Ghiath
10-03-2008, 03:01 PM
بعد تهديده بالقتل ..ضياء رشوان يؤكد القاعدة تواجه مأزقًا كبيرًا
القاهرة/ عبد الرحمن أبو عوف 29/9/1429
29/09/2008
أكد ضياء رشوان الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، والمحلل السياسي البارز، أن رسالة التهديد التي تلقاها عبر إحدى المنتديات على شبكة الإنترنت من قِبَلِ بعض أنصار تنظيم القاعدة، تكشف عن حُدُوثِ تَطَوُّرٍ سَلْبِيٍّ خطيرٍ في أفكاره، فلم يسبق للتنظيم أو قادته استحلال دم أحد الصحفيين أو الكُتَّاب، بل اقتصر الأمر على الأنظمة والأعداء المقاتلين، لافتًا إلى أن هذه الرسالة ليست الأولى، غير أن لهجة التهديد الصارمة هي الملمح الأهم لها.
وأبدى رشوان استغرابه الشديد من الاتهامات التي وُجِّهَت له بمحاولة تشويه صورة الحركات الإسلامية، وتشبيهه بالمفسدين في الأرض، بحسب رسالة التهديد، مُعْتَبِرًا أن بعض أنصار تنظيم القاعدة أصبحوا يميلون إلى مساواة انتقاد القاعدة بإنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وهو ما يُشِيرُ إلى ضبابية غير مسبوقة في فِكْرِ هذا التنظيم، وحدوث ارتباك شديد في توجهاته.
ولم يُنْكِر رشوان مواجهة تنظيم القاعدة لصعوبات واختبارات شديدة، لاسيما في العراق والسعودية واليمن، في حين ما زال التنظيم يتمتع ببعض القوة في أفغانستان والجزائر، مشيرًا إلى أن العنوان الأخير لشريط تنظيم القاعدة قد ألمح إلى تبني التنظيم خطابًا إعلاميًّا دفاعيًّا، وهو ما يعكس وجود أزمة شديدة داخل التنظيم .
وكرر الخبير في شئون الجامعات الإسلامية تأييدَهُ الشديد للمراجعات الفقهية التي تتبناها بعض الجماعات الإسلامية، مشددًا على أن التأثيرات الإيجابية لهذه المراجعات قوية ومؤثرة، لاسيما في مصر وليبيا والجزائر، رغم وقوع بعض أعمال العنف بها.
وفي السطور التالية التفاصيل الكاملة للحوار
تلقيتَ تهديداتٍ في الفترة الأخيرة من قِبَلِ بعض المتبنين لفكر تنظيم القاعدة، فهل تشرح لنا تفاصيل هذا الأمر؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF في البدء أحب أن أؤكد أنني لم أرغب في طرح هذا التهديد على وسائل الإعلام، لاسيما أنه لم يكن الأول، ولن يكون الأخير، إلا أنّ أحد الصحفيين في إحدى اليوميات القاهرية قد عثر عليه بالصدفة أثناء تصفحه في المنتدى الذي نُشِرَ به.
غير أنّ الشيء الجدير بالاهتمام هو الجدية التي كُتِبَ بها التهديد، ووجود صور سكاكين، فضلًا عن أن الشخص الذي شارك في المنتدى، ووقَّعَ هذا التهديد، مُصَنَّفٌ بحسب نظم النشر في المنتدى بالشخصية اللامعة، والتي تُطْلَقُ على كُلِّ شخصٍ له حَجْمُ مشاركات يزيد على 700 رسالة.
وهو ما يؤكد إمكانية وقوف شخصيات بارزة داخل التنظيم، أو خلاياه النائمة، وراء هذا التهديد، الذي حاول صاحبه الإيحاءَ بنوع من الجدية وراءه.
ومع هذا، فقد لفت نظري في هذا الخطاب ألفاظٌ مثل : " أمسك عليك لسانك"، ومحاولة تشبيهي بالمفسدين في الأرض، وهو ما يستوجب تنفيذ حد الحرابة!!
على رغم من أن كل ما قلته أن عنونة القاعدة شريطها الجديد بـ(700 عام على الغزوة الصليبية ) بأنه عنوان ذو طابع دفاعي، وهو ما يخالف نهج القاعدة طوال السنوات الأخيرة، التي كانت تتبني خطابًا قويًّا وهجوميًّا، من عينة: (الذكرى السادسة لغزوة مانهاتن)، وما على شاكلتها من عناوين، وهو ما يشير إلى حالة ضعفٍ انتابت التنظيم خلال الفترة الأخيرة.
أي أنّ التحليل- بحسب رأيي- تحليلٌ موضوعيٌّ ومُتَّزِنٌ، بعيدٌ عن التشفي أو الثأر، أو محاولة لَيِّ عنق الحقيقة، بل ويحاول قراءة الظاهرة وتوضيحها بشكل اجتهادي.
غلو وتطرف
غير أن الكثير من المحللين يرون أنّ هناك دلائل عديدة أكدها هذا التهديد، أو هذه الرسالة، فما رأيك أنت ؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF بالفعل، هناك دلائل عديدة من وراء هذا التهديد، يأتي في مقدمتها أنه جاءَ مخالفًا لكل أدبيات تنظيم القاعدة، فلم يسبق لقائِدَيِ التنظيم -ابن لادن والظواهري- أنْ تحدثا عن استحلال دم كاتب أو صحفي أو مفكر، بل كان حديثهم في هذا الصدد يَقْصُرُ الأمرَ على رؤساء دول، ووزراء داخلية، أو أعداء مقاتلين، وهو ما يُمَثِّلُ تطورًا خطيرًا في فكر- لا أقول التنظيم- ولكن في بعض خلاياه، وهو تحول ذو دلالة خطيرة.
أما الدلالة الثانية: فهي تفضيل بعض النشطين في بعض الحركات استحلالَ الدماء لمجرد الخلاف في الرأي، وليس الخلاف على إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة، كما هو المعتاد في كلاسيكيات الحركة الإسلامية.
وبالتالي، فإن هذا التطور يشير إلى أن انتقاد القاعدة- وَفْقَ العديد من كوادر القاعدة، والمتعاطفين معها- يتساوى مع إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وهو ما يُمَثِّل دلالةً خطيرة على حدوث تطور سلبي في فكر التنظيم والمنتسبين له، وتأكيدًا على سيطرة الغلو والتطرف عليهم، وعدم أعطاء أي مساحة للخلاف الفكري مع الآخر .
اختبار صعب
أكدتَ في سياق تحليلك أن عنوان الشريط الأخير يدل على أن القاعدة تمر بمرحلة ضعف، فهل ينطبق هذا الضعف على التنظيم بشكل عام ؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF الحكم على ضعف تنظيم القاعدة بشكل عام ليس دقيقا، ثم إن القاعدة ليست تنظيمًا واحدًا حتى يسهل عمليًّا تقييمه بالضعف أو القوة بشكل عام، فالقاعدة كتنظيم مركزي في أفغانستان لا يمكن وصفه بالضعف؛ حيث تشمله مظلة حركة طالبان التي حققت انتصارات كبيرة على الأرض في أفغانستان.
صحيح أن التنظيم قد تعَرَّضَ لاختبارٍ صعبٍ على المناطق المتاخمة للحدود الباكستانية الأفغانية، أسهمت في تغييب العديد من قياداته، مثل عبد الله سامي، ومدحت مرسي، إلا أن هذه الأحداث -رغم أهميتها- لا يستطيع معها مُحَلِّلٌ أو مراقب أن يصم القاعدة بالضعف .
أما في العراق مثلًا، فتستطيع بملء الفم أن تُؤَكِّدَ أن القاعدة قد تعرضت لتدهور كبير منذ اغتيال الزرقاوي، وما تبعه من ظهور ما يطلق عليه قوات الصحوات، وهو ما أثَّرَ بالسلب على فاعلية التنظيم في العراق.
بينما يختلف الأمر في الجزائر؛ فالتنظيم ما زال على حيويته؛ حيث تستطيع من آنٍ لآخَرَ توجيه ضربات قاتلة للنظام السياسي، بشكلٍ يُؤَكِّد حيوية التنظيم، غير أن هناك مناطق عديدة من العالم الإسلامي تحررت من سطوة التنظيم بشكل كبير، مثل أندونيسيا، واليمن، وتونس، والمملكة العربية السعودية؛ حيث تعرض هنالك لانتكاسات كبيرة، بفضل الضربات الأمنية، ومِنْ ثَمَّ فإنّ تنظيم القاعدة يواجِهُ مأزقًا كبيرًا بشكل عام خلال السنوات الأخيرة، يعكسه الخطاب الإعلامي الذي اتخذ طابعًا دفاعيًّا، وليس هجوميًّا، كما عهدناه طوال السنوات الأخيرة.
موضوعية وَحَيْدَة
تتعاطى منذ سنوات مع شئون الحركات الإسلامية، حتى تحولت إلى أحد أهم الخبراء في هذا المجال، فما هي أهم أدواتك في التعاطي مع هذا الملف المعقد؟!
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF أحاول بقدر كبير التعاطي بشكل إيجابي وموضوعي ومرن مع هذا الملف المعقد، وأسعى جاهدًا لالتزام الحيدة، والمصداقية، والأمانة العلمية، والشخصية، ورغم ذلك فإن واقع الخطأ في التحليل أمرٌ وارد، غير أنه ليس مقصودًا، أو لحسابات ومصالح، فأنا لم أندم يومًا على تحليلٍ قَدَّمْتُهُ من زاويةٍ موضوعيةٍ، رغم أن هذا التحليل قد يجانبه الصواب.
غير أنني لم أحاول أبدًا استغلال التعاطي مع هذا الملف؛ لكي أَقْتَصَّ من أحد، أو أُصَفِّيَ حسابات مع أحد، وهذا ما أوجد نَوْعًا من المصداقية -بحسب وجهة نظري- مع الرأي العام، وجمهور الحركة الإسلامية .
تباينات شديدة
اتُّهِمْتَ في عديد من المرات بالتعاطف مع الحركات الإسلامية، غير أنّ التهديد الأخير قد أوْجَدَ نوعًا من القلق والاستغراب..أليس كذلك؟!
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF بالفعل.. لهجة التهديد الصارمة مستغربة جدا، غير أن لها دلالة عميقة، كشفت وجود بيانات شديدة داخل الإسلامية، فالأخيرة ليست كيانًا واحدًا، كما استقر طوال السنوات الأخيرة في أذهان أغلب من تعاطوا مع هذا الملف، فلو وجد هذا التشابه ما رأينا الخلافات تشتعل بينهم، ولاجتمعوا جميعًا على رأي واحد، غير أن الدرس الأهم: أنّ مثل هذه التطورات تكشف أن الحركات الإسلامية المعتدلة التي تدرك أهمية الآخر، وضرورة التعاطي معه، وتتبني نهجًا معتدلًا، هي التي يُكْتَبُ لها البقاء والاستمرارية والتأثير، بعكس حركات الغلو والتطرف، التي تُعَمَّرُ طويلًا في الساحة الإسلامية .
اقتناع ومصداقية
بمناسبة حركات التطرف والغلو، فقد أبديتَ تأييدًا كبيرًا للمراجعات الفقهية للجماعة الإسلامية والجهاد، فهل هذا نتيجة اقتناع تام بهذه المراجعات، أم يعود لأسباب أخرى؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF لقد أعلنت قناعتي الشخصية لهذه المراجعات منذ الساعات الأولى للإعلان عن وجودها، كونها تتسم بالصدق والشفافية، وليست ناتجةً عن عوامل ضغط ضد "عَرَّابِي" هذه المراجعات. وقد جاءت هذه القناعة بعد دراسات معمقة للتاريخ الإسلامي، التي أوضحت أن الجماعات التي تنتشر بالعنف والتطرف والغلو، يكون مصيرها التراجع، فديننا الإسلامي دين وسطية واعتدال، وإلا ما كان هذا الدين قد حقق هذه النجاحات؛ لذا فأنا مقتنعٌ تمامًا، بأن هذه المراجعات صادقةٌ، وتَنُمُّ عن حركة تغييرٍ كبيرٍ في الإطار الفكري والعقائدي للجماعة الإسلامية والجهاد، فقد أعطتهم التجربة القاسية الفرصة لتقييم تجربتهم، والعودة إلى قاعدة : أن الاعتدال و الوسطية هما السبيل الوحيد للاستمرار والتواجد في الساحة الإسلامية .
نجاحات كبيرة
وبرأيك هل حققت هذه المراجعات النجاحات والآمال التي بُنِيَتْ عليها؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF بالتأكيد، وقبل أن أشرح لك الأسباب، فهناك قياس عكسي مهم يجب أن نركز عليه، ويدور حول تَخَيُّلِ وضع مصر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وما تلاها من اشتعال الحملة على الإسلام، وما يُطْلَقُ عليه الحرب على الإرهاب، في ظل وجود حالة تشنج بين الدولة و20 ألف مواطن من كوادر الجماعة الإسلامية، وما يقرب من سبعة آلاف من منتسبي الجهاد، في ظل وجود كَمٍّ كبير من الفتاوى التي تحث على الجهاد والعنف؛ لذا فمن الصعوبة بمكانٍ تَخَيُّلُ الأوضاع بدون هذه المراجعات، في ظل سياقٍ إقليميٍّ و دوليٍّ ضاغط.
وكان علينا أن نضع في الاعتبار ما حدث في مصر، وبالتحديد في الأقصر في 17 نوفمبر عام 1997، وهو ما يؤكد أن هذه المراجعات كانت مهمة جدًّا، وجاءت في موعدها، وليس كما يدعي البعض، تهوينًا من أهميتها، وليس أدل على الأهمية الكبيرة لهذه المراجعات من استقرار الأوضاع في مصر بشكل كبير .
فالأوضاع الأمنية هادئة ومستقرة، ولم يخرق هذا الاستقرار سوي حادثين صغيرين، هما خان الخليلي، وكوبري عبد المنعم رياض، وأنا هنا أتجاهل تفجيرات سيناء المشبوهة مُتَعَمِّدًا؛ لاعتقادي بأن هذه العمليات كانت ثمرةً من ثمار أنشطة استخباراتية، ومحاولةً من بعض القوى الدولية الكبرى للعبث بأمن مصر، ولم تكن نتاجا لحركات جهادية أو إسلامية.
أوضاع قاتمة
في نفس الإطار، هل كان لهذه المراجعات تداعيات إيجابية على دول الجوار؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF بالطبع، فمثلا في ليبيا حدثت مصالحة تاريخية بين النظام الليبي والجماعات الإسلامية، وخرج العشرات من كوادر هذه الجماعات من السجون.
وفي الجزائر كان هناك تأثير نسبي لهذه المراجعات، رغم موجة العنف التي تسودها حاليا، غير أن هذه الموجة لا تُقَارَنُ بما كان يحدث خلال حقبة التسعينات؛ حيث تسبب العنف في مقتل أكثر من 150 ألف جزائري! غير أن الصورة حاليا ليست بنفس درجة القتامة التي سادت الجزائر خلال تلك الحقبة. فلم تعد الحركات التي تمارس العنف بنفس التركيبة والأعداد الكبيرة؛ حيث بقي فقط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامية، والذي ينتمي أغلب كوادره للجماعة الإسلامية للدعوة والقتال، التي تأثر العديد من كوادرها بهذه المراجعات، وتراجعت عملياتها بنسبة 75%طوال السنوات الأخيرة.
وأنا أؤكد أن الأوضاع كانت ستزداد قتامةً، لو لم تخرج هذه المراجعات الإيجابية للنور، وأتوقع كذلك زيادة التعاطي من جانب عديد من الحركات الإسلامية مع هذا الجهد الكبير في المستقبل المنظور .
عائدة بقوة
منذ ما يقرب من 6 أعوام ظهرت دراسة لك تؤكد فيها أن طالبان –رغم الإطاحة بها- ستلعب دورًا سياسيا مهما في رسم خريطة أفغانستان السياسية..فما تفسيرك لذلك؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF ما زالت متمسكا بهذا الرأي، التي تعززه التطورات والانتصارات الأخيرة التي حققتها طالبان على الأرض، والتي دعت واشنطن ولندن للدخول في مفاوضات سرية مع كوادر طالبان.
بل إن ما يُطْلَقُ عليه الرئيس الأفغاني حامد كرازي، قد دعا أكثر من مرةٍ الحركةَ -وبإيعاز من القوات الأمريكية- للدخول في حوار.
وأعتقد أن الضربات التي توجهها قوات طالبان إلى القوات الأجنبية حاليا، تهدف للضغط على هذه القوات، وتحسين موقف الحركة في أية مفاوضات حول مستقبل أفغانستان.
غير أنني أعتقد أن عودة طالبان للعب دور داخل أفغانستان سيكون مختلفًا عن الأوضاع السابقة، فلن تستطيع طالبان التحكم، أو حكم أفغانستان، منفردة، وكذلك لن تسمح لها قوات الناتو بإعادة التحالف مع القاعدة، التي يعتبرونها خطا أحمر بالنسبة لهم، وهو ما يجعلني أجزم أن تكثيف هجمات طالبان يعود إلى انتزاع تنازلات من القوات المحتلة لأفغانستان في عديد من الملفات، وعلى رأسها وضع القاعدة، وشكل التحالفات السياسية هناك، ومستقبل الوجود الأجنبي .
نعود إلى الداخل المصري مرة أخرى.. فهناك تسريبات تشير إلى علاقات وثيقة تربطك بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، لدرجة دعت البعض إلى التأكيد على أنك تُعِدُّ دراسات لهذه الجماعة حول مختلف الملفات.
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF أولا أنا رجل ذو نزعة قومية، وكنت مؤسسًا لأغلب الحركات والأحزاب الناصرية التي شاهدتها الساحة المصرية طوال العقود الثلاثة الماضية، فضلًا عن كوني عضوًا مُؤَسِّسًا في حزب التجمع، أيام كان يضم التيارات الناصرية، وكنت كذلك من أوائل من كتبوا عن ضرورة وجود نوع من التقارب بين التيارين القومي والإسلامي، ولم يتغير موقفي السياسي إلى اليوم.
وأقول بكل تأكيد: إن الأخوان المسلمين لن تنقصهم الأشخاص والكفاءات حتى يستعيروا من تيارات أخرى من يكتب لهم، فأنا مع ما كتبت من دراسات عن الإخوان المسلمين لم أكتب لهم حرفًا واحدًا؛ حيث لم يطلب الإخوان هذا الأمر.
ومن المهم التأكيد في هذا السياق، أن علاقتي بالجماعة هي علاقة باحث متخصص في هذا الشأن، طُلِبَ مني، كما طُلِبَ من عديد من المفكرين تقييم البرنامج الخاص بحزب الإخوان المسلمين، وقد عَلَّقْتُ على هذا البرنامج- كما فعل غيري- بتقديم ملاحظات عديدة حول هذا البرنامج، باعتبار أن برنامج حزب الإخوان أمْرٌ يدور في فلك المصلحة العامة لشعبنا ووطننا، وليس أمرًا مقصورًا على هذه الجماعة.
تعاطف ولكن!
غير أنك لا تستطيع إنكار تعاطفك مع الجماعة ؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF سأفرض جدلًا أن هناك تعاطفًا مع الجماعة، ومع هذا فلا يستطيع أحَدٌ أن ينكر الدور الذي لعبته في الحالة المصرية والإسلامية بشكل عام، وهو دَوْرٌ يجعل محاولات البعض لتصفيتها- أو التعامل معها من منظور أمني وحسب- أمرًا مجافيا للواقع.
ومع هذا، فإن الجماعة تحتاج لوقفة مع النفس، وتبني رؤية صلاحية، شأنها شأن أغلب الحركات الإسلامية.
لا تراجع!
هل هناك وجهة نظر تشير إلى تراجع شعبية جماعة الإخوان المسلمين، رغم ما حققته خلال الأعوام الماضية من نجاحات ؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF لا إمكانية علمية وموضوعية لقياس تراجع شعبية الجماعة أو تصاعد أسهمها، فهذا أمر تحدده الانتخابات الحرة، أو استطلاعات الرأي الجادة.
ونحن -والحمد لله- نفتقد الأمرين معًا!! ولكن مع هذا لا أعتقد بوجود تراجع في شعبية الجماعة، وقد يكون هذا انطباعًا شخصيًّا، ولكني لا أستطيع الجزم بوجود مثل هذا التراجع .
بشكل عام.. كيف تري الحالة الإسلامية، وهل تعاني تراجعًا، أم أن هناك خطوات قطعتها للأمام ؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF الحالة الإسلامية بشكل عام مستقرة، غير أنها تحتاج لمراجعات، وحركة إصلاح داخلي، تناسب متغيرات العصر، والأفكار السياسية والاقتصادية، دون أن يعني هذا المساس بثوابتها.
وهي تغيرات ومراجعات ستَصُبُّ في صالح هذه الحركة، التي لم تتراجع شعبيتها، رغم ما تعرضت له طوال السنوات الماضية من حصار وتشويه.
القاهرة/ عبد الرحمن أبو عوف 29/9/1429
29/09/2008
أكد ضياء رشوان الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، والمحلل السياسي البارز، أن رسالة التهديد التي تلقاها عبر إحدى المنتديات على شبكة الإنترنت من قِبَلِ بعض أنصار تنظيم القاعدة، تكشف عن حُدُوثِ تَطَوُّرٍ سَلْبِيٍّ خطيرٍ في أفكاره، فلم يسبق للتنظيم أو قادته استحلال دم أحد الصحفيين أو الكُتَّاب، بل اقتصر الأمر على الأنظمة والأعداء المقاتلين، لافتًا إلى أن هذه الرسالة ليست الأولى، غير أن لهجة التهديد الصارمة هي الملمح الأهم لها.
وأبدى رشوان استغرابه الشديد من الاتهامات التي وُجِّهَت له بمحاولة تشويه صورة الحركات الإسلامية، وتشبيهه بالمفسدين في الأرض، بحسب رسالة التهديد، مُعْتَبِرًا أن بعض أنصار تنظيم القاعدة أصبحوا يميلون إلى مساواة انتقاد القاعدة بإنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وهو ما يُشِيرُ إلى ضبابية غير مسبوقة في فِكْرِ هذا التنظيم، وحدوث ارتباك شديد في توجهاته.
ولم يُنْكِر رشوان مواجهة تنظيم القاعدة لصعوبات واختبارات شديدة، لاسيما في العراق والسعودية واليمن، في حين ما زال التنظيم يتمتع ببعض القوة في أفغانستان والجزائر، مشيرًا إلى أن العنوان الأخير لشريط تنظيم القاعدة قد ألمح إلى تبني التنظيم خطابًا إعلاميًّا دفاعيًّا، وهو ما يعكس وجود أزمة شديدة داخل التنظيم .
وكرر الخبير في شئون الجامعات الإسلامية تأييدَهُ الشديد للمراجعات الفقهية التي تتبناها بعض الجماعات الإسلامية، مشددًا على أن التأثيرات الإيجابية لهذه المراجعات قوية ومؤثرة، لاسيما في مصر وليبيا والجزائر، رغم وقوع بعض أعمال العنف بها.
وفي السطور التالية التفاصيل الكاملة للحوار
تلقيتَ تهديداتٍ في الفترة الأخيرة من قِبَلِ بعض المتبنين لفكر تنظيم القاعدة، فهل تشرح لنا تفاصيل هذا الأمر؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF في البدء أحب أن أؤكد أنني لم أرغب في طرح هذا التهديد على وسائل الإعلام، لاسيما أنه لم يكن الأول، ولن يكون الأخير، إلا أنّ أحد الصحفيين في إحدى اليوميات القاهرية قد عثر عليه بالصدفة أثناء تصفحه في المنتدى الذي نُشِرَ به.
غير أنّ الشيء الجدير بالاهتمام هو الجدية التي كُتِبَ بها التهديد، ووجود صور سكاكين، فضلًا عن أن الشخص الذي شارك في المنتدى، ووقَّعَ هذا التهديد، مُصَنَّفٌ بحسب نظم النشر في المنتدى بالشخصية اللامعة، والتي تُطْلَقُ على كُلِّ شخصٍ له حَجْمُ مشاركات يزيد على 700 رسالة.
وهو ما يؤكد إمكانية وقوف شخصيات بارزة داخل التنظيم، أو خلاياه النائمة، وراء هذا التهديد، الذي حاول صاحبه الإيحاءَ بنوع من الجدية وراءه.
ومع هذا، فقد لفت نظري في هذا الخطاب ألفاظٌ مثل : " أمسك عليك لسانك"، ومحاولة تشبيهي بالمفسدين في الأرض، وهو ما يستوجب تنفيذ حد الحرابة!!
على رغم من أن كل ما قلته أن عنونة القاعدة شريطها الجديد بـ(700 عام على الغزوة الصليبية ) بأنه عنوان ذو طابع دفاعي، وهو ما يخالف نهج القاعدة طوال السنوات الأخيرة، التي كانت تتبني خطابًا قويًّا وهجوميًّا، من عينة: (الذكرى السادسة لغزوة مانهاتن)، وما على شاكلتها من عناوين، وهو ما يشير إلى حالة ضعفٍ انتابت التنظيم خلال الفترة الأخيرة.
أي أنّ التحليل- بحسب رأيي- تحليلٌ موضوعيٌّ ومُتَّزِنٌ، بعيدٌ عن التشفي أو الثأر، أو محاولة لَيِّ عنق الحقيقة، بل ويحاول قراءة الظاهرة وتوضيحها بشكل اجتهادي.
غلو وتطرف
غير أن الكثير من المحللين يرون أنّ هناك دلائل عديدة أكدها هذا التهديد، أو هذه الرسالة، فما رأيك أنت ؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF بالفعل، هناك دلائل عديدة من وراء هذا التهديد، يأتي في مقدمتها أنه جاءَ مخالفًا لكل أدبيات تنظيم القاعدة، فلم يسبق لقائِدَيِ التنظيم -ابن لادن والظواهري- أنْ تحدثا عن استحلال دم كاتب أو صحفي أو مفكر، بل كان حديثهم في هذا الصدد يَقْصُرُ الأمرَ على رؤساء دول، ووزراء داخلية، أو أعداء مقاتلين، وهو ما يُمَثِّلُ تطورًا خطيرًا في فكر- لا أقول التنظيم- ولكن في بعض خلاياه، وهو تحول ذو دلالة خطيرة.
أما الدلالة الثانية: فهي تفضيل بعض النشطين في بعض الحركات استحلالَ الدماء لمجرد الخلاف في الرأي، وليس الخلاف على إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة، كما هو المعتاد في كلاسيكيات الحركة الإسلامية.
وبالتالي، فإن هذا التطور يشير إلى أن انتقاد القاعدة- وَفْقَ العديد من كوادر القاعدة، والمتعاطفين معها- يتساوى مع إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وهو ما يُمَثِّل دلالةً خطيرة على حدوث تطور سلبي في فكر التنظيم والمنتسبين له، وتأكيدًا على سيطرة الغلو والتطرف عليهم، وعدم أعطاء أي مساحة للخلاف الفكري مع الآخر .
اختبار صعب
أكدتَ في سياق تحليلك أن عنوان الشريط الأخير يدل على أن القاعدة تمر بمرحلة ضعف، فهل ينطبق هذا الضعف على التنظيم بشكل عام ؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF الحكم على ضعف تنظيم القاعدة بشكل عام ليس دقيقا، ثم إن القاعدة ليست تنظيمًا واحدًا حتى يسهل عمليًّا تقييمه بالضعف أو القوة بشكل عام، فالقاعدة كتنظيم مركزي في أفغانستان لا يمكن وصفه بالضعف؛ حيث تشمله مظلة حركة طالبان التي حققت انتصارات كبيرة على الأرض في أفغانستان.
صحيح أن التنظيم قد تعَرَّضَ لاختبارٍ صعبٍ على المناطق المتاخمة للحدود الباكستانية الأفغانية، أسهمت في تغييب العديد من قياداته، مثل عبد الله سامي، ومدحت مرسي، إلا أن هذه الأحداث -رغم أهميتها- لا يستطيع معها مُحَلِّلٌ أو مراقب أن يصم القاعدة بالضعف .
أما في العراق مثلًا، فتستطيع بملء الفم أن تُؤَكِّدَ أن القاعدة قد تعرضت لتدهور كبير منذ اغتيال الزرقاوي، وما تبعه من ظهور ما يطلق عليه قوات الصحوات، وهو ما أثَّرَ بالسلب على فاعلية التنظيم في العراق.
بينما يختلف الأمر في الجزائر؛ فالتنظيم ما زال على حيويته؛ حيث تستطيع من آنٍ لآخَرَ توجيه ضربات قاتلة للنظام السياسي، بشكلٍ يُؤَكِّد حيوية التنظيم، غير أن هناك مناطق عديدة من العالم الإسلامي تحررت من سطوة التنظيم بشكل كبير، مثل أندونيسيا، واليمن، وتونس، والمملكة العربية السعودية؛ حيث تعرض هنالك لانتكاسات كبيرة، بفضل الضربات الأمنية، ومِنْ ثَمَّ فإنّ تنظيم القاعدة يواجِهُ مأزقًا كبيرًا بشكل عام خلال السنوات الأخيرة، يعكسه الخطاب الإعلامي الذي اتخذ طابعًا دفاعيًّا، وليس هجوميًّا، كما عهدناه طوال السنوات الأخيرة.
موضوعية وَحَيْدَة
تتعاطى منذ سنوات مع شئون الحركات الإسلامية، حتى تحولت إلى أحد أهم الخبراء في هذا المجال، فما هي أهم أدواتك في التعاطي مع هذا الملف المعقد؟!
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF أحاول بقدر كبير التعاطي بشكل إيجابي وموضوعي ومرن مع هذا الملف المعقد، وأسعى جاهدًا لالتزام الحيدة، والمصداقية، والأمانة العلمية، والشخصية، ورغم ذلك فإن واقع الخطأ في التحليل أمرٌ وارد، غير أنه ليس مقصودًا، أو لحسابات ومصالح، فأنا لم أندم يومًا على تحليلٍ قَدَّمْتُهُ من زاويةٍ موضوعيةٍ، رغم أن هذا التحليل قد يجانبه الصواب.
غير أنني لم أحاول أبدًا استغلال التعاطي مع هذا الملف؛ لكي أَقْتَصَّ من أحد، أو أُصَفِّيَ حسابات مع أحد، وهذا ما أوجد نَوْعًا من المصداقية -بحسب وجهة نظري- مع الرأي العام، وجمهور الحركة الإسلامية .
تباينات شديدة
اتُّهِمْتَ في عديد من المرات بالتعاطف مع الحركات الإسلامية، غير أنّ التهديد الأخير قد أوْجَدَ نوعًا من القلق والاستغراب..أليس كذلك؟!
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF بالفعل.. لهجة التهديد الصارمة مستغربة جدا، غير أن لها دلالة عميقة، كشفت وجود بيانات شديدة داخل الإسلامية، فالأخيرة ليست كيانًا واحدًا، كما استقر طوال السنوات الأخيرة في أذهان أغلب من تعاطوا مع هذا الملف، فلو وجد هذا التشابه ما رأينا الخلافات تشتعل بينهم، ولاجتمعوا جميعًا على رأي واحد، غير أن الدرس الأهم: أنّ مثل هذه التطورات تكشف أن الحركات الإسلامية المعتدلة التي تدرك أهمية الآخر، وضرورة التعاطي معه، وتتبني نهجًا معتدلًا، هي التي يُكْتَبُ لها البقاء والاستمرارية والتأثير، بعكس حركات الغلو والتطرف، التي تُعَمَّرُ طويلًا في الساحة الإسلامية .
اقتناع ومصداقية
بمناسبة حركات التطرف والغلو، فقد أبديتَ تأييدًا كبيرًا للمراجعات الفقهية للجماعة الإسلامية والجهاد، فهل هذا نتيجة اقتناع تام بهذه المراجعات، أم يعود لأسباب أخرى؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF لقد أعلنت قناعتي الشخصية لهذه المراجعات منذ الساعات الأولى للإعلان عن وجودها، كونها تتسم بالصدق والشفافية، وليست ناتجةً عن عوامل ضغط ضد "عَرَّابِي" هذه المراجعات. وقد جاءت هذه القناعة بعد دراسات معمقة للتاريخ الإسلامي، التي أوضحت أن الجماعات التي تنتشر بالعنف والتطرف والغلو، يكون مصيرها التراجع، فديننا الإسلامي دين وسطية واعتدال، وإلا ما كان هذا الدين قد حقق هذه النجاحات؛ لذا فأنا مقتنعٌ تمامًا، بأن هذه المراجعات صادقةٌ، وتَنُمُّ عن حركة تغييرٍ كبيرٍ في الإطار الفكري والعقائدي للجماعة الإسلامية والجهاد، فقد أعطتهم التجربة القاسية الفرصة لتقييم تجربتهم، والعودة إلى قاعدة : أن الاعتدال و الوسطية هما السبيل الوحيد للاستمرار والتواجد في الساحة الإسلامية .
نجاحات كبيرة
وبرأيك هل حققت هذه المراجعات النجاحات والآمال التي بُنِيَتْ عليها؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF بالتأكيد، وقبل أن أشرح لك الأسباب، فهناك قياس عكسي مهم يجب أن نركز عليه، ويدور حول تَخَيُّلِ وضع مصر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وما تلاها من اشتعال الحملة على الإسلام، وما يُطْلَقُ عليه الحرب على الإرهاب، في ظل وجود حالة تشنج بين الدولة و20 ألف مواطن من كوادر الجماعة الإسلامية، وما يقرب من سبعة آلاف من منتسبي الجهاد، في ظل وجود كَمٍّ كبير من الفتاوى التي تحث على الجهاد والعنف؛ لذا فمن الصعوبة بمكانٍ تَخَيُّلُ الأوضاع بدون هذه المراجعات، في ظل سياقٍ إقليميٍّ و دوليٍّ ضاغط.
وكان علينا أن نضع في الاعتبار ما حدث في مصر، وبالتحديد في الأقصر في 17 نوفمبر عام 1997، وهو ما يؤكد أن هذه المراجعات كانت مهمة جدًّا، وجاءت في موعدها، وليس كما يدعي البعض، تهوينًا من أهميتها، وليس أدل على الأهمية الكبيرة لهذه المراجعات من استقرار الأوضاع في مصر بشكل كبير .
فالأوضاع الأمنية هادئة ومستقرة، ولم يخرق هذا الاستقرار سوي حادثين صغيرين، هما خان الخليلي، وكوبري عبد المنعم رياض، وأنا هنا أتجاهل تفجيرات سيناء المشبوهة مُتَعَمِّدًا؛ لاعتقادي بأن هذه العمليات كانت ثمرةً من ثمار أنشطة استخباراتية، ومحاولةً من بعض القوى الدولية الكبرى للعبث بأمن مصر، ولم تكن نتاجا لحركات جهادية أو إسلامية.
أوضاع قاتمة
في نفس الإطار، هل كان لهذه المراجعات تداعيات إيجابية على دول الجوار؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF بالطبع، فمثلا في ليبيا حدثت مصالحة تاريخية بين النظام الليبي والجماعات الإسلامية، وخرج العشرات من كوادر هذه الجماعات من السجون.
وفي الجزائر كان هناك تأثير نسبي لهذه المراجعات، رغم موجة العنف التي تسودها حاليا، غير أن هذه الموجة لا تُقَارَنُ بما كان يحدث خلال حقبة التسعينات؛ حيث تسبب العنف في مقتل أكثر من 150 ألف جزائري! غير أن الصورة حاليا ليست بنفس درجة القتامة التي سادت الجزائر خلال تلك الحقبة. فلم تعد الحركات التي تمارس العنف بنفس التركيبة والأعداد الكبيرة؛ حيث بقي فقط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامية، والذي ينتمي أغلب كوادره للجماعة الإسلامية للدعوة والقتال، التي تأثر العديد من كوادرها بهذه المراجعات، وتراجعت عملياتها بنسبة 75%طوال السنوات الأخيرة.
وأنا أؤكد أن الأوضاع كانت ستزداد قتامةً، لو لم تخرج هذه المراجعات الإيجابية للنور، وأتوقع كذلك زيادة التعاطي من جانب عديد من الحركات الإسلامية مع هذا الجهد الكبير في المستقبل المنظور .
عائدة بقوة
منذ ما يقرب من 6 أعوام ظهرت دراسة لك تؤكد فيها أن طالبان –رغم الإطاحة بها- ستلعب دورًا سياسيا مهما في رسم خريطة أفغانستان السياسية..فما تفسيرك لذلك؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF ما زالت متمسكا بهذا الرأي، التي تعززه التطورات والانتصارات الأخيرة التي حققتها طالبان على الأرض، والتي دعت واشنطن ولندن للدخول في مفاوضات سرية مع كوادر طالبان.
بل إن ما يُطْلَقُ عليه الرئيس الأفغاني حامد كرازي، قد دعا أكثر من مرةٍ الحركةَ -وبإيعاز من القوات الأمريكية- للدخول في حوار.
وأعتقد أن الضربات التي توجهها قوات طالبان إلى القوات الأجنبية حاليا، تهدف للضغط على هذه القوات، وتحسين موقف الحركة في أية مفاوضات حول مستقبل أفغانستان.
غير أنني أعتقد أن عودة طالبان للعب دور داخل أفغانستان سيكون مختلفًا عن الأوضاع السابقة، فلن تستطيع طالبان التحكم، أو حكم أفغانستان، منفردة، وكذلك لن تسمح لها قوات الناتو بإعادة التحالف مع القاعدة، التي يعتبرونها خطا أحمر بالنسبة لهم، وهو ما يجعلني أجزم أن تكثيف هجمات طالبان يعود إلى انتزاع تنازلات من القوات المحتلة لأفغانستان في عديد من الملفات، وعلى رأسها وضع القاعدة، وشكل التحالفات السياسية هناك، ومستقبل الوجود الأجنبي .
نعود إلى الداخل المصري مرة أخرى.. فهناك تسريبات تشير إلى علاقات وثيقة تربطك بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، لدرجة دعت البعض إلى التأكيد على أنك تُعِدُّ دراسات لهذه الجماعة حول مختلف الملفات.
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF أولا أنا رجل ذو نزعة قومية، وكنت مؤسسًا لأغلب الحركات والأحزاب الناصرية التي شاهدتها الساحة المصرية طوال العقود الثلاثة الماضية، فضلًا عن كوني عضوًا مُؤَسِّسًا في حزب التجمع، أيام كان يضم التيارات الناصرية، وكنت كذلك من أوائل من كتبوا عن ضرورة وجود نوع من التقارب بين التيارين القومي والإسلامي، ولم يتغير موقفي السياسي إلى اليوم.
وأقول بكل تأكيد: إن الأخوان المسلمين لن تنقصهم الأشخاص والكفاءات حتى يستعيروا من تيارات أخرى من يكتب لهم، فأنا مع ما كتبت من دراسات عن الإخوان المسلمين لم أكتب لهم حرفًا واحدًا؛ حيث لم يطلب الإخوان هذا الأمر.
ومن المهم التأكيد في هذا السياق، أن علاقتي بالجماعة هي علاقة باحث متخصص في هذا الشأن، طُلِبَ مني، كما طُلِبَ من عديد من المفكرين تقييم البرنامج الخاص بحزب الإخوان المسلمين، وقد عَلَّقْتُ على هذا البرنامج- كما فعل غيري- بتقديم ملاحظات عديدة حول هذا البرنامج، باعتبار أن برنامج حزب الإخوان أمْرٌ يدور في فلك المصلحة العامة لشعبنا ووطننا، وليس أمرًا مقصورًا على هذه الجماعة.
تعاطف ولكن!
غير أنك لا تستطيع إنكار تعاطفك مع الجماعة ؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF سأفرض جدلًا أن هناك تعاطفًا مع الجماعة، ومع هذا فلا يستطيع أحَدٌ أن ينكر الدور الذي لعبته في الحالة المصرية والإسلامية بشكل عام، وهو دَوْرٌ يجعل محاولات البعض لتصفيتها- أو التعامل معها من منظور أمني وحسب- أمرًا مجافيا للواقع.
ومع هذا، فإن الجماعة تحتاج لوقفة مع النفس، وتبني رؤية صلاحية، شأنها شأن أغلب الحركات الإسلامية.
لا تراجع!
هل هناك وجهة نظر تشير إلى تراجع شعبية جماعة الإخوان المسلمين، رغم ما حققته خلال الأعوام الماضية من نجاحات ؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF لا إمكانية علمية وموضوعية لقياس تراجع شعبية الجماعة أو تصاعد أسهمها، فهذا أمر تحدده الانتخابات الحرة، أو استطلاعات الرأي الجادة.
ونحن -والحمد لله- نفتقد الأمرين معًا!! ولكن مع هذا لا أعتقد بوجود تراجع في شعبية الجماعة، وقد يكون هذا انطباعًا شخصيًّا، ولكني لا أستطيع الجزم بوجود مثل هذا التراجع .
بشكل عام.. كيف تري الحالة الإسلامية، وهل تعاني تراجعًا، أم أن هناك خطوات قطعتها للأمام ؟
http://www.islamtoday.net/dial1.GIF الحالة الإسلامية بشكل عام مستقرة، غير أنها تحتاج لمراجعات، وحركة إصلاح داخلي، تناسب متغيرات العصر، والأفكار السياسية والاقتصادية، دون أن يعني هذا المساس بثوابتها.
وهي تغيرات ومراجعات ستَصُبُّ في صالح هذه الحركة، التي لم تتراجع شعبيتها، رغم ما تعرضت له طوال السنوات الماضية من حصار وتشويه.