fakher
08-20-2008, 09:09 AM
بعد مرور يوم واحد فقط، على إعلان التفاهم بين حزب الله ومجموعة من السلفيين، أعلن «الشهالان» الشيخان حسن وداعي الإسلام، بعد اجتماع تشاوري للمشايخ السلفيين في طرابلس، تجميد وثيقة التفاهم «لدراستها مع أهل العلم والدراية من أبناء الدعوة السلفية»، والتوافق على أن «تتوقف فوراً الحملات والسجالات الإعلامية كلها بين أصحاب الوثيقة ومخالفيهم لجمع الصف ولمّ الشمل للطائفة السنية عامة». وأوضح حسن الشهال أن التجميد لا يعني إلغاء الوثيقة بالكامل.
وكانت الحملة على الوثيقة قد تواصلت أمس وخصوصاً من تيار المستقبل، الذي هاجم 3 من نوابه، ومن دار الفتوى، هذه الوثيقة تحت عنوان «عدم التكافؤ»، فطالب مصطفى هاشم بدخول البيوت من أبوابها ومع من «يمثل تمثيلاً صحيحاً»، فيما رأى عزام دندشي أن الاتفاق يكون مع المرجعية الدينية وهي دار الفتوى «بالتفاهم مع المرجعية السياسية التي يرأسها» النائب سعد الحريري، وأعرب محمود المراد عن خشيته من أن يكون التفاهم «مقدمة لفتنة جديدة»، متهماً حزب الله بأنه «يحاول زرع زعماء في كل قرية وكل بلدة ويحاول الدخول على كل الطوائف».
وكرر النائب سمير الجسر، في حديث تلفزيوني، نفيه أن يكون موقّعو الوثيقة من السلفيين قد وضعوا الحريري في جو الاتفاق، وقال إن تيار المستقبل لم يتبنّ الوثيقة «لأنه لا يحبذ هذه الاتفاقات الثنائية، لأن أثرها لغاية الآن كان سلبياً». ورداً على سؤال، قال: «لا أستطيع اتهام حزب الله في انفجار طرابلس، ففي أي جريمة يتم دائماً التفتيش عن المستفيد منها وعن المتضرر، وإذا فرضنا أن حزب الله مستفيد، فهو ليس المستفيد الوحيد، والإشارة إليه وحيداً تشكل استباقاً لعملية التحقيق».
وإذ قال الأمين العام للجماعة الإسلاميّة الشيخ فيصل المولوي إنه «لا يمكن أحداً أن يعارض تفاهماً يرمي إلى رفض الفتنة والتعاون في مواجهة المشروع الصهيوني الأميركي»، رأى أن هذا التفاهم «كان التفافاً حول الموضوع لإفراغه من أي مضمون، فهناك فتنة حقيقية بين حزب الله وأكثر اللبنانيين، وخاصة المسلمين السنة، وإن محاربة هذه الفتنة لا تكون إلا بدخول البيوت من أبوابها».
لكن في المقابل، كان التفاهم قد استقبل بترحيب كبير ومتنوّع، وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، بعد لقائه وفداً من اللقاء الوطني العكاري، أن الحزب مدّ يده إلى الجميع، وأن التفاهم «ورد في مضمونه ما لا يرفضه عاقل»، داعياً منتقديه «إلى البحث عن سبل للتعاون والوحدة». وقال: «لن نقفل باب التفاهم مع أحد، ولن يكون أي تفاهم على حساب أحد، فلكل خطوة إيجابية في الوحدة والتعاون ما يحيط بها من مستلزمات وواجبات بما لا يمنع من التلاقي مع الجميع على قواعد الوحدة والمقاومة ومصالح الناس في قيام الدولة القوية والعادلة».
ورأى الرئيس سليم الحص، في التفاهم، «محاولة جدية وعزيزة لانتزاع فتيل الفتنة المدمرة التي تهدد المجتمع بأوخم العواقب»، معتبراً أن «إجهاض مشاريع الفتنة التي تحاك لمجتمعنا من أعدائه، هو هدف نبيل وسام». وتمنى «أن تعطى هذه المحاولة الفرصة الكاملة، فلا تثار من حولها التحفظات»، داعياً من يتحفّظ عليها إلى «أن يجهر بمشروع البديل لتدارك الفتنة».
وبعد جولة تفقدية لجرحى متفجرة طرابلس، قال الرئيس نجيب ميقاتي إنه ينشد ثلاث أولويات «في هذه الوثيقة وفي غيرها، هي: الحفاظ على سلامة طرابلس، تحريم الدم، ووأد الفتنة. وقد فهمت من الوثيقة أنها تؤمن هذه العناصر الثلاثة، مع المحافظة على خصوصية كل فريق ومبادئه»، لذلك رأى وجوب تثمين هذا الاتفاق وتثبيت حقيقة مضامينه «وإن يكون اتفاقاً حقيقياً لا مجرد مناورة».
ورحب المرجع السيد محمد حسين فضل الله، بـ«أي سعي جدي لمواجهة الجماعات والحركات والتوجهات التكفيرية وصناع الأساطير والخرافات ومنتجي الغلو والتطرف داخل الساحة الإسلامية السنية والشيعية»، داعياً إلى «التعامل مع هذا التقارب بروح إيجابية حتى لا تبقى اللقاءات مجرد كلمات كتبت أو مواقف صدرت».
ومن عين التينة، أعلن النائب السابق ناصر قنديل دعمه وتأييده للتفاهم الذي أمل أن يلقى «قبولاً لدى أوسع الشرائح اللبنانية، وأن يكون نقطة بداية لتعميم ثقافة الوفاق وثقافة الحوار على ثقافة التنابذ والفتنة». كذلك رحب به رئيس جبهة العمل الإسلامي فتحي يكن، قائلاً: «هذا هو الموقع الطبيعي والموقف الأصيل الذي يجب أن يكون عليه السنة والشيعة وغيرهم من الطوائف في لبنان وفي كل مكان». ومن منزل الرئيس عمر كرامي، هنأ بالوثيقة أيضاً، الشيخ خالد عثمان الذي زار كرامي على رأس وفد من اتحاد بيروت الكرامة، ورئيس تجمع الإصلاح والتقدم خالد الداعوق.
كذلك أشاد بالخطوة، رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، معتبراً أنها «تعيد تأكيد أهمية ووظيفة المجتمع الأهلي في إرساء شبكة من الأمان السياسي والاجتماعي»، ووصف الأمين العام لـ«حركة التوحيد الإسلامي» الشيخ بلال سعيد شعبان، ما حصل بأنه «لقاء تاريخي وخطوة جريئة وشجاعة وجبارة، وتساهم إلى حد كبير في تحقيق معاني الوحدة الحقيقية بين المسلمين».
وأمل الشيخ محمود الجشي، بعد زيارته ووفداً من الهيئة الإسلامية الفلسطينية للرعاية والإرشاد لمسؤول حزب الله في الجنوب الشيخ نبيل قاووق، أن «يكون اتفاقاً مخلصاً صادقاً، لتكون البنية الإسلامية بين أبناء الأمة الواحدة على طريق التكامل والتصافي». كما أثنى على الوثيقة لقاء العلماء والدعاة في المنية ، واللقاء الإسلامي الوحدوي، وعدد من رجال الدين الشيعة والسنة.
المصدر: جريدة الأخبار
وكانت الحملة على الوثيقة قد تواصلت أمس وخصوصاً من تيار المستقبل، الذي هاجم 3 من نوابه، ومن دار الفتوى، هذه الوثيقة تحت عنوان «عدم التكافؤ»، فطالب مصطفى هاشم بدخول البيوت من أبوابها ومع من «يمثل تمثيلاً صحيحاً»، فيما رأى عزام دندشي أن الاتفاق يكون مع المرجعية الدينية وهي دار الفتوى «بالتفاهم مع المرجعية السياسية التي يرأسها» النائب سعد الحريري، وأعرب محمود المراد عن خشيته من أن يكون التفاهم «مقدمة لفتنة جديدة»، متهماً حزب الله بأنه «يحاول زرع زعماء في كل قرية وكل بلدة ويحاول الدخول على كل الطوائف».
وكرر النائب سمير الجسر، في حديث تلفزيوني، نفيه أن يكون موقّعو الوثيقة من السلفيين قد وضعوا الحريري في جو الاتفاق، وقال إن تيار المستقبل لم يتبنّ الوثيقة «لأنه لا يحبذ هذه الاتفاقات الثنائية، لأن أثرها لغاية الآن كان سلبياً». ورداً على سؤال، قال: «لا أستطيع اتهام حزب الله في انفجار طرابلس، ففي أي جريمة يتم دائماً التفتيش عن المستفيد منها وعن المتضرر، وإذا فرضنا أن حزب الله مستفيد، فهو ليس المستفيد الوحيد، والإشارة إليه وحيداً تشكل استباقاً لعملية التحقيق».
وإذ قال الأمين العام للجماعة الإسلاميّة الشيخ فيصل المولوي إنه «لا يمكن أحداً أن يعارض تفاهماً يرمي إلى رفض الفتنة والتعاون في مواجهة المشروع الصهيوني الأميركي»، رأى أن هذا التفاهم «كان التفافاً حول الموضوع لإفراغه من أي مضمون، فهناك فتنة حقيقية بين حزب الله وأكثر اللبنانيين، وخاصة المسلمين السنة، وإن محاربة هذه الفتنة لا تكون إلا بدخول البيوت من أبوابها».
لكن في المقابل، كان التفاهم قد استقبل بترحيب كبير ومتنوّع، وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، بعد لقائه وفداً من اللقاء الوطني العكاري، أن الحزب مدّ يده إلى الجميع، وأن التفاهم «ورد في مضمونه ما لا يرفضه عاقل»، داعياً منتقديه «إلى البحث عن سبل للتعاون والوحدة». وقال: «لن نقفل باب التفاهم مع أحد، ولن يكون أي تفاهم على حساب أحد، فلكل خطوة إيجابية في الوحدة والتعاون ما يحيط بها من مستلزمات وواجبات بما لا يمنع من التلاقي مع الجميع على قواعد الوحدة والمقاومة ومصالح الناس في قيام الدولة القوية والعادلة».
ورأى الرئيس سليم الحص، في التفاهم، «محاولة جدية وعزيزة لانتزاع فتيل الفتنة المدمرة التي تهدد المجتمع بأوخم العواقب»، معتبراً أن «إجهاض مشاريع الفتنة التي تحاك لمجتمعنا من أعدائه، هو هدف نبيل وسام». وتمنى «أن تعطى هذه المحاولة الفرصة الكاملة، فلا تثار من حولها التحفظات»، داعياً من يتحفّظ عليها إلى «أن يجهر بمشروع البديل لتدارك الفتنة».
وبعد جولة تفقدية لجرحى متفجرة طرابلس، قال الرئيس نجيب ميقاتي إنه ينشد ثلاث أولويات «في هذه الوثيقة وفي غيرها، هي: الحفاظ على سلامة طرابلس، تحريم الدم، ووأد الفتنة. وقد فهمت من الوثيقة أنها تؤمن هذه العناصر الثلاثة، مع المحافظة على خصوصية كل فريق ومبادئه»، لذلك رأى وجوب تثمين هذا الاتفاق وتثبيت حقيقة مضامينه «وإن يكون اتفاقاً حقيقياً لا مجرد مناورة».
ورحب المرجع السيد محمد حسين فضل الله، بـ«أي سعي جدي لمواجهة الجماعات والحركات والتوجهات التكفيرية وصناع الأساطير والخرافات ومنتجي الغلو والتطرف داخل الساحة الإسلامية السنية والشيعية»، داعياً إلى «التعامل مع هذا التقارب بروح إيجابية حتى لا تبقى اللقاءات مجرد كلمات كتبت أو مواقف صدرت».
ومن عين التينة، أعلن النائب السابق ناصر قنديل دعمه وتأييده للتفاهم الذي أمل أن يلقى «قبولاً لدى أوسع الشرائح اللبنانية، وأن يكون نقطة بداية لتعميم ثقافة الوفاق وثقافة الحوار على ثقافة التنابذ والفتنة». كذلك رحب به رئيس جبهة العمل الإسلامي فتحي يكن، قائلاً: «هذا هو الموقع الطبيعي والموقف الأصيل الذي يجب أن يكون عليه السنة والشيعة وغيرهم من الطوائف في لبنان وفي كل مكان». ومن منزل الرئيس عمر كرامي، هنأ بالوثيقة أيضاً، الشيخ خالد عثمان الذي زار كرامي على رأس وفد من اتحاد بيروت الكرامة، ورئيس تجمع الإصلاح والتقدم خالد الداعوق.
كذلك أشاد بالخطوة، رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، معتبراً أنها «تعيد تأكيد أهمية ووظيفة المجتمع الأهلي في إرساء شبكة من الأمان السياسي والاجتماعي»، ووصف الأمين العام لـ«حركة التوحيد الإسلامي» الشيخ بلال سعيد شعبان، ما حصل بأنه «لقاء تاريخي وخطوة جريئة وشجاعة وجبارة، وتساهم إلى حد كبير في تحقيق معاني الوحدة الحقيقية بين المسلمين».
وأمل الشيخ محمود الجشي، بعد زيارته ووفداً من الهيئة الإسلامية الفلسطينية للرعاية والإرشاد لمسؤول حزب الله في الجنوب الشيخ نبيل قاووق، أن «يكون اتفاقاً مخلصاً صادقاً، لتكون البنية الإسلامية بين أبناء الأمة الواحدة على طريق التكامل والتصافي». كما أثنى على الوثيقة لقاء العلماء والدعاة في المنية ، واللقاء الإسلامي الوحدوي، وعدد من رجال الدين الشيعة والسنة.
المصدر: جريدة الأخبار