النصر قادم
10-08-2008, 10:11 PM
السُّنة ُوالشيعة ُ
الحمدُ للهِ الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتديَ لولا أن هدانا الله .
ثمَّ الحمدُ للهِ على نعمةِ الإسلام ِوكفى بها نِعمة ٌ.
والصلاة ُوالسلامُ على الرحمةِ المُهداه، محمدٍ بن ِعبدِ اللهِ، وعلى آلهِ وصحبهِ ومن والاهُ, وتبعَ هداهُ وسلكَ خطاهُ, وسارَ على نهجهِ إلى يوم ِيلقاهُ .
وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ, القائلُ في محكم ِالتنزيل: ( ولا تقولوا لِمن ألقى إليكـُمُ السلامَ لستَ مؤمناً{94} (النساء .
وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسولـُهُ, وصفيُّهُ من خيرةِ خلقهِ وخليلـُهُ، بلـَّغَ الرسالة َ, وأدَّى الأمانة َ, ونصَحَ الأمَّة َ, وكشفَ الغـُمَّة َ, وجاهدَ في اللهِ حقَّ جهادهِ حتى أتاهُ اليقين من ربِّه .
ترَكـَنا على مِحَجَّةٍ بيضاءَ ليلِـهَا كنهارِهَا لا يزيغُ عنها إلاَّ هالك، ولا يتنكـَّبُهَا إلاّ ضالٌّ أو مُضِل .
فاتقوا اللهَ عبادَ الله, وأحسنوا إليهِ الوسيلة َ, وقولوا قولاً سديداً, وامتثِلوا أمرَ نبيِّكُم صلى اللهُ عليهِ وسلمَ إذ يقولُ محذراً: ( إذا قالَ الرجلُ لأخيهِ أنتَ كافرٌأو يا كافرُ, فقد باءَ بها أحدُهُما ) أي: إذا لم تنطبق على الموصوفِ كانت من صفةِ الناعت .
وبعدُ أيُّها المسلمون : يقولُ الحقُّ تباركَ اسمُهُ, وتعالى جَدُّهُ, إذ لا إلهَ غيرُهُ : ( إنـَّما المؤمنونَ إخوة{10})الحجرات
ويقولُ أيضاً : ( إنَّ أكرَمكـُم عندَاللهِ أتقاكم {13} (الحجرات.
فالإسلامُ لا يُخرجُ أحداً من الدين ِإن هو أخطأ في تصورِ بعض ِفروع ِالعقيدةِ مما يجوزُالخلافُ فيه .
والمسلمونَ جميعاً إخوة ٌما دامتِ العقيدة ُالإسلاميَّة ُتجمَعُهُم لقول ِالرسول ِالأكرم ِصلى اللهُ عليهِ وسلمَ في خطبةِ حَجَّةِ الوداع ِ: ( يا أيها الناسُ, إن ربَّكم واحدٌ, وأباكم واحدٌ, ألا لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ, ولا لعجميٍّ على عربيٍّ, ولا لأسودَ على أحمرَ, ولا لأحمرَ على أسودَ إلاَّ بالتقوى ).
وقولهِ : ( المُسلمُ أخو المسلم ِلا يظلِمُهُ ولا يُسلِمُهُ ولا يَخذلهُ ولا يَحقِرُه ) .
وقولِهِ أيضاً : (سبابُ المُسلم ِفسوقٌ، وقتالـُهُ كفر)
فالإسلامُ هوَ الرابط ُالوحيدُ بينهُم، دونَ نظرٍإلى ما سوى ذلكَ من بعض ِاجتهاداتٍ فقهيةٍ أو مسائلَ خلافيةٍ لا تتعدى الفروع, وصدقَ الله: (هوَ سمَّاكم المسلمين {78})الحج.
فاصلُ التشيُّع ِخلافٌ وقعَ قبلَ أكثرَ من ألفٍ وثلاثمِائةِ عام, وبالتحديدِ أيامَ خلافةِ عليٍّ بن ِأبي طالبٍ كرَّمَ اللهُ وجهَه ورضيَ عنهُ وأرضاه .
فصارَ للذينَ تشَيَّعوا فقهٌ وفكرٌ، لا يَخرجُ في أصلهِ عن الإسلام ِ.
وإن كان يخالفُ الراجحَ من الأصول ِوالفروع ِفي كثيرٍ من المسائل. كقولهم بعصمةِ الأئمةِ.
إلاَّ أنَّ هذا القولُ ليسَ فيهِ ما يَضربُ شيئاً من أصول ِالدين ِوإن كانَ قولاً خاطئاً .
وصارَ لهُم أساتذةٌ وطلابُ عِلم, وتفرَّعَت عنهم آراءٌ وأحكامٌ بأدلةٍ شرعيةٍ أوأدلةٍ لهُم فيها شُبهة ُاستدلال .
أمَّا مَن ِانحرفَ منهم عن ِالعقيدةِ الإسلاميةِ وشذ َّعمَّا أجمعت عليهِ الأمَّة ُمن قطعياتٍ فقد كـَفرَ.
ولكن, لا تزرُ وازرة ٌوزرَ أخرى، لذا فإنَّ مِنَ التقوى وحُسن ِالتأتي والإنصافِ, أن يُبحثَ موضوع ُالشيعةِ على صُعُدٍأربعةٍ :
أولها :أنَّ الشيعة َمثلَ السُّنـَّةِ جماعاتٍ وأحزابٍ ومذاهبَ, فليسوا كلـُّهُم سَواء, إلاَّ مَن شذ َّمِنهُم كما أسلفنا .
فمِنَ التقوى أن نقولَ عمَّن شذ َّعن ِالأصولِ بأنـَّهُ كافرٌدونَ غيرهِ, إلاَّ مَن تبعهُ وسلكَ مَسلكهُ بعلم .
ومن العدل ِالقولُ : إنَّ بعضاً من أهل ِالسنةِ قد كفر, ولكنهم آحادٌ, ومن الظلم ِأن نأخذ َأهلَ السنةِ جميعاً بجريرَتـِهم .
فإذا كانَ منَ الشيعةِ من تفرقَ عن أصل ِالملةِ وارتدَّ عنها.
فلا يجوزُ أن ينسحبَ حكمهُ على سائرِ الشيعةِ .
فنقولَ بأنَّ الشيعة َ كلَّ الشيعةِ كفارٌ, بل هم مسلمونَ.
وإن ارتدَّ بعضُهُم .
فالمسلمونَ منهم يُنكرونَ على الآخـَرينَ ما اعتقدوهُ .
فكيفَ باللهِ عليكم نجعـَلـُهُم كافرين !!!
وفيهم من لم يكفر بقول ٍولا بفعلٍ ولا بشكٍ ولا اعتقاد .
كما لا يصحُّ أن نقولَ من قالَ أنا شيعيٌّ فهوَ كافر, كمَن قالَ أنا يهوديٌّ أو نصرانيٌّ أو بوذيٌّ ولا غيرَ ذلك .
فلا وجهَ لمُقارَنةِ هؤلاءِ بأولئكَ أبداً .
لأنَّ الإسلامَ قد بيَّنَ قطعاً بأنـَّهُ لا يُقبلُ من ََالإنسان ِبعدَ رسالةِ الإسلام ِيهودية ًولا نصرانية ً.
أمَّا موقفُ الإسلام ِمنَ الشيعةِ فهوَ نفسُ موقفِهِ من أصحابِ الإجتهاداتِ الذينَ يختلفونَ وكلـُّهُم مسلمون .
فإذا كانَ قد تفرَّع َعن ِالشيعةِ مَن كفرَ فإنَّ الأصلَ لا يُلحَقُ بالفرع ِأبداً!!
أي أن كـُفرَ البعض ِلا يُكفرُ الكل .
وثانيها :قد يقولُ البعضُ إنَّ في بطون ِكـُتبِ عُلماءِ الشيعةِ وَمَراجـِعِهم ما هو كفرٌ صُرَاحٌ مسطورٌ يتدارَسُهُ تلامذتـُهُم من بعدِهِم،
وهُنا نقول: إذا وُجدَ في الكتبِ كفرٌ, فبهِ يَكفـُرُ قائِلـُهُ وكاتِبُهُ وقارؤهُ إن ِاعتقدَ بهِ .
وأمَّا عامَّـتـُهُم من الذينَ لا يعرفونَ ما هو مكتوبٌ في هذهِ الكتبِ أو يقرؤونهُ ولا يفهمونهُ فكيفَ لنا أن نـُكفـِّرَهُم ؟ حتى لو خرجوا وقالوا فلانٌ مرجعيَّتـُنا, ونحنُ على مذهبهِ, وهم عامة ٌ, والعامَّة ُلا تـُدرِكُ بالضرورةِ تمامَ الإدراكِ ما تقولُ بهِ الخاصة .
فهل يعرفُ عامَّة ُمسلمي السُّنةِ كلَّ ما هوَ مكتوبٌ في كـُتـُبِ علمائِهم ؟
وهل يعرِفُ كلُّ شافعيٍّ مثلا ً, كـُلَّ ما هُوَ مَخطوطٌ في كـُتبِ الشافعيةِ, أو يِدركـُهُ تمامَ الإدراك ؟!
أقولـُهَا بمليء فيَّ ... لا والله !!
ولهذا فلا يصحُّ تكفيرُ العامَّةِ بما يقولُ خاصتـُهُم ولو كانَ مسطوراً في كـُتـُبهم .
وثالثها :التبَعيَّة ُالسياسية ُ, فحالُ الشيعةِ كحالِ السُّنةِ يعيشونَ في بلادٍ سَلـَّط َالكافرُ المستعمرُ فيها على رقابهم قياداتٍ سياسيةٍ تسومُهُم سوءَ العذابِ, تـُمنـِّيهم وتتآمَرُعليهم ضدَّ قضاياهُم ومصالِحِهـِم .
وهيَ فوقَ هذا وغيرهِ لا تحكـُمُ بكتابِ اللهِ ولا بسنةِ رسولهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، لا فضلَ في ذلكَ لقياداتِ السنـَّةِ على قياداتِ الشيعةِ, ولا فرقَ بينهم فكـُلـُّهُم في العَمالةِ سواء .
سواءٌ حكامُ إيرانَ أو حكامُ العراق ِ, أوحكامُ بلادِ الحجازِ, وحكامُ مصرَ, وباقي حكامُ دول ِالضِّرَار.
وعليهِ فلا يَصحُّ أن نـُحَمِّلَ إخوانَنَا المسلمينَ من الشيعةِ وزرَ حُكامِهم كامِلاً، وإن كانوا يأثمونَ بوصفِهم جزءً من الأمَّةِ الإسلاميَّةِ الواحدةِ بصَمتِهم على هؤلاءِالحكام المارقين .
فهل تآمرُوخيانـَةُحكام ِإيرانَ الذينَ يَعتدُّ بهم عامَّةُ الشيعةِ جهلاً, أشدَّ مِن تآمُرِ وَخيانةِ حكام ِالسعوديةِ الذينَ يَعتدُّ بهم عامَّة ُالسُّنـَّةِ وبسببِ الجهلِ أيضاً ؟؟!! .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
يتبع الجزء الثاني والأخير بإذنه تعالى
الحمدُ للهِ الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتديَ لولا أن هدانا الله .
ثمَّ الحمدُ للهِ على نعمةِ الإسلام ِوكفى بها نِعمة ٌ.
والصلاة ُوالسلامُ على الرحمةِ المُهداه، محمدٍ بن ِعبدِ اللهِ، وعلى آلهِ وصحبهِ ومن والاهُ, وتبعَ هداهُ وسلكَ خطاهُ, وسارَ على نهجهِ إلى يوم ِيلقاهُ .
وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ, القائلُ في محكم ِالتنزيل: ( ولا تقولوا لِمن ألقى إليكـُمُ السلامَ لستَ مؤمناً{94} (النساء .
وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسولـُهُ, وصفيُّهُ من خيرةِ خلقهِ وخليلـُهُ، بلـَّغَ الرسالة َ, وأدَّى الأمانة َ, ونصَحَ الأمَّة َ, وكشفَ الغـُمَّة َ, وجاهدَ في اللهِ حقَّ جهادهِ حتى أتاهُ اليقين من ربِّه .
ترَكـَنا على مِحَجَّةٍ بيضاءَ ليلِـهَا كنهارِهَا لا يزيغُ عنها إلاَّ هالك، ولا يتنكـَّبُهَا إلاّ ضالٌّ أو مُضِل .
فاتقوا اللهَ عبادَ الله, وأحسنوا إليهِ الوسيلة َ, وقولوا قولاً سديداً, وامتثِلوا أمرَ نبيِّكُم صلى اللهُ عليهِ وسلمَ إذ يقولُ محذراً: ( إذا قالَ الرجلُ لأخيهِ أنتَ كافرٌأو يا كافرُ, فقد باءَ بها أحدُهُما ) أي: إذا لم تنطبق على الموصوفِ كانت من صفةِ الناعت .
وبعدُ أيُّها المسلمون : يقولُ الحقُّ تباركَ اسمُهُ, وتعالى جَدُّهُ, إذ لا إلهَ غيرُهُ : ( إنـَّما المؤمنونَ إخوة{10})الحجرات
ويقولُ أيضاً : ( إنَّ أكرَمكـُم عندَاللهِ أتقاكم {13} (الحجرات.
فالإسلامُ لا يُخرجُ أحداً من الدين ِإن هو أخطأ في تصورِ بعض ِفروع ِالعقيدةِ مما يجوزُالخلافُ فيه .
والمسلمونَ جميعاً إخوة ٌما دامتِ العقيدة ُالإسلاميَّة ُتجمَعُهُم لقول ِالرسول ِالأكرم ِصلى اللهُ عليهِ وسلمَ في خطبةِ حَجَّةِ الوداع ِ: ( يا أيها الناسُ, إن ربَّكم واحدٌ, وأباكم واحدٌ, ألا لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ, ولا لعجميٍّ على عربيٍّ, ولا لأسودَ على أحمرَ, ولا لأحمرَ على أسودَ إلاَّ بالتقوى ).
وقولهِ : ( المُسلمُ أخو المسلم ِلا يظلِمُهُ ولا يُسلِمُهُ ولا يَخذلهُ ولا يَحقِرُه ) .
وقولِهِ أيضاً : (سبابُ المُسلم ِفسوقٌ، وقتالـُهُ كفر)
فالإسلامُ هوَ الرابط ُالوحيدُ بينهُم، دونَ نظرٍإلى ما سوى ذلكَ من بعض ِاجتهاداتٍ فقهيةٍ أو مسائلَ خلافيةٍ لا تتعدى الفروع, وصدقَ الله: (هوَ سمَّاكم المسلمين {78})الحج.
فاصلُ التشيُّع ِخلافٌ وقعَ قبلَ أكثرَ من ألفٍ وثلاثمِائةِ عام, وبالتحديدِ أيامَ خلافةِ عليٍّ بن ِأبي طالبٍ كرَّمَ اللهُ وجهَه ورضيَ عنهُ وأرضاه .
فصارَ للذينَ تشَيَّعوا فقهٌ وفكرٌ، لا يَخرجُ في أصلهِ عن الإسلام ِ.
وإن كان يخالفُ الراجحَ من الأصول ِوالفروع ِفي كثيرٍ من المسائل. كقولهم بعصمةِ الأئمةِ.
إلاَّ أنَّ هذا القولُ ليسَ فيهِ ما يَضربُ شيئاً من أصول ِالدين ِوإن كانَ قولاً خاطئاً .
وصارَ لهُم أساتذةٌ وطلابُ عِلم, وتفرَّعَت عنهم آراءٌ وأحكامٌ بأدلةٍ شرعيةٍ أوأدلةٍ لهُم فيها شُبهة ُاستدلال .
أمَّا مَن ِانحرفَ منهم عن ِالعقيدةِ الإسلاميةِ وشذ َّعمَّا أجمعت عليهِ الأمَّة ُمن قطعياتٍ فقد كـَفرَ.
ولكن, لا تزرُ وازرة ٌوزرَ أخرى، لذا فإنَّ مِنَ التقوى وحُسن ِالتأتي والإنصافِ, أن يُبحثَ موضوع ُالشيعةِ على صُعُدٍأربعةٍ :
أولها :أنَّ الشيعة َمثلَ السُّنـَّةِ جماعاتٍ وأحزابٍ ومذاهبَ, فليسوا كلـُّهُم سَواء, إلاَّ مَن شذ َّمِنهُم كما أسلفنا .
فمِنَ التقوى أن نقولَ عمَّن شذ َّعن ِالأصولِ بأنـَّهُ كافرٌدونَ غيرهِ, إلاَّ مَن تبعهُ وسلكَ مَسلكهُ بعلم .
ومن العدل ِالقولُ : إنَّ بعضاً من أهل ِالسنةِ قد كفر, ولكنهم آحادٌ, ومن الظلم ِأن نأخذ َأهلَ السنةِ جميعاً بجريرَتـِهم .
فإذا كانَ منَ الشيعةِ من تفرقَ عن أصل ِالملةِ وارتدَّ عنها.
فلا يجوزُ أن ينسحبَ حكمهُ على سائرِ الشيعةِ .
فنقولَ بأنَّ الشيعة َ كلَّ الشيعةِ كفارٌ, بل هم مسلمونَ.
وإن ارتدَّ بعضُهُم .
فالمسلمونَ منهم يُنكرونَ على الآخـَرينَ ما اعتقدوهُ .
فكيفَ باللهِ عليكم نجعـَلـُهُم كافرين !!!
وفيهم من لم يكفر بقول ٍولا بفعلٍ ولا بشكٍ ولا اعتقاد .
كما لا يصحُّ أن نقولَ من قالَ أنا شيعيٌّ فهوَ كافر, كمَن قالَ أنا يهوديٌّ أو نصرانيٌّ أو بوذيٌّ ولا غيرَ ذلك .
فلا وجهَ لمُقارَنةِ هؤلاءِ بأولئكَ أبداً .
لأنَّ الإسلامَ قد بيَّنَ قطعاً بأنـَّهُ لا يُقبلُ من ََالإنسان ِبعدَ رسالةِ الإسلام ِيهودية ًولا نصرانية ً.
أمَّا موقفُ الإسلام ِمنَ الشيعةِ فهوَ نفسُ موقفِهِ من أصحابِ الإجتهاداتِ الذينَ يختلفونَ وكلـُّهُم مسلمون .
فإذا كانَ قد تفرَّع َعن ِالشيعةِ مَن كفرَ فإنَّ الأصلَ لا يُلحَقُ بالفرع ِأبداً!!
أي أن كـُفرَ البعض ِلا يُكفرُ الكل .
وثانيها :قد يقولُ البعضُ إنَّ في بطون ِكـُتبِ عُلماءِ الشيعةِ وَمَراجـِعِهم ما هو كفرٌ صُرَاحٌ مسطورٌ يتدارَسُهُ تلامذتـُهُم من بعدِهِم،
وهُنا نقول: إذا وُجدَ في الكتبِ كفرٌ, فبهِ يَكفـُرُ قائِلـُهُ وكاتِبُهُ وقارؤهُ إن ِاعتقدَ بهِ .
وأمَّا عامَّـتـُهُم من الذينَ لا يعرفونَ ما هو مكتوبٌ في هذهِ الكتبِ أو يقرؤونهُ ولا يفهمونهُ فكيفَ لنا أن نـُكفـِّرَهُم ؟ حتى لو خرجوا وقالوا فلانٌ مرجعيَّتـُنا, ونحنُ على مذهبهِ, وهم عامة ٌ, والعامَّة ُلا تـُدرِكُ بالضرورةِ تمامَ الإدراكِ ما تقولُ بهِ الخاصة .
فهل يعرفُ عامَّة ُمسلمي السُّنةِ كلَّ ما هوَ مكتوبٌ في كـُتـُبِ علمائِهم ؟
وهل يعرِفُ كلُّ شافعيٍّ مثلا ً, كـُلَّ ما هُوَ مَخطوطٌ في كـُتبِ الشافعيةِ, أو يِدركـُهُ تمامَ الإدراك ؟!
أقولـُهَا بمليء فيَّ ... لا والله !!
ولهذا فلا يصحُّ تكفيرُ العامَّةِ بما يقولُ خاصتـُهُم ولو كانَ مسطوراً في كـُتـُبهم .
وثالثها :التبَعيَّة ُالسياسية ُ, فحالُ الشيعةِ كحالِ السُّنةِ يعيشونَ في بلادٍ سَلـَّط َالكافرُ المستعمرُ فيها على رقابهم قياداتٍ سياسيةٍ تسومُهُم سوءَ العذابِ, تـُمنـِّيهم وتتآمَرُعليهم ضدَّ قضاياهُم ومصالِحِهـِم .
وهيَ فوقَ هذا وغيرهِ لا تحكـُمُ بكتابِ اللهِ ولا بسنةِ رسولهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، لا فضلَ في ذلكَ لقياداتِ السنـَّةِ على قياداتِ الشيعةِ, ولا فرقَ بينهم فكـُلـُّهُم في العَمالةِ سواء .
سواءٌ حكامُ إيرانَ أو حكامُ العراق ِ, أوحكامُ بلادِ الحجازِ, وحكامُ مصرَ, وباقي حكامُ دول ِالضِّرَار.
وعليهِ فلا يَصحُّ أن نـُحَمِّلَ إخوانَنَا المسلمينَ من الشيعةِ وزرَ حُكامِهم كامِلاً، وإن كانوا يأثمونَ بوصفِهم جزءً من الأمَّةِ الإسلاميَّةِ الواحدةِ بصَمتِهم على هؤلاءِالحكام المارقين .
فهل تآمرُوخيانـَةُحكام ِإيرانَ الذينَ يَعتدُّ بهم عامَّةُ الشيعةِ جهلاً, أشدَّ مِن تآمُرِ وَخيانةِ حكام ِالسعوديةِ الذينَ يَعتدُّ بهم عامَّة ُالسُّنـَّةِ وبسببِ الجهلِ أيضاً ؟؟!! .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
يتبع الجزء الثاني والأخير بإذنه تعالى