تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العمل الصحيح الهادف والمنتج



النصر قادم
09-07-2008, 10:10 PM
الجزء : الأول


العمل الصحيح الهادف والمنتج

الحمد لله القائل في محكم التنزيل : ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )

والصلاة والسلام على رسوله الأمين صلوات ربي وسلامه عليه وقد قال : ( نضر الله امرىءً سمع مقالتي فوعاها , فربَّ حامل فقهٍ ليس بفقيه , ثلاث لا يغل عليهن : قلب امرىءٍ مؤمن , إخلاص العمل لله , والمناصحة لأئمة المسلمين ولزوم جماعتهم , فإن دعاءهم يحيط من ورائهم )

الإخوة الأفاضل : إن من أخطر الأمور على الحركات الإسلامية عدم تحديد هدف واضح لها تسعى لتحقيقه ,
وعدم وضوح الهدف يؤدي إلى التخبط والإرتجال قي طريقة سير العمل , أي في الطريقة الموصلة لتحقيق هذا الهدف ,
فإنهم عندما لا يعرفون ماذا يريدون على وجه التحديد , فتكون أفكارهم مشوشة , والطريقة والأساليب التي يتبعونها غير نابعة من مبدئهم , بل قد يقلدون بها الكافر وطريقته وأفكاره .
فتراهم يدعون إلى الإسلام بشكل عام !
والإسلام إخوة الإيمان : مبدأ يحوي ثقافات متعددة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : منها التفسير, ومنها الحديث , ومنها علم الرجال , ومنها المصطلح , ومنها الفقه , ومنها أصول الفقه , ومنها أبحاث اللغة , وغير ذلك الكثير الكثير .

فيقضي بعض الدعاة عمره في حفظ الأحاديث وتحقيق أسانيدها ,
والبعض الآخر في حفظ القرآن الكريم , دون الغور في مراميه والتبصر في معانيه , والعمل بكل ما جاء فيه , ويركزون فقط على حفظه غيباً ومعرفة ناسخه ومنسوخه , ومحكمه ومتشابهه ,
وبعضهم يبحث في خلق القرآن , والوعد والوعيد , والعدل والقضاء والقدر ,
ومنهم من يشتغل بالتفسير , ومنهم من يحاول إحياء السنن , والتركيز على النوافل والمندوبات , وبعض الفرائض المتعلقة بالأخلاق , والترغيب في الجنة والترهيب من النار ,

فيقضون أعمارهم في أعمال تفيدهم كأفراد .

نعم هذه الأعمال يثابون عليها بإذن الله ,
ولكنهم لا يغيرون من واقع هذه الأمة السيء شيئا ,
فتظل تحكم بغير الإسلام ,
ويظل الكافر متحكم في مصائرها ومقدراتها .

وهنا تبقى خير أمة أخرجت للناس غثاء كغثاء السيل , لا وزن لها في الوضع الدولي , وقد تداعى عليها الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها , ولا ينفعها في تغيير واقعها السيء مثل هذه الأعمال .

فييأس الكثيرون ,
وينزوي القليلون يتمتعون بما مالت إليه نفوسهم من ثقافة .

ثم يأتي جيل يدور في نفس الحلقة التي داروا فيها وينتهون إلى نفس النتيجة التي وصل إليها الجيل الذي سبقهم .

وهكذا دواليك ................!!!!


ـــــــــــــ

يتبع الجزء الثاني بإذن الله تعالى

النصر قادم
09-09-2008, 09:07 PM
الجزء الثاني :
وفي أثناء سيرهم يشتغل بعضهم بانتقاد بعض, وبيان الخطأ في أفكارهم والخلاف في أحكام الفكرة,

ولا أبالغ حين أقول: وحتى في أحكام الطريقة الثابتة منها !

فالخلاف في أحكام الرهن والتصوير والغناء والمزارعة والهجرة والمرتد, والحيض والنفاس والطلاق والرجعة, ونواقض الوضوء, وشروط انعقاد الخلافة وبعض مسائل الإرث, والإحتكام للأنظمة الوضعية, وتعريف الولاء والبراء, وطاعة أولي الأمر, وأمثال ذلك ما لا يعد ولا يحصى .

وهذا الأمر ومثيله من مئات المسائل المعروفة في كتب الفقه, خلاف مكرر, لا يزيد المتخالفون فيه إلاَّ طبعة جديدة من خلاف معروف قبل ألف عام أو يزيد .

والخلاف إذا كان عن فقه يؤدي إلى ثروة فقهية , وهو دليل صحة , وإثراء الفقه يكون باجتهاد المجتهدين .

وعدم وجود الدليل مرض قاتل , معناه أن الناس لا يفكرون ولا يتفقهون , فهم في الجهل سواء !

لكن هذا الخلاف في الإسلام بشكل عام لا يؤدي إلى نهضة الأمة , وقد يؤدي أيضاً إلى تفقه من يشتغل بتلك المسائل الفرعية , ويحصر فقهه بالردود والرد على الردود !!

وعليه فالدعوة إلى الإسلام بشكل عام , أو الإقتصار على الفرعيات , لا تؤدي إلى نتيجة .

والخلاف في جزئيات الفقه الإسلامي لا تؤدي إلى نهضة الأمة .

فما هو الهدف الذي يجب أن نحصر جهودنا في الوصول إليه ؟؟

إنه الهدف الأسمى , الهدف يجب أن يكون إقامة الخلافة الإسلامية ,

فإذا تحقق هذا الهدف تحققت كل الأهداف المصيرية المرجوة ,

والأهداف الفرعية المنشودة أيضاً .

فالدولة الإسلامية هي التي تتبنى الدستور والقوانين المستنبطة من الكتاب والسنة .

والدولة هي التي تشرف على سياسة التعليم , فتقيمها على أساس العقيدة الإسلامية .

الدولة هي التي تفسح المجال أمام العلماء في مختلف الميادين ليبدعوا بكافة الأصعدة والميادين .

الدولة هي التي تقيم حدود الله .

الدولة هي التي تشرف على وسائل الإعلام المختلفة , فلا يسمع الناس إلاَّ حقا , ولا يقرأون إلاَّ خيرا .

الدولة هي التي تتولى حمل الدعوة الإسلامية إلى العالم أجمع عن طريق الجهاد .

الدولة هي التي تشرف على القوات المسلحة وتتكفل بتدريبها , وتثقيفها الثقافة العسكرية المنبثقة عن عقيدتها .

الدولة هي التي تعين القضاة والموظفين وتحاسبهم .

الدولة هي التي تشرف على التصنيع الثقيل وخاصة المتعلق بالقتال من أجل إرهاب العدو .

الدولة هي التي تصنع الأسلحة الذرية وتغزو الفضاء .

الدولة هي التي تشرف على توزيع العطاء والملكيات العامة .

الدولة هي عز المسلمين , ومكمن قوتهم , وبها وحدتهم .

وباختصار فالدولة هي الفرض الذي تقام به سائر الفروض .

فالدولة هي الخليفة ,

والخليفة هو الدولة ,

لأنه هو المسؤول مباشرة عن كل ما ذكرنا وغيره سواء بنفسه أو بالنيابة عنه .

فإن وجد الخليفة وجدت الدولة الإسلامية , ووجدت الحياة الإسلامية التي يتمناها كل مسلم .

وعليه فواجب كل حركة مخلصة أن تحصر جهودها في تحقيق هدف واحد ,

وهو تنصيب الخليفة الذي توجد بوجوده دولة الإسلام, التي تطبق الإسلام في الداخل, وتحمله قيادة فكرية للعالم أجمع .

ومن الخطأ القاتل أن تتبعثر جهود العاملين من هذه الأمة في تحقيق أهداف فرعية ,

تؤدي إلى الضياع واليأس لا قدر الله

يتبع الجزء الثالث والأخير بإذن الله