مقاوم
10-08-2008, 12:44 PM
القرضاوي وأكاذيب الشيعة حول ابنه
عصام تليمة
صدمت عندما قرأت هذا الخبر الكذوب على الوكالة الشيعية للأنباء (إباء) والذي مفاده: (قال سماحة الشيخ علي الكوراني وهو أحد العلماء البارزين إن سبب غضب الشيخ يوسف القرضاوي على الشيعة و تهجمه عليهم ناجم عن تشيع إبنه عبدالرحمن القرضاوي جاء ذلك في لقاء تلفزيوني مع قناة أهل البيت الفضائية، وشكل خبر تشيع عبد الرحمن ضربة كبيرة لمعنويات الشيخ القرضاوي الذي يعتبر أحد رجال الافتاء الكبار من أهل السنة. و أعلن الشيخ الكوراني عن كامل ثقته بالخبر، و قام بإذاعته أيضاً على فضائية الغدير و الأنوار)!!
وسبب صدمتي ليس في الخبر المكذوب، بل في نسبة الخبر لرمز ديني شيعي ـ إن صحت نسبته له ـ فهو يدل على انحدار في المستوى الأخلاقي، فالكذب من أبشع الصفات التي يوصف بها الإنسان مؤمنا كان أو كافرا، لقد وقف أبو سفيان وقد كان كافرا وقتها، أمام هرقل، في حوار طويل رواه البخاري في صحيحه، وكان وقتها العدو الأول لمحمد صلى الله عليه وسلم وللإسلام، وقد سأله هرقل عن عدة أسئلة كلها في شخص محمد صلى الله عليه وسلم، وأجاب أبو سفيان، والله الذي لا إله غيره، لو وجد شخص آخر مكان أبي سفيان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تغيرت الإجابة عما ذكرها، لأن أبا سفيان كان صاحب خلق وإن كان جاهليا يسجد للأصنام، ويشرك بالله، فكيف بعالم دين يختلق الكذب، ويفتري على الناس بغير الحق.
وساءني أن يتحول الجدال الفكري إلى فُجر في الخصومة، فتارة يغمز الشيخ القرضاوي في أولاده بعملهم في أمريكا، وهو كذب وافتراء، وقد كذبه الشيخ بنفسه، ولا أدري أي مستوى خلقي انحدر فيه النقاش والخلاف بيننا، أفهم أن يحدث ذلك من صحفي في وكالة أنباء، أما أن يصدر عن رمز ديني في المذهب الشيعي فهذا عيب ـ والله عيب ـ لا يقبل، وجريمة لا تغتفر.
وبهذا الخبر الكذوب يكون هذا الرمز الشيعي قد أثبت ما أعلنه القرضاوي من حيث لا يدري، فعلى فرض صحة الخبر الكاذب: معناها أن هناك تبشيرا شيعيا فعلا في بلاد السنة، بدليل أنهم مارسوا هذا التشيع مع الرجل الذي كان يدعو للتقريب، واستفادوا من دعوته له كثيرا، ومن تأييده لمشاريعهم الجهادية المقاومة، فإذا كانوا يفعلون هذا مع من يقرب معهم، ويترفق بهم، فكيف بمن يعاديهم، ويلعنهم ويكفرهم؟!!
كما أن الرمز الشيعي (علي الكوراني) كما صرح، أن ابن القرضاوي تشيع، ولا يريد الإعلان بذلك، معنى ذلك أنه استأمنه على سره، فكيف يا سيدنا الشيخ تفشي سرا ـ إن صح الكذب الذي نطقت به ـ لإنسان آمنك عليه؟! ما أعرفه أن المذهب السني يحرم الخيانة، وإفشاء السر، ومعلوماتي أن كل المذاهب الإسلامية كذلك، إلا إذا كان عند هذا العالم الشيعي دليل يبيح الخيانة، وإفشاء السر، وهذا إن صح الخبر ولم يكن كذبا يا سيدي.
إنني أعرف الشيخ القرضاوي منذ عشر سنوات معرفة شخصية، عاشرته فيها عن كثب، وعرفته معرفة كاملة، وعرفت خلالها أهل بيته جميعا، بل أعرف كل من يتصل بقرابة أو نسب بالقرضاوي، أعرف فيهم الخلق والتدين والالتزام الذي يعصم عن الانحراف في عقيدة أو سلوك، وكان أول معرفتي بآل القرضاوي: عبد الرحمن القرضاوي، وكتبت عنه وعن أسرة الشيخ في كتابي (القرضاوي فقيها) وأترك للقارئ بحنكته وذكائه يحكم، كيف لباحث يحصل على درجة الماجستير في (نظرية المقاصد عند شيخ الإسلام ابن تيمية)، وما أدراك ما ابن تيمية، وبخاصة في كتابه (منهاج السنة)، ولا شك أن الباحث وقف على معظم تراث ابن تيمية، ونالها بامتياز، وكان مشرفه فيها الدكتور محمد البلتاجي رحمه الله، كيف لباحث له عقله الراجح المعروف به عند كل من عاشره، أن يقدم على تصرف كهذا، وللأسف اختار خصوم الشيخ فرية تحمل بين حروفها وكلماتها دليل كذبها، وهي أسخف من أن تأخذ منا مساحة في الأخذ والرد والسجال والنقاش، والتدليل على كذبها، فقد حملت أكبر دليل على كذبها، فقد زعم صاحبها: أن الخبر نال من نفسية الشيخ، وقد زرت الشيخ قريبا، فلم أجد نفسيته ومعنوياته مرتفعة كما في هذه الزيارة، حتى إنه طلب من بعض المغاربة الذين يزورونه معنا أن يسمعوه بعض أناشيدهم الجميلة، واستنشد بعض الحاضرين في أناشيد حماسية، ولا أدري من يبغي سماع النشيد الذي فيه ذكر الله والصلاة والسلام على رسوله، ثم النشيد الحماسي عن فلسطين، تكون نفسيته ومعنوياته محبطة؟!!
أعتذر مرة أخرى للقارئ أني طرقت موضوعا لم يكن يستحق الطرق من أساسه، لولا أني وجدت أن رائحة الكذب فاحت من الشائعة أكثر مما ينبغي، وأخذت حجما أكبر مما ينبغي، وهذا ديدن كل حديث إفك في مجتمعاتنا العربية، وبخاصة عندما يصدر عن رمز ديني أقل ما يقال عنه: كذاب، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطبع المؤمن على الخلال كلها، إلا الكذب" فهنيئا لصاحب التصريح بأبشع صفة يوصف بها أي راو لخبر، وهي الكذب.
عصام تليمة
صدمت عندما قرأت هذا الخبر الكذوب على الوكالة الشيعية للأنباء (إباء) والذي مفاده: (قال سماحة الشيخ علي الكوراني وهو أحد العلماء البارزين إن سبب غضب الشيخ يوسف القرضاوي على الشيعة و تهجمه عليهم ناجم عن تشيع إبنه عبدالرحمن القرضاوي جاء ذلك في لقاء تلفزيوني مع قناة أهل البيت الفضائية، وشكل خبر تشيع عبد الرحمن ضربة كبيرة لمعنويات الشيخ القرضاوي الذي يعتبر أحد رجال الافتاء الكبار من أهل السنة. و أعلن الشيخ الكوراني عن كامل ثقته بالخبر، و قام بإذاعته أيضاً على فضائية الغدير و الأنوار)!!
وسبب صدمتي ليس في الخبر المكذوب، بل في نسبة الخبر لرمز ديني شيعي ـ إن صحت نسبته له ـ فهو يدل على انحدار في المستوى الأخلاقي، فالكذب من أبشع الصفات التي يوصف بها الإنسان مؤمنا كان أو كافرا، لقد وقف أبو سفيان وقد كان كافرا وقتها، أمام هرقل، في حوار طويل رواه البخاري في صحيحه، وكان وقتها العدو الأول لمحمد صلى الله عليه وسلم وللإسلام، وقد سأله هرقل عن عدة أسئلة كلها في شخص محمد صلى الله عليه وسلم، وأجاب أبو سفيان، والله الذي لا إله غيره، لو وجد شخص آخر مكان أبي سفيان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تغيرت الإجابة عما ذكرها، لأن أبا سفيان كان صاحب خلق وإن كان جاهليا يسجد للأصنام، ويشرك بالله، فكيف بعالم دين يختلق الكذب، ويفتري على الناس بغير الحق.
وساءني أن يتحول الجدال الفكري إلى فُجر في الخصومة، فتارة يغمز الشيخ القرضاوي في أولاده بعملهم في أمريكا، وهو كذب وافتراء، وقد كذبه الشيخ بنفسه، ولا أدري أي مستوى خلقي انحدر فيه النقاش والخلاف بيننا، أفهم أن يحدث ذلك من صحفي في وكالة أنباء، أما أن يصدر عن رمز ديني في المذهب الشيعي فهذا عيب ـ والله عيب ـ لا يقبل، وجريمة لا تغتفر.
وبهذا الخبر الكذوب يكون هذا الرمز الشيعي قد أثبت ما أعلنه القرضاوي من حيث لا يدري، فعلى فرض صحة الخبر الكاذب: معناها أن هناك تبشيرا شيعيا فعلا في بلاد السنة، بدليل أنهم مارسوا هذا التشيع مع الرجل الذي كان يدعو للتقريب، واستفادوا من دعوته له كثيرا، ومن تأييده لمشاريعهم الجهادية المقاومة، فإذا كانوا يفعلون هذا مع من يقرب معهم، ويترفق بهم، فكيف بمن يعاديهم، ويلعنهم ويكفرهم؟!!
كما أن الرمز الشيعي (علي الكوراني) كما صرح، أن ابن القرضاوي تشيع، ولا يريد الإعلان بذلك، معنى ذلك أنه استأمنه على سره، فكيف يا سيدنا الشيخ تفشي سرا ـ إن صح الكذب الذي نطقت به ـ لإنسان آمنك عليه؟! ما أعرفه أن المذهب السني يحرم الخيانة، وإفشاء السر، ومعلوماتي أن كل المذاهب الإسلامية كذلك، إلا إذا كان عند هذا العالم الشيعي دليل يبيح الخيانة، وإفشاء السر، وهذا إن صح الخبر ولم يكن كذبا يا سيدي.
إنني أعرف الشيخ القرضاوي منذ عشر سنوات معرفة شخصية، عاشرته فيها عن كثب، وعرفته معرفة كاملة، وعرفت خلالها أهل بيته جميعا، بل أعرف كل من يتصل بقرابة أو نسب بالقرضاوي، أعرف فيهم الخلق والتدين والالتزام الذي يعصم عن الانحراف في عقيدة أو سلوك، وكان أول معرفتي بآل القرضاوي: عبد الرحمن القرضاوي، وكتبت عنه وعن أسرة الشيخ في كتابي (القرضاوي فقيها) وأترك للقارئ بحنكته وذكائه يحكم، كيف لباحث يحصل على درجة الماجستير في (نظرية المقاصد عند شيخ الإسلام ابن تيمية)، وما أدراك ما ابن تيمية، وبخاصة في كتابه (منهاج السنة)، ولا شك أن الباحث وقف على معظم تراث ابن تيمية، ونالها بامتياز، وكان مشرفه فيها الدكتور محمد البلتاجي رحمه الله، كيف لباحث له عقله الراجح المعروف به عند كل من عاشره، أن يقدم على تصرف كهذا، وللأسف اختار خصوم الشيخ فرية تحمل بين حروفها وكلماتها دليل كذبها، وهي أسخف من أن تأخذ منا مساحة في الأخذ والرد والسجال والنقاش، والتدليل على كذبها، فقد حملت أكبر دليل على كذبها، فقد زعم صاحبها: أن الخبر نال من نفسية الشيخ، وقد زرت الشيخ قريبا، فلم أجد نفسيته ومعنوياته مرتفعة كما في هذه الزيارة، حتى إنه طلب من بعض المغاربة الذين يزورونه معنا أن يسمعوه بعض أناشيدهم الجميلة، واستنشد بعض الحاضرين في أناشيد حماسية، ولا أدري من يبغي سماع النشيد الذي فيه ذكر الله والصلاة والسلام على رسوله، ثم النشيد الحماسي عن فلسطين، تكون نفسيته ومعنوياته محبطة؟!!
أعتذر مرة أخرى للقارئ أني طرقت موضوعا لم يكن يستحق الطرق من أساسه، لولا أني وجدت أن رائحة الكذب فاحت من الشائعة أكثر مما ينبغي، وأخذت حجما أكبر مما ينبغي، وهذا ديدن كل حديث إفك في مجتمعاتنا العربية، وبخاصة عندما يصدر عن رمز ديني أقل ما يقال عنه: كذاب، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطبع المؤمن على الخلال كلها، إلا الكذب" فهنيئا لصاحب التصريح بأبشع صفة يوصف بها أي راو لخبر، وهي الكذب.