...

دخلت أستاذتنا البارحة الى الصف، و هي تقول لنا:

" أنا اليوم مستاءة جداً، معصّبة، طالع خلقي... ألا تلاحظون عليّ ذلك؟ ألا يبدو عليّ؟"

قلنا لها: لا ، لأن وجهك دائماً هو ذاك الوجه المبتسم فلا يبدو عليكِ التعصيب..

قالت: و لكن انا مستاءة، هل تسمحون لي أن اشارككم بما استأت منه اليوم؟

قلنا لها: طبعاً.. ما الأمر؟

قالت لنا: كنت قد أرسلت احدى تلميذاتي الى مدرسة لكي تقوم بالتدرّب عندهم،
فمنعوها من الدخول لأنها محجّبة !
قالوا لها: عذراً لا نقبل بأن تدخل المحجبات الى مدرستنا !

الدكتورة كانت قد أرسلت لتلك المدرسة رسالة و اتصّلت بهم وأبدوا موافقتهم
و لكن عندما شافوا تلك البنت محجبّة منعوها من الدخول..

فلذلك كانت الدكتورة فايرة، و معبّقة،

و كانت تتساءل ببراءة:
معقول ؟ نحن بلبنان وصلنا الى هذه الدرجة؟ معقول؟

مع ان المدرسة موجودة ببيئة مسلمة و فيها كثير من مظاهر الحجاب
فكيف يطلع معهم هذا الكلام؟



الدكتورة انفعلت مع الموضوع و تأثّرت و كانت مع المحجّبات،
و غضبت من تلك المدرسة و ما عادت تريد ان تتعامل معها

وحسب ما قالت اليوم ان تلك المدرسة اعتذرت منها،
و لكن هي لم يعد في نفسها ان ترسل لهم تلك الفتاة اليها..

أخذت موقف منهم


و لكن المحزن في الامر
انها عندما كانت تقول هذا لبعض الاساتذة الآخرين قالوا لها:
هذا ليس إلا عدلاً...و معاملة بالمثل، فكما هم يمنعون المسيحية من الدخول الى المدارس الاسلامية بدون حجاب
فكذلك نحن لازم ننمنع المحجبات من الدخول...

الحمد لله الذي هدى تلك الدكتورة لهذا

تقصد الحمد لله الذي هداها لقول الحق

و لكن هي بحاجة ايضاً للهداية من نواحي أخرى
فهي ليست محجبة

و لكنها تدافع عن المحجبات و تقف معهن و تنصفهن

لذلك انا أقدّرها جداً، و لذلك أحزن انها ستترك الجامعة هذه السنة
لأنه يندر ان نحظى بمثيلاتها

الله يكثر من أمثالها

فكما هم يمنعون المسيحية من الدخول الى المدارس الاسلامية بدون حجاب
فكذلك نحن لازم ننمنع المحجبات من الدخول

كيف تردين على هذه الشبهة ؟

لست أدري فهذا الأمر يحيرني دائماً و لا اجد رداً مقنعاً بعد

الا اني احياناً أفكر انه اصلاً المدارس الاسلامية ما لازم تلزم المسيحية انها ترتدي الحجاب
لأن الحجاب هو فقط للمسلمات

و لكن هذه النقطة ربما لا يعرفها غير المسلمين و يظنون اننا نقمعهم
و بالفعل هو هذا الذي يحصل لأن بعض المدارس المسلمة تجبر المسيحية ان ترتدي الحجاب