من هناك
08-31-2008, 03:52 PM
علماء يطالبون بعدم الإطالة في دعاء القنوت: التباكي يخرج "القنوت" عن مقصده
حسن عبده
المصدر: إسلام أون لاين (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1219960929231&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout)
أصوات نشيج تختلط بكلمة "آمين".. عبارات دعاء مسجوع يطيل ركعة الوتر بصلاة التراويح إلى ما يقارب الساعة أحيانا.. صوت الإمام يتعالى داعيا برفع البلاء عن المسلمين في العراق وفلسطين وأفغانستان والشيشان، ومشددا بالدعاء على الكفار واليهود والنصارى ومن والاهم.
هذا المشهد الذي يتكرر في كثير من المساجد بشهر رمضان المعظم كان سببا في أن يطالب علماء سعوديون أئمة وخطباء المساجد بعدم الإطالة في "دعاء القنوت"، وعدم إخراجه عن إطاره الشرعي بتعمد السجع والبكاء وجعلهما هدفا يحرص عليه الإمام، مستنكرين تعميم الدعاء على الكفار واليهود والنصارى والذي وصفوه بأنه "تعدٍّ في الدعاء".
وفي تصريح خاص لـ"إسلام أون لاين.نت" استنكر د.محمد النجيمي عضو المجمع الفقهي الإسلامي بالمملكة العربية السعودية توسع بعض الأئمة في دعاء القنوت وإطالته بشكل يدفع بعض المصلين لترك ركعة الوتر خوفا من طول الدعاء.
وأكد النجيمي أن "دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم عند القنوت لم يكن يتجاوز 7 دقائق على أقصى تقدير، ومن ثمّ فإن الإطالة في دعاء القنوت تعتبر من الابتداع في الدين، وأمرا مخالفا للسنة، والاختصار والإفادة هنا هما الأولى فخير الكلام ما قل ودل".
دعاء النوازل
من جانبه شدد د. علي بادحدح عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز أنه "ينبغي عدم الإطالة في دعاء القنوت؛ لأن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت متناسقة، ولا يصح أن يكون الدعاء الذي هو جزء من ركعة أطول من الركعات التي سبقته".
وبالنسبة لمضمون الدعاء شدد بادحدح على ألا يتحول دعاء القنوت كله إلى دعاء نوازل لرفع البلاء عن المسلمين، مشيرا إلى أن الأصل والأفضلية للدعاء بما هو مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.
لكنه أوضح أن "الزيادة عما هو مأثور ليس فيها حرج شرعي؛ لأن القنوت موضع دعاء وليس هناك ما يدل على أنه لابد من الاقتصار على الدعاء المأثور عن النبي فقط".
واستدرك بادحدح: "دعاء النوازل والدعاء لأحوال المسلمين وظروفهم أمر مشروع بشكل عام وليس فيه إشكال، وإذا صادف شهر رمضان نازلة معينة حلت بالمسلمين فلا بأس أن تبرز النوازل في دعاء القنوت، وما عدا ذلك فلابد من الالتزام بآداب دعاء القنوت".
وفيما يتعلق بمن يدعو بغرض إبكاء الناس، قال بادحدح: "إن الدعاء فقط لغرض التأثير وإبكاء الناس ليس مطلوبا، واستدعاء البكاء على نحو مقصود ليس من مقاصد الصلاة وليس فيه أثر من القرآن أو السنة النبوية الشريفة".
دعاء على الكفار
الداعية السعودي د.عبد الوهاب الطريري استهجن تعميم الدعاء في القنوت على الكفار قائلا: "التفصيل في الدعاء على الكفار وتعميم العقوبة على كل كافر من اليهود والنصارى، يعتبر تعديا في الدعاء، فهناك من الكفار من لهم نفوس سوية، وفطرة مستقيمة تهيئهم لقبول الدعوة وتلقي الهداية، ولو كان كل الكفار مشدودًا على قلوبهم لما كان لجهود الدعاة أي مبرر".
واستطرد الطريري لـ"إسلام أون لاين.نت": "أسباب هذا الدعاء هو الانفعال والشعور بحرارة الظلم والبغي من الدول الكبرى التي أقضت مضاجع المسلمين"، لكنه شدد على وجوب أن يصدر المسلم في دعائه وسائر عباداته من الأدلة الشرعية وليس المشاعر النفسية.
ألفاظ صحفية
من جهته أكد الداعية السعودي د.سلمان العودة على أن "الاستطراد في الدعاء مخالف لمقاصده، وينبغي على الإمام عند الدعاء تجنب السجع المتكلف أو الألفاظ الصحفية، وأن يأتي دعاؤه في سياق السهل المفهوم والسجع غير المتكلف، وما عدا ذلك مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم".
وعن رفع الصوت في دعاء القنوت قال العودة: "هناك خلاف في هذه المسألة بين أهل العلم، فمنهم من يبيحها بقصد أن يسمع الناس في بيوتهم، ومنهم من يرى أنها غير مناسبة لأنها تشغل الناس، والأولى من وجهة نظري أن يكون الصوت بقدر من يسمعه من في المسجد والأماكن الملحقة به".
وشدد العودة في ختام حديثه على أنه "لابد أن يكون دعاء القنوت لعامة المسلمين وألا يتحول إلى تصفية حسابات مع أطراف أخرى، فالمفترض أن كل المسلمين يؤمنون على هذا الدعاء، وكذلك فإن الأدعية التي تستطرد في وصف أحوال الموت والجنة والنار مخالفة للسنة النبوية الشريف.
حسن عبده
المصدر: إسلام أون لاين (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1219960929231&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout)
أصوات نشيج تختلط بكلمة "آمين".. عبارات دعاء مسجوع يطيل ركعة الوتر بصلاة التراويح إلى ما يقارب الساعة أحيانا.. صوت الإمام يتعالى داعيا برفع البلاء عن المسلمين في العراق وفلسطين وأفغانستان والشيشان، ومشددا بالدعاء على الكفار واليهود والنصارى ومن والاهم.
هذا المشهد الذي يتكرر في كثير من المساجد بشهر رمضان المعظم كان سببا في أن يطالب علماء سعوديون أئمة وخطباء المساجد بعدم الإطالة في "دعاء القنوت"، وعدم إخراجه عن إطاره الشرعي بتعمد السجع والبكاء وجعلهما هدفا يحرص عليه الإمام، مستنكرين تعميم الدعاء على الكفار واليهود والنصارى والذي وصفوه بأنه "تعدٍّ في الدعاء".
وفي تصريح خاص لـ"إسلام أون لاين.نت" استنكر د.محمد النجيمي عضو المجمع الفقهي الإسلامي بالمملكة العربية السعودية توسع بعض الأئمة في دعاء القنوت وإطالته بشكل يدفع بعض المصلين لترك ركعة الوتر خوفا من طول الدعاء.
وأكد النجيمي أن "دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم عند القنوت لم يكن يتجاوز 7 دقائق على أقصى تقدير، ومن ثمّ فإن الإطالة في دعاء القنوت تعتبر من الابتداع في الدين، وأمرا مخالفا للسنة، والاختصار والإفادة هنا هما الأولى فخير الكلام ما قل ودل".
دعاء النوازل
من جانبه شدد د. علي بادحدح عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز أنه "ينبغي عدم الإطالة في دعاء القنوت؛ لأن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت متناسقة، ولا يصح أن يكون الدعاء الذي هو جزء من ركعة أطول من الركعات التي سبقته".
وبالنسبة لمضمون الدعاء شدد بادحدح على ألا يتحول دعاء القنوت كله إلى دعاء نوازل لرفع البلاء عن المسلمين، مشيرا إلى أن الأصل والأفضلية للدعاء بما هو مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.
لكنه أوضح أن "الزيادة عما هو مأثور ليس فيها حرج شرعي؛ لأن القنوت موضع دعاء وليس هناك ما يدل على أنه لابد من الاقتصار على الدعاء المأثور عن النبي فقط".
واستدرك بادحدح: "دعاء النوازل والدعاء لأحوال المسلمين وظروفهم أمر مشروع بشكل عام وليس فيه إشكال، وإذا صادف شهر رمضان نازلة معينة حلت بالمسلمين فلا بأس أن تبرز النوازل في دعاء القنوت، وما عدا ذلك فلابد من الالتزام بآداب دعاء القنوت".
وفيما يتعلق بمن يدعو بغرض إبكاء الناس، قال بادحدح: "إن الدعاء فقط لغرض التأثير وإبكاء الناس ليس مطلوبا، واستدعاء البكاء على نحو مقصود ليس من مقاصد الصلاة وليس فيه أثر من القرآن أو السنة النبوية الشريفة".
دعاء على الكفار
الداعية السعودي د.عبد الوهاب الطريري استهجن تعميم الدعاء في القنوت على الكفار قائلا: "التفصيل في الدعاء على الكفار وتعميم العقوبة على كل كافر من اليهود والنصارى، يعتبر تعديا في الدعاء، فهناك من الكفار من لهم نفوس سوية، وفطرة مستقيمة تهيئهم لقبول الدعوة وتلقي الهداية، ولو كان كل الكفار مشدودًا على قلوبهم لما كان لجهود الدعاة أي مبرر".
واستطرد الطريري لـ"إسلام أون لاين.نت": "أسباب هذا الدعاء هو الانفعال والشعور بحرارة الظلم والبغي من الدول الكبرى التي أقضت مضاجع المسلمين"، لكنه شدد على وجوب أن يصدر المسلم في دعائه وسائر عباداته من الأدلة الشرعية وليس المشاعر النفسية.
ألفاظ صحفية
من جهته أكد الداعية السعودي د.سلمان العودة على أن "الاستطراد في الدعاء مخالف لمقاصده، وينبغي على الإمام عند الدعاء تجنب السجع المتكلف أو الألفاظ الصحفية، وأن يأتي دعاؤه في سياق السهل المفهوم والسجع غير المتكلف، وما عدا ذلك مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم".
وعن رفع الصوت في دعاء القنوت قال العودة: "هناك خلاف في هذه المسألة بين أهل العلم، فمنهم من يبيحها بقصد أن يسمع الناس في بيوتهم، ومنهم من يرى أنها غير مناسبة لأنها تشغل الناس، والأولى من وجهة نظري أن يكون الصوت بقدر من يسمعه من في المسجد والأماكن الملحقة به".
وشدد العودة في ختام حديثه على أنه "لابد أن يكون دعاء القنوت لعامة المسلمين وألا يتحول إلى تصفية حسابات مع أطراف أخرى، فالمفترض أن كل المسلمين يؤمنون على هذا الدعاء، وكذلك فإن الأدعية التي تستطرد في وصف أحوال الموت والجنة والنار مخالفة للسنة النبوية الشريف.