احمد عبد العزيز محمد
08-14-2008, 09:57 PM
)أدب المعصيـــة (
يجب أن نعترف أن جميع البشر معرضون للوقوع فى الخطأ كما قال الرسول ص، ولكن هل هذا مبرر لفعل المعاصى والذنوب ؟ فنحن نعلم أن الرسول ص قال : ( كل بنى آدم خطاء ، وخير الخطاءين التوابون ) (1) أى أن الرسول ص مع الاعتراف بضعف البشر تجاه المعاصى إلا أن الأفضلية لمن يسارع إلى التوبة إلى الله .
وهنا يجب أن نوضح عدة أمور فيما يرتبط بالمعاصى وارتكابها .......
1) جميع البشر ضعاف ولهم رغبة فطرية وغريزية للوقوع فى بعض الذنوب والمعاصى ولكن يجب على كل إنسان مسلم أن يبذل جهده وطاقته لكى لا يقع فى هذه المعاصى .
2) لا يجوز للإنسان إذا ارتكب المعصية أن يحاول إيجاد الأعذار والمبررات لهذا الذنب مثل العلاقة مع إحدى الفتيات تحت دعوى الصداقة أو أنه ينوى الارتباط بها عند إنهاء الدراسة ، أو تبرر الفتاة عدم ارتدائها للحجاب بدعوى صغر السن أو عدم موافقة الأب والأم . ومن الأمور التى يحاول الكثيرون تبريرها ارتداء البنطلون للفتيات رغم الحرمة الواضحة فى ذلك خاصة إذا كان هذا البنطلون ضيقا يكشف ما تحته من معالم الجسم ، ويجب أن نعلم أن شرط الملابس للرجل والمرأة هو أن يكون غير واصف ولا كاشف ، أي لا يكون ضيقا فيصف ما تحته من أعضاء سواء بالنسبة للرجل أو المرأة ، وغير كاشف أى لا يكشف أعضاء الجسم وبالنسبة للمرأة فلا يجوز أن يظهر من جسمها إلا الوجه والكف، أما الرجال فالأولى بهم أن يستروا أغلب الجسم ولا يجوز إظهار من السرة الى الركبة .
ومن الأمور التى لا يجوز تبريرها ما نراه فى وسائل الإعلام مما يسمى الزواج العرفى فان الإسلام لا يعرف هذا الأمر لأن الزواج العرفى يتم بدون علم الأب وبدون إشهار للزواج وهو بهذا مخالف لحديث الرسول ص ( لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل ) (2) " صحيح" فهنا نرى أن الشرط الذى وضعه الرسول ص للزواج هو وجود الولي اى الأب أو العم فى حالة وفاة الأب أو عدم وجوده فى البلدة والشرط الثانى الذى وضعه الرسول ص هو عدالة الشهود أي توافر صفة التقوى والورع فيهم ولا يمكن أن نتخيل هذه الصفة فى شخص يشهد على زواج فى السر بدون علم الأهل ، لأنه خائن بموافقته على الاعتداء على أعراض المسلمين بعلمه ومشاركته فى هذه الجريمة .
ومما يحرم على الفتيات وضع المكياج والبارفان لأنهما مما يلفتان الانتباه إليهن فى الشوارع والطرقات أما داخل المنازل فيجوز للفتاة أن ترتدى ما تشاء طالما لن يراها إلا المحارم اى الأب والأخ واالعم والخال .
ويحرم على النساء ترقيق الحواجب فى محاولة لتجميل الوجه بمايثيرالانتباه إليهن ، ولكن إذا كانت المرأة تعانى من مرض فى الوجه من حبوب أو عيب فى أحد أعضاء الوجه يحكم به الأطباء ذوو الخبرة والأمانة فلهم أن يقوموا بما يروه فى صالح هذه المرأة .
3) عدم مصاحبة العصاة والمخطئين لأنهم يشجعون من يرافقهم على التجرؤ على الخطأ وإظهاره وعدم الاهتمام بمن حوله ، وهنا نذكر حديث الرسول ص ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) (3) وقوله ص ( لا تصاحب إلا مؤ منا ولا يأكل طعامك إلا تقى ) (4) ففى الحديثين يوضح الرسول ص تأثير الصديق فى صديقه من حيث الأفكار والآراء والمعاملات ، وأنه لا يجوز لك أن تصاحب شخصا خبيثا وتقوى علاقتكم حتى يدخل بيتك ويأكل معك وبهذا يتعرف أكثر وأكثر على أسرار بيتك ويعرف أختك و ابنتك و ابنة عمك وابنة خالك و ويحدث الخطر بمعرفة هذا الشخص السيىء لأقاربك واتصاله بهم عن طريقك ومحاولة إفسادهم وتكون أنت السبب فى هذا الضرر لهم .
4) يجب على الإنسان أن يحاول الامتناع عن المعاصى وعدم الإصرار عليها والاستمرار فيها فهذا يعتبر تحدى لله عز وجل ، ولهذا قـــال ص:( المصر على الذنب كالمستهزىء بالرب )(5) وقال العلماء : الإصرار على الصغيرة كبيرة .
5) عدم الجهر بالمعصية ، ونقصد بالجهر هنا أن يرتكب الإنسان المعصية أمام الناس دون اهتمام بآرائهم تجاه أفعاله وأخطائه ، فيظهر الأقوال البذيئة والأفعال الشائنة والآراء الشاذة المخالفة للدين والعرف تحت ادعاء الحرية والديموقراطية . فعندما نرى الفتيات يرقصن فى الأفراح وترتدي الفتاة الملابس المخالفة للدين فى الشارع ويرتدى الأولاد الخواتم والسلاسل الذهبية وقص الشعر بطرق شاذة طلبا للفت الانتباه إليه مع العلم أن الرسول ص نهى عن القز ع وهو أن يقص الإنسان جزءا من شعره ويترك جزءا أو الجهر بالذنب أن يرتكب الإنسان المعصية فى السر ثم يعلن للناس بعد ذلك ارتكابه لهذه المعصية وكأنه يتحدى الله عز وجل ولا يهتم بغضبه وسخطه أو يحرص على طاعته ورضاه . ولهذا قال ص ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ) (6)أى أن جميع العصاة لهم أمل فى مغفرة الله لذنوبهم إلا من تجرأ على الذنب ثم يجهر به أمام الناس دون اهتمام بغضب الله أو ارتكاب المعاصى جهرا مثل أهل الفن من الراقصين والمغنين ومن يفطرون جهرا فى رمضان فهؤلاء جميعا يستحقون الغضب واللعنة من الله فى الدنيا والآخرة .
6) يجب البعد عن الكبائر مثل الإشراك بالله والسحر والعقوق والزنا والقتل ظلما وشهادة الزور والنميمة ، وعلينا أن نعلم أن للكبائر مقدمات فلا يحدث الزنا إلا بعد النظرة المحرمة ثم الخلوة المحرمة ، والعقوق يبدأ بالقول مثل قول أف وغيرها ثم الإساءة بالقول الجارح ثم السب أو الضرب أو القطيعة التى يهمل بها شئونهم ولا يبالى بحاجاتهم مع أننا نعلم قصة الشاب الذى جاء إلى الرسول ص يشكو أباه قائلا ( إن أبى يريد أن يجتاح مالى ) فقال ص ( أنت ومالك لأبيك ) (7) فلا يجوز أن يقوم الأب والأم برعاية الأبناء فى الصغر وعندما يكبر الأبناء ويعتمدون على أنفسهم ينسون فضل آبائهم ، فهذا هو الجحود الذى يستحق فاعله العذاب الأليم فى الدنيا والآخرة . وكما قال تعالى ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ) أي إذا استطاع العبد مقاومة نفسه بالبعد عن الكبائر فان الله يتجاوز له عن صغائر الذنوب التى لا يمكن أن يبتعد عنها البشر .
7) على العصاة المسارعة إلى التوبة والعودة إلى الله والندم على ما ارتكبوا من المعاصى ، وعدم العودة إلى ارتكاب المعاصي ثانية وكما مدح الله عز وجل عباده المؤمنين بالمسارعة إلى الله فقال ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ، أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين ) ففى هذه الآية يوضح الله تعالى أن المؤمنين قد يرتكبون الكبائر ولكنهم لا يصرون عليها بل يتذكرون رؤية الله لهم وقدرته عليهم وعقابه لهم فيسارعون بالتوية وطلب المغفرة . ولعلنا نتعجب أكثر من كرم الله مع العصاة فى حال عودتهم له نادمين تائبين فنرى قوله تعالى ( إلا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ) فهل نرى هذا الكرم من الله مع العصاة مهما بلغت ذنوبهم ، فهم ينتظرون من الله مجرد العفو عنهم ويتخيلون أن هذا الأمل بعيد ولكن الله يفاجئهم بالعفو وزيادة منه يبدل لهم سيئات عمرهم الماضى فى المعاصى والذنوب إلى حسنات .
8) يجب أن نعلم أن المعصية قد تكون فى حق النفس أوفى حق الله أو فى حق العباد ،فى حق النفس مثل شرب السجائر التى تتسبب فى ضياع المال والصحة ، أو العادة السرية التى يقوم بها بعض الشباب فى مرحلة المراهقة ، أو مشاهدة الأفلام الماجنة الخليعة أو المجلات السيئة التى تتعمد نشر الصور والمواضيع المثيرة للشباب صغير السن رغبة فى زيادة التوزيع ولو على حساب هؤلاء الصغار ، ومن المعاصى ما يكون فى حق الله مثل الإهمال فى الصلاة والعبادات عموما وأداء العبادات بفتور وكسل والاقتصار على الفرائض دون أداء السنن ، ومن المعاصى ما يكون فى حق العباد مثل الحسد والنميمة والكذب والرشوة والسرقة والغيبة والسحر . أما بالنسبة للذنوب الخاصة بالنفس وفى حق الله عز وجل فحكمها التوبة وعدم تكرار المعصية أما الذنوب فى حق العباد فحكمها أن ترد الحقوق إلى أصحابها أو التبرع بها فى حالة عدم استطاعة الوصول اليهم مثل المرتشى فى المصالح الحكومية إن قرر التوبة فعليه التخلص من الأموال التى جمعها من الحرام ومثل المرابي فعليه أن يحتفظ برأس المال فقط وأن يتخلص من الزائد عن طريق الربا .
وأخيــرا
نتذكر قول الرسول ص ( الحلال بين والحرام بين ) (8) أى أن الجميع يعلمون ما هو الحلال وما هو الحرام ولكن يحاول البعض خداعنا ببعض المبررات والمزاعم لتحسين ما يفعله فى أعين الناس .
ونتذكر أيضا حديث الرسول ص ( الإثم ما حاك فى صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس ) (9) أى اجعل المقياس أمامك هو خشيتك من علم الناس بما تصنع ، فان كنت ترضى برؤيتهم لك وعلمهم بما تفعل فهو حلال والا فهو أمر مريب تريد أن تخفيه ولا يطلع عليه أحد وهذا دليل على حرمته .
ملحوظـة : الحديث ( 1،3) حسن
الحديث (2، 7،8،9) صحيح
الحديث ( 4،5،6) أثر لم نصل إلى درجته .
يجب أن نعترف أن جميع البشر معرضون للوقوع فى الخطأ كما قال الرسول ص، ولكن هل هذا مبرر لفعل المعاصى والذنوب ؟ فنحن نعلم أن الرسول ص قال : ( كل بنى آدم خطاء ، وخير الخطاءين التوابون ) (1) أى أن الرسول ص مع الاعتراف بضعف البشر تجاه المعاصى إلا أن الأفضلية لمن يسارع إلى التوبة إلى الله .
وهنا يجب أن نوضح عدة أمور فيما يرتبط بالمعاصى وارتكابها .......
1) جميع البشر ضعاف ولهم رغبة فطرية وغريزية للوقوع فى بعض الذنوب والمعاصى ولكن يجب على كل إنسان مسلم أن يبذل جهده وطاقته لكى لا يقع فى هذه المعاصى .
2) لا يجوز للإنسان إذا ارتكب المعصية أن يحاول إيجاد الأعذار والمبررات لهذا الذنب مثل العلاقة مع إحدى الفتيات تحت دعوى الصداقة أو أنه ينوى الارتباط بها عند إنهاء الدراسة ، أو تبرر الفتاة عدم ارتدائها للحجاب بدعوى صغر السن أو عدم موافقة الأب والأم . ومن الأمور التى يحاول الكثيرون تبريرها ارتداء البنطلون للفتيات رغم الحرمة الواضحة فى ذلك خاصة إذا كان هذا البنطلون ضيقا يكشف ما تحته من معالم الجسم ، ويجب أن نعلم أن شرط الملابس للرجل والمرأة هو أن يكون غير واصف ولا كاشف ، أي لا يكون ضيقا فيصف ما تحته من أعضاء سواء بالنسبة للرجل أو المرأة ، وغير كاشف أى لا يكشف أعضاء الجسم وبالنسبة للمرأة فلا يجوز أن يظهر من جسمها إلا الوجه والكف، أما الرجال فالأولى بهم أن يستروا أغلب الجسم ولا يجوز إظهار من السرة الى الركبة .
ومن الأمور التى لا يجوز تبريرها ما نراه فى وسائل الإعلام مما يسمى الزواج العرفى فان الإسلام لا يعرف هذا الأمر لأن الزواج العرفى يتم بدون علم الأب وبدون إشهار للزواج وهو بهذا مخالف لحديث الرسول ص ( لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل ) (2) " صحيح" فهنا نرى أن الشرط الذى وضعه الرسول ص للزواج هو وجود الولي اى الأب أو العم فى حالة وفاة الأب أو عدم وجوده فى البلدة والشرط الثانى الذى وضعه الرسول ص هو عدالة الشهود أي توافر صفة التقوى والورع فيهم ولا يمكن أن نتخيل هذه الصفة فى شخص يشهد على زواج فى السر بدون علم الأهل ، لأنه خائن بموافقته على الاعتداء على أعراض المسلمين بعلمه ومشاركته فى هذه الجريمة .
ومما يحرم على الفتيات وضع المكياج والبارفان لأنهما مما يلفتان الانتباه إليهن فى الشوارع والطرقات أما داخل المنازل فيجوز للفتاة أن ترتدى ما تشاء طالما لن يراها إلا المحارم اى الأب والأخ واالعم والخال .
ويحرم على النساء ترقيق الحواجب فى محاولة لتجميل الوجه بمايثيرالانتباه إليهن ، ولكن إذا كانت المرأة تعانى من مرض فى الوجه من حبوب أو عيب فى أحد أعضاء الوجه يحكم به الأطباء ذوو الخبرة والأمانة فلهم أن يقوموا بما يروه فى صالح هذه المرأة .
3) عدم مصاحبة العصاة والمخطئين لأنهم يشجعون من يرافقهم على التجرؤ على الخطأ وإظهاره وعدم الاهتمام بمن حوله ، وهنا نذكر حديث الرسول ص ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) (3) وقوله ص ( لا تصاحب إلا مؤ منا ولا يأكل طعامك إلا تقى ) (4) ففى الحديثين يوضح الرسول ص تأثير الصديق فى صديقه من حيث الأفكار والآراء والمعاملات ، وأنه لا يجوز لك أن تصاحب شخصا خبيثا وتقوى علاقتكم حتى يدخل بيتك ويأكل معك وبهذا يتعرف أكثر وأكثر على أسرار بيتك ويعرف أختك و ابنتك و ابنة عمك وابنة خالك و ويحدث الخطر بمعرفة هذا الشخص السيىء لأقاربك واتصاله بهم عن طريقك ومحاولة إفسادهم وتكون أنت السبب فى هذا الضرر لهم .
4) يجب على الإنسان أن يحاول الامتناع عن المعاصى وعدم الإصرار عليها والاستمرار فيها فهذا يعتبر تحدى لله عز وجل ، ولهذا قـــال ص:( المصر على الذنب كالمستهزىء بالرب )(5) وقال العلماء : الإصرار على الصغيرة كبيرة .
5) عدم الجهر بالمعصية ، ونقصد بالجهر هنا أن يرتكب الإنسان المعصية أمام الناس دون اهتمام بآرائهم تجاه أفعاله وأخطائه ، فيظهر الأقوال البذيئة والأفعال الشائنة والآراء الشاذة المخالفة للدين والعرف تحت ادعاء الحرية والديموقراطية . فعندما نرى الفتيات يرقصن فى الأفراح وترتدي الفتاة الملابس المخالفة للدين فى الشارع ويرتدى الأولاد الخواتم والسلاسل الذهبية وقص الشعر بطرق شاذة طلبا للفت الانتباه إليه مع العلم أن الرسول ص نهى عن القز ع وهو أن يقص الإنسان جزءا من شعره ويترك جزءا أو الجهر بالذنب أن يرتكب الإنسان المعصية فى السر ثم يعلن للناس بعد ذلك ارتكابه لهذه المعصية وكأنه يتحدى الله عز وجل ولا يهتم بغضبه وسخطه أو يحرص على طاعته ورضاه . ولهذا قال ص ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ) (6)أى أن جميع العصاة لهم أمل فى مغفرة الله لذنوبهم إلا من تجرأ على الذنب ثم يجهر به أمام الناس دون اهتمام بغضب الله أو ارتكاب المعاصى جهرا مثل أهل الفن من الراقصين والمغنين ومن يفطرون جهرا فى رمضان فهؤلاء جميعا يستحقون الغضب واللعنة من الله فى الدنيا والآخرة .
6) يجب البعد عن الكبائر مثل الإشراك بالله والسحر والعقوق والزنا والقتل ظلما وشهادة الزور والنميمة ، وعلينا أن نعلم أن للكبائر مقدمات فلا يحدث الزنا إلا بعد النظرة المحرمة ثم الخلوة المحرمة ، والعقوق يبدأ بالقول مثل قول أف وغيرها ثم الإساءة بالقول الجارح ثم السب أو الضرب أو القطيعة التى يهمل بها شئونهم ولا يبالى بحاجاتهم مع أننا نعلم قصة الشاب الذى جاء إلى الرسول ص يشكو أباه قائلا ( إن أبى يريد أن يجتاح مالى ) فقال ص ( أنت ومالك لأبيك ) (7) فلا يجوز أن يقوم الأب والأم برعاية الأبناء فى الصغر وعندما يكبر الأبناء ويعتمدون على أنفسهم ينسون فضل آبائهم ، فهذا هو الجحود الذى يستحق فاعله العذاب الأليم فى الدنيا والآخرة . وكما قال تعالى ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ) أي إذا استطاع العبد مقاومة نفسه بالبعد عن الكبائر فان الله يتجاوز له عن صغائر الذنوب التى لا يمكن أن يبتعد عنها البشر .
7) على العصاة المسارعة إلى التوبة والعودة إلى الله والندم على ما ارتكبوا من المعاصى ، وعدم العودة إلى ارتكاب المعاصي ثانية وكما مدح الله عز وجل عباده المؤمنين بالمسارعة إلى الله فقال ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ، أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين ) ففى هذه الآية يوضح الله تعالى أن المؤمنين قد يرتكبون الكبائر ولكنهم لا يصرون عليها بل يتذكرون رؤية الله لهم وقدرته عليهم وعقابه لهم فيسارعون بالتوية وطلب المغفرة . ولعلنا نتعجب أكثر من كرم الله مع العصاة فى حال عودتهم له نادمين تائبين فنرى قوله تعالى ( إلا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ) فهل نرى هذا الكرم من الله مع العصاة مهما بلغت ذنوبهم ، فهم ينتظرون من الله مجرد العفو عنهم ويتخيلون أن هذا الأمل بعيد ولكن الله يفاجئهم بالعفو وزيادة منه يبدل لهم سيئات عمرهم الماضى فى المعاصى والذنوب إلى حسنات .
8) يجب أن نعلم أن المعصية قد تكون فى حق النفس أوفى حق الله أو فى حق العباد ،فى حق النفس مثل شرب السجائر التى تتسبب فى ضياع المال والصحة ، أو العادة السرية التى يقوم بها بعض الشباب فى مرحلة المراهقة ، أو مشاهدة الأفلام الماجنة الخليعة أو المجلات السيئة التى تتعمد نشر الصور والمواضيع المثيرة للشباب صغير السن رغبة فى زيادة التوزيع ولو على حساب هؤلاء الصغار ، ومن المعاصى ما يكون فى حق الله مثل الإهمال فى الصلاة والعبادات عموما وأداء العبادات بفتور وكسل والاقتصار على الفرائض دون أداء السنن ، ومن المعاصى ما يكون فى حق العباد مثل الحسد والنميمة والكذب والرشوة والسرقة والغيبة والسحر . أما بالنسبة للذنوب الخاصة بالنفس وفى حق الله عز وجل فحكمها التوبة وعدم تكرار المعصية أما الذنوب فى حق العباد فحكمها أن ترد الحقوق إلى أصحابها أو التبرع بها فى حالة عدم استطاعة الوصول اليهم مثل المرتشى فى المصالح الحكومية إن قرر التوبة فعليه التخلص من الأموال التى جمعها من الحرام ومثل المرابي فعليه أن يحتفظ برأس المال فقط وأن يتخلص من الزائد عن طريق الربا .
وأخيــرا
نتذكر قول الرسول ص ( الحلال بين والحرام بين ) (8) أى أن الجميع يعلمون ما هو الحلال وما هو الحرام ولكن يحاول البعض خداعنا ببعض المبررات والمزاعم لتحسين ما يفعله فى أعين الناس .
ونتذكر أيضا حديث الرسول ص ( الإثم ما حاك فى صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس ) (9) أى اجعل المقياس أمامك هو خشيتك من علم الناس بما تصنع ، فان كنت ترضى برؤيتهم لك وعلمهم بما تفعل فهو حلال والا فهو أمر مريب تريد أن تخفيه ولا يطلع عليه أحد وهذا دليل على حرمته .
ملحوظـة : الحديث ( 1،3) حسن
الحديث (2، 7،8،9) صحيح
الحديث ( 4،5،6) أثر لم نصل إلى درجته .