيرانيين، الذين تشاهدونهم عبر القنوات الفضائية يحاورون ويناورون باللغة العربية ، فإن تلك مسألة أخرى.
فكما تعلمون أن من أهم شعارات ثورة الخميني هو ( شعار تصدير الثورة ) ومن أجل تصدير هذه الثورة في البلاد العربية ومن أجل الترويج للمذهب الشيعي في البلاد العربية، ونشر سمومهم فيها. وأيضا من أجل الدعاية، كان لا بد أن يتعلم فريق منهم اللغة العربية. من أجل تلك الأغراض وغيرها أفسحوا المجال لفئة معينة من الخاصة للتعلم اللغة العربية وغالبا ما يكون ذلك في حوزة قم، ومن هؤلاء القنابل الذرية ( أقصد المراجع العظمى ) لكونهم يدعون أنهم من آل البيت وأيضا المبشرون المحترفون والسفراء والملحقون الثقافيون، وطبعا ولاء هؤلاء مضمون مضمون مضمون. ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون
أحمد الظرافي
من ضمن المسائل التي يتباهى بها المسئولون والقادة الإيرانيون في كل محفل، ويمنون بها على العرب في كل مناسبة، زعمهم بأن اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، كانت محاربة في أيام الشاه، وأن الثورة الخمينية عندما قامت عام 1979 أعادت لها الاعتبار ، فتم اعتبارها اللغة الثانية في البلاد بموجب الدستور الإيراني، والتي تنص المادة السادسة عشرة منه على: " بما أن لغة القرآن والمعارفالإسلامية هي العربية، وأن الأدب الفارسي ممتزج بها بشكل كامل، لذا يجب تدريس هذهاللغة بعد المرحلة الابتدائية، أي من المرحلة التوجيهية حتى المرحلة الثانوية"
وهم يعدون هذا من محاسن ثورتهم ومن إيجابياتها التي لا مثيل لها.
يقول المستشار الثقافي بمكتب رعاية المصالح الجمهورية الإسلامية بالقاهرة الدكتور محمد زماني في رده على دعوة شيخ الأزهر إيران إلى ضرورة الاهتمام بتدريس اللغة العربية في المدارس الابتدائية الإيرانية، لكونها لغة القرآن الكريم وذلك على خلفية طلب إيران إنشاء معهد أزهري بطهران- يقول "أن الاهتمام باللغة العربية بدأ بالفعل منذ الثورة الإيرانية "
وأضاف: أن الحكومة الإيرانية اتخذت قرارا بأن تحل اللغة العربية محل اللغة الإنجليزية، كلغة أجنبية جديرة بالتعلم، مشيرا إلى أن إيران أنشأت أقساما للغة العربية بجميع الجامعات الإيرانية، وأن تدريس اللغة العربية للطلاب الإيرانيين يتم منذ المرحلة الإعدادية.
وفي الواقع أن هذه لا تعدو أن تكون شعارا استهلاكيا، من ضمن الشعارات الاستهلاكية الكثيرة، مثل شعار ( الوحدة الإسلامية ) وشعار ( الشطان الأكبر أمريكا ) وشعار ( التقارب بين المذاهب ) و( شعار تحرير القدس ) وغير ذلك من الشعارات التي يتشدق بها المسئولون الإيرانيون الفرس وإعلامهم ليلا ونهارا.
فهذه طبعا كلها شعارات جوفاء فارغة من أي مضمون، هدفها ذر الرماد في العيون، والضحك على الذقون، واللعب بعقول الناس ( حسني النية) والسذج من المسلمين، والدجل والتضليل والاحتيال، وهي تتناقض كل التناقض مع الممارسات التي تجري في أرض الواقع، ومع السياسات الإيرانية المطبقة، وفي مقدمة ذلك طبعا ( شعار اعتبار اللغة العربية لغة ثانية في إيران ).
وفي الواقع هم يكرهون اللغة العربية أشد الكره وأنقل لكم – على سبيل المثال – هذه الحادثة -
" حين نجح الخميني في الوصول الى السلطة، وتأسيس الجمهورية الاسلامية! جاءه أبناء عربستان ليهنؤوه، ولأنه عاش في العراق 15 سنة متواصلة، وانه يتحدث العربية بطلاقة, تكلموا معه باللغة العربية, لكنه اغتاظ وجاوب بالفارسية:- انكم ايرانيون ولايحق لكم التكلم بلغة أخرى! رغم أن العربية هي لغة القران "
وأي نعم أن شعار تدريس اللغة العربية، منصوص عليه في دستورهم، ولكنهم احتالوا عليه ولفوا وداروا – حتى أفرغوه من مضمونه – مثله مثل بقية الشعارات.
وأي نعم أن اللغة العربية تدرس في الجامعات الإيرانية، إنما طريقتهم في التدريس سخروها ياللمفارقة لتجهيل الإيرانيين باللغة العربية ولتعقيدهم منها وتصعيبها عليهم، بدلا من تعليمهم إياها. كيف؟
ذلك أن الأساتذة في إيران يدرسون اللغة العربية باللغة الفارسية
فالحروف الهجائية تٌعلم بالحروف الفارسية لا بالحروف العربية
والآداب العربية تدرس باللغة الفارسية لا باللغة العربية
والرسائل والبحوث والدراسات تكتب باللغة الفارسية لا باللغة العربية... وهلم جرا
وعندما تُجرى مقابلة مع أكاديمي فارسي متخصص في تدريس اللغة العربية وآدابها، فأنه يدير الحوار باللغة الفارسية، لا باللغة العربية، وذلك للجهل باللغة العربية لأنه تعلمها ودرسها أصلا باللغة الفارسية– وفي أحيان أخرى بسبب النعرة القومجية الفارسية.
ولذلك، ولهذه الطريقة الجهنمية في التدريس، فيعتبر الشعب الإيراني بشكل عام، والطالب الإيراني بشكل خاص بعد ثلاثين عاما من الثورة، يعتبر من أجهل شعوب وطلاب العالم الإسلامي باللغة العربية. فهو يسمع الكلام العربي فلايفقه منه كلمة واحدة لأنه تعلمه بلغته الفارسية. فلا هو يفقه العربي ولا العربي يفقهه.
وفي اعتقادي أن هذه الخطة الجنهمية المرسومة بعناية ترمي لتحقيق هدفين رئيسين:
الهدف الأول: تحصين الشعب الإيراني من الكتاب العربي ومن الإعلام العربي، ومن الثقافة العربية – والأهم من ذلك تحصينه من قراءة كتب العقيدة والتراث الإسلامي – وأغلب هذه الكتب بالعربي كما هو معروف، وجلها من تأليف علماء مسلمين من السنة – والعديد من مؤلفي هذه الكتب ينتمون إلى بلاد فارس – حين كان كان الفرس لا زالوا على ولائهم للإسلام.
الهدف الثاني: التحكم في ثقافة الشعب الإيراني ووعيه وقواه العقلية، فلا يقرأ إلا ما يريد له ساسته أن يقرأ ، وبذلك ينشأ منقادا بحيث يمكن توجيهه الوجهة التي يريدون.
ولا تغرنكم كثرة المثقفين والعلماء الحوزويين الإيرانيين، الذين تشاهدونهم عبر القنوات الفضائية يحاورون ويناورون باللغة العربية ، فإن تلك مسألة أخرى.
فكما تعلمون أن من أهم شعارات ثورة الخميني هو ( شعار تصدير الثورة ) ومن أجل تصدير هذه الثورة في البلاد العربية ومن أجل الترويج للمذهب الشيعي في البلاد العربية، ونشر سمومهم فيها. وأيضا من أجل الدعاية، كان لا بد أن يتعلم فريق منهم اللغة العربية. من أجل تلك الأغراض وغيرها أفسحوا المجال لفئة معينة من الخاصة للتعلم اللغة العربية وغالبا ما يكون ذلك في حوزة قم، ومن هؤلاء القنابل الذرية ( أقصد المراجع العظمى ) لكونهم يدعون أنهم من آل البيت وأيضا المبشرون المحترفون والسفراء والملحقون الثقافيون، وطبعا ولاء هؤلاء مضمون مضمون مضمون. ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون