من هناك
08-23-2008, 10:49 PM
توجهت الأنظار إلى سواحل غزة لترقب سفينتي الصيد اللتان تقلان برلمانيين أوربيين وناشطين غربيين من حركة "غزة الحرة" ومن غيرها والمتضامنين مع الفلسطينيين ومعاناتهم في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع. حركة غزة الحرة أصدرت بيانا أعلنت فيه إخضاع سفينتيهما لتفتيش وتدقيق السلطات القبرصية للتأكد من خلوهما من الأسلحة أو المواد المهربة مهما كانت, كما أعلنت أن مهمتها "تتمثل في التنديد بعدم شرعية العمليات الإسرائيلية وكسر الحصار للتعبير عن تضامننا مع شعب غزة الذي يعاني".
إسرائيل حذرت بدورها الناشطين الذين انطلقوا من جزيرة كريت منذ أكثر من عشرة أيام، من الاقتراب من قطاع غزة، ووجهت وزارة خارجيتها رسالة مفتوحة إليهم تقول "نفترض أن نواياكم حسنة، ولكن تحرككم سيعني في نهاية المطاف أنكم تدعمون نظام جماعة إرهابية في غزة", فيما أكد عدد من المشاركين تلقيهم تهديدات بالقتل لمنعهم من المشاركة في الرحلة.
الاحتجاج على حصار غزة ومحاولة كسره من المحتجين أصحاب الضمائر الإنسانية أمر ليس بجديد, فهناك وعلى أبواب معبر رفح وقف الاسكتلندي الفلسطيني خليل النيس وزوجته ليندا ويليس بشاحنة محملة بالأدوية والتي عبرا بها القارة الأوربية باتجاه غزة ولكنها عجزت عن عبور الحدود المصرية مع القطاع. محاولات النشطاء كسر الحصار تعبير عن شعور إنساني نبيل بالظلم المركب الواقع على الفلسطينيين والذي يعانون من احتلال جائر ومن سلوكياته الإجرامية.
الدولة العبرية حاولت جاهدة وبشتى الوسائل إجهاض الرحلة إن كان عبر التحذيرات أو من خلال وضع العوائق في طريقها مثل التشويش على أجهزة الملاحة والاتصالات. وبغض النظر عن نهاية الرحلة وكيف ستكون فإن رسائلها وأهدافها وصلت بالفعل. فالمنظمون أرادوا أن يلفتوا انتباه العالم إلى معاناة ومأساة أهل غزة والذين يتعرضون لعقوبات جماعية قاسية أدت لسقوط العشرات من الضحايا وحولت حياة مليون ونصف فلسطيني إلى بؤس وشقاء.
الرحلة البحرية باتجاه غزة تذكر العالم وتنبه إلى قسوة الاحتلال وجرائمه ضد الإنسانية, وهي تفضح ازدواجية المعايير الغربية (الرسمية) فيما يتعلق بحقوق الإنسان الفلسطيني. كما إنها تحرج الدول العربية والتي أدارت ظهرها للشعب الفلسطيني وتعاملت مع الحصار بلامبالاة عجيبة, ولم تستطع أن تلتزم بقرار وزراء خارجيتها في سبتمبر 2006 والقاضي بإنهاء الحصار على القطاع. وفي الوقت الذي يركب فيه النشطاء الغربيون المخاطر -ومن بينهم وراهبة أمريكية عمرها 81 عاما- ليساهموا في إغاثة فلسطيني غزة, تشدد السلطات المصرية الخناق على القطاع وتقوم بدور فعال بكشف الأنفاق والتضييق على من يحاول إيجاد ثقوب في جدار الحصار الظالم.
فهل تشكل سفينتي الصيد بداية اختراق حاجز الصمت المطبق حول التجاوزات الإسرائيلية والتواطؤ الدولي الغربي؟ وهل سيحرك النشطاء الغربيون همة أقرانهم العرب ليتحركوا في مبادرات دعم ونصرة لإخوانهم الفلسطينيين؟ الفلسطينيون ينتصرون في معركة العين والمخرز رغم محاصرتهم, فيما يتآكل رصيد إسرائيل دوليا, لتظهر على حقيقتها دولة قائمة على إرهاب المدنيين والتنكيل بالأبرياء.
ياسر سعد
إسرائيل حذرت بدورها الناشطين الذين انطلقوا من جزيرة كريت منذ أكثر من عشرة أيام، من الاقتراب من قطاع غزة، ووجهت وزارة خارجيتها رسالة مفتوحة إليهم تقول "نفترض أن نواياكم حسنة، ولكن تحرككم سيعني في نهاية المطاف أنكم تدعمون نظام جماعة إرهابية في غزة", فيما أكد عدد من المشاركين تلقيهم تهديدات بالقتل لمنعهم من المشاركة في الرحلة.
الاحتجاج على حصار غزة ومحاولة كسره من المحتجين أصحاب الضمائر الإنسانية أمر ليس بجديد, فهناك وعلى أبواب معبر رفح وقف الاسكتلندي الفلسطيني خليل النيس وزوجته ليندا ويليس بشاحنة محملة بالأدوية والتي عبرا بها القارة الأوربية باتجاه غزة ولكنها عجزت عن عبور الحدود المصرية مع القطاع. محاولات النشطاء كسر الحصار تعبير عن شعور إنساني نبيل بالظلم المركب الواقع على الفلسطينيين والذي يعانون من احتلال جائر ومن سلوكياته الإجرامية.
الدولة العبرية حاولت جاهدة وبشتى الوسائل إجهاض الرحلة إن كان عبر التحذيرات أو من خلال وضع العوائق في طريقها مثل التشويش على أجهزة الملاحة والاتصالات. وبغض النظر عن نهاية الرحلة وكيف ستكون فإن رسائلها وأهدافها وصلت بالفعل. فالمنظمون أرادوا أن يلفتوا انتباه العالم إلى معاناة ومأساة أهل غزة والذين يتعرضون لعقوبات جماعية قاسية أدت لسقوط العشرات من الضحايا وحولت حياة مليون ونصف فلسطيني إلى بؤس وشقاء.
الرحلة البحرية باتجاه غزة تذكر العالم وتنبه إلى قسوة الاحتلال وجرائمه ضد الإنسانية, وهي تفضح ازدواجية المعايير الغربية (الرسمية) فيما يتعلق بحقوق الإنسان الفلسطيني. كما إنها تحرج الدول العربية والتي أدارت ظهرها للشعب الفلسطيني وتعاملت مع الحصار بلامبالاة عجيبة, ولم تستطع أن تلتزم بقرار وزراء خارجيتها في سبتمبر 2006 والقاضي بإنهاء الحصار على القطاع. وفي الوقت الذي يركب فيه النشطاء الغربيون المخاطر -ومن بينهم وراهبة أمريكية عمرها 81 عاما- ليساهموا في إغاثة فلسطيني غزة, تشدد السلطات المصرية الخناق على القطاع وتقوم بدور فعال بكشف الأنفاق والتضييق على من يحاول إيجاد ثقوب في جدار الحصار الظالم.
فهل تشكل سفينتي الصيد بداية اختراق حاجز الصمت المطبق حول التجاوزات الإسرائيلية والتواطؤ الدولي الغربي؟ وهل سيحرك النشطاء الغربيون همة أقرانهم العرب ليتحركوا في مبادرات دعم ونصرة لإخوانهم الفلسطينيين؟ الفلسطينيون ينتصرون في معركة العين والمخرز رغم محاصرتهم, فيما يتآكل رصيد إسرائيل دوليا, لتظهر على حقيقتها دولة قائمة على إرهاب المدنيين والتنكيل بالأبرياء.
ياسر سعد