fakher
08-19-2008, 11:04 AM
الأهداف الحقيقية, لاتفاقية الشيعة مع السلفية
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ...
غصت بالأمس شاشات التلفزة المحلية والعربية والعالمية أيضاً بمشهد نادراً ما تراه, والحق يقال أنه لم يسبقه مثله, وأعتقد إن لم أكن أجزم أنه لن يلحق هذا المشهد مشهداً مماثلا في العصور القادمة,
هو ليس كسوفاً أو خسوفاً بل هو لقاء بين سلفيين وهم المصنفون عالمياً بالـ"أصوليين - متطرفين - متشددين - إرهابيين ألخ ..." وحزب الله الذي يعتبر من الأحزاب الأصولية المتشددة لدى الشيعة الاثنا عشرية.
فإذا كان حزب الله معروفاً لدى القارئ ولدى الإعلام بتركيبته التنظيمية وبمؤسساته المتنوعة وبمرجعيته الفقهية فإن من الصعب معرفة المرجعية العلمية أو المادية لدى أي طرف يدعي السلفية سواء في لبنان أو خارجه, فالسلفية في الأساس قائمة على الاقتداء بما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونبذ العصبية للمذهب (الحنفي - المالكي - الشافعي - الحنبلي) والتمسك بالكتاب والسنة على منهج سلف الأمة.
وبالتالي فإن مدعي السلفية في هذا الزمان كثر, وكل طرف لا يعترف للآخر بسلفيته التي يطبقها حسب منظوره (.....), حتى لو تطابقت المدارس والمراجع, فالسلفية على حد قول مدعيها هي أن لا تتقيد بمرجع أو بكلام عالم أو بفتوى مفتٍ ...
وفي العودة الى ما شاهدناه بالأمس فإن المعلومات الأولية السابقة والحالية تقول بأن للسلفية رؤوس متعددة هذا إذا لم يكن كل سلفي بحد ذاته يشكل مرجعاً لنفسه, ولكن ما هو معلوم أن أموراً كثيرة باتت تجمع السلفيين أو من يسمون أنفسهم بالسلفيين لعل أهمها الأزمات والمال وأخيراً السياسة.
أما الأزمات فهي الجامع لأصحاب العقل والنوايا الصادقة, وهذا ما يندر ليس فقط عند السلفيين بل عند الآخرين من الجماعات والحركات الإسلامية, ودائماً نقول سواء في لبنان أو خارجه, لأن لبنان ما هو الا صورة مصغرة وجامعة لحال الأمة الإسلامية ...
بقي الحديث عن المال والسياسة وما يشكلان عند السلفيين, لا شك أنهما عنصرا إغراء وإغواء خصوصاً إذا كان المال مصدره سفارة دولة خليجية ترافقه مظلة رضى أمريكية, ومن رضيت عليه أمريكا هذه الأيام فتحت له أبواب جنة الدنيا وغلقت عليه أبواب الإرهاب (التهمة التي تلاحق السلفيين أينما حلوا).
في لبنان أنواع كثيرة من السلفية, منها ما هو حديث متكيف ومتغير متقلب مع تقلبات أسعار النفط العالمية ومنها ما هو ثابت مهمش يُستغل عند أي موسم أو قطاف ...
أترك لك عزيزي القارئ محاولة معرفة نوع السلفية التي ظهرت على وسائل الإعلام بالأمس, هم أنفسهم من غازل قبل سنتين "العماد ميشال عون" وطلب منه الترشح عن مقعد طرابلس لدعمه, ثم عادوا في اليوم التالي ليتراجعوا عن الدعوة ويدينوا بالطاعة والولاء للشيخ سعد الحريري بعد أن وصلتهم الرسالة الغير مشفرة من السفارة الخليجية ...
وهم أنفسهم من ملأ الساحة السنية في طرابلس والبقاع بمنشورات ومطبوعات ضد حزب الله والشيعة وتذكر بتاريخ ابن العلقمي والصفويين وتشير الى ما يجري في العراق وما يفعله الشيعة "الروافض" بإخواننا من أهل السنة والجماعة ...
وهم من علت أصواتهم على المنابر تحذيراً من مخطط الشيعة وخطر حزب الله على السلم الأهلي وعلى أهل السنة في لبنان, وهم من كان يصدر البيانات تلو البيانات تأييداً للنهج السياسي الذي يمثله الشيخ سعد الحريري وللمرجعية الدينية المتمثلة بسماحة مفتي الجمهورية ...
نعم, هم أنفسهم ...
لكن ما الجديد؟! وما الذي استجد؟!
إن هؤلاء السلفيين بدكاكينهم وبأموالهم المغدوقة وغطائهم السياسي والأمني, يشكلون جزءاً من الحالة السلفية في لبنان, لكنهم لا يمثلونها كلها, بل إن أحدا لا يستطيع أن يدعي تمثيله للسلفية, وحتى أن الجزء الذي يمثله هؤلاء لا يتجاوز الـ20% من الحالة السلفية في لبنان, وهم كما أي تجمع إسلامي يعانون من عقدة التجمعات الإسلامية الأخرى سيما تلك التي يتشاركون معها في "الاسم" (السلفية), لذلك فإن الشيخ داعي الإسلام الشهال قد شكل حالة من الأرق لدى هؤلاء ولدى غيرهم بعدما ارتفعت أسهم الشيخ داعي إثر أحداث طرابلس والمواجهة التي حصلت مع جبل محسن, وتصدر الشيخ الشهال رغم الضغوطات لملف الموقوفين في سجن رومية ...
يمثل الشيخ داعي الإسلام الشهال الحالة المنافسة لأي طرف سلفي في لبنان, وليس من السهولة تجاوزه, فهو ابن عائلة كانت أول من حمل لواء الدعوة السلفية في لبنان, بالإضافة الى أن الشيخ داعي كانت له سابقة نقل الدعوة السلفية من المساجد الى المؤسسات والعمل التنظيمي عبر الجمعيات والمعاهد الشرعية التي انتشرت في معظم المحافظات اللبنانية, يضاف الى ذلك هو أن الشيخ داعي الإسلام الشهال محسوب على مدرسة السلفية العلمية وهي ذات المدرسة التي ينتمي لها سفر الحوالي وسلمان العودة وناصر العمر ومحمد سرور وغيرهم ممن يختلفون منهجاً وفكراً مع ما يعرف بالمداخلة (أتباع ربيع المدخلي الذي يعتبر حكام العرب والمسلمين ولاة أمر ولا يجوز الخروج عليهم حتى وإن حكموا بغير شريعة الله)
اذا هو صراع سلفية السلطة مع السلفية العلمية يتجلى بوضوح أمام عدسات الكاميرا اللبنانية,
ما جرى بالأمس كان الهدف منه إرسال رسالة داخلية الى ولي أمر المسلمين السنة في لبنان (الشيخ سعد الدين الحريري) مفادها أننا نحن الممثلون الحقيقيون للسلفية في لبنان وليس الشيخ داعي الإسلام الشهال الذي يحظى بتأييدك ودعمك, فقط لمواجهته للشيعة وحلفائهم, وباستطاعتنا قلب الطاولة واحداث خرق في الساحة ...
رسالة أخرى خارجية الى أرباب رزقهم في الخارج الذين تمعرت وجوههم واسودت قلوبهم حسداً وغيظاً كلما صعد نجم داعي الإسلام الشهال إعلامياً وكلما عرف به مقدم أخبار الجزيرة أو العربية على أنه "مؤسس التيار السلفي في لبنان", وكأن حالهم يقول: أين ذهبت ملايين الدولارات التي أنفقناها على بناء المدارس ووهبها للحكومة اللبنانية؟!!!!
------------
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ...
غصت بالأمس شاشات التلفزة المحلية والعربية والعالمية أيضاً بمشهد نادراً ما تراه, والحق يقال أنه لم يسبقه مثله, وأعتقد إن لم أكن أجزم أنه لن يلحق هذا المشهد مشهداً مماثلا في العصور القادمة,
هو ليس كسوفاً أو خسوفاً بل هو لقاء بين سلفيين وهم المصنفون عالمياً بالـ"أصوليين - متطرفين - متشددين - إرهابيين ألخ ..." وحزب الله الذي يعتبر من الأحزاب الأصولية المتشددة لدى الشيعة الاثنا عشرية.
فإذا كان حزب الله معروفاً لدى القارئ ولدى الإعلام بتركيبته التنظيمية وبمؤسساته المتنوعة وبمرجعيته الفقهية فإن من الصعب معرفة المرجعية العلمية أو المادية لدى أي طرف يدعي السلفية سواء في لبنان أو خارجه, فالسلفية في الأساس قائمة على الاقتداء بما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونبذ العصبية للمذهب (الحنفي - المالكي - الشافعي - الحنبلي) والتمسك بالكتاب والسنة على منهج سلف الأمة.
وبالتالي فإن مدعي السلفية في هذا الزمان كثر, وكل طرف لا يعترف للآخر بسلفيته التي يطبقها حسب منظوره (.....), حتى لو تطابقت المدارس والمراجع, فالسلفية على حد قول مدعيها هي أن لا تتقيد بمرجع أو بكلام عالم أو بفتوى مفتٍ ...
وفي العودة الى ما شاهدناه بالأمس فإن المعلومات الأولية السابقة والحالية تقول بأن للسلفية رؤوس متعددة هذا إذا لم يكن كل سلفي بحد ذاته يشكل مرجعاً لنفسه, ولكن ما هو معلوم أن أموراً كثيرة باتت تجمع السلفيين أو من يسمون أنفسهم بالسلفيين لعل أهمها الأزمات والمال وأخيراً السياسة.
أما الأزمات فهي الجامع لأصحاب العقل والنوايا الصادقة, وهذا ما يندر ليس فقط عند السلفيين بل عند الآخرين من الجماعات والحركات الإسلامية, ودائماً نقول سواء في لبنان أو خارجه, لأن لبنان ما هو الا صورة مصغرة وجامعة لحال الأمة الإسلامية ...
بقي الحديث عن المال والسياسة وما يشكلان عند السلفيين, لا شك أنهما عنصرا إغراء وإغواء خصوصاً إذا كان المال مصدره سفارة دولة خليجية ترافقه مظلة رضى أمريكية, ومن رضيت عليه أمريكا هذه الأيام فتحت له أبواب جنة الدنيا وغلقت عليه أبواب الإرهاب (التهمة التي تلاحق السلفيين أينما حلوا).
في لبنان أنواع كثيرة من السلفية, منها ما هو حديث متكيف ومتغير متقلب مع تقلبات أسعار النفط العالمية ومنها ما هو ثابت مهمش يُستغل عند أي موسم أو قطاف ...
أترك لك عزيزي القارئ محاولة معرفة نوع السلفية التي ظهرت على وسائل الإعلام بالأمس, هم أنفسهم من غازل قبل سنتين "العماد ميشال عون" وطلب منه الترشح عن مقعد طرابلس لدعمه, ثم عادوا في اليوم التالي ليتراجعوا عن الدعوة ويدينوا بالطاعة والولاء للشيخ سعد الحريري بعد أن وصلتهم الرسالة الغير مشفرة من السفارة الخليجية ...
وهم أنفسهم من ملأ الساحة السنية في طرابلس والبقاع بمنشورات ومطبوعات ضد حزب الله والشيعة وتذكر بتاريخ ابن العلقمي والصفويين وتشير الى ما يجري في العراق وما يفعله الشيعة "الروافض" بإخواننا من أهل السنة والجماعة ...
وهم من علت أصواتهم على المنابر تحذيراً من مخطط الشيعة وخطر حزب الله على السلم الأهلي وعلى أهل السنة في لبنان, وهم من كان يصدر البيانات تلو البيانات تأييداً للنهج السياسي الذي يمثله الشيخ سعد الحريري وللمرجعية الدينية المتمثلة بسماحة مفتي الجمهورية ...
نعم, هم أنفسهم ...
لكن ما الجديد؟! وما الذي استجد؟!
إن هؤلاء السلفيين بدكاكينهم وبأموالهم المغدوقة وغطائهم السياسي والأمني, يشكلون جزءاً من الحالة السلفية في لبنان, لكنهم لا يمثلونها كلها, بل إن أحدا لا يستطيع أن يدعي تمثيله للسلفية, وحتى أن الجزء الذي يمثله هؤلاء لا يتجاوز الـ20% من الحالة السلفية في لبنان, وهم كما أي تجمع إسلامي يعانون من عقدة التجمعات الإسلامية الأخرى سيما تلك التي يتشاركون معها في "الاسم" (السلفية), لذلك فإن الشيخ داعي الإسلام الشهال قد شكل حالة من الأرق لدى هؤلاء ولدى غيرهم بعدما ارتفعت أسهم الشيخ داعي إثر أحداث طرابلس والمواجهة التي حصلت مع جبل محسن, وتصدر الشيخ الشهال رغم الضغوطات لملف الموقوفين في سجن رومية ...
يمثل الشيخ داعي الإسلام الشهال الحالة المنافسة لأي طرف سلفي في لبنان, وليس من السهولة تجاوزه, فهو ابن عائلة كانت أول من حمل لواء الدعوة السلفية في لبنان, بالإضافة الى أن الشيخ داعي كانت له سابقة نقل الدعوة السلفية من المساجد الى المؤسسات والعمل التنظيمي عبر الجمعيات والمعاهد الشرعية التي انتشرت في معظم المحافظات اللبنانية, يضاف الى ذلك هو أن الشيخ داعي الإسلام الشهال محسوب على مدرسة السلفية العلمية وهي ذات المدرسة التي ينتمي لها سفر الحوالي وسلمان العودة وناصر العمر ومحمد سرور وغيرهم ممن يختلفون منهجاً وفكراً مع ما يعرف بالمداخلة (أتباع ربيع المدخلي الذي يعتبر حكام العرب والمسلمين ولاة أمر ولا يجوز الخروج عليهم حتى وإن حكموا بغير شريعة الله)
اذا هو صراع سلفية السلطة مع السلفية العلمية يتجلى بوضوح أمام عدسات الكاميرا اللبنانية,
ما جرى بالأمس كان الهدف منه إرسال رسالة داخلية الى ولي أمر المسلمين السنة في لبنان (الشيخ سعد الدين الحريري) مفادها أننا نحن الممثلون الحقيقيون للسلفية في لبنان وليس الشيخ داعي الإسلام الشهال الذي يحظى بتأييدك ودعمك, فقط لمواجهته للشيعة وحلفائهم, وباستطاعتنا قلب الطاولة واحداث خرق في الساحة ...
رسالة أخرى خارجية الى أرباب رزقهم في الخارج الذين تمعرت وجوههم واسودت قلوبهم حسداً وغيظاً كلما صعد نجم داعي الإسلام الشهال إعلامياً وكلما عرف به مقدم أخبار الجزيرة أو العربية على أنه "مؤسس التيار السلفي في لبنان", وكأن حالهم يقول: أين ذهبت ملايين الدولارات التي أنفقناها على بناء المدارس ووهبها للحكومة اللبنانية؟!!!!
------------