مقاوم
08-24-2008, 07:33 AM
أمين عام هيئة الإغاثة لمسلمي كشمير (أليف الدين الترابي) في حوار خاص لـ"قاوم":
المقاومة الإسلامية في كشمير تحقق انجازات على المستويين الميداني والسياسي.
حاوره: ا. سمير حسين
http://qawim.net/images/stories/kashmer.jpg
http://qawim.net/exq.gif [[ قضية كشمير من القضايا المسكوت عنها من قبل العالم الإسلامي فرغم أن مأساة كشمير بدأت في العام 1948 في نفس توقيت ظهور الكيان الصهيوني ، واحتلال فلسطين ، ورغم التشابه بين القضيتين إلى حد بعيد إلا أن قضية فلسطين تستحوذ على النصيب الأوفر من الاهتمام، إعلاميا، وإغاثياً، وسياسيا من دول العالم الإسلامي، مع استحقاقها لذلك كله، في الوقت الذي يتم فيه تجاهل قضية كشمير بشكل لافت.
وكشمير ـ لمن لا يعرف ـ تبلغ مساحتها 86023 ميلا مربعا ، يقسمها خط وقف إطلاق النار لعام 1949 بين باكستان والهند، حيث إن 32358 ميلاً مربعاً منها يشمل الجزء المحرر ويُسمى ولاية جامو وكشمير الحرة، و53665 ميلاً مربعاً منها تحت الاحتلال الهندي ويطلق عليها ولاية جامو وكشمير المحتلة، ويبلغ عدد السكان طبقا لآخر الإحصائيات إلى حوالي 15 مليون نسمة ، يشكل المسلمون نسبة 85% منهم، والهندوس 13%، والسيخ 2% ، وذلك بعد حملة تهجير قامت بها الهند بحق المسلمين هناك، وقد بدأت المقاومة الإسلامية في كشمير ضد الاحتلال الهندي منذ العام 1989، ولاستطلاع الصورة في كشمير بشكل أكبر كان هذا الحوار مع البروفيسور أليف الدين الترابي رئيس تحرير مجلة كشمير المسلمة وأمين عام هيئة الإغاثة لمسلمي كشمير وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو مجلس الأمناء لمؤسسة القدس الشريف.]]
· في البداية حدِّثنا عن أخبار المقاومة الإسلامية في كشمير حاليًا في ظل التعتيم الإعلامي حول ما يدور في كشمير؟
** لا شك بأن حركة المقاومة الإسلامية الكشميرية تعانى من العديد من المشاكل بعد أحداث 11/9/ 2001م ومنها مشكلة التعتيم الإعلامي، وذلك نتيجة للحرب الأمريكية الصليبية ضد الإسلام والعالم الإسلامي تحت شعار مايسمونه بـ "مكافحة الإرهاب" حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر الهند حليفتها الإستراتيجية خلال هذه الحرب وتقف معها وتؤيدها لمواصلة إرهاب الدولة للقضاء على حركة المقاومة في كشمير.
ومن العقبات الأخرى التي تعانيها حركة المقاومة الإسلامية هي ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من ممارسة الضغوط على باكستان للتنازل عن موقفها الثابت من القضية الكشميرية ولإيقاف دعمها لحركة المقاومة الكشميرية. ولكن رغم هذه المشاكل والعقبات فإن حركة المقاومة الإسلامية الكشميرية لا تزال تواصل مسيرتها وتحقق الإنجازات تلو الإنجازات. فعلى الصعيد الميداني أفقدت المقاومة الإسلامية معنويات الجنود الهندوس في كشمير المحتلة لا تزال تنخفض يوماً فيوماً. فنتيجة لذلك الانخفاض في معنويات الجنود الهندوس قد وصل الأمر إلى ان مئات من الجنود قاموا بالعمليات الإنتحارية خلال العام الماضى.
وعلى الصعيد السياسي يكفي المقاومة الإسلامية فخرًا أنها منعت تخصيص مائة فدان من الغابات لهيئة هندوسية حيث ضغطت على حكومة كشمير، وخرج الشعب الكشميري كله في مظاهرات عارمة، أدت إلى تراجع حكومة الولاية عن تخصيص الأرض التي كانت ستحوَّل إلى مستوطنات للهندوس يسكنوها في مولد ما يدعونه الإله شيفا. فالمقاومة باتت تؤتي ثمارها من خلال المطالبة بالاستقلال وتقرير المصير بعد صيف دام راح فيه أكثر من 50 شهيدًا.
· ما حجم الخسائر التي يتعرض لها الجيش الهندوسي من جراء ضربات المقاومة الإسلامية ؟
** إن قوات الاحتلال في كشمير المحتلة تعانى من الانخفاض الكبير في المعنويات نتيجة للعمليات الجهادية الباسلة من قبل المجاهدين. فنتيجة لذلك نرى أن عددًا كبيرًا من الجنود الهندوس قد تعودوا على تعاطي المخدرات والمسكنات كما أن عددًا كبيرًا منهم يقدمون للتقاعد المكبر يوميًا. بل ما هو أكثر من ذلك فإن الجنود الهندوس في كشمير المحتلة يقدمون على الانتحار. ووفقًا لبعض التقارير يزيد عدد المنتحرين من الجنود الهندوس فى كشمير عن (200) عملية انتحار . كان نتيجة لذلك أن أعلن رئيس أركان الجيش الهندى الأسبق في مؤتمر صحفي أن الجيش لا يستطيع أن يقوم بالقضاء على المقاومة الكشميرية بالقوة، فينبغي للحكومة أن تأتى بحل سياسي للقضية الكشميرية.
· يرى البعض أن كشمير قضية تخص باكستان فهي المستفيد الوحيد من حل هذه القضية، حيث تمثل كشمير بعدًا استراتيجيًا لباكستان، ما تعليقكم على هذا الكلام؟
** أولا: قضية كشمير المسلمة لا تختص باكستان وحدها وأيضًا هي ليست قضية خاصة بمسلمي كشمير فقط بل هي قضية إسلامية تخص كل مسلم لأن نسبة المسلمين فيها فاقت 85% من تعداد سكانها البالغ 15 مليون نسمة وهو ما دعا الهند إلى احتلال هذا الجزء لتكون منطلقـًا لمخططاتها ضد العالم الإسلامي ومقدساته.
ثانيًا: لا يخفى على المهتمين بأمور المسلمين أن الهند قامت باحتلال ولاية جامو وكشمير المسلمة في عام 1947م مخالفة لقرار تقسيم جنوب قارة آسيا عام 1947م الذي كان ينص على انضمام المناطق والولايات ذات الأغلبية الإسلامية إلى باكستان وانضمام المناطق والولايات ذات الأغلبية الهندوسية إلى الهند فكان ينبغي وفقا لذلك القرار أن يكون انضمام كشمير إلى باكستان لكونها ولاية ذات أغلبية إسلامية ولكن الهند قامت باحتلال ولاية جامو وكشمير مخالفة ذلك القرار؛ لتجعلها قاعدة لمخططاتها ضد العالم الإسلامي ومقدساته، وجدير بالذكر أن الشعب الكشميري المسلم لم يقبل ضم الولاية إلى الهند وقام برفع راية الجهاد والمقاومة لتحرير الولاية وتمكن من تحرير ثلث الولاية الذي يطلق عليه كشمير الحرة (كشمير أزاد)، ولكن الهند بادرت الى رفع القضية الكشميرية إلى مجلس الأمن الدولي في بداية 1948م الذي قام بإصدار العديد من القرارات لإجراء الاستفتاء لتقرير مصير الولاية، فبادرت الهند بالإعلان عن موافقتها على هذه القرارات في البداية ولكنها رفضت تنفيذها فيما بعد وما تزال ترفض تنفيذها حتى اليوم بمبرر أو آخر».
· ما أهم مشروعات الإغاثة في الولاية؟
** الأوضاع القاسية دفعتنا لإنشاء هيئة الإغاثة لمسلمي كشمير للعمل الإغاثي في هؤلاء المنكوبين من المدنيين الأبرياء وذلك في عام 1990 والتي كان من أهم المشاريع الإغاثية التي تتبناها مشروع كفالة الأيتام والأرامل ومشروع كفالة العائلات المنكوبة ومشروع كفالة الطلاب ومشروع إعادة بناء المساجد والمدارس وما إلى ذلك من المشاريع الإغاثية الأخرى بذلك بدعم وتعاون من قبل المنظمات الإغاثية الإسلامية في العالم الإسلامي وعلى رأسها جمعية الإصلاح الاجتماعي بدولة الكويت واللجان الخيرية التابعة لها والمنظمات الخيرية الإسلامية الأخرى في الكويت مثل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ولجنة مسلمي آسيا وجمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية وغير ذلك من المنظمات الإغاثية في دولة الكويت.
وفي أكتوبر عام 2005 تعرضت ولاية جامو وكشمير المسلمة لأشد أنواع الزلازل حيث لم يكن له نظير في تاريخ المنطقة. ونتيجة لهذه الكارثة الكبرى تحولت المدن والقرى في الولاية إلى ركام ودمار. كما أنه نتيجة لذلك دخلت نشاطات هيئة الإغاثة لمسلمي الولاية.
· كيف ترى إمكانية تطبيق فكرة كشمير الموحدة على الواقع الكشميرى؟ وهل هي فكرة في الطريق الصحيح أم وراءها أهداف اخرى؟
** إن قضية كشمير المسلمة تقوم على المبدئين الأساسيين وهما:
أولاً: قرار تقسيم شبه قارة جنوب أسيا لعام 1997م الذى ينص على انضمام ولاية جامو وكشمير المسلمة إلى باكستان لكونها ولاية ذات الأغلبية الإسلامية.
ثانياً: القرارات الدولية لعام 1948م و1949م والتي تنص على إجراء الاستفتاء لتقرير مصير الولاية حيث يكون انضمامها إلى الهند أو إلى باكستان.
وموقف الشعب الكشميرى من القضية الكشميرية يقوم على هذه المبدئين الأساسيين للقضية كما إن موقف باكستان من القضية أيضاً يقوم على هذين المبدئيين الأساسيين. من هنا إذا تنازل الشعب الكشميرى أو باكستان من هذين المبدئيين الأساسيين للقضية الكشميرية أو احدهما فلن يبقى لها أي أساس شرعي أو قانوني. من اجل ذلك نحن نرى الهند وحليفاتها من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، تأتى بالعديد من الحلول المستوردة للقضية الكشميرية في صالح الحكومة الهندية.وكل هذه الحلول المستوردة تهدف إلى إقناع الشعب الكشميرى وباكستان لقبول أي حل منافياً لهذين المبدئين الأساسيين للقضية الكشميرية. ومن هذه الحلول المستوردة للقضية الكشميرية هو مشروع تقسيم كشمير على ألأسس العرقية أو اللغوية. وهذا المشروع أيضاً يستهدف إلى إقناع الشعب الكشميرى وباكستان للتنازل عن المبدئيين الأساسيين للقضية الكشميرية. من أجل ذلك فإن القيادة الكشميرية رفضت عن قبول ذلك المشروع لكونه مخالفاً للمبدئيين الأساسيين للقضية وأعلنت بأنها لن تقبل فكرة تقسيم كشمير و تلتزم بفكرة كشمير الموحدة.
· هل لحل قضية كشمير حلا عادلا وجود على خريطة السياسة الأمريكية؟
** لا يخفى على أحد بأن الهند لا تزال ترفض القرارات الدولية الخاصة بالقضية الكشمرية وتتلاعب بها منذ أكثر من نصف قرن الماضي كما لا تزال تواصل إرهاب الدولة ضد المدنيين الأبرياء في كشمير المحتلة منذ عام 1990م وذلك لا لذنب إلا بأنهم مسلمون ويطالبون بحقهم لتقرير المصير وفقاً للقرارات الدولية، ولكن رغم ذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية لم تطالب الهند بتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالقضية الكشميرية ولا تمارس عليها ضغطـًا بأي شكل؛ لإيقاف إرهاب الدولة في الولاية. وهذا الأمر يعتبر تأييدًا للهند لمواصلة رفضها للقرارات الدولية وتشجيعًا لها لمواصلة إرهاب الدولة ضد المدنيين الأبرياء في كشمير المحتلة.
ليس هذا فقط بل تقوم واشنطن بعقد اتفاقية للتعاون النووى مع الهند مخالفة للقوانين والشرائع الدولية في ذلك الصدد وكذلك اعتبار نيودلهي حليفـًا استراتيجيًا لواشنطن. ولاشك بأن هذا الأمر أيضًا يعتبر تشجيعًا للهند لمواصلة رفضها لحق الشعب الكشميري لتقرير المصير وفقاً للقرارات الدولية.
وكذلك تأييد الولايات المتحدة مطالبة الهند من باكستان لإيقاف ما تسميه الهند بـ" الإرهاب القادم عبر الحدود" وذلك بدون أن تطالب الهند بإيقاف إرهاب الدولة المنظم ضد المدنيين الأبرياء في كشمير المحتلة.
فالسياسة الأمريكية في شبه القارة الهندية لن تكون في صالح حركة المقاومة الكشميرية بل على عكس قد أثرت عليها سلبيًا في كثير من النواحي.
· الهند لم تقدم جديدًا في مفاوضاتها مع الجانب الباكستاني، والمفاوض الهندي متعنت وقاس في مسألة كشمير ويرى أن الولاية بشطريها جزءاً من بلاده، فهل ترون جدوى من استمرار هذه المفاوضات؟
** الحقيقة أن الهند ليست ولم تكن في يوم من الأيام جادة في المفاوضات لحل القضية الكشميرية سلميًا وتريد كسب الوقت واستغلال الفرصة للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية الكشميرية. من أجل ذلك فإنها لم تقدم ولن تقدم أي شيء جديد في المفاوضات. أما الموقف الهندي المتعنت لكون ولاية جامو وكشمير بأكملها جزء لها فهذا الموقف لا يقوم على أي أساس شرعي أو قانوني.
من هنا ينبغي على باكستان أن تكون على بصيرة وحذر من هذه السياسة الهندية الماكرة وتعرف جيدًا بأن الهند تريد انشغالها في المفاوضات لاستغلال الفرصة للقضاء على حركة المقاومة الكشميرية. من أجل ذلك لا جدوى من استمرار هذه المفاوضات معها.
· ما تعليقكم على استخدام الهند المتكرر التعبير "الإرهاب القادم عبر الحدود" ما مغزى التعبير وما تقصد الهند من كثرة ترديده؟
** إن هدف الهند من كثرة التكرار لتعبير "الإرهاب القادم عبر الحدود" هو استغلال الفرصة من السيناريو العالمي الذي يسود المعمورة نتيجة لإعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن الحرب ضد الإسلام والعالم الإسلامي تحت شعار مكافحة الإرهاب بعد أحداث 11 من سبتمبر 2001م، وذلك للحصول على تأييد الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الأخرى للقضاء على حركة المقاومة الكشميرية من ناحية، وإبعاد باكستان من القيام بدورها لتأييد حركة المقاومة الكشميرية من الناحية الثانية.
· يدعى الهندوس الكشميريون أن الإسلاميين طردوهم من كشمير "أرضهم المقدسة"!!. ما حقيقة ما يدعون؟ ومن وراء هذه الفئة؟ وكيف يعيش الهندوس وسط المسلمين في كشمير؟ وهل يساعدون قوات الاحتلال الهندوسي لضرب جيرانهم المسلمين في الولاية؟
** كما لا يخفى على أحد بأن ولاية جامو وكشمير المسلمة هي ولاية ذات الأغلبية الإسلامية حيث إنَّ أكثر من 85% من سكانها البالغ عددهم 15 مليون هم مسلمون بينما عدد الهندوس يكون أقل من 15%. ولكن هؤلاء الهندوس معظمهم يسكنون في إقليم جامو للولاية. أما إقليم وادي كشمير فعدد الهندوس فيه قد يكون 1% ومعظمهم يسكنون في مدينة سرينجار، عاصمة الولاية. وتعامل المسلمين مع جيرانهم الهندوس كان ولا يزال مبنيًا على التسامح وحسن السلوك وفقـًا للتعليمات الإسلامية ولم يكن للهندوس أي نوع من الشكاوى من جيرانهم المسلمين. ولكن بعد بداية حركة المقاومة الإسلامية الحالية في بداية عام 1990م قررت الحكومة الهندية أن تقوم بمجازر ضد المسلمين على نطاق واسع في وادي كشمير الذي كان مركزًا رئيسًا لحركة المقاومة وقررت ترحيل الهندوس من الوادي قبل بداية هذه المجازر، وذلك للحفاظ عليهم. وهكذا هاجر هؤلاء الهندوس من بيوتهم وفقـًا لمخططات الحكومة الهندية.
أما ما تدعيه القوات الهندية بأن هؤلاء الهندوس يدعون بأن الإسلاميين طردوهم من كشمير فهذه الدعاية هي دعاية كاذبة لا تقوم على أي أساس من الصحة. وهذه الدعاية تستهدف تشويه سمعة المقاومة الإسلامية في الولاية.
http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=3385&Itemid=1
المقاومة الإسلامية في كشمير تحقق انجازات على المستويين الميداني والسياسي.
حاوره: ا. سمير حسين
http://qawim.net/images/stories/kashmer.jpg
http://qawim.net/exq.gif [[ قضية كشمير من القضايا المسكوت عنها من قبل العالم الإسلامي فرغم أن مأساة كشمير بدأت في العام 1948 في نفس توقيت ظهور الكيان الصهيوني ، واحتلال فلسطين ، ورغم التشابه بين القضيتين إلى حد بعيد إلا أن قضية فلسطين تستحوذ على النصيب الأوفر من الاهتمام، إعلاميا، وإغاثياً، وسياسيا من دول العالم الإسلامي، مع استحقاقها لذلك كله، في الوقت الذي يتم فيه تجاهل قضية كشمير بشكل لافت.
وكشمير ـ لمن لا يعرف ـ تبلغ مساحتها 86023 ميلا مربعا ، يقسمها خط وقف إطلاق النار لعام 1949 بين باكستان والهند، حيث إن 32358 ميلاً مربعاً منها يشمل الجزء المحرر ويُسمى ولاية جامو وكشمير الحرة، و53665 ميلاً مربعاً منها تحت الاحتلال الهندي ويطلق عليها ولاية جامو وكشمير المحتلة، ويبلغ عدد السكان طبقا لآخر الإحصائيات إلى حوالي 15 مليون نسمة ، يشكل المسلمون نسبة 85% منهم، والهندوس 13%، والسيخ 2% ، وذلك بعد حملة تهجير قامت بها الهند بحق المسلمين هناك، وقد بدأت المقاومة الإسلامية في كشمير ضد الاحتلال الهندي منذ العام 1989، ولاستطلاع الصورة في كشمير بشكل أكبر كان هذا الحوار مع البروفيسور أليف الدين الترابي رئيس تحرير مجلة كشمير المسلمة وأمين عام هيئة الإغاثة لمسلمي كشمير وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو مجلس الأمناء لمؤسسة القدس الشريف.]]
· في البداية حدِّثنا عن أخبار المقاومة الإسلامية في كشمير حاليًا في ظل التعتيم الإعلامي حول ما يدور في كشمير؟
** لا شك بأن حركة المقاومة الإسلامية الكشميرية تعانى من العديد من المشاكل بعد أحداث 11/9/ 2001م ومنها مشكلة التعتيم الإعلامي، وذلك نتيجة للحرب الأمريكية الصليبية ضد الإسلام والعالم الإسلامي تحت شعار مايسمونه بـ "مكافحة الإرهاب" حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر الهند حليفتها الإستراتيجية خلال هذه الحرب وتقف معها وتؤيدها لمواصلة إرهاب الدولة للقضاء على حركة المقاومة في كشمير.
ومن العقبات الأخرى التي تعانيها حركة المقاومة الإسلامية هي ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من ممارسة الضغوط على باكستان للتنازل عن موقفها الثابت من القضية الكشميرية ولإيقاف دعمها لحركة المقاومة الكشميرية. ولكن رغم هذه المشاكل والعقبات فإن حركة المقاومة الإسلامية الكشميرية لا تزال تواصل مسيرتها وتحقق الإنجازات تلو الإنجازات. فعلى الصعيد الميداني أفقدت المقاومة الإسلامية معنويات الجنود الهندوس في كشمير المحتلة لا تزال تنخفض يوماً فيوماً. فنتيجة لذلك الانخفاض في معنويات الجنود الهندوس قد وصل الأمر إلى ان مئات من الجنود قاموا بالعمليات الإنتحارية خلال العام الماضى.
وعلى الصعيد السياسي يكفي المقاومة الإسلامية فخرًا أنها منعت تخصيص مائة فدان من الغابات لهيئة هندوسية حيث ضغطت على حكومة كشمير، وخرج الشعب الكشميري كله في مظاهرات عارمة، أدت إلى تراجع حكومة الولاية عن تخصيص الأرض التي كانت ستحوَّل إلى مستوطنات للهندوس يسكنوها في مولد ما يدعونه الإله شيفا. فالمقاومة باتت تؤتي ثمارها من خلال المطالبة بالاستقلال وتقرير المصير بعد صيف دام راح فيه أكثر من 50 شهيدًا.
· ما حجم الخسائر التي يتعرض لها الجيش الهندوسي من جراء ضربات المقاومة الإسلامية ؟
** إن قوات الاحتلال في كشمير المحتلة تعانى من الانخفاض الكبير في المعنويات نتيجة للعمليات الجهادية الباسلة من قبل المجاهدين. فنتيجة لذلك نرى أن عددًا كبيرًا من الجنود الهندوس قد تعودوا على تعاطي المخدرات والمسكنات كما أن عددًا كبيرًا منهم يقدمون للتقاعد المكبر يوميًا. بل ما هو أكثر من ذلك فإن الجنود الهندوس في كشمير المحتلة يقدمون على الانتحار. ووفقًا لبعض التقارير يزيد عدد المنتحرين من الجنود الهندوس فى كشمير عن (200) عملية انتحار . كان نتيجة لذلك أن أعلن رئيس أركان الجيش الهندى الأسبق في مؤتمر صحفي أن الجيش لا يستطيع أن يقوم بالقضاء على المقاومة الكشميرية بالقوة، فينبغي للحكومة أن تأتى بحل سياسي للقضية الكشميرية.
· يرى البعض أن كشمير قضية تخص باكستان فهي المستفيد الوحيد من حل هذه القضية، حيث تمثل كشمير بعدًا استراتيجيًا لباكستان، ما تعليقكم على هذا الكلام؟
** أولا: قضية كشمير المسلمة لا تختص باكستان وحدها وأيضًا هي ليست قضية خاصة بمسلمي كشمير فقط بل هي قضية إسلامية تخص كل مسلم لأن نسبة المسلمين فيها فاقت 85% من تعداد سكانها البالغ 15 مليون نسمة وهو ما دعا الهند إلى احتلال هذا الجزء لتكون منطلقـًا لمخططاتها ضد العالم الإسلامي ومقدساته.
ثانيًا: لا يخفى على المهتمين بأمور المسلمين أن الهند قامت باحتلال ولاية جامو وكشمير المسلمة في عام 1947م مخالفة لقرار تقسيم جنوب قارة آسيا عام 1947م الذي كان ينص على انضمام المناطق والولايات ذات الأغلبية الإسلامية إلى باكستان وانضمام المناطق والولايات ذات الأغلبية الهندوسية إلى الهند فكان ينبغي وفقا لذلك القرار أن يكون انضمام كشمير إلى باكستان لكونها ولاية ذات أغلبية إسلامية ولكن الهند قامت باحتلال ولاية جامو وكشمير مخالفة ذلك القرار؛ لتجعلها قاعدة لمخططاتها ضد العالم الإسلامي ومقدساته، وجدير بالذكر أن الشعب الكشميري المسلم لم يقبل ضم الولاية إلى الهند وقام برفع راية الجهاد والمقاومة لتحرير الولاية وتمكن من تحرير ثلث الولاية الذي يطلق عليه كشمير الحرة (كشمير أزاد)، ولكن الهند بادرت الى رفع القضية الكشميرية إلى مجلس الأمن الدولي في بداية 1948م الذي قام بإصدار العديد من القرارات لإجراء الاستفتاء لتقرير مصير الولاية، فبادرت الهند بالإعلان عن موافقتها على هذه القرارات في البداية ولكنها رفضت تنفيذها فيما بعد وما تزال ترفض تنفيذها حتى اليوم بمبرر أو آخر».
· ما أهم مشروعات الإغاثة في الولاية؟
** الأوضاع القاسية دفعتنا لإنشاء هيئة الإغاثة لمسلمي كشمير للعمل الإغاثي في هؤلاء المنكوبين من المدنيين الأبرياء وذلك في عام 1990 والتي كان من أهم المشاريع الإغاثية التي تتبناها مشروع كفالة الأيتام والأرامل ومشروع كفالة العائلات المنكوبة ومشروع كفالة الطلاب ومشروع إعادة بناء المساجد والمدارس وما إلى ذلك من المشاريع الإغاثية الأخرى بذلك بدعم وتعاون من قبل المنظمات الإغاثية الإسلامية في العالم الإسلامي وعلى رأسها جمعية الإصلاح الاجتماعي بدولة الكويت واللجان الخيرية التابعة لها والمنظمات الخيرية الإسلامية الأخرى في الكويت مثل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ولجنة مسلمي آسيا وجمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية وغير ذلك من المنظمات الإغاثية في دولة الكويت.
وفي أكتوبر عام 2005 تعرضت ولاية جامو وكشمير المسلمة لأشد أنواع الزلازل حيث لم يكن له نظير في تاريخ المنطقة. ونتيجة لهذه الكارثة الكبرى تحولت المدن والقرى في الولاية إلى ركام ودمار. كما أنه نتيجة لذلك دخلت نشاطات هيئة الإغاثة لمسلمي الولاية.
· كيف ترى إمكانية تطبيق فكرة كشمير الموحدة على الواقع الكشميرى؟ وهل هي فكرة في الطريق الصحيح أم وراءها أهداف اخرى؟
** إن قضية كشمير المسلمة تقوم على المبدئين الأساسيين وهما:
أولاً: قرار تقسيم شبه قارة جنوب أسيا لعام 1997م الذى ينص على انضمام ولاية جامو وكشمير المسلمة إلى باكستان لكونها ولاية ذات الأغلبية الإسلامية.
ثانياً: القرارات الدولية لعام 1948م و1949م والتي تنص على إجراء الاستفتاء لتقرير مصير الولاية حيث يكون انضمامها إلى الهند أو إلى باكستان.
وموقف الشعب الكشميرى من القضية الكشميرية يقوم على هذه المبدئين الأساسيين للقضية كما إن موقف باكستان من القضية أيضاً يقوم على هذين المبدئيين الأساسيين. من هنا إذا تنازل الشعب الكشميرى أو باكستان من هذين المبدئيين الأساسيين للقضية الكشميرية أو احدهما فلن يبقى لها أي أساس شرعي أو قانوني. من اجل ذلك نحن نرى الهند وحليفاتها من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، تأتى بالعديد من الحلول المستوردة للقضية الكشميرية في صالح الحكومة الهندية.وكل هذه الحلول المستوردة تهدف إلى إقناع الشعب الكشميرى وباكستان لقبول أي حل منافياً لهذين المبدئين الأساسيين للقضية الكشميرية. ومن هذه الحلول المستوردة للقضية الكشميرية هو مشروع تقسيم كشمير على ألأسس العرقية أو اللغوية. وهذا المشروع أيضاً يستهدف إلى إقناع الشعب الكشميرى وباكستان للتنازل عن المبدئيين الأساسيين للقضية الكشميرية. من أجل ذلك فإن القيادة الكشميرية رفضت عن قبول ذلك المشروع لكونه مخالفاً للمبدئيين الأساسيين للقضية وأعلنت بأنها لن تقبل فكرة تقسيم كشمير و تلتزم بفكرة كشمير الموحدة.
· هل لحل قضية كشمير حلا عادلا وجود على خريطة السياسة الأمريكية؟
** لا يخفى على أحد بأن الهند لا تزال ترفض القرارات الدولية الخاصة بالقضية الكشمرية وتتلاعب بها منذ أكثر من نصف قرن الماضي كما لا تزال تواصل إرهاب الدولة ضد المدنيين الأبرياء في كشمير المحتلة منذ عام 1990م وذلك لا لذنب إلا بأنهم مسلمون ويطالبون بحقهم لتقرير المصير وفقاً للقرارات الدولية، ولكن رغم ذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية لم تطالب الهند بتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالقضية الكشميرية ولا تمارس عليها ضغطـًا بأي شكل؛ لإيقاف إرهاب الدولة في الولاية. وهذا الأمر يعتبر تأييدًا للهند لمواصلة رفضها للقرارات الدولية وتشجيعًا لها لمواصلة إرهاب الدولة ضد المدنيين الأبرياء في كشمير المحتلة.
ليس هذا فقط بل تقوم واشنطن بعقد اتفاقية للتعاون النووى مع الهند مخالفة للقوانين والشرائع الدولية في ذلك الصدد وكذلك اعتبار نيودلهي حليفـًا استراتيجيًا لواشنطن. ولاشك بأن هذا الأمر أيضًا يعتبر تشجيعًا للهند لمواصلة رفضها لحق الشعب الكشميري لتقرير المصير وفقاً للقرارات الدولية.
وكذلك تأييد الولايات المتحدة مطالبة الهند من باكستان لإيقاف ما تسميه الهند بـ" الإرهاب القادم عبر الحدود" وذلك بدون أن تطالب الهند بإيقاف إرهاب الدولة المنظم ضد المدنيين الأبرياء في كشمير المحتلة.
فالسياسة الأمريكية في شبه القارة الهندية لن تكون في صالح حركة المقاومة الكشميرية بل على عكس قد أثرت عليها سلبيًا في كثير من النواحي.
· الهند لم تقدم جديدًا في مفاوضاتها مع الجانب الباكستاني، والمفاوض الهندي متعنت وقاس في مسألة كشمير ويرى أن الولاية بشطريها جزءاً من بلاده، فهل ترون جدوى من استمرار هذه المفاوضات؟
** الحقيقة أن الهند ليست ولم تكن في يوم من الأيام جادة في المفاوضات لحل القضية الكشميرية سلميًا وتريد كسب الوقت واستغلال الفرصة للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية الكشميرية. من أجل ذلك فإنها لم تقدم ولن تقدم أي شيء جديد في المفاوضات. أما الموقف الهندي المتعنت لكون ولاية جامو وكشمير بأكملها جزء لها فهذا الموقف لا يقوم على أي أساس شرعي أو قانوني.
من هنا ينبغي على باكستان أن تكون على بصيرة وحذر من هذه السياسة الهندية الماكرة وتعرف جيدًا بأن الهند تريد انشغالها في المفاوضات لاستغلال الفرصة للقضاء على حركة المقاومة الكشميرية. من أجل ذلك لا جدوى من استمرار هذه المفاوضات معها.
· ما تعليقكم على استخدام الهند المتكرر التعبير "الإرهاب القادم عبر الحدود" ما مغزى التعبير وما تقصد الهند من كثرة ترديده؟
** إن هدف الهند من كثرة التكرار لتعبير "الإرهاب القادم عبر الحدود" هو استغلال الفرصة من السيناريو العالمي الذي يسود المعمورة نتيجة لإعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن الحرب ضد الإسلام والعالم الإسلامي تحت شعار مكافحة الإرهاب بعد أحداث 11 من سبتمبر 2001م، وذلك للحصول على تأييد الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الأخرى للقضاء على حركة المقاومة الكشميرية من ناحية، وإبعاد باكستان من القيام بدورها لتأييد حركة المقاومة الكشميرية من الناحية الثانية.
· يدعى الهندوس الكشميريون أن الإسلاميين طردوهم من كشمير "أرضهم المقدسة"!!. ما حقيقة ما يدعون؟ ومن وراء هذه الفئة؟ وكيف يعيش الهندوس وسط المسلمين في كشمير؟ وهل يساعدون قوات الاحتلال الهندوسي لضرب جيرانهم المسلمين في الولاية؟
** كما لا يخفى على أحد بأن ولاية جامو وكشمير المسلمة هي ولاية ذات الأغلبية الإسلامية حيث إنَّ أكثر من 85% من سكانها البالغ عددهم 15 مليون هم مسلمون بينما عدد الهندوس يكون أقل من 15%. ولكن هؤلاء الهندوس معظمهم يسكنون في إقليم جامو للولاية. أما إقليم وادي كشمير فعدد الهندوس فيه قد يكون 1% ومعظمهم يسكنون في مدينة سرينجار، عاصمة الولاية. وتعامل المسلمين مع جيرانهم الهندوس كان ولا يزال مبنيًا على التسامح وحسن السلوك وفقـًا للتعليمات الإسلامية ولم يكن للهندوس أي نوع من الشكاوى من جيرانهم المسلمين. ولكن بعد بداية حركة المقاومة الإسلامية الحالية في بداية عام 1990م قررت الحكومة الهندية أن تقوم بمجازر ضد المسلمين على نطاق واسع في وادي كشمير الذي كان مركزًا رئيسًا لحركة المقاومة وقررت ترحيل الهندوس من الوادي قبل بداية هذه المجازر، وذلك للحفاظ عليهم. وهكذا هاجر هؤلاء الهندوس من بيوتهم وفقـًا لمخططات الحكومة الهندية.
أما ما تدعيه القوات الهندية بأن هؤلاء الهندوس يدعون بأن الإسلاميين طردوهم من كشمير فهذه الدعاية هي دعاية كاذبة لا تقوم على أي أساس من الصحة. وهذه الدعاية تستهدف تشويه سمعة المقاومة الإسلامية في الولاية.
http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=3385&Itemid=1