من هناك
09-20-2008, 06:25 PM
ازمة اخرى تصعف بالعالم وتذكرنا بالازمة الكبرى سنة 1931 والتي انتجتها الحرب العالمية الأولى وادت للحرب العالمية الثانية.
لقد اندفع بوش خلف نداء شيطانه "حارسه الإلهي" واشعل حروب نهاية القرن التي كان نيكسون يتحدث عنها في "1999 نصر بلا حرب" ولكن بوش توصل لعشرات "المعارك بلا انتصار" وانكسار دائم في شرق الأرض وغربها.
لم تبدأ معالم الأزمة المالية اليوم او منذ شهر بل بدأت سنة 2002 مع بدء الحرب على الإرهاب لما قال بوش للناس "انا ربكم الأعلى" و "لا اريكم إلا ما ارى". يومها اعلنت كل امريكا (إلا من رحم ربي) ان بوش هو الأعلى وانه هو الذي يرى المستقبل ويعرف كيف يحقق لأمريكا عزتها في مواجهة إرهاب إسلامي يحمل فكراً آخر اتوا به من عند شياطينهم (كما يكرر روبرتسون دوماً).
كانت امريكا تعتز بإقتصادها الهائل وبقدرتها على نشر فكرها وعولمتها في كل مكان وتحدى بوش اهل افغانستان ان يرفضوا الماك دونالدز كما وعدهم بنشر الفكر الحر وتحرير النساء من عبودية رجالهم الأغبياء (كما قال الغبي)
ثم اتجه نحو العراق.
ثم إلى الصومال
ولا زالت بصماته الفاشلة تعبث بمستقبل عباس.
ثم توجه إلى لبنان
ثم إلى جورجيا
لاحقه الفشل في كل مكان، حتى في عقر داره. واليوم انفجرت في وجهه ازمة لا تفسر إلا بقدرة هذا الرجل الغريب على التسويف والهروب إلى الأمام. قال له الناس انهم غير قادرين على شراء منازل ليسكنوا فيها بسبب "شفطه" للمال إلى الخارج فسمح لشركات الأموال الكبرى بأن تبيع الديون وتستدين المزيد من المال اعتماداً على هذه الديون.
إن الغارم لا يملك منزله الذي رهنه للمدين الاول ولكن في امريكا فقط استطاع الغارمون ان يبيعوا المرهون مرة وثانية وثالثة. لما بدأ اصحاب الحقوق في البحث عن اموالهم وجدوا ان السوق العقاري كلها قد اعتمدت على هذا البيع المغرر فيه وان الديون لا يوجد ما يقابلها من عوض ورهن. وانفجرت السوق.
فقال لهم بوش ان بيعوا هذه الديون للشركات الكبرى وهي تتصرف. كمن رمى العطشان في بحر من الماء المالح. ركض الجميع كي يعبوا من هذه النعمة التي اعطاهم إياها ربهم ورمت الشركات الصغرى بكل ديونها على الشركات الكبرى وهكذا انتشرت الأزمة صعوداً في الهرم المالي الهائل. إلى ان قررت البنوك ان تتوقف عن هذه اللعبة لأنهم يسيرون في دوامة وما عادوا قادرين على إقناع المستثمر الأجنبي (الصيني، العربي، الأوروبي...) على شراء المزيد من الوهم في السوق الأمريكية ورفض الوليد بن طلال وغيره المتابعة في هذه اللعبة. وهكذا، لم تجد العنقاء الورقية إلا إعلان الإنكسار والذل والعودة إلى الأرض كي ترى الواقع المر.
اليوم، نحن على ابواب حرب جديدة. هذه الازمة لن تحل إلا بحرب جديدة تقنع الأمريكيين بدفع مئات الملايين على جبهة اخرى وتخيف الأشباح المالية العالمية كي يدفعوا لبوش ما يخصله. صحيح ان بوش راحل ولكن ديانة بوش ستستمر مع ماك كاين وسنرى حروباً اخرى وقد تتحول عالمية لأن الإصطفاف العالمي اليوم يتأجج.
خسرت البنوك الكبرى إسمها وصيتها وعزتها وحوالي الف مليون دولار.
بما ان بوش هو صاحب الفكر النير في كل هذه العمليات المالية التحررية، فقد اعلن انه سيتحمل المسؤولية المعنوية ولكن الشعب الأمريكي - دافعي الضرائب - عليهم ان يتحملوا كلفة هذه الخسارة وعليهم ان يدفعوا الف مليار دولار اخرى.
هل بينهم من يعي ماذا يحدث؟؟؟؟ كلا لأنهم غير معنيين تقريباً فلديهم معركة إنتخابية بين مهرجين اربعة لا تعرف منهم عاقلاً.
هذه مقالة تتحدث عن خسارة بوش المتجددة وهذا الموضوع يتابع هذه الازمة من فترة (قبل ان تخرج للعلن). (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=31444)
===============
الأزمة الاقتصادية التي هزت الولايات المتحدة والعالم, غيرت المشهد في واشنطن وبدلت الأجندات وقلبت الأولويات. الأزمة تنضم إلى قائمة طويلة وسوداء من الإخفاقات والفشل والتي تلاحق جورج بوش وتحاصره في أيامه الأخيرة والتي هزت صورة الولايات والمتحدة ومكانتها الدولية.
الرئيس بوش أكد على "الضرورة الملحة" لتدخل حكومي "غير مسبوق" لمواجهة الوضع "الهش" للأسواق المالية رغم المخاطر التي سيواجهها دافع الضرائب جراء خطة باهظة التكاليف. وأضاف بوش "نحن نواجه لحظة حاسمة لاقتصاد أميركا", مقدما تقويمه الأشد تشاؤما للاقتصاد الأميركي، مشيرا إلى "تآكل الثقة" والمخاطر التي تؤثر على الاستهلاك والنمو وفرص العمل.
ما يجري في الولايات المتحدة يرفع علامات استفهام كبيرة على أخلاقية وفعالية النظام الرأسمالي والتبعات السلبية للعولمة والتي تتوغل وتتغول عالميا من غير غطاء أخلاقي. فإذا كانت الولايات المتحدة بحجمها وبقدراتها الكبيرة تحاول وبصعوبة أن تتجاوز أزمة مالية خانقة نتجت عن قروض من غير ضمانات ومضاربات خيالية والسعي المحموم للربح الفاحش, فكيف تستطيع اقتصاديات دول صغيرة التعايش مع كوارث اقتصادية مشابهة ناتجة من محاكاة ذات النموذج الاقتصادي والذي قد يكون مفروضا من هيئات مالية عالمية تحت مسميات الإصلاح الاقتصادي أو من خلال محاولة اللحاق بركب العولمة.
النظام المالي العالمي والذي تقوده الولايات المتحدة لا يأبه بالضعفاء أو الصغار إن كان على المستوى الوطني كأفراد أو الدولي كدول ذات اقتصاديات صغيرة. فحتى باراك أوباما وهو يعلن دعمه للخطط الإنقاذية الحكومية قال: "يسرني أن تتحرك حكومتنا بسرعة لمواجهة الأزمة التي يتعرض لها عدد من أهم مصارفنا وشركاتنا, لكن أزمة مماثلة تهدد العائلات والعمال وأصحاب المنازل منذ شهور ولم تفعل واشنطن شيئا يُذكر لمساعدتهم".
الأزمة الاقتصادية الأمريكية والتي من شبه المؤكد أن عربا من الذي يستثمرون أموالهم في الولايات المتحدة من الخاسرين فيها, تعطينا درسا بأن الاستثمار في بلد رأس المال قد يكون أكثر أمنا من أماكن وأسواق فيها لاعبين كبير وعوامل قد لا تراهم العين المجردة. فالمال مثل الطاقة والتي في قوانين الفيزياء, لا تفنى ولا تستحدث من العدم (ضمن المقياس البشري), فإذا كان هناك خسائر لجهات بمليارات فلا بد أن هناك من يجني تلك الخسائر أرباحا وغنائم. الاستثمار الحقيقي يكون في وضع المال لتنمية البنية العلمية والصناعية والتي لا تتأثر بشائعات ولا تنهار بساعات.
العالم اليوم والذي تقوده الولايات المتحدة, يفتقر للقيم والأخلاق الإنسانية وأن تدثر بشعاراتها. فعندما تستصرخ جهات دولية الضمير الإنساني من أجل أموال لإنقاذ شعوبا من مخاطر وكوارث تهدد وجودها, يكون التحرك بطيئا ومتثاقلا, في حين تضخ مبالغ ضخمة في غضون ساعات لإنقاذ مؤسسات مالية فاشلة. ومن المفارقات أن الأزمة الحالية تزامنت مع نداء وجهته الأمم المتحدة لتوفير مبلغ سبعمائة مليون دولار لإنقاذ 17 مليون إنسان بشرق أفريقيا من خطر المجاعة يكاد.
ياسر سعد
============
لقد اندفع بوش خلف نداء شيطانه "حارسه الإلهي" واشعل حروب نهاية القرن التي كان نيكسون يتحدث عنها في "1999 نصر بلا حرب" ولكن بوش توصل لعشرات "المعارك بلا انتصار" وانكسار دائم في شرق الأرض وغربها.
لم تبدأ معالم الأزمة المالية اليوم او منذ شهر بل بدأت سنة 2002 مع بدء الحرب على الإرهاب لما قال بوش للناس "انا ربكم الأعلى" و "لا اريكم إلا ما ارى". يومها اعلنت كل امريكا (إلا من رحم ربي) ان بوش هو الأعلى وانه هو الذي يرى المستقبل ويعرف كيف يحقق لأمريكا عزتها في مواجهة إرهاب إسلامي يحمل فكراً آخر اتوا به من عند شياطينهم (كما يكرر روبرتسون دوماً).
كانت امريكا تعتز بإقتصادها الهائل وبقدرتها على نشر فكرها وعولمتها في كل مكان وتحدى بوش اهل افغانستان ان يرفضوا الماك دونالدز كما وعدهم بنشر الفكر الحر وتحرير النساء من عبودية رجالهم الأغبياء (كما قال الغبي)
ثم اتجه نحو العراق.
ثم إلى الصومال
ولا زالت بصماته الفاشلة تعبث بمستقبل عباس.
ثم توجه إلى لبنان
ثم إلى جورجيا
لاحقه الفشل في كل مكان، حتى في عقر داره. واليوم انفجرت في وجهه ازمة لا تفسر إلا بقدرة هذا الرجل الغريب على التسويف والهروب إلى الأمام. قال له الناس انهم غير قادرين على شراء منازل ليسكنوا فيها بسبب "شفطه" للمال إلى الخارج فسمح لشركات الأموال الكبرى بأن تبيع الديون وتستدين المزيد من المال اعتماداً على هذه الديون.
إن الغارم لا يملك منزله الذي رهنه للمدين الاول ولكن في امريكا فقط استطاع الغارمون ان يبيعوا المرهون مرة وثانية وثالثة. لما بدأ اصحاب الحقوق في البحث عن اموالهم وجدوا ان السوق العقاري كلها قد اعتمدت على هذا البيع المغرر فيه وان الديون لا يوجد ما يقابلها من عوض ورهن. وانفجرت السوق.
فقال لهم بوش ان بيعوا هذه الديون للشركات الكبرى وهي تتصرف. كمن رمى العطشان في بحر من الماء المالح. ركض الجميع كي يعبوا من هذه النعمة التي اعطاهم إياها ربهم ورمت الشركات الصغرى بكل ديونها على الشركات الكبرى وهكذا انتشرت الأزمة صعوداً في الهرم المالي الهائل. إلى ان قررت البنوك ان تتوقف عن هذه اللعبة لأنهم يسيرون في دوامة وما عادوا قادرين على إقناع المستثمر الأجنبي (الصيني، العربي، الأوروبي...) على شراء المزيد من الوهم في السوق الأمريكية ورفض الوليد بن طلال وغيره المتابعة في هذه اللعبة. وهكذا، لم تجد العنقاء الورقية إلا إعلان الإنكسار والذل والعودة إلى الأرض كي ترى الواقع المر.
اليوم، نحن على ابواب حرب جديدة. هذه الازمة لن تحل إلا بحرب جديدة تقنع الأمريكيين بدفع مئات الملايين على جبهة اخرى وتخيف الأشباح المالية العالمية كي يدفعوا لبوش ما يخصله. صحيح ان بوش راحل ولكن ديانة بوش ستستمر مع ماك كاين وسنرى حروباً اخرى وقد تتحول عالمية لأن الإصطفاف العالمي اليوم يتأجج.
خسرت البنوك الكبرى إسمها وصيتها وعزتها وحوالي الف مليون دولار.
بما ان بوش هو صاحب الفكر النير في كل هذه العمليات المالية التحررية، فقد اعلن انه سيتحمل المسؤولية المعنوية ولكن الشعب الأمريكي - دافعي الضرائب - عليهم ان يتحملوا كلفة هذه الخسارة وعليهم ان يدفعوا الف مليار دولار اخرى.
هل بينهم من يعي ماذا يحدث؟؟؟؟ كلا لأنهم غير معنيين تقريباً فلديهم معركة إنتخابية بين مهرجين اربعة لا تعرف منهم عاقلاً.
هذه مقالة تتحدث عن خسارة بوش المتجددة وهذا الموضوع يتابع هذه الازمة من فترة (قبل ان تخرج للعلن). (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=31444)
===============
الأزمة الاقتصادية التي هزت الولايات المتحدة والعالم, غيرت المشهد في واشنطن وبدلت الأجندات وقلبت الأولويات. الأزمة تنضم إلى قائمة طويلة وسوداء من الإخفاقات والفشل والتي تلاحق جورج بوش وتحاصره في أيامه الأخيرة والتي هزت صورة الولايات والمتحدة ومكانتها الدولية.
الرئيس بوش أكد على "الضرورة الملحة" لتدخل حكومي "غير مسبوق" لمواجهة الوضع "الهش" للأسواق المالية رغم المخاطر التي سيواجهها دافع الضرائب جراء خطة باهظة التكاليف. وأضاف بوش "نحن نواجه لحظة حاسمة لاقتصاد أميركا", مقدما تقويمه الأشد تشاؤما للاقتصاد الأميركي، مشيرا إلى "تآكل الثقة" والمخاطر التي تؤثر على الاستهلاك والنمو وفرص العمل.
ما يجري في الولايات المتحدة يرفع علامات استفهام كبيرة على أخلاقية وفعالية النظام الرأسمالي والتبعات السلبية للعولمة والتي تتوغل وتتغول عالميا من غير غطاء أخلاقي. فإذا كانت الولايات المتحدة بحجمها وبقدراتها الكبيرة تحاول وبصعوبة أن تتجاوز أزمة مالية خانقة نتجت عن قروض من غير ضمانات ومضاربات خيالية والسعي المحموم للربح الفاحش, فكيف تستطيع اقتصاديات دول صغيرة التعايش مع كوارث اقتصادية مشابهة ناتجة من محاكاة ذات النموذج الاقتصادي والذي قد يكون مفروضا من هيئات مالية عالمية تحت مسميات الإصلاح الاقتصادي أو من خلال محاولة اللحاق بركب العولمة.
النظام المالي العالمي والذي تقوده الولايات المتحدة لا يأبه بالضعفاء أو الصغار إن كان على المستوى الوطني كأفراد أو الدولي كدول ذات اقتصاديات صغيرة. فحتى باراك أوباما وهو يعلن دعمه للخطط الإنقاذية الحكومية قال: "يسرني أن تتحرك حكومتنا بسرعة لمواجهة الأزمة التي يتعرض لها عدد من أهم مصارفنا وشركاتنا, لكن أزمة مماثلة تهدد العائلات والعمال وأصحاب المنازل منذ شهور ولم تفعل واشنطن شيئا يُذكر لمساعدتهم".
الأزمة الاقتصادية الأمريكية والتي من شبه المؤكد أن عربا من الذي يستثمرون أموالهم في الولايات المتحدة من الخاسرين فيها, تعطينا درسا بأن الاستثمار في بلد رأس المال قد يكون أكثر أمنا من أماكن وأسواق فيها لاعبين كبير وعوامل قد لا تراهم العين المجردة. فالمال مثل الطاقة والتي في قوانين الفيزياء, لا تفنى ولا تستحدث من العدم (ضمن المقياس البشري), فإذا كان هناك خسائر لجهات بمليارات فلا بد أن هناك من يجني تلك الخسائر أرباحا وغنائم. الاستثمار الحقيقي يكون في وضع المال لتنمية البنية العلمية والصناعية والتي لا تتأثر بشائعات ولا تنهار بساعات.
العالم اليوم والذي تقوده الولايات المتحدة, يفتقر للقيم والأخلاق الإنسانية وأن تدثر بشعاراتها. فعندما تستصرخ جهات دولية الضمير الإنساني من أجل أموال لإنقاذ شعوبا من مخاطر وكوارث تهدد وجودها, يكون التحرك بطيئا ومتثاقلا, في حين تضخ مبالغ ضخمة في غضون ساعات لإنقاذ مؤسسات مالية فاشلة. ومن المفارقات أن الأزمة الحالية تزامنت مع نداء وجهته الأمم المتحدة لتوفير مبلغ سبعمائة مليون دولار لإنقاذ 17 مليون إنسان بشرق أفريقيا من خطر المجاعة يكاد.
ياسر سعد
============