عمر توك
08-17-2008, 03:34 PM
الخريجون العرب .. وانعدام الأمل !
من رحلتي الأخيرة للاردن
http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/1/1213612745.jpg
عمر عاصي ـ الجزيرة توك
في رحلتي الأخيرة للملكة الأردنية صادفت العديد من الأكاديميين والخريجين ممن فتحت معهم
محادثات جعلتني أصاب بدهشة لما أسمعه , فلقد كانوا يتحدثون عن نقطة لطالما تخوفت منها وهي
تلك النقطة التي تأخذ حيزا لا بأس به من تفكير الشباب والفتيات عند اختيارهم لتخصصهم
الدراسة , تلك الفكرة هي فرصة عمل "مُحترمة" في التخصص الذي درسه الشخص وكرّس له
فترة مهمة جدا من حياته.
كانت تلك النقطة هي المسيطرة في الافكار التي تدور بخاطري لاهميتها المفرطة اذا ما ربطناها
بقضية الهجرة الغير طبيعية من قبل المثقفين العرب للدول الغربية عندما لا يجدون فرصة للابداع
في تخصصاتهم او حتى فرصة للتعبير عن افكار تدور في خاطرهم من اجل مستقبل واعد في بلادهم
وكثيرا ما تتم مجازاتهم بزجهم في السجون . حقيقة لست ارى بقرارهم في هجرة بلادهم عيباً بعد
الذي سمعته من طلبة اكاديميون او خريجين صادفتهم في الشارع الاردني .
كانت المرة الاولى حينما صادفت شابا يبيع "الخردة" في الشارع وبعد قيل وقال لمست من كلامه
بوادر الفِطنة فسالته اذا ما كان يدرس في الجامعة فقال لي لماذا أدرس ؟ انظر لحال الدارسين
اولاً !! فحالي هذا احسن من حالهم ربما .
كانت تلك فاتحة لا بأس بها لمسلسل من المحادثات التي كنت طرفاً فيها في رحلتي التي دامت
اسبوعا غنياً بالمعرفات والخبرات الجديدة .
في احد الليالي بعد العشاء ذهبت لتناول "الكنافة" في احد محلات شارع الجامعة في مدينة إربد ,
وبعد دخولنا المحل والترحيب سألنا الشاب الذي يبيعنا اذما كنا من عرب 48 , واذا بنا نخوض في
حديث كان اهم ما فيه ان هذا الشاب درس البكالوريس في الرياضيات والان يعمل في هذا المحل بـ
150 ديناراً , فليست هناك فرصه عمل تستحق البذل فيها , وحاليا يكمل دراسته للماجستير في
الرياضيات فلربما يحظى بفرصة عمل جيدة مع هذا اللقب.
كان اخر المحادثات واشدها وقعاً تلك التي كانت في مدينة العقبة , عندما كنت جالسا لتناول
العشاء , فقدم لنا الطعام شابا مصريا ً اثارتني لهجته , حقيقة انني وقبل الخروج سالته ما الذي
يجعله يعمل في الاردن وهو مصري ولماذا لا يعمل في شرم الشيخ . في اجابته عن شرم الشيخ
علل بان الدخول لشرم الشيخ صعب جدا للمصريين وهذا امر يستدعي الضحك لان دخولها
للإسرائيلين سهل جدا .. واما عن العمل فاخبرني انه حاصل على شهادة في المحاماة , كما وانه
عضو في نقابة المحاميين المصريين , ولكنه لم يجد عملا يجعله يعيش حياة كريمة .
http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/1/1213612620.jpg
بينما هو يتكلم بدأ يلحظ ملامح الدهشة ترتسم على وجهي , وإذا به يقول لي : لماذا تستغرب ,
فيمكنني ان اعرفك على شخص على شهادة " دكتور صيدلي " وان اجره لا يكفيه وهو يعمل في
معطم لكي يضمن عيشاً كريما .
حقيقةً إن هذه المسألة كثيراً ما كنت أفكر فيها , فنحن العرب الذين نعيش في ظل الحكم
الإسرائيلي , نواجهه عقبات في ايجاد فرص عمل ولكننا والحمدلله لا نصل الى وضع كهذا في اغلب
الحالات , او انني جاهل بامور بلدي , لكن الذي انا متأكد منه هو انني كلمات امسكت الجريدة
الاسبوعية لاتفحص حال سوق العمل ومتطلباته اجد في ثلاثة ارباع الإعلانات , بعد الخدمة في
الجيش , بعد الخدمة ! هذه الجملة كفيلة بخدش الاحلام الوردية التي عادت ما يكتنفها الطالب
الجامعي في دهاليز مخططاته .
http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/1/1213612686.jpg
أخيراً , هذا غيض من فيض وإن هذا الوضع لا يجب ان يترك كما هو عليه وإن استمر فانه يؤدي
الى نتائج غير محمودة العواقب . فيجب على الحكومات ان تهتم برعاياه لا بمقربيها ,, فبإذن الله
يحصل التغيير .
من رحلتي الأخيرة للاردن
http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/1/1213612745.jpg
عمر عاصي ـ الجزيرة توك
في رحلتي الأخيرة للملكة الأردنية صادفت العديد من الأكاديميين والخريجين ممن فتحت معهم
محادثات جعلتني أصاب بدهشة لما أسمعه , فلقد كانوا يتحدثون عن نقطة لطالما تخوفت منها وهي
تلك النقطة التي تأخذ حيزا لا بأس به من تفكير الشباب والفتيات عند اختيارهم لتخصصهم
الدراسة , تلك الفكرة هي فرصة عمل "مُحترمة" في التخصص الذي درسه الشخص وكرّس له
فترة مهمة جدا من حياته.
كانت تلك النقطة هي المسيطرة في الافكار التي تدور بخاطري لاهميتها المفرطة اذا ما ربطناها
بقضية الهجرة الغير طبيعية من قبل المثقفين العرب للدول الغربية عندما لا يجدون فرصة للابداع
في تخصصاتهم او حتى فرصة للتعبير عن افكار تدور في خاطرهم من اجل مستقبل واعد في بلادهم
وكثيرا ما تتم مجازاتهم بزجهم في السجون . حقيقة لست ارى بقرارهم في هجرة بلادهم عيباً بعد
الذي سمعته من طلبة اكاديميون او خريجين صادفتهم في الشارع الاردني .
كانت المرة الاولى حينما صادفت شابا يبيع "الخردة" في الشارع وبعد قيل وقال لمست من كلامه
بوادر الفِطنة فسالته اذا ما كان يدرس في الجامعة فقال لي لماذا أدرس ؟ انظر لحال الدارسين
اولاً !! فحالي هذا احسن من حالهم ربما .
كانت تلك فاتحة لا بأس بها لمسلسل من المحادثات التي كنت طرفاً فيها في رحلتي التي دامت
اسبوعا غنياً بالمعرفات والخبرات الجديدة .
في احد الليالي بعد العشاء ذهبت لتناول "الكنافة" في احد محلات شارع الجامعة في مدينة إربد ,
وبعد دخولنا المحل والترحيب سألنا الشاب الذي يبيعنا اذما كنا من عرب 48 , واذا بنا نخوض في
حديث كان اهم ما فيه ان هذا الشاب درس البكالوريس في الرياضيات والان يعمل في هذا المحل بـ
150 ديناراً , فليست هناك فرصه عمل تستحق البذل فيها , وحاليا يكمل دراسته للماجستير في
الرياضيات فلربما يحظى بفرصة عمل جيدة مع هذا اللقب.
كان اخر المحادثات واشدها وقعاً تلك التي كانت في مدينة العقبة , عندما كنت جالسا لتناول
العشاء , فقدم لنا الطعام شابا مصريا ً اثارتني لهجته , حقيقة انني وقبل الخروج سالته ما الذي
يجعله يعمل في الاردن وهو مصري ولماذا لا يعمل في شرم الشيخ . في اجابته عن شرم الشيخ
علل بان الدخول لشرم الشيخ صعب جدا للمصريين وهذا امر يستدعي الضحك لان دخولها
للإسرائيلين سهل جدا .. واما عن العمل فاخبرني انه حاصل على شهادة في المحاماة , كما وانه
عضو في نقابة المحاميين المصريين , ولكنه لم يجد عملا يجعله يعيش حياة كريمة .
http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/1/1213612620.jpg
بينما هو يتكلم بدأ يلحظ ملامح الدهشة ترتسم على وجهي , وإذا به يقول لي : لماذا تستغرب ,
فيمكنني ان اعرفك على شخص على شهادة " دكتور صيدلي " وان اجره لا يكفيه وهو يعمل في
معطم لكي يضمن عيشاً كريما .
حقيقةً إن هذه المسألة كثيراً ما كنت أفكر فيها , فنحن العرب الذين نعيش في ظل الحكم
الإسرائيلي , نواجهه عقبات في ايجاد فرص عمل ولكننا والحمدلله لا نصل الى وضع كهذا في اغلب
الحالات , او انني جاهل بامور بلدي , لكن الذي انا متأكد منه هو انني كلمات امسكت الجريدة
الاسبوعية لاتفحص حال سوق العمل ومتطلباته اجد في ثلاثة ارباع الإعلانات , بعد الخدمة في
الجيش , بعد الخدمة ! هذه الجملة كفيلة بخدش الاحلام الوردية التي عادت ما يكتنفها الطالب
الجامعي في دهاليز مخططاته .
http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/1/1213612686.jpg
أخيراً , هذا غيض من فيض وإن هذا الوضع لا يجب ان يترك كما هو عليه وإن استمر فانه يؤدي
الى نتائج غير محمودة العواقب . فيجب على الحكومات ان تهتم برعاياه لا بمقربيها ,, فبإذن الله
يحصل التغيير .