fakher
08-18-2008, 11:58 AM
نحرم وندين اي اعتداء من اي مجموعة مسلمة على اي مجموعة مسلمة اخرى
التفاهم لمنع الفتنة بين المسلمين وتعزيز السلم الاهلي والعيش المشترك
السعي بجد وجهد للقضاء على الفكر التكفيري الموجود عند السنة والشيعة
وطنية -18/8/2008 (سياسة) وقع رئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد ابراهيم امين السيد، والداعية حسن الشهال عن "التيارات السلفية" في لبنان، وثيقة تفاهم لتنظيم العلاقة بين الطرفين وتنفيس الاحتقان في الساحة الاسلامية.شددت على تحريم دم المسلم على المسلم والعمل على منع الفتنة والتحريض ومواجهة المشروع الاميركي - الصهيوني والقضاء على الفكر التكفيري بين السنة والشيعة وتشكيل لجان مشتركة لضبط النقاش وادارة الخلاف.
وكان الطرفان عقدا قبل ظهر اليوم لقاء في فندق "السفير" اطلقا خلاله وثيقة التفاهم وحضره عن"حزب الله" اضافة الى السيد ابراهيم امين السيد، اعضاء المجلس السياسي: الشيخ عبد المجيد عمار، الشيخ شفيق جرادي، الشيخ خضر نور الدين، الدكتور حسين رحال، الحاج حسن حدرج، الحاج محمود القماطي، الحاج محمد صالح، الحاج احمد درة، السيد عاطف الموسوي، فيما حضر عن التيار السفلي ممثله الشيخ حسن الشهال وممثلون عن: معهد الدعوة والارشاد، دعوة الايمان والعدل والاحسان، وقف التراث الاسلامي، جمعية الاخوة للانماء والتربية، جمعية التوعية للانماء والتربية، وقف الخير الاسلامي(الضنية)، تجمع سنابل الخير(عكار)، رئيس مجلس امناء وقف التراث الاسلامي الشيخ صفوان الزعبي، الدكتور محمد عبد الغني، الدكتور بشار العجل، الشيخ علي الشيخ، الشيخ امين ابراهيم، الشيخ محمد الزعبي، الشيخ طارق بكراكي، الشيخ عامر الزاخوري، الشيخ محمد العويد، الشيخ جمال شحادة، الشيخ عبد الغفار الزعبي، الشيخ عبد المجيد المحمد، الشيخ سامر شحود، الشيخ عمر مشهور، الشيخ عمر حيدر، الدكتور خالد الخير.
الشهال
واستهل اللقاء بكلمة للداعية الشهال قال فيها:"ايمانا منا بالمنهج الاسلامي السلفي الصحيح احببنا في هذه الخطوة ان نوضح بان السلفية منهج اسلامي علمي اصيل يدعو الى الوفاق والسلام والمصالحة وانها الاسلام نفسه الذي هو رحمة للعالمين للمسلم والكافر والجماد وكل الكائنات وان هذا الكون يحتمل الخلاف وان وجود هذا الخلاف لا يعني انتهاء الكون بل هي سنة الله في خلقه ولو اراد غير ذلك لكان".
اضاف: "ان الاحداث التي حصلت في عاصمتنا الحبيبة بيروت واهلها الاعزاء الكرماء الذين لم يأخذوا حقهم حتى الان وكذلك ماحصل في بقية المناطق اللبنانية تطور بشكل سلبي خطير وجدنا انه لو استمر على هذه الحال لاحترق لبنان بنار الفتنة الطائفية واكتوى بلظى الحرب الاهلية التي لم يتعاف منها حتى الان، لذلك توجهنا الى قيادة حزب الله بالنصيحة فوجدنا منهم كل اذان صاغية وتجاوب مشكور يدل على الجرأة في التعاطي والارادة الكبيرة في اصلاح ما افسدته الاحداث الاخيرة، ونحن ندعوهم الى مواصلة هذه المسيرة في حل سياسي شامل يحفظ لكل ذي حق حقه ويعيد لبنان الى دائرة الامان التي يتمناها الجميع وتسمح لنا بالحفاظ على هذا الوطن وبمواجهة عدو شرس يتربص بنا الدوائر ويتمنى لنا الخلاف".
واكد الشهال فيما خص الاطار السياسي "ان المرجعية السياسية تركت لتيار المستقبل، مؤكدا اننا لم نقدم على هذه الخطوة الا بالتنسيق معهم بل اكثر من ذلك نقول انهم لو عارضوا لم نكن لنقدم على هكذا خطوة لان مصيرها سيكون الفشل، موجها في هذا السياق الشكر للنائب سعد الحريري على تجاوبه التام معنا الذي يدل على محبته للخير وحرصه على الوفاق وكذلك نشكر الوزير السابق سمير الجسر على مواكبته لنا في هذه الخطوة التي وافقت ماعنده من حكمة واعتدال سياسي وخلق نفتقده في ايامنا هذه وخصوصا عند بعض السياسيين".
واكد الشهال "ان هذه الخطوة ليست محاولة لاختراق الساحة السنية يقوم بها حزب الله او انها تخل من هذه المجموعة السلفية عن عقيدتها ومنهجها ودفاعها عن اهل السنة في لبنان بل ان بنود هذه الوثيقة كما ستسمعون ليس فيها اي مخالفة شرعية او تنازل عن حق او تهاون بواجب، ونحن نريدها ان تكون نموذجا للتعايش بين المختلفين وان الخلاف لا يعني الالغاء وان بمثلها يحصر الخلاف ويطرد الشر واهله".
السيد
ثم كانت كلمة لرئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد ابراهيم امين السيد، اكد فيها "ان هذا التفاهم يكتسب اهميته في كونه خطوة تمثل وضعية ملائمة ولائقة مع التزاماتنا بعقيدتنا الاسلامية طبقا للاية الكريمة "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" ويجعلنا مؤهلين وقادرين اكثر على التوجه لتحقيق الكلمة السواء بين"اهل الكتاب" وتحقيق التعارف في العلاقات الانسانية، ويكتسب اهمية في كونه خطوة صحيحة وفي الاتجاه الصحيح والمنهجية الصحيحة لجهة الانطلاق لمعالجة الخلافات او الازمات من موقع التفاهم ولو المحدود وليس من موقع الخلاف هذه المنهجية تعني ان تحل عناصر خلافاتنا بالتفاهم لا ان تحاصرنا خلافاتنا".
اضاف:" تكتسب هذه الخطوة اهميتها في انها ان شاء الله تعالى ستدخل السرور والفرحة والسعادة الى كل المؤمنين والحريصين والعاملين على وحدة الكلمة خصوصا بين اتباع الدين الواحد، وفي الوقت عينه ستدخل الغيظ على قلوب اعدائنا الذين يعملون ليل نهار من اجل بث الفرقة والفتن والفوضى والنزاعات بيننا وعلى راسهم اميركا واسرائيل، وعلى قلوب اولئك الذي يعتاشون على التحريض والتفريق والتكفير ويبنون امجادهم السحت وبطولاتهم الزائفة بالتكفير والتمزيق والسباب والشتائم. واننا اذ نعبر عن احترامنا للاخوة الاعزاء وتقديرنا لجهودهم المباركة التي بذلوها بمسؤولية اسلامية عالية نؤكد انه ينتظرنا الكثير الكثير من الجهد والعمل واللقاء والحوارات التي من شانها ان تضيق مساحة الخلاف وتوسع مساحة التفاهم والاتفاق".
واكد انه" نتيجة هذا التفاهم سيتساقط كثير من الخلافات التي هي مجرد اشاعات وانطباعات خائطة وستنهار الخلافات التي هي نتاج حملات التحريض والتكفير وتبقى الخلافات التي لا بد من معالجتها وبحثها في اطارها العلمي وفي اطار من الحرص على ان لا نسمح للخلافات ولا بحثها من التسبب بالفرقة والتنازع".
وقال:" اننا نعلم ان هذا التفاهم سيواجه بكثير من التشويه والتوهين والتضعيف من قبل اعداء الامة من الخارج والداخل، لذا اننا نقدم عليه كخطوة مضيئة ورائدة وقائدة وشجاعة لشعوب امتنا في لبنان والعالمين العربي والاسلامي هذه الشعوب المؤمنة الطيبة التي تحتاج في مقاومتها للمحتلين والغزاة والغاصبين الى من يحمي ظهرها من اعدائها الذين يزرعون الفتن في كل مكان، نقدمه ونحن على يقين بان الله تعالة سيسدد ويوفق الى مافيه خير للاسلام والمسلمين".
واكد السيد "ان هذا التفاهم ليس موجها ضد احد وجوهره التفاهم والاتفاق، ويستحيل ان يكون هذا التفاهم ضد احد لانه حينما يكون ضد احد سيفقد جوهره واساسه" مشيرا الى انه خلال اللقاءات والحوارات مع التيار السلفي "وجدناانهم يملكون كل المسؤولية في ان يقدموا رايهم وملاحظاتهم وانتقاداتهم لكن نحن كنا منفتحين على كل الملاحظات وابدينا راينا ووجهت نظرنا في الاحداث التي مر بها لبنان وكنا منفتحين على كل الانتقادات التي كان بعضها قاسيا لكن قبلناها لاننا نعرف ان الذي ينتقدنا او يوجه لنا الملاحظات انما يوجهها من حرصه ومحبته وحفظ الموقف العام".
ودعا الجميع الى الاقتداء بهذه المنهجية في توجيه الملاحظات والانتقادات، وقال:" من موقع الحرص نقبل كل شيء ومن موقع الحب نقبل كل شيء ومن موقع الاخوة نقبل كل شيء.
نص وثيقة التفاهم
ثم تلا المستشار السياسي في وقف التراث الاسلامي الشيخ عبد الغفار الزعبي، نص وثيقة التفاهم وجاء فيها:" في ظل التحديات الجسام التي تتعرض لها امتنا العربية والاسلامية واخطرها اثارة النعرات الطائفية والمذهبية من اجل الانقضاض على المنطقة لنهب ثرواتها ومقدراتها خدمة لمصالح"اسرائيل" واميركا. وما يجري على الساحة اللبنانية من تداعيات سلبية تصب في مصلحة العدو الاسرائيلي لان اسرائيل تريد ان تاخذ من اللبنانيين ما لم تستطع ان تاخذه بقوة السلاح وبخاصة بعد حرب تموز، والتزاما بالواجب الاسلامي سعينا جاهدين لوأد الفتنة وحصر الخلاف بين السنة والشيعة ضمن الاطار العلمي الفكري الذي يتولاه العلماء من الطائفتين ويحظر على العامة الخوض فيه او العزف على اوتاره ومن اهم عناصر ادارة هذا الخلاف الحفاظ على خصوصية كل طائفة واحترام مبادئها ورموزها والالتزام التام باصول النقاش العلمي الهادىء وان التعبير الحاد عن الخلافات السياسية بين جميع الاطراف له تاثيراته وانعكاساته السلبية على عامة الناس وسائر الساحة اللبنانية عموما والساحة الاسلامية خصوصا".
على ماتقدم تم اللقاء بين قوى سلفية وقياديين من حزب الله وتم التوافق على البنود الاتية:
1 - انطلاقا من حرمة دم المسلم فاننا نحرم وندين اي اعتداء من اي مجموعة مسلمة على اي مجموعة مسلمة اخرى.
وفي حال تعرض اي مجموعة الى اعتداء فمن حقها اللجوء الى الوسائل المشروعة للدفاع عن نفسها.
2 - الامتناع عن التحريض وتهييج العوام لان ذلك يساهم في اذكاء نار الفتنة ويخرج القرار من ايدي العقلاء فيتحكم بالساحة السفهاء واعداء الامة لاسلامية.
3 - الوقوف في وجه المشروع الاميركي-الصهيوني الذي من ابرز ادواته اثارة الفتنة وتجزئة المجزأ وتقسيم المقسم.
4 - السعي بجد وجهد للقضاء على الفكر التكفيري الموجود عند السنة والشيعة لان تكفير عموم الشيعة مرفوض عند السلفيين وتكفير عموم السنة مرفوض عند حزب الله.
5 - في حال تعرض حزب الله او السلفيون لاي ظلم ظاهر وجلي من اطراف داخلية او خارجية على الطرف الاخر الوقوف معه بقوة وحزم ضمن المستطاع.
6 - تشكيل لجنة من كبار المشايخ في الدعوة السلفية وكبار المشايخ عند حزب الله للبحث في النقاط الخلافية عند الشيعة والسنة ما يساهم في حصر الخلافات ضمن هذه اللجنة ويمنع انتقالها الى الشارع.
7 - كل جهة هي حرة فيما تعتقد ولا يحق لاي جهة ان تفرض افكارها واجتهاداتها على الجهة الاخرى.
8 - يرى الطرفان ان من شأن التفاهم منع الفتنة بين المسلمين وتعزيز السلم الاهلي والعيش المشترك بين اللبنانيين جميعا.
حوار
وبعدها رد السيد والشهال على أسئلة الصحافيين:
وسئل الشهال: تمثلون جزء من الساحة السلفية في لبنان، فإلى أي مدى سيمكنكم التأثير على الفرقاء السلفيين الآخرين ليلتزموا ببنود هذه الوثيقة، لا سيما في ظل وجود خلاف كبير بينكم وبينهم؟
أجاب: "اطمئن الجميع انه ليس من سلفي واحد لا يؤمن بالحوار ، وأنا من حقي أن أتكلم باسم ساحتي كلها، لأنني أعلم ان الحوار له أصل شرعي ثابت في كتاب الله وسنة رسولة (صلعم) اضافة الى إننا قمنا بهذه الخطوة الجريئة بلسمة للجراح ومحاولة للاسهام في تثبيت السلم الأهلي في لبنان كله، ومنها طرابلس ، ونأمل ان يخرج عن هذه الخطوة نتائج ايجابية وهذا ما أراه في وجوهكم من بشرى الخير، ولذلك اعتقد ان الآخرين من إخواننا سينجحون وأنا على صلة بالجميع. وأنا ابن اسرة أسلفت السلفية في لبنان ، والشيخ داعي الشهال هو شقيق زوجتي وابن عمي، وانا اعتقد انه اذا لمس نتائج طيبة وسوف يلمس ذلك، فأنا أرهن على رحمة الله اننا نستطيع نحن وإياه في هذا المشروع، ولكن الأمر يحتاج الى شيء من الشرح والتوسيع والتفصيل وإظهار النتائج".
وسئل الشهال: من المعروف ان السلفية بجذورها العائلية فيها قوى أساسية تسمي الشيعة بالروافض ويصفونه بالكفار، فكيف يمكن التنسيق بين وثيقة التفاهم وهذه النظرة؟ وهل سيكون للوثيقة علاقة بجبهة العمل الإسلامي؟
أجاب: "لا علاقة لهذه الوثيقة بجبهة العمل الإسلامي، ونحن نريد ان نعطي للمتدينين والعلماء والدعاة في الساحة السنية كما في الساحة الشيعية دورهم في النقاش والحوار المؤدي الى التفاهم والسلم، ونحن نجد ان هناك ربما شيئا من التهميش للدعاة، ولذلك نريد ان نظهر ان الإسلام حقا رحمة للعالمين من خلال المبادرة العلمية من أهل العلم في ان يتقدموا الصفوف ويقدموا حلولا تنفع المواطنين جميعا في لبنان. ففكر التكفير مرفوض عندنا كسلفيين إلا إذا نطق أمامنا أحد بالكفر، فالكفر الجماعي مرفوض وهذا منصوص عنه في الوثيقة".
السيد
وردا على سؤال حول ما إذا كان "حزب الله" يحاول من خلال هذا التفاهم فرض تحالف إنتخابي لمحاولة الفوز في الانتخابات المقبلة كي يؤمن ظهر المقاومة في حال حصول أي إعتداء إسرائيلي؟
أجاب السيد : "هذا تحميل للتفاهم لما ليس فيه من جهة مبدئية وأساسية، ومن جهة واقعية، فالموضوع لا دخل له بأي شيء سياسي تفصيلي داخلي، فموضوع التفاهم يتعاطى بتفاهم على البنود التي أعلناها، ولكن هذا التفاهم يلقي بإيجابية عامة ويوحي بمناخ ايجابي عام، وهذا أمر مطلوب، ولكن الإستفادة من هذا التفاهم في شؤون سياسية إنتخابية لا أظن ان احدا يفكر بأمر من هذا النوع، لأن هذا التفاهم هو أكبر من كل السياسات التفصيلية في لبنان ومصلحته اكبر بكثير من مصالح سياسية ضيقة وصغيرة".
وقال السيد ممازحا: "اذا ترشحت شخصيا في طرابلس وأرادوا إنتخابي فلا مانع لدي".
سئل السيد: اذا كان التفاهم حدث بموافقة "تيار المستقبل" فلماذا لم يدع الى هذا الإعلان، وخصوصا في ظل البند الذي يدعو الى حماية الطرف الآخر في حال الإعتداء، ولا ننسى هنا الإعتداءات التي تعرضت لها بيروت في شهر أيار الماضي؟
أجاب: "في المنهجية، قلنا ان هذه المنهجية التي اتبعناها صحيحة، ولكن الإنتظار حتى يتفق الجميع مع الجميع أمر متعذر إذا لم يكن مستيحلا، ولكن حصول مبادرة وتحقيق تفاهم بين طرفين نعتبره إنجازا. ونحن بكل محبة ووضوح نتطلع الى اليوم والمرحلة التي نتفاهم فيها مع الجميع، ونتطلع الى اليوم الذي نتفاهم فيه حتى مع "تيار المستقبل"، والمعلوم ان اول تفاهم حصل بيننا وبين النائب سعد الحريري كان في العام 2005 ونأمل ان يتجدد هذا التفاهم في ظروف أفضل ومضمون وعناصر أفضل".
واكد ان "مصلحة الجميع في التفاهم وان شاء الله سنعمل من اجل إيجاد الظروف المناسبة لتفاهم الجميع مع بعضهم البعض، ولن ننتظر تحسن الظروف وإنما سنخلق هذه الظروف".
======ع.خ
التفاهم لمنع الفتنة بين المسلمين وتعزيز السلم الاهلي والعيش المشترك
السعي بجد وجهد للقضاء على الفكر التكفيري الموجود عند السنة والشيعة
وطنية -18/8/2008 (سياسة) وقع رئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد ابراهيم امين السيد، والداعية حسن الشهال عن "التيارات السلفية" في لبنان، وثيقة تفاهم لتنظيم العلاقة بين الطرفين وتنفيس الاحتقان في الساحة الاسلامية.شددت على تحريم دم المسلم على المسلم والعمل على منع الفتنة والتحريض ومواجهة المشروع الاميركي - الصهيوني والقضاء على الفكر التكفيري بين السنة والشيعة وتشكيل لجان مشتركة لضبط النقاش وادارة الخلاف.
وكان الطرفان عقدا قبل ظهر اليوم لقاء في فندق "السفير" اطلقا خلاله وثيقة التفاهم وحضره عن"حزب الله" اضافة الى السيد ابراهيم امين السيد، اعضاء المجلس السياسي: الشيخ عبد المجيد عمار، الشيخ شفيق جرادي، الشيخ خضر نور الدين، الدكتور حسين رحال، الحاج حسن حدرج، الحاج محمود القماطي، الحاج محمد صالح، الحاج احمد درة، السيد عاطف الموسوي، فيما حضر عن التيار السفلي ممثله الشيخ حسن الشهال وممثلون عن: معهد الدعوة والارشاد، دعوة الايمان والعدل والاحسان، وقف التراث الاسلامي، جمعية الاخوة للانماء والتربية، جمعية التوعية للانماء والتربية، وقف الخير الاسلامي(الضنية)، تجمع سنابل الخير(عكار)، رئيس مجلس امناء وقف التراث الاسلامي الشيخ صفوان الزعبي، الدكتور محمد عبد الغني، الدكتور بشار العجل، الشيخ علي الشيخ، الشيخ امين ابراهيم، الشيخ محمد الزعبي، الشيخ طارق بكراكي، الشيخ عامر الزاخوري، الشيخ محمد العويد، الشيخ جمال شحادة، الشيخ عبد الغفار الزعبي، الشيخ عبد المجيد المحمد، الشيخ سامر شحود، الشيخ عمر مشهور، الشيخ عمر حيدر، الدكتور خالد الخير.
الشهال
واستهل اللقاء بكلمة للداعية الشهال قال فيها:"ايمانا منا بالمنهج الاسلامي السلفي الصحيح احببنا في هذه الخطوة ان نوضح بان السلفية منهج اسلامي علمي اصيل يدعو الى الوفاق والسلام والمصالحة وانها الاسلام نفسه الذي هو رحمة للعالمين للمسلم والكافر والجماد وكل الكائنات وان هذا الكون يحتمل الخلاف وان وجود هذا الخلاف لا يعني انتهاء الكون بل هي سنة الله في خلقه ولو اراد غير ذلك لكان".
اضاف: "ان الاحداث التي حصلت في عاصمتنا الحبيبة بيروت واهلها الاعزاء الكرماء الذين لم يأخذوا حقهم حتى الان وكذلك ماحصل في بقية المناطق اللبنانية تطور بشكل سلبي خطير وجدنا انه لو استمر على هذه الحال لاحترق لبنان بنار الفتنة الطائفية واكتوى بلظى الحرب الاهلية التي لم يتعاف منها حتى الان، لذلك توجهنا الى قيادة حزب الله بالنصيحة فوجدنا منهم كل اذان صاغية وتجاوب مشكور يدل على الجرأة في التعاطي والارادة الكبيرة في اصلاح ما افسدته الاحداث الاخيرة، ونحن ندعوهم الى مواصلة هذه المسيرة في حل سياسي شامل يحفظ لكل ذي حق حقه ويعيد لبنان الى دائرة الامان التي يتمناها الجميع وتسمح لنا بالحفاظ على هذا الوطن وبمواجهة عدو شرس يتربص بنا الدوائر ويتمنى لنا الخلاف".
واكد الشهال فيما خص الاطار السياسي "ان المرجعية السياسية تركت لتيار المستقبل، مؤكدا اننا لم نقدم على هذه الخطوة الا بالتنسيق معهم بل اكثر من ذلك نقول انهم لو عارضوا لم نكن لنقدم على هكذا خطوة لان مصيرها سيكون الفشل، موجها في هذا السياق الشكر للنائب سعد الحريري على تجاوبه التام معنا الذي يدل على محبته للخير وحرصه على الوفاق وكذلك نشكر الوزير السابق سمير الجسر على مواكبته لنا في هذه الخطوة التي وافقت ماعنده من حكمة واعتدال سياسي وخلق نفتقده في ايامنا هذه وخصوصا عند بعض السياسيين".
واكد الشهال "ان هذه الخطوة ليست محاولة لاختراق الساحة السنية يقوم بها حزب الله او انها تخل من هذه المجموعة السلفية عن عقيدتها ومنهجها ودفاعها عن اهل السنة في لبنان بل ان بنود هذه الوثيقة كما ستسمعون ليس فيها اي مخالفة شرعية او تنازل عن حق او تهاون بواجب، ونحن نريدها ان تكون نموذجا للتعايش بين المختلفين وان الخلاف لا يعني الالغاء وان بمثلها يحصر الخلاف ويطرد الشر واهله".
السيد
ثم كانت كلمة لرئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد ابراهيم امين السيد، اكد فيها "ان هذا التفاهم يكتسب اهميته في كونه خطوة تمثل وضعية ملائمة ولائقة مع التزاماتنا بعقيدتنا الاسلامية طبقا للاية الكريمة "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" ويجعلنا مؤهلين وقادرين اكثر على التوجه لتحقيق الكلمة السواء بين"اهل الكتاب" وتحقيق التعارف في العلاقات الانسانية، ويكتسب اهمية في كونه خطوة صحيحة وفي الاتجاه الصحيح والمنهجية الصحيحة لجهة الانطلاق لمعالجة الخلافات او الازمات من موقع التفاهم ولو المحدود وليس من موقع الخلاف هذه المنهجية تعني ان تحل عناصر خلافاتنا بالتفاهم لا ان تحاصرنا خلافاتنا".
اضاف:" تكتسب هذه الخطوة اهميتها في انها ان شاء الله تعالى ستدخل السرور والفرحة والسعادة الى كل المؤمنين والحريصين والعاملين على وحدة الكلمة خصوصا بين اتباع الدين الواحد، وفي الوقت عينه ستدخل الغيظ على قلوب اعدائنا الذين يعملون ليل نهار من اجل بث الفرقة والفتن والفوضى والنزاعات بيننا وعلى راسهم اميركا واسرائيل، وعلى قلوب اولئك الذي يعتاشون على التحريض والتفريق والتكفير ويبنون امجادهم السحت وبطولاتهم الزائفة بالتكفير والتمزيق والسباب والشتائم. واننا اذ نعبر عن احترامنا للاخوة الاعزاء وتقديرنا لجهودهم المباركة التي بذلوها بمسؤولية اسلامية عالية نؤكد انه ينتظرنا الكثير الكثير من الجهد والعمل واللقاء والحوارات التي من شانها ان تضيق مساحة الخلاف وتوسع مساحة التفاهم والاتفاق".
واكد انه" نتيجة هذا التفاهم سيتساقط كثير من الخلافات التي هي مجرد اشاعات وانطباعات خائطة وستنهار الخلافات التي هي نتاج حملات التحريض والتكفير وتبقى الخلافات التي لا بد من معالجتها وبحثها في اطارها العلمي وفي اطار من الحرص على ان لا نسمح للخلافات ولا بحثها من التسبب بالفرقة والتنازع".
وقال:" اننا نعلم ان هذا التفاهم سيواجه بكثير من التشويه والتوهين والتضعيف من قبل اعداء الامة من الخارج والداخل، لذا اننا نقدم عليه كخطوة مضيئة ورائدة وقائدة وشجاعة لشعوب امتنا في لبنان والعالمين العربي والاسلامي هذه الشعوب المؤمنة الطيبة التي تحتاج في مقاومتها للمحتلين والغزاة والغاصبين الى من يحمي ظهرها من اعدائها الذين يزرعون الفتن في كل مكان، نقدمه ونحن على يقين بان الله تعالة سيسدد ويوفق الى مافيه خير للاسلام والمسلمين".
واكد السيد "ان هذا التفاهم ليس موجها ضد احد وجوهره التفاهم والاتفاق، ويستحيل ان يكون هذا التفاهم ضد احد لانه حينما يكون ضد احد سيفقد جوهره واساسه" مشيرا الى انه خلال اللقاءات والحوارات مع التيار السلفي "وجدناانهم يملكون كل المسؤولية في ان يقدموا رايهم وملاحظاتهم وانتقاداتهم لكن نحن كنا منفتحين على كل الملاحظات وابدينا راينا ووجهت نظرنا في الاحداث التي مر بها لبنان وكنا منفتحين على كل الانتقادات التي كان بعضها قاسيا لكن قبلناها لاننا نعرف ان الذي ينتقدنا او يوجه لنا الملاحظات انما يوجهها من حرصه ومحبته وحفظ الموقف العام".
ودعا الجميع الى الاقتداء بهذه المنهجية في توجيه الملاحظات والانتقادات، وقال:" من موقع الحرص نقبل كل شيء ومن موقع الحب نقبل كل شيء ومن موقع الاخوة نقبل كل شيء.
نص وثيقة التفاهم
ثم تلا المستشار السياسي في وقف التراث الاسلامي الشيخ عبد الغفار الزعبي، نص وثيقة التفاهم وجاء فيها:" في ظل التحديات الجسام التي تتعرض لها امتنا العربية والاسلامية واخطرها اثارة النعرات الطائفية والمذهبية من اجل الانقضاض على المنطقة لنهب ثرواتها ومقدراتها خدمة لمصالح"اسرائيل" واميركا. وما يجري على الساحة اللبنانية من تداعيات سلبية تصب في مصلحة العدو الاسرائيلي لان اسرائيل تريد ان تاخذ من اللبنانيين ما لم تستطع ان تاخذه بقوة السلاح وبخاصة بعد حرب تموز، والتزاما بالواجب الاسلامي سعينا جاهدين لوأد الفتنة وحصر الخلاف بين السنة والشيعة ضمن الاطار العلمي الفكري الذي يتولاه العلماء من الطائفتين ويحظر على العامة الخوض فيه او العزف على اوتاره ومن اهم عناصر ادارة هذا الخلاف الحفاظ على خصوصية كل طائفة واحترام مبادئها ورموزها والالتزام التام باصول النقاش العلمي الهادىء وان التعبير الحاد عن الخلافات السياسية بين جميع الاطراف له تاثيراته وانعكاساته السلبية على عامة الناس وسائر الساحة اللبنانية عموما والساحة الاسلامية خصوصا".
على ماتقدم تم اللقاء بين قوى سلفية وقياديين من حزب الله وتم التوافق على البنود الاتية:
1 - انطلاقا من حرمة دم المسلم فاننا نحرم وندين اي اعتداء من اي مجموعة مسلمة على اي مجموعة مسلمة اخرى.
وفي حال تعرض اي مجموعة الى اعتداء فمن حقها اللجوء الى الوسائل المشروعة للدفاع عن نفسها.
2 - الامتناع عن التحريض وتهييج العوام لان ذلك يساهم في اذكاء نار الفتنة ويخرج القرار من ايدي العقلاء فيتحكم بالساحة السفهاء واعداء الامة لاسلامية.
3 - الوقوف في وجه المشروع الاميركي-الصهيوني الذي من ابرز ادواته اثارة الفتنة وتجزئة المجزأ وتقسيم المقسم.
4 - السعي بجد وجهد للقضاء على الفكر التكفيري الموجود عند السنة والشيعة لان تكفير عموم الشيعة مرفوض عند السلفيين وتكفير عموم السنة مرفوض عند حزب الله.
5 - في حال تعرض حزب الله او السلفيون لاي ظلم ظاهر وجلي من اطراف داخلية او خارجية على الطرف الاخر الوقوف معه بقوة وحزم ضمن المستطاع.
6 - تشكيل لجنة من كبار المشايخ في الدعوة السلفية وكبار المشايخ عند حزب الله للبحث في النقاط الخلافية عند الشيعة والسنة ما يساهم في حصر الخلافات ضمن هذه اللجنة ويمنع انتقالها الى الشارع.
7 - كل جهة هي حرة فيما تعتقد ولا يحق لاي جهة ان تفرض افكارها واجتهاداتها على الجهة الاخرى.
8 - يرى الطرفان ان من شأن التفاهم منع الفتنة بين المسلمين وتعزيز السلم الاهلي والعيش المشترك بين اللبنانيين جميعا.
حوار
وبعدها رد السيد والشهال على أسئلة الصحافيين:
وسئل الشهال: تمثلون جزء من الساحة السلفية في لبنان، فإلى أي مدى سيمكنكم التأثير على الفرقاء السلفيين الآخرين ليلتزموا ببنود هذه الوثيقة، لا سيما في ظل وجود خلاف كبير بينكم وبينهم؟
أجاب: "اطمئن الجميع انه ليس من سلفي واحد لا يؤمن بالحوار ، وأنا من حقي أن أتكلم باسم ساحتي كلها، لأنني أعلم ان الحوار له أصل شرعي ثابت في كتاب الله وسنة رسولة (صلعم) اضافة الى إننا قمنا بهذه الخطوة الجريئة بلسمة للجراح ومحاولة للاسهام في تثبيت السلم الأهلي في لبنان كله، ومنها طرابلس ، ونأمل ان يخرج عن هذه الخطوة نتائج ايجابية وهذا ما أراه في وجوهكم من بشرى الخير، ولذلك اعتقد ان الآخرين من إخواننا سينجحون وأنا على صلة بالجميع. وأنا ابن اسرة أسلفت السلفية في لبنان ، والشيخ داعي الشهال هو شقيق زوجتي وابن عمي، وانا اعتقد انه اذا لمس نتائج طيبة وسوف يلمس ذلك، فأنا أرهن على رحمة الله اننا نستطيع نحن وإياه في هذا المشروع، ولكن الأمر يحتاج الى شيء من الشرح والتوسيع والتفصيل وإظهار النتائج".
وسئل الشهال: من المعروف ان السلفية بجذورها العائلية فيها قوى أساسية تسمي الشيعة بالروافض ويصفونه بالكفار، فكيف يمكن التنسيق بين وثيقة التفاهم وهذه النظرة؟ وهل سيكون للوثيقة علاقة بجبهة العمل الإسلامي؟
أجاب: "لا علاقة لهذه الوثيقة بجبهة العمل الإسلامي، ونحن نريد ان نعطي للمتدينين والعلماء والدعاة في الساحة السنية كما في الساحة الشيعية دورهم في النقاش والحوار المؤدي الى التفاهم والسلم، ونحن نجد ان هناك ربما شيئا من التهميش للدعاة، ولذلك نريد ان نظهر ان الإسلام حقا رحمة للعالمين من خلال المبادرة العلمية من أهل العلم في ان يتقدموا الصفوف ويقدموا حلولا تنفع المواطنين جميعا في لبنان. ففكر التكفير مرفوض عندنا كسلفيين إلا إذا نطق أمامنا أحد بالكفر، فالكفر الجماعي مرفوض وهذا منصوص عنه في الوثيقة".
السيد
وردا على سؤال حول ما إذا كان "حزب الله" يحاول من خلال هذا التفاهم فرض تحالف إنتخابي لمحاولة الفوز في الانتخابات المقبلة كي يؤمن ظهر المقاومة في حال حصول أي إعتداء إسرائيلي؟
أجاب السيد : "هذا تحميل للتفاهم لما ليس فيه من جهة مبدئية وأساسية، ومن جهة واقعية، فالموضوع لا دخل له بأي شيء سياسي تفصيلي داخلي، فموضوع التفاهم يتعاطى بتفاهم على البنود التي أعلناها، ولكن هذا التفاهم يلقي بإيجابية عامة ويوحي بمناخ ايجابي عام، وهذا أمر مطلوب، ولكن الإستفادة من هذا التفاهم في شؤون سياسية إنتخابية لا أظن ان احدا يفكر بأمر من هذا النوع، لأن هذا التفاهم هو أكبر من كل السياسات التفصيلية في لبنان ومصلحته اكبر بكثير من مصالح سياسية ضيقة وصغيرة".
وقال السيد ممازحا: "اذا ترشحت شخصيا في طرابلس وأرادوا إنتخابي فلا مانع لدي".
سئل السيد: اذا كان التفاهم حدث بموافقة "تيار المستقبل" فلماذا لم يدع الى هذا الإعلان، وخصوصا في ظل البند الذي يدعو الى حماية الطرف الآخر في حال الإعتداء، ولا ننسى هنا الإعتداءات التي تعرضت لها بيروت في شهر أيار الماضي؟
أجاب: "في المنهجية، قلنا ان هذه المنهجية التي اتبعناها صحيحة، ولكن الإنتظار حتى يتفق الجميع مع الجميع أمر متعذر إذا لم يكن مستيحلا، ولكن حصول مبادرة وتحقيق تفاهم بين طرفين نعتبره إنجازا. ونحن بكل محبة ووضوح نتطلع الى اليوم والمرحلة التي نتفاهم فيها مع الجميع، ونتطلع الى اليوم الذي نتفاهم فيه حتى مع "تيار المستقبل"، والمعلوم ان اول تفاهم حصل بيننا وبين النائب سعد الحريري كان في العام 2005 ونأمل ان يتجدد هذا التفاهم في ظروف أفضل ومضمون وعناصر أفضل".
واكد ان "مصلحة الجميع في التفاهم وان شاء الله سنعمل من اجل إيجاد الظروف المناسبة لتفاهم الجميع مع بعضهم البعض، ولن ننتظر تحسن الظروف وإنما سنخلق هذه الظروف".
======ع.خ