فـاروق
08-20-2008, 12:46 PM
السلام عليكم
هذه صورة للازمة السنة في لبنان... لا قياداتهم السياسية تمثلهم بحق.. ولا يستطيعون اضعافهم والوقوف مع الاخرين...لان الاخرين لا يريدون الا شرا والطائفية تلبسهم من راسهم لاخمص قدميهم
---
ملاك عقيل -
جاء إعلان النائب ميشال عون عن وجود «مشكلة» بين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ونائبه اللواء عصام ابو جمرا حول «حقوق» نائب رئيس مجلس الوزراء مغلفا بلهجة تحذيرية من مغبة الاستمرار في سياسة «تجاهل» هذا المنصب بما يعنيه من «ثقل» معارض اولا وما يعكسه من تمثيل ارثوذكسي مفترض في حكومة العهد الاولى.
«تحذير» الجنرال لم يكن مفاجئا لرئيس الحكومة ولا «لتيار المستقبل» او للقوى التي تدور في فلك 14 آذار.
في ميزان هؤلاء ان عمر الحكومة القصير سيكون «مشحونا» بجرعات من «التعطيل المنظم» بدأت بوادره مع التصويب «المدروس» على رحلات الرئيس فؤاد السنيورة الى الخارج وتصنيفها في خانة تجاوز الرئاسة الاولى ولن تنتهي، برأي هؤلاء، في النفخ في بوق تضخيم صلاحيات نائب رئيس الحكومة وصولا الى جعله مشاركا على قدم المساواة في صلاحيات رئاسة الحكومة.
برأي مصدر اكثري «اي نوع من المطالبات من جانب اي جهة هو مفتوح للنقاش من ضمن المؤسسات.
لكن مسألة منصب نائب رئيس الحكومة يحكمها واقع ان هذا المنصب غير منصوص عليه في الدستور وبالتالي هناك من يتحدث عن المطالبة او استعادة صلاحيات هي غير موجودة اساسا في الدستور ولا في اي نص آخر».
وينطلق المصدر من هذا «التوضيح» ليؤكد ان هذه المطالبة تندرج في سياق انتخابي سياسي «واذا كانوا يتحدثون عن العرف فهناك عرف في الممارسة ايضا من خارج نطاق القصر الحكومي على ايام عصام فارس وميشال المر.
واثارة هذه المسألة في فترة التسعة اشهر الفاصلة عن موعد الانتخابات النيابية لا تبدو مجدية في هذه المرحلة، كما يقول المصدر «طالما ان هناك ملفات طارئة كثيرة ينتظر البت بها.
وفي مطلق الاحوال يجدر بحث خلفية هذه المطالبة ودرس جدوى استحداث هذا المنصب في متن الدستور او ضمن نظام داخلي جديد لمجلس الوزراء وتأثيره على الممارسة السياسية، علما ان هناك نظاماً داخلياً للمجلس غير مطور وموجود لدى الامانة العامة لمجلس الوزراء وهو لا ينص على وجود هذا المنصب».
كثيرة هي الحالات التي اثيرت فيها قضية موقع وصلاحيات نائب الرئيس ودائما كانت الخلفية سياسية بامتياز.
في 29 نيسان 2002 اثار غياب رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري عن جلسة مجلس النواب، وكانت مخصصة للمناقشة والاستجواب وتكليفه نائبه عصام فارس تمثيله في الجلسة، جدلا واسعا حول دستورية انعقاد الجلسة في غيابه.
في آذار من العام 2000 اثار الرئيس سليم الحص زوبعة عندما امتنع عن توقيع مرسومي تنفيذ الاعدام بقاتلين «لأسباب وجدانية» تاركا لنائبه ميشال المر توقيعهما.
والثابتة الاكيدة ان «العهد الحريري» شهد الكثير من المد والجزر في ما يتعلق بصلاحية نائب رئيس مجلس الوزراء وجوهر الازمة كان يختصر دوما بمحاولة ضبط واستيعاب «التسونامي الحكومي» الذي كان يمثله رفيق الحيري آنذاك.
اليوم لا يختلف المشهد كثيرا.
يسعى العماد عون وحلفاؤه الى كسر «الاحتكار الحكومي» الذي يمثله الرئيس، وليس حديث الجنرال عن «اوتيل» السراي الذي تقام فيه الحفلات الكبرى والاعراس والكشف عن عدم وجود مكتب ولا سكريتاريا «لدولة الرئيس» عصام ابو جمرا سوى محاولة لفرض امر واقع جديد في الممارسة الحكومية لن يكون بمقدور السنيورة تجاهل وجوده.
يتمسك المطالبون «بتثبيت» صلاحيات نائب رئيس الحكومة بسوابق عدة حصلت في الماضي تعطي مشروعية لهذه المطالبة منها تلك التي تحدث عنها عون عام 1972 على عهد الرئيس صائب سلام.
عام 1958 اصدر الرئيس كميل شمعون قبل انتهاء ولايته مرسوما عهد بموجبه للوزير (السني) خليل الهبري بمهمات رئاسة الحكومة «بناء على تغيب السيد سامي الصلح.
في عهد الرئيس سليمان فرنجية وعلى اثر استقالة نائب رئيس مجلس الوزراء غسان تويني من اول حكومة شكلها الرئيس صائب سلام تم تعيين وزير المال الياس سابا نائبا لرئيس مجلس الوزراء، ومن ثم صدر المرسوم الرقم 2525 وبموجبه عهد «الى الدكتور سابا بمهام رئاسة مجلس الوزراء بالوكالة عند غياب رئيس مجلس الوزراء الاصيل في الخارج».
وبعد تعيين الدكتور سابا رئيس مجلس الوزراء بالوكالة صدرت مراسيم عدة تحمل توقيع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بالوكالة.
في الواقع لم ينص الدستور اللبناني لا قبل تعديله عام 1990 ولا بعده على منصب نائب رئيس مجلس الوزراء.
انشئ هذا المنصب للمرة الاولى في مرسوم تأليف الوزارة التي شكلها احمد الداعوق في 1 كانون الاول 1941 وأسند الى وزير ارثوذكسي هو فيليب بولس.
ومنذ ذلك الحين نشأ تقليد على اسناد هذا المنصب الى احد الوزراء الارثوذكس لارضاء الطائفة الارثوذكسية بعدما كانت قد وزعت المناصب الثلاثة العليا في الدولة على الطوائف الثلاث الكبرى.
تقول اوساط دستورية انه بعد التعديل الدستوري عام 1990 الذي كرس صلاحيات رئيس مجلس الوزراء «العرفية» لم يعد من الجائز لرئيس مجلس الوزراء تفويض صلاحياته الى نائبه او الى اي وزير آخر لأنه لا يحق له ان يفوض صلاحياته الدستورية الى شخص آخر دون وجود نص دستوري صريح وواضح، وتضيف الاوساط ان النظام الداخلي لمجلس الوزراء لا يمكن ان يحدد صلاحيات نائب الرئيس لأن الدستور لم ينص اصلا على هذا المنصب، ولا يجوز المقارنة بينه وبين منصب نائب رئيس مجلس النواب لأن هذا المنصب تنص عليه المادة 44 من الدستور.
وبغض النظر عن الجانب الدستوري من المسألة فإن «أزمة السراي» ستكون مفتوحة على ما يبدو على كافة الاحتمالات خصوصا ان العماد عون وفق مصادر مطلعة قد فتح هذا الملف جديا تحت شعار «ان السراي ليس ملكاً للسنيورة»، وقد اثار رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» امورا مستجدة ضمن اطار هذا الملف يبدو انها لاقت صدى سلبيا في اوساط السراي وذلك بتأكيده ضرورة اطلاع ابو جمرا على بريد رئيس الحكومة وبفرضه معادلة «جغرافية» جديدة على العمل الحكومي بتخصيص مكتب لنائب رئيس الحكومة وللسكرتاريا داخل السراي خلافا «للعرف» السياسي والجغرافي الذي حكم «مكان إقامة» دولة نائب رئيس مجلس الوزراء طوال حكومات ما بعد الطائف.
وتقول اوساط مقربة من العماد عون «سيكون هناك سعي حثيث لإقرار نظام داخلي لمجلس الوزراء يحدد صلاحيات نائب الرئيس لوضع حد للاستباحة المنظمة لهذا المنصب، مع العلم ان هذه الاستباحة طالت لفترة طويلة الرئاسة الاولى وما زال الداخل اللبناني يعيش تداعياتها حتى اليوم».
وتضيف الاوساط «المكان الطبيعي لنائب رئيس الحكومة هو السراي الحكومي، وهذه البداية في مشروع استعادة صلاحيات هذا المنصب الذي هو حق من حقوق الطائفة الارثوذكسية».
هذه صورة للازمة السنة في لبنان... لا قياداتهم السياسية تمثلهم بحق.. ولا يستطيعون اضعافهم والوقوف مع الاخرين...لان الاخرين لا يريدون الا شرا والطائفية تلبسهم من راسهم لاخمص قدميهم
---
ملاك عقيل -
جاء إعلان النائب ميشال عون عن وجود «مشكلة» بين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ونائبه اللواء عصام ابو جمرا حول «حقوق» نائب رئيس مجلس الوزراء مغلفا بلهجة تحذيرية من مغبة الاستمرار في سياسة «تجاهل» هذا المنصب بما يعنيه من «ثقل» معارض اولا وما يعكسه من تمثيل ارثوذكسي مفترض في حكومة العهد الاولى.
«تحذير» الجنرال لم يكن مفاجئا لرئيس الحكومة ولا «لتيار المستقبل» او للقوى التي تدور في فلك 14 آذار.
في ميزان هؤلاء ان عمر الحكومة القصير سيكون «مشحونا» بجرعات من «التعطيل المنظم» بدأت بوادره مع التصويب «المدروس» على رحلات الرئيس فؤاد السنيورة الى الخارج وتصنيفها في خانة تجاوز الرئاسة الاولى ولن تنتهي، برأي هؤلاء، في النفخ في بوق تضخيم صلاحيات نائب رئيس الحكومة وصولا الى جعله مشاركا على قدم المساواة في صلاحيات رئاسة الحكومة.
برأي مصدر اكثري «اي نوع من المطالبات من جانب اي جهة هو مفتوح للنقاش من ضمن المؤسسات.
لكن مسألة منصب نائب رئيس الحكومة يحكمها واقع ان هذا المنصب غير منصوص عليه في الدستور وبالتالي هناك من يتحدث عن المطالبة او استعادة صلاحيات هي غير موجودة اساسا في الدستور ولا في اي نص آخر».
وينطلق المصدر من هذا «التوضيح» ليؤكد ان هذه المطالبة تندرج في سياق انتخابي سياسي «واذا كانوا يتحدثون عن العرف فهناك عرف في الممارسة ايضا من خارج نطاق القصر الحكومي على ايام عصام فارس وميشال المر.
واثارة هذه المسألة في فترة التسعة اشهر الفاصلة عن موعد الانتخابات النيابية لا تبدو مجدية في هذه المرحلة، كما يقول المصدر «طالما ان هناك ملفات طارئة كثيرة ينتظر البت بها.
وفي مطلق الاحوال يجدر بحث خلفية هذه المطالبة ودرس جدوى استحداث هذا المنصب في متن الدستور او ضمن نظام داخلي جديد لمجلس الوزراء وتأثيره على الممارسة السياسية، علما ان هناك نظاماً داخلياً للمجلس غير مطور وموجود لدى الامانة العامة لمجلس الوزراء وهو لا ينص على وجود هذا المنصب».
كثيرة هي الحالات التي اثيرت فيها قضية موقع وصلاحيات نائب الرئيس ودائما كانت الخلفية سياسية بامتياز.
في 29 نيسان 2002 اثار غياب رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري عن جلسة مجلس النواب، وكانت مخصصة للمناقشة والاستجواب وتكليفه نائبه عصام فارس تمثيله في الجلسة، جدلا واسعا حول دستورية انعقاد الجلسة في غيابه.
في آذار من العام 2000 اثار الرئيس سليم الحص زوبعة عندما امتنع عن توقيع مرسومي تنفيذ الاعدام بقاتلين «لأسباب وجدانية» تاركا لنائبه ميشال المر توقيعهما.
والثابتة الاكيدة ان «العهد الحريري» شهد الكثير من المد والجزر في ما يتعلق بصلاحية نائب رئيس مجلس الوزراء وجوهر الازمة كان يختصر دوما بمحاولة ضبط واستيعاب «التسونامي الحكومي» الذي كان يمثله رفيق الحيري آنذاك.
اليوم لا يختلف المشهد كثيرا.
يسعى العماد عون وحلفاؤه الى كسر «الاحتكار الحكومي» الذي يمثله الرئيس، وليس حديث الجنرال عن «اوتيل» السراي الذي تقام فيه الحفلات الكبرى والاعراس والكشف عن عدم وجود مكتب ولا سكريتاريا «لدولة الرئيس» عصام ابو جمرا سوى محاولة لفرض امر واقع جديد في الممارسة الحكومية لن يكون بمقدور السنيورة تجاهل وجوده.
يتمسك المطالبون «بتثبيت» صلاحيات نائب رئيس الحكومة بسوابق عدة حصلت في الماضي تعطي مشروعية لهذه المطالبة منها تلك التي تحدث عنها عون عام 1972 على عهد الرئيس صائب سلام.
عام 1958 اصدر الرئيس كميل شمعون قبل انتهاء ولايته مرسوما عهد بموجبه للوزير (السني) خليل الهبري بمهمات رئاسة الحكومة «بناء على تغيب السيد سامي الصلح.
في عهد الرئيس سليمان فرنجية وعلى اثر استقالة نائب رئيس مجلس الوزراء غسان تويني من اول حكومة شكلها الرئيس صائب سلام تم تعيين وزير المال الياس سابا نائبا لرئيس مجلس الوزراء، ومن ثم صدر المرسوم الرقم 2525 وبموجبه عهد «الى الدكتور سابا بمهام رئاسة مجلس الوزراء بالوكالة عند غياب رئيس مجلس الوزراء الاصيل في الخارج».
وبعد تعيين الدكتور سابا رئيس مجلس الوزراء بالوكالة صدرت مراسيم عدة تحمل توقيع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بالوكالة.
في الواقع لم ينص الدستور اللبناني لا قبل تعديله عام 1990 ولا بعده على منصب نائب رئيس مجلس الوزراء.
انشئ هذا المنصب للمرة الاولى في مرسوم تأليف الوزارة التي شكلها احمد الداعوق في 1 كانون الاول 1941 وأسند الى وزير ارثوذكسي هو فيليب بولس.
ومنذ ذلك الحين نشأ تقليد على اسناد هذا المنصب الى احد الوزراء الارثوذكس لارضاء الطائفة الارثوذكسية بعدما كانت قد وزعت المناصب الثلاثة العليا في الدولة على الطوائف الثلاث الكبرى.
تقول اوساط دستورية انه بعد التعديل الدستوري عام 1990 الذي كرس صلاحيات رئيس مجلس الوزراء «العرفية» لم يعد من الجائز لرئيس مجلس الوزراء تفويض صلاحياته الى نائبه او الى اي وزير آخر لأنه لا يحق له ان يفوض صلاحياته الدستورية الى شخص آخر دون وجود نص دستوري صريح وواضح، وتضيف الاوساط ان النظام الداخلي لمجلس الوزراء لا يمكن ان يحدد صلاحيات نائب الرئيس لأن الدستور لم ينص اصلا على هذا المنصب، ولا يجوز المقارنة بينه وبين منصب نائب رئيس مجلس النواب لأن هذا المنصب تنص عليه المادة 44 من الدستور.
وبغض النظر عن الجانب الدستوري من المسألة فإن «أزمة السراي» ستكون مفتوحة على ما يبدو على كافة الاحتمالات خصوصا ان العماد عون وفق مصادر مطلعة قد فتح هذا الملف جديا تحت شعار «ان السراي ليس ملكاً للسنيورة»، وقد اثار رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» امورا مستجدة ضمن اطار هذا الملف يبدو انها لاقت صدى سلبيا في اوساط السراي وذلك بتأكيده ضرورة اطلاع ابو جمرا على بريد رئيس الحكومة وبفرضه معادلة «جغرافية» جديدة على العمل الحكومي بتخصيص مكتب لنائب رئيس الحكومة وللسكرتاريا داخل السراي خلافا «للعرف» السياسي والجغرافي الذي حكم «مكان إقامة» دولة نائب رئيس مجلس الوزراء طوال حكومات ما بعد الطائف.
وتقول اوساط مقربة من العماد عون «سيكون هناك سعي حثيث لإقرار نظام داخلي لمجلس الوزراء يحدد صلاحيات نائب الرئيس لوضع حد للاستباحة المنظمة لهذا المنصب، مع العلم ان هذه الاستباحة طالت لفترة طويلة الرئاسة الاولى وما زال الداخل اللبناني يعيش تداعياتها حتى اليوم».
وتضيف الاوساط «المكان الطبيعي لنائب رئيس الحكومة هو السراي الحكومي، وهذه البداية في مشروع استعادة صلاحيات هذا المنصب الذي هو حق من حقوق الطائفة الارثوذكسية».