من هناك
08-11-2008, 03:23 AM
أمّ الجـرائـم
عام 1492 سقطت غرناطة آخر معقل للعرب في اسبانيا. وشَهَر الغالب المسيحي على المغلوبين المسلم واليهودي سكينا من ثلاث شفرات:
الرحيل، التنصير، السيف.
الآن وبعد خمسة قرون من الخروج من الاندلس يُشهر المغلوبان السابقان (اليهودي الأصولي والمسلم الأصولي) في وجه العربي المسيحي سكينا من شفرة واحدة: التهجير.
إنها أم الجرائم: تهجير المسيحيين من الوطن العربي.
حاليا: الغالب (اليهودية الصهيونية) والمغلوب (الاسلام الصهيوني) يعملان جاهدين في كل من فلسطين والعراق ومصر ولبنان على تهجير العربي المسيحي بوسائل الضغط والترهيب والقتل.
في فلسطين تقلص عدد المسيحيين الى أقل من 15 في المئة خلال ثلاثة عقود,
في العراق جرى خطف وقتل رؤساء الكنائس لكي يرحل الأتباع,.
في لبنان عرضت أميركا على المسيحيين نقلهم بالبواخر خارج لبنان اثناء الحرب الاهلية.
في مصر تذر الفتنة رأسها يوميا بين الاقباط والمسلمين.
في السودان يلوح شبح تقسيم البلد بين شمال مسلم وجنوب مسيحي تعمل الصهيونية والولايات المتحدة على تنفيذه خلال ثلاث سنوات من الآن عبر استفتاء شعبي محتقن يؤدي الى الانفصال.
أبناء الارض والتاريخ
من هم هؤلاء المسيحيون الذين يجري تهجيرهم من أرض آبائهم وأجدادهم عن طريق مخططين اجراميين:
* الاول مخطط صهيوني واع ومبرمج على مراحل،
* والثاني مخطط اسلام سلفي جاهل يحاول ان يقص الجناح الثاني للحضارة العربية الاسلامية.
إنها القبائل المسيحية التي سكنت الجزيرة العربية في مكة والمدينة وبلاد الحجاز وكذلك قطنت بلاد الشام. انها قبائل أياد، تميم، تغلب، قضاعة، طي، مذحج، غسان، ربيعة، حنينة، كندة، عبس.
انهم شعراء العربية العظام أصحاب المعلقات السبع: امرؤ القيس، عنترة بن شداد، عمرو بن كلثوم، طرفة بن العبد، الحارث بن حلّزة، زهير بن ابي سلمى، النابغة الذبياني.
إنهم أحفاد المناذرة والغساسنة الذين ساهموا بشكل أساسي في فتح بلاد الشام بقيادة خالد بن الوليد.
انهم النساك الاتقياء الذين نهى الخليفة الاول أبو بكر الصديق عن التعرض لهم فهم سكان الاديرة وعبدة الرحمن هم الذين صاغ عمر بن الخطاب مشيئته التاريخية (العهدة العمرية) عند فتح القدس لحمايتهم والحفاظ على أموالهم وممتلكاتهم وكرامتهم.
هم الذين حاربوا مع عمرو بن العاص ضد المسيحيين الرومان في فتح مصر والذين تعايشوا مع المسلمين طوال قرون ضمن الحضارة العربية الاسلامية والتي ساهمت الكنيسة القبطية مساهمة فعالة في ازدهارها.
إنهم رجال الدين في لبنان وسوريا وفلسطين وسائر اقطار الوطن العربي الذين حفظوا التراث العربي من الضياع بالحفاظ على مخطوطاته ودواوينه ووثائقه المدونة والمترجمة.
انهم رجال الدين سكان الاديرة في جبال لبنان حماة اللغة العربية ورواد القومية العربية الاوائل.
هم رؤساء الاحزاب العربية القومية والوطنية وأعلام الفكر مثل ميشال عفلق وجورج حبش ووديع حداد ونايف حواتمة وانطون سعادة ومارون عبود وآل اليازجي وآل زيدان ومكرم عبيد وعطاالله حنا وعزمي بشارة وحنان عشراوي والبابا شنودة.
هم رواد المسرح الفني الراقي في مصر وسوريا ولبنان. هم الرسامون والنحاتون الكبار في الوطن وخاصة في العراق. هم الرحابنة وفيروز ووديع الصافي وجبران وميخائيل نعيمة.
هما الزوجتان المسيحيتان للرسول محمد بن عبدالله: خديجة بنت خويلد وماري القبطية.
قلنا سابقا عن لبنان ونعيد:
"اذا هاجر المسيحيون من البلد، يصبح لبنان دار أيتام اسلامية. واذا هاجر المسلمون من البلد، يصبح لبنان دار أيتام مسيحية".
هذا ينطبق على الوطن العربي كله. كيف الوقوف في وجه هذه الجريمة الكبرى المنظمة؟ هناك ثلاثة مواقف مبدئية:
وطنية: مهمة كل وطني، مسلما كان أم مسيحيا أم ملحدا، ان يقول كلمته المنددة بصوت عال... وان يكون ضد التهجير علنا والتحرك المنظم لمنع تنفيذه.
متواطئا: ان يتم السكوت عن هذه الجريمة بحجة الحياد فالخائف المحايد هو متواطىء سلفا.
مجرما: ان تكون في الطرف الآخر المؤيد والمنفذ لمخطط تهجير المسيحيين العرب من أرضهم ووطنهم مهما كان دينك او مذهبك او طائفتك.
محمد خالد
عام 1492 سقطت غرناطة آخر معقل للعرب في اسبانيا. وشَهَر الغالب المسيحي على المغلوبين المسلم واليهودي سكينا من ثلاث شفرات:
الرحيل، التنصير، السيف.
الآن وبعد خمسة قرون من الخروج من الاندلس يُشهر المغلوبان السابقان (اليهودي الأصولي والمسلم الأصولي) في وجه العربي المسيحي سكينا من شفرة واحدة: التهجير.
إنها أم الجرائم: تهجير المسيحيين من الوطن العربي.
حاليا: الغالب (اليهودية الصهيونية) والمغلوب (الاسلام الصهيوني) يعملان جاهدين في كل من فلسطين والعراق ومصر ولبنان على تهجير العربي المسيحي بوسائل الضغط والترهيب والقتل.
في فلسطين تقلص عدد المسيحيين الى أقل من 15 في المئة خلال ثلاثة عقود,
في العراق جرى خطف وقتل رؤساء الكنائس لكي يرحل الأتباع,.
في لبنان عرضت أميركا على المسيحيين نقلهم بالبواخر خارج لبنان اثناء الحرب الاهلية.
في مصر تذر الفتنة رأسها يوميا بين الاقباط والمسلمين.
في السودان يلوح شبح تقسيم البلد بين شمال مسلم وجنوب مسيحي تعمل الصهيونية والولايات المتحدة على تنفيذه خلال ثلاث سنوات من الآن عبر استفتاء شعبي محتقن يؤدي الى الانفصال.
أبناء الارض والتاريخ
من هم هؤلاء المسيحيون الذين يجري تهجيرهم من أرض آبائهم وأجدادهم عن طريق مخططين اجراميين:
* الاول مخطط صهيوني واع ومبرمج على مراحل،
* والثاني مخطط اسلام سلفي جاهل يحاول ان يقص الجناح الثاني للحضارة العربية الاسلامية.
إنها القبائل المسيحية التي سكنت الجزيرة العربية في مكة والمدينة وبلاد الحجاز وكذلك قطنت بلاد الشام. انها قبائل أياد، تميم، تغلب، قضاعة، طي، مذحج، غسان، ربيعة، حنينة، كندة، عبس.
انهم شعراء العربية العظام أصحاب المعلقات السبع: امرؤ القيس، عنترة بن شداد، عمرو بن كلثوم، طرفة بن العبد، الحارث بن حلّزة، زهير بن ابي سلمى، النابغة الذبياني.
إنهم أحفاد المناذرة والغساسنة الذين ساهموا بشكل أساسي في فتح بلاد الشام بقيادة خالد بن الوليد.
انهم النساك الاتقياء الذين نهى الخليفة الاول أبو بكر الصديق عن التعرض لهم فهم سكان الاديرة وعبدة الرحمن هم الذين صاغ عمر بن الخطاب مشيئته التاريخية (العهدة العمرية) عند فتح القدس لحمايتهم والحفاظ على أموالهم وممتلكاتهم وكرامتهم.
هم الذين حاربوا مع عمرو بن العاص ضد المسيحيين الرومان في فتح مصر والذين تعايشوا مع المسلمين طوال قرون ضمن الحضارة العربية الاسلامية والتي ساهمت الكنيسة القبطية مساهمة فعالة في ازدهارها.
إنهم رجال الدين في لبنان وسوريا وفلسطين وسائر اقطار الوطن العربي الذين حفظوا التراث العربي من الضياع بالحفاظ على مخطوطاته ودواوينه ووثائقه المدونة والمترجمة.
انهم رجال الدين سكان الاديرة في جبال لبنان حماة اللغة العربية ورواد القومية العربية الاوائل.
هم رؤساء الاحزاب العربية القومية والوطنية وأعلام الفكر مثل ميشال عفلق وجورج حبش ووديع حداد ونايف حواتمة وانطون سعادة ومارون عبود وآل اليازجي وآل زيدان ومكرم عبيد وعطاالله حنا وعزمي بشارة وحنان عشراوي والبابا شنودة.
هم رواد المسرح الفني الراقي في مصر وسوريا ولبنان. هم الرسامون والنحاتون الكبار في الوطن وخاصة في العراق. هم الرحابنة وفيروز ووديع الصافي وجبران وميخائيل نعيمة.
هما الزوجتان المسيحيتان للرسول محمد بن عبدالله: خديجة بنت خويلد وماري القبطية.
قلنا سابقا عن لبنان ونعيد:
"اذا هاجر المسيحيون من البلد، يصبح لبنان دار أيتام اسلامية. واذا هاجر المسلمون من البلد، يصبح لبنان دار أيتام مسيحية".
هذا ينطبق على الوطن العربي كله. كيف الوقوف في وجه هذه الجريمة الكبرى المنظمة؟ هناك ثلاثة مواقف مبدئية:
وطنية: مهمة كل وطني، مسلما كان أم مسيحيا أم ملحدا، ان يقول كلمته المنددة بصوت عال... وان يكون ضد التهجير علنا والتحرك المنظم لمنع تنفيذه.
متواطئا: ان يتم السكوت عن هذه الجريمة بحجة الحياد فالخائف المحايد هو متواطىء سلفا.
مجرما: ان تكون في الطرف الآخر المؤيد والمنفذ لمخطط تهجير المسيحيين العرب من أرضهم ووطنهم مهما كان دينك او مذهبك او طائفتك.
محمد خالد