تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إغتنموا الفرصة َقبلَ أن تكونَ الغـُصَّة ُفي شهرِ المغفرةِ والرحْمَاتِ والفتوحات



النصر قادم
09-04-2008, 11:29 AM
إغتنموا الفرصة َقبلَ أن تكونَ الغـُصَّة ُفي شهرِ المغفرةِ والرحَمَاتِ والفتوحات

الحمدُ للهِ الذي فضـَّلَ رمضانَ على غيرِهِ منَ الأزمان ِ, فأنزلَ فيهِ القرآنَ هُدىً للناس ِوبيِّناتٍ منَ الهُدى والفـُرقان، أحمدُهُ سبحانـَهُ وأشكرُ فضلـَهُ. وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ .
وأشهدُ أنَّ نبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولـُهُ, كانَ يَخـُصُّ رمضانَ بما لا يَخـُصُّ بهِ غيرَهُ من صلاةٍ وتلاوةٍ وصدقةٍ وبـِرٍّ وإحسان ٍ.
وصلِّ اللهمَّ على الصحابةِ الأبرارِ, والنجومُ الأخيارِ أولئكَ الذينَ آثروا رِضَا ربِّهم على شـَهَواتِ نفوسِهم, فخرجوا من الدنيا مأجورينَ وعلى سَعيهم مشكورين, فصلِّ اللهمَّ عليهم وعلى تابعيهم بإحسان ٍإلى يوم ِالدين ِ.

أما بعد عِبادَ اللهِ : أوصيكم ونفسيْ بتقوى اللهِ, فهيَ جـِمَاع ُالخيرِ كلـِّهِ فاجعلوا بينـَكُم وبينَ عذابِ اللهِ وقاية ًبفعل ِالأوامرِ, وتركِ النواهي .

ثمَّ الحمدُ للهِ القائل ِفي محكم ِالتنزيل: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ...{185}) البقرة .

نحمَدُهُ تعالى وقد أنعَمَ علينا بمحطاتٍ مُكفراتٍ للذنوبِ مَعَ كلِّ لحظةٍ من لحَظاتِ حياتِنا .

إخوتي في اللهِ, أحبتي في اللهِ : أخرجَ البيهقيُّ عن أبي هريرة َرضيَ اللهُ تعالى عنهما قال: قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: ( الصلاة ُالمكتوبة ُ إلى الصلاةِ التي تليها كفارة، والجُمعة ُإلى الجُمعةِ التي تليها كفارة ٌما بينهُمَا إلاَّ من ثلاث: الإشراكُ باللهِ، وتركُ السُّنـَّةِ، ونكثُ الصفقةِ. فقلتُ: يا رسولَ اللهِ أمَّا الإشراكُ باللهِ فقد عرفناهُ، فما نكثُ الصفقةِ وتركُ السُّنةِ ؟ قال: أمَّا نكثُ الصفقةِ فأن تبايعَ رجلاً بيمينكَ ثمَّ تـُخالِفَ إليهِ فتقاتِلـَهُ بسيفكَ، وأمَّا تركُ السُّنةِ فالخروجُ من الجماعةِ ) حديث صحيح على شرط مسلم.

فالتوبة ُوالإستغفارُ والندمُ كفارة ٌ.
كما وأكرَمَنا الأوابُ فجعلَ الوضوءَ إلى الوضوءِ كفارة ً.
والصلاة َإلى الصلاةِ كفارة ً،
والجُمُعَة َإلى الجُمعةِ كفارة ً،
ورمضانَ إلى رمضانَ كفارة ً،
والعُمْرَة َإلى العُمْرَةِ كفارة ٌ.
والحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلاَّ الجنـَّة ُ.

أيها الناس : يقولُ صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ: ( أتاكُم رمضانُ شهرٌ مُباركٌ, فـَرضَ اللهُ عز وجلَّ عليكُم صيامَهُ, تـُفتـَّحُ فيهِ أبوابُ السماءِ, وتـُغلـَّقَ فيهِ أبوابُ الجحيم, وتـُغلُّ فيهِ مَرَدة ُالشياطين ِ, للهِ فيهِ ليلة ٌخيرٌ من ألفِ شهرٍ, مَن حُرِمَ خيرُها فقد حُرِم ) عن أبي هريرة .

فمَن أخلصَ النية َللهِ وخافَ مقامَ ربِّهِ وتقربَ إليهِ بالطاعاتِ من فروض ٍومندوباتٍ, وترَكَ المُحرماتِ, وابتعدَ حتى عن المكروهاتِ, وكانَ داعياً على أبوابِ الجنةِ فأطعمَ الطعامَ وأنفقَ بسخاءٍ، ونهى النفسَ عن شَهَواتِها فقد فازَ وربحَ واستحقَّ أن ينالَ بـِعيدِهِ جائزتـَهُ، وأن يكونَ الرَيَّانُ مُدخَلـَهُ, جزاءً من ربِّهِ, فإنَّ كلَّ عمل ِبن ِادمَ لهُ إلاّ الصومُ فإنهُ لله .

إي وربِّي نعمة ٌ, وأكرِم بها مِن نعمةٍ، تآلفت عليها النفوسُ, واجتمعتْ لأجلها القلوبُ, هدية ٌعظيمة ٌ غاليةً, ومِنـَّة ٌمنَ اللهِ باقية ٌ, فمن يأخـُذ بها ويعملُ بمقتضاها يفوزُ في الدَّارين, فيرضى عنهُ ربُّ العرش ِ العظيم ِ. تلكَ هي العقيدة ُالإسلامية ُوما انبثقَ عنها من أنظمةٍ وأحكام ٍأنعَمَ اللهُ بها علينا وخصَّنا بها, كالجهادِ في سبيلهِ, والأمرِ بالمعروفِ والنهي ِعن المنكرِ, والصلاةِ, والزكاةِ, وصوم ِرمضانَ, والحجِّ .

نعم ذاكَ الشهرُ الفضيلُ, شهرُ البركةِ والعزةِ, شهرُ المغفرةِ والرحمةِ والعِتق ِمنَ النارِ, وما فيهِ من محطاتٍ يتزوَّدُ فيها المُسلِمُ من خيرِهِ, فيَنعَمُ بفضائِلهِ وقد كثرَت, وبشمائِلِهِ عَظـُمَت.

فأينَ المسارعونَ إليها ؟ وأينَ المتسابقونَ إلى جنةٍ عرضُهَا السماواتُ والأرضُ ؟ ليغتنموا أيامَهُ، وينهلوا من لياليهِ نـَفـَحَاتٍ رَوْحَانية ً، ومواقفَ إيمانية ً.

إخوة َالإسلام ِوالإيمان ِ: في هذا الشهرِ الفضيل ِيصومُ المُصَطفـَوْنَ، فيُأدُّونَ ركناً من أركان ِهذا الدين ِ.
يقومُ فيهِ القائمونَ, ويَعتكِفُ فيهِ المؤمنون, تـُعَمَّرُ فيهِ المساجدُ بمَن يخشونَ عذابَ ربِّهم .
فالمُسلِمُ العاقِلُ يَغتنِمُ هذهِ الفرصة َويُقبلُ على الطاعةِ دونَ تردد, في الوقتِ الذي يَبغي فيهِ المجرمونَ من أهل ِالباطل ِوالمنافقونَ, ويُسَعِّرُ فيهِ الكفرة ُحَمْلـَتهُم على الإسلام ِوأهلِهِ, فلا يَألونَ جُهدَاً في التنافس ِعلى المعصيةِ.
أمَّا العاصيْ فينفِرُ منهُ لتقودَهُ مكاسِبُ دنيوية ٌفيَسيرُ بخُطـُواتٍ حثيثةٍ نحوَ عَلمَنتِهِ، وذلكَ من خلال ِتفريغهِ من محتواهُ الذي أرادهُ اللهُ سبحانهُ وتعالى .

وفي رمضانِنا هذا وكما في غيرِهِ منذ ُعقودٍ فإنا نفتقدُ راعينـَا وحامينـَا وخليفتـَنـَا الذي يجمعُ شملنا, ويلمُّ شعثـَنا, ويذودُ عن حِمانا, ويحفظ ُبيضَتـَنا, ويدفعُ عنا, ويجاهِدُ فينا عدُوَّنا, فنجهرُ بالحقِّ المُبين, ونحمِلُ الإسلامَ للناس ِأجمعين .

ادعوا اللهَ وأنتم موقنونَ بالإجابةِ فيا فوزَ المستغفرينَ استغفروا الله.
ــــــــــــــــــــــ

الخطبة الثانية :
الحمدُ للهِ وكفى والصلاة ُوالسلامُ على النبيِّ المُصطفى, وعلى آلهِ وأصحابهِ وأتباعِهِ ومن بعهدِهِ وَفـَى .


أما بعدُ أيها الناسُ: فاسألوا إخوة َالإسلام ِوالإيمان ِ: كيفَ كانَ رمضانُ والإمام ؟! وكيفَ كانت عَلاقـَتـُهم في شهرِ رمضان ؟! شهرِ الطاعاتِ والبركاتِ والفتوحاتِ والإنتصاراتِ.


أمَّا اليوم : فإننا نرى دولُ الضرارِ وقد عطـَّلوا الجهاد !
وتخلفوا عن حمل ِالدعوةِ !
ورفعوا راياتِ العُهرِ !
وخـَطـُّوا حدوداً ما أنزلَ الله بها من سلطان ٍ!
فباعدوا بينَ المسلمينَ وأسفارِهم !
وبهذا المنكرِ الفظيع ! صرنا نرى كلَّ دويلةٍ من دول ِالضرارِ تصومُ وتفطِرُ منفردة ًعن غيرها!
ونرى المُجاهرينَ بإفطارِهِم يتفاخرونَ فلا يُستعتبونَ ولا يُعزَّرونَ, وبدلاً من أن يكونَ رمضانُ محطة ًإيمانية ًووقفة ًللمحاسبةِ والمراجعةِ، نجدهُ تحوَّلَ بفعل ِوسائل ِالإعلام ِإلى شهرِ فنون ٍومجون ٍوأُلهيات. ليسَ ذلكَ وحسب، بلْ وحتى على مستوى العِـفةِ والفضيلةِ التي تـُنحَرُ منَ الوريدِ إلى الوريدِ في القـَنواتِ الفضائيةِ العربيةِ التي تـَحَوَّلَ مُعظمُهَا لأنديةٍ ليليةٍ, راحتْ تتفنـَّنُ في محاربةِ اللهِ ورسولِهِ، تحتَ مُسمَّى السهراتِ الليلةِ والخِيام ِالرمضانيةِ .

ومن هُنا كانَ لزاماً علينا أن نقفَ لنراجعَ حساباتِنا مَعَ الله, ونقارِنَ بينَ رمضان ِأسلافِنا مِمَّن كانَ لهم إمامٌ عادلٌ يُحيطـُهُم برعايتهِ, وبينَ رمضانِنا الذي يَمرُّ علينا دونَ وجودِ سلطان ِلنا.


فرمضانـُهُم كانَ يزخرُ بما يُثلجُ الصدرَ، ويُفرحُ القلب، كانَ عظيماً بانتصاراتٍ حقـَّقهَا الصائمونَ ممن صَدَقـُوا الله َفـَصَدَقـَهُمْ، وفـَتـَحَ على أيدِيهـِمُ الخيرَ العميم
وهيَ كثيرة ٌجداً, تكفي الإشارة ُإلى أهمِّها :

كغزوةِ بدرٍ الكبرى في السنةِ الثانيةِ للهجرةِ .

وفتح ِمكة َفي السنةِ الثامنةِ للهجرةِ .

وفتح ِالأندلس ِسنة َاثنتين ِوتسعينَ منها.

وفتح ِعمُّورية َسنة َمئتين ِوواحدٍ وعشرينَ منها .

ومعركةِ الزَّلاَّقةِ في الأندلس ِسنة َأربع ِمئةٍ وتسعةٍ وسبعينَ للهجرةِ .

ومعركةِ عين ِجالوتَ التي هُزمَ فيها المغولُ سنة َ ستمِائةٍ وثمانيةٍ وخمسينَ منها .


وأمَّا حالـُنا في رمضانِنـَا ! فحدِّثْ عن هزائِمِنا وتقهقـُرِنا ولا حرج !
فليسَ فيهِ من يكفكفُ دمعَ اليتامى والثكالى .
لم يعرف المسلمونَ فيهِ طعماً للراحةِ,
ولم يتذوقوا العزة َ،
ولم يجدوا رائحة َالمهابةِ،
وقد اشتعلتِ النيرانُ في مواطنَ كثيرةٍ : ففي فلسطينَ جراحٌ نازفة ٌ,
وفي أرض ِالرافدين ِفوضى عارمة ٌمقصودة,
وفي أفغانستانَ محتلٌ غاشم،
وفي الشيشان ِعدوٌ آثم,
وفي كشميرَ وبورمَا وجنوبِ الفلبينَ يستأسدُ الفئرانُ علينا, بعد أن نزع َاللهُ من صدورِ أعدائِنا المهابة َمنا, فأصبحنا كالأيتام ِبحضرةِ اللئام،

وسيبقى هذا حالـُنا، إن لم نقلْ يَزدد سوءً، إن لم تـَدَّارَكـْنا رحمة ُربِّنا فيألفَ قلوبَ ضباطِنا وجنودِنا، ليخلعوا حكامَ الجَوْرِ ويَمحقوا عُروشـَهُم، ويُبايعوا إماماً للمسلمينَ يقودُهُم إلى ما فيهِ خيرُهُم وخيرُ أمَّـتِهم .


فأينَ إمامُكـُمُ الذي يُوحِدُ صفـَّكُم ؟ ويُوحِدُ صَومَكُم ؟ ويُوحدُ فِطرَكُم ؟ فتكونونَ جميعاً تحتَ إمرتِهِ، فيرفعُ راية َالجهادِ، ويطهرُ البلادَ, ويحررُ العباد، ويحملُ الإسلامَ للناس ِأجمعين، حتى يُظهرَهَ اللهُ على الدين ِ كلـِّهِ، عزاً يـُعَزُّ بهِ الإسلامُ وأهلـُهُ، وذلاً يُذلُّ بهِ الشركُ وأهلـُهُ.


إخوة َالإسلام ِوالإيمان ِ: فليستْ واللهِ دعوتـُنا إليكُم بالعمل ِلإقامةِ الخلافةِ إلاَّ دعوة ًلحياتِكُم وحياةِ أمتكُم, أمَّةِ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلم, بلْ وحياةِ البشريةِ كلـِّها.

وهيَ دعوة ٌقائمة ٌعلى العقيدةِ الإسلاميةِ لأجل ِبَعثِـها من جديدٍ، لتحيا بشرع ِربِّها، فتسعدَ في الدنيا، وتنعمَ في الآخرةِ.

فليسَ واللهِ أعظمَ من تمام ِالطاعةِ وحُسن ِالإجابةِ .

( يا أيُّها الذينَ آمنوا استجيبوا للهِ وللرسُول ِإذا دعاكُم لِمَا يُحييكُم, واعلموا أن اللهَ يحولُ بينَ المرءِ وقلبهِ وأنهُ إليهِ تحشرون{24}) الأنفال .


فسابقوا إخوتي في اللهِ وأحبتي إلى مَغفرَةٍ من ربِّكم ورِضوان, فرمضانُ أوَّلـُهُ رَحمة ٌ, وأوسطـُهُ مغفرة ٌ, وآخرُهُ عتقٌ من النار.
فاعملوا على عتق ِرقابـِكُم, وإبرَاءِ ذِمَمِكُم, وسارعوا إلى إخراج ِزكاةِ فِطرِكُم, قبلَ حلول ِعيدِ فطرِكُم ... لتنالوا رضا ربِّكُم .
واللهُ يُضاعفُ لِمن أنفقَ بسخاءٍ, وتفقدَ إخوانـَهُ منَ الفقراء, فهنيئاً لِمن قامَ بالطاعاتِ, فوصَلَ أرحَامَهُ, وعَفى عَمَّن ظلمَهُ, وأحسنَ إلى جيرانِهِ, وحافـَظ َعلى رَصيدِةِ منَ الخيراتِ, وأحسنَ إلى نفسِهِ حتى المَمَات .
كيفَ لا ! واللهُ جلَّ في عُلاهُ يقول : ( وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً ... {20} ) المزمل .
وثبتَ في الصحيح ِأنَّ رسولَ اللّهِ صلى اللّهُ عليهِ وسلمَ قال: ( يقولُ ابنُ آدمَ: مالي مالي ! وهل لكَ من مالِكَ إلاَّ ما أكلتَ فأفنيت، أو لبستَ فأبليت، أو تصدقتَ فأبقيت ؟ ومَا سِوى ذلكَ فذاهبٌ وتارِكُهُ للناس ) متفقٌ عليه.
فتصدقوا بسخاءٍ في شهرِالبركات .

وفي الختام ِإخوة َالإيمان ِ: ألا فلتعلموا أن الخلافة َ هيَ الحصنُ الحصينُ لدمائِكُم, والحافظ ُالأمينُ لأعراضكُم, والملاذ ُالآمنُ لأبنائِكُم, بها تـُعَزُّونَ, وفيها تـُكرَمونَ, تحفظـُكُم بحفظِ اللهِ, وترعاكُم بأمرهِ, فكونوا منَ السَّبَّاقِينَ لتلحقوا بركبِ رجالِها العاملينَ لإقامَتِها, أولئكَ الذينَ يُؤثرونَ الآخرة َعلى الدنيا, والباقية ُعلى الفانيةِ, وعلى رَبِّهم يَتوكلون .

عبادَ اللهِ: ارفعوا إلى السماءِ أكفـَّكُم, وأخرجوا حُبَّ الدنيا من قـُلوبِكم, واربـِطوا بربِّ العبادِ قلوبَكم, فالساعة ُساعة َإجابةٍ فأمِّنـُوا من بعدي :

اللهُمَّ خيرَ من سُئِل, وأكرَمَ من أجاب, اعتق رقابَنا, وطهِّر قلوبَنا, واقبـَلْ صَومَنا, وعجِّل إلى الإسلام ِ عَودَنا, واجعل بالإسلام ِعِزَّنا, وارفع بالجهادِ شأنـَنا, وأظهر على الدين ِكلـِّهِ دينـَنا.
اللهُمَّ تقبل مِنا الصلاة َوالزكاة َوالصيامَ والقيامَ .
واجعل أعمالـَنا خالصة ًلوجهكَ الكريم, وأدخِلنا من بابِ الريَّان ِيا حَنانُ يا مَنان.
اللهُمَّ اجعلنا من عُتقاءِ هذا الشهرِ الفضيل ِ.
أعِنا مولانا على صيامِهِ, وارحَمنا بقيامِهِ. وافتح لنا أبوابَ رحمتكَ, وأنزلْ علينا سحائبَ فضلِك, لتمحَقَ سيئاتِنا, وتـُباركَ نسلـَنا, وتوسِّعَ رزقنـَا.
فاغفِر اللهُمَّ لأحيائِنا وأمواتِنا, واغفِر لآبائِنا, وأبنائِنا وأجدادِنا, وكلِّ من لهُ حقُّ علينا, وتولَّ أمرنا, واجمَع ِاللهُمَّ في جناتِ الخلدِ بيننا, واجعلْ منَ الرَّيان ِمُدخلنا.

اللهُمَّ أعِدهُ علينا في العام ِالقادم ِوقد رُفعَ اللواءُ فوقَ مآذن ِالبيتِ الحرام ِ, والمسجدِ النبويِّ, والمسجدِ الأقصى, وعلتْ راية ُالعُقابِ فوقَ قبةِ الفاتيكان ِ, وفوقَ البيتِ الأبيض ِوالكرِملين والكنيست .
اللهُمَّ اغفر للمسلمينَ والمسلماتِ, والمؤمنينَ والمؤمناتِ, الأحياءِ منهُم والأموات, إنكَ مولانا سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدعوات .
اللهمَّ اجعلْ في هذا الشهرِ الكريم ِآخرَ أحزانِنا.
واختِم ليلتـَهُ وقد تربَّعَ عرشَ الخلافةِ إمامُنا .
واجعلهُ شهرَ خيرٍ ويُمن ٍوبَركةٍ، لنا ولكُم وللمسلمينَ وللناس ِأجمعين .
اللهمَّ آمين, اللهمَّ آمين, اللهمَّ آمين,
ربِّ, ربَّ العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
خطبة ُالجمعةِ : الخامس من رمضان الخير 1429هـ
كاتبها أخوكم : النصر قادم