أم ورقة
08-29-2008, 06:42 AM
الجنوب الجديد
رامي زريق
صرّح أخيراً أحد المختصين في مجال التنمية، وهو موظف لدى مؤسسة تنموية دولية، بأن «عكار هي الجنوب الجديد».
يعني هذا المختص بكلامه أن جهود التنمية وأموال المساعدات ستتدفق على عكار كما سبق وحصل في الجنوب مرة أولى بعد التحرير ومرة ثانية بعد عدوان تموز 2006 الإسرائيلي. لا شكّ أن منطقة عكار بحاجة ماسة إلى التنمية بشقّيها الاقتصادي والاجتماعي. إلاّ أنه يمكن الاستفادة من هذه المقارنة بين جنوب لبنان وشماله لإجراء تقويم سريع لتجربة التنمية في الجنوب، عله يُستفاد منها في التخطيط للشمال. أتت أموال التنمية (وهي مختلفة عن أموال الإعمار) بعد الانسحاب الإسرائيلي في أشكال عدة، وضمن برامج مختلفة، ولكن تمتع أكثرها بقاسم مشترك: التسييس. فتخصّصت بعض الجهات بدعم قرى تضرّرت من إلغاء جيش العميل لحد ومن فرار العديد من مقاتليه إلى إسرائيل، بينما قدمت دول وجهات أخرى أموالاً ومشاريع لقرى المقاومة، ظناً منها أن هذه المنح سوف تخفف من شعبية المقاومة، وبالتحديد حزب الله. فهناك من لا يزال يعتقد بسذاجة أن سر شعبية حزب الله يكمن في التقديمات الاجتماعية التي يوفرها لجمهوره. أما الجهات الأخرى، فقد أرفقت انتشار قواتها التابعة لليونيفيل بتنفيذ مشاريع تساعد على قبول المجتمعات المحلية لهذه القوات. في أية حال، وبالرغم من ملايين الدولارات التي سكبت في الجنوب، لم يكن لهذه المشاريع وقع يذكر ولا أثر مستدام. فأكثرها انتهت عندما توقف الدعم، وانتقل موظفوها إلى مشاريع اخرى ولا شك أننا سنجدهم قريباً في عكار.
أهلاً وسهلاً بالـ«تنمويين» في الضاحية الشمالية للوطن، وشكراً لهم سلفاً على اهتمامهم وأموالهم، آملين أن يستفيدوا من تجربتهم السابقة لكي لا تصبح عكار الجنوب الجديد.
عدد الجمعة ٢٩ آب ٢٠٠٨
رامي زريق
صرّح أخيراً أحد المختصين في مجال التنمية، وهو موظف لدى مؤسسة تنموية دولية، بأن «عكار هي الجنوب الجديد».
يعني هذا المختص بكلامه أن جهود التنمية وأموال المساعدات ستتدفق على عكار كما سبق وحصل في الجنوب مرة أولى بعد التحرير ومرة ثانية بعد عدوان تموز 2006 الإسرائيلي. لا شكّ أن منطقة عكار بحاجة ماسة إلى التنمية بشقّيها الاقتصادي والاجتماعي. إلاّ أنه يمكن الاستفادة من هذه المقارنة بين جنوب لبنان وشماله لإجراء تقويم سريع لتجربة التنمية في الجنوب، عله يُستفاد منها في التخطيط للشمال. أتت أموال التنمية (وهي مختلفة عن أموال الإعمار) بعد الانسحاب الإسرائيلي في أشكال عدة، وضمن برامج مختلفة، ولكن تمتع أكثرها بقاسم مشترك: التسييس. فتخصّصت بعض الجهات بدعم قرى تضرّرت من إلغاء جيش العميل لحد ومن فرار العديد من مقاتليه إلى إسرائيل، بينما قدمت دول وجهات أخرى أموالاً ومشاريع لقرى المقاومة، ظناً منها أن هذه المنح سوف تخفف من شعبية المقاومة، وبالتحديد حزب الله. فهناك من لا يزال يعتقد بسذاجة أن سر شعبية حزب الله يكمن في التقديمات الاجتماعية التي يوفرها لجمهوره. أما الجهات الأخرى، فقد أرفقت انتشار قواتها التابعة لليونيفيل بتنفيذ مشاريع تساعد على قبول المجتمعات المحلية لهذه القوات. في أية حال، وبالرغم من ملايين الدولارات التي سكبت في الجنوب، لم يكن لهذه المشاريع وقع يذكر ولا أثر مستدام. فأكثرها انتهت عندما توقف الدعم، وانتقل موظفوها إلى مشاريع اخرى ولا شك أننا سنجدهم قريباً في عكار.
أهلاً وسهلاً بالـ«تنمويين» في الضاحية الشمالية للوطن، وشكراً لهم سلفاً على اهتمامهم وأموالهم، آملين أن يستفيدوا من تجربتهم السابقة لكي لا تصبح عكار الجنوب الجديد.
عدد الجمعة ٢٩ آب ٢٠٠٨