من هناك
09-02-2008, 04:49 AM
مقاطعو الكحول لا يصومون دائماً
يختلف تعاطي الشبان الذين يشربون الكحول مع قدوم رمضان. منهم من يرفض التخلي عن أسلوب حياته، ومنهم يتوقف عن شرب الكحول دون أن يصوم
ديما شريف
يعرف كل أصدقاء أحمد أنه لا مجال للخروج معه ليلاً في شهر رمضان، لا لشغله في أداء صلاة التراويح كما يعتقد البعض، بل بسبب امتناعه عن تناول الكحول، رغم امتناعه عن الصوم. فأصدقاء أحمد مثله لا يصومون، ولا يغيرون أسلوب حياتهم في شهر رمضان، فيتابعون سهراتهم الأسبوعية في حانتهم المفضلة إلى جانب السهرات الرمضانية في الخيم. لكن أحمد يمثّل استثناءً، لكونه يمتنع قبل أسبوع من بداية رمضان عن الشرب كي يتحضر جسدياً، ويتحول إلى تناول المشروبات الغازية التي لا يقربها طوال أشهر السنة الباقية. يبرر أحمد قراره هذا بأنه لا يجوز شرب الكحول، ولا يعطي أي تبرير منطقي لرفضه الصيام، رغم أن ذلك لا يجوز أيضاً. بالنسبة إلى أحمد، تمثّل ليلة العيد مناسبة العودة إلى حياته الطبيعية، كما يصفها، إذ إنه يستهلك في العادة الكحول يومياً، وهذا ما يجعله سيّئ الطباع طوال رمضان.
تلتزم لارا أكثر من أحمد بالتعاليم الدينية، إذ تتوقف عن شرب الكحول قبل أربعين يوماً من حلول رمضان. فهي تستهلك الكحول بشكل عادي طوال أيام السنة، ولكنها تؤمن بأن الكحول التي يمتصها الجسم من المشروبات تبقى لهذه الفترة، ولذلك تتوقف كي يخلو جسمها من المادة مع حلول شهر الصوم. هي لا تصوم رمضان كله، ولكنها تحاول. وتعود إلى شرب الخمر بعد رمضان مباشرة إذا كان هناك مناسبة. وهي تنظر إلى رمضان على شكل تحدٍّ بالنسبة إليها كي تمارس رقابة ذاتية على جسدها. وتؤكد لارا أنه في الأيام العادية عندما تنسى أن تأكل لعدة ساعات تصاب بوجع في الرأس وصداع شديد، ولكن هذا لا يحصل معها في رمضان. تؤمن لارا بقوة بهذا الموضوع، رغم أنها غير متدينة إطلاقاً. فاتصالها الوحيد بالدين هو في شهر رمضان، ولا تكترث لأي شيء آخر طوال أيام السنة. فهي، كما تقول، لديها «صفر تديّن» في العادة. وترى أن رمضان يساعدها من جهة أخرى على تخفيف وزنها، ويمثّل بطريقة غير مباشرة «ريجيماً» اضطرارياً.
من جهته، لا يرى علي أن شرب الكحول يمثّل هاجساً لديه، إذ إنه يشرب عندما يرغب، من دون أن يكون ذلك يومياً. يصف علاقته بالدين كعشرة بالمئة من حياته أو أقل، إذ إنه لا يخصص للدين سوى شهر رمضان فقط، من كل السنة. فالصيام هو الطقس الديني الوحيد الذي يمارسه، ولكن انطلاقاً من معايير خاصة به. فهو يرى أن ما لا يضره جسدياً وصحياً لا مانع لديه من ممارسته، ومن هنا يصوم، لكون ذلك لم يؤذِه حتى الآن. ولا مانع لديه حتى من الصيام مع المسيحيين ما دام الموضوع لا يصيبه بأذى. لا يلتزم علي بالأربعين يوماً المفروضة على المسلم بالامتناع عن الشرب قبل رمضان ويعود إلى الشرب فور انتهاء الشهر إذا كان هناك مناسبة لذلك.
في المقابل، لا يصوم وليد شهر رمضان رغم أنه يمتنع عن الشرب. فالطالب الجامعي يستهلك الكحول دائماً طوال أيام السنة، ويمتنع فقط في مناسبتين: عاشوراء ورمضان. فوليد شاب غير مؤمن دينياً و«لست مقتنعاً بشيء في الدين» كما يقول. لكنه يحترم الجو الذي يعيش فيه. وهو يرى أن المجتمع متدين، وبالتالي يجب على الأفراد احترام مقدساته وخطوطه الحمراء. ويتفادى وليد الحديث عن الموضوعات الدينية مع أهله، كذلك يمتنع عن الأكل أمامهم احتراماً لمشاعرهم الدينية. ويدخل وليد في جو التدين المحيط به لدرجة أنه في ذكرى عاشوراء يغيّر الموسيقى التي يسمعها في سيارته لتتحول إلى لطميات لمراعاة الجو المحيط به. قبل ليلة من بدء رمضان، شرب وليد للمرة الأخيرة وسيعود إلى الشرب مجدداً ليلة العيد، لأنه لن يستطيع أن يصبر حتى قدوم العيد.
يختلف تعاطي الشبان الذين يشربون الكحول مع قدوم رمضان. منهم من يرفض التخلي عن أسلوب حياته، ومنهم يتوقف عن شرب الكحول دون أن يصوم
ديما شريف
يعرف كل أصدقاء أحمد أنه لا مجال للخروج معه ليلاً في شهر رمضان، لا لشغله في أداء صلاة التراويح كما يعتقد البعض، بل بسبب امتناعه عن تناول الكحول، رغم امتناعه عن الصوم. فأصدقاء أحمد مثله لا يصومون، ولا يغيرون أسلوب حياتهم في شهر رمضان، فيتابعون سهراتهم الأسبوعية في حانتهم المفضلة إلى جانب السهرات الرمضانية في الخيم. لكن أحمد يمثّل استثناءً، لكونه يمتنع قبل أسبوع من بداية رمضان عن الشرب كي يتحضر جسدياً، ويتحول إلى تناول المشروبات الغازية التي لا يقربها طوال أشهر السنة الباقية. يبرر أحمد قراره هذا بأنه لا يجوز شرب الكحول، ولا يعطي أي تبرير منطقي لرفضه الصيام، رغم أن ذلك لا يجوز أيضاً. بالنسبة إلى أحمد، تمثّل ليلة العيد مناسبة العودة إلى حياته الطبيعية، كما يصفها، إذ إنه يستهلك في العادة الكحول يومياً، وهذا ما يجعله سيّئ الطباع طوال رمضان.
تلتزم لارا أكثر من أحمد بالتعاليم الدينية، إذ تتوقف عن شرب الكحول قبل أربعين يوماً من حلول رمضان. فهي تستهلك الكحول بشكل عادي طوال أيام السنة، ولكنها تؤمن بأن الكحول التي يمتصها الجسم من المشروبات تبقى لهذه الفترة، ولذلك تتوقف كي يخلو جسمها من المادة مع حلول شهر الصوم. هي لا تصوم رمضان كله، ولكنها تحاول. وتعود إلى شرب الخمر بعد رمضان مباشرة إذا كان هناك مناسبة. وهي تنظر إلى رمضان على شكل تحدٍّ بالنسبة إليها كي تمارس رقابة ذاتية على جسدها. وتؤكد لارا أنه في الأيام العادية عندما تنسى أن تأكل لعدة ساعات تصاب بوجع في الرأس وصداع شديد، ولكن هذا لا يحصل معها في رمضان. تؤمن لارا بقوة بهذا الموضوع، رغم أنها غير متدينة إطلاقاً. فاتصالها الوحيد بالدين هو في شهر رمضان، ولا تكترث لأي شيء آخر طوال أيام السنة. فهي، كما تقول، لديها «صفر تديّن» في العادة. وترى أن رمضان يساعدها من جهة أخرى على تخفيف وزنها، ويمثّل بطريقة غير مباشرة «ريجيماً» اضطرارياً.
من جهته، لا يرى علي أن شرب الكحول يمثّل هاجساً لديه، إذ إنه يشرب عندما يرغب، من دون أن يكون ذلك يومياً. يصف علاقته بالدين كعشرة بالمئة من حياته أو أقل، إذ إنه لا يخصص للدين سوى شهر رمضان فقط، من كل السنة. فالصيام هو الطقس الديني الوحيد الذي يمارسه، ولكن انطلاقاً من معايير خاصة به. فهو يرى أن ما لا يضره جسدياً وصحياً لا مانع لديه من ممارسته، ومن هنا يصوم، لكون ذلك لم يؤذِه حتى الآن. ولا مانع لديه حتى من الصيام مع المسيحيين ما دام الموضوع لا يصيبه بأذى. لا يلتزم علي بالأربعين يوماً المفروضة على المسلم بالامتناع عن الشرب قبل رمضان ويعود إلى الشرب فور انتهاء الشهر إذا كان هناك مناسبة لذلك.
في المقابل، لا يصوم وليد شهر رمضان رغم أنه يمتنع عن الشرب. فالطالب الجامعي يستهلك الكحول دائماً طوال أيام السنة، ويمتنع فقط في مناسبتين: عاشوراء ورمضان. فوليد شاب غير مؤمن دينياً و«لست مقتنعاً بشيء في الدين» كما يقول. لكنه يحترم الجو الذي يعيش فيه. وهو يرى أن المجتمع متدين، وبالتالي يجب على الأفراد احترام مقدساته وخطوطه الحمراء. ويتفادى وليد الحديث عن الموضوعات الدينية مع أهله، كذلك يمتنع عن الأكل أمامهم احتراماً لمشاعرهم الدينية. ويدخل وليد في جو التدين المحيط به لدرجة أنه في ذكرى عاشوراء يغيّر الموسيقى التي يسمعها في سيارته لتتحول إلى لطميات لمراعاة الجو المحيط به. قبل ليلة من بدء رمضان، شرب وليد للمرة الأخيرة وسيعود إلى الشرب مجدداً ليلة العيد، لأنه لن يستطيع أن يصبر حتى قدوم العيد.