Abdulla
10-09-2008, 02:16 AM
إن من ترك الصبر والمصابرة والرباط والجهاد وهجَر السلاح فإن الله قضى في محكم تنزيله {إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (التوبة : 39) ، وهذا الخطاب ليس موجهاً للمافقين ، بل هو موجه لأهل الإيمان ، فقد قال الله تعالى في الآية التي قبلها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ} (التوبة : 38) قال البغوي في تفسيره "نزلت في الحث على غزوة تبوك ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الطائف أمر بالجهاد لغزوة الروم ، وكان ذلك في زمان عسرة من الناس ، وشدة من الحر ، حين طابت الثمار والظلال ، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة ، غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد ، واستقبل سفرا بعيدا ، ومفاوز هائلة ، وعدواً كثيرا ، فجلّى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم ، فشق عليهم الخروج وتثاقلوا فأنزل الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم} أي : قال لكم رسول الله : {انفروا} اخرجوا في سبيل الله {اثاقلتم إلى الأرض} أي : لزمتم أرضكم ومساكنكم ، {أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة} ، أي : بخفض الدنيا ودعتها من نعيم الآخرة {فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل} ..." (انتهى) .
فالله سبحانه وتعالى يخاطب المؤمنين ، بل يخاطب الصحابة ويتوعدهم بالعذاب والإستبدال إن هم تركوا الجهاد ، وليس أحد أكرم عند الله بعدهم منهم ، فمن ترك الجهاد وتثاقل عنه ورضي بالقعود ورضي بالدنيا وأراد أن يداهن الأعداء ويعقد معهم اتفاقيات استسلام ويخلد إلى الأرض ويلقي السلاح ويستبدله بما يسمى بالعمل السياسي وطاولات المفاوضات فإن الله لا بد مستبدله بمن يحمل لواء الجهاد ويقاتل في سبيله ، هذا بعد أن يصيب أهل التقاعس والتخاذل والتثاقل العذاب الأليم ..
لقد جاء في تفسير قوله تعالى {ويستبدل قوما غيركم} : "خيرا منكم وأطوع ، قال سعيد بن جبير : هم أبناء فارس . وقيل : هم أهل اليمن" (تفسير البغوي) ، فلما ترك العرب الجهاد في العقود الماضية أقام الله علَمه على أيدي أبناء خراسان والشيشان وكشمير والفلبين والصين وطاجيكستان ونزاع بعض القبائل العربية ، ولا عزة اليوم لبشر في هذه الأرض إلا لهذه الثلة المجاهدة ، وكل من سواهم عبيد لأهوائهم أو أهواء أسيادهم ، وهذا الذل من أعظم العذاب وأشده لمن كان له قلب ..
لعقد علمتنا تجارب القرون الماضية بأن الأعداء لم يلتزموا بعهد أو اتفاقية عقدوها مع المسلمين ، وقد أخبرنا الله تعالى بذلك في كتابه فقال سبحانه {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (البقرة : 100) ، فمن العبث الجلوس على طاولات المفاوضات مع قوم هذا شأنهم وديدنهم ، والتفاوض معهم من مخادعة النفس ومخادعة المسلمين ، ولم يحدث في تاريخ الأمة أن استرجعت حق لها بغير الجهاد في سبيل الله ، وهذه سنة الله في هذه الأمة ، والله لا يغير سنته لجماعة أو حزب أو شخص ، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم "ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب" (حسنه ابن النحاس في مشارع الأشواق والمنذري في الترغيب) ، فهذا خير البشر (النبي صلى الله عليه وسلم) قاد خير جيش على وجه الأرض (الصحابة رضي الله عنهم) ليدخل بلده التي هي خير بقعة على وجه الأرض ، فكيف يريد من هو دونه من أمته أن يستعيد حقه بغير قتال !!
إن ترك الجهاد خرق لسفينة الإسلام ، ويجب على العقلاء الأخذ على أيدي من أراد خرق السفينة ، فقد جاء في الحديث الصحيح "مثل المدهن في حدود الله والواقع فيها ، مثل قوم استهموا سفينة ، فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها ، فكان الذي في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها ، فتأذوا به ، فأخذ فأسا ، فجعل ينقر أسفل السفينة ، فأتوه فقالوا : ما لك ، قال : تأذيتم بي ولا بد لي من الماء ، فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم ، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم" (البخاري) . و"المدهن" : المحابي التارك للأمر بالمعروف ، و"الواقع فيها" أي : الواقع في المعصية التي هي ترك التحاكم لشرع الله ، وحكم التارك والمدهن واحد ، فيجب على العقلاء أن يأخذوا على يد من أراد خرق سفينة الأمة بترك الجهاد ، فإن في تركه تعميم العذاب على الأمة ، وبهذا يبطل قول من قال بأن مسألة الجهاد في قطر معين هو مسألة داخلية لذلك القطر ، فالجهاد شأن الأمة كلها ، وخاصة أهل الحل والعقد ، وهم في زماننا : قادة وأمراء الجهاد والعلماء الصادعين بالحق العاملين به ، فجهاد العراق من شأن الأمة كلها ، وجهاد أفغانستان من شأن الأمة كلها ، وجهاد فلسطين من شأن الأمة كلها ، وجهاد الفلبين والصين وكشمير وتايلاند والشام والجزيرة والمغرب والصومال وكل بقعة يرتفع فيها راية الجهاد هو شأن الأمة كلها ، ولا يجوز لأحد أن يستأثر براية وينفرد بها عن سائر الأمة ويقول بأنه شأن داخلي ، فهذا ليس لأحد ، لأن الأمة كلها معنية ، ولذلك نقول ببطلان أي معاهدة أو اتفاقية يبرمها أي شخص باسم الأمة في أي بقعة من بقاع الإسلام يتنازل فيها عن حق الأمة ، لأنه تنازل من لا يملك لمن لا يستحق ، ونحن لسنا أمة تنازلات ، وإنما أمة جهاد ، وليس لعدونا منا إلا السيف ، أو نهلك دون حقوقنا ..
إن الذي يحمل راية الجهاد في هذا الزمان ما خرج إلا لنيل الشهادة ، فالتي يكرهها البعض هي التي خرج لطلبها المجاهدون ، وأهل الجهاد بين إحدى الحسنيين : إما نصر في الدنيا أو شهادة في الآخرة ، والآخرة خير وأبقى ، فكيف يساوم المجاهد على آخرته الباقية بدنيا الناس فانية !! إن من يفعل ذلك لم يكن يقاتل في سبيل الله ، بل كان يقاتل في سبيل دنياه ، ولما ظن أنه ينال بعضاً منها وضع سلاحه وجلس ليستريح - بزعمه - ويقطف ثمار نضاله !! أما أهل الصدق فلا يضعون السلاح حتى يقاتل آخرهم الدجال ، ولا راحة لهم إلا بعد نيل الشهادة أو لقاء الله سبحانه ، فثمرة جهادهم : إيمان في القلب ويقين بالوعد .. وشتان بين الفريقين !!
منقول بتصرف - للأخ الكاتب حسين بن محمود .
فالله سبحانه وتعالى يخاطب المؤمنين ، بل يخاطب الصحابة ويتوعدهم بالعذاب والإستبدال إن هم تركوا الجهاد ، وليس أحد أكرم عند الله بعدهم منهم ، فمن ترك الجهاد وتثاقل عنه ورضي بالقعود ورضي بالدنيا وأراد أن يداهن الأعداء ويعقد معهم اتفاقيات استسلام ويخلد إلى الأرض ويلقي السلاح ويستبدله بما يسمى بالعمل السياسي وطاولات المفاوضات فإن الله لا بد مستبدله بمن يحمل لواء الجهاد ويقاتل في سبيله ، هذا بعد أن يصيب أهل التقاعس والتخاذل والتثاقل العذاب الأليم ..
لقد جاء في تفسير قوله تعالى {ويستبدل قوما غيركم} : "خيرا منكم وأطوع ، قال سعيد بن جبير : هم أبناء فارس . وقيل : هم أهل اليمن" (تفسير البغوي) ، فلما ترك العرب الجهاد في العقود الماضية أقام الله علَمه على أيدي أبناء خراسان والشيشان وكشمير والفلبين والصين وطاجيكستان ونزاع بعض القبائل العربية ، ولا عزة اليوم لبشر في هذه الأرض إلا لهذه الثلة المجاهدة ، وكل من سواهم عبيد لأهوائهم أو أهواء أسيادهم ، وهذا الذل من أعظم العذاب وأشده لمن كان له قلب ..
لعقد علمتنا تجارب القرون الماضية بأن الأعداء لم يلتزموا بعهد أو اتفاقية عقدوها مع المسلمين ، وقد أخبرنا الله تعالى بذلك في كتابه فقال سبحانه {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (البقرة : 100) ، فمن العبث الجلوس على طاولات المفاوضات مع قوم هذا شأنهم وديدنهم ، والتفاوض معهم من مخادعة النفس ومخادعة المسلمين ، ولم يحدث في تاريخ الأمة أن استرجعت حق لها بغير الجهاد في سبيل الله ، وهذه سنة الله في هذه الأمة ، والله لا يغير سنته لجماعة أو حزب أو شخص ، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم "ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب" (حسنه ابن النحاس في مشارع الأشواق والمنذري في الترغيب) ، فهذا خير البشر (النبي صلى الله عليه وسلم) قاد خير جيش على وجه الأرض (الصحابة رضي الله عنهم) ليدخل بلده التي هي خير بقعة على وجه الأرض ، فكيف يريد من هو دونه من أمته أن يستعيد حقه بغير قتال !!
إن ترك الجهاد خرق لسفينة الإسلام ، ويجب على العقلاء الأخذ على أيدي من أراد خرق السفينة ، فقد جاء في الحديث الصحيح "مثل المدهن في حدود الله والواقع فيها ، مثل قوم استهموا سفينة ، فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها ، فكان الذي في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها ، فتأذوا به ، فأخذ فأسا ، فجعل ينقر أسفل السفينة ، فأتوه فقالوا : ما لك ، قال : تأذيتم بي ولا بد لي من الماء ، فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم ، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم" (البخاري) . و"المدهن" : المحابي التارك للأمر بالمعروف ، و"الواقع فيها" أي : الواقع في المعصية التي هي ترك التحاكم لشرع الله ، وحكم التارك والمدهن واحد ، فيجب على العقلاء أن يأخذوا على يد من أراد خرق سفينة الأمة بترك الجهاد ، فإن في تركه تعميم العذاب على الأمة ، وبهذا يبطل قول من قال بأن مسألة الجهاد في قطر معين هو مسألة داخلية لذلك القطر ، فالجهاد شأن الأمة كلها ، وخاصة أهل الحل والعقد ، وهم في زماننا : قادة وأمراء الجهاد والعلماء الصادعين بالحق العاملين به ، فجهاد العراق من شأن الأمة كلها ، وجهاد أفغانستان من شأن الأمة كلها ، وجهاد فلسطين من شأن الأمة كلها ، وجهاد الفلبين والصين وكشمير وتايلاند والشام والجزيرة والمغرب والصومال وكل بقعة يرتفع فيها راية الجهاد هو شأن الأمة كلها ، ولا يجوز لأحد أن يستأثر براية وينفرد بها عن سائر الأمة ويقول بأنه شأن داخلي ، فهذا ليس لأحد ، لأن الأمة كلها معنية ، ولذلك نقول ببطلان أي معاهدة أو اتفاقية يبرمها أي شخص باسم الأمة في أي بقعة من بقاع الإسلام يتنازل فيها عن حق الأمة ، لأنه تنازل من لا يملك لمن لا يستحق ، ونحن لسنا أمة تنازلات ، وإنما أمة جهاد ، وليس لعدونا منا إلا السيف ، أو نهلك دون حقوقنا ..
إن الذي يحمل راية الجهاد في هذا الزمان ما خرج إلا لنيل الشهادة ، فالتي يكرهها البعض هي التي خرج لطلبها المجاهدون ، وأهل الجهاد بين إحدى الحسنيين : إما نصر في الدنيا أو شهادة في الآخرة ، والآخرة خير وأبقى ، فكيف يساوم المجاهد على آخرته الباقية بدنيا الناس فانية !! إن من يفعل ذلك لم يكن يقاتل في سبيل الله ، بل كان يقاتل في سبيل دنياه ، ولما ظن أنه ينال بعضاً منها وضع سلاحه وجلس ليستريح - بزعمه - ويقطف ثمار نضاله !! أما أهل الصدق فلا يضعون السلاح حتى يقاتل آخرهم الدجال ، ولا راحة لهم إلا بعد نيل الشهادة أو لقاء الله سبحانه ، فثمرة جهادهم : إيمان في القلب ويقين بالوعد .. وشتان بين الفريقين !!
منقول بتصرف - للأخ الكاتب حسين بن محمود .