بشرى
08-07-2003, 09:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
النـخــــلة.... يا شجرتـي الحبـــيـبة
هل تتوقعون أن تكون هناك علاقة ما بين الشجر والإنسان؟؟
كلما نظرت إلى شجرة النخيل الشامخة المغروسة في فناء بيتنا... أحسست بحب عميق نحوها يتجدد مع الأيام.. إذا شعرت بالفرح أحسست بفرحها بي، وإذا شعرت بالأسى وجدتني أهرع إليها أحدثها عما بي!
أشعر أحياناً نحوها بالغيرة!! فهي تجمع ما بين الشموخ.. وأصالة المنبت.. وبركة العطاء.. والنظافة.. وعلو المكانة عند البشر ونبي الرحمة.. فقد مدحها الرسول عليه الصلاة والسلام.. وبكت على النبى عندما ترك الوقوف على جذعها في المسجد.. فقد كانت تحبه وتحب حديثه!
كلما نظرت إليها تمنيت أن أكون عالية المقام مثلها.. حلوة المذاق كثمرها.. نافعة كسعفها.. طيبة الرائحة كماؤها.. أحبها.. وأغار منها... وأعود وأحبها أكثر وأكثر.. كلما رأيت منها تحملها للعطش..فهي صبورة لا تطلب الكثير..
فقط هي تطلب الرعاية والحنو.. وتطلب من يحرص على غرسها مستقيمة، في أرض خصبة، منذ أن تكون فسيلة صغيرة، ويحميها من الريح حتى لا يثنى جذعها الغض، فيسندها حتى تقوى وتتطاول في السماء ويقوى جذعها، وحين ذاك تستعصي على أي ريح قوية أن تثنيها..
تحتاج إلى من يشذبها.. كلما كثر منها السعف الجاف!.. فتعود إلى جمالها ويعود لها سعف جديد أخضر يعطيها غذاءها من الشمس؛ وبين الحين والآخر.. يغذيها بالسماد المغـذي.. بكل الحب... ويرويها بالماء، ولا يبخل عليها حين حملها بالثمار، حتى تكون حلوة المذاق..
فكلما ارتوت من الماء عند الحمل.. كلما زادت حلاوة الثمرة التي تحملها في عثوقها.. وعند حلول موسم جني الثمار... ستأتي أكلها بكل الطيب من الخير..
بيني وبينها علاقة لا أستطيع تفسيرها.. كلما نظرت إليها أكاد أسمع حديثها.. لا أدري إن كانت تسمع هي الأخرى حديثي لها.. ولكني موقنة أن كل شيء يسبح بحمد الله ولكنكم لا تفقهون تسبيحه..
هل أدركتم الآن سبب غيرتي.. وفي ذات الوقت مدى حبي للنخلة؟؟...
النخلة هي المرأة.. والمرأة هي النخلة.
* كلما اعتنيت بها، أعطتك؛ وإذا أهملتها، لم تجد منها عطاءً.
* إذا أخطأت، قومتها؛ وإن تركتها، نشزت ومالت عن الإستقامة.
* كلما رويتها من الحنان والحب، كلما كانت ثمرتها لك أحلى وأطيب مذاقاً.
لا تكلفك شيئاً.. غير إختيار الفسيلة الطيبة المنبت! ووفر أنت لها الأرض الطيبة الخصبة.
فانظر أمرك عند شراء فسيلة النخل... وعند اختيار الزوجة.
روى البخاري عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت إمرأة من الأنصار -أو رجل-: يا رسول الله، ألا نجعل لك منبرا؟ قال: {إن شئتم}. فجعلوا له منبرا. فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمه إليه، تـئن أنين الصبي الذي يسكن، قال:
{كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها} رواه البخاري
كان رسول الله، إذا خطب يستند إلى جذع نخلة من سواري المسجد، فلما صنع المنبر واستوى عليه، اضطربت تلك السارية كحنين الناقة، حتى سمعها أهل المسجد، حتى نزل إليها رسول الله، فاعتنقها فسكتت. حديث صحيح (النسائي- 1323).
وفي رواية أخرى عن جابر -رضي الله عنه-: كان المسجد مسقوفاً على جذوع من نخل، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صُـنع له المنبر فكان عليه، فسمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار، حتى جاء النبي فوضع يده عليها، فسكنت.
(العشار: هي الناقة ذات الحمل.)
عن ابن عباس، وعن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر، ذهب إلى المنبر. فحن الجذع، فأتاه فاحتضنه، فسكن. فقال: {ولو لم أحتضنه.. لحنّ إلى يوم القيامة}. حديث صحيح (إبن ماجه 1162).
كان الحسن البصري رحمه الله تعالى إذا حدّث بحديث حنين الجذع يقول: يا معشر المسلمين، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إلى لقائه فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه). من فتح الباري 6/697)
وبعد..
هل أدركتم بعد هذا الدليل، أن النخلة كانت تعرفني، و تنتظرني لكي تتحدث إليّ، وتشاركني لحظات أنسي وهمي..؟
فإن كانت لديك نخلة (زوجة).. غرستها بيدك في صحن بيتك.. فثق بأنها تعرفك، وتحبك، وتثق بك، وتصغي لحديثك معها، وتأنس بك وبوجودك معها.
فلا تنساها وتغـفل عن رعايتها، حتى لا ُتـحرم نفعها.
وتذكر أن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم هي من كنوز الجنة... جعلني الله وإياك من أهلها!!!
النـخــــلة.... يا شجرتـي الحبـــيـبة
هل تتوقعون أن تكون هناك علاقة ما بين الشجر والإنسان؟؟
كلما نظرت إلى شجرة النخيل الشامخة المغروسة في فناء بيتنا... أحسست بحب عميق نحوها يتجدد مع الأيام.. إذا شعرت بالفرح أحسست بفرحها بي، وإذا شعرت بالأسى وجدتني أهرع إليها أحدثها عما بي!
أشعر أحياناً نحوها بالغيرة!! فهي تجمع ما بين الشموخ.. وأصالة المنبت.. وبركة العطاء.. والنظافة.. وعلو المكانة عند البشر ونبي الرحمة.. فقد مدحها الرسول عليه الصلاة والسلام.. وبكت على النبى عندما ترك الوقوف على جذعها في المسجد.. فقد كانت تحبه وتحب حديثه!
كلما نظرت إليها تمنيت أن أكون عالية المقام مثلها.. حلوة المذاق كثمرها.. نافعة كسعفها.. طيبة الرائحة كماؤها.. أحبها.. وأغار منها... وأعود وأحبها أكثر وأكثر.. كلما رأيت منها تحملها للعطش..فهي صبورة لا تطلب الكثير..
فقط هي تطلب الرعاية والحنو.. وتطلب من يحرص على غرسها مستقيمة، في أرض خصبة، منذ أن تكون فسيلة صغيرة، ويحميها من الريح حتى لا يثنى جذعها الغض، فيسندها حتى تقوى وتتطاول في السماء ويقوى جذعها، وحين ذاك تستعصي على أي ريح قوية أن تثنيها..
تحتاج إلى من يشذبها.. كلما كثر منها السعف الجاف!.. فتعود إلى جمالها ويعود لها سعف جديد أخضر يعطيها غذاءها من الشمس؛ وبين الحين والآخر.. يغذيها بالسماد المغـذي.. بكل الحب... ويرويها بالماء، ولا يبخل عليها حين حملها بالثمار، حتى تكون حلوة المذاق..
فكلما ارتوت من الماء عند الحمل.. كلما زادت حلاوة الثمرة التي تحملها في عثوقها.. وعند حلول موسم جني الثمار... ستأتي أكلها بكل الطيب من الخير..
بيني وبينها علاقة لا أستطيع تفسيرها.. كلما نظرت إليها أكاد أسمع حديثها.. لا أدري إن كانت تسمع هي الأخرى حديثي لها.. ولكني موقنة أن كل شيء يسبح بحمد الله ولكنكم لا تفقهون تسبيحه..
هل أدركتم الآن سبب غيرتي.. وفي ذات الوقت مدى حبي للنخلة؟؟...
النخلة هي المرأة.. والمرأة هي النخلة.
* كلما اعتنيت بها، أعطتك؛ وإذا أهملتها، لم تجد منها عطاءً.
* إذا أخطأت، قومتها؛ وإن تركتها، نشزت ومالت عن الإستقامة.
* كلما رويتها من الحنان والحب، كلما كانت ثمرتها لك أحلى وأطيب مذاقاً.
لا تكلفك شيئاً.. غير إختيار الفسيلة الطيبة المنبت! ووفر أنت لها الأرض الطيبة الخصبة.
فانظر أمرك عند شراء فسيلة النخل... وعند اختيار الزوجة.
روى البخاري عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت إمرأة من الأنصار -أو رجل-: يا رسول الله، ألا نجعل لك منبرا؟ قال: {إن شئتم}. فجعلوا له منبرا. فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمه إليه، تـئن أنين الصبي الذي يسكن، قال:
{كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها} رواه البخاري
كان رسول الله، إذا خطب يستند إلى جذع نخلة من سواري المسجد، فلما صنع المنبر واستوى عليه، اضطربت تلك السارية كحنين الناقة، حتى سمعها أهل المسجد، حتى نزل إليها رسول الله، فاعتنقها فسكتت. حديث صحيح (النسائي- 1323).
وفي رواية أخرى عن جابر -رضي الله عنه-: كان المسجد مسقوفاً على جذوع من نخل، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صُـنع له المنبر فكان عليه، فسمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار، حتى جاء النبي فوضع يده عليها، فسكنت.
(العشار: هي الناقة ذات الحمل.)
عن ابن عباس، وعن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر، ذهب إلى المنبر. فحن الجذع، فأتاه فاحتضنه، فسكن. فقال: {ولو لم أحتضنه.. لحنّ إلى يوم القيامة}. حديث صحيح (إبن ماجه 1162).
كان الحسن البصري رحمه الله تعالى إذا حدّث بحديث حنين الجذع يقول: يا معشر المسلمين، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إلى لقائه فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه). من فتح الباري 6/697)
وبعد..
هل أدركتم بعد هذا الدليل، أن النخلة كانت تعرفني، و تنتظرني لكي تتحدث إليّ، وتشاركني لحظات أنسي وهمي..؟
فإن كانت لديك نخلة (زوجة).. غرستها بيدك في صحن بيتك.. فثق بأنها تعرفك، وتحبك، وتثق بك، وتصغي لحديثك معها، وتأنس بك وبوجودك معها.
فلا تنساها وتغـفل عن رعايتها، حتى لا ُتـحرم نفعها.
وتذكر أن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم هي من كنوز الجنة... جعلني الله وإياك من أهلها!!!