النصر قادم
09-30-2008, 11:56 PM
وجوب محاسبة الحكام الظلاَّم
الحمد لله القائل في محكم التنزيل : كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر
ويقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم : تركتكم على البيضاء : ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد .
إن محاسبة الحكام والتي هي الطريقة الشرعية التي شرعها الإسلام لتقويم اعوجاج الحاكم، وإعادته إلى جادة الصواب إن اخطأ أو انحرف عن الطريق المستقيم الذي شرعه الله ورسوله،
فهي مسؤولية الأمة أفرادا وأحزابا وجماعات لقوله تعالى : والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر...
ولقوله : ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ...
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يكونان بمجرد المعارضة، وهي إظهار عدم الرضا فقط ، وإنما يكونان من أجل حمل الحاكم على الإلتزام بأوامر الله ونواهيه، يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم : من رأى سلطان جائرا، مستحلا لحرم الله، ناكثا لعهد الله, مخالفا لسنة رسول الله, يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول ! كان حقا على الله أن يُدخله مُدخله .
وقال : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان .
فالقصد من المحاسبة ليس إظهار عدم الرضا فقط ، وإنما هو العمل لتغيير ما يراه المحاسب منكرا مخالفا لشرع الله بما يستطيعه من قول أو فعل.
يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم : لا يحقرن أحدكم نفسه، قالوا يا رسول الله، وكيف يحقر أحدنا نفسه ؟ قال يرى أنَّ عليه مقالا ثم لا يقول به، فيقول الله عز وجل يوم القيامة : ما منعك أن تقول فيَّ كذا وكذا ، فيقول : خشية الناس، فيقول : فإياي كنت أحق أن تخشى .
والله تعالى يقول : ( فلا تخشوهم واخشوني ) فلا يحق لمسلم أن يسكت عن قول الحق كلما لزم ذلك، لأنَّ الساكت عن الحق شيطان أخرس، يستحق عذاب الله بسبب سكوته .
فالحمد لله وقد جعل الإسلام أعظم المؤمنين أجرا ومرتبة هم الذين يقفون للحكام إن قصروا أو ظلموا لقوله عليه السلام :
سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب, ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله.
فهذا الخليفة الأول سيدي أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه في أول خطبة له بعد مبايعته فيقول مخاطبا المسلمين :
أما بعد أيها الناس: إني قد وُلّيتُ عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوِّموني، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم.
الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له، والقوي ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه.
وهذا الفاروق رضوان الله عليه يقول :
لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها ؟! يعني كلمة المحاسبة .
وهذا عليٌّ كرم الله وجهه يقول :
فلا تكـُّفوا عن مقالةٍ بحقٍّ, أو مشورةٍ بعدل, فإني لستُ في نفسي بفـَوْق ِأن أخطىء, ولا آمنُ ذلكَ من فِعلي إلاَّ أن يكفيَ اللهُ من نفسي ما هو أملكُ مني .
هؤلاء هم خير الناس وسادتهم , وكان المسلمون يحاسبونهم ! فكيف بغيرهم ؟! .
وعليه فقد وضع الإسلام مقياسا دقيقا للمحاسبة، وهو شرع الله، وليس العقل أو المصلحة أو الأكثرية الشعبية، أو الأغلبية البرلمانية، لقوله تعالى ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول، إن كنتم تؤمنون بالله، واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) هذا هو المرجع والفيصل .
فالتحاكم في النزاع مع الحاكم أو في محاسبته يكون مرده إلى كتاب الله وسنة رسوله، وليس للقوانين الوضعية, أو المواثيق الدولية، أو الأغلبية, امتثالاً لقوله تعالى : فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
الحمد لله القائل في محكم التنزيل : كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر
ويقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم : تركتكم على البيضاء : ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد .
إن محاسبة الحكام والتي هي الطريقة الشرعية التي شرعها الإسلام لتقويم اعوجاج الحاكم، وإعادته إلى جادة الصواب إن اخطأ أو انحرف عن الطريق المستقيم الذي شرعه الله ورسوله،
فهي مسؤولية الأمة أفرادا وأحزابا وجماعات لقوله تعالى : والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر...
ولقوله : ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ...
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يكونان بمجرد المعارضة، وهي إظهار عدم الرضا فقط ، وإنما يكونان من أجل حمل الحاكم على الإلتزام بأوامر الله ونواهيه، يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم : من رأى سلطان جائرا، مستحلا لحرم الله، ناكثا لعهد الله, مخالفا لسنة رسول الله, يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول ! كان حقا على الله أن يُدخله مُدخله .
وقال : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان .
فالقصد من المحاسبة ليس إظهار عدم الرضا فقط ، وإنما هو العمل لتغيير ما يراه المحاسب منكرا مخالفا لشرع الله بما يستطيعه من قول أو فعل.
يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم : لا يحقرن أحدكم نفسه، قالوا يا رسول الله، وكيف يحقر أحدنا نفسه ؟ قال يرى أنَّ عليه مقالا ثم لا يقول به، فيقول الله عز وجل يوم القيامة : ما منعك أن تقول فيَّ كذا وكذا ، فيقول : خشية الناس، فيقول : فإياي كنت أحق أن تخشى .
والله تعالى يقول : ( فلا تخشوهم واخشوني ) فلا يحق لمسلم أن يسكت عن قول الحق كلما لزم ذلك، لأنَّ الساكت عن الحق شيطان أخرس، يستحق عذاب الله بسبب سكوته .
فالحمد لله وقد جعل الإسلام أعظم المؤمنين أجرا ومرتبة هم الذين يقفون للحكام إن قصروا أو ظلموا لقوله عليه السلام :
سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب, ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله.
فهذا الخليفة الأول سيدي أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه في أول خطبة له بعد مبايعته فيقول مخاطبا المسلمين :
أما بعد أيها الناس: إني قد وُلّيتُ عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوِّموني، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم.
الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له، والقوي ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه.
وهذا الفاروق رضوان الله عليه يقول :
لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها ؟! يعني كلمة المحاسبة .
وهذا عليٌّ كرم الله وجهه يقول :
فلا تكـُّفوا عن مقالةٍ بحقٍّ, أو مشورةٍ بعدل, فإني لستُ في نفسي بفـَوْق ِأن أخطىء, ولا آمنُ ذلكَ من فِعلي إلاَّ أن يكفيَ اللهُ من نفسي ما هو أملكُ مني .
هؤلاء هم خير الناس وسادتهم , وكان المسلمون يحاسبونهم ! فكيف بغيرهم ؟! .
وعليه فقد وضع الإسلام مقياسا دقيقا للمحاسبة، وهو شرع الله، وليس العقل أو المصلحة أو الأكثرية الشعبية، أو الأغلبية البرلمانية، لقوله تعالى ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول، إن كنتم تؤمنون بالله، واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) هذا هو المرجع والفيصل .
فالتحاكم في النزاع مع الحاكم أو في محاسبته يكون مرده إلى كتاب الله وسنة رسوله، وليس للقوانين الوضعية, أو المواثيق الدولية، أو الأغلبية, امتثالاً لقوله تعالى : فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً